منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   الطريق الى المدينه .. (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=83906)

سهيل2012 03-12-2013 09:16 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اقتباس:

المعاون يشبه الى حد بعيد في وقتنا الحاضر مساعد الطيار على طائرات الجامبو الضخمه , فلو مات السائق أو غلبه النعاس والسيارة مدحدره فعلى المعاون فرملتها برجله اليسرى وصفع السائق بيده اليمنى ..
ولو ريوس بالسيارة فأن المعاون يؤشر له , ولو كذب السائق على الركاب او العملاء فعلى المعاون أن يقوم بترقيع كذبه , هذا بالأضافة الى شغله لوظيفة المتحدث الرسمي والتصريح بمواعيد جدول الرحلات واماكن تناول الوجبات ومحاسبة العملاء واستلام وتسليم الرجاع , وملاحظة ومراقية الركاب واستلام الحساب ...الخ ..

صح لسااانك يا ابن أبي محمد .. فقد أبدعت أيما ابداااع في تعريف ( المعاون ) والكلمة لغويا مشتقة من الفعل : عاون .. ومصدره : معاونة .. على وزن ساعد مساعدة ..
وقد توسعت جدا في التوضيح ولم يخلو توضيحك من رووووح الطرافة كعادتك .. وقد أعدتنا إلى
حركات الشيخ منقاش وتعليقاته الطريفة ... فأنت تلميذ بار بأستاذك ومقلد له في كل شيء !

أعجبتني جدا مقولة : إذا كذب السائق على العملاء يرقع كذبته !!!

وهذه المقولة ما تصدر إلا من ( معااااون ) متمرس .. وقد ظهرت بصمة الشيخ على هذا التعريف
بالذات !
ويبدو أنكما على اتصال داااائم ببعض ما شاء الله ...

ادعسْ يا ابن أبي محمد وأكمل حلقاتك .. وحاول أن تتجاوز الحارث بن همام .. كما وكيفاً .

الحاج سلام 03-12-2013 10:54 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
فعلا تعريف ابن ابي محمد للمعاون طريف ومبتكر فهو المتحدث الرسمي للسائق بلا شك وكذلك كاتم الاسرار والسكرتير لحضرة مقام السائق ويحضر له الشاهي ومستلزمات الراحة وربما اعد له وجبات الطعام خلال الرحلات ويقبل بمهنة المعاون في الغالب صغار السن ممن يطمحون في تعلم مهنة السياقة .
ويسمى المعاون لدى بلدان الشمال الياور وربما كانت رتبة الياور اعلى من المعاون فهو يقوم بالقيادة احيانا وربما استراح السائق وكلف الياور ببعض الرحلات الخفيفة والقريبة .
ومن طريف ما اتذكر بهذه المناسبة ان سائقا وظًف معاونا من الاخوة اليمنيين وشرح له المهام التي يجب عليه القيام بها ومنها كما ذكر ابن ابي محمد الاشارة له عند الرجوع للخلف لتلبيق السيارة بمحاذاة الاسوار والجدران عند التحميل وعند اول تجربة اخذ يصيح للسائق رووووح رووووح روووح والسائق راجعا للخلف وهو يكرر روووح ولم يستطع تحديد المسافة المناسبة ليخبر السائق بالتوقف وهو يحاول تذكر كلمة استوب حتى صدم السائق الجدار وتكسر زجاج الاستابات الخلفية عندها صاح بلهجة اخواننا اليمنيين سدمت أي صدمت وعليكم تصور ردة فعل السائق ....
شكرا للاخ ابن ابي محمد الذي اعاد ذكريات مهنة اندثرت كليا في الوقت الحاضر على ما اعتقد وشكرا للاخ سهيل الذي القى الضوء على هذه النقطة ....

ابن ابي محمد 03-14-2013 06:23 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الأخوان الكريمان ’ الشاعر سهيل والشيخ سلام سلمهما الله وبارك فيهما وكثر من أمثالهما..
أشكركما على تفاعلكما البناء وعباراتكما التشجيعية , وأعتذر منكما عن الأطالة في الرد عليكما لأنني الآن بصدد تنزيل حلقة جديدة أمل أن تحوز على رضاكما أنتما وبقية الأعضاء والقراء الأكارم....

ابن ابي محمد 03-14-2013 06:59 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الطريق الى المدينه (5)..
بسم الله الرحمن الرحيم
حالما تجاوزنا ما كان يعرف بجبل ابن بطي بشرقي الشهداء الا وتحول الوضع من حولنا الى أزدحام وصخب تعلو فيه أصوات البواري وحركة السيارات التي تختلط أحيانا بلجبة أو لجة تأتي الينا من هنا أو هناك , وتفوح من محيطه روائح ممتزجة وغريبة تهبط علينا من مختلف ألأتجاهات , وتظهر علينا خلاله وجوه بعضها غير مألوف وتعلوها سحن مختلفات , ونشهد فيه دكاكين وبسطات مكشوفة تبدو غاصة بمختلف البضائع والأحتياجات ...
هكذا أو قريبا من هذا بدا المشهد الذي أستقبلته حواس ابن ابي محمد وهو متربع على ظهر اللوري ومتمسك بكلتا يديه بأحدى مواسير الحنايا يشاهد من عل(ن) ما حوله بأنبهار وأعجاب , وتراه مشدوها وفي عجالة من أمره وهو يتلفت يمنة ويسرة في حالة من حالات الزلب والنهم المعرفي التي يحاول معها أستيعاب اكبر قدر ممكن من كل ما تقع عليه عيناه من المشاهد المتلاحقة بسبب حركة السيارات ..
أنها المدينة والمدنية التي لطالما داعبت خيال ابن ابي محمد وظل يحلم برؤيتها بعد أن سمع عنها الكثير والكثير وهاهو أخيرا وبعد شوق كبير وأنتظار طويل وشاق يدخل اليها لأول مرة في حياته دخول الفاتحين الأبطال المتوجين بأكاليل الغار ...
وهاهو لورينا يمخر في طريقه خلال الشارع العام الذي يخترق حي الشهداء متجها الى وسط البلد حيث برحة ابن عباس التي كثيرا ما تردد على مسامعي ذكرها وذكر مسجدها دون أن أكحل عيني برؤيتها ولو لمرة واحدة قبل الممات ..
يا ليلة أثنعش يا اللي فيك يقرون @@ عند ابن عباس في ذيك الرويقات ..
أنها لأحدى اللحظات الفارقة والبارزة في تجربتي بالحياة , فهذا لورينا يسير بين ايدينا ببطىء ولصوته من فرط حمولته رزيم وأنات ’ ولخشب البضائع (الكرد والهواري واغطيتها) من تحتنا زقزقة وأطيط وقطيط وزفرات ...
أنها بحق للحظة فارقة في مسيرة حياة ابن ابي محمد, وكيف لا وهي التجربة الأولى لصبي قادم من الريف حيث البيان وفصاحة اللسان وسرعة البديهة والتميز في التعبير عن ما في النفس من مكنونات بمختلف تعابير الوجه والأيماءات والنبرات , من الريف حيث البساطة وقلة التعقيدات وحيث الدعة والسكون والصفاء ونعيم الهدوء الذي لايقطعه في النادر سوى زمجرة من رعود أو هتيت من مطر كتيت ,, من الريف حيث تبرز في الأعالي قمم الشم المشمخرات وتنبسط برحابة سهول فسيحات , من الريف حيث الأودية السحيقة والمنحدرات , وحيث تنوع الزروع ودر الضروع والثمار والشاة والبعير والكون الفسيح وألأفق البعيد المديد والليل البهيم المرصعة سماؤه بالنجوم المتلآلئات..
أنها بيئة مغايرة تماما لبيئة المدن تلك البيئة التي ترعرع في أكنافها ابن ابي محمد ولم تقيد بها حريته أو تدجن حواسه فينطفىء وهج المشاعر الى درجة من الدرجات التي تنمرس فيها وتندرس بها الفطنه كما يحدث احيانا مع بعض من ينشأون في أجواء أزدحام وصخب وتشويش المدن التي تبلد المشاعر ويكثر في اوساطها الأمساس وما يفقد المرىء الكثير من الأحساس , بيئة الصفاء التي تتفوق فيها حواس اهلها على مثيلاتها عند سكان الحواضر وتتميز عليها بالرهافة والحساسية بحيث تستشعر أدنى الأشارات وتستلهم أدق العبارات والأيماءات ..
لكن هذا المرهف القادم من الريف قد شغف منذ الوهلة الأولى أيما شغف وأسرت مشاعره كأكثر ما يمكن أن تؤسر بمشهد صبية في مثل سنه وهم على ظهور السياكل , لقد شغفتني السياكل حبا أكثر من شغف سهيل بالثريا وهمت بها هياما أكثر من هيام مجنون ليلى بليلى , وعندما أشرت أليها بأصبعي أعجابا بها وبفائدة ركوبها وأنا على ظهر اللوري رد علي كل من كان حولي وهم ممسكين بأطراف شعرات من لحاهم وعلامات الأستغراب والعتب تعلو وجوههم وظاهرة من نبرات أصواتهم ,, ردوا علي قائلين ,, يا عيباه ويا شق جيباه على رجل قبيلي ابن قبيلي مثلك يا ابن ابي محمد ويتمنى ركوب السياكل ؟؟, لذلك أرتكست مناي وارتدت الي مشاعري حتى انغرست رؤوس سهامها في اعماق الفؤاد فسرت أذا أصابتني سهام , تكسرت النصال على النصال ..
وبردهم ذاك الغير قابل للنقاش انكبت حبي لها في جويفاء صدري وخيبوا كل أمل لي في الأمساك ذات يوم بقرونها والحلم بالتنزه عليها , أنهما الحب والخيبة الحبيسين والمكبوتين , وتلك المتضادات من أخطر انواع المشاعر المهيأ للأنفجار والتشظي في كل الأتجاهات حالما تسنح لها سانحة للأنعتاق والأنفلات , وصدق من قال أن من الحب ما قتل ...
فقد شغفت بحب السياكل من النظرة الأولى وهمت بها الهيام الذي سيقودني فيما بعد للتعرف على مخافر الشرط ودفاتر التحقيق وينتهي بي الى غرف العمليات والسرير الأبيض بالمستشفيات , والأهم من هذا وذاك ما سيكلفني (في نظري يومها) من الخسارة في مصداقيتي التي بنيتها بالصدق وأمانة الكلمة بمرور الوقت مع من حولي من الناس والتي ستتأثر خلال زمن يوشك على الأقتراب ...
والى هنا نتوقف بكم تجنبا للأطالة , نتوقف بكم عند اللحظة التي هام فيها قلب ابن ابي محمد بالسياكل من النظرة الأولى وهو لا زال متربعا على أغطية هواري البرشومي قبل أن يتوقف به اللوري وقبل أن تلامس قداماه تراب برحة ابن عباس , هذا هو حاله قبل أن يصل اليها , فكيف به أذا وضع كفه على قرنيها ؟ ..
نتوقف بكم في الزمان وفي المكان اللذبن أبتلع فيهما مرهف الأحاسيس الطعم وعلقت به السنارة , وقريبا سيحصد أول مكاسبه من العشق وهبوطه للمدينة التي لطالما فتن بها وبأخبارها وتمنى رؤيتها ولو لمرة واحدة في حياته بمرحلة من العمر لم يكن يعلم بها بأن ابن آدم مهما تحققت له من الأمنيات فلن تتوقف شهيته ويكف عن المطالبة بالمزيد , ولو أعطي واديان من ذهب لما تردد عن سؤاله الثالث ولا يملأ جوفه الا التراب ...
وفي ما يقبل من مقالات سنطلعكم أن شاء الله على البقية المتبقية من يوميات ابن ابي محمد في المدينة التي دونها في أحدى مذكراته ونشرت لأول مرة بقسم التاريخ والتراث في منتدى قومه ثماله ..
تابعوا معنا ذلك لكي تلموا بمقتطفات وقبسات من تاريخكم المجيد آثناء العصور الوسطى, وشكرا ...



ملاحظه : كاتبكم أجتمعت فيه منذ أمد بعيد عيوب الريف والمدينه معا, وكل الحكي الذي قرأتموه بعاليه قضت عليه المدرسة على يد المدرسين وأذلالهم لنا ثم قضي على ما تبقى بسبب عوامل مختلفه في مراحل لاحقه , وشكرا ..

الحاج سلام 03-15-2013 10:12 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
لقد اعجبتني هذه الحلقة كما هي سابقاتها يا ابن ابي محمد ولكن اعجابي كان اكبر بمقولتكم :

[mark="#ffffff"]ولم تقيد بها حريته أو تدجن حواسه فينطفىء وهج المشاعر الى درجة من الدرجات التي تنمرس فيها وتندرس بها الفطنه كما يحدث احيانا مع بعض من ينشأون في أجواء أزدحام وصخب وتشويش المدن التي تبلد المشاعر ويكثر في اوساطها الأمساس وما يفقد المرىء الكثير من الأحساس , بيئة الصفاء التي تتفوق فيها حواس اهلها على مثيلاتها عند سكان الحواضر وتتميز عليها بالرهافة والحساسية بحيث تستشعر أدنى الأشارات وتستلهم أدق العبارات والأيماءات ..[/mark]

نعم ان الحياة في الارياف والبعد عن صخب المدن ينمي عند الانسان الموهوب رهافة الحس ودقة الاحساس والفراسة والفطنة وسرعة البديهة .

سهيل2012 03-16-2013 01:23 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

متابعون يا ابن أبي محمد لسلسلة حلقاتك والتي تحولت إلى ( دراما ) ومفاجآت لم تكن بالحسبان .. وقد لفت نظري في حلقة اليوم عدة نقاط ساعلق عليها سريعا وأترك الفرصة
لإخواني المتابعين ..

اقتباس:

والليل البهيم المرصعة سماؤه بالنجوم المتلآلئات..
أكيد تقصد الثريا ما غيرها !!

اقتباس:

أكثر من شغف سهيل بالثريا
شبهت ثريا سهيل بالدراجه يا ابن أبي محمد .. !!

يقول الشاعر :

دام الجدي في السماء قــَدْره يشابه سهيل
لو تمدح سهيل ما يزعل عليك الجدي !!

اقتباس:

وعندما أشرت أليها بأصبعي أعجابا بها وبفائدة ركوبها وأنا على ظهر اللوري

إشارة إلى غير عاقل !!

ورغم غرابتها أدبا وبلاغة ً إلا أنها جاءت معبرة ولافته للنظر .. وبأسلوب أبهرني جدا يا ابن أبي محمد !!

اقتباس:

من أخطر انواع المشاعر المهيأ للأنفجار والتشظي في كل الأتجاهات حالما تسنح لها سانحة للأنعتاق والأنفلات ,
فلسفة خطيرة وتلاعب عجيب بالمفردات والمتضادات .. من كاتب ورجل عسكري فذ ..
وكنا نظن الفلسفة والثقافة حكرا على طبقة الدكاترة والماجستر وبعض المعلمين ... ولكنك ظهرت خطيرا .. وللغاية يا ابن أبي محمد !

اقتباس:

فكيف به أذا وضع كفه على قرنيها ؟
تشبيه بليغ .. وفي مكانه الصحيح ..

اقتباس:

وكل الحكي الذي قرأتموه بعاليه قضت عليه المدرسة على يد المدرسين وأذلالهم لنا
لولا فضل الله ثم فضل المدارس والمدرسين ما وصلت إلى هذه الدرجة العالية من التمكن والكتابات الأدبية الجميلة .. ( يا ليتك قلت : بعض .. ) يعني : خــُص ولا تعم !

وأخيرا : أكتفي بما قرأتم من تعليق .. وأنصح الكاتب المبدع بجمع هذه الحلقات وطباعتها في كتيب صغير بعد تنقيحها وتصحيحها ليتسنى لرواد الأدب والتاريخ والتراث الاطلاع عليها .

ابن ابي محمد 03-16-2013 07:43 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ سلام سلمه الله ووقاه ومن كل شر اذراه : أشكرك على تفاعلك وتعليقاتك البناءة , ولكن الست معي يا شيخنا في أن منتدانا أبتدأ يشيخ ويهرم ويفقد أعضاؤه الحيوية والتفاعل عندما يكتب لهم أحد كتابه فلا يجد من يرد عليه بعد يومين من تنزيل المقالة سوى أثنان او ثلاثة ؟؟.
الست معي في أن ذلك مثبط لعزيمة الكاتب قد يدفعه الى التوقف عن الكتابة في المنتدى حتى لو بقي خلفه بعض أحبابه ؟؟...
لكن عزاء الكاتب الوحيد أن كل واحد من هؤلاء الثلاثة او الأربعة يعد بعشرة من الآخرين , وهذا هو الشيء الوحيد المتبقي الذي يدفعني الى الأستمرار في الكتابة وأكمال بقية القصه...

ابن ابي محمد 03-16-2013 07:48 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
شاعرنا ومشرفنا النجم سهيل سهل الله له كل صعب : أشكرك على تفاعلك وعلى عبارات التشجيع والثناء التي تحاول بها دفع وتحفيز أخيك الى المزيد من العطاء ..
على أنني عاتب عليك عندما تقارن ثريتك بسيكل ابن ابي محمد .
ألم تر أن السيف ينقص قدره @@ أذا قيل أن السيف أمضى من العصا ؟؟.
ولا يفوتني في ختام هذا الرد أن أزف لك سلام وتحيات حليفك شاعر وصقر القوقاز ولفت أنتباهك الى الرابط الذي نشر في المنتدى بحقل فوائد وسوالف من قبل الرويعي رضي الله عنه, والذي يظهر لكم فيه بالصوت والصورة ما جرى للشيخ ابي نقشة عندما استوقفته سلطات المرور وهو متجاوز للسرعة ومخالف لبقية قوانين السير ...
http://www.youtube.com/watch?v=1i2iuG7zXNs

الحاج سلام 03-16-2013 12:52 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن ابي محمد (المشاركة 608238)
الشيخ سلام سلمه الله ووقاه ومن كل شر اذراه : أشكرك على تفاعلك وتعليقاتك البناءة , ولكن الست معي يا شيخنا في أن منتدانا أبتدأ يشيخ ويهرم ويفقد أعضاؤه الحيوية والتفاعل عندما يكتب لهم أحد كتابه فلا يجد من يرد عليه بعد يومين من تنزيل المقالة سوى أثنان او ثلاثة ؟؟.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن ابي محمد (المشاركة 608238)

الست معي في أن ذلك مثبط لعزيمة الكاتب قد يدفعه الى التوقف عن الكتابة في المنتدى حتى لو بقي خلفه بعض أحبابه ؟؟...

لكن عزاء الكاتب الوحيد أن كل واحد من هؤلاء الثلاثة او الأربعة يعد بعشرة من الآخرين , وهذا هو الشيء الوحيد المتبقي الذي يدفعني الى الأستمرار في الكتابة وأكمال بقية القصه...



مرحبا بك يا ابن ابي محمد والحاج سلام يتفاعل مع كل مايجد فيه ابداع وفائدة وكذلك الحال بمن ذكرت من البقية الباقية .

ولكن ارجو الا يتأثر عطاؤك وان تكون نظرتك اشمل وغايتك ابعد واعلم ان اسباب انشغال الاخوان وابتعادهم عن المنتديات مردها امور كثر وان اغلبهم معذورون لانشغالهم بأمور الحياة ولما سببته وسائل الاتصال الاجتماعي من جذب الكثير منهم للمشاركة فيها فهي اسهل وسيلة واقصر وقتا واقل مؤنة فما عليك الا ان تدخل يدك في جيبك وتلمس بضع لمسات حتى يجيبك صديق او متابع من كل جنبات المعمورة فتواصله بالوتس اب تزويدة بما لديك وتحصل منه على مبتغاك .
وهناك المغردون في فضاء الله الواسع يطلقون تغاريدهم دون رقابة مشرف او مناكفة ناقد او حتى حاقد او حاسد .
واظن انك قد تابعت مديرنا العام وهو يغرد داخل الاسراب وخارجها .
واذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص .
ولعلمك وحتى لا يؤخذ قولي هذا على انه نقد لتثبيط همم المغردين فان الحاج سلام يغرد هناك من حوالى العام باسم مستعار صعب عليه تغييره بعد ان اصبح يقود اسرابا من المغردين والاتباع.
وهناك سهيلا وما ادراك ما سهيل فقد بلغت تغريداته الالاف ولا زال سابحا في فضاء الله الواسع وربما بلغ الثريا عما قريب .
عموما تبقى للمنتديات نكهتها واصالتها وسيبقى الشيوخ امثالكم وابن همام وابوعبدالرحمن وابو سيفين والشيخ عبد العزيز وسهيل وصقر وسنا وغيرهم الكثير سيبقون معتجري عمائمهم يروون رواياتهم ويتداولون اشعارهم وقصائدهم في هذه المنتديات فما تغنيهم تغريدات تويتر ولا حوائط الفيسبوك شيئا .
كما ان مصير الطيور المهاجرة في اسراب المغردين ان تعود الى مواطنها الاصلية بعد ان تتعب اجنحتها من التصفيق وحناجرها من التغريد ...

ابوسيفين 03-16-2013 04:34 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
أخي إبن أبي محمد ومتابعوه الأكارم

أعتذر عن إنقطاعي عن المشاركه معكم ولم أكن لأعود مادام هذا الموضوع (( الطريق الى المدينه )) ظاهرُ على صفحات المنتدى لولا جلسه ومُحادثه اليوم مع الحاج سلام أطفأت شيئ مما في نفسي لأدخل للتوضيح ثم المغادره الى أن يغرب أثر هذا الموضوع عن مُخيّلتي 000000 آآآآآخخخخ

مايرويه إبن أبي محمد رغم جمال حبكته له ورغم أنّه يصف مرحله من التاريخ مرّ بها عددٌ من أعضاء المنتدى إلاّ أنها تثير لديّ صفحات حزينه كان عنوانها (( الفقر ، واليُتم ، والصُّخره ))

نعم كنت في ذلك الوقت أعيش في بيت من بيوت الفقراء بقريتنا بعد أن أصاب الشلل والدي ــ رحمه الله رحمة واسعه ــ خمس سنين ثم توفاه الله ولم نكن نملك قوت يومنا وكان من مصادر الدخل آنذاك أن أعمل وكنت طفلا مع اصحاب المزارع لأجلب لأهلي بعضا من الخضار والفواكه التي لاتصلح للبيع في الغالب وهذا ليس مكان الاستلال الآن

ولكن كنت كطفل أرى قرنائي لدى أقربائهم سيّارات ويصطحبونهم الى الاسواق والقرى المجاوره وكنت أتمنى ذلك ولو لمرّه واحده وكان هناك من يُمنيني بأنه سيصطحبني أثناء الصيف في إحدى رحلات الجمّاله الى جدّه وكان ثمن ذلك أنني عملت صيفية كاملة مع ذلك الجمال أدور بين المزارع وأساعده على تحميل اللوري حتى إذا إكتملت الحمله جاء من أصحاب المزارع من يبدي رغبته في الذهاب مع بضاعته فتمتليئ الغماره ويعتذر لي الجمال لأن أولئك لايمكن الاعتذار منهم وإلا أعطوا بضاعتهم لغيره ، ولأنهم لايسمحون بالركوب على بضاعتهم والمرور يمنع من الركوب في البرنده للمشاوير بين المدن فأنقلب حزينا مكسور الخاطر لوالدتي ــ أطال الله في عمرها ــ لتساهم معي في تنقيتي من شوك البرشومي الذي لحق بي أثناء التحميل 0000 وبعد يومين أُعاود المحاوله وتتكرر التجربه وهكذا دواليك حتّى نهاية الصيف 0


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك أن بدّلتني عن ذلك نعماً أعجز عن شكرها

ابن ابي محمد 03-16-2013 09:46 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ سلام سلمه الله وأبقاه : أشكرك على ردك المهذب الذي تلمست فيه بعض الأعذار التي نافحت بها عن الأخوة الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فطبع على قلوبهم فتركوا واجيهم تجاه منتداهم وربعهم وتاهوا بفضاء الأثير وراء اسراب المغردين والمغردات .
هذا من جانب..ومن جانب آخر فلا أظنك تلومني في عتابي لأخوتي الذين لم يردوا علي , فقد كنت متأثرا بقصة حب السياكل الذي خاب من لحظته الأولى, ونتيجة لذلك خيم على أخيك جو نفسي بائس امتدت ظلاله وتفاعلاته في كل الأتجاهات حتى ظهرت آثاره جلية على ردودي , ولو خرجت عليكم محتزما بدسمالي ومصلتا سيفي فلا أظن أن عاقلا منكم كان سينحي بأدنى لائمة نحوي ..

سهيل2012 03-17-2013 12:24 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اقتباس:

حوالى العام باسم مستعار صعب عليه تغييره بعد ان اصبح يقود اسرابا من المغردين والاتباع
الله يرج أبليسك أيها الحاج !!

والله كتبت في الاستكفاش ( الحاج سلام ) أكثر من مرة .. وحاولت اصطيادك هناك ولكن فشلت !!
وكنت حاس انك من المغردين لكن ما عرفت أصل لك ...

لا تقوووول منقاش هناك يغرد أيضا .. إن كان وصل إلى تويتر وأنظم إلى عصافيره فالنكبة العالمية
وأم الكوارث التي لا حل لها !

كلام جميل أيها الحاج .. ومقنع .. وزي ما قلت .. شكلها ( ثورة اتصالات ) .. ويعود أعضاء المنتديات إلى منتديات والله أعلم ..

ولا زلت عند رأيي : المنتديات أرحب وأوسع من التيس بووووك وغربان تويتر !!

الحارث بن همام 03-17-2013 02:21 AM

Re: الطريق الى المدينه ..
 

ما شاء الله عليك يا ابن أبي محمد
أسلوب فاره ، وألفاظ منتقاة ، ومعان جميلة
وخيال واسع . ونسج على منوال الشيخ القوقازي ـ فك الله أسره ـ
وتتبع لمنهجه ، حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخل جحر ضب لدخلته .
قرأت عتبك يا ابن أبي محمد بسبب قلة المطالعين والمتداخلين
وأقدر هذه الشكوى وأشعر بها ، وأكتوي بنارها ، ولكن كيف الحل ؟
ويؤسفني أن أكون أحد هؤلاء الذين شكوت منهم ، واعتذر لهم الحاج .
نحن بانتظار باقي السلسة العجيبة ، وأعتقد أن ما بقي أشهى مما مضى ،
هات أخبار ابن عباس ، وذيك الرويقات ، وقهوة نعمان ، ودكان الحنبصاني ،
وهات أخبار السيكل والشرطة
وهات ، وهات ....

ملاحظة :
أنت قلت السيكل ، وهذا اسم حادث ، والاسم القديم ( بسكليته ) .
وأذكر أنه كان عندي واحدة وأنا في المتوسطة أداوم عليها ما زال عندي لها صورة ، وفي يوم
انطلقت بها مسرعاً منحدرا من عند شركة الجراد ، واعترضني طفل
قريب من دكان الهمداني ـ رحمه الله ـ وكان آخر عهدي به مستلقياً
على ظهره ، ممدداً على التراب .
اللهم اغفر للحارث ما تقدم من ذنبه وما تأخر .


ملاحظة ثانية :

( رحمه الله ) الواردة في العبارة السابقة للهمداني وليست للطفل ، فقد شوهد
الطفل بعد أيام يلعب مع أقرانه ، مع بعض الكدوش والخدوش ،التي لابد منها جزاء من يعترض الطريق السلطانية .






ابن ابي محمد 03-17-2013 09:25 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اللهم زد ابا سيفين من الخيرات وبارك له فيها , وارفع له في الدرجات والبسه ثوب الصحة والعافيه , وارحم اللهم اباه الرحمة الواسعة واجمعه به في الفردوس الأعلا أنك أنت السميع المجيب , آمين ..... اما ما بعد :
لقد عرضت أعتذارك يا ابا سيفين على حليفك ابي نقشه فابتسم ثم رد علي قائلا , أنظر ما الطف ابا سيفين وما الين عريكته او قال معروكته (نسيت الآن) حتى وهو ينصب علينا عيني عينك ..ثم أردف قائلا :
بربك أسأله أيهما أهم , يرد على حلفائه ام حرب داحس والغبراء التي تداحس بها مع سهيل حتى غبرا بها علينا في المنتدى ؟؟ , أيهما اهم ؟ .
فرددت على الشيخ , الأهم أن يداحسنا ونداحسه , فزاد عليها الشيخ قائلا : ونغبر عليه كما يغبر علينا والظلم بالظلم والبادي أظلم , والله أعلم...

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي 03-17-2013 12:58 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بارك الله فيك ابن ابي محمد-لم نعهدك من المتشكين او من المتذمرين- كيف لا -وقد افاد واجاد في الرد الشيخ سلام سلمه الله -ولو لم يكن من الردود الا رد سهيل حينما قال -يلزم لهذه الحلقات ان تدون في كتيب-وان لو لم يكن من محاسنها الا اثارة مكامن الالم في قلب حبيبنا واخانا ابي سيفين-سلمه الله من كل سوء وزاده بسطه في الجسم والمال-وافاء عليه ماينسبه الم الماضي وان لم ينسى-وكذلك مؤاساه الشيخ ابن همام لكم حيث انه يمر ببعض الظروف المشابهه-وغير ذلك-لكفى-نامل الاستمرار وعدم النظر الى الجوانب المظلمه في نظركم-فقد يكون لها جوانب مضيئه من الجانب الاخر-سير على بركه الله فهناك كوكبه تنتظر وتتابع -وان كنا قد افتقدنا اثنين من اعمدده المنتدى-يعز علينا غيابهم وهما المقداد ومراسل ثقيف -وغيرهم ممن غاب عنا نكهة فواكهم-وقد يكون هناك عذر ولا نلقي بالآئمه جميعها على وسائل التواصل الاخرى-فيضل منتدى ثماله قائم باذن الله بمن وجد وفي ظل الامل بعد الله في رجوع من فقدنا روعة اطلالتته ممن ذكرت ولم اذكر-بارك الله في الجميع-

سهيل2012 03-17-2013 11:38 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بغير هدوء وصمت .. متاااابع للموضوع ..


اقتباس:

قريب من دكان الهمداني ـ رحمه الله ـ وكان آخر عهدي به مستلقياً
على ظهره ، ممدداً على التراب

أثرك صاحب سوابق أيها الحارث بن همام !!!

ابن ابي محمد 03-18-2013 02:56 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
لقد أضحكتني أضحك الله سنك واسعد الله قلبك يا ابن همام , فقد تأكد لي الآن ما كنت أظنه فيك قبل اليوم وهو أنك قنال قتلا كما يقول أخواننا المصريون ..
ولا أرى لك مخرجا تطهر به نفسك من هذه الموبقات سوى القول المأثور عن أهل الديرة الذي يرونه عن ابي زيد الهلالي أنه قال , كل واحد ذنبه على جنبه , ومن علم بذنبه غفر له ...
ومن غرائب الصدف أن رويعي الغنم رحمه الله سبق وأن دهسه او دعسه صاحب بسكليتة أوصافه تشبه اوصافك وبسكليتته تشبه بسكليتتك وتخربش بنفس الخرابيش في نفس الزمان وفي نفس المكان الذي خربشته فيه وتركته ممدا وخرابيشه تنزف فوق التراب ..
ولا نقول الا حسبنا الله على كل من طغى وتجبر , ويا ظالم لا بد لك من يوم طال الزمان أو قصر ,ولن يضيع حق ووراءه مطالب ..

ابن ابي محمد 03-18-2013 03:35 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
ابو عبد الله الشيخ عبد العزيز الثمالي حفظه الله : وبارك فيك , واشكرك يا أبا عبدالله على تفاعلك وعلى ما جاء في تعليقك , ونظم صوتنا الى صوتك وننادي على العمدة المقداد واخيه المراسل بالعودة لمنتداهم لا سيما وأن الباب العالي الذي ربما تضايقا منه قد غادر المنتدى حتى لا يتسبب بزعل لأحد بعدهما ...
أما التلاوم والعتاب يا ابا عبدالله فهو علامة من علامات الحيوية ونبض الحياة , وان وجد ما يستدعي العتاب فأن الأعتذار كما يقولون صابون القلوب ......

ابن ابي محمد 03-18-2013 02:34 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الطريق الى المدينه(6)..
بسم الله الرحمن الرحيم
في المقالة الماضية أطلعتكم على الزمان والمكان اللذين أرتقت فيهما تطلعات ابن ابي محمد مرتقا صعبا وأصبح يحلم بأمتلاك سيكل أوعلى الأقل تجربة ركوبها وما أعقب ذلك من خيبة امل نتيجة عدم الوفاق وصدود الرفاق ..
ولا غرابة أن لا يشعر رفاقي بما أختلج في صدري وما أعتلج في نفسي من ردود أفعال على رفضهم لفتح باب النقاش في موضوع السياكل حالما ابديت لهم أعجابي وولعي بها , لا غرابة في ذلك فما الذي يهمهم او يقض مضاجعهم ؟؟ , مالذي يهمهم من هموم ابن ابي محمد وتطلعاته تلك فأن النار لا تحرق الا رجل واطيها , او كما قال الشاعر ,,لا يعرف الشوق الا من يكابده ,, ولا الصبابة الا من يعانيها ...,
ولا تستهجنوا مني حين أسلط الضوء على حلم (حلم اقتناء السيكل) زهيد لفتى صغير , حلم لا يدل على علو في الهمة ولا على طموح في أرتقاء القمه ..
لا تستغربوا مني ذلك فقد خلصت منذ أمد بعيد الى نتيجة مؤداها أن احلام الكبار ما هي الا نسخ مكررة لأحلام الصغار , وهل حلم أحد الكبار في أمتلاك سيارة او بيت أو حتى ناطحة سحاب او باخرة كان سيدخل في نهاية المطاف على النفس سرورا اكثر من الذي كانت ستدخله سيكل على قلب ابن ابي محمد ؟؟, وهل كان تحقق حلم اقتناء الناطحة واخواتها سيدخل على أصحابه غير سرور مؤقت كالذي كانت ستدخله سيكل خويكم المرهف الأحاسيس سرعان ما يذوب ويتلاشى ثم يأتي بعد ذلك زمان على الحالم وما حلم يفنى فيه المالك وما ملك ؟, وهل الدنيا الدنية كلها بقضها وقضيضها الا احلام تلو أحلام سريعة التبخر والأفول وسراب يحسبه الضمآن ماء ؟..
وهل مطامع ومطامح أهل الدنيا كلهم مهما كبرت في عيون أصحابها الا شيئا من هذا القبيل؟؟,(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ..
والآن بعد أن زهدناكم في أحلامكم وما بين ايديكم , لنعد بكم الى مسارنا والى احلام ابن ابي محمد ...

بعد صلاة الظهر بساعتين تقريبا توقف دوران محرك سيارتنا في الطرف الشمالي من برحة ابن عباس مقابل ما كان يعرف حينها بقهوة نعمان , وسرعان ما نزلنا بدون انتظام ولا انضباط من خلف وجوانب اللوري وسلالم البرندة في خفة ورشاقة السعادين فالكل (الا ما ندر من كبر او مرض) كان يومها على قدر كبير من اللياقة البدنية وخفة واعتدال في الوزن ..
كنت مشدوها من كثرت المستجدات من حولي , لكن قهوة نعمان شدت انتباهي اكثر من غيرها بمنظر كراسي جلوسها الخشبية القديمة والشيش وحركة المقبل من هنا والغادي من هناك وكأنهم خلية نحل وهم يتحركون داخل المقهى مابين زبون يبحث عن مركاز (كراسي) او عن معرفة يشاركه في المقهاة ويعطيه او يأخذ منه الأخبار , وبين عمالة يغدون ويقبلون حاملين على اكفهم في خفة واستعجال صحون البراريد والفناجيل ورؤوس الشيش وسط صخب وازدحام شبيه بزحام وصخب الحراج والمحرجين في ساعة من ساعات ذروة حراجهم ..
ظننتت في البداية بأننا سنأخذ قسطا من الراحة في االمقهى , ولكن الركاب يتقدمهم السائق والمعاون سلكوا بنا الشارع الرئيس (عرضه 10 م تقريبا) متجهين شمالا من البرحة مشيا على الأقدام من أمام مقرمبنى الدفاع المدني بالوقت الحالي الذي كان في مكانه على ميمنة النازل بيوت حجرية وطينية متعددة الأدوار (دورين وثلاثه واربعه كلها هدمت فيما بعد بعد نزع ملكياتها) ..
وعلى ميسرة النازل من بداية الشارع مباني على نفس الشاكلة (هدمت ونزعت ملكياتها) كان يتوسطها بقالة مشهورة يتعامل معها أهل الديرة لقربها من البرحة والمواقف ولكبرها (دكان 8م في 10م تقريبا) بمقايس ذاك الزمان يسمونها دكان النقلي واحيانا الحنبصاني نسبة الى الحمبص (الحمص) , وهي عادة متأصلة بالمدن في اطلاق الأسماء حيث كان أهل البلد بالطائف يطلقون أسم المهنة بدلا من اسم القبيلة او العائلة على اصحاب المهن البارزين ..
وتلك عادة كان من شأنها تأكيد احترام المهن والممتهنين بها وتقديم روابطها وصلاتها على روابط القبيلة والمنطقة وبالتالي ترسيخ مبدأ احتكار المهنة والتكتم على أسرارها فيما عدا تمريرها من الأباء الى الأبناء والأحفاد دون غيرهم من الغرباء , ومن شأنها أيضا تقوية روح وأواصر الأنتماء بين أصحاب المهنة الواحدة الذين ينتخبون رئيسا من بينهم يمثلهم ويتحدث بأسمهم يطلقون عليه لقب شيخ مضافا اليه اسم المهنه ..
فهذا الحنبصاني اول لقب مهني نتوقف عنده لشراء تلقيمة للشاي ونحن في طريقنا الى المطاعم التي سنتناول بها الغداء وبعدها ننتقل الى جلسة بقهوة مجاورة تسمى قهوة حمود لشرب الشاي وتوسيع الصدر واختتامها بحساب الفرقه ..
كان ذاك اول لقيب مهني (الحنبصاني) نجده في طريقنا وهناك غيره الكثيرون من من يحملون القاب مهنهم ولا يعرفون بين جيرانهم ومحيطهم الا بها مثل الصيرفي والنجار والحداد والحلواني و البيطار(فني صيانة وتزين الأسلحه) والطباخ والسقا والصايغ والقهوجي والشربتلي (بائع الشربه) والصباغ والخياط والعطار ,, الخ...
ها نحن في طريقنا سائرون الى مقر المطاعم التي سنحدثكم عنها في مقالة قادمة أن شاء الله , ونبين لكم فيها كيف أن ثمالة كانت أول من شغل مطاعم المنتدي في الطائف ولست مبالغا أن قلت لكم وفي العالم كله , ونحدثكم فيها أيضا عن علمانيي وحداثيي ذلك الزمان ومنهم ركاب لورينا الذين كانوا قد تخلوا عن بعض العادات والتقاليد الموروثة مثلهم مثل بقية قبائل الطائف الأخرى التي كانت الى ما قبل بضعة عقود تعد الأكل في الأسواق ومطاعمها واحدة من السلوكيات المشينه التي تخل بمروءة المرىء وتجيز الطعن في شهادته أمام القضاء ..
تابعوا معنا ذلك وغيره في مقالة مقبلة أن شاء الله, والسلام عليكم ورحمة الله , وشكرا .....

ابن ابي محمد 03-18-2013 02:34 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
مكرر ...

الحاج سلام 03-18-2013 02:39 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 

تصفحت الموضوع واسجل الحضور ولي عودة باذن الله ...

الحاج سلام 03-18-2013 09:38 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بارك الله فيك يا ابن ابي محمد وحلقة جميلة محملة بالمحسنات البديعية ومدبجة بالصور الجمالية انها قطعة ادبية ممتعة .
ولكنني شخصيا كنت اتوق الى تلمس محسنات من البهارات والملح لان الحقائق مجردة جافة لا تكاد تستساغ .

وقد اعجبت بقولكم :
ولا تستهجنوا مني حين أسلط الضوء على حلم (حلم اقتناء السيكل) زهيد لفتى صغير , حلم لا يدل على علو في الهمة ولا على طموح في أرتقاء القمة ..
لا تستغربوا مني ذلك فقد خلصت منذ أمد بعيد الى نتيجة مؤداها أن احلام الكبار ما هي الا نسخ مكررة لأحلام الصغار.

فبحكم معرفتي بعلم النفس فان الانسان حينما تتحطم آماله وتجهض رغباتهه بطريقة غير مقنعة تكُوِن في غور نفسه عقدة خفية تظهر آثارها بعد حين في شكل من الاشكال يمثل تنفسا لتلك الرغبة .
فرغبة ابن ابي محمد في الامساك بقرني البسكليتة والتي لم يستطع تحقيقها في صغره قد تخرج في مرحلة من مراحل حياته في رغبة جامحة قد لا يتمكن من كبحها تتمثل في امساك الماعز الحقيقية من قرونها :lol:.....

سهيل2012 03-19-2013 12:31 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اقتباس:

تابعوا معنا ذلك وغيره في مقالة مقبلة أن شاء الله, والسلام عليكم ورحمة الله , وشكرا

نبدأ من حيث انتهيت ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. متابعين يا ابن أبي محمد .. لعلومك وسوالفك الطيبة ..

وهذه الحلقة أظنها مميزه بكل ما تعنيه الكلمة .. فقد أعدتنا إلى ذكريات وأيام جميله شهدناها

مع شيابتنا ( رحمهم الله ) ذكرتني بتلقيمة الشاي والقهوة والفرقة .. كلها شهدتها مع والدي

لكن ما أدري هي نفس القهوة والمطعم أم أنها غيرها ؟

القهوة التي كان والدي يجتمع بها مع ( الهبّاطه ) هي جوّة البلد ( خلف محل شيخ العسل الطلحي حاليا !!!

يا ليت تعدل أخطائي إن كنت مخطئا في وصفي !!

أما المهن وأصحابها فقد صدقت يا ابن أبي محمد ( الله يحفظ محمد ) فقد كان أبي يأخذ أصواف الأغنام لصباغتها عند الصباغ .. بأن يضعها في وعاء يشبه الزير به لون الصبغة المختارة ..
وفي اليوم التالي نعود لاستلامها ...

متابعين لك يا ابن أبي محمد إلى أن تنتهي من مقالاتك وذكرياتك الجميلة .. وسلم لي على

محمد .. الله يحفظه بحفظه ويكلؤه برعايته .

ابن ابي محمد 03-19-2013 01:25 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ سلام سلمه الله وابقاه والى كل طرق الخير وفقه وهداه : أشكرك على حرصك على التفاعل مع ما يكتبه اخوك ابن ابي محمد , ولا تستغربن كثرة حضور مفردة القرون في ثنايا خطابي التي لايكاد يخلو خطاب منها , الم تقرأ لي في مقالات سابقة عبارات مثل ؟, ثم جيء بفلان وهو منكس على قرنيه , وفلان طالت قرناه ويحتاج منا لمن يكسرهما له , ومن خبث نية الحمار ما طلع له في راسه قرون , والروم ذات القرون , ومن هاهنا يخرج قرن الشيطان,, ووووو الخ , أنه غيض من فيض من القرون أو كما يقول أهل الديره ويش تبينا نعد وويش تبغينا نخلي ؟؟..
أقول قولي هذا حتى لا تستغربن ذلك مني يا شيخنا فأنني اول ما أعجبت في حياتي بشموخ التيوس ذات القرون المشمخرات واللحى المتدليات, وما خفت في حياتي من شيء أشد من خوفي من قرون الثيران الغليظات , فما صفر علي ثور ذات يوم ألا وخارت قواي واستعذت بالله من شره وشر قرنيه, ولم يعجبني في تاريخ عظماء فارس والقوقاز أحد كأعجابي بذي القرنين والشيخ ابو نقشه ...
ثم أخيرا وهنا مربط الفرس ومدفن الكلب معا , فأنه لم يجتمع النقيضان حبي وبغضي في شيء مثل ما أجتمعا بقرني السيكل , ومن فضلك ركز معي هاهنا وضع خطوطا حمرا لا خطا واحدا تحت قرني السيكل فأنه بسببهما تتيمت بها وبسببهما تعذبت منها , فلا زالت مشاعر لفح اوارها محسوسة في قلبي ولا زال عوارها ظاهر على بدني على الرغم من كثرة أقطاب وخياط الأطباء ..
أما بخصوص ما أبديتم من تشوق للبهارات الهندية فقد أشفقت هذه المرة على نجمنا سهيل فخففت منها بعد أن وجدت ما يعوض عنها في بهارات الشيخ ابن همام التي فاجأنا بها في رده الأخير , ونعتقد انها بسبب تركيزها كافية للقراء بالوقت الحالي على الأقل , ونعدكم مستقبلا ببهارات ومنكهات لا قبل لأحد بها ,, ولا نقول لكم الا مهلا , فمنكم الصبر ومنا الوفاء , وشكرا...

ابن ابي محمد 03-19-2013 06:02 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
شاعرنا الأخ سهيل اليماني حفظه الله وجعل الجنة مأواه : وأنت سالم وغانم أن شاء الله , وسلم لي من جانبك على ابي أحمد واحمد واخوانه كثير السلام. ..
كما أشكرك على الأطلاع والتعليق , ويسعدني أن وجدت في المقالة ما حاز على رضائك ونال استحسانك ,أما القهوة التي أعنيها فأنها تقع الى الشرق من مخرج ما كان يعرف (في حينه) بمطعم عالي الذي يقع ضمن مجموعة من المطاعم في أعلا شارع البريد على يمين النازل ..
وهذا وصف لمواقع الأماكن عام 1384 هجرية تقريبا , بعبارة أخرى هو مقهى غير مقهاكم المجاور لمكان حراج العسل وبقالة يوسف عابد ..

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي 03-19-2013 09:03 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بارك الله فيك ابن ابي محمد--حلقه بعيده عن الاحداث ولكنهنا تنذر بان القادم سيشهد دراما -ثماليه طائفيه-وخصوصا مقود السيكل- حبذا لو تعرجون على دكان الحضرمي وقهوه اليمانيه والتي اتخذها اهل ثماله مركازا لهم لاحقا-واعتقد انها بعد احداث برحة العباس التي انتم بصددها-لن نستبق الاحداث-متابعون-

ابن ابي محمد 03-19-2013 05:08 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الثمالي حفظه الله : وبارك فيك وزادك من فضله ,, وأشكرك على اطلاعك وما جاء في تعليقك يا ابا عبدالله ..
أما الدراما فقد تم تأجيلها فليلا خوفا على أهل القلوب الرقيقة من جهة , ومن جهة أخرى لتكون مسك الختام بعد منتصف الشهر تقريبا بالوقت الذي انوي فيه السفر أن شاء الله واللحاق بشيخ القوقاز ...
عابد الحضرمي رحمه الله عرفناه لاحقا حيث كانت عزبتنا بالمتوسطة خلفه قليلا , وقهوة المسيال او اليمانية كانت أيضا محطة للهباط ينامون فيها ليلا ..
والحقيقة يا ابا عبدالله أن هذه القصة تورطنا فيها مجاراة وغيرة من سلسلة ابن همام في البيت الكبير , ولكنها طالت وكل ما قلنا انقضت تمادت حتى اتعبتني وأصبحت بسببها عرضة لكوابيس مخيفة حرمتني من لذيذ المنام ارى فيها كل مرة قرنا من قرون السيكل ...

سهيل2012 03-19-2013 09:24 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اقتباس:

بعبارة أخرى هو مقهى غير مقهاكم المجاور لمكان حراج العسل وبقالة يوسف عابد
صدقت يا صديق الشيخ منقاش .. صدقت ..

هي ما كنت أعنيها المجاورة لبقالة يوسف عابد .

كنت أحسب فارق العمر بيننا قصيرا .. ولكن يبدو أنه كبيرا أيها المؤرخ المبدع .

ابن ابي محمد 03-20-2013 10:56 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الطريق الى المدينه(7) .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
وصلنا الى المطاعم التي علمت قبلا أن من أهمها المندي والرواسين ومطعم عالي (رز وأدامات),,, كما قيل لي ايضا أن أول من أفتتح مطعما للمندي بالطائف (اثناء العصور الوسطى) أثنان من ثماله (من آل مقبل) وهما الشبكه وحمدان الطباخ ثم لاحقا (في العصور الحديثه) بدأ المندى يظهر وينتشر في بقية مدن المملكة ثم انتقل مؤخرا الى الخارج ..
الأكل في الأسواق بما في ذلك المطاعم كان (خلال العصور القديمة) سلوكا مذموما وخادشا للمروءة والحياء وطاعنا في العدالة , وكانت ثماله وبقية القبائل قديما لا يأكلون اذا كانوا متواجدين في الأسواق(المدن) الا داخل بيت له باب وأصحاب, ولم تتداع هذه العادة الا في العصور الوسطى التي قيل لي بأنه لم يبق خلالها من ثمالة ثابتا ومتمسكا بأعراف الآباء والأجداد وشيمهم في الأمتناع عن الأكل في الأسواق سوى أربعة وهم من آل مقبل كل من ابن سافر وحمدي بن جميل رحمهما الله والرياشي رحمه الله من الضباعين وابن كليب رحمه الله من آل زيد ..
ومع أنهيار هذا العرف استباح الكثيرون الأكل في المطاعم ألا مطعما واحدا ظلت ثمالة وغيرها من القبائل فترة من الزمن تستعيب دخوله وتعتبر الوجبة المقدمة فيه من المحظورات على الرجال , وهو مطعم الروس والمقادم , لذلك يقال أن أول من تجرأ وفتح لها مطعما بالطائف كان وافدا من اليمن ..
ويبدو لي أن منشأ هذا الغلو في الأمتناع عن اكل الرؤوس مصدره ترسبات من عادات الأولين الذين كانوا أذا حلوا ضيوفا على أحد منهم فأنهم لا يأكلون شيئا من سلب الذبيحة ويتركونه لنساء الحي ونساء المعازيب ليطبخنه لاحقا ويأكلنه في اليوم التالي ..
والسلب هو الرقبة والرأس والكرش , علما أنه بدخول ابن ابي محمد فاتحا للمدينة كان قد مضى وقت لا بأس به على أنهيار هذا العرف الذي يعيب على الرجال أكل الرؤوس , لكن من كانوا (من رفاقي) حينها في الخمسينيات من أعمارهم قد عاصروا وخبروا كل تلك التحولات وكثير منهم شارك في التمرد عليها حتى تمام اندثارها ...
والآن دعونا نعود بكم لصلب موضوعنا :
وقع اختيار الركاب لتناول الغداء على مطعم عالي الذي يبيع عادة ادامات منوعة وارزا حسن التبهير, وقد نصحت بطلب صحن ارز وصحن أدام معرق (واحد نفر رز وواحد نفر معرق) , وهو غداء لذيذ بما تعني الكلمة ومعتدل السعر , فأرز عالي كان لا يعلى عليه في تميز نكهته وحسن تبهيره وكذلك الحال بالنسبة لأداماته في وقت كانت فيه اللحوم نقية وحرية (محلية 100% )..
فلدى عالي حينها كانت الريالان تغدي النفرالواحد (سعر نفر الرز بريال واحد وكذلك سعر نفر الأدام مع العيش والزلطه) , لذلك كانوا يتداولون طرفة تقول : أن ريفيا غشيما وشحيحا قدم الى المدينة لأول مرة في حياته (كأبن ابي محمد) وذهب لمطعم عالي لتناول وجبة الغداء , وعندما سأله المباشر عن طلبه ؟ , رد عليه قائلا , بكم طلبية الغداء كاملة ؟ , فقال المباشر , الرز بريال والأدام بريال والزلطه والعيش بلاش , فكرر عليه السؤال للتأكد, الزلطه والعيش بلاش ؟؟, والمباشر يجيبه بنعم في كل مره , فما كان منه (الريفي الغشيم الذي يطأ الهشيم) الا أن رد قائلا , طيب جب لي خمسه عيش وخمسه زلطه وعجل بها علي تراني عجلان وورايه اشطان ماني فاضي مثلكم (يعني ما يبغي الا البلاش)..
بعد تناولنا للغداء ذهبنا بتلقيمة الشاي (لعميل الهباط المعتاد) لمقهى حمود رحمه الله الذي كان مجاورا لمطعم عالي , وحمود صاحب هذا المقهى كان رجلا عصاميا قنوعا نظيفا وشريفا أفيفا , ولد ونشأ في البلد (المدينه) لام سليمانية واب سفياني , ولهجته ولبسه وعاداته كانت طبقا لبيئتة ومحيط نشأته بمسقط رأسه وهو البلد (يعتم رحمه الله بالغبانه تتوسطها الطاقية البارزة الطويله ويحتزم بالبقشه)..
وكان (جعل الله الجنة مأواه) لا زال متمسكا بالعادات القديمة لأهل البلد (الحاضره) التي تستعيب تدخين الشيشة او الأتجار بها , وكان مقهاه نظيفا وخاليا من الشيش والتجمعات وهادئا لا يسمح فيه بالضوضاء او كثرة المزاح , واخطر المزاح الذي لا يغتفر عنده كان الأتيان على طاري الشيشه .
لذلك كان بعض الزبائن المغرمين بالمزاح يرمي عليه وهو مغادر للقهوة كلمة عارضة يقول له فيها , أنت وراك يا عم حمود ما ترزق الله وتشوف لك دبره تطور بها قهوتك وتجيب لك فيها كم من شيشه ؟ , فما أن يسمع رحمه الله كلمة الشيشة ألا وتثور ثائرته ولا تهدأ وكأن أحدا قد ذمه بأقذع الكلمات ووصفه بالنابي من الأوصاف , وربما أن عرج على القهوة ثانية طرده شر طردة ومنعه من الدخول اليها ...
ابن ابي محمد في تلك الأثناء كانت قذ تحولت عنده قضية السياكل الى عقدة نفسية مستعصية يصعب حلها والى وسواس قهري قد تمكن منه غاية التمكن, فقد تلاحظه وهو يأكل في معرق وأرز عالي اللذيذين زائغ النظر شارد الذهن يحدث نفسه ويهنهن بغمغمة وكلمات مبهمة يقول فيها , طيب ليش هالحين هاللي مسوين من أنفسهم عراف واهل أصاله وقاله وشكاله عمال ياكلون في المطاعم اللي كانت عيب عند اللي عقبوهم واللي جابوهم واللي خلفوهم , وهالحين جايين قدامي يسونها عليه قبيله ويستعيبون على ابن ابي محمد أنه يحط يده على قرون واحده من مزاين هالسياكل اللي تاخذ العقل ؟؟ , لا بالله هذا هو الظلم بعينه وهالربع هم الظلمه ما غيرهم , وهذي هي أزدواجية المعاير وهذا هوالكيل للناس بمكيالين...
وتراه أحيانا أخرى يشمت في نفسه بالمتباكين على العادات القديمة وهم يرون انهيارها ويكثرون من الجدل حولها والأسى عليها , يشمت بهم ليتشفى منهم ثأرا من المشنعين عليه بالأمس عندما أبدى لهم أعجابا (مشوبا بالحذر) بركوب السياكل ولو ساعة من نهار ..
هكذا بين عشية وضحاها تحول ابن ابي محمد في قرارة نفسه من شاكر لمن أخذوه معهم الى السوق الى ناقم عليهم وعلى مجتمعه الصغير , وثائر على المواريث والأعراف والعادات القديمة , بل ربما بادر بالرد على كل متعصب لها حالما يسمعه يدافع عنها او يحاول ايجاد تبرير لشيء منها قائلا :
بالله عليكم تتركونا من هالهرطقات (مع انه ايامها يسمع بالهرطقه ولا يعرف معناها لاهو ولا السامعين له) واعلموا أنه لا حلال بعد اليوم الا ما أحله الله ولا حرام الا ما حرمه الله ولتذهب العادات البالية والقوانين المخالفة لما شرع الله الى سواء الجحيم , وليكن في علم الجميع بأننا لن نمتنع بعد اليوم الا عن شيء نهانا الله عنه حتى لو كان هذا الشي المنهي عنه هو ركوب البسكليتات أو قيادة المرأة للسيارات ..
والى هنا نتوقف بكم حتى لا نطل عليكم , فكونوا متابعين معنا في ما يقبل من الحلقات التي ستسخن فيها الأحداث وتحمر بها الحدق , وشكرا ...

ابن ابي محمد 03-20-2013 10:57 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
مكرر , مكرر ...

ابن ابي محمد 03-20-2013 11:42 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
مكرر في مكرر

الحاج سلام 03-20-2013 12:10 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اسجل حضوري المبكر ولي باذن الله عودةوتعليق على نقاط عدة ، حيث لاخظت بانك يا ابن ابي محمد قد بلغت (اللحم الحر ) كما يقول المثل الثمالي ان لم يعترض سهيل اليماني ....

الحاج سلام 03-20-2013 12:14 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 


مكرر لاسباب خارجة عن التحكم

ابن ابي محمد 03-20-2013 09:04 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ سلام سلمه الله وابقاه ومن كل سوء وقاه :
أشكرك على اهتمامك ومبادرتك بتسجيلك الحضور المبكر , ولكنني أراه حضورا تفوح منه حمى المواجهة ورائحة البارود والأختلافات طالما أن الأمور قد وصلت لديكم كما أشرتم الى اللحم الحر ..
وما أود منكم أخذه في الحسبان يا شيخنا هو أن ما تقرأونه عبارة تاريخ يرويه لكم المؤرخ كما بدا له بتجرد تام وأمانة علمية ..
لذلك فأن تصحيح اي معلومة يعتبر واردا , أما وجهات النظر المشار اليها في المقالة فأنها وجهات نظر لابن ابي محمد عندما كان فتى يافعا لم يبلغ الحلم بعد ولا تعبر بحال عن وجهة نظره بالوقت الحالي بعد أن تجاوز الحلم وضيع العلم , لذلك أنصحكم بأن لا تحطوا عقولكم بعقل صبي كان ينام عن عشاه ويتعثر في ممشاه ..
علما أننا منفتحون على كل الأراء والأقتراحات من كل الأتجاهات ,ونعتبر رأينا صحيحا لا يحتمل الخطأ ورأي غيرنا صحيح أذا اتفق مع رأينا وخطأ اذا أخطأ في الأخذ برأينا واقر أذنه لغيرنا من الوشاة والحاقدين الصهاينه نسأل الله لنا ولكم السلامة من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه ونسأله البعد عن الغواية , وشكرا ...

الحاج سلام 03-20-2013 09:12 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
اعود لاكمال ما بدأت ولدي بضع دقائق لعلي اضيف فيها ما يفيد :
نعم لقد بلغت يا ابن ابي محمد اللحم الحر كما يقول المثل عندما نبشت ذكريات اضفت عليها الايام والليالي هالة من النسيان حتى انني بالكاد اتصيد شتاتها بعد ان طرقت بابها يا ابن ابي محمد .
اول واهم هذه الذكريات ذكريات حارة السليمانية التي عاش فيها الحاج سلام عددا من السنين ساكنا وسط بيوتها الحجرية يتسكع صباح مساء ماسحا ازقتها الضيقة يعرف سكانها بيتا بيتا وعائلة عائلة له في كل زاوية جدار رسم وفي كل برحة من برحاتها قطرة دم .
ذكريات برحة الزرقي وبرحة سمسم ودكان العم رجب الصايغ وحمام الشفا وباب جديد ذكريات لعب الليري وصفارات العسة .
اما زقاق الطباخة فلا تزال روائح السلات مختزنة في خياشيمي الى يومنا هذا .
وكأنني اشاهد في الزقاق المؤدي الى القهوة حمود الاروستو قراطية على اليمين ذلك الخان المظلم حيث تصدر منه اصوات طرق اواني النحاس التي يعمل على تصنيعها رجال كنت اشاهد وجوههم من بعيد مغطاة بالرماد والسخام فاستعجل الخطا ولا اكاد اعرف من ذلك الزقاق الا قهوة حمود و واصوات رجال من قبائل الطائف تسمع بوضوح وهم يتعاطون الحقوق .

سهيل2012 03-20-2013 09:58 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
ما شاء الله عليك يا ابن أبي محمد ..
وصلت إلى الحلقة السابعة وأراك تحث الخطى وقد بدأ رتم الموضوع يتصاعد إلى الأعلى

ليبلغ أقصى درجات الإثارة .. وعساني أشهدها معك يا ابن أبي محمد ...


اقتباس:

وتعتبر الوجبة المقدمة فيه من المحظورات على الرجال , وهو مطعم الروس والمقادم
مطعم الرووووس .. ذكرتن ببيتن لحبيب العازمي يقول :

حنا نبي الرووس يا منحوس ما نبغى الكراعين
واللي ترك صفنا من ربعنا ما نعتزيــبه


اقتباس:

فأنهم لا يأكلون شيئا من سلب الذبيحة ويتركونه لنساء الحي ونساء المعازيب ليطبخنه لاحقا ويأكلنه في اليوم التالي
سلب الذبيحه .. ؟

عندنا نسميها ( الرساس ) يا ابن أبي محمد .. هل سمعت بهذا الاسم ؟

اقتباس:

وقد نصحت بطلب صحن ارز وصحن أدام معرق
رز ساده .. أيضا ( ربع الدجاجة ) يا صدر يا عظم .. أكيد لحقتها يا ابن أبي محمد ..



حلقة متميزة صراحة .. ما أدري ليه استفزت أخانا الحاج سلام ؟؟

وللأ سف لا أستطيع التواصل معك في التعليق على الحلقات القادمة بداعي سفري غدا - إن

شاء الله في طريقي للبحث عن ثرياي المفقودة .. وها المرة خارج المملكة يا ابن أبي محمد !

أعتذر منكم وسأتابعكم عبر الجوال بدون ردود وتعليقات .. لأن الكتابة بالجوال مرهقة ومتعبة جدا

أستبيحكم عذرا وسامحنا يا ابن أبي محمد .. وبلغ سلامي محمدا .. والسلام عليكم .

ابن ابي محمد 03-21-2013 03:17 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ سلام سلمه الله وابقاه : هلا تكرمت علينا يا شيخنا واتحفتنا بشيء من ذكرياتك عن تلك الفتره ؟؟, فأنها ذكريات مهمة وغريبة على أجيال هذا الزمان وهي على من سيأتي بعدهم أغرب ..
هلا رويت لنا شيئا من ذلك فأن هذا زمانه ومكانه , وشكرا ...

ابن ابي محمد 03-21-2013 03:25 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
شاعرنا ومشرفنا سهيل حفظه الله : تسافر وتعود بالسلامة أن شاء الله , وابن ابي محمد سيسافر ليلتحق بالشيخ بعدك بأيام بمشيئة الله , واشكرك على تفاعلك وتعليقك ...
اما الرساس فأننا نطلقه على بقايا البقايا من ما زهد فيه الناس , والرز مع ربع الدجاجة كان ولا زال موجودا , اما مطعم عالي فلم يكن يقدم لزبائنه لحوم الجاج وانما لحوم الأغنام على هيئة اوصال صغيرة على الأرز وفي الأام ..

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي 03-23-2013 08:44 AM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
بارك الله فيك ابن ابي محمد-مما لفت نظري مما ورد في الحلقه ان اول من افتتح مطاعم المندي في الطائف شخصين من ثماله-فهل كان من اجتهادهما ام بمعاونه احد المختصين من الحضارم-وما هي اصل اكلة المندي بدايه-فقد قيل ان اول بدايتها من عمان-اي انها عمانيه- واصل ماتبقى فنحن متابعون-

ابن ابي محمد 03-23-2013 02:33 PM

رد: الطريق الى المدينه ..
 
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي حفظه الله , أشكر لك حضورك وتفاعلك مع الموضوع , أما بخصوص ما سألت عنه بشأن المندي فأن جوابه كالتالي :
افتتح الثماليان مطعمين للمندي لأول مرة في الطائف بخبرتهما المتوارثة ابا عن جد , فاللحم المندي أكلة شعبية تعرفها ثمالة وتعرفها بقية ربعها من ثقيف منذ قديم الزمان , وتعرفها كذلك منذ القدم قريش وهذيل وقبائل من عتيبه , ولا بد انها معروفة كذلك لدى بقية قبائل جبال السراة ..


الساعة الآن 05:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by