منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   الملف الصحفي للتربية28-10 (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=84801)

صقر قريش 09-04-2013 04:36 PM

رد: الملف الصحفي للتربية
 
لنذهب جميعاً للمدرسة

خالد بن محمد الشبانة
عندما يذهب الأب والأم للمدرسة في أول صبيحة اليوم الدراسي بصحبة أبنائهما، فإنهما يرسخان لبنة قوية ومهمة لانطلاق الطفل في بيته الجديد؛ إذ تخلق له تلك المصاحبة علاقة متينة، يؤمن بها، ويحبها مع زملاء التعلم الجدد، كما تكشف عنه صورة الخوف والرهبة تجاه الآباء الافتراضيين، وهم المعلمون.

لكن – وللأسف - ترى أكثر من يقف جانب الطفل في يومه الأول (الأب الافتراضي)، وهو سائق العائلة! إن وُجد! وإلا أصبح يتيماً في حياة أبوية!

كيف يشعر حينئذٍ الطفل بحب المدرسة وبالسند والعضد والموجِّه له أمام ما سيعترضه من مواقف؟!

هنا يجب أن نقف ونلوم أنفسنا.

أما المدرسة فإن الطفل (المستجد) يحتاج منها بأركانها كافة إلى أن ترفع عنه الهيبة، وتكسر حواجز الرهبة أمامه، وتفتح القلوب له بالابتسامة، والهدية، والوجبة الخفيفة اللذيذة كلذة التعلم، والاجتماع به وديًّا، وملاطفته، وإظهار الحنان له..

فإن نفس الطفل تخرج من بيت والديه في عزلة واستقلال ودلال وحشمة إلى مجتمع غريب مجهول؛ وهنا ينشأ الهلع والخوف والانتكاسة والاضطراب النفسي والكره ومحاولة الهروب من المدرسة بأي شكل من الأشكال إذا لم يجد من يحتويه.

الأب عليه لزاماً أن يقف مع ابنه في أول يوم دراسة، وعليه أيضاً أن يكون حاضراً في كل موقف، سواء مشكلة أو خلافاً أو اعتداء، إضافة إلى وقوفه في مواقف الدعم والتحفيز والتشجيع أيام الدراسة المستمرة.

الواقع أننا نرمي أطفالنا على المدرسة، وكأن العملية التعليمة والتربوية انتهت!

ومع أننا شركاء في التعلم والتربية لا نشارك، وإن شاركنا – وللأسف - سلبياً فقط عند حالات الخطأ على الطالب المحتمل، وليس المؤكد!

من المهم قبل بدء الدراسة التذكير بأن المدرسة واحدة من مؤسسات التربية والتعليم، وليست هي كل شيء؛ فالمجتمع بشموله مروراً بالبيت والمسجد والرفاق والمجالس الحقيقية والافتراضية من خلال التواصل الاجتماعي تربي وتعلِّم.

إذاً، المجتمع عليه جانب كبير من التربية والتعليم؛ فهو المؤسسة الأولى للتعلم، ولا يمكن قبول نقد المدرسة إذا كان المجتمع لا يضيف للأبناء تربيةً أو تعليماً.

فالمدرسة مرآة المجتمع، وهكذا المجتمعات الراقية المتحضرة تكون مخرجاتها.

أما المدرسة فهي اليتيمة التي تحتضن أيتام الآباء المقصرين، والمُلامة عند التقصير والخطأ في ساحة البيروقراطية، مع قلة الحوافز والتشجيع وكثرة الأوامر والتوجيه.

لذا يقال لكل من سينتقد المدرسة:

أقلّوا عليهمُ لا أباً لأبيكمُ من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدّوا

فرحمَ الله المعلم، وغفرَ للمدير ووكيله، وأعان مرشد الطلاب! فهم الجنود في الميدان، ومع ذلك نار النقد تصليهم! ولا بلسم لهم إلا ما ينتظرهم عند الله من الأجر والمثوبة، ولهم الدعاء "حتى الحيتان تستغفر لمعلم الناس الخير".

فاصبروا واحتسبوا، ولا تنتظروا جزاءً ولا شكوراً من أحد، فما عند الله خيرٌ للأبرار، وانطلقوا بتأييد من الله وتوفيق


الساعة الآن 10:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by