منتديات بلاد ثمالة - الاقتصاد العربي والعالمي

السوق السعودي بلا محفزات..والعيون تراقب البورصات الدولية وأسواق النفط

تحليل د. خالد المانع

على اثر التطورات الإيجابية في الاسواق العالمية افتتح السوق السعودي اول جلسات تداوله لهذا الاسبوع على صعود وصل 300 نقطة بحجم تداول وصل قريبا من الـ 6 مليارات .وكانت ستة مصارف مركزية عالمية خلال يومي الخميس والجمعية قد اتفقت على ضخ ما مقداره 247 مليار دولار في الاسواق المالية بدعم من البنك الاحتياطي الامريكي وذلك لحماية المصارف من الانهيار خصوصا بعد افلاس بنك «ليمان بروذرز» وبيع اجزاء منه الى مصرف «باركليز» البريطاني. كما اعلنت حكومة بوش عن خطة لإنقاذ الاقتصاد وذلك عن طريق رصد و ضخ 700 مليار دولار لشراء ديون القطاع المالي المتعثرة خصوصا وان شركة AIG وهي اكبر الشركات في مجال التأمين ذات الاذرع المنتشرة في كل العالم على وشك الانهيار ,قد تم اقراضها مبلغ 85 مليارا لمدة سنتين في محاولة لحمايتها من ذلك.من جهة اخرى فقد اعلن ايقاف عمليات ما يسمى بالبيع المسبق في اجراء هدف منه تهدئة الضغوط البيعية عن طريق توقيع جميع اوامر الـ short selling لعدد كبير من الاوراق المالية يصل الى قرابة ال 800 ورقة وقد شاهدنا كيف ان سهم «سيتي جروب C» استفاد من هذا القرار يوم الجمعة الماضي وحقق ارتفاعا بلغ 24 بالمئة في يوم واحد وقد تفاعل سهم المملكة في السوق السعودي مع ذلك يوم السبت واقفل مرتفعا بالنسبة القصوى بحجم تداولات.
وقد شاهدنا ثاني ايام التداول كيف ان السوق السعودي انخفض بحوالي 50 نقطة على عكس الاسواق الخليجية التي اغلقت على ارتفاعات كبيرة حتى ان سوق دبي المالي اقفل مرتفعا بالنسبة القصوى (10 بالمئة) في حين ان السوق السعودي في يوم الاثنين ايضا تعرض الى مزيد من عمليات جني ارباح قصيرة الاجل , اعتقد ان السبب فيها هو عدم وضوح الرؤية العامة لتأثير اعلان خطة وزير الخزانة الامريكي هاري بولسون وحاكم البنك المركزي بن برنانكي على نفس الاسواق العالمية, واسواق النفط بالنسبة لنا, وان كانت اسواق اسيا تفاعلت معها بتفاؤل مع الافتتاح الاسبوعي الا ان اسواق اوربا كانت تتداول بحذر في حين انخفضت اسواق امريكا يوم أمس - اغلق مؤشر الداو جونز يوم الاثنين بأنخفاض مقدارة 3.2 بالمئة و انخفض مؤشر ناسداك 4.17 في المائة - على اثر عدم وضوع الرؤية وتقيم تأثير ضخ 700 مليار دولار على عجز ميزان المدفوعات الامريكي ومنه على الدولار واسعار القطع والنفط التي قفزت يوم امس بشكل غريب مضاربيا الى 130 دولارا متأثرة بجملة من العوامل الاساسيية بالاضافة الى تأكيد ما اشرنا اليه من انخفاض حاد تعرض اليه الدولار ( 1.49 امام اليورو) على اثر التصورات بأن مزيدا من الديون على الحكومة الأمريكية تعني مزيدا من العجز ومنه مزيدا من انخفاض الدولار كما ان وانه معروف حسب اقتصاديات النقود والبنوك فأن ضخ مبلغ 700 مليار دولار لابد من ان يحدث فائضا في الكاش بما له من ضرر على أسعار صرف العملة الأمريكية.
وعموما فلربما كان السؤال الذي تعنينا اجابته داخليا ,هل سنشهد تراجعا في قيمة الدولار الذي سبق ان حقق ارتفاعات ساهمت في تلمس بداية لانخفاض في الاسعار داخليا حيث تراجع التضخم بنسبة 10.9بالمائة بنهاية احصائيات شهر اغسطس الماضي.
.وعلى اي احال فالحذر المشوب بالترقب يعد امرا طبيعيا جدا في الاسواق سواء المحلية منها او العالمية خصوصا ان لا مسار واضح بالامكان تحديده بشكل اكثر ثقة من غيره خلال الفترة الحالية ,وهذا يحتاج الى مزيد من الوقت لاستقراء جميع ردود الافعال سواء تلك الاقتصادية أو غير الاقتصادية مثل موافقة الديمقراطيين التي لا يتوقع ان تكون غير مشروطة وموظفة لصالح الانتخابات.
أما بالنسبة للسوق السعودي فلا محفزات خلال اليومين المتبقيين من عمر تداولات ما قبل عيد الفطر ولذلك فستبقى الانظار مركزة بشكل كبير على اسعار النفط التي عادت الى الانخفاض مجددا حيث تتداول عند 107 دولارات .فبقاؤها في هذه الحدود سيكون داعما مهما لتداولات اليوم والذي يأتي بعد توقفنا يوم امس الثلاثاء احتفالا بالعيد الوطني اعاده على الجميع بمزيد من تماسك وحدتنا الوطنية كأرضية مشتركة لا يمكن بغير سواها الانطلاق لتحقيق انجازات جماعية مشرفة.