مشاهدة النسخة كاملة : هنا المقال التربوي
صقر قريش
01-15-2011, 08:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا المقالات التربوية في الصحف لكل مايتعلق بشؤن التربية والتعليم
دور التعليم الإلكتروني في تطوير العملية التعليمية
د.صلاح بن فهد الشلهوب
تشهد المملكة في هذه المرحلة حراكا كبيرا في مجال التعليم بمختلف مستوياته؛ إيمانا من حكومة خادم الحرمين الشريفين بأهمية التعليم في إحداث نقلة نوعية شاملة في المجتمع في مختلف نواحي الحياة، وحاجة المملكة إلى الاستثمار في الاقتصاد المعرفي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتوفير سبل عيش أفضل للمجتمع بمختلف شرائحه.
خلال الفترة الماضية انعقد المؤتمر الدولي للجودة الشاملة في التعليم العام، وذلك في الفترة من 4 إلى 7 صفر 1432هـ في الرياض، وذلك يمكن أن يكون واحدة من الخطوات في طريق التطوير وتحقيق الجودة الشاملة في التعليم العام في المملكة.
الحقيقة، أن التعليم العام في أي مجتمع ركيزة أساسية يعتمد عليها بشكل رئيس، فأي رب أسرة يلامس بشكل مباشر ما يحصل في التعليم العام، سواء كان ذلك إيجابيا أو سلبيا؛ نظرا لانعكاس ذلك على مستوى التعليم لدى أبنائه.
في الفترة الماضية عملت الوزارة على الاستفادة الكبيرة من دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للتعليم، وذلك من خلال الكثير من برامج التطوير التي تعكف عليها اليوم، وانعكس ذلك على تغيير في المناهج والوسائل التعليمية المتنوعة.
من الأمور المهمة التي تطرح في ساحة التعليم بشكل عام مسألة تهيئة الطالب بالمهارات والوسائل التي تساعده على الوصول إلى المعلومة، وتعزيز الملَكة لديه لتحليل المعلومة والاستفادة منها في تطوير علم أو ابتكار؛ إذ إنه بتنوع وسائل الحصول على المعلومة وسهولتها، أصبح من المهم أن يؤهل الطالب لأن يكون مركز العملية التعليمية بدلا من المعلم، ويكون دور المعلم إكسابه المهارات، وتعزيز جانب البحث والفضول للحصول على المعلومة، وبعد ذلك تحليلها وتقييمها والاستفادة منها.
من الوسائل المهمة لتحقيق انتقال مركز العملية التعليمية من المعلم إلى الطالب، الاهتمام بالتعليم الإلكتروني في التعليم العام، وأن يكون ركيزة مهمة للارتقاء بالمستوى المعرفي للطلاب، حيث إن فضاء الوسائل الإلكترونية والاتصالات - ولعل منها قناة نقل المؤتمر - كثيرة ومتنوعة، ويمكن للطالب أن يحصل ويستوعب على كم كبير من المعلومات يتجاوز بكثير حدود المنهج الدراسي من خلال إطلالة على واحد من هذه الوسائل.
فالخصائص التي يقدمها موقع مثل google مذهلة جدا، من خلال كم الكتب والبحوث، والوصول إلى الكثير من المعلومات، وأمور أخرى كثيرة لا تخفى على كل من يستخدم هذا الموقع ويعرف ولو جزءا بسيطا من خصائصه.
وموقع آخر مثل youtube أصبح من المواقع المهمة التي تعرض فيها الكثير من الدروس العلمية والمعرفية، فجامعة متميزة عالميا وهي جامعة (The Massachusetts Institute of Technology (MIT أصبحت تقدم الكثير من المواد التعليمية الجامعية من خلال موقع youtube بالمجان، وستجد أن الكثير من المواد العلمية والمعرفية، سواء من خلال الجامعات أو البرامج العلمية أو غيرها.
كذلك ستجد أن موقعا مثل موقع Khan Academy يحتوي على كم هائل من المواد التعليمية والعلمية المصورة، في مختلف العلوم، وما ذكر فقط هو جزء بسيط جدا مما هو موجود في فضاء العالم الإلكتروني، الذي يسهل على أي طالب علم أن يدخل إلى مجموعة كبيرة من المواقع للحصول على المعلومة.
لكن السؤال المهم هو: كيف يمكن أن تتم تهيئة الطالب لتكون لديه المهارات اللازمة للحصول على المعلومة، وتنمية مهارات التفكير والتحليل والنقد ليتمكن من الاستفادة من المعلومات التي يحصل عليها؟
الحقيقة، أن هذا سؤال مهم ما يعكس اهتمام وعمل كثير من الحكومات للدول المتقدمة في تعزيز جانب التعليم الإلكتروني، ففي الولايات المتحدة تم توزيع جهاز آي باد في ولاية نيويورك، كما جاء في بعض وسائل الإعلام، ومنها صحيفة ''الاقتصادية'' في العدد 6297، حيث جاء فيها ''بهدف إدخال إصلاحات جديدة على وسائل التعليم، وزعت مدارس ولاية نيويورك الأمريكية أجهزة ''آي باد'' حديثة لاستخدامها بدلا من الكراسات. وقالت صحيفة ''نيويورك تايمز'': ''إن هذه الأجهزة تضمنت برامج تساعد على تعليم الطلاب دروساً في التاريخ، ومبادئ حديثة في فهم الحساب عن طريق الرسوم المتحركة، التي تتدرج في حل المسألة بشكل مبسط ومحبب للتلاميذ''.
ولو نظرنا إلى تجارب بعض الدول مثل كوريا الجنوبية لوجدنا الاهتمام الكبير بالتعليم الإلكتروني من خلال مواقع إلكترونية تقدم شرحا تعليميا مشوّقا للطلاب، ومن خلال تعدد الوسائل وتقديم صور ومشاهد تفاعلية تعليمية، إضافة إلى قنوات تلفزيونية تعرض بعض الدروس التعليمية للأساتذة المتميزين.
ولذلك، من المهم في هذه المرحلة إتاحة الفرصة للمدرسين في مختلف مراحل التعليم والتخصصات للتدرب على وسائل التقنية، وتحفيزهم على الاستفادة منها في العملية التعليمية. كما أنه من المهم أن تكون الأدوات المساعدة متوافرة مع وجود الدعم التقني والفني؛ ليتمكن الأساتذة فعليا من الاستفادة منها واستخدامها بشكل ميسر وفاعل.
دفء الحنين
01-16-2011, 04:58 PM
جزاكم الله خير الجزاء ..
صقر قريش
01-16-2011, 11:53 PM
أيهما أهم المدارس أم الأسواق ؟
بالأمس القريب أيقظنا نبأ اعتداء طالب يدرس في المرحلة الثانوية بالطائف حينما أوسع معلمه ضرباً وركلاً بحجة أنه حرمه كما يدعي من الامتحان بسبب ضبط الطالب متلبساً ( بالبرشام ) أثناء الاختبار الشهري وهو يعيد بذلك المسلسل الدرامي الذي اعتدنا على مشاهدته في مثل هذه الأوقات التي ينبغي على المعلم فيها أن يحسن جني الثمار بينما تأبى الثمار الكاسدة إلا حصادها بالقوة أمام مرأى ومسمع من وزارة التربية والتعليم خاصة والناس كافة ولا يحرك أحداً ساكناً فهل معنى هذا أننا رضينا بهذه الثمار أن نراها في مجتمعنا تتسنم مناصب قياديو أو وظيفية وخدمية بالوطن ونلوم المعلم على الوقوف دون تخرجها أم معنى هذا الصمت أننا نقف وقفة المتفرج أمام الحادث بإنتظار سيارة الإسعاف أو وقفة المتشمت بحال المعلم ومآله أم وقفة المستمتع بجولة مباشرة من جولات المصارعة الحرة أم ماذا ؟ ولماذا هذا الصمت ؟؟
لا أعتقد أن المسألة تحتاج عبقرية أو اختراع كل ما في الموضوع هو أن مدارسنا بحاجة إلى موظف أمن وسلامة ( سكيورتي ) يقف على أبوابها بعدته وعتاده فليست الأسواق بأهم من مدارسنا حينما اعتنت بتوظيف رجال الأمن والسلامة , إن خطورة إهمال جيل يسطو على المدرسة بآلات حاده ويعتدي على المعلمين لا تقف على العاملين بالمدرسة فقط ولكنها تمتد إلى الوطن بأسره فهذا التلميذ سيجبر المعلم بقوة اليد على نجاحه ومن ثم سيصنع المعلم لبنة تتعامل مع مواطني هذا المجتمع بهذه القوة وهذا الإرهاب ولن يجيد إلا هذا الأسلوب بعد أن يصبح لبنة بناء في مجتمعه فهل يا ترى سنلتفت إلى هذه القضية بإهتمام ؟؟
سليم الحربي
صقر قريش
01-16-2011, 11:55 PM
بداية الإمتحانات..!
بمناسبة قرب إختبارات الطلبة والطالبات يسعدني أن اشارك بمايكون بإذن الله من العوامل المساعدة على تجاوز الإمتحان بكل هدوء واطمئنان فالقلق الطبيعي يعتبر حافزا لكثير من النجاحات فهو يدفع الطالب أو الطالبة الى بذل الجهد لتحقيق أفضل الدرجات وننبه الى تجنب السهرحتى لايصاب الطالب أوالطالبة باللإرهاق الفكري ومن ثم عدم الإستيعاب كذلك تجنب تناول المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية في فترة المساء لأنها تؤدي الى الأرق ومن ثم القلق وعدم الإنسياق وراء مايروجه ضعفاء النفوس من كبسولات يزعمون أنها منشطة وهم كاذبون لأنها في حقيقة الأمر مدمرة لعقل الطالب والطالبه وخطرة جدا على الصحة العقلية والجسدية والنفسية وعلينا أن ندرك أن هذه الأساليب الشريرة الهدف منها هو تدمير عقول أبنائنا وبناتنا وهنا يجب علينا الحذر منها كما أن الوعي بخطورتها هو خط الوقاية بإذن الله من الوقوع فيها وعلى الأسرة تهيئة الجو النفسي المناسب لأبنائها حيث أن ذلك يعتبر من العوامل المهمة المساعدة على التركيز وثبات المعلومة وللحيلولة دون تشتت الأفكار ومن المهم أيضا تناول وجبة الإفطار والمراجعة بعد صلاة الفجر ويأتي التوكل على الله سبحانه والإستعانة به من أهم العوامل التي تبعث الطمأنينة في النفس وكذلك أخذ قسط وافر من النوم يعتبر مهما للذاكر ة وقبل البدء في الإجابة يعتبر الهدوء النفسي مهما جدا في هذه الحالة وبما أن التوتر قد يصاحب الطالب أوالطالبة في هذا التوقيت فيفضل اخذ نفس عميق وبهدوء من الأنف وإخراجه من الفم مع تغميض العينين خمسة عشر ثانيه وهذا التمرين يزيل التوتر بإذن الله وبعد ذلك يبدأ ببسم الله قائلا هذا الدعاء(اللهم لاسهل إلا ماجعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا) وعدم الإستعجال في الخروج من الفصل إلا بعد مراجعة الإجابات.
مع تمنياتي للجميع بالتوقيق.
تركي عواض الثبيتي
الطائف
عضو الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسيه
التموين الطبي بصحة الطائف
صقر قريش
01-16-2011, 11:57 PM
يا أستاذ نبي معلم رشيق ..
بعض المدارس الأهلية وليس الكل, تهتم بالمظاهر أكثر من الجوهر, ولا يهمها إن خالفت جوهر مقصود التربية والتعليم (كتربية وتعليم) ,أهم شيء أن تخرج المدرسة بصوره جميله ومشرقه . وللأسف الشديد تجدها تأخذ المركز الأول في إحدى المسابقات وهي لا تستحق هذا المركز والسبب اهتمت بالمظاهر من إعلام وبهرجة .
..
وهناك مدارس أهلية لها اهتمام بالتربية والتعليم أكثر من اهتمامها بالمظاهر والقصد الربحي دون التربوي , وهذا شيء جميل ونتمنى لهم التوفيق والنجاح والتسديد والعون والمؤازرة , فقد بذلت مالها لأجل تعليم الطالب وتوفير الوسائل التي تعين على فهم
الطالب ومعرفته للمواد بطريقة سهل, وميسره . وهذا هو سر تميزها الحقيقي بين المدارس الأهليه .
فقد تتسابق لتدخل أحد المدارس الأهليه كمعلم , مماتسمعه عنها ومانقله إعلامها بشتى طرقه المسموع والمرئي ,وما تقدمه,بأنها أميز المدارس , تجد الفرق الشاسع بين الواقع وماسمعت عن المدرسه , تجد اضطهاد للمعلمين ووعود زائفه ,من الخيال , بل لم ترى أي إنجاز ,والاطم من ذلك وجود تحزبات بين مالك المدرسة والإداريين , إذا سمعت كلامهم ,فأنت المعلم النجيب وإن لم يكن شرحك رائع ..
وإذا ناقشتهم وطالبت بحقوقك هددوك, واعتبروك معلم ضدهم ولا تريد إلا التخريب وإساءة
السمعة للمدرسة وهذه حجتهم عند طردك من المدرسة .
أما الرواتب فحدث ولا حرج .
في البداية إغراءات وفي النهاية خصومات مع الضغط على المعلم ووقوف إدراة المدرسة
مع الطالب ضد المعلم .
والسبب الطالب يستفاد منه , أما أنت يا معلم احمد ربك إننا قبلناك نعطيك راتب مجزل وكثير عليك (2500) ريال سعودي, هذا لسان حال بعض مدراء المدارس ,حتى سمعت موقف عجيب وغريب وليس ببعيد عن المدارس الأهليه . ... طلب أحد المدراء من معلم,أن يبحث له عن معلم فهم بحاجة إليه , فبحث المعلم ووجده , ولعله من أعز أصدقائه أو قريب له , المهم كلمه وواعده ليأتي للمدرسة . وصفة هذا المدرس الخَلقية أنه بدين جداً وأسمر اللون , ولكنه مدرس رائع بمعنى الكلمه ... فعلاً دخل المدرسة وأنهى إجراءاته وبدأ بالتدريس , لكن المدير لم يعجبه لأنه يهتم بظاهرالمدرسة أكثر من باطنها وجوهرها, فهو يحب البهرجة والبلبه وكم صوره وهو يبتسم ,وكأنه أنجز إنجازاً نهض بالأمة ,وكلها فلاشات مع تعليق الصحف ويصفون الطلاب كم صف وانتهى الأمر وهذا إنجازنا .فلما رأى المعلم , قال للأستاذ / حنا نبي معلم رشيق ؛ والسبب لأنه يرعب الطلاب ,
إلى هذه الدرجة بلغ الاهتمام بمظهر المعلم ولم يهتم بعلميته ولا تدريسه والله المستعان .
فإذاَ إذا كان غالب تفكير المدراء مثل هذا المدير الاهتمام بالمظاهر دون الجوهر والباطن , فقل على أبنائنا السلام ويزداد معهم الجهل بسبب هذه التوجهات .
في نهاية المطاف اتمنى .من مدراء المدراس الأهلية أن يقفوا مع المعلمين , ولا يغتروا بالمال ؛ لأن المال يجده متى ما أراده وفي أي استثمار تجاري .
أما الأجيال صعب حصولهم. فالمال إن ضاع يمكن تعويضه باليوم والليلة أما الاجيال لايمكن تعويضها إلا بأجيال وأجيال .. ولا نريد أن تكون مدارسنا الأهليه مدارس ضياع لأبنائنا .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
محمد عبدالرحمن التويجري
صقر قريش
01-16-2011, 11:59 PM
الاختبارات بلا قلق طريق التفوق
محمد حمدي السناني
المدينة - الأحد 12/2/1432 هـ 16/1/2011 م العدد : 17434
مع قرب الاختبارات التحصيلية للفصل الدراسي الأول من هذا العام الدراسي، يصاحب هذه الفترة بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب.. وإنما لدى أسرهم أيضا.. ولعل القلق الطبيعي الذي يؤدي للتحفيز والاستعداد للاختبارات في المعدل الطبيعي أمر مألوف وجيد لتجاوز تلك الاختبارات بنجاح وتفوق. ولكن عندما يأخذ القلق أعراضا غير طبيعية كعدم النوم المتصل، وفقدان الشهية للطعام، وعدم التركيز الذهني.. وتسلط بعض الأفكار الوسواسية، وبعض الاضطرابات الانفعالية والجسمية، فهذه هي حالة قلق الاختبار. فكيف نحمي أبناءنا من قلق الاختبارات؟ ولحماية الأبناء من قلق الاختبار. تتوزع الأدوار على ثلاثة محاور: الأسرة، والطالب، والمعلم. وسأتحدث في هذا المقال عن تلك المحاور الثلاثة بمشيئة الله. المحور الأول الأسرة. إن دور الأسرة في تخفيف حدة القلق عند الأبناء في الاختبارات يكون من خلال توفير الجو المناسب والمريح في المنزل للأبناء،الاهتمام في التغذية الجيدة للأبناء، مساعدة الأبناء في استذكار دروسهم، عدم نزع الثقة من نفس الطالب وذلك من خلال العبارات الجارحة، أنت فاشل...!... ونحوه من عبارات التثبيط ومحفزات القلق، عدم تكليف الطالب أو الطالبة بأعمال ثانوية في المنزل، إحضار الطالب في الوقت المحدد للاختبار، ثم رجوعه إلى المنزل بعد نهاية الاختبار وعدم ترك الحرية له للذهاب كيف يشاء، ومع من يشاء ومراقبة الرفقة التي يذهب معها الطالب، عدم الضغط على الطالب للتفوق فإن ذلك ربما أدى إلى زيادة القلق مما يؤدي بالطالب للفشل في تجاوز الاختبارات في نجاح وتفوق. على الأسرة تجنب التنشئة الخاطئة والفكرة التقليدية حول الاختبارات بأنها تحتاج الى عزلة تامة وأنه يجب على الطالب مواصلة ليله مع نهاره لتحقيق النجاح. أما ما هو دور الطالب لتجاوز فترة الاختبار بدون قلق؟ فلعله يجب على الطالب لكي يجتاز الفترة بدون قلق، أن يثق بالله عز وجل ويحافظ على الفروض والواجبات الدينية، وترديد الأدعية التي تؤدي إلى الطمأنينة والراحة للنفس، واستذكار دروسه جيدا ووضع جدول لكل مادة يتناسب مع حجم المادة المستذكرة، والابتعاد عن المنبهات فلها المردود السيئ على تركيز الطالب في الاختبار، النوم مبكرا ليلة الاختبار، يقول أحد علماء النفس إن الخلود لنوم كافٍ ليلة الاختبار يجعلك تتذكر ما قرأته منذ شهر، استذكار الدروس بتركيز وتمعن وتعزيز جانب الفهم في التحصيل، لا تفكر فيما مضى وكن مع الوقت الآن. حاول استرجاع المنهج بشكل سريع، رؤوس أقلام. هناك بعض الموضوعات يجب التركيز عليها ليلة الامتحان. عدم إجهاد الجسم والعقل أكثر من طاقته، دوّن الموضوعات التي تريد استرجاعها من المذاكرة وبشكل سريع. أما بالنسبة للدور الثالث والأخير، فإنه دور المعلم وهو دور فعال لجعل الطالب يتجاوز الاختبار بدون قلق ويكون ذلك من خلال اتباع المعلم للتوجيهات والإرشادات، التي وضعتها وزارة التربية والتعليم للقضاء على فوبيا الخوف عند أبنائنا الطلاب، كمراعاة الفروق الفردية عند وضع الأسئلة، وأن تكون شاملة للمنهج، وأن تكون موضوعية، ولا تكون تعجيزية.
صقر قريش
01-19-2011, 01:09 AM
الوظائف الاقتصادية للتعليم!!
د. زيد بن محمد الرماني
الجزيرة - الثلاثاء 14 صفر 1432 العدد 13991
إن حسن استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وترشيد استثمار رؤوس الأموال بما يؤدي إلى نمو المجتمع، يتطلب وجود فئة من القوى العاملة ذات مهارة خاصة، ولديها القدرة على الإلمام بالعلوم الحديثة والتطورات التقنية والاستعداد لتحمل أعباء المخاطرة، وقبول المجازفة عن طريق الأخذ بالأساليب المتقدمة في الإنتاج، والاستثمار معاً، هذا إضافة لتميزها بالاستعداد للنمو والتطوير الذاتي بالتدريب على الأساليب الجديدة للإنتاج ومتابعة تطورها، والسعي الدائب لمعرفة كل شيء عنها.
هذه الفئة أصبحت بتعليمها تحتل مرتبة تفوق في الأهمية مرتبة الموارد الطبيعية ورؤوس الأموال التي تعد عوامل حاسمة في التنمية الاقتصادية، وذلك لأن مزيداً من التعليم سيؤدي إلى زيادة الدخل الوطني وارتفاع متوسط دخل الفرد وتقارب دخول الأفراد وتحسين الإنتاج والحد من الاستهلاك وتنمية عادة الادخار وزيادة الاستثمار. إضافة إلى ارتفاع مستوى المعارف وتكوين اتجاهات الأفراد نحو الإنجاب والعادات الصحية والغذائية وتحقيق المساواة.
إن الدول النامية تعاني من ضعف الإنتاج ومعدلاته وارتفاع تكاليفه وزيادة فاقده وتدني مواصفاته واعتماده على الخبرة أو التجربة السابقة لبعض الحرفيين والبعد عن الأساليب العلمية الخاصة بزيادة حجم الإنتاج مع ضغط تكاليفه ونقص الوعي وقيام المشروعات الإنتاجية على المبادرات الفردية والافتقار إلى الروح الجماعية. إضافة إلى هجرة الكفاءات إلى الدول المتقدمة.
يقول د. عبدالله السيد عبدالجواد في كتابه (الوظائف الاقتصادية والاجتماعية للتربية)، لقد نادى الكثير بأن التعليم هو من أهم المتغيرات الأساسية في زيادة الإنتاج وحل مشكلة الفقر، وأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية لن تتحقق حتى يرتفع معدل التعليم.
فالتعليم يسهم في تزويد أفراد المجتمع بالمعارف التي تساعدهم في الكشف عن الموارد والثروات الطبيعية وتحويلها إلى إنتاج وطني متميز.
وإلى جانب مساهمة التعليم في الكشف عن الموارد والثروات الطبيعية والعمل على تحويلها إلى إنتاج متميز يسهم التعليم في إعداد العاملين القادرين على العمل بكفاءة والموزعين على القطاعات الإنتاجية.
لذا، تشير الكثير من الدراسات إلى أن فوائد التعليم عديدة وظاهرة للعيان، فلقد أثبتت معظم الدراسات أن الأفراد من ذوي المستويات التعليمية يؤدون أعمالاً أفضل من غيرهم أي ينتجون ويصنعون أكثر وأفضل من غيرهم الأقل تعليماً.
ومهما كانت الظروف، فالعمالة المؤهلة تعليمياً تعطي دخلاً وإنتاجاً ومكانة اجتماعية ويبدو أن التعليم مرتبط بهذه الأبعاد.
إن التعليم يؤثر بشكل واضح في سرعة اكتساب الفرد للمعارف الإنتاجية، بالتالي إذا قضى الفرد فترة زمنية في التعليم، شريطة أن يستفيد في هذه الفترة، ترتب على ذلك زيادة إنتاجه بمقدار ثابت وكلما كانت مستويات التعليم عند الفرد عالية، استفاد من خبراته التعليمية في زيادة الإنتاج وذلك باكتشاف موارد وثروات جديدة واستخدام وسائل إنتاجية أكثر كفاية.
ولا يقتصر دور التعليم على إعداد الطاقات البشرية التي تسهم بفاعلية في زيادة الإنتاج، والارتفاع بمستوى جودته، والتعامل بكفاءة مع تقنياته أو الإسراع بالتنمية الاقتصادية للمجتمع بزيادة دخله الوطني، ورفع متوسط دخل أفراده، ولكن دوره الفاعل يبرز في زيادة الاستثمار وترشيد الاستهلاك.
وتعتبر هذه الوظيفة من أهم وظائف التعليم لارتباطها بالسكان وعاداتهم وأذواقهم وتصرفاتهم واتجاهاتهم نحو الادخار فقد يزداد الإنتاج ولكن هذه الزيادة يبتلعها الطلب على السلع المنتجة كما يحدث في الدول ذات التزايد السكاني السريع والتي تعاني من زيادة في استنزاف مواردها الإنتاجية.
وينطبق ذلك على دور التعلمي في زيادة الدخل الوطني، فقد يزداد الدخل الوطني في دولة ما، بسبب التعليم بصورة ملحوظة، وفي الوقت نفسه لا يطرأ أي تحسن ملحوظ على مستوى معيشة الأفراد بسبب زيادة السكان.
إن هذه الوظيفة تعد أكثر أهمية في الوقت الحالي بسبب ما تعانيه الدول النامية من اكتظاظ مناطقها الحضرية بفئات العمال الذين يفدون إليها من مناطق مختلفة في أساليب الحياة وأنماط الاستهلاك؟
لذا تكمن أهمية التعليم في القضاء على النماذج السلوكية التي تهدد التنمية الشاملة، والعمل على غرس وتنمية العادات الاستهلاكية السليمة وتوجيه الأفراد نحو ادخار جزء من دخلهم واستثماره في مشاريع جديدة تعود عليهم بالفائدة، بدلا من الإنفاق على الاستهلاك، أو التقتير في الإنفاق على السلع الاستهلاكية.
على أن مساهمة التعليم لا تتوقف عند حد غرس بعض الأنماط الاستهلاكية السوية أو توجيه الأفراد إلى توفير جزء من دخولهم ثم تركهم يكنزون ما يدخرونه ولكن التعليم يسهم أيضاً في تكوين الوعي الاستثماري الذي يساعد الأفراد على توجيه مدخراتهم لتمويل المشروعات اليت تدر عليهم ربحاً أو دخلاً إضافياً.
صقر قريش
01-22-2011, 06:54 AM
المعلم يا وزارة التعليم
صالح بن عبد الله الزرير التميمي
الجزيرة - الجمعة 17 صفر 1432 العدد 13994
اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمناهج والحرص على تطويرها خطوة رائعة تحسب لكل من ساهم في ذلك من منسوبي الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير، ولا شك بأن تطويرها عمل جليل وخطوات نحو التقدم في سبيل خدمة التعليم ككل، وقد قامت الوزارة مشكورة بذلك خلال السنوات الماضية؛ ففي كل عام نرى تغيرا في بعض المناهج وإن كان بعض هذا التغير لا يناسب التلاميذ من الجنسين ولا المعلمين والمعلمات لكنها خطوة جميلة جداً الهدف منها خدمة التعليم وأهله، ويلاحظ فيها تلافي ما كان عليها من ملحوظات وهذا أمر يدل على اجتهاد الوزارة وسعيها نحو التقدم والرقي بالتعليم، والاهتمام بالمناهج الدراسية أمر مهم ومطلوب ويحسب إيجابياً للقائمين والمسؤولين عنها، لكن هناك من هو أهم بكثير من المناهج وتطويرها وهم المعلمون والمعلمات أصحاب الميدان ومن يدرسون تلك المناهج، الذين يحتاجون إلى من يهتم بهم وبمشاكلهم وما يواجهون من صعوبات خلال مسيرتهم التعليمية، والحقيقة التي يجب أن نقولها بكل جرأة وصراحة أن المعلمين والمعلمات لا نرى اهتمام الوزارة بهم والأنظمة تثبت كلامي، والواقع يشهد بذلك فهم غير محميين من قبل الوزارة، وليس هناك ما يشجعهم على الإبداع والرقي بالتعليم ولولا إخلاص فئة من المعلمين والمعلمات لرجع التعليم إلى الوراء خطوات كثيرة حتى الجو التدريسي غير مهيأ لهم، فالضرب ممنوع منعا باتا ومن يضرب طالبا يتعرض لعقاب من قبل إدارة التربية والتعليم التابع لها بناء على تعميم الوزارة الذي ينص على ذلك وإن كنت ضد الضرب إلا إذا كان بحدود ويخدم العملية التعليمية لأن التأديب مطلوب وكذلك لا يوجد مميزات للمعلمين والمعلمات تميزهم فالكل قد تتلمذ وتخرج على يديهم وهذا أمر لا ينكره أحد فلا تكريم ولا مكافآت ومحفزات تشد من أزرهم وتعينهم وتشجعهم على حب التدريس والتمسك به وتحسسهم بقيمتهم! واسألوا الكثير من المعلمين والمعلمات ممن تقاعدوا عن سبب تقاعدهم لتجدوا الإجابة الشافية الكافية بأن صعوبة التعليم وتغيره أنظمة وتعاملا وعدم اهتمام الوزارة بهم سبب رئيس في طلبهم للتقاعد، إضافة إلى تخلي الوزارة عنهم في كثير من الأمور كالاعتداءات المتكررة على البعض منهم إذ لا حماية لهم وهذا بلا ريب ينعكس على أدائهم ومن يعيش منهم بلا أمان لن يؤدي الأداء المطلوب منه، وكم أتمنى أن تلتفت الوزارة للمعلمين والمعلمات بإعطائهم حقوقهم وتقديم ما يليق بهم وبمهنتهم العظيمة التي تعتبر من أنبل وأشرف المهن إن لم تكن هي الأفضل، من تقديم التسهيلات لهم ومعاملتهم المعاملة الطيبة التي تليق بمكانتهم فكل شخص تتلمذ على أيديهم يدين لهم بالفضل العظيم بعد فضل الله، ولو أعطت الوزارة المعلمين والمعلمات قليلا من الاهتمام لرأينا الإبداع منهم، وتقدم التعليم خطوات للأمام ولكن في الوقت الحالي الذي هضمت فيه حقوقهم لا أظن بأننا سنرى إبداعاً وتقدما إلا من فئة قليلة، ومن عمل بدون ارتياح لن يصل إلى الفلاح ولن يتحقق منه ما يراد لأنه لم توفر له سبل الراحة ولا يوجد مميزات تجعله يجتهد ويؤدي الأداء المطلوب منه والمأمول وعلى قدر التقدير يكون العطاء، ولولا الأمانة لما أخلص الكثير منهم، والمطلوب من وزارتنا وضع المعلمين والمعلمات بعين الاعتبار بالرفع من معنوياتهم وتقديم كل ما يعينهم على أداء رسالتهم التربوية على أتم وجه بتخفيض نصابهم من الحصص وإقامة دورات تدريبية لمن يحتاج منهم لذلك تكون فيها مميزات كثيرة كالمكافأة المالية لمن يحضرها مع إعطاء شهادة التقدير التي تفيد المعلم في النقل وفي غيره، وكذلك بناء مستشفيات خاصة بهم أسوة بالعسكريين، وأيضاً مخاطبة بعض الشركات والمؤسسات لتقديم التسهيلات لهم كالتخفيض في تذاكر الطيران، والسكن سواء أكانت فنادق أو شققا مفروشة، أو المستشفيات والمستوصفات الخاصة بنسب معينة تقديرا لهم وباختصار شديد كلما وجد المعلم والمعلمة تقديرا وتسهيلا وتشجيعا كان عطاؤهما رائعا ومنتجا، وكل ذلك في مصلحة الجميع، متمنيا أن يكون لما كتبت من وجهة نظر في جزيرة الخير صدى ويؤخذ من قبل وزارتنا بعين الاعتبار حتى نرى الإنتاج الطيب والتقدم المرجو في التعليم، شاكراً للجميع جهودهم المباركة.
صقر قريش
01-22-2011, 06:56 AM
التربية الوطنية تنشئة اجتماعية
مندل عبد الله القباع
عكاظ - الجمعة 15/02/1432 هـ 21 يناير 2011 م العدد : 3505
يدرس طلابنا في المرحلة الأساسية مادة التربية الوطنية، تدور أبعادها حول كنه الفرد خلية حية يجسد المجتمع الإنساني، وأن سلامة الجسد تتوقف على صحة وسلامة خلاياه. إذن فالتربية الوطنية كما تدرس تهتم بتربية الفرد كمكون أساسي في المجتمع فهي تكفل له أداء دور فاعل في المجتمع وفي الحياة عامة.. وهي تدفع به للتكيف مع المجتمع بواقعه المعاش ويجد في هذا التكيف سكينة النفس واطمئنان القلب، وهذا هو بالتأكيد الذي يحدد سلوك الفرد الاجتماعي وما يوجه نحو الوعي المدرك والاعتدال الاجتماعي والاتزان النفسي المتجدد في كيان الفرد.
ولكن مهما توغلنا في فلسفة العلم واستراتيجياته وفي المنهج وتكنولوجيا التعليم المتقدمة ووظيفته السلوكية وحدوده الأخلاقية لضمان تفاعله السوي مع مكونات المجتمع، وعلى الرغم من هذا وذاك إلا أن الرأي لدينا أن التربية الوطنية يتشربها الفرد منذ نعومة أظفاره وتدخل ضمن التنشئة الاجتماعية ووفق منهج سديد شرعه الله في كتابه العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالتنشئة الاجتماعية توقظ في أعماق الفرد الإحساس والشعور وتنمي في الوجدان حب الوطن والإقبال على سلوك الخير والتحفيز للمزيد والتسامي بالنفس وتحريرها من عبودية الشهوة والأهواء غير المرغوب فيها، والتي لا تتفق مع ثقافة مجتمعنا وحضارته.
فمن خلال عملية التنشئة الاجتماعية يتم دعم التقاليد الراسخة وصدق الانتماء لهذا البلد الأمين وقيادته الرشيدة.
وعلى هذا القياس فإن التنشئة الاجتماعية هي عملية «تنمية تربوية» تهدف إلى تشكيل الأفراد على ذات نمط المجتمع الذي نشأوا فيه حتى يشبوا على غراره متوافقين مع طبيعته ومؤهلين لأداء الدور المنوط بهم باعتبارهم أعضاء في هذا المجتمع الإنساني، فهي عملية إعداد للحياة داخله، فهو يستمد نموه الاجتماعي واكتساب الصفة الاجتماعية من هذا المجتمع الذي نشأ ويعيش فيه، فهو ينتمي بالكلية إليه فعن طريقه تشبع رغباته وحاجاته الضرورية والعامة بما يتفق وطبيعة نموه الاجتماعي وتراثه السلفي والتي بها يتم الحفاظ على هوية المجتمع ومحددات نسيجه الاجتماعي.
أيضا من خلال التنشئة الاجتماعية يتم وضع الخطوط الأولى للسلوك المرغوب واللا مرغوب فيه الذي يكتسبه عن طريق أساليب التربية الصحيحة وتقليد الكبار.. ومن خلال التربية يتشرب القيم الدينية والمبادئ الاجتماعية والفضائل الأخلاقية باستخدام المعززات لدعم السوي وإطفاء اللا سوي من السلوك.
وما من شك في أن سلوك الانتماء وثقافة المواطنة تنمي في الفرد الإحساس بالأمن والطمأنينة، ويحقق له ذاته ويؤكد وجوده وهذا الإحساس بالانتماء الذي يكتسبه الفرد من خلال أساليب التربية المتوافقة هو أسمى ما يكتسبه الفرد من قيم تبرهن على رشاد التربية التي قوامها: الدين والأخلاق والمواطنة.
ومما يجدر الإشارة والتنويه إليه إذن هو أن التربية الوطنية هي من صميم اختصاصات ودور الأسرة باعتبارها المصدر الأول في عملية التنشئة الاجتماعية والتي ينتمي إليها الفرد فيزيقيا وعاطفيا، هي المسؤولة عن اكتساب الفرد الثقة بالذات والآخر في ضوء القيم الأخلاقية والصفات الاجتماعية التي تجعله موضع تقدير من قبل الآخرين.
وأخيرا نقول إن التربية الوطنية لا تدرس ولا تلقن إنما تنشأ في الفرد عن طريق الأسرة والمدرسة والمجتمع.
صقر قريش
01-22-2011, 04:01 PM
تطوير التعليم جزئيا: الإنجليزية مطلب ملح
قينان الغامدي
الوطن -السبت 18/2/1432هـ 22/1/2011م
مشاكل التعليم العام مزمنة ومتراكمة ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها، ابتداء من المباني المدرسية التي يسير إنشاء الجديد منها في لهاث مع المدارس المستحدثة تبعا لزيادة النسل، ومرورا بتأهيل المعلمين والمعلمات الذي لم يستقر على خطة واضحة منذ أن سمعنا بمفردة التأهيل والتدريب حتى الآن، وانتهاء بالمنهج الدراسي الذي كان ومازال من أوسع وأخصب ميادين التجريب، هذه أمور واضحة ومعروفة منذ سنين طويلة، ولهذا فإن خطط التطوير لن تتم كلها في غمضة عين، فهي تحتاج لزمن وجهد، لكن من المهم أن نبدأ، نخطو خطوة جوهرية في هذا السبيل التطويري ونثبتها ونضع لها كل سبل النجاح ثم تتلوها خطوة أخرى لا تقل جوهرية ونجاحا، التفكير في تحقيق التطوير كله دفعة واحدة لا يفضي إلا إلى التعطيل الكلي، حتى في المناهج الدراسية التي هي مجموعة مقررات، حين نوزع تطويرها بحيث نأخذ مادة واحدة مثل الرياضيات أو العلوم فنؤهل معلميها ومعلماتها في المراحل الثلاث تأهيلا جيدا ونجهز لها البيئة المدرسية المميزة ثم ندخل المنهج الجديد، فإن النجاح سيكون حليفه، أما حينما نضع مناهج مطورة دون معلمين ومعلمات مؤهلين لها ودون بيئة مدرسية جاهزة لها فإن النتيجة معروفة سلفا.
إن تفكيك المشكلة أو المشكلات إلى أجزاء يساعد كثيرا في حلها، ولعلني أجدها مناسبة ونحن في معمعة التطوير التعليمي أن أذكر وزارة التربية والتعليم باللغة الإنجليزية التي لا أظن أحدا يجادل الآن في ضرورة تدريسها من الصف الأول الابتدائي للبنين والبنات، والوزارة نفسها سبق أن أقرت ذلك منذ أكثر من ثمان سنوات، لكنها لسبب أو لآخر تراجعت لتقررها على الصفوف الثلاثة العليا في المرحلة الابتدائية ثم تراجعت لتقررها فقط على الصف السادس الابتدائي وهي تعلم أن ذلك لا جدوى منه، الآن وكما هو مؤمل فإن أسباب ذلك التراجع قد زالت بفعل الزمن وزيادة الوعي، ولعله من المناسب بل والضروري أن تعيد الوزارة قرارها القديم إلى الحياة وتعتمد تدريس لغة العصر للتلاميذ والتلميذات منذ الصف الأول الابتدائي واضعة ذلك في صدارة سلم أولوياتها لتطوير التعليم، سيما أن هذا التطوير كما هو واضح يتطلب زمنا وجهدا وتدرجا في التطبيق، وتدريس اللغة الإنجليزية (وهي مقرر واحد فقط من ضمن جملة مقررات) لاشك أنه تطوير جوهري تحتاجه أجيالنا القادمة بإلحاح بل هو كان مطلوبا منذ عقود وليس من اليوم، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تصل نهائيا. هذه ليست المرة الأولى التي أطرح فيها هذا الموضوع الهام فقد كتبت عنه عدة مرات وكتب غيري، ودار حوله جدل طويل منذ سنين، وأرجو ألا يعترض أحد الآن سبيل هذا المطلب الحضاري الملح. تدريس الإنجليزية لم يعد يحتمل مزيدا من الانتظار ولا التنظير.
صقر قريش
01-22-2011, 04:03 PM
الإملاء المستمر
حمد جويبر
المدينة - السبت 18/2/1432هـ 22/1/2011م العدد : 17440
تعتبر مادة الإملاء هي الركيزة الأساسية في التعليم الابتدائي؛ لذا التركيز عليها بالغ الأهمية. ففئة الطلاب التي تتقن الإملاء بشكل جيّد تجدها متقنة مهارات كثيرة في مواد غير مواد اللغة العربية. فمن هنا بدأ التركيز على الإملاء، ووضع الضوابط المهمة والقوانين الإرشادية المعينة للطالب، والعمل على تكوين حلقة وصل قوية مع مادة الإملاء، وتعليمنا الابتدائي يخطو خوات نموذجية في تعليم الإملاء، وتدريس مهارته بشكل منظّم ومرتب، فالطالب في المرحلة الابتدائية يحتاج إلى جهود دؤوبة في هذه المادة لكي يستطيع أن يبحر في بقية العلوم والفنون، فالأساس هو الإملاء.. فمتى ما كانت العين على الإملاء كانت النتائج والمخرجات جيّدة.
ولكن الشيء الذي قد أراه مريبًا في مادة الإملاء أنها قبل تطبيق منهج لغتي كانت مُقلَصة جدًّا، فتجدها تُعامل بحصة واحدة لكل مرحلة، فالطالب تغيب عنه المعلومات والمعارف لمدة أسبوع كامل، وبالتالي تبدأ مهارات الإملاء داخل مكنوناته العقلية بالتراجع والارتداد؛ ممّا يؤدّي إلى ضعف واضح في تراكيب كلماته ووضوحها.
ما أتمناه من وزارة التربية والتعليم أن تضع حلولاً قوية مع مادة الإملاء في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، سواء بإضافة حصة، أو تقليص حصص مواد أخرى، المهم أن يكون الإملاء هو السيد المتسيد؛ لإنه بالفعل هو إبراز للموهبة، وترسيخ تام للقيمة اللغوية في أذهان النشء الصغير، فالناشئ الصغير تجده في تيه عن إتقان المهارات الكتابية والإملائية، وذلك لن يكون إلاّ بتكريس الإملاء في نفوسهم؛ لكي يصلوا إلى مبتغاهم التي حرصوا عليها دون أتعاب.
صقر قريش
01-22-2011, 04:04 PM
طُلابنا.. نانو يا نانو
عبدالله الجميلي
المدينة - السبت 18/2/1432هـ 22/1/2011م العدد : 17440
قال الضَمِير المُتَكَلّم: هناك تصريح إعلامي قادم لمسؤولي وزارة التربية والتعليم؛ وقبل معرفة مضمونه أرجوكم أعزائي؛ وفَضلًا أدعو كل واحد منكم أن يُغْمِض عينيه الآن لبضع ثوان؛ يرسم خلالها صورة واقع التعليم العام لدينا بمدارسه وطلابه ومعلميه ومستوى مُخْرجاته...!
حسنًا هل فعلتم؟ الآن تكرموا وخَمِّنوا ما الذي يحمله ذلك التصريح؟!
* البشرى بالقضاء على المدارس المستأجرة التي يتكدّس فيها الطلاب وكأنهم أسماك صغيرة محشورة في عُلَبة سَردين!
* إعادة النظر بطريقة (التقييم المستمر) التي تمنح كل الطلاب المعدل (واحد)، والنتيجة طلاب لا يحسنون حتى أبجديات القراءة والكتابة.
* الإعلان عن منح جميع المعلمين المستويات التي يستحقونها نظامًا، وتطوير أدواتهم وقدراتهم، وإبعاد من كان منهم لا يصلح للتدريس؛ ممن دخلوا إلى عالم التربية والتعليم في زمن كان فيه التدريس وظيفة من لا وظيفة له!
* التأكيد على انتهاء مشروع التطوير الحقيقي لمفردات المناهج بما تقتضيه معطيات العصر وأدواته، وتحويل الفصول إلى قاعات ذكية، والكتب إلى حاسبات محمولة لكل طالب ومعلم!
* تدرون لن نحلم بذلك كله؛ فهل تتوقعون أن يكون ذلك التصريح الإعلامي قد أوصى بتوفير مياه نقية ودورات مياه نظيفة في كل المدارس؟! (يا ليت)
استعدوا لفقاعة إعلامية جديدة وتغريد بعيدٍ عن الواقع، والبحث عن كماليات في ظل فَقْد الأساسيات؛ فقد أكد مسؤولو وزارة التربية والتعليم في تصريحات إعلامية على هامش الملتقى الخليجي الأول لتقنية (النانو) الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة الرياض، أن الوزارة تسعى لإنشاء (40 مركزًا) على مستوى المملكة لدعم الأبحاث العلمية وتقنية (النانو) حيث تَمّ الانتهاء من ثلاثة مراكز علمية في الفترة الحالية، وأشاروا إلى سعيهم إلى زراعة مفهوم (النانو) في المراحل الدراسية الأولية، واستغلال النشاط اللاصفي لهذا الغرض، مع حرصهم على تدريب المعلمين على هذه التقنية، واقترح بعضهم إدراجها ضمن المناهج!
الله الله تصوروا تخيلوا تفكهوا (تقنية النّانو) تسكن مدارس مستأجرة، وتنام هانئةً في فصول بعضها مطابخ، وينفذها طلاب الكثير منهم يحفظ ولا يفهم!
نعم (تقنية النانو) في مدارس مجتمع لم يصنع حتى الآن علبة الكبريت!
يا سبحان الله متى يهبط المسؤولون عندنا إلى أرض الواقع، ويتوقفوا عن إهدار الأقوات والأموال العامة في الأوهام والأحلام المستحيلة؟ وامتدادًا لتلك الأوهام أقترح عليكم أن تعودوا صغاركم على (النّانو) قولوا لهم بدل (نامُوا.. ناموا) (نَانو.. نانو) (يا هؤلاء تكفون احترموا عقولنا شوي). ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
صقر قريش
01-22-2011, 04:05 PM
المعلم يا وزارة التعليم
صالح بن عبد الله الزرير التميمي
الجزيرة - الجمعة 17 صفر 1432 العدد 13994
اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمناهج والحرص على تطويرها خطوة رائعة تحسب لكل من ساهم في ذلك من منسوبي الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير، ولا شك بأن تطويرها عمل جليل وخطوات نحو التقدم في سبيل خدمة التعليم ككل، وقد قامت الوزارة مشكورة بذلك خلال السنوات الماضية؛ ففي كل عام نرى تغيرا في بعض المناهج وإن كان بعض هذا التغير لا يناسب التلاميذ من الجنسين ولا المعلمين والمعلمات لكنها خطوة جميلة جداً الهدف منها خدمة التعليم وأهله، ويلاحظ فيها تلافي ما كان عليها من ملحوظات وهذا أمر يدل على اجتهاد الوزارة وسعيها نحو التقدم والرقي بالتعليم، والاهتمام بالمناهج الدراسية أمر مهم ومطلوب ويحسب إيجابياً للقائمين والمسؤولين عنها، لكن هناك من هو أهم بكثير من المناهج وتطويرها وهم المعلمون والمعلمات أصحاب الميدان ومن يدرسون تلك المناهج، الذين يحتاجون إلى من يهتم بهم وبمشاكلهم وما يواجهون من صعوبات خلال مسيرتهم التعليمية، والحقيقة التي يجب أن نقولها بكل جرأة وصراحة أن المعلمين والمعلمات لا نرى اهتمام الوزارة بهم والأنظمة تثبت كلامي، والواقع يشهد بذلك فهم غير محميين من قبل الوزارة، وليس هناك ما يشجعهم على الإبداع والرقي بالتعليم ولولا إخلاص فئة من المعلمين والمعلمات لرجع التعليم إلى الوراء خطوات كثيرة حتى الجو التدريسي غير مهيأ لهم، فالضرب ممنوع منعا باتا ومن يضرب طالبا يتعرض لعقاب من قبل إدارة التربية والتعليم التابع لها بناء على تعميم الوزارة الذي ينص على ذلك وإن كنت ضد الضرب إلا إذا كان بحدود ويخدم العملية التعليمية لأن التأديب مطلوب وكذلك لا يوجد مميزات للمعلمين والمعلمات تميزهم فالكل قد تتلمذ وتخرج على يديهم وهذا أمر لا ينكره أحد فلا تكريم ولا مكافآت ومحفزات تشد من أزرهم وتعينهم وتشجعهم على حب التدريس والتمسك به وتحسسهم بقيمتهم! واسألوا الكثير من المعلمين والمعلمات ممن تقاعدوا عن سبب تقاعدهم لتجدوا الإجابة الشافية الكافية بأن صعوبة التعليم وتغيره أنظمة وتعاملا وعدم اهتمام الوزارة بهم سبب رئيس في طلبهم للتقاعد، إضافة إلى تخلي الوزارة عنهم في كثير من الأمور كالاعتداءات المتكررة على البعض منهم إذ لا حماية لهم وهذا بلا ريب ينعكس على أدائهم ومن يعيش منهم بلا أمان لن يؤدي الأداء المطلوب منه، وكم أتمنى أن تلتفت الوزارة للمعلمين والمعلمات بإعطائهم حقوقهم وتقديم ما يليق بهم وبمهنتهم العظيمة التي تعتبر من أنبل وأشرف المهن إن لم تكن هي الأفضل، من تقديم التسهيلات لهم ومعاملتهم المعاملة الطيبة التي تليق بمكانتهم فكل شخص تتلمذ على أيديهم يدين لهم بالفضل العظيم بعد فضل الله، ولو أعطت الوزارة المعلمين والمعلمات قليلا من الاهتمام لرأينا الإبداع منهم، وتقدم التعليم خطوات للأمام ولكن في الوقت الحالي الذي هضمت فيه حقوقهم لا أظن بأننا سنرى إبداعاً وتقدما إلا من فئة قليلة، ومن عمل بدون ارتياح لن يصل إلى الفلاح ولن يتحقق منه ما يراد لأنه لم توفر له سبل الراحة ولا يوجد مميزات تجعله يجتهد ويؤدي الأداء المطلوب منه والمأمول وعلى قدر التقدير يكون العطاء، ولولا الأمانة لما أخلص الكثير منهم، والمطلوب من وزارتنا وضع المعلمين والمعلمات بعين الاعتبار بالرفع من معنوياتهم وتقديم كل ما يعينهم على أداء رسالتهم التربوية على أتم وجه بتخفيض نصابهم من الحصص وإقامة دورات تدريبية لمن يحتاج منهم لذلك تكون فيها مميزات كثيرة كالمكافأة المالية لمن يحضرها مع إعطاء شهادة التقدير التي تفيد المعلم في النقل وفي غيره، وكذلك بناء مستشفيات خاصة بهم أسوة بالعسكريين، وأيضاً مخاطبة بعض الشركات والمؤسسات لتقديم التسهيلات لهم كالتخفيض في تذاكر الطيران، والسكن سواء أكانت فنادق أو شققا مفروشة، أو المستشفيات والمستوصفات الخاصة بنسب معينة تقديرا لهم وباختصار شديد كلما وجد المعلم والمعلمة تقديرا وتسهيلا وتشجيعا كان عطاؤهما رائعا ومنتجا، وكل ذلك في مصلحة الجميع، متمنيا أن يكون لما كتبت من وجهة نظر في جزيرة الخير صدى ويؤخذ من قبل وزارتنا بعين الاعتبار حتى نرى الإنتاج الطيب والتقدم المرجو في التعليم، شاكراً للجميع جهودهم المباركة.
صقر قريش
01-26-2011, 12:27 AM
محو الأمية و «عماير» نائبة التعليم
محمد بن سليمان الأحيدب
عكاظ - الإثنين 18/02/1432 هـ 24 يناير 2011 م العدد : 3508
لا أعتقد أن شيئا يدعو النساء العاملات إلى إعادة النظر في مطالبهن بأن تتولى شؤونهن العملية امرأة أكثر من تصريحات ومواقف نائبة وزير التعليم الأخت نورة الفايز نحو المعلمات السعوديات اللاتي صدمن حقا من التصريحات والمواقف القاسية التي جعلتهن أو أغلبهن يرددن (ليتنا من رئاسة المرأة سالمين) و(الله يذكر مواقف الرجال بالخير).
وأتفق تماما مع الدكتور عبد العزيز الجار الله عندما ذكر في زاويته (مدائن) في صحيفة الجزيرة أمس الأول السبت تحت عنوان (استفزازية النائبة) أن نائبة الوزير تطلق تصريحات صحفية بلغة استفزازية غير مبررة لعمل إداري وإجرائي قراره لا يخص وزارة التربية والتعليم بل تشاركها أطراف مؤثرة مثل وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية وأعلى من تلك القطاعات قد يصدر قرار سام بحل مشكلة معلمات محو الأمية (انتهى) وأبو معتز يشير إلى تصريحها الجديد المعمم على جميع الصحف قالت فيه (إنه لن يتم تثبيت معلمات محو الأمية لأن الأمية مشروع محدد بفترة زمنية وأنها في المملكة ستختفي خلال العشر سنوات القادمة) والزميل عبد العزيز الجار الله له ممارسة وخبرة طويلة في وزارة التربية والتعليم خاصة في شؤونها الإعلامية عندما كان ناطق الوزارة الرسمي ويدرك حساسية مثل هذه التصريحات لذا فقد أكد في مقاله على أن المجتمع لا يحتمل المزيد من الاستفزاز وبخاصة من شخصية اجتماعية بحجم نائب وزير (انتهى).
أما قراءتي الخاصة لمواقف وتصريحات الأخت نورة الفايز سواء تصريح (من لا يعجبها التعيين في مناطق نائية فعليها أن تستقيل) أو تصريح (عدم تثبيت معلمات محو الأمية لأن الأمية ستنتهي خلال 10 سنوات) فكلها تصريحات تذكير بالوجود حيث لا عمل فعليا يعوض الغياب عن الساحة، وللأسف أننا كنا نطمع ونطمح أن لا تجد امرأة تحمل ملف هموم أكبر شريحة نسائية عاملة (المعلمات) وقتا للتصريحات الاستفزازية ولا التطمينية ولا المناسبات الرسمية ولا الخاصة لكن يبدو أن الملف أثقل من حامله فوضعه جانبا واكتفى بالزفير.
أما رأي نائبة الوزير في عدم التثبيت لمعلمات محو الأمية لأن الأمية ستنتهي خلال عشر سنوات فيذكرني بزميل في المرحلة المتوسطة كان يردد أنه ينوي أن يدخل كلية الهندسة (هندسة معمارية) ولكنه خائف أنه إذا تخرج (مهندس معماري تكون خلصت العماير) يقصد أن كلا أتم بناء عمارته فلا حاجة له!! تماما مثل معلمات محو الأمية بعد عشر سنوات، سبحان من يخلق من الشبه أربعين.
صقر قريش
01-31-2011, 12:22 PM
بين الطالب والمعلم حاجز الصمت
ليلى خالد الصميلي
عكاظ - الإثنين 25/02/1432 هـ 31 يناير 2011 م العدد : 3515
المعلم الناجح ما بين رسالة التعليم وحسن المعاملة صفتان أضحت غائبة عن أغلب المعلمين فلم تعد لها أي قيمة في نظر الكثيرين، فالطالب في المرحلة الابتدائية ليست لديه القدرة على التعبير والكلام للبوح عن مشاكله في تقييم معلمه مهما كانت مزاياه، فالتأسيس لا يكون في التعليم وحسب، بل في المعاملة فالمعلم الناجح يؤسس طلابه على أسس الخلق والتعليم وفن التعبير معا وليس على التحصيل الدراسي فقط فأصبحت نفوسهم تخلو من هذا الفن الرائع؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، للأسف قل اهتمام الأسرة بالتنشئة الأولى في تعزيز حب المعلم واحترامه في نفوس طلابه، سواء أكان حاضرا أو غائبا، فهذا دور تبدأه الأسرة ويكمله المعلم الناجح والوزارة بدورها تعمل على وضع خطة جديدة والتخطيط لها جيدا وتكثيف الدورات التدريبية في طرق تعامل المعلم مع طلابه بسياسية حكيمة وإعادة تأهيل المعلمين المتأخرين في هذا المجال والاستعانة بخبراء متخصصين وخبراء نفسين وإداريين ومدراء مدارس ومعلمين للاستفادة من خبراتهم لتدريب غيرهم، والعائلة بدورها تحبب الطفل في المعلم وحب احترامه وأنه القدوة الصالحة له لتنشئة جيل يتميز بحسن الخلق والعلم وحب المعلم معا، وامتزاجهم في دائرة العلم وحسن المعاملة أكثر فأكثر للاطلاع على مشاكلهم أولا والبحث عن الحلول ثانيا وأخيرا انتزاعها من جذورها ليكون علاجها شاملا ليفهم المعلم طلابه وليحبه الطلبة وليطلق الكل العنان لمشاعره وليفهم كل منهم الآخر دون حواجز يقيدها الصمت من ناحية وذم المعلم من ناحية أخرى فأنا لا أقصد الإساءة للمعلمين، بل أشيد بإنجازاتهم وعطائهم في الماضي والحاضر فهذه مشكلة لا تخص فئة بعينها ولا مدرسة بأسرها أنها مشكلة المجتمع.
صقر قريش
01-31-2011, 12:58 PM
كلبوز في الطابور
ثامر عدنان شاكر (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=487)
يتخرج الطفل الياباني الكلبوز من المدرسة ويصعد على المسرح ليستلم شهادته.. بعد دقيقة من هذا المشهد، ينادى على اسم الأم ليعطى لها درع تكريم وشهادة تقدير على حسن أدائها، الأم التي ربت واعتنت وغيرت حفائض وأكلت وشربت وعانت الأمرين تقف وتنال التكريم.
يحدث هذا في اليابان الذي لا قرآن لهم ولا سنة مطهرة تخبرهم أن الجنة تحت أقدام الأمهات، يحدث في اليابان الذي لا وقت لديهم للمشاعر ولا للمسة الأيادي ولا للحب تحت القمر، فالقمر أصلا ضائع خلف ناطحات السحاب، والنجوم خفت وميضها قسرا فلا يكاد يسمع لها حفيف وسط الصخب!
ولأننا مللنا إسطوانة المقارنة بيننا وبين اليابان والصين والهند وحتى الصومال، ولأنه لمن المخزي حقا أن نقارن ما بين اليمين والشمال، وما بين الشرق والغرب وما بين فوق وتحت، إلا أن اليابان تبقى رمز حضارة وقصة مثابرة لا تنتهي، تحكي فصول معاناة وانتصار في الوقت الذي نتأخر نحن فيه ونتعثر ولازلنا!
الحقيقة تقول إن الياباني لن يستمر كلبوزا للأبد. بعد مرحلة الابتدائية، سيذوب الشحم ويصبح سمين الأمس شابا يافعا رشيقا ليتحول الدهن لطاقة فولاذية.. هو سيعمل جاهدا منذ المرحلة المتوسطة على متطلبات دخول الجامعة التي تعتبر المحك الأول في حياته والمحدد الأول لمصيره ومستقبله، وستمر الأيام، وسيكبر الصبي ليصبح شابا يطمح لدخول الجامعة والتي يراها أقسى تجاربه الحياتية لا يضاهيها سوى تجربة الزواج التي يعتبرها كارثة وطامة وخطوة خطيرة، ويجب أن يخطط لها بحذر، لذلك فمعدلات الانتحار مهولة عند اليابانيين وخصوصا في طبقة الشباب لكن ليس بسبب أن حبيبته هجرته على غرار عشاق الشرق الحيارى، ولكن لأنه فشل في تجاوز طلبات القبول الجامعية!
لن يكون بمقدور الياباني أن ينال هدية تخرجه من أبيه سيارة تضاهي ميزانية جامعة في بلادنا الغنية، فحتى إن كان الأب ميسور الحال فليس للابن البار نصيب من ثروة أبيه، عليه أن يثبت أنه رجل وأنه قادر على أن يحيل الشحم ثورة ونشاطا وقوة، لا مكان للكلابيز الخاملين في اليابان.
لذلك فإن سألت اليوم مفسرينا عن ?وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيلِ ترهبون به عدو الله وعدوكم? سيقولون لك أن في زماننا هذا رباط الخيل هو العلم هو تطوير أجيال، القوة في عصرنا هذا تتعدى الأسلحة الحية أو تكنولوجيا عصرية لا نفهم من تفاصيلها شيئا. قوتنا في مواردنا البشرية، شبابنا ثروتنا!
الكيان الصهيوني أصدر فرمانا منذ عام 1949م يعتبر أن التربية والتعليم هما أبجديات الدفاع الوطني! أو لازلنا نفكر في جواب يليق بعد مرور ستين عاما وأكثر؟!
هو التعليم ذروة سنام التنمية، الاستثمار في الأجيال القادمة بغاية تحويل سواعدهم الفتية إلى مدافع اف إكس.. هي التربية الركن الأول في بناء الأمم، هو العقل زينة الإنسان، هي الحرية التي تحول أحلامنا إلى حقيقة بلمسة سحرية وتجعل من خطواتنا وثبات لغد أجمل بلا بساط الريح، أو مصباح علاء الدين البالي، ودون حتى أن نفتش في كتب ألف ليلة وليلة عن منفذ وملجأ وتاريخ مجيد قتلناه بحثا واعتزازا وفخرا. آن الأوان أن نجنب الماضي قليلا ونعمل بإصرار عل أحلامنا الشابة تحققت!!
أم مربية لأجيال ومجتمع فطن يقدر الأفراد وكلبوز شرس يتحول إلى شاب رشيق لا يقدر أحد أن ينافسه في ماراثون الحياة، هم أدوات السباق والسبيل الوحيد للمضي قدما بلا خوف من العثرات والسقطات، فمتى أعددنا ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل؟!
صقر قريش
02-08-2011, 01:57 AM
العلاقات الإنسانية في البيئة المدرسية
د. حمد بن عبدالله القميزي
الجزيرة - الثلاثاء 28 صفر 1432 العدد 14005
منذ وجد الإنسان على هذه الأرض وجدت معه العلاقات الإنسانية، إذ لا يستطيع الإنسان أن يعيش في هذه الحياة بمعزل عن الآخرين. فمارس هذه العلاقات بناءً على الثقافات التي كانت سائدة في الأمم والحضارات التي عاش فيها.
ولما جاء الإسلام أكد الاهتمام بالعلاقات الإنسانية، وأرسى قواعدها على أسس ثابتة، وقيم إنسانية، ومبادئ ثابتة، وأخلاق فاضلة، من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، التي دعت إلى تقوية هذه العلاقات بين أفراد المجتمع المسلم، وحثت على حسن التعامل والرحمة والتعاطف. ففي الحديث الشريف: «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
ومع التطور العلمي الذي شمل جميع المجالات، ظهرت نظريات ومدارس متعددة في الإدارة، ومنها مدرسة العلاقات الإنسانية التي ظهرت في الثلاثينيات من القرن العشرين، كرد فعل للنظريات الإدارية التي وضعت الحوافز المادية في مقدمة اهتمامات العاملين، وأهملت العلاقات الإنسانية. حيث اهتمت هذه المدرسة بالجانب الإنساني والاجتماعي والنفسي للعامل، ونظرت إليه على أن له مشاعر ينبغي احترامها ومراعاتها، وهذا يؤدي إلى زيادة إنتاجيته في العمل.
ومما ساهم في انتشار مدرسة العلاقات الإنسانية في المؤسسات الإدارية وغير الإدارية ميل العاملين في هذه المؤسسات إلى تكوين تنظيمات غير رسمية فيما بينهم، وكذلك أثر الحوافر المعنوية في تحفيز العاملين داخل المؤسسة، وتأكيد الأبحاث الفسيولوجية أن طاقة العامل لا تتحدد فقط بطاقته الجسمية وإنما كذلك بطاقته الاجتماعية.
وبالرغم من اتفاق الباحثين على أن المحور الذي ترتكز عليه العلاقات الإنسانية هو العنصر البشري، إلا أن هناك اختلافاً بينهم في تحديد المفهوم الدقيق للعلاقات الإنسانية. وبمراجعة العديد من التعريفات التي ذكرتها المراجع العلمية التي تناولت العلاقات الإنسانية فإنه يمكن تعريفها بأنها: عمليات إنسانية تستند إلى الفضائل الأخلاقية والقيم الإنسانية والتعاليم الإسلامية، تمارس بين أفراد المجتمع، أو بين أفراد أي مؤسسة عاملة فيه، من أجل تحقيق رضا الخالق سبحانه وتعالى، وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها كل فرد، أو تسعى إليها مؤسسات المجتمع.
وفي نطاق المؤسسات التربوية شهدت الآونة الأخيرة اهتماماً متزايداً بفاعلية البيئة المدرسية في تطوير وتنمية العمل التربوي، فعقدت لذلك المؤتمرات والندوات وأجريت الدراسات، سعياً للبحث عن أنسب الأساليب والوسائل لزيادة فاعلية البيئة المدرسية، حتى تحقق أهدافها المنشودة في تطوير وتنمية المجتمع.
وقد أشارت الدراسات التربوية إلى أن فاعلية البيئة المدرسية تزداد بزيادة فاعلية العلاقات الإنسانية، وذلك أن المناخ التعليمي -المادي والمعنوي-يؤثر سلباً أو إيجاباً على مستوى الأداء التدريسي والتحصيلي والإداري داخل المؤسسة التربوية، كما أن هذه العلاقات تعد عنصراً أساسياً لنجاح المدرسة في تأدية وظائفها، وتفاهم منسوبي المدرسة وتآلفهم، مما يزيد من تفاعلهم وتعاونهم في تحقيق أهداف المدرسة التربوية، إضافة إلى أن العلاقات الإنسانية تحقق الراحة النفسية والطمأنينة والرضا للعاملين في المدرسة وطلابها، مما يزيد من النتائج الإيجابية التي تسعى لها المدرسة، كما أن العلاقات الإنسانية الإيجابية داخل المدرسة تعزز من الانتماء لها ولمهنة التربية والتعليم.
وقد أوصت العديد من الدراسات التي تناولت موضوع العلاقات الإنسانية في المؤسسات التربوية بالعديد من التوصيات لزيادة فاعلية العلاقات الإنسانية داخل البيئة المدرسية، ومن أبرز تلك التوصيات، ما يلي:
1 - الالتزام بتطبيق معايير اختيار المعلمين والهيكل الإداري في المدرسة والعاملين في إشراف الإدارة المدرسية، باختيار من يتمتعون بمهارات متميزة في العلاقات الإنسانية.
2 - عقد دورات تدريبية إلزامية أثناء الخدمة، للمعلمين والهيكل الإداري في المدرسة، تتناول أهمية العلاقات الإنسانية، وفنونها المختلفة.
3 - تفعيل الأنشطة المدرسية الصفية واللاصفية، وذلك بدعمها وتنويعها وإشراك أكبر عدد من المعلمين والطلاب في برامجها.
4 - أن تفتح المدرسة أبوابها وتقدم ما لديها من إمكانيات مادية وعلمية وفنية لخدمة المجتمع المحلي، وذلك لتوطيد العلاقات الإنسانية بين منسوبي المدرسة وأفراد المجتمع.
ومن خلال العمل في الميدان التربوي وسعياً لتفعيل العلاقات الإنسانية من أجل نجاح المدرسة في تأدية رسالتها أؤكد على المعاملة الطيبة بين مدير المدرسة والمعلمين وبين المعلمين والطلاب، وأن يسود الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف في المدرسة، والاهتمام باللقاءات غير الرسمية بين إدارة المدرسة والمعلمين، ومراعاة وتقدير الظروف التي قد يمر بها أحد منسوبي المدرسة وعمل اللازم تجاهه. ونظراً لعدم عصمة أي إنسان من الوقوع في خطأ أو تقصير فأشير إلى أهمية تقبل التوجيه والنقد الهادف، وفي المقابل الاعتذار عند تأكد وقوع الخطأ أو الزلل.
أخيراً: لقد حدد ديننا الإسلامي والتوجيهات التربوية الرسمية وغير الرسمية أهم المبادئ التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، والتي لابد أن نطبقها لبناء علاقات إنسانية فاعلة في بيئتنا المدرسية، كي تساعدنا كتربويين على تحقيق أهدافنا التربوية التي ننشدها.
صقر قريش
02-09-2011, 12:16 AM
يا حسرتاه.. هل ضاع الصدق!!
محمد بن أحمد الرشيد
الصدق والأمانة متلازمان، ولا أمانة دون صدق، ولا صدق دون أمانة، ورسولنا العظيم وُصف بالصادق الأمين. وقبله الأنبياء جميعاً.
(واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صِدِّيقاً نبياً).
(واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صِدِّيقاً نبياً).
ما أعظمك يا رسول الله القائل: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة).
وقولك (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة).
** ** **
إني أشعر بالأسى العميق حين أرى الذين يتحدثون نفاقاً، ويراءون كذباً، ويبالغون في وصف الآخرين خداعاً، إنهم المتزلفون، الكذابون، المخادعون.. ما أبشع جرمهم، وما أشنع فعلهم.. أولئك الذين يقدمون صوراً وردية لبعض الأمور ليرضوا رؤساءهم، والحقيقة أنها في معظمها أوهام ومبالغات، وصور كرتونية، وعرائس تمثيلية.
الصدق واجب على كل إنسان في كل موقع، ومع كل الناس، فالمسؤول لابد أن يكون صادقاً مع رؤسائه، صادق الحديث معهم، صادق البيان والوصف لما هو تحت إدارته من أعمال وواجبات.. يقول الحقيقة كما هي، دون زيادة أو نقص منها..
** ** **
أيها الصدق العظيم. لقد قتلوك كثيراً.. ومسخوا صورتك الجميلة، بل استبدلوك بأسماء هي ليست منك أبداً.
أضاعوك في أحاديثهم وحتى في عباداتهم لله.
كم خدع الكذابون المنافقون حكامهم ورؤساءهم، وجلبوا بكذبهم الشر والضياع لبلادهم.
** ** **
لن يرقى مجتمع، ولن تتقدم أمة إلا حين يكون الصدق متمثلاً في كل الأقوال والأعمال.
صِدق الحديث - صدق الإيمان - صدق الشعور..
وفي اللغة تحديد لماهية الصدق.
صدّق في الحديث صدقاً أخبر بالواقع.
صدق النصيحة والإخاء أخلصهما.
صدق الوعد أوفى به.
أصْدّق فلاناً عدَّه صادقاً.
صَدَّقه تصديقاً اعترف بصدق حديثه.
- رحبة مجالات الصدق - متعددة صوره.. عظيمة آثاره القريبة والبعيدة.
** ** **
العجب كل العجب أن المرء يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا قيل له (إنك كذاب) فهو يكذب، ويعرف في داخله أنه يكذب ويغالي؛ لكنه يرفض أن يوصف بهذا الوصف لما فيه من شناعة وخسة ومذلة.. أنت وحدك تعرف نفسك إن كنت صادقاً في قولك أو عملك - وضميرك وعقلك يصدقانك أو يكذبانك.
الصدق شرط أساسي لصحة وقبول كل عمل؛ فشرط الإيمان الحقيقي هو الشعور الصادق به في داخلك، ويوافق عليه ضميرك وعقلك، وعليه فلن تقبل صلاتك، ولا صومك، ولا عباداتك إن لم تكن صادق الايمان بالله، صادقاً في أنك تصلي له، وتصوم له، وتتصدق لوجهه الكريم.
ولهذا كان لقب (الصادق الأمين) الصادق أولاً تثبيتاً للأمانة والايمان، وليس مؤمناً صادق الايمان من يفعل شيئاً بغير صدق حقيقي تقره نفسه، ويطمئن إليه قلبه ويوافق ضميره.
** ** **
الصدق واجب على كل إنسان في كل موقع، ومع كل الناس، فالمسؤول لابد أن يكون صادقاً مع رؤسائه، صادق الحديث معهم، صادق البيان والوصف لما هو تحت إدارته من أعمال وواجبات.. يقول الحقيقة كما هي، دون زيادة أو نقص منها.
وكم من مسؤول لم يصدق مع رئيسه فتكشفت الحقائق الخفية وكانت له نهايات غير مرضية.
المدير والمسؤول يجب أن يديم الصدق في القول والعمل مع من يعملون تحت إدارته يطلعهم بوضوح وصدق شامل على كل جوانب العمل والحقائق في عمله حتى لا يكون هناك زيف يظهر فيما بعد تكون نتائجه اهتزاز الثقة في شخصه، وتمرد العاملين عليه في مؤسسته، ويعاملونه كذباً بمثل ما عاملهم هو به.
الصدق مقياس دقيق بالغ الدقة لصواب كل قول وصحة كل عمل.
** ** **
وإذا أنت لم تلتزم بدقائق وخصائص الصدق الحقيقي في كل أقوالك وأعمالك وعلاقاتك فأنت قد ملت إلى جانب الكذب والنفاق.
وما أسوأ صورة الإنسان الذي يُعرف عنه أنه كاذب، وما أخس مكانة الإنسان الذي يقال عنه أنه منافق.
وتعال معي نقرأ قوله تعالى محذراً لنا من الكذب.
(إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بالله وأولئك هم الكاذبون).
وقوله تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).
ولنتوقف عند أقوال الحبيب المصطفى الصادق الأمين يقول: (كبرت خيانة أن تحِّدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب).
وقال - صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن العبد الايمان كله حتى يترك الكذب).
وسئُل - صلى الله عليه وسلم: (أيكون المؤمن جباناً؟ قال نعم: ثم قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال نعم - قيل له: أيكون المؤمن كذاباً - قال: لا).
وقال - صلى الله عليه وسلم - (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وفي رواية: (وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم).
** ** **
إن بلادنا منبع الإسلام.. والأخذ بفضائله، وقيمه واجب مقدس علينا، وعلى الصادقين الأمناء أن يصدقوا الله ويصدقوا أولي الأمر، ويفضحوا الكذابين المنافقين، ولا نجاة لأي مجتمع يشيع فيه الكذب والنفاق، والتزلف والمراء فلنعمل جاهدين جميعاً على تحري الصدق فإنه منجاة.. مصداقاً لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم (إن الله نجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً، وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق).
فلنسر على نهج نبينا.. ونحقق ما أمرنا به رسولنا.. ولنردع الكذابين ونبعدهم عن كل مواقع العمل.. ولا نقبل رياء المنافقين.. ولتكن لنا عبرة في كل الأحداث المعاصرة حولنا.
** ** **
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.
صقر قريش
02-14-2011, 03:02 PM
التعليم العام.. تطوير أم تغيير أم إصلاح؟
عامر عبد الله الشهراني
الوطن - الأحد 10ربيع الأول 1432هـ
في مقال سابق تطرقت لمحاولات تطوير التعليم العام، وكان التركيز منصباً على تطوير المناهج، وفي مقال اليوم سيتم التركيز على المعلم كمطور، وكمستفيد من عملية التطوير، وفي هذا المجال يؤكد الأدب التربوي على أن المعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، وهو حجر الزاوية في البناء التربوي، وهو المنفذ الحقيقي للخطط التربوية والمناهج، فهو بذلك سيد الموقف في الصف الدراسي، وهذه الأدوار تحمله مسؤولية كبيرة في مجال التربية والتعليم، ولذلك فإن تطوير العمل التربوي لن يتحقق في غياب الاهتمام بالمعلم، قبل تأهيله، وبعد تعيينه.
وهنا أرى أن تطوير التعليم العام لن يتم بشكل مناسب إذا ما أحسن اختيار المعلم قبل الالتحاق ببرامج الإعداد، فعملية اختيار المعلم تحتاج إلى إعادة نظر بحيث يكون لها ضوابط واضحة، ومحددة، ولا يلتحق بالبرامج المخصصة لإعداد المعلم إلا من لديه انتماء لمهنة التدريس قبل الانضمام لهذه البرامج، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تطبيق الاختبارات، والمقاييس المخصصة لذلك، وهناك حاجة لإيجاد حوافز مادية، ومعنوية تعمل على استقطاب المتميزين من خريجي المرحلة الثانوية، وزيادة التحاقهم بمجال التدريس مثل إقبالهم على كليات الطب، والهندسة، والحاسب، والكليات العسكرية، ولا نريد أن تكون مهنة التدريس مهنة من لا مهنة له، ومن لم يجد عملا في مجالات أخرى غير التدريس يبدأ في الاتجاه لمهنة التدريس، فمهنة التدريس لن تكون خياره الأول، أو الثاني، أو الثالث، بل هي الخيار الأخير، وهذا سينعكس سلبا على العملية التعليمية، ولن نحقق أهدافها، ونرقى بالعملية التعليمية بهذه النوعية من المعلمين.
كما أن برامج إعداد المعلم الحالية لا تواكب التطور التقني، وثورة المعلومات، والتقدم المعرفي، وبحاجة إلى تطوير، وقد يكون ذلك ممكنا من خلال التنسيق المستمر، والشراكة الفاعلة بين مؤسسات إعداد المعلم، وبين وزارة التربية والتعليم، بحيث لا تنفرد مؤسسات إعداد المعلم لوحدها بعملية التطوير في هذا المجال، ويتطلب ذلك تكوين لجان تنسيق دائمة من الجهات المعنية بإعداد المعلم، والجهات المستفيدة يتم من خلالها تحديد المواصفات التي يجب توافرها في المعلم، والكفايات التخصصية، والمهنية، والتقنية، والثقافية، وبهذا نضمن أن مخرجات برامج إعداد المعلم ملائمة للاحتياج، ومؤهلة للقيام بدورها في المجال التعليمي الذي يضمن الجودة، والتعلم الفعال للمتعلمين، كما أرى أن تكون هناك آلية محددة تحفظ للمعلم حقوقه، وللجهة المستفيدة حقوقها من حيث التوظيف، وقد يخضع المعلم بعد تخرجه للتعاقد، بدلا من التعيين على وظيفة رسمية وبشكل دائم، ومن يثبت جدارته وفعاليته يتم تجديد عقده بصورة تلقائية بناء على إنجازاته، وتقارير الجهة التي يعمل بها، وهذه التقارير يجب أن تكون منطقية بعيدة عن الذاتية، والأهواء الشخصية، وهذا قد يحتاج إلى تشكيل لجنة من الجهات المعنية لوضع تصور كامل عن كيفية توظيف المعلمين، ومن لم يثبت جدارته وجديته لا يتم تجديد عقده، وأعتقد أن هذا سيكون عامل ضبط، ويؤدي إلى رفع مستوى الكفاية الداخلية، والخارجية لنظامنا التعليمي بشكل عام.
أما المعلمون الذين على رأس العمل فيتم تقييمهم بشكل عام، ومن يمكن الاستفادة منه يتم تدريبه بشكل مكثف حسب جداول زمنية، على أن تشتمل هذه الدورات على المستجدات في المجالات التخصصية، والمهنية، والتقنية، ويمكن التنسيق مع الجامعات التي أصبحت منتشرة ولله الحمد في جميع مناطق المملكة لتحقيق ذلك، كما أرى أن يكون هناك خطة لتحويل هؤلاء المعلمين من نظام الخدمة المدنية إلى نظام العقود وفق ضوابط معينة، وينظر في سن التقاعد للمعلمين والمعلمات بحيث يتم تخفيض المدة الزمنية للتقاعد للمعلمين لمدة خمس سنوات عن المدة النظامية، والإحلال عن طريق نظام العقود، وقد درس مجلس الشورى وضع المعلمين ورفع توصية حيال وضع المعلمين، وكنت أتمنى أن التوصية شملت مقترح العقود بدلا من التوظيف، وأوافقهم الرأي حيال تحويل المعلمين التقليديين إلى وظائف أخرى غير تعليمية، أو إلى التقاعد المبكر.
أخيرا أرى أن وزارة التربية والتعليم بحاجة لنظام واضح للمجال الإداري، والأكاديمي، والتنفيذي يتم تطويره من قبل أحد بيوت الخبرة، ويتم تثبيته، وتعميمه على كافة فروع الوزارة بمختلف مستوياتها، وهذا يضمن عدم التعديل، أو التغيير في هذه الأنظمة كما نراه، ونلمسه بمجرد تكليف مسؤول جديد يتولى أمور الوزارة على أي مستوى.
صقر قريش
02-14-2011, 03:03 PM
ضعف المخرجات في التعليم
د. عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف
الجزيرة -الأحد 10 ربيع الأول 1432 العدد 14017
عَدّدَ التربويون المعاصرون أسباباً عدة لهذا الضعف في المخرجات والذي لا يمكن لأي غيور على بلده وأمته تجاهله أو التقليل من شأنه أو على الأقل المشاركة على قدر المستطاع في علاجه، وذكر المختصون أسبابا عدة تحتاج إلى بسط وبيان، ومن أهمها على سبيل المثال لا الحصر ضعف المدّرس أحياناً، عدم استعداد البعض للحصة أو المحاضرة قبل المثول أمام الطلبة، عدم الولاء للمهنة والحب لها وحب الأجواء التعليمية والتربوية والخلوص للعلم والتفرغ الكامل للطلب أولاً ثم للتدريس ثانياً، ومنها وهو الأهم والأعم وقاصمة الظهر أحياناً أنه أدخل على هذه المهنة العظيمة الشريفة، غير أهلها والمنتمين إليها والذين أعدوا أنفسهم مسبقاً نفسياً وتربوياً وعلمياً لهذه المهنة الكريمة فتجد أحياناً قيادات يقال إنها تربوية وهي بعيدة كل البعد عن هذا المجال، ونحن نعرف ونردد المثل القائل (فاقد الشيء لا يعطيه) وما أكثر من ينطبق عليهم هذا المثل الرائع في دنيا الناس ممن يهرف بما لا يعرف فيوقع نفسه وغيره والأمة معه في أخطاء جسام ينعكس أثرها على الأمة حاضراً ومستقبلاً، إننا نخطئ كثيراً حينما نطلب من شخص غير مؤهل وغير معد وغير مستعد أحياناً أن يبدع وينتج ويخطط ويبرمج ويأتي بما لم تستطعه الأوائل وهو خاوي الوفاض جاهل تماماً بحرفته ومهنته ووظيفته والأسوأ من ذلك والأردأ عندما يرأس هذا الرجل الفارغ الفاقد لأبسط مقومات وظيفته رجالاً تربويين مهرة أعدوا جيداً لهذه المهنة العالية، إننا حينئذ نردد مع الشاعر العربي قوله:
أعمى يقود بصيراً لا أبالكمـوا
قد ظل من كانت العميـان تهديـه
إنه بهذا يتكلف غير طبعه وعلمه
وخلق نفسه على حد قول الشاعـر
ويبتدع خلقا سوى خلـق نفسـه
يدعه وترجعـه إليـه الرواجـع
أو قول الآخر
وأسـرع مفعـول فعلـت تغيـراً
تكلف شـيء مـن طباعـك ضـده
وما أحسن قول القائل في هذا الصدد
من لم يُسَسْ فيطيـر فـي خيشومـه
رهج الخميس فلـن يقـود خميسـا
وما على التربوي المدقق والموثق الذي تضيع جهوده وقدراته ومعارفه ومهارته وعلمه في مثل هذا الأجواء إلا أن يردد مع الشاعر قوله:
وما أنا إلا المسك في أرض غيركم
أضـوع وأمـا عندكـم فأضـيـع
أو قول الآخر وأجاد
غزلت لهم غزلاً رقيقاً فلم أجد
لغزلي نساجاً فكسرت مغزلـي
وهنا سؤال يكثر إيراده/ هل رجل التربية والتعليم مطبوع أو مصنوع؟ والجواب على ذلك كما كما قال رجال التربية والتعليم إن رجل التربية والتعليم كغيره من أصحاب الحرف والمهن الأخرى لا بد أن يتوافر فيه شرطان مهمان أولهما فطري والثاني مكتسب، فالعنصر الفطري هو استعداده لهذه المهنة ووجود مقوماتها وأسسها لديه واستعداده المسبق لها ويميل إليها ويحبها يواليها كثيراً، وهو ما نسميه تربوياً الولاء للمهنة وقد يختلف هذا الاستعداد والولاء من شخص لآخر والعنصر المكتسب هو إعداده وتمرينه لهذه المهنة وكلاهما هام وكبير، إن الإعداد الجيد والانتماء الجيد أيضاً لهذه المهنة يبصر كثيراً بها ويزيل بإذن الله الكثير من العوائق في طريق جودتها وما لم يكن عند التربوي ميل قوي وطبيعي وموهبة جيدة فلن يكون تربوياً صحيحاً. إن واجب التربويين كبير وإن إعدادهم المسبق وتهيئتهم الفطرية لهذه المهنة أمر في غاية الأهمية، إذا كنا نريد تربية مفيدة ونافعة ونؤسس في بلادنا قاعدة تربوية صلبة ويظهر لنا جلياً خطر هذه المهنة وأعظم الخطر إذا أدخل على هذه المهنة العظيمة من لا يعرف أصولها ولم يعد مسبقاً لها وهنا يكون الخلط والخبط والتغيير والتبديل وإصدار الأوامر والنواهي بدون مستند تربوي. إنها وبحق تتطلب خصائص تربوية وعلمية ونفسية ومميزات عقلية ودراسات ميدانية وصفات خلقية وخلقية وطاقات فكرية ومالية وجسمية، إن أي أمة تكون فيها كفة التربويين راجحة فإنها ستهدي إلى الحق والصدق والتربية الصحيحة وسيبدع التربويون في مجالهم إبداعاً فائقاً، وإذا كنا نقول إن التربية والتعليم في أساسها صناعة فلا بد والحالة هذه من صانع ماهر وهذا أمر يتفق عليه جميع العقلاء وإذا كنا اتفقنا على أن العلم والتعليم والتربية بوجه عام صناعة ومهنة ولكل صناعة ومهنة مقتدر وخبير ومختص وبدونه لا صناعة ولا مهنة وكل صناعة يعرض لها ما يعرض لغيرها من الصناعات من رقي ونهوض أو سقوط وهبوط وانحدار حسب فهم وعلم وقدرة القائمين عليها مما يجعلها تنهض وتزدهر أو تتعرض للخمول والكسل والكساد، إن وجود التربويين المتخصصين وتوافرهم في أي بلد سبب رئيس وعامل هام من عوامل نهضة التعليم من ناحية وصناعة التعليم من ناحية أخرى بمعنى إسناد أي فن إلى رجاله المتخصصين وفيه كان العرب قديماً يقولون (وصدقوا) العلم لا يؤخذ إلا من أفواه الرجال) ويعنون بذلك التخصصين والمدققين والمتهيئين له، والتربية الصحيحة والتخطيط لها لا يؤخذ من الأوراق ولا من وراء أبواب مغلقة وعقول فارغة وخبرات خفيفة ودراسات بعيدة وغير متخصصة هذا ولقد قيل (صنعة بدون أستاذ يدركها الفساد) وهذا قول رأيناه بأم أعيننا كما رآه غيرنا سابقا ولاحقاً من الحياة المشاهدة ومن الواقع المعاش فهل إلى تربية سليمة وبأيد فاحصة ومدركة ومتخصصة من سبيل يا ليت قومي يعلمون.
صقر قريش
02-14-2011, 03:04 PM
ضعف المخرجات في التعليم
د. عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف
الجزيرة -الأحد 10 ربيع الأول 1432 العدد 14017
عَدّدَ التربويون المعاصرون أسباباً عدة لهذا الضعف في المخرجات والذي لا يمكن لأي غيور على بلده وأمته تجاهله أو التقليل من شأنه أو على الأقل المشاركة على قدر المستطاع في علاجه، وذكر المختصون أسبابا عدة تحتاج إلى بسط وبيان، ومن أهمها على سبيل المثال لا الحصر ضعف المدّرس أحياناً، عدم استعداد البعض للحصة أو المحاضرة قبل المثول أمام الطلبة، عدم الولاء للمهنة والحب لها وحب الأجواء التعليمية والتربوية والخلوص للعلم والتفرغ الكامل للطلب أولاً ثم للتدريس ثانياً، ومنها وهو الأهم والأعم وقاصمة الظهر أحياناً أنه أدخل على هذه المهنة العظيمة الشريفة، غير أهلها والمنتمين إليها والذين أعدوا أنفسهم مسبقاً نفسياً وتربوياً وعلمياً لهذه المهنة الكريمة فتجد أحياناً قيادات يقال إنها تربوية وهي بعيدة كل البعد عن هذا المجال، ونحن نعرف ونردد المثل القائل (فاقد الشيء لا يعطيه) وما أكثر من ينطبق عليهم هذا المثل الرائع في دنيا الناس ممن يهرف بما لا يعرف فيوقع نفسه وغيره والأمة معه في أخطاء جسام ينعكس أثرها على الأمة حاضراً ومستقبلاً، إننا نخطئ كثيراً حينما نطلب من شخص غير مؤهل وغير معد وغير مستعد أحياناً أن يبدع وينتج ويخطط ويبرمج ويأتي بما لم تستطعه الأوائل وهو خاوي الوفاض جاهل تماماً بحرفته ومهنته ووظيفته والأسوأ من ذلك والأردأ عندما يرأس هذا الرجل الفارغ الفاقد لأبسط مقومات وظيفته رجالاً تربويين مهرة أعدوا جيداً لهذه المهنة العالية، إننا حينئذ نردد مع الشاعر العربي قوله:
أعمى يقود بصيراً لا أبالكمـوا
قد ظل من كانت العميـان تهديـه
إنه بهذا يتكلف غير طبعه وعلمه
وخلق نفسه على حد قول الشاعـر
ويبتدع خلقا سوى خلـق نفسـه
يدعه وترجعـه إليـه الرواجـع
أو قول الآخر
وأسـرع مفعـول فعلـت تغيـراً
تكلف شـيء مـن طباعـك ضـده
وما أحسن قول القائل في هذا الصدد
من لم يُسَسْ فيطيـر فـي خيشومـه
رهج الخميس فلـن يقـود خميسـا
وما على التربوي المدقق والموثق الذي تضيع جهوده وقدراته ومعارفه ومهارته وعلمه في مثل هذا الأجواء إلا أن يردد مع الشاعر قوله:
وما أنا إلا المسك في أرض غيركم
أضـوع وأمـا عندكـم فأضـيـع
أو قول الآخر وأجاد
غزلت لهم غزلاً رقيقاً فلم أجد
لغزلي نساجاً فكسرت مغزلـي
وهنا سؤال يكثر إيراده/ هل رجل التربية والتعليم مطبوع أو مصنوع؟ والجواب على ذلك كما كما قال رجال التربية والتعليم إن رجل التربية والتعليم كغيره من أصحاب الحرف والمهن الأخرى لا بد أن يتوافر فيه شرطان مهمان أولهما فطري والثاني مكتسب، فالعنصر الفطري هو استعداده لهذه المهنة ووجود مقوماتها وأسسها لديه واستعداده المسبق لها ويميل إليها ويحبها يواليها كثيراً، وهو ما نسميه تربوياً الولاء للمهنة وقد يختلف هذا الاستعداد والولاء من شخص لآخر والعنصر المكتسب هو إعداده وتمرينه لهذه المهنة وكلاهما هام وكبير، إن الإعداد الجيد والانتماء الجيد أيضاً لهذه المهنة يبصر كثيراً بها ويزيل بإذن الله الكثير من العوائق في طريق جودتها وما لم يكن عند التربوي ميل قوي وطبيعي وموهبة جيدة فلن يكون تربوياً صحيحاً. إن واجب التربويين كبير وإن إعدادهم المسبق وتهيئتهم الفطرية لهذه المهنة أمر في غاية الأهمية، إذا كنا نريد تربية مفيدة ونافعة ونؤسس في بلادنا قاعدة تربوية صلبة ويظهر لنا جلياً خطر هذه المهنة وأعظم الخطر إذا أدخل على هذه المهنة العظيمة من لا يعرف أصولها ولم يعد مسبقاً لها وهنا يكون الخلط والخبط والتغيير والتبديل وإصدار الأوامر والنواهي بدون مستند تربوي. إنها وبحق تتطلب خصائص تربوية وعلمية ونفسية ومميزات عقلية ودراسات ميدانية وصفات خلقية وخلقية وطاقات فكرية ومالية وجسمية، إن أي أمة تكون فيها كفة التربويين راجحة فإنها ستهدي إلى الحق والصدق والتربية الصحيحة وسيبدع التربويون في مجالهم إبداعاً فائقاً، وإذا كنا نقول إن التربية والتعليم في أساسها صناعة فلا بد والحالة هذه من صانع ماهر وهذا أمر يتفق عليه جميع العقلاء وإذا كنا اتفقنا على أن العلم والتعليم والتربية بوجه عام صناعة ومهنة ولكل صناعة ومهنة مقتدر وخبير ومختص وبدونه لا صناعة ولا مهنة وكل صناعة يعرض لها ما يعرض لغيرها من الصناعات من رقي ونهوض أو سقوط وهبوط وانحدار حسب فهم وعلم وقدرة القائمين عليها مما يجعلها تنهض وتزدهر أو تتعرض للخمول والكسل والكساد، إن وجود التربويين المتخصصين وتوافرهم في أي بلد سبب رئيس وعامل هام من عوامل نهضة التعليم من ناحية وصناعة التعليم من ناحية أخرى بمعنى إسناد أي فن إلى رجاله المتخصصين وفيه كان العرب قديماً يقولون (وصدقوا) العلم لا يؤخذ إلا من أفواه الرجال) ويعنون بذلك التخصصين والمدققين والمتهيئين له، والتربية الصحيحة والتخطيط لها لا يؤخذ من الأوراق ولا من وراء أبواب مغلقة وعقول فارغة وخبرات خفيفة ودراسات بعيدة وغير متخصصة هذا ولقد قيل (صنعة بدون أستاذ يدركها الفساد) وهذا قول رأيناه بأم أعيننا كما رآه غيرنا سابقا ولاحقاً من الحياة المشاهدة ومن الواقع المعاش فهل إلى تربية سليمة وبأيد فاحصة ومدركة ومتخصصة من سبيل يا ليت قومي يعلمون.
صقر قريش
02-14-2011, 03:05 PM
الرياضة واقتصاديات المستقبل للطلاب
د. زيد بن محمد الرماني
الجزيرة -الأحد 10 ربيع الأول 1432 العدد 14017
مدخل
لقد حققت الرياضة المدرسية في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية سواء من حيث إنشاء العديد من المنشآت الرياضية (مدن رياضية - ملاعب - صالات) في معظم المدن والمحافظات، أو في مجال الإنجازات الرياضية الإقليمية والدولية في بعض الألعاب الفردية والجماعية.
وأصبحت مظاهر حركة الرياضة المدرسية ضمن فعاليات النشاط الإنساني اليومي لعدد كبير من الطلاب، حيث نشاهد من حين لآخر تطور وارتقاء إنجازات اللاعبين السعوديين المدرسيين أفراداً وفرقاً، كما اتسعت أواصر العلاقات السعودية الرياضية على المستوى الأولمبي والقاري والعالمي.
أهمية الرياضة المدرسية
لم تعد الرياضة المدرسية بالنسبة لعدد كبير من الطلاب مجرد مشاهد ممتعة ووقت فراغ محبب، ولكن أصبحت وسيلة لرفع مستوى لياقتهم البدنية والذهنية، وهو ما ينعكس إيجاباً على صحتهم النفسية ويزيد من كفاءتهم الإنتاجية، حيث تحدث الرياضة نوعاً من التوازن بين الجوانب البدنية والروحية والعقلية، ولذلك فإن الهدف من وضع إستراتيجية اقتصادي رياضية للمجتمع، هو تحقيق النمو والارتقاء بمستوى حياة الأفراد مادياً وثقافياً وتحقيق فرص أفضل للنمو والإنتاجية.
اقتصاديات المستقبل للطلاب
ينبغي على الهيئات والمنظمات الرياضية أن تعطي اهتماماً أكبر لاقتصاديات المستقبل في عملها، لأن النجاح في حل معظم مشاكلها يتوقف على جانب التمويل وإدارة المشروعات، وفي هذا السياق، يقول د. عزت كاشف، في كتابه (اقتصاديات التربية البدنية): إن علم الاقتصاد وتطبيقاته في المجال الرياضي وثيق الصلة بالعلوم الاجتماعية التي تقوم على دراسة سلوك الأفراد في توزيع الموارد النادرة من صالات رياضية وملاعب وأجهزة وأدوات العلاج الخاصة بالإصابات الرياضية، والتي تعتبر ذات استعمالات بديلة بين أهداف متعددة تسعى لإرضاء وإشباع الحاجات المتنوعة للممارسين.
ولذا قيل إن أبعاد المشكلة الاقتصادية في المجال الرياضي تتحدد في حاجات متعددة للأفراد الممارسين للرياضة حسب الزمان والمكان في مواجهة موارد محدودة نسبياً، بمعنى أن علم الاقتصاد في المجال الرياضي يدرس الفرد والبيئة التي يتعامل معها، فالفرد يمثل الحاجات الاقتصادية بينما البيئة تمثل الموارد الاقتصادية.
إن طبيعة الطالب الممارس للرياضة تتميز بأن لها رغبات إنسانية متعددة وغير محددة؛ فمن الواقع العملي، يهدف الطالب من وراء تلك الممارسة إلى أن يكون صحيحاً بدنياً ومقبولاً اجتماعياً ولا مانع في أن يصبح بطلاً رياضياً. وبعد تركه ممارسة الرياضة يسعى لأن يكون مدرباً مشهوراً أو إدارياً مرموقاً أو عضواً لمجلس إدارة أحد الأندية أو الاتحادات الرياضية.
ولذلك فإن رغبات الطالب تبدو متداخلة ومتشابهة، ومن ثم فإن تحقيق رغبة لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق رغبة أخرى. وهذا يعني أن رغبات الطالب الرياضي رغبات متنوعة، كلما أشبع رغبة منها ثارت في نفسه رغبات جديدة تتطلب أنواعاً أخرى من الإشباع. وعادة ما يتم تحقيق هذه الرغبات بالقدر المتاح للفرد من الموارد الاقتصادية.
وإذا كانت الموارد الاقتصادية ذات الصلة بالرياضة والتي يمتلكها الفرد أو الجهة الإدارية الحكومية ذات العلاقة بشؤون الرياضة في المجتمع، متوافرة بكميات غير محدودة، وهو أمر نسبي، فلن تكون هناك مشاكل، لأنه في تلك الحالة سيتم تحقيق معظم رغبات الأفراد.
بينما على عكس ذلك، إذا كانت الموارد نادرة بحيث لا يكفي الموجود منها لتحقيق رغبات معظم الأفراد، هنا تظهر المشكلة، ويصبح من الضروري التدخل للمفاضلة بين تلك الرغبات والحاجات المتعددة. ولذلك فإن جوهر المشكلة الاقتصادية في المجال الرياضي تنشأ عند الحاجة إلى الاختيار بين البدائل المتاحة للموارد الاقتصادية النادرة.
وهنا نجد أن متخذ القرار في الهيئة الرياضية، ونتيجة ندرة الموارد الاقتصادية، يضطر إلى التضحية برغبة بعض الأفراد، في مقابل سعيه لإشباع رغبات باقي الأفراد.
كلمة أخيرة
إن دراسة اقتصاديات الرياضة المدرسية يعتبر واحداً من الحلقات المتكاملة لدراسة علم الاقتصاد، والذي يتضمن بالتبعية دراسة علوم أخرى مساعدة لتسهم في الارتفاع بمستوى الإعداد التخصصي لطلاب المدارس والجامعات بهدف ترقية وتطوير معلوماتهم ومهاراتهم في هذا المجال.
ومن ثم، فإن هناك حاجة ملحة وضرورة عصرية للاهتمام بدراسة العلاقات الاقتصادية في مجال الرياضة المدرسية، وذلك من خلال منهج الإدارة الرياضية ومنهج المنشآت الرياضية الذي يدرس بالكليات الرياضية المتخصصة.
صقر قريش
02-18-2011, 04:08 PM
عطر وحبر
تعاميم « بالجملة » تستفز المعلمات !
هيام المفلح
لو سمعت وزارة التربية والتعليم شكاوى واعتراضات منسوباتها – التي وصلتنا - على مجمل التعاميم التي أصدرتها هذا الأسبوع لفكرتْ كثيراً قبل أن تلزمهن بها وتجعلها قيد التنفيذ الفوري !
وهذه ليست أول مرة نكتب راجين وزارة التربية والتعليم أن تعمل استبيانات لقراراتها التعليمية بين أوساط منسوباتها ومنسوبيها قبل أن تصدرها فعلياً . لابد من " ترمومتر " تعتمده الوزارة لقياس مدى صحة أفكارها قبل أن تحولها إلى قرارات ملزمة .
من المهم جداً أن يكون هناك استيعاب وقبول من المعلمين والمعلمات لما يكلفون في القيام به من أعمال وتبيان الوضع التعليمي الذي أدى لاتخاذ هذه القرارات لأنهم هم الذين في الميدان ، وهم الذين يعرفون جيداً ما يحتاجونه ، و تجاوبهم الإيجابي مع هذه القرارات يساعد على تنفيذها على أرض الواقع بالشكل الأمثل لها .
لذا ضجت المنسوبات لما صدرت القرارات الجديدة بدون سابق إنذار، لما تضمنته من إلزامات منها تحديد نصاب كل معلمة 24 حصة ، مهما كان نوع أو تعدد المناهج التي تدرّسها ، ولا نعلم كيف يحدث هذا في ظل مطالبتها باستخدام التكنولوجيا في المناهج المطورة ، كما حرمتهن من ميزات الندب ، وكذلك ألزمت المساعدات والمشرفات والمرشدات الطلابيات بسد العجز في المدرسة عند الحاجة ، وهناك إلزام لمعلمة الثانوية أن تسد العجز بالمدرسة الابتدائية !
هؤلاء المنسوبات رفعن أصواتهن بالشكوى ساردات معاناتهن والضغوط النفسية التي وقعت عليهن من جراء هذه القرارات ، فالبيئة المدرسية – حسب قولهن – ما عادت بيئة عطاء وإبداع وإنما بيئة ممارسات نفسية مجهدة تجعل كل معلمة في دوامة كيف ستوفق بين مناهجها وكيف ستؤّمن مواصلاتها إلى مدرستها المنتدبة إليها ، وكيف يتحقق لها التنقل في حالة الانتداب الجزئي الذي يلزمها أن تداوم في اليوم بأكثر من مدرسة وهي التي بالكاد أمنّت مواصلاتها إلى مدرستها الفعلية ؟ .. ويا قلب لا تحزن !
صقر قريش
03-12-2011, 11:38 PM
جودة الطالب المعلم !
د. محمد بن محمد الحربي
عكاظ - الخميس 05/04/1432 هـ 10 مارس 2011 م العدد : 355
نفذت كلية التربية في جامعة الملك سعود، خلال الأسبوع الماضي، فعاليات يوم تطوير الجودة، وذلك في إطار سعيها الحثيث للحصول على الاعتماد الأكاديمي الدولي لكليات التربية وإعداد المعلمين (NCATE). وقد اشتملت الفعاليات على استعراض لما تم إنجازه من متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمي، إضافة إلى التعريف ببرنامج الخبرات الميدانية الذي يركز على إعداد المعلم المتعاون، وهو المعلم الأساسي في المدرسة الذي يتولى ــ بالإضافة إلى عمله الرسمي ــ تدريب الطالب المعلم على ممارسة التدريس ميدانيا، من خلال قيامه بدور المرشد، والمدرب، والمشرف، والمقيم، والقدوة للطالب المعلم، ومساعدة مشرف الجامعة في توجيه المتدرب والإشراف عليه.
ويعمل المعلم المتعاون على تعريف الطالب المتدرب بالمواد الدراسية التي سيشارك في تدريسها، وإعداد الخطة المدرسية، وتحديد مواعيد تقديم خطط الدروس اليومية، والتخطيط مع مشرف الجامعة لتقييم أداء طالب التدريب الميداني في جميع مراحل التدريس، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الحوار والنقاش، والتواصل المفتوح مع معلمي المدرسة لتطوير النمو المهني للطالب المعلم من خلال الدروس النموذجية، والمشاركة في الأنشطة اللاصفية، وإطلاعه باستمرار على ما يحققه من تقدم طوال مدة التدريب.
وتتضمن خطة عمل المعلم المتعاون مرحلة للتهيئة وتعريف الطلاب المعلمين بالإدارة ومنسوبي المدرسة، وإطلاعهم على اللوائح والأدلة ووثيقة المنهج. ومرحلة مناقشة الخطة العامة للفصل الدراسي، وتخطيط الوحدات والدروس المقدمة من الجامعة والمطبقة في الميدان، ومحاولة المواءمة بينهما.
أما المرحلة التالية، فتركز على مناقشة مهارات التدريس واستراتيجياته وأساليب التعزيز وإجراءات التقويم وأدواته، وتقنيات التعليم المقترحة، وطرق حل المشكلات وأساليب الإرشاد، إضافة لأهم مرحلة في البرنامج، وهي التدريس التي تتضمن الإشراف على الطالب المعلم، والمشاركة معه في التدريس، وتدريبه على مهاراته واستراتيجياته وتقنياته، وإطلاع مشرف الجامعة ومدير المدرسة عن مدى تقدم الطالب المعلم.
ويأتي هذا البرنامج تجسيدا لمبدأ الشراكة بين جامعة الملك سعود، ومختلف مؤسسات المجتمع، وبالأخص وزارة التربية والتعليم التي تشكل المصدر الرئيس لمدخلات مؤسسات التعليم العالي، وهي في ذات الوقت تعد ميدانا لمخرجات تلك المؤسسات، ما يؤكد العلاقة التبادلية بين مؤسسات التعليم العام، ومؤسسات التعليم العالي.
إن مما يضمن نجاح مثل هذه البرامج توفير العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس المشرفين على الطالب المعلم الذي يتدرب في المدرسة، وتهيئة عوامل نجاح الخطة التدريسية، وتجهيز البيئة الملائمة في المدارس، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي تنشدها المدارس والجامعات.
كلمة أخيرة:
الجودة التربوية لا تعني الكمال المطلق، بل تحقيق الحد الأدنى من معايير الجودة المقبولة في أداء كل من: مدير المدرسة، المعلم، والطالب، إضافة إلى جودة المناهج، والبيئة المدرسية.
صقر قريش
03-15-2011, 04:02 PM
حتى لا يفشل مركز تقويم التعليم العام!
د. سليمان بن علي العريني
الاقتصادية : الاثنين 09 ربيع الثاني 1432 هـ. العدد 6363
وافق مجلس الشورى الشهر الماضي على مقترح مشروع إنشاء مركز متخصص لتقويم مستوى ومخرجات التعليم، وهو مشروع يهدف، حسبما ورد في بيان مجلس الشورى، إلى الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته، من خلال تشخيص ومراقبة أداء مؤسسات التعليم العام والعاملين فيها وتقويم مخرجاته، والتأكد من مواكبتها للمقاييس والمعايير العلمية، وضمان جودة أداء الإدارة التربوية والتعليمية والمدرسية والصفية وجودة أداء العاملين في المدارس، والتأكد من جودة المناهج والبرامج التي تقدمها الوزارة ومدى مواكبتها للتطور العلمي والتقني والمعرفي، ونشر ثقافة الجودة في المدارس ودعم القدرات الذاتية للمدارس للتقويم الداخلي للرفع من الكفاءة الداخلية للمدارس وتشجيع التنافس فيما بينها وتحفيز مؤسسات التعليم العام للحصول على الاعتماد المدرسي تحقيقا للتمايز والتنافس بينها. كما أكد مجلس الشورى أن المركز الوطني يعتبر الجهة المسؤولة عن تقويم التعليم العام، وله على وجه الخصوص أكثر من عشر مهام، منها بناء مؤشرات الأداء والمعايير والأدوات اللازمة لتقويم التعليم العام، ووضع قواعد التقويم وآلياته وشروطه، وصياغة الضوابط التي تكفل ضمان جودة التعليم بعناصره كافة، وإنشاء معايير التعلم والاختبارات الوطنية لكل مرحلة دراسية، وإعداد المعايير المهنية واختبارات الكفايات ومتطلبات برامج رخص المهنة للعاملين في التعليم العام، وتقويم أداء مدارس التعليم العام كافة وبرامجها المختلفة، والمراجعة الدورية لمتطلبات تلك البرامج ومخرجاتها واعتمادها، واعتماد جوائز تميز للمؤسسات التعليمية.وإذ نحن ندعم ونؤيد هذا التوجه الاستراتيجي، إلا أننا، ومن باب الرغبة الوطنية في ضمان نجاح مثل هذه المشاريع الطموحة، يجب أن ننوه بعدد من المحاذير والمخاطر المرتبطة بهذا المشروع، من أهمها ضرورة ممارسة المركز المقترح الاستقلالية التامة من الناحية القانونية والتنظيمية والمالية عن وزارة التربية والتعليم، وإلا! ونقول إلا عطفاً على ما واجهته بعض المشاريع التعليمية وغير التعليمية الحالية والسابقة من مشاكل وتعثر وإخفاق بسب وجود تباين واختلاف بين التنفيذ الفعلي للمشاريع وبين ما خطط له، مما ينتج عنه عدم تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع وهدر للمال العام وضياع الوقت والجهد مع تفويت فرص التطوير والنجاح. وحتى نعرف ماذا يمكن أن يحصل لمركز تقويم التعليم ـــ المستقل عن وزارة التربية والتعليم تشريعياً وافتراضيا ـــ يجب أن نعرف ما يحصل في مشاريع مماثلة بدأت مستقلة تشريعياً لتتحول إلى إدارات تابعة لنفس الجهة الحكومية، ولعل من أهمها مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، والذي يلاحظ عليه ما يلي:
1 ــ لضمان استقلاليته عن وزارة التربية والتعليم، تم تخصيص لجنة وزارية عليا برئاسة ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ لإدارة مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم.
إلا أنه عند بدء تنفيذ المشروع، تم تغيير طريقة إدارة المشروع ليتحول إلى أحد مشاريع وزارة التربية والتعليم الداخلية، مع تعيين موظفين من داخل الوزارة إما بالإعارة أو إعادة التعيين بعد التقاعد المبكر في إدارة المشروع وبرواتب مضاعفة، ليفقد مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم أهم خاصية خطط لها وهي استقلالية المشروع عن إدارة وزارة التربية والتعليم، خاصية كان يمكن لها تقديم نوع من الرقابة الفنية والمالية بشكل مستمر وبما يساعد على التأكد من تحقق أهداف المشروع، بدلاً من الاعتماد على تقارير من وزارة التربية والتعليم كما هو الحال في مشاريع الوزارة الأخرى.
2 ــ بدأ مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم عام 1426 هـ، وخصصت له تسعة مليارات، على أن يتم تنفيذه خلال ست سنوات، بمعنى أن ينتهي عام 1432 هـ.
وهذا يعني أن المشروع قد اكتمل أو على الأقل على وشك الانتهاء، ولكن هذا لم يحصل، وهذا ما تؤكده البيانات الواردة في الموقع الرسمي لمشروع تطوير في موقع الوزارة، فلا يوجد أي مؤشر على نسب الإنجاز في المحاور الأربعة لمشروع تطوير: المعلمين والمعلمات، المناهج، البيئة التعليمية، والنشاطات اللا صفية، أو خطط واضحة للتنفيذ وجدول زمني لذلك.
3 ـــ لا توجد أي معلومات حول مشروع تطوير من حيث المبالغ المخصصة للمشروع (تسعة مليارات)، من حيث المبالغ المنصرفة على المشاريع الفرعية الأربعة التابعة لمشروع تطوير، أو المبالغ المنصرفة كرواتب وماهية الشركات المتعاقد معها وحجم العقود.
فإذا لم يتم البدء في المشروع بعد، فهل تم الاحتفاظ بالمبالغ الخاصة بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، لصرفها على المشروع في المستقبل.
4 ــ هناك تداخلات وتعارضات واضحة بين مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم ومشاريع داخل الوزارة مثل مشروع تطوير المناهج ومشروع تطوير العلوم والرياضيات والمخصصة لها مبالغ مالية كبيرة من ميزانية الدولة.
وهنا لنا أن نثير تساؤلات حول أسباب العمل على مشاريع تتعارض مع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، تعارض لا يخدم أهداف تطوير التعليم، ويؤدي حتماً إلى هدر في المال العام.
5 ــ الوضع التنظيمي الحالي لمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم يتكون من وزارة التربية والتعليم، ومشروع تطوير، وشركة تطوير، شركة حكومية تعليمية تملكها الدولة، ولجنة تنفيذية للمشروع برئاسة أحد مسؤولي وزارة التربية والتعليم وعضوية مسؤولين من الوزارة وأعضاء من خارج الوزارة.
ومن غير الواضح طريقة إدارة وتنفيذ مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم في مثل هذا التنظيم، وما إذا كان مثل هذا التنظيم مناسباً، في ظل عدم وجود نتائج ملموسة وإيجابية.
هذه بعض الملاحظات المهمة على مشروع استراتيجي ووطني ـــ مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم ـــ يمثل حجر الزاوية وأساس بناء الوطن، مشروع يتطلب إعادة النظر في منهجية تخطيطه وإدارته. أما المشروع المقترح من مجلس الشورى والخاص بإنشاء مركز وطني لتقويم التعليم، فنخشى أن يؤول إلى ما آل إليه مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، ونظرة مستقبلية قد توضح لنا ما قد يحصل في مشروع مركز تقويم التعليم:
1 ــ تتم إدارة مركز تقويم التعليم العام من داخل وزارة التربية والتعليم.
2 ــ تعيين موظفين (حاليين أو متقاعدين) من وزارة التربية والتعليم لإدارة مركز تقويم التعليم العام.
3 ــ عدم توفير مؤشرات أداء عن سير المشروع.
4 ــ عدم تأثر العملية التعليمية من حيث تحسن مخرجات التعليم العام.
فهل يدرك مجلس الشورى وهيئة الخبراء أهمية تقييم المشاريع السابقة والحالية لتفادي أي أخطاء سابقة في التنفيذ قبل إقرار المشروع، إجراء يساعد ويدعم الوطن أولاً، ويساعد وزارة التربية والتعليم على أداء مهامها بالشكل المطلوب، من خلال توفير جهة عليا تراقب وتتابع وتقيم أعمالها.
وللحديث بقية...
صقر قريش
03-15-2011, 04:05 PM
ما الغاية من التعليم؟
د. أحمد العيسى
الرياض :الأثنين 9-4-1432هـ العدد 15603
لا أعتقد أن هناك دولة من دول العالم اليوم سواء أكانت دولة غنية أم فقيرة، صغيرة أم كبيرة، شرقية أم غربية، ديموقراطية كانت أم دكتاتورية، إلا وتعتبر التعليم الأساسي جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليات الدولة، ومرفقاً مهماً من مرافقها، وعنصرا مهماً ومحورياً في خططها لتنمية البلاد وتحقيق نهضتها المنشودة.
لقد اختفت تلك المفاهيم التي تعتبر التعليم اختياراً فردياً يبحث عنه من تيسرت أحواله وتشعبت اهتماماته، وأصبح لزاماً على الدولة أن توفر فرص التعليم للجميع: الفقير قبل الغني، والبعيد قبل القريب، والأنثى قبل الذكر، وأصبح على الجميع أن يُلحقوا أبناءهم وبناتهم بالمدارس، وإلا تعرضوا لعقوبة ما في القانون العام للدولة. صحيح أن السياسات التعليمية تختلف من دولة إلى أخرى، فالبعض منها تتمتع بالمرونة، فتمنح الأقليات فرصة لتعليم أبنائها وبناتها مواد معينة تعكس ثقافتها وقيمها، إلا أن الجميع يتفق على أهمية صياغة نظام تعليمي عام للدولة وفق سياسات تنبثق من القيم والثقافة المحلية، وتعكس رؤية المؤسسات والأفراد لكيفية صياغة عقل ووجدان ومهارات الأجيال.. جيلاً بعد جيل.إذن لم يعد التعليم الأساسي مسألة اختيارية، ومن تخلف نظامه التعليمي لأي سبب من الأسباب أصبح مستقبل البلد في مهب الريح، سواء أكان ذلك المستقبل مرتبطا بنهضة الوطن علمياً واقتصاديا وثقافياً، أو كان مرتبطاً بمستقبل الأفراد في الانتاج والتفوق والنبوغ والمشاركة الفاعلة والإيجابية في الحياة العامة.
من هذا المنطلق تجاوزت المجتمعات الحديثة النقاش حول أهمية التعليم، وما إذا كان لزاماً على الدولة أن تتحمل النفقات الباهظة في إنشاء المدارس وتجهيزها، أو في إعداد المعلمين وتوظيفهم، أو في تصميم المناهج وتطويرها، وانتقل النقاش إلى تفاصيل التفاصيل مثل: ما هو التعليم المناسب؟ وما هي السياسات العامة التي ينبغي اتخاذها لتطوير التعليم؟ وما هي المناهج والخطط الضرورية لقيام تعليم يحقق أهداف الدولة والمجتمع وطموحاتهما الحضارية؟
إذا تجاوزنا هذه المقدمة الضرورية وحاولنا أن ننتقل من الحديث النظري عن أهمية التعليم، إلى أسئلة فلسفية حول مصطلحيْ «التربية» و»التعليم»، وتجاوزنا أيضاً الاختلاف الظاهر بين هذين المصطلحين في سياق ثقافتنا العربية ومن خلال المدلول اللغوي للكلمتين، بينما نجد أن مصطلح «Education» واحد في اللغة الإنجليزية وله مدلول متماسك يشمل الجانب التربوي: النفسي والسلوكي، والجانب التعليمي: المعرفي والإدراكي، وطرحنا السؤال المركزي الأول الذي يستنهض النقاش حول القضايا الفلسفية التربوية وهو: ما الغاية من التعليم؟ هذا سؤال فلسفي عميق يتم تسطيحه أحياناً بنقاش فضفاض نظري حول الأهداف السلوكية والإدراكية وغير ذلك، وأحياناً أخرى يتم تجاهله لأن المنظومة التربوية لم تتعود على طرح الأسئلة الفلسفية، ولم تتعود على فتح الحوار لمناقشتها ولمحاولة الوصول إلى توافق ما حول الإجابات المحتملة لها. بالتأكيد هناك من حاول الإجابة عن سؤال كهذا في كتب ودراسات، ولكن سأحاول في بقية هذا المقال ومقالات مقبلة تناول إشارات حول بعض الإجابات المحتملة التي قد يتبناها التربويون في هذا العالم الفسيح:
هناك من يتبنى مفهوم أن العملية التعليمية مرتبطة بمقدار ما يحصّله الطالب من قيم ومفاهيم وعلوم ومعارف وقواعد وحقائق علمية يستطيع أن يستفيد منها خلال حياته العامة أو حياته العملية، وبالتالي تمكين الطالب من اكتساب القدرات والمهارات التي يستطيع من خلالها أن يفرق بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار. هذا الفريق يرى أن المعرفة موجودة لدى العلماء، ولدى المختصين والخبراء الذين يدونونها في الكتاب المدرسي أو يبرمجون عقول المعلمين لحفظها ونقلها بعد ذلك إلى الطلاب، وبالتالي نستطيع من خلال النظام التعليمي الصارم أن نتأكد من أن المعلومات التي تحتويها الكتب الدراسية هي معلومات موثقة وصحيحة، وأن ما تكتنزه عقول المعلمين هي أيضاً معلومات صحيحة وحديثة وموثوقة، وأن وسائل نقل المعلومات إلى عقول التلاميذ تتم بحيادية، ودون اجتهاد شخصي في تفسيرها وصياغتها. ومن خلال هذه الصيغة نستطيع أن نوجد النظام التعليمي المتميز الذي يخدم أهداف وتوجهات السياسة التعليمية المتفق عليها.. يتبع
صقر قريش
03-15-2011, 04:07 PM
وكيل لغترة المعلم
سعد الدوسري
الجزيرة:الاثنين 09ربيع الثاني 1432 هـ العدد 14046
أستغربُ كثيراً، حينما أطلع على قرارات وزارة التربية والتعليم بمعاقبة المعلمين، عن طريق تحويلهم إلى إداريين. ومنبع استغرابي، هو أن الوزارة تعتبر وظيفة الإداري المدرسي، وظيفة وضيعة، إلى درجة تجعلها تعاقب بها المعلمين الذين يتقاعسون في أداء عملهم أو يرتكبون مخالفات مهنية أو أخلاقية.
أظن، والله أعلم، أننا لا نزال نفتقد، في دوائرنا الحكومية، إلى ما يُسمى» الوصف الوظيفي»، والذي يمكن من خلاله، للمؤسسة وللموظف، التعرف على حدود ما على الموظف من واجبات، وحدود ما على المؤسسة من التزامات. بمعنى: ماذا تريد الوزارة من المعلم، وماذا تريد من الإداري؟! وأيهما يقوم بهذا الدور، وأيهما يقوم بذاك؟! هذا هو التعاطي الموضوعي الذي يجب أن يتم مع هاتين الوظيفتين الحيويتين، وليس ما هو حاصل اليوم، والذي يعتبر المعلم، هو الكل في الكل، وأن الموظفين الآخرين هم مجرد خدم عنده، يكوون له غترته، ويلبّقون له سيارته في الظل!!
الكثيرون اليوم، يعتمدون، بعد الله، على المشرف الاجتماعي أو على رائد الفصل أو على وكيل أو مدير المدرسة، في تنظيم حياة أبنائهم في المدرسة، وقد يظلون فترات طويلة لا يحتاجون إلى التواصل مع المعلم، لأن هؤلاء الأشخاص هم الذين ينوبون عنه، في هذه المهمة الحيوية. لذلك، فإنه من المخجل أن نعتبرهم في منزلة أدنى من المعلم.
صقر قريش
03-15-2011, 04:10 PM
صلاحيات مديري المدارس ووجهة نظري فيها
محمد إبراهيم فايع
الجزيرة :الخميس 05 ربيع الثاني 1432 هـ العدد 14042
إن علة الميدان التربوي في الأحكام المتسرعة بنجاح لائحة أو تجربة أو مشروع أو فشل أي منها، قبل أن يمنح العمل الجديد فرصة التطبيق والتجريب، ثم الحكم بعد ذلك إما بالاستمرار فيه إذا ثبت نجاحه أو بإصلاحه وتطويره أو بإلغائه إذا ثبت عدم جدواه، وتعليقي على صلاحيات مديري المدارس التي تنوي وزارة التربية والتعليم العمل بها من العام الدراسي المقبل، فأقول: أنا (لا أميل) إلى القول إن صلاحيات مدير المدرسة المزمع تطبيقها كحزمة عمل إداري لها أهداف؛ إنما هي عبء على أكتاف مدير المدرسة ألقته وزارة التربية والتعليم كما سمعت بهذا، فهذا حكم أعوج وقد يبدو التناقض جلياً عندما نلوم الوزارة إذا لم تعط مدير المدرسة حزمة صلاحيات، وعندما أعطي إياها سمعنا من يقول من مديري المدارس وبعض المعلمين، إنما هي محاولة من الوزارة للتملص من بعض القرارات وهي نظرة قاصرة، أنا أرى في خطوة الوزارة إعطاء مدير المدرسة حزمة الصلاحيات التي بلغت 52 صلاحية يملك منها 28 صلاحية يمارسها مباشرة، ويشاركه في بقيتها لجان داخل المدرسة وخارجها، أن فيها ممارسة إبداعية لقدرة مدير المدرسة لقيادة المدرسة نحو تحقيق أهداف التربية والتعليم، فعندما يكون بمقدور المدير على اتخاذ قرار تعديل خطة الحصص، أو أخذ قرار معاقبة معلم ثبت تقصيره، أو إشغال المدرسة خارج أوقات الدوام المدرسي واستثمارها كمراكز خدمة للطلاب أولممارسة الأنشطة، أو نقل معلم عندما يقل أداؤه عن 85% لعامين، أو منح مكافآت مالية محفزة وإعطاء تكليفات خارج الدوام عندما تتطلب الحاجة، أو تسمية معلم زائد عن حاجة المدرسة، فهي بذلك تمنح المدير أن يتحرك بحرية يلامس فيها صعوبات مدرسته، ويتفاعل بقدرة إدارية لتذليل الصعوبات بعيداً عن طول الإجراءات، لكن هذه المهارة في ممارسة المدير الإبداعية تحتاج إلى تطوير قدراته وتنمية أدواته لصنع القرار وحل المشكلات ومهارة إدارة الأزمات كي يشعر بقيمة ما أعطي من صلاحيات، وإن لم تكن في مجملها جديدة إلا في بعض بنودها، لكن ينبغي الاهتمام بمدير المدرسة في تطويره والاهتمام بتدريبه، وتعريفه بالصلاحيات وأهدافها عبر برامج تدريبية تقدمها الوزارة في مراكز التدريب في إدارات التربية والتعليم، أما مسألة أن تهمل الصلاحيات من بعض مديري المدارس فاحتمال وارد! أو تسخيرها للمحسوبية أمر وارد، أو أن تصنع مديراً استبدادياً! فهو أمر لا يمكن استبعاده، فهذه أساليب إدارية نعيشها ويمكن معالجتها لكنها تحتاج إلى قرار شجاع تغلب فيه مصلحة العمل على كل مصلحة، فقيادة مجتمع مدرسي أمر ليس بالهين، لكن أتعلمون لماذا قد نرى من يتعامل مع الصلاحيات إما بالإهمال أو استخدامها للمحسوبية أو للاستبدادية والتسلطية وفرض القرارات؟! (عندما تغيب أهدافها) عن ذهنية مدير المدرسة، وحقيقة أن سبب علل التعليم في عناصر تريد العمل وفق هواها ومن أبرز سماتها رفض التغيير، وعدم التفاعل مع كل جديد بجدية، لكن قناعتي تقول إن الصلاحيات أعطيت لمن هو مستأمن على أبناء المجتمع، وما أتوقعه بأنها ستكون (مفرزة وامتحان) لمديري مدارسنا في الميدان، لأنه يفترض معها أن تبرز شخصيات مدارسنا نحو الجانب الإيجابي الذي يعيد للمدرسة هيبتها، وتجدد للمعلمين حضورهم ولا أقول هيبتهم، فما يصنع حضور المعلمين هو تميزهم في أدائهم وعطائهم، في التزامهم بخلق المهنة وأدبيات الرسالة، وأن تدفع هذه الصلاحيات مدير المدرسة لخلق التنافس بين المعلمين داخل مدرسته، وتنافسه مع المدارس الأخرى في إبراز الأنشطة وتنفيذ البرامج وجودة المخرجات، وهذه الصلاحيات ستبرز مدير المدرسة البارز في قيادة مدرسته للنجاح وستكشف عن مدير المدرسة الذي وجد نفسه صدفة على كرسي إدارة المدرسة، وستكشف عن أنماط مديري المدارس الشوري والترسلي والفوضوي والقيادي والمهمل الذي لا يعلم بأن بعض منسوبي مدرسته في واد والتعليم في واد آخر.
صقر قريش
03-15-2011, 04:12 PM
تحية واجبة!
عبد الله باجبير
الاقتصادية : السبت 07 ربيع الثاني 1432 هـ. العدد 6361
إذا كنت قد تعرضت بالنقد لوزارة التربية والتعليم في المملكة بشأن تأخر تطوير مناهج اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم العام، فإنني أصفق وبشدة لها بسبب اعتمادها مادة حقوق الإنسان لتكون ضمن مناهج التعليم.
فمن المهم أن يعرف المواطن حقوقه وواجباته، خصوصاً أن الرجال والبنات هم قادة المستقبل. وقبل أن نطلب من المواطن الالتزام بقواعد المرور مثلاً واتباع القوانين، يجب أن يعرف ما له وما عليه، لأنه إذا عرف فإن ذلك يسهل حركة الحياة في المجتمع، فمن يعرف حقوقه وواجباته، فإنه بالتالي سيعرف حقوق الآخرين وواجباتهم. فحرية الإنسان تنتهي عند حدود حرية الآخرين، وبذلك ينتظم المجتمع، لكن هناك أشياء، فمن المهم أن تكون مادة حقوق الإنسان مادة أساسية مثل بقية المواد الأخرى، ولا تكون مادة لمجرد المطالعة. في نفس الوقت من الضروري ممارسة هذه الحقوق على أرض الواقع في المدرسة، فيمارسها الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية حتى تصبح الحقوق والواجبات جزءاً من تكوين الطلاب والطالبات أيضاً، كأن يحافظ أحدهم على الممتلكات العامة في المدرسة مثلاً، وإدراكه أن هذا حق من حقوق الجميع، ويدرك أنه عندما يمارس ذلك، فإنه يؤدي واجبه من جهة، ومن جهة أخرى يمارس حقوقه أيضاً. وما دامت مادة حقوق الإنسان سوف تكون مادة أساسية فمن المهم أن تكون هناك دورات تدريبية للمعلمين، ليتفهموا كيف يوصلون المادة إلى الطلاب، وأعرف أن مادة حقوق الإنسان تم إدراجها في التعليم العالي، وأصبحت مادة أساسية في بعض الجامعات وكذلك في الكليات العسكرية ومنها كلية الملك ""فهد الأمنية"".
وإذا كنت أصفق لوزارة التربية والتعليم لإدراجها مادة حقوق الإنسان لتصبح ضمن مناهج التعليم، فهناك جانب آخر لا يقل أهمية عن ذلك، هو أن تشيع ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع السعودي كله، وهذا يحتاج إلى جهود أجهزة الإعلام على اختلاف أشكالها وألوانها لتوعية المواطن بحقوقه وواجباته من خلال الحوارات في أجهزة التلفزيون والإذاعة، يشرح فيها المتحاورون للمواطن أهمية معرفته بحقوقه وواجباته، وما هي هذه الحقوق وهذه الواجبات. من الضروري أن تشيع ثقافة حقوق الإنسان، ليس فقط في المدرسة والجامعات، ولكن في المجتمع السعودي كله، فهذه الثقافة تخلق نوعاً من الانضباط في المجتمع، وتسهل حركة الحياة، ومرة أخرى وليست أخيرة أصفق لوزارة التربية والتعليم.
صقر قريش
03-23-2011, 08:35 PM
موظفو القطاع الخاص يا وزارة
عبده خال
عكاظ : الاربعاء 18-04-1432هـ العدد : 3566
بعد القرارات الملكية والمتعلقة بالحد الأدنى لأجور موظفي الدولة، استجابت بعض القطاعات الخاصة مع هذه القرارات، وأعلنت أن الحد الأدنى لموظفيها سيماثل موظفي الدولة وهو ثلاثة آلاف ريال..
لكن هذه الاستجابة اقتصرت على جهات محددة، مما أبقى فئات أخرى من موظفي القطاع الخاص على أوضاعهم، وقد كتبت سابقا أن موجة الغلاء الأولى التي شبت في الأسواق المحلية، وتقافز الناس صراخا من ولعتها، استجابت الدولة بإغاثة موظفيها بإقرار إعانة الإعاشة والمتمثلة بـ 15 في المائة..
وهذه الإعانة لم تشمل كل المواطنين، فكل المواطنين ليسوا موظفي دولة، كون أعداد كبيرة منهم تعمل في القطاع الخاص الذي لم يستجب لنداءات موظفيه بمعاملتهم كموظفي الدولة، مما جعل هؤلاء الموظفين يواجهون غلاء المعيشة بدخولهم الثابتة.. ومع الأوامر الجديدة من تثبيت إعانة الإعاشة ورفع الحد الأدنى لموظفي الدولة، بقيت فئات على وضعها، وقلت أيضا إن موظفي القطاع الخاص هم مواطنون يجب أن يدخلوا ضمن اهتمامات الدولة، وأن لا يتركوا لمزاجية القطاع الخاص، فيصبح أمر إعانة الإعاشة مثلا موضوع إثبات لعدم التخلي، والآن ومع تحديد الحد الأدنى لموظفي الدولة وبعض القطاعات الخاصة التي استجابت لهذا الأمر تبقت فئات خارج هذا التوازن ..
ليأتي دور وزارة العمل في إيجاد صيغة تحفز بها من لم يستجب إلى الاستجابة، وإذا كانت آليات السوق لا تبيح مثل هذا التدخل يصبح على الدولة أن تتحمل إعطاء موظفي القطاع الخاص الذين لم يتساووا مع البقية نفس المميزات التي حدثت، وذلك من خلال صندوق الموارد البشرية..
وأكثر المواطنين تضررا هم المدرسات والمدرسون المتعاقدون مع المدارس الخاصة، فهؤلاء يحملون شهادة لا يصلح العمل بها إلا في التعليم، ومع تشبع وزارة التربية وجدوا أنفسهم تحت ضروس المدارس الخاصة بمرتبات مخجلة..
وكما يعلم الجميع أن المدرس هو اللبنة الأولى في أي مجتمع، وهو من يقوم بغرس القيم في نفوس طلابه، فإذا كان هذا المعلم يستشعر الظلم، فكيف له أن يغرس قيم العدل وهو المتظلم.. وسيكون شعوره بالظلم معكوسا على طلابه..
أعتقد أن هذه الفئة ليست قليلة، ولن تكون قليلة مع طلابهم الذين يدرسونهم، أي أن شعور عدم المساواة سوف يطال الأبناء من خلال تلقيهم لهذا الشعور..
وعلى وزارتي العمل والتربية والتعليم التدخل المباشر لدى ملاك هذه المدارس في الاستجابة برفع دخول هؤلاء المعلمين، وإن لم يستجيبوا فلتقطع الإعانة التي تقدمها وزارة التربية، وليتم التشدد من قبل وزارة العمل بفرض رسوم على من لا يستجيب. والحال نفسه مع القطاعات الخاصة الأخرى التي أبقت موظفيها على ما هم عليه، وفي كل الحالات فإن وزارة العمل هي الموكول لها التصرف في الأمر.. ولهذا لا يجب عليها أن تسترخي كثيرا، فمصير خلق كثر متوقف على مقدرتها السريعة والنظامية أيضا في جعل المساواة حاضرة بين موظفي الدولة والقطاع الخاص..
يمكن ذلك من غير خرق النظام أو التعدي على آليات السوق، فثمة بنود في النظام قادرة على جعل من لا يستجيب يستجيب حتى ولو كان مكرها.
صقر قريش
03-23-2011, 08:37 PM
نهاية التربية والتعليم
إبراهيم محمد باداود
الاقتصادية : الأربعاء 18 ربيع الثاني 1432 هـ. العدد 6372
نظمت وزارة التربية والتعليم مطلع هذا الأسبوع المعرض والمنتدى الدولي للتعليم العام بمشاركة 26 متحدثا و20 ورشة عمل و111 عارضا و19 دولة مشاركة، وتركزت محاور هذا المنتدى على آلية تطوير التعليم العام والبيئات المستقبلية للتعليم في القرن الحادي والعشرين وبناء المجتمع المعرفي إضافة إلى تحسين الممارسات التربوية. أتيحت لي الفرصة لزيارة المعرض في الرياض في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، ومن يدخل المعرض يشعر وكأنه خارج المملكة وأن ما في داخل المعرض يكاد لا يمت بصلة عما هو خارجه فالجهات العارضة تقدم برامج ومشاريع لتطوير التعليم أقرب للخيال وأساليب العرض في جملتها تعتمد على أحدث التقنيات ومرتبطة بشبكة الإنترنت ومن خلال شاشات اللمس الحديثة، ومن يتجول في أجنحة المعرض يشعر وكأن هناك ولادة حديثة للتربية والتعليم في وطننا ومن خلال رؤية جديدة ومنهج حديث ومميز ينتظر أبناءنا وبناتنا، كما أنه يشعر في الوقت نفسه أن هناك نهاية وشيكة لأسلوب تعليمي وتربوي قديم عانى منه الكثير، كما عمد البعض إلى الإحجام عنه والتوجه إلى التعليم العالمي. النهاية المرتقبة لذلك الأسلوب القديم لم تأت من فراغ بل أتت من خلال ما تم تحديده من رؤية مستقبلية للمنهج التربوي والتعليمي الجديد تركز على خطط وسياسات تهدف لتحسين التعليم مع التأكيد على أن من حق الجميع الحصول على تعليم مميز نفتخر به ونتميز به بين الأمم، إضافة إلى تمكين إدارات التربية والتعليم من أن تصبح مؤسسات تعليمية وقائدة للتطوير في مناطقها وتأهيل القيادات التربوية وتطوير القدرات البشرية على كافة المستويات التعليمية وتبني شراكات محلية وإقليمية وعالمية تدعم هذا التأهيل إضافة إلى تطبيق المعايير المهنية في التعليم ورفع مكانته في المجتمع وتطبيق نظام حوافز متكامل ثم تطوير المناهج وتحسين البيئة التعليمية ومصادر التعلم وفقاً لمعايير عالمية. إن زيارة ذلك المعرض هو بمثابة زيارة أرض الأحلام للتربية والتعليم خصوصا في وطننا على الرغم من إمكانية وجودها في دول أخرى فأنت تتجول بين قطاعات عدة تقدم حزمة من المشاريع التطويرية منها ما يخص تطوير المدارس وتطوير القيادات التربوية وتدريب المعلمين ومعايير الاختبارات الوطنية والمسارات المهنية ومشروع المعلم الجديد ونموذج تطوير المدرسة لتحويلها من النمط التقليدي إلى مؤسسة تربوية حديثة إضافة إلى جوائز التميز الخاصة بالمعلم وغيرها من البرامج المختلفة. إن تلك الرؤية المستقبلية لو طبقت فستحدث نقلة نوعية وطفرة غير عادية في منهجنا التربوي والتعليمي، وستسهم في إنشاء جيل قادر على بناء هذا الوطن وستحقق قفزة في مجال التربية والتعليم، كما ستعيد لهذا القطاع تقديره ومكانته في المجتمع، كل ما نحتاج إليه هو أن نترجم ما هو موجود من خطط رائعة ورؤى مستقبلية مشرقة وبرامج تطويرية مميزة موجودة ضمن جنبات ذلك المعرض إلى واقع عملي نجده في مدارسنا وضمن مناهجنا وفي المستوى التعليمي لأبنائنا. إن من يتجول في ذلك المعرض يستشعر نهاية حقبة من التربية والتعليم في وطننا وولادة حقبة جديدة، وكم يتمنى لو أن بالإمكان أن يغمض عينيه ثم يفتحها مرة أخرى ليجد كل ذلك على أرض الواقع، إنه المعرض الحالم الذي تحقق بعضه في عدة دول من حولنا وكم نتمنى أن يصبح حقيقة في وطننا، وهو المعرض الذي نأمل أن نرى من خلاله منتجاً يتمثل في طالب وطالبة متمسكين بعقيدتهم الإسلامية ومستمتعين بدراستهم ومنجزين ومنتجين للمعرفة، نأمل أن تكون مخرجات تعليمنا تتمثل في روح إيجابية وفكر سليم وشخصية نموذجية، ومنشآت حديثة راقية توفر تعليماً عالي الجودة من خلال معلمين مؤهلين ومنهج مطور. ولن نعجز عن تحقيق هذا الحلم فحكومتنا ــ حفظها الله ــ وفرت كافة الإمكانيات لتحقيق هذا الحلم وكم أتمنى أن يكون هذا المعرض وما فيه من برامج ومشاريع معيارا نقيس بعده في كل عام وفي الوقت نفسه ما تم تحقيقه من تلك البرامج المميزة التي عرضت في ذلك المعرض وما لم يتحقق منها لنعمل سويا لبداية حقبة جديدة للتربية والتعليم نفتخر ونعتز دائما بهما.
صقر قريش
03-23-2011, 08:39 PM
الجائزة الناقصة لوزارة التربية
د. عبد العزيز العمر
الجزيرة:الاحد 15 ربيع الثاني 1432هـ العدد 14052
طبقا لمعايير نوعية عالية تختار وزارة التربية كل عام من بين معلميها معلما (ومعلمة) ليكون مستحقا لجائزة وزارة التربية والتعليم للتميز. بداية أود أن أعبر عن تقديري وإجلالي لقيادة الوزارة ولكل أولئك القائمين على هذه الجائزة على جهودهم التي تخدم وتعزز فكرة تحقيق التميز في الأداء التعليمي بين منسوبي الوزارة. لكني أرى أن جائزة وزارة التربية والتعليم للتميز بشكلها الحالي لا تزال ناقصة، فهي لا تكشف إلا عن الجزء الأول من قصة التميز في الأداء التعليمي، أي أنها تكتفي باختيار المعلم المتميز وتمنحه جائزة التميز ليذهب بعد ذلك إلى بيته وينتهي الأمر. أعتقد أن نقص هذه الجائزة يمكن أكماله بأن نمنح ذلك المعلم المتميز إجازة ليقوم خلالها بجولة على بعض مناطق المملكة التعليمية وفق جدول زمني يعد لهذا الغرض. الهدف من تلك الزيارات هو أن يروي المعلم المتميز لزملائه المعلمين قصته مع التميز وكيف حققه. كما يأتي ضمن أهداف هذه الزيارات أن يقابل المعلم المتميز طلاب كليات المعلمين وكليات التربية ويتحاور معهم ليستفيدوا من تجربته وإبداعاته، لقد بحت أصوات القائمين على برامج إعداد المعلمين وتدريبهم وهم يقدمون للمعلمين النصح والمواعظ والتوجيهات، لماذا لا نتجاوز النصح والمواعظ ونقدم المعلم المتميز لزملائه المعلمين وطلاب الكليات التربوية باعتباره نموذجا حيا يمكن الاستفادة منه ؟. إن التقاء المعلم المتميز بالمعلمين والطلاب التربويين سيدفعهم حتما إلى البحث عن التميز. لاشك أن هذا المقترح يتطلب إجراء تعديل على لائحة الجائزة.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba