سهيل2012
04-10-2012, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة ٍ ظلماء ماطرة ٍ .. هزيم رعدها يقصف .. وسنا برقها يلمع كنا صغارا في بيت الشَعر
متكأكئين حول موقد النّار نطلب الدفء .. في ليلة بردها قارس ..يصيب العظم من تحت اللحم ..
وبينما نحن نعيش هذه الأجواء الباردة والظروف القاسية .. وهذه التقلبات الجوية .. إذ بصوت الضيف
من بعيد يشق صمت الليل البهيم :
يا أبا سهيل .. يا أبا سهيل .. يا أبا سهيل .. !!
يرد والدي بصوت ٍ يجلجل في فضاء المكان : مرحبا يا الله حيّه .. يا الله حيّه .. يا الله حيّه !!
ولا أدري عن كلمة ( حيّه ) هنا .. ماذا يقصد بها والدي ؟
أيقصد الترحيب والتحية بضيف العِشاء! أم يقصد ( بحيّه) أفعى تلدغ رجليه ..وتقضي عليه !
رحب أبو سهيل بهذا الضيف .. وهو من أقاربنا من الدرجة الثانية .. وأدخله معنا في بهو بيت
الشَعر ! والذي لا تتجاوز مســـــــاحته عشرين م 2..
ضمت هذه المساحة : أفراد العائلة جميعا .. والضيف القادم .. وموقد النار .. وأثاث البيت
المعروف آنذاك .. والحطب ... وبعض البهم الذي لا يتحمل المطر ...وعدد 2 من قِرب الماء ..
وتذكرت على الفور أبيات سيّد الكرم الأول حاتم الطائي :
أيا ابنة عبدالله وابنة مالك = ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي = له أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت ٍ فإنني = أخاف مذمات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف ما دام ثاويا = وما فيّ إلا تلك من شيمة العبد
لم يتأخر أبو سهيل في إكرام ضيفه .. ولم يتحججْ بالظروف القاسية التي وردت آنفا .. ولم
يردد قول البخيل ( ضيف العِشاء مطرود)!! بل سارع إلى ( مراح الغنم) وأتى يسحب التيس
بقرونه ... وسلمه إلى ضيفه .. الذي أمسك بالسكين الحادّة .. وذكر الله وسمى .. وألقى
برأسه في ثوان ٍ معدودة .. ليختلط دَمه بماء السيل !!
وما هي إلا دقائق .. إلا وتمت صلاخته ( معالجته) .. وألقي به في باطن القدر ..
وأخوكم سهيل ( يلاحق ) النار على القدر .. والجميع مسرور ... سواليف .. ومزوح .. وسعة بال
وأريحية وطمأنينة .. طاغية على المكان .. لا تلفاز يشغلهم ..عن مسامرة ضيفهم .. ولا جوالات
ورسائل ( واتس أب ) ..ولا تفكير في هذه الدنيا الفانية .. ترى القوم وعلامات الرضا مرسومة
على وجوههم .. لا ملايين .. ولا عمارات .. ولا استراحات .. ولا سيارات .. ولا مشاكل ..
جوّهم صــــــاف ٍ .. وسرايرهم نقيّة !
( أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله *** ليخصب عندي والمكان جديب )
وبعد أن نضج اللحم .. ( رموا رزه فوقه) رز بكّه كأني أطعم طعمه الآن .. وبعد أن تناول ضيفنا
طعام العشاء .. أخذ عشاء لأهله .. وأخذ ( كشّـــــافه) واتكل .. مسرورا .. سعيدا ..بحسن الاستقبال وكرم الضيافة ...
ومع بزوغ صباح اليوم التالي .. ارتفع صوت الآذان بصوت أبي سهيل .. الله أكبر .. الله أكبر ..
وبعد أداء صلاة الفجر .. توجهنا لتفقد شياهنا .. ومنزلنا بعد توقف المطر .. لنبدأ يوما جديدا
مشرقا صباحه ..حافلا بالجد والنشاط ..والحيوية .
بقلم أخيكم / سهيل
في ليلة ٍ ظلماء ماطرة ٍ .. هزيم رعدها يقصف .. وسنا برقها يلمع كنا صغارا في بيت الشَعر
متكأكئين حول موقد النّار نطلب الدفء .. في ليلة بردها قارس ..يصيب العظم من تحت اللحم ..
وبينما نحن نعيش هذه الأجواء الباردة والظروف القاسية .. وهذه التقلبات الجوية .. إذ بصوت الضيف
من بعيد يشق صمت الليل البهيم :
يا أبا سهيل .. يا أبا سهيل .. يا أبا سهيل .. !!
يرد والدي بصوت ٍ يجلجل في فضاء المكان : مرحبا يا الله حيّه .. يا الله حيّه .. يا الله حيّه !!
ولا أدري عن كلمة ( حيّه ) هنا .. ماذا يقصد بها والدي ؟
أيقصد الترحيب والتحية بضيف العِشاء! أم يقصد ( بحيّه) أفعى تلدغ رجليه ..وتقضي عليه !
رحب أبو سهيل بهذا الضيف .. وهو من أقاربنا من الدرجة الثانية .. وأدخله معنا في بهو بيت
الشَعر ! والذي لا تتجاوز مســـــــاحته عشرين م 2..
ضمت هذه المساحة : أفراد العائلة جميعا .. والضيف القادم .. وموقد النار .. وأثاث البيت
المعروف آنذاك .. والحطب ... وبعض البهم الذي لا يتحمل المطر ...وعدد 2 من قِرب الماء ..
وتذكرت على الفور أبيات سيّد الكرم الأول حاتم الطائي :
أيا ابنة عبدالله وابنة مالك = ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي = له أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت ٍ فإنني = أخاف مذمات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف ما دام ثاويا = وما فيّ إلا تلك من شيمة العبد
لم يتأخر أبو سهيل في إكرام ضيفه .. ولم يتحججْ بالظروف القاسية التي وردت آنفا .. ولم
يردد قول البخيل ( ضيف العِشاء مطرود)!! بل سارع إلى ( مراح الغنم) وأتى يسحب التيس
بقرونه ... وسلمه إلى ضيفه .. الذي أمسك بالسكين الحادّة .. وذكر الله وسمى .. وألقى
برأسه في ثوان ٍ معدودة .. ليختلط دَمه بماء السيل !!
وما هي إلا دقائق .. إلا وتمت صلاخته ( معالجته) .. وألقي به في باطن القدر ..
وأخوكم سهيل ( يلاحق ) النار على القدر .. والجميع مسرور ... سواليف .. ومزوح .. وسعة بال
وأريحية وطمأنينة .. طاغية على المكان .. لا تلفاز يشغلهم ..عن مسامرة ضيفهم .. ولا جوالات
ورسائل ( واتس أب ) ..ولا تفكير في هذه الدنيا الفانية .. ترى القوم وعلامات الرضا مرسومة
على وجوههم .. لا ملايين .. ولا عمارات .. ولا استراحات .. ولا سيارات .. ولا مشاكل ..
جوّهم صــــــاف ٍ .. وسرايرهم نقيّة !
( أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله *** ليخصب عندي والمكان جديب )
وبعد أن نضج اللحم .. ( رموا رزه فوقه) رز بكّه كأني أطعم طعمه الآن .. وبعد أن تناول ضيفنا
طعام العشاء .. أخذ عشاء لأهله .. وأخذ ( كشّـــــافه) واتكل .. مسرورا .. سعيدا ..بحسن الاستقبال وكرم الضيافة ...
ومع بزوغ صباح اليوم التالي .. ارتفع صوت الآذان بصوت أبي سهيل .. الله أكبر .. الله أكبر ..
وبعد أداء صلاة الفجر .. توجهنا لتفقد شياهنا .. ومنزلنا بعد توقف المطر .. لنبدأ يوما جديدا
مشرقا صباحه ..حافلا بالجد والنشاط ..والحيوية .
بقلم أخيكم / سهيل