حامل المسك
02-10-2010, 06:40 PM
أبو أنفال ..
كنت قبل الحلقة أتحدث مع ضيفي الكريم حول الأحداث التي تجري مؤخرا بين مصر والجزائر وهم
إخوة تجمعهم رابطة الدين قبل أي رابطة أخرى , لكن الأحداث الأخيرة المتسارعة ربما تحتاج إلى
كلمة توجيهية , لا سيما أن الذي أثار هذه المشكلة هي رياضة لا تستحق مثل هذه الخصومة بين
إخوة أشقاء .. أترك المجال لضيفي الكريم ..؟
الحقيقة هذه من بلايا الأمة التي والله تحزن القلوب وتحز في النفوس بل وتفتت الأكباد , أنا سمعت
وقرأت بعض ما قيل وكتب في هذه المباراة المصيرية والمعركة الطاحنة التي كانت بين مصر
والجزائر هكذا صوروها وكأننا فتحنا القدس مع الأسف الشديد حين أنتصرت الجزائر في المرة الأولى
وانتصرت مصر في المرة الأخيرة بكل أسف , أنا والله أتألم يا أخي لحالنا نحن العرب والمسلمين
حينما نصرف الكثير من أوقاتنا وجهودنا وأقلامنا وأموالنا في سبيل لعب الكرة وكأن هموم الأمة
أنقضت كلها إلا في مسألة الكرة وكيف نضرب المثل الأعلى للعالم في تفوقنا وقدراتنا الخارقة في مجال اللعب بكرة القدم أو كرة السلة أو الطائرة أو غيرها من هذه الألعاب , نعم الأصل في هذه الألعاب هو الجواز , وقد تكون مستحبة لتنشيط الجسم والترويح عن النفس والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , لكن أن تتحول يا أخي الكرة - كما هو ظاهر - إلى ملهاة تلهى بها الشعوب مع الأسف وتُشغَل أوقاتها ويصرف الكثير الكثير من حياتها من أجل متابعة هذه الكرة أو
تشجيعها أو محاربة المعارضين المناوئين من الفرق الأخرى هذه والله مصيبة وبلية وأنا أجزم يا
أخي أن كرة القدم إنما صنعت بهذه الطريقة التي نراها ولها إتحادات عالمية ويصرف فيها
المليارات من الأموال ولها صحف ومجلات خاصة وقنوات , الآن القنوات الرياضية العربية أكثر من
أي قنوات أخرى بكل أسف , وأنجح القنوات العربية على الإطلاق هي القنوات الرياضية هي
القنوات المربحة , يا أخي شيء محزن يعني كأن هم الأمة مع الأسف الشديد يتركز على هذا ومن
أراد أن ينجح وأن يكون له شأن وظهور وأن يحصل مالا فليدخل في مجال الرياضة , ولهذا لا تعجب
تجد أناسا أحيانا في الأربعين والخمسين والستين بل والثمانين من العمر وكل حياته هذا المسكين - والله إني
أرحمهم وأتعزز لحالهم - كله في الكرة وهمه حفظ اسماء الرياضين والمبارايات وما حصل قبلها في
مباراة قبل خمسين سنة وعشرين سنة وما حصل في الأمس وما سيحصل غدا .. يا اخي أشياء
محزنة , يعني ألهذا خلقنا يا أخي ! للعب واللهو .. وليته لهو بريئ مباح ويؤلف القلوب ويجمع بين
الشعوب ولكنه مع الأسف الآن يستغل ليكون مسمارا يضرب في نعش الأخوة الإسلامية بل حتى
الوحدة الوطنية داخل كل دولة , إلى هذه الدرجة يا أخي ! حتى أنه مع الأسف الشديد نحن نقرأ في
الصحف ونسمع أيضا في بعض وسائل الإعلام أنه أحيانا يحصل قطيعة وعداوة أو ربما طلاق بين
الزوجين وأحيانا بين الوالد وأولاده وبين الأخ وأخيه وبين الجار وجاره والصديق وصديقه بسبب
الإختلاف على تشجيع هذا النادي وذاك يشجع النادي الآخر .. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .. إلى
هذا الحد وصلنا يا أخي ! نعم أنا أقول الآن الغرب وهم الذين شجعوا هذه الكرة بجميع نواديها
وفرقها وإتحاداتها هم جعلوا لها جزءا من وقتهم ولكنهم صرفوا الجزء الأكبر والأهم لما هو أهم
وأنفع لذلك تفوقوا في شتى المجالات المدنية والحضارية , لكن بكل أسف نحن نسينا كل هموم الأمة
وجراحاتها النازفة مع الأسف وركزنا جهدنا كيف نتفوق على الدولة الفلانية وعلى الفريق الفلاني
ونصرف المليارات ونصرف الكثير من الجهود والأوقات ونشغل شعوبنا ونلهيهم بأمور تافهة والله لا قيمة لها هذا لا يجوز والله ولا يصح , ثم أشنع من هذا وأفضع وأبشع أن تكون هذه المباريات واللقاءات الرياضية سببا لتمزيق شمل الأمة وتفتيت الوحدة الإسلامية والطعن في الأخوة الدينية بين المسلمين ..
أنا قرأت بعض ما كتبه الجزائريون عن مصر وبعض ما كتبه المصريون وما قالوه في بعض
الوسائل عن الجزائر حتى والله يا أخي أني أعجب وأنا أستمع لأحدهم وقد رأيته في الإنترنت يعني
أخرج الجزائريين من الإسلام وأخرجهم من العرب حتى ليسوا عربا , يا أخي شيء عجب , جنون , يا أخي مجرد أنك أختلفت معهم في مباراة يعني وصل الحد إلى أن تخرج إخوانك شعب كامل وتاريخه عريق في العروبة وفي الإسلام وفي الإستشهاد في سبيل الله ونصرة قضايا المسلمين قديما وحديثا هكذا تخرجهم بكلمة عبر برنامج أو الكتابة في صحيفة ليسوا مسلمين , وأيضا قالوا أشياء لا أستطيع أن أقولها .. بل وليسوا عربا ثم أيضا ربما يوجد بعض الجهلة مع الأسف الشديد من الجزائريين فيردون الصاع صاعين والكلمة بعشر ويرون أن هذا هو مقتضى الشهامة والرجولة وأننا لن نرضى بالذل والضيم , والله عيب وعار علينا نحن العرب والمسلمين جميعا ومثل هذا لا يجوز أن يتكرر , والذي يحز في النفس يا أخي أنه يتدخل في هذه القضية وزراء بل رؤساء دول , يا أخي ألهذه الدرجه ! يعني يستخفنا هؤلاء الجهلة ويجروننا إلى معركة ساذجة تافهة بها نفضح أنفسنا أمام العالم ونحاول أن نوجد القطيعة بيننا وبين أهلنا وإخواننا في مصر أو في الجزائر , هذا والله لا يجوز , وأنا أتمنى أن يتنادى العقلاء بعد ما حصل وهو شيء ما كان متوقع ومن أسبابه كما تعلم يا شيخ محمد الإعلام وأيضا التدخل من قبل السلطات القائمة مع الأسف في إحدى البلدين , يعني كانت تريد أن تكسب من ورائها مكاسب سياسية ولهذا حاولت أن تجيش شعبها في هذه المباراة وتستغل عواطفه لأجل قضايا سياسية فربما جاءت على عكس ما يريدون , ولهذا ما احتملوا الهزيمة .. هذا عيب ولا يجوز أن تستغل مثل هذه الأشياء مهما حصل فيها من أخطاء وتجاوزات مع أننا نستنكر ما ذكر إن كان صحيحا من تعدي وظلم على بعض المصريين أو بعض الجزائريين أو بعض المصالح العامة التي حصلت في السودان أو في غيره , هذا لا يجوز يا أخي أن يحصل بين إنسانين فضلا عن مسلمين ..
أنا أقول أن العقلاء في هذه الدول يجب أن يضعوا حدا لمثل هذا السفه وأن يوقفوا هؤلاء السفهاء عند حدهم وألا يسمحوا بهذه البذاءة وهذا الفحش من الكلام وهذا الطعن والتجريح عبر وسائل الإعلام , ويجب أن نكون إخوة كما أراد الله سبحانه و تعالى لنا أن نكون [ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ]
المصدر
منتدى الجواب الكافي
كنت قبل الحلقة أتحدث مع ضيفي الكريم حول الأحداث التي تجري مؤخرا بين مصر والجزائر وهم
إخوة تجمعهم رابطة الدين قبل أي رابطة أخرى , لكن الأحداث الأخيرة المتسارعة ربما تحتاج إلى
كلمة توجيهية , لا سيما أن الذي أثار هذه المشكلة هي رياضة لا تستحق مثل هذه الخصومة بين
إخوة أشقاء .. أترك المجال لضيفي الكريم ..؟
الحقيقة هذه من بلايا الأمة التي والله تحزن القلوب وتحز في النفوس بل وتفتت الأكباد , أنا سمعت
وقرأت بعض ما قيل وكتب في هذه المباراة المصيرية والمعركة الطاحنة التي كانت بين مصر
والجزائر هكذا صوروها وكأننا فتحنا القدس مع الأسف الشديد حين أنتصرت الجزائر في المرة الأولى
وانتصرت مصر في المرة الأخيرة بكل أسف , أنا والله أتألم يا أخي لحالنا نحن العرب والمسلمين
حينما نصرف الكثير من أوقاتنا وجهودنا وأقلامنا وأموالنا في سبيل لعب الكرة وكأن هموم الأمة
أنقضت كلها إلا في مسألة الكرة وكيف نضرب المثل الأعلى للعالم في تفوقنا وقدراتنا الخارقة في مجال اللعب بكرة القدم أو كرة السلة أو الطائرة أو غيرها من هذه الألعاب , نعم الأصل في هذه الألعاب هو الجواز , وقد تكون مستحبة لتنشيط الجسم والترويح عن النفس والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , لكن أن تتحول يا أخي الكرة - كما هو ظاهر - إلى ملهاة تلهى بها الشعوب مع الأسف وتُشغَل أوقاتها ويصرف الكثير الكثير من حياتها من أجل متابعة هذه الكرة أو
تشجيعها أو محاربة المعارضين المناوئين من الفرق الأخرى هذه والله مصيبة وبلية وأنا أجزم يا
أخي أن كرة القدم إنما صنعت بهذه الطريقة التي نراها ولها إتحادات عالمية ويصرف فيها
المليارات من الأموال ولها صحف ومجلات خاصة وقنوات , الآن القنوات الرياضية العربية أكثر من
أي قنوات أخرى بكل أسف , وأنجح القنوات العربية على الإطلاق هي القنوات الرياضية هي
القنوات المربحة , يا أخي شيء محزن يعني كأن هم الأمة مع الأسف الشديد يتركز على هذا ومن
أراد أن ينجح وأن يكون له شأن وظهور وأن يحصل مالا فليدخل في مجال الرياضة , ولهذا لا تعجب
تجد أناسا أحيانا في الأربعين والخمسين والستين بل والثمانين من العمر وكل حياته هذا المسكين - والله إني
أرحمهم وأتعزز لحالهم - كله في الكرة وهمه حفظ اسماء الرياضين والمبارايات وما حصل قبلها في
مباراة قبل خمسين سنة وعشرين سنة وما حصل في الأمس وما سيحصل غدا .. يا اخي أشياء
محزنة , يعني ألهذا خلقنا يا أخي ! للعب واللهو .. وليته لهو بريئ مباح ويؤلف القلوب ويجمع بين
الشعوب ولكنه مع الأسف الآن يستغل ليكون مسمارا يضرب في نعش الأخوة الإسلامية بل حتى
الوحدة الوطنية داخل كل دولة , إلى هذه الدرجة يا أخي ! حتى أنه مع الأسف الشديد نحن نقرأ في
الصحف ونسمع أيضا في بعض وسائل الإعلام أنه أحيانا يحصل قطيعة وعداوة أو ربما طلاق بين
الزوجين وأحيانا بين الوالد وأولاده وبين الأخ وأخيه وبين الجار وجاره والصديق وصديقه بسبب
الإختلاف على تشجيع هذا النادي وذاك يشجع النادي الآخر .. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .. إلى
هذا الحد وصلنا يا أخي ! نعم أنا أقول الآن الغرب وهم الذين شجعوا هذه الكرة بجميع نواديها
وفرقها وإتحاداتها هم جعلوا لها جزءا من وقتهم ولكنهم صرفوا الجزء الأكبر والأهم لما هو أهم
وأنفع لذلك تفوقوا في شتى المجالات المدنية والحضارية , لكن بكل أسف نحن نسينا كل هموم الأمة
وجراحاتها النازفة مع الأسف وركزنا جهدنا كيف نتفوق على الدولة الفلانية وعلى الفريق الفلاني
ونصرف المليارات ونصرف الكثير من الجهود والأوقات ونشغل شعوبنا ونلهيهم بأمور تافهة والله لا قيمة لها هذا لا يجوز والله ولا يصح , ثم أشنع من هذا وأفضع وأبشع أن تكون هذه المباريات واللقاءات الرياضية سببا لتمزيق شمل الأمة وتفتيت الوحدة الإسلامية والطعن في الأخوة الدينية بين المسلمين ..
أنا قرأت بعض ما كتبه الجزائريون عن مصر وبعض ما كتبه المصريون وما قالوه في بعض
الوسائل عن الجزائر حتى والله يا أخي أني أعجب وأنا أستمع لأحدهم وقد رأيته في الإنترنت يعني
أخرج الجزائريين من الإسلام وأخرجهم من العرب حتى ليسوا عربا , يا أخي شيء عجب , جنون , يا أخي مجرد أنك أختلفت معهم في مباراة يعني وصل الحد إلى أن تخرج إخوانك شعب كامل وتاريخه عريق في العروبة وفي الإسلام وفي الإستشهاد في سبيل الله ونصرة قضايا المسلمين قديما وحديثا هكذا تخرجهم بكلمة عبر برنامج أو الكتابة في صحيفة ليسوا مسلمين , وأيضا قالوا أشياء لا أستطيع أن أقولها .. بل وليسوا عربا ثم أيضا ربما يوجد بعض الجهلة مع الأسف الشديد من الجزائريين فيردون الصاع صاعين والكلمة بعشر ويرون أن هذا هو مقتضى الشهامة والرجولة وأننا لن نرضى بالذل والضيم , والله عيب وعار علينا نحن العرب والمسلمين جميعا ومثل هذا لا يجوز أن يتكرر , والذي يحز في النفس يا أخي أنه يتدخل في هذه القضية وزراء بل رؤساء دول , يا أخي ألهذه الدرجه ! يعني يستخفنا هؤلاء الجهلة ويجروننا إلى معركة ساذجة تافهة بها نفضح أنفسنا أمام العالم ونحاول أن نوجد القطيعة بيننا وبين أهلنا وإخواننا في مصر أو في الجزائر , هذا والله لا يجوز , وأنا أتمنى أن يتنادى العقلاء بعد ما حصل وهو شيء ما كان متوقع ومن أسبابه كما تعلم يا شيخ محمد الإعلام وأيضا التدخل من قبل السلطات القائمة مع الأسف في إحدى البلدين , يعني كانت تريد أن تكسب من ورائها مكاسب سياسية ولهذا حاولت أن تجيش شعبها في هذه المباراة وتستغل عواطفه لأجل قضايا سياسية فربما جاءت على عكس ما يريدون , ولهذا ما احتملوا الهزيمة .. هذا عيب ولا يجوز أن تستغل مثل هذه الأشياء مهما حصل فيها من أخطاء وتجاوزات مع أننا نستنكر ما ذكر إن كان صحيحا من تعدي وظلم على بعض المصريين أو بعض الجزائريين أو بعض المصالح العامة التي حصلت في السودان أو في غيره , هذا لا يجوز يا أخي أن يحصل بين إنسانين فضلا عن مسلمين ..
أنا أقول أن العقلاء في هذه الدول يجب أن يضعوا حدا لمثل هذا السفه وأن يوقفوا هؤلاء السفهاء عند حدهم وألا يسمحوا بهذه البذاءة وهذا الفحش من الكلام وهذا الطعن والتجريح عبر وسائل الإعلام , ويجب أن نكون إخوة كما أراد الله سبحانه و تعالى لنا أن نكون [ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ]
المصدر
منتدى الجواب الكافي