العنكبوت
02-11-2010, 01:12 AM
الموضوع تعريف وهو منقول حرفيا ( ماعدى مالون بالاحمر ) كما وجدته وقد اتطرق مستقبلا لامر اخر انا اول الباحثين عنه وهو طريقة قراءة القصيده من اكثر من وجه وهذا هو سبب عزوفي عن قراءة ومتابعة الشعر .
..................................
النقائض لغة : جمعٌ مفرده نقيضة والنقض إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء ، ونقض البناء هدمه ، ونقض الحبل إذا حلّه ، ونقض العهد إذا تحلل منه ، والنقض ضد الإبرام لذلك قالوا: ( نقائض جرير والفرزدق ) والمناقضة في القول أن تتكلم بخلاف معناه . ( منقول )
الاصطلاح الأدبي هو : أن يتجه الشاعر إلى آخر بقصيدة هاجيا ً مفتخرا ً ملتزما ً البحر الذي اختاره الأول والقافية ذاتها وحركة الروي ، إذا ً فلا بد من وحدة الموضوع ووحدة البحر والقافية والروي . ( منقول )
وبالاصطلاح العسكري المُعاصر فإنها : الهجوم المُضاد باستخدام نفس الأسلحة والأدوات .
كان مبدأ هذا الفن في العصر الجاهلي ؛ إذ يتصاول شعراء القبائل المتعادية بينهم بأنواع الهجاء كجزء من التعبئة المعنوية في الحرب ، وكجزءٍ من إضعاف الخصم وتفتير قوته ( الحرب النفسيّة ) وإضافةً لذلك فإن الشعر كان أداة العرب الإعلامية ووسيلة نشرهم ذلك الزمان !
وقد تحول هذا الفن بعد مجيء الإسلام وعهد النبوة إلى منحى آخر خلاف نشأته وشبابه في الجاهلية ؛ فقد كانت النقائض تقوم على أسباب عِرقيّة قبلية في الجاهلية ، وتحولت بعد مجيء الإسلام إلى منازلات دينية عقدية قامت بين شعراء الإسلام وشعراء الكفر ؛ إذ غلبت الشقوة بعض كفّار قريش وغيرها فهجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانبرى لهم حينئذ عددٌ من شعراء الصحابة يردون عليهم مثل حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك ، إلا أن أريّحهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان حسّان بن ثابت الذي شفى النفس منهم وتأيد بالروح القدس ؛ فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اهجوا قريشاً فإنه أشدّ عليهم من رشق النبل ، فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم ! فهجاهم فلم يرض ! فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسّان بن ثابت فلما دخل حسّان قال : آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ! ثم دلع لسانه فجعل يُحركه وقال : والذي بعثك بالحق لأفريّنهم فري الأديم .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : وتعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسباً حتى يخلص لك نسبي ، فأتاه حسّان ثم رجع فقال : يا رسول الله قد خلص لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجينة . قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هجاهم حسان فشفى وأشفى )) .
إلاّ أن هذا الفن قد خفت بريقه ، وانطفأ سعاره بعد سيادة الإسلام على جزيرة العرب ودخولهم فيه والتزامهم أدب الإسلام ومزاجه في التعامل والمؤاخاة . لكنهُ ما عاد أن نشط بعد ذلك مرةً أُخرى : وبالأخص في عهد الدولة الأموية ؛ إذْ أن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى نقص الوازع الديني قد ولّد عند بعض الشعراء الرغبة في تحريك كوامن الشعر عندهم ولو على سبيل التسليّة أو افتعال الموقف ! وعلى ذلك فتختلف قوائم هذا الفن ؛ فمنه ما يقوم على الشحناء والمباغضة والمفاصلة ، ومنه ما يقوم على التسلية ولهو الحديث .
ولعل أشهر هذه النقائض على الإطلاق هي تلك التي قامت بين الفرزدق وجرير والأخطل ، وهم لا شك فحول الشعراء في الدولة الأموية ؛ بله ومن فحول العربية نفسها .
وقد سجّل لنا التاريخ عن هذه الحقبة الأدبية من فن النقائض أروع ما نُظم فيها - مما لا زال النقدَة والشرّاح يؤلفون فيه إلى يومنا هذا وينهلون منه .
ولعلي أرى فيما بعد بأن النقائض في الجاهلية كانت قوميّة قبليّة ، بينما في العهد النبوي كانت عقدية دينيّة ، واستحالت في العصر الأموي إلى أدبيّة لغويّة لم تخلُ من فحيح النفَس القبلي بكل تأكيد .
( وارى انها الان قبليه وتضيق اكثر لتصبح عائليه )
ونستطيع القول بالجُملة أن فن النقائض شبيه في العصر الحالي بفن ( القلطة ) في الشعر الشعبي ، والفارق يكمن في أن شعر القلطة يستلزم المباشرة في الرد وسرعة البديهة في النقض ( الوقت ) ، فيما أنّ شعر النقائض لا يلزمه ذلك . ( الملاحظة منقولة ) .
كما أني أريد التفريق بين فن المعارضات وفن النقائض ؛ إذْ أنّ فن المعارضات يقوم على المحاذاة والمنافسة للقصيدة الأم ، بله والإعجاب بها في الأصل ! بينما فن النقائض يقوم على هدم القصيدة البَدْع ، وتفتيت أفكارها ، والإجهاز عليها تماماً ، ومن ثم تحويل أفكارها إلى سقط متاع لا يستلزم النظر له أو الوقوف عليه !
وعلى الجملة ، فلا شك بأنّ هذا الفنّ وعلى امتداده الطويل : قد أثرى المكتبة العربية بصنوف منوّعة من فنون اللغة وأساليب الكلام ودلائل الأنساب ، بصرف النظر عما اعتراه أو صاحبَهُ من قبائح الألفاظ وإحن النفوس .
.......................
ولنا عوده دمتم بخير
..................................
النقائض لغة : جمعٌ مفرده نقيضة والنقض إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء ، ونقض البناء هدمه ، ونقض الحبل إذا حلّه ، ونقض العهد إذا تحلل منه ، والنقض ضد الإبرام لذلك قالوا: ( نقائض جرير والفرزدق ) والمناقضة في القول أن تتكلم بخلاف معناه . ( منقول )
الاصطلاح الأدبي هو : أن يتجه الشاعر إلى آخر بقصيدة هاجيا ً مفتخرا ً ملتزما ً البحر الذي اختاره الأول والقافية ذاتها وحركة الروي ، إذا ً فلا بد من وحدة الموضوع ووحدة البحر والقافية والروي . ( منقول )
وبالاصطلاح العسكري المُعاصر فإنها : الهجوم المُضاد باستخدام نفس الأسلحة والأدوات .
كان مبدأ هذا الفن في العصر الجاهلي ؛ إذ يتصاول شعراء القبائل المتعادية بينهم بأنواع الهجاء كجزء من التعبئة المعنوية في الحرب ، وكجزءٍ من إضعاف الخصم وتفتير قوته ( الحرب النفسيّة ) وإضافةً لذلك فإن الشعر كان أداة العرب الإعلامية ووسيلة نشرهم ذلك الزمان !
وقد تحول هذا الفن بعد مجيء الإسلام وعهد النبوة إلى منحى آخر خلاف نشأته وشبابه في الجاهلية ؛ فقد كانت النقائض تقوم على أسباب عِرقيّة قبلية في الجاهلية ، وتحولت بعد مجيء الإسلام إلى منازلات دينية عقدية قامت بين شعراء الإسلام وشعراء الكفر ؛ إذ غلبت الشقوة بعض كفّار قريش وغيرها فهجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانبرى لهم حينئذ عددٌ من شعراء الصحابة يردون عليهم مثل حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك ، إلا أن أريّحهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان حسّان بن ثابت الذي شفى النفس منهم وتأيد بالروح القدس ؛ فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اهجوا قريشاً فإنه أشدّ عليهم من رشق النبل ، فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم ! فهجاهم فلم يرض ! فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسّان بن ثابت فلما دخل حسّان قال : آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ! ثم دلع لسانه فجعل يُحركه وقال : والذي بعثك بالحق لأفريّنهم فري الأديم .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : وتعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسباً حتى يخلص لك نسبي ، فأتاه حسّان ثم رجع فقال : يا رسول الله قد خلص لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجينة . قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هجاهم حسان فشفى وأشفى )) .
إلاّ أن هذا الفن قد خفت بريقه ، وانطفأ سعاره بعد سيادة الإسلام على جزيرة العرب ودخولهم فيه والتزامهم أدب الإسلام ومزاجه في التعامل والمؤاخاة . لكنهُ ما عاد أن نشط بعد ذلك مرةً أُخرى : وبالأخص في عهد الدولة الأموية ؛ إذْ أن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى نقص الوازع الديني قد ولّد عند بعض الشعراء الرغبة في تحريك كوامن الشعر عندهم ولو على سبيل التسليّة أو افتعال الموقف ! وعلى ذلك فتختلف قوائم هذا الفن ؛ فمنه ما يقوم على الشحناء والمباغضة والمفاصلة ، ومنه ما يقوم على التسلية ولهو الحديث .
ولعل أشهر هذه النقائض على الإطلاق هي تلك التي قامت بين الفرزدق وجرير والأخطل ، وهم لا شك فحول الشعراء في الدولة الأموية ؛ بله ومن فحول العربية نفسها .
وقد سجّل لنا التاريخ عن هذه الحقبة الأدبية من فن النقائض أروع ما نُظم فيها - مما لا زال النقدَة والشرّاح يؤلفون فيه إلى يومنا هذا وينهلون منه .
ولعلي أرى فيما بعد بأن النقائض في الجاهلية كانت قوميّة قبليّة ، بينما في العهد النبوي كانت عقدية دينيّة ، واستحالت في العصر الأموي إلى أدبيّة لغويّة لم تخلُ من فحيح النفَس القبلي بكل تأكيد .
( وارى انها الان قبليه وتضيق اكثر لتصبح عائليه )
ونستطيع القول بالجُملة أن فن النقائض شبيه في العصر الحالي بفن ( القلطة ) في الشعر الشعبي ، والفارق يكمن في أن شعر القلطة يستلزم المباشرة في الرد وسرعة البديهة في النقض ( الوقت ) ، فيما أنّ شعر النقائض لا يلزمه ذلك . ( الملاحظة منقولة ) .
كما أني أريد التفريق بين فن المعارضات وفن النقائض ؛ إذْ أنّ فن المعارضات يقوم على المحاذاة والمنافسة للقصيدة الأم ، بله والإعجاب بها في الأصل ! بينما فن النقائض يقوم على هدم القصيدة البَدْع ، وتفتيت أفكارها ، والإجهاز عليها تماماً ، ومن ثم تحويل أفكارها إلى سقط متاع لا يستلزم النظر له أو الوقوف عليه !
وعلى الجملة ، فلا شك بأنّ هذا الفنّ وعلى امتداده الطويل : قد أثرى المكتبة العربية بصنوف منوّعة من فنون اللغة وأساليب الكلام ودلائل الأنساب ، بصرف النظر عما اعتراه أو صاحبَهُ من قبائح الألفاظ وإحن النفوس .
.......................
ولنا عوده دمتم بخير