المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلا م جميل في فضل العلم


أبو عبدالعزيز
08-29-2005, 03:57 PM
العلم

لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك ، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك = لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه ، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة ؟!

ولو لم يكن من نقص الجهل ، إلا أن صاحبه يحسد العلماء ، ويغبط نظراءه من الجهال = لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه ، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة ؟!

لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به ، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم ، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس ، لكان ذلك أعظم داع إليه ، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره ؟!

ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،

وفي مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم ؛ فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج ، والنرد ، والخمر ، والأغاني ، وركض الدواب في طلب الصيد ، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة ، وأما فائدة ، فلا فائدة .

من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه = كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر ، وكغارس الشَّعراء [شجرة من الحمض] حيث يزكو النخل والزيتون.

نشر العلم عند من ليس من أهله مفسد لهم ، كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى ، أو كتشميمك المسك والعنبر لمن به صداع من احتدام الصفراء.

الباخل بالعلم ، ألأم من الباخل بالمال ؛ لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده ، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة ، ولا يفارقه مع البذل.

من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره ؛ فلا يشغلها بسواه ، فيكون كغارس النارجيل بالأندلس، وكغارس الزيتون بالهند، وكل ذلك لا ينجب.

أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى ، وما أعانك على الوصول إلى رضاه.

انظر في المال والحال والصحة إلى من دونك ، وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.

العلوم الغامضة كالدواء القوي ، يُصْلح الأجساد القوية ، ويُـهْلك الأجساد الضعيفة.

وكذلك العلوم الغامضة ؛ تزيد العقل القوي جودة وتصفية من كل آفة ، وتهلك ذا العقل الضعيف.

لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها ، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ، ويقدرون أنهم يصلحون.

من أراد خير الآخرة ، وحكمة الدنيا ، وعدل السيرة ، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها ، واستحقاق الفضائل بأسرها = فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليستعمل أخلاقه ، وسيره ما أمكنه ، أعاننا الله على الاتساء به ، بمنّه آمين.

غاظني أهل الجهل مرتين من عمري:

أحدهما: بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي،

والثاني: بسكوتهم عن الكلام بحضرتي ، فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم ، ناطقون فيما يضرهم.

وسرني أهل العلم مرتين من عمري:

أحدهما: بتعليمي أيام جهلي،

والثاني بمذاكرتي أيام عملي.

من فضل العلم والزهد في الدنيا ، أنهما لا يؤتيهما الله عز وجل إلا أهلهما ومستحقهما ،

ومن نقص علو أحوال الدنيا من المال والصوت ، أن أكثر ما يقعان في غير أهلهما وفيمن لا يستحقهما.

سليل المجد
08-30-2005, 02:25 PM
ما شاء الله

جزاك الله خيرا يا أبا عبدالعزيز

على هذه المشاركة الطيبة

والموضوع المفيد

وفقك الله ، وبانتظار المزيد ..

الساعدي
08-30-2005, 06:44 PM
مشكور على المعلومات المميزه وللأمام
نتمنى لك التوفيق

ابو عهد 099
08-31-2005, 02:31 AM
تعبير رائع يــــــــــدل علـــــى صاحبـــــــه


يسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــو

ابووسام
08-31-2005, 03:16 AM
العلم نور لطريق المتعلم

شكرا لك ابو عبدالعزيز

موضوع جمل جدا