المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستنـســــــاخ


abonayf
08-29-2005, 03:50 PM
من أهم الموضوعات العلميه التي فرضت نفسها علي الوسط العلمي و الأوساط العامه في السنوات القليله الماضيه وحتي الآن هو موضوع الاستنساخ. وقد قمت بالبحث في الانترنت ومقالات علميه متخصصه وضهرة بهذه النتيجه والموضوع شائك وكبير وحاولت قدر الامكان التلخيص واخذ ما يؤدي الى فهم الموضوع دون ان أدخل في كثير من التفاصيل وساقوم بكتابته على جزئين هذا الجزء حاولت فيه ان ابين معنى الاستنساخ وكيفيته والتطرق ببعض الشرح ولو كان ( موجزا ) عن اطفال الانابيب وسوف اقدم في الجزء الثاني حكمه من الناحيه الدينيه وسلبياته وايجابياته وما يمكن ان يقدم للانسانيه .
اخوكم / ابو نايف

أصبح أول ما يتبادر إلي ذهن معظم الناس بمجرد سماع كلمة "استنساخ" هو أن العلماء أصبحوا يتسابقون علي أخذ خليه من أي انسان أو أحد المشاهير لانتاج طفل هو نسخه طبق الأصل منه.
تعريف الاستنساخ:
كلمة "Cloning" أو استنساخ تعني عمل نسخه جينيه طبق الأصل للنسخه الجينيه الأصليه لأي كائن سواء من النباتات أو الحيوانات.
أمثله مختلفه للاستنساخ في الطبيعه:
منذ بلايين السنين وحتي الآن يتم في الطبيعه عمليات كثيره للاستنساخ بدون تدخل الانسان.
فمثلاً بعض الحيوانات مثل اللافقريات الصغيره من الديدان وبعض أنواع الأسماك و السحالي و الضفادع تحدث لها في الطبيعه عمليات استنساخ. إن البويضات الغير مخصبه لهذه الحيوانات يمكن لها تحت ظروف معينه في الطبيعه أن تنمو لتكون الحيوان الكامل و بذلك تعتبر نسخه "Clone" من الانثي التي وضعت البويضات.
وأيضاً في عالم النباتات تحدث عمليات استنساخ طبيعيه لبعض النباتات مثل الفراوله و البطاطس و البصل. فعندما ينمو جزء من الجذع يسمى "runner" يمكن له ان يمتد بجوار النبات الأصلي و يتكون له جذور ثم يتحول إلي نبات كامل جديد يعتبر نسخه طبق الأصل من النبات الأصلي. وقد استفاد الانسان من هذه الظاهرة الطبيعيه منذ آلاف السنين حيث يقوم بتقطيع جزء من النبات و زرعه لينمو نبات جديد هو نسخه طبق الأصل من النبات الذي قطع منه هذا الجزء.

تجارب ناجحه للاستنساخ في المعمل:
لقد لاحظ العلماء و درسوا ما يحدث من عمليات استنساخ في الطبيعه و حاولوا أن يجروا تجارب مماثله علي النباتات و الحيوانات اعتماداً علي نفس الفكره الأساسيه للاستنساخ الطبيعي.
أما في المجال الحيواني فنلاحظ أيضاً أن التجارب الأولي كانت مماثله تماماً و معتمدة علي فكرة تكوين التوائم المتطابقه في الطبيعه. وقد تمت هذه التجارب بنجاح كبير. ومن أهم هذه التجارب هو تقسيم الجنين المتكون من عدة خلايا وفصل هذه الخلايا عن بعضها البعض. ومن خصائص هذه الخلايا هو قدرتها علي الأنقسام لتكوين جنين آخر يعتبر نسخه طبق الأصل من حيث الموروث الجيني للجنين الأصلي الذي تم تقسيمه.وقد زرعت هذه الأجنه المتكونه في رحم الحيوان و نتج من ذلك ولادة توائم متطابقه من البقر و الخراف و الخنازير و غيرها من الحيوانات.
تجربة دوللي و لماذا هي مختلفه؟
في عام 1997 اعلن علماء من معهد "روزلين" الاسكتلندي أنه تم ولادة النعجه "دوللي" المستنسخه و نشر هذا البحث الهام في مجلة "Nature" وهي من أهم المجلات العلميه في العالم. وقد لاقي هذا البحث العلمي ردود فعل واسعه النطاق و اثار اهتماماً كبيراً في الأوساط العلميه. والسبب في هذا ان الاستنساخ الذي تم هذه المره كان عن طريق نقل نواه خليه "متخصصه" من جسم حيوان بالغ إلي داخل البويضه بعد تفريغها من النواه. وهذا يعتبر نجاحاً علمياً غير مسبوق.
وبعد نجاح عملية الاستنساخ للنعجه دوللي توالت الأبحاث في المراكز المختلفه و نجح العلماء في إعادة التجربه اعتماداً علي نفس الفكره. وقد نشرت الأبحاث العلميه تعلن عن ولادة فئران مستنسخه في عام 1997 و البقر في عام 1998 و الخنازير في عام 2000 والقطط في عام 2002.
والسؤال الآن هو: ما هو الداعي لاستنساخ الحيوانات حيث أنها تتكاثر طبيعياً؟
إن السبب الرئيسي وراء هذه التجارب لاستنساخ الحيوانات هو استنساخ أنواع نادرة من الحيوانات معدله وراثياً مثل البقر أو الغنم المعدل وراثياً لانتاج أنسولين انساني أو البقر المعدل وراثياً لانتاج لبن انساني شبيه بلبن الأم.
التجارب التي اجريت علي الانسان:
بعيداً عن الضجه الاعلاميه و الأضواء بدأت مجموعات مختلفه من العلماء في اجراء التجارب علي بويضات الانسان. وحتي لا تثار العراقيل ضدهم فقد أطلقوا علي هذه التجارب اسم " نقل النواه" أو "nuclear transfer" و حاولوا أن يتجنبوا لفظ "الاستنساخ".
وكان الهدف الأساسي لمعظم هذه الأبحاث هو انتاج الجنين في مراحله الأولي لأخذ خلاياه و التي تعتبر في هذه المرحله غير متخصصه ( خلايا جذعيه) (Stem cells).
ويجب هنا أن نفرق بين نوعين من الاستنساخ في الانسان.
النوع الأول و الذي يثار حوله الضجه الاعلاميه يجري بهدف ولادة طفل مستنسخ وهو ما يسمي "reproductive cloning" بمعني الاستنساخ بهدف التكاثر والذي قد نجح فعلاً في مجال الحيوانات منذ عام 1997 وحتي الآن.
أما النوع الآخر و الذي يعتبر ذو أهميه كبيرة فهو الاستنساخ بغرض تكوين خلايا جذعيه يمكن أن تتحول إلي خلايا متخصصه لعلاج كثير من الأمـراض. وهــذا النوع يسـمي "Therapeutic cloning" بمعني الاستنساخ العلاجي.
لماذا يقحم موضوع أطفال الأنابيب عند ذكر كلمة الاستنساخ؟
بمجرد ذكر كلمة الاستنساخ يربط كثير من الناس بينها وبين أطفال الأنابيب. و الحقيقه أنه ليس هناك علاقة لأطفال الأنابيب بالاستنساخ. إن أطفال الأنابيب أو "الاخصاب خارج الجسم ونقل الأجنه" هو عملية اخصاب طبيعي للبويضه بواسطة الحيوان المنوي ولكنها تتم في المعمل. والجنين المتكون هو مثل الجنين الذي يتم الحمل فيه تلقائياً في الحياه الزوجيه العاديه و يحمل الموروث الجيني من الأب والأم ويتم زرعه إلي رحم الأم لينمو و يكمل تسعة أشهر حتي الولاده.
لكن السبب الرئيسي الذي أدي إلي الالتباس بين أطفال الأنابيب و الاستنساخ هو أن التكنولوجيا و الأجهزه المستخدمه لنقل النواه في عملية الاستنساخ هي نفسها الموجوده في معامل أطفال الأنابيب لاجراء ما يسمي بعملية الحقن المجهري السيتوبلازمي
هل البويضه بدون نواه مجرد وعاء؟
الحقيقه أن الأمر ليس كذلك بهذه الصوره الساذجه. إن البويضه حتي بعد نزع النواه منها فهي تحتوي علي السائل السيتوبلازمي الملىء بمئات من الجسيمات المختلفه ذات وظائف في غاية الأهميه و الحيويه. ومن أهم هذه الجسيمات الحيويه ما يعرف باسم الميتوكوندريا "mitochondria" والبالغ عددها عدة مئات في كل خليه. وجدير بالذكر انها تتكون أيضاً من الحامض النووي "DNA" مثل النواه وبذلك فهي الجسيم الوحيد في الخليه المحتوي علي "DNA" خارج النواه. وأيضاً من الحقائق الهامه ان الميتوكوندريا تورث عبر الأجيال من الأم فقط وليس من الأب. معني ذلك أنه بالرغم من احتواء الجنين المتكون بالاستنساخ علي النسخه الجينيه الكامله المطابقه للنواه المنقوله إلا أن خلاياه بها أيضاً DNA آخر موروث من البويضه التي يزعم انها "مفرغه" و موجود في عدة مئات من الجسيمات الصغيره المسماه بالميتوكوندريا.
وتحتوي كل ميتوكوندريا علي حوالي 37 جين و معظمها يتحكم في عملية الأكسده الفسفوريه للخليه وهي وظيفه في غاية الأهميه وقد وجد أن هناك علاقة بين أي خلل في وظيفة الميتوكوندريا وبين الأمراض الوراثيه العصبيه وأمراض وهن العضلات.
كما أنه جدير بالذكر أن الجينات الموجوده بالنواه ليست فقط مجرد ترتيب و تسلسل معين للحامض النووي (DNA sequence) و لكنها تتحكم في وظائف الخليه بالمشاركه التامه مع الجسيمات الصغيره الموجوده في السيتوبلازم عن طريق نوع معين من الحامض النووي يسمي " الرسول" أو (mRNA) الذي يحمل الرساله أو الشفره الجينيه من داخل النواه إلــي السيتوبلازم حيث تدخـــل فــي أجـــسام أخـــري تســمي ريبوزوم (ribosomes) لتكوين البروتينات المختلفه التي تنعكس علي وظائف الخلايا. ومن هنا نري الدور الحيوي الذي يشارك به السيتوبلازم في وظائف الخليه المختلفه عن طريق مئات الأجسام المحتويه علي DNA وأيضاً mRNA بقدر لا يقل أهميه عن النواه نفسها.
ويتضح مما سبق أنه من الخطأ أن نعتقد أن نقل النواه إلي البويضه المفرغه سوف ينتج عنه نسخه طبق الأصل من الشخص الذي أخذت منه النواه .

أبو عبدالعزيز
08-29-2005, 04:04 PM
شكراً اخوي ابو نايف على المعلومات القيمة ..............والى الامام دوماً

الساعدي
08-29-2005, 05:01 PM
لا حول ولا قوة الا بالله اصبحوا يظاهون الله .
مشكور ابو نايف علي تميزك

abonayf
08-29-2005, 07:23 PM
حياكم الله ويامرحبا

ابو عهد 099
08-31-2005, 02:33 AM
اثبت جدارتك بأحقية إختيارك كعضو مميز



يسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــو

ابووسام
08-31-2005, 03:13 AM
اعوذ بالله والله فاضين ماعندهم شي


شكرا ابو نايف

عثمان الثمالي
08-31-2005, 02:40 PM
شكراً اخوي ابو نايف على المعلومات القيمة

abonayf
09-01-2005, 12:33 AM
حياكم الله وقريبا الحكم الشرعي كما وعدنا