السنافية
12-17-2009, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية جديدة أطرحها بين أيديكم وهي قضية أثارت الكثير من الجدل العنيف الدائر في آفاق القضية
في عصرنا وهي ((الشعر الحر)) أو شعر التفعيلة:
تعريف الشعر الحر:
هي تلك الحركة الشعرية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية متحررة من البحور الشعرية المعروفة متخذة من التفعيلة المفردة وحدة وزنية بدلا من البحر المتعدد التفعيلات .
وهو الشعر الذي يعتمد على التفعيلة للمحافظة على الإيقاع الموسيقى للقصيدة ، فليست هناك معايير تحكم الشاعر أو تلزمه بكيفية تكرار هذه التفعيلة في بنية الإيقاع الموسيقى فالذي يحكمها مقتضيات التجربة الشعرية والدفقة الشعورية للشاعر .. ويشترك الشعر الحر مع الشعر المرسل في تحرره من قيد القافية
وقفة::
ولكن ماأقف عليه هو أن الشعر الحر رمي بعدد من الاتهامات والتي هضمت حقه ومكانته وأبرزها أن من النقاد من أخرج ذلك النوع من دائرة الشعر ولم يعده شعرا لتخليه عن نظام القافية وجعلوه متحررا من كافة القيود العروضية وهذا خطأ فادح والصحيح أن هذا النوع من الشعر وإن استغنى عن القافية فقد التزم بوحدة وزنية أساسية وإن تفلت من النظام الوزني المعروف وهو تكرار تفعيلات معينة في كل شطر .
بدايات وتطور::
تطور الشعر العربي بمجرد ظهور الموشحات التي شكلت نقلة نوعية في وصف الشعر وتقاسيمه وتفعيلاته ولم يكن الشعر الحر إلا امتدادا لتلك التطورات والانتفاضة على القافية الموروثة وقد أرجع بعض الدارسين بداياته إلى 1940 وكانت الأسبقية لعدد من الشعراء أبرزهم أحمد باكثير وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة رغم تنازع الأسبقية من قبلها مع باكثير في الريادة لذلك النوع .
أبرز خصائص الشعر الحر::
أولا : وحدة التفعيلة – غالبا – في القصيدة , وهذه التفعيلة , تكون مرتكزا للوزن , وللوحدة الموسيقية .
وينظم شعر التفعيلة , على نوعين من البحور العربية هما :
1-البحور الصافية , ذات التفاعيل المؤتلفة , وهي : الكامل , الرمل , الهزج , الرجز , المتقارب , المتدارك
2-البحور الممزوجة : وهي التي يتألف الشطر فيها من أكثر من تفعيلة واحدة وهما بحران :
السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلن
الوافر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن
إذ يلحظ هنا أن أحدى التفعيلات , قد تكررت في الشطر , وقد يعمد شاعر التفعيلة , إلى استحداث تفعيلات جديدة , ومزج تفعيلات بحر , بتفعيلات بحر آخر
ثانيا : الحرية في عدد التفعيلات الموزعة على كل سطر
ففي شعر التفعيلة أو الشعر الحر , يتصرف الشاعر في عدد التفعيلات في السطر مخضعا ذلك للمعنى ,حتى أن بعضهم قد أوصل عدد التفعيلات إلى عشر في السطر الواحد .
ثالثا : حرية الروي والقافية
إن قصيدة الشعر الحر لاتلتزم نظام الروي والقافية , كما هو الشأن في الشعر العربي , وذلك لأن التزام الروي في نظرهم , يعد من التكرار الممل أولا , وعامل تعطيل لحرية الشاعر ثانيا .
رابعا : خضوع الموسيقى للحالة النفسية التي تصدر عن الشاعر , لا للوزن الشعري الذي يفرض نظاما ثابتا من الإيقاع والنغم .
خامسا: التعقيد في بناء القصيدة وتعدد عناصر البناء
نموذج مما راق لي قصيدة حمزة لفدوى طوقان::
طوق الجندي حواشي الدار
والأفعى تلوت
واتمت ببراعة
اكتمال الدائرة
وتعالت طرقات آمرة
اتركوا الدار!
وجادوا بعطاء
ساعة أو بعض ساعة
فتح الشرفات حمزة
تحت عين الجند للشمس وكبر
ثم نادى
يافلسطين اطمئني
أنا والدار وأولادي قرابين خلاصك
نحن من أجل الله نحيا ونموت
أخيرا:
في وجهة نظري أن الشعر الحر طالما تقيد بتفعيلة ووزن معين حتى لو انتفض على القافية فهو يعد شعرا معترفا به رغم كل تناقضاته أما ماشذ عن ذلك سواء على وحدة التفعيلة أو الوزن فقد يعد نوعا ممجوجا يكون أقرب للخاطرة والنثر منه للشعر.
للإستزادة::
1- الكافي في علم العروض والقوافي للدكتور غالب الشاويش
2- موسيقى الشعر العربي بين القديم والجديد للدكتوره عزة محمد
3-الأدب العربي الحديث للدكتور محمد صالح الشنطي
قضية جديدة أطرحها بين أيديكم وهي قضية أثارت الكثير من الجدل العنيف الدائر في آفاق القضية
في عصرنا وهي ((الشعر الحر)) أو شعر التفعيلة:
تعريف الشعر الحر:
هي تلك الحركة الشعرية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية متحررة من البحور الشعرية المعروفة متخذة من التفعيلة المفردة وحدة وزنية بدلا من البحر المتعدد التفعيلات .
وهو الشعر الذي يعتمد على التفعيلة للمحافظة على الإيقاع الموسيقى للقصيدة ، فليست هناك معايير تحكم الشاعر أو تلزمه بكيفية تكرار هذه التفعيلة في بنية الإيقاع الموسيقى فالذي يحكمها مقتضيات التجربة الشعرية والدفقة الشعورية للشاعر .. ويشترك الشعر الحر مع الشعر المرسل في تحرره من قيد القافية
وقفة::
ولكن ماأقف عليه هو أن الشعر الحر رمي بعدد من الاتهامات والتي هضمت حقه ومكانته وأبرزها أن من النقاد من أخرج ذلك النوع من دائرة الشعر ولم يعده شعرا لتخليه عن نظام القافية وجعلوه متحررا من كافة القيود العروضية وهذا خطأ فادح والصحيح أن هذا النوع من الشعر وإن استغنى عن القافية فقد التزم بوحدة وزنية أساسية وإن تفلت من النظام الوزني المعروف وهو تكرار تفعيلات معينة في كل شطر .
بدايات وتطور::
تطور الشعر العربي بمجرد ظهور الموشحات التي شكلت نقلة نوعية في وصف الشعر وتقاسيمه وتفعيلاته ولم يكن الشعر الحر إلا امتدادا لتلك التطورات والانتفاضة على القافية الموروثة وقد أرجع بعض الدارسين بداياته إلى 1940 وكانت الأسبقية لعدد من الشعراء أبرزهم أحمد باكثير وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة رغم تنازع الأسبقية من قبلها مع باكثير في الريادة لذلك النوع .
أبرز خصائص الشعر الحر::
أولا : وحدة التفعيلة – غالبا – في القصيدة , وهذه التفعيلة , تكون مرتكزا للوزن , وللوحدة الموسيقية .
وينظم شعر التفعيلة , على نوعين من البحور العربية هما :
1-البحور الصافية , ذات التفاعيل المؤتلفة , وهي : الكامل , الرمل , الهزج , الرجز , المتقارب , المتدارك
2-البحور الممزوجة : وهي التي يتألف الشطر فيها من أكثر من تفعيلة واحدة وهما بحران :
السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلن
الوافر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن
إذ يلحظ هنا أن أحدى التفعيلات , قد تكررت في الشطر , وقد يعمد شاعر التفعيلة , إلى استحداث تفعيلات جديدة , ومزج تفعيلات بحر , بتفعيلات بحر آخر
ثانيا : الحرية في عدد التفعيلات الموزعة على كل سطر
ففي شعر التفعيلة أو الشعر الحر , يتصرف الشاعر في عدد التفعيلات في السطر مخضعا ذلك للمعنى ,حتى أن بعضهم قد أوصل عدد التفعيلات إلى عشر في السطر الواحد .
ثالثا : حرية الروي والقافية
إن قصيدة الشعر الحر لاتلتزم نظام الروي والقافية , كما هو الشأن في الشعر العربي , وذلك لأن التزام الروي في نظرهم , يعد من التكرار الممل أولا , وعامل تعطيل لحرية الشاعر ثانيا .
رابعا : خضوع الموسيقى للحالة النفسية التي تصدر عن الشاعر , لا للوزن الشعري الذي يفرض نظاما ثابتا من الإيقاع والنغم .
خامسا: التعقيد في بناء القصيدة وتعدد عناصر البناء
نموذج مما راق لي قصيدة حمزة لفدوى طوقان::
طوق الجندي حواشي الدار
والأفعى تلوت
واتمت ببراعة
اكتمال الدائرة
وتعالت طرقات آمرة
اتركوا الدار!
وجادوا بعطاء
ساعة أو بعض ساعة
فتح الشرفات حمزة
تحت عين الجند للشمس وكبر
ثم نادى
يافلسطين اطمئني
أنا والدار وأولادي قرابين خلاصك
نحن من أجل الله نحيا ونموت
أخيرا:
في وجهة نظري أن الشعر الحر طالما تقيد بتفعيلة ووزن معين حتى لو انتفض على القافية فهو يعد شعرا معترفا به رغم كل تناقضاته أما ماشذ عن ذلك سواء على وحدة التفعيلة أو الوزن فقد يعد نوعا ممجوجا يكون أقرب للخاطرة والنثر منه للشعر.
للإستزادة::
1- الكافي في علم العروض والقوافي للدكتور غالب الشاويش
2- موسيقى الشعر العربي بين القديم والجديد للدكتوره عزة محمد
3-الأدب العربي الحديث للدكتور محمد صالح الشنطي