منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   العوض على الله . (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=61545)

الحاج سلام 06-03-2010 12:12 AM

العوض على الله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق ان كتبت هنا عددا من القصص الحقيقية وقعت احداثها في المنطقة ويتداول الاهالي روايتها وقد مضى عليها بعضا من الوقت تغيرت فيه العديد من المفاهيم واصبحت شخصيات هذه القصص واحداثها متقادمة بعض الشيئ مما يجعلنا نستغرب وفق مفاهيم وقتنا الحاضر شيئا من وقائع هذه القصص .
وكنت قدمت لهذه القصص بمقدمة بررت فيها سبب روايتي لها و ايرادها هنا في منتدى التراث واقترح على من لم يقرأ ما كتب سابقا ان يعود اليه على الروابط الموجودة ادناه .
http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=45348



اما قصتنا اليوم او مرويتنا الشعبية ان صح التعبير فهي امتاداد لسابقاتها وهي قصة حقيقية تعمدت ان اخفي بعض اسماء ابطالها الحقيقين سيرا على ما سبق ان انتهجته مع القصص السابقة ورمزت لبعض الشخصيات باسماء حتى يمكن استيعاب كامل القصة . وقد اخترت لقصتي اليوم عنوانا هو:

( العوض على الله )

كان احد ابطال قصتنا وافدا من اليمن الشقيق واسمه عوض وكان يمتهن التجارة بمفهومها المبسط حيث كانت تجارته بعضا مما يحتاجه سكان القرى من اقمشة وما يلزم لخياطتها من خيوط وابر وحرير وقصب وكذا شيئا من الحلويات وقليلا من لعب الاطفال مثل الصفارات والبلونات والكور وبعضا من مستلزمات ذلك الوقت من البهارات والسكر والشاهي .
لقد كانت مهنة عوض تعرف في تلكم الايام (فرقنا ) وهي الكلمة التي يرددها هؤلاء الباعة للفت انتباه الناس لوصولهم للقرى حيث يصيحون باعلى صوت فرقنا ، فرقنا ، فرقنا , فيتقاطر عليهم الاطفال من كل حدب وصوب ثم ينتشر خبر وصولهم بين السكان ، وغالبا ما ينزل فرقنا في بيت احد افراد القرية ويأتي اليه كل من له حاجة ليشتري حاجته ، او يبقى في ساحة القرية الى ان ينتهي من البيع لمن تجمعوا حوله .والحق ان فرقنا لهم السبق في نظام البيع الحديث المسمى ( الهوم دلفري ) او ايصال البضاعة الى المنزل .
كان عوض تاجرا من الطراز الاول ولم يكن مثل فرقنا البسطاء الذين يحملون بضاعتهم على ظهورهم حيث كان يمتلك اثنين من الحمير الكبيرة لزيادة كمية البضاعة وحتى يستطيع ان يجد ما يساعده في قطع المسافات البعيدة التي يقطعها في كل رحلة مكوكية يقوم بها ويكررها في الشهر مرتين او ثلاث مرات بلا ملل ولا كلل حتى اصبح ( عوض فرقنا ) مشهورا ومعروفا لدى سكان القرى التى يمر بها كبيرا وصغيرا ذكرا و انثى .
لم يكن ( عوض فرقنا ) تاجرا فحسب بل راوية ومتحدثا لا تُمل مروياته ولا تنفد حكاياته ووكالة انباء متنقلة يأتي بالاخبار ( العلوم ) في وقت كانت فيه وسائل نقل الاخبار شحيحة بل معدومة . وبنك اقراض يسلف بالقرض الحسن كل من يجده محتاجا او ينظره في تسديد ثمن ما اشتراه الى رحلة قادمة ، وصديقا للعديد من الناس لما حباه الله به من صفاء عقيدة وصدق ايمان وحسن تعامل ، ولم يكن يرد على من يسوم سلعة من بضاعته باقل من ثمنها او من باع له بعد مماكسة باقل من السعر المحدد لم يكن يرد الا بعبارة حفظها اغلب الناس واصبحت لكثرة ما يكررها لزمة يعرف بها عوض تلكم اللزمة هي: ( العوض على الله ) حتى انك تسمعها في احاديث بعض الناس وقد استعاروها منه ونسبوها له مقرونة باسمه ( العوض على الله مثل ما يقول عوض ) .
كانت لدى (عوض فرقنا ) مشكلة لم يجد لها حلا تلكم هي انه عندما يبيع جزءا من بضاعته تتجمع لديه النقود التي استلمها من زبائنه ( الغلة ) وربما حصًل جزءا من ديونه السابقة وكلما اتجه مبتعدا عن المدينة اصبحت هذه النقود هاجسا يشغل باله خشية من ضياعها او سرقتها .
وقد لجأ عوض الى حل لهذه المشكلة ابتكره ولم يكن موفقا فيه ، وهو ان يقوم بدفن هذه النقود في مكان بعيد عن القرى يحسب انه آمنا ويعود اليه فيما بعد ليأخذها في طريق عودته للمدينة ليتبضع بها وربما دفن نقودا في اكثر من موضع .
لقد صادف ان مر المرحوم ابو محمد في الطريق بين قريته والقرية المجاورة ورفع لسبب او لآخر حجرا بجوار شجرة طلح قريبة من الطريق فوجد منديلا مصرورا فيه صرة هاله عندما فتحها ان بها نيفا ومائة ريال وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت قل ان يملكه احد من اهالي القرى ، اخذ ابو محمد المبلغ بعد ان عده واعاد صره ثم وضعه فوق رف في منزله ولم يحدث بذلك احدا .
وفي يوم من الايام عاد عوض الى المكان الذي دفن فيه النقود ولم يجد شيئا ثم التبس عليه الامر . هل هذا هو المكان الذي وضع فيه النقود ام انها في موضع آخر ؟ ولعله اقنع نفسه بعد ان اضناه البحث وانقطع امله في الوصول الى مكان المال بانه لم يضع النقود في هذه المنطقة اصلا وختم بحثه بعبارته المعهودة اللهم عليك العوض ومنك العوض ، ثم مضى ولم يحدث احدا .
ومضت الايام والشهور ، وذات مساء وعندما كان عوض يسامر صديقا له في واحدة من قرى المنطقة اسرً اليه بالواقعة وانه لم يجد النقود و ان العوض على الله ، فسأله صديقه : كم كان عدد تلك النقود ياعوض ؟ فذكر له العدد او ما يقاربه ثم سأله عن الوعاء الذي وضعها فيه فذكر لون المنديل وشكله وختم الحديث بلزمته المعودة العوض على الله يا ابا محمد .
فما كان من ( ابا محمد ) الا ان قام واقفا ورفع يده الى الرف العلوي في زاوية بيته وتناول الصرة التي مضى على وضعها هناك قرابة الستة اشهر ،ونفض عنها الغبار ثم ناولها لعوض، وسأله قائلا :
هل هذه هي نقودك يا عوض ؟
فتح عوض الصرة وعد النقود ثم رفع رأسه الى السماء و اجاب قائلا :
العوض على الله .

كتبه لكم : الحاج سلام الثمالي ،،

admin 06-03-2010 12:30 AM

رد: العوض على الله .
 
الله .الله الله
أين نجد هذه النفوس المطمئنة بقضاء الله
سلمك الله يا حاج سلام

سنا الهجرة 06-03-2010 12:40 AM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

كتبه لكم : الحاج سلام الثمالي ،،

كتب الله لك الأجر يا شيخنا الفاضل
لقد أبحرت بي في نهر من الذكريات البعيدة واعتني الى السنين العجاف
ويالها من ذكرات .. كادت أن تمحى من الذاكرة
فــ لله درك أيها الكاتب المبدع .. كيف استطعت بإسلوبك الراقي أن تأخذنا بأحرفك المتناسقة واسلوبك الشيق في السرد القصصي الجميل الى ما إقتبسته من كلامك ..دون كلل أو ملل

صديقنا وشيخنا الحاج سلام سلمه الله
لا نملك لك الا الدعاء .. فـ جزاك الله عنا كل خير

الحاج سلام 06-03-2010 12:45 AM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة admin (المشاركة 450901)
الله .الله الله
أين نجد هذه النفوس المطمئنة بقضاء الله
سلمك الله يا حاج سلام


الله يسلمك يا ادمن .
ولا شك بانهم موجودون في كل زمان ومكان .

الحاج سلام 06-03-2010 12:50 AM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا الهجرة (المشاركة 450905)


كتب الله لك الأجر يا شيخنا الفاضل
لقد أبحرت بي في نهر من الذكريات البعيدة واعتني الى السنين العجاف
ويالها من ذكرات .. كادت أن تمحى من الذاكرة
فــ لله درك أيها الكاتب المبدع .. كيف استطعت بإسلوبك الراقي أن تأخذنا بأحرفك المتناسقة واسلوبك الشيق في السرد القصصي الجميل الى ما إقتبسته من كلامك ..دون كلل أو ملل

صديقنا وشيخنا الحاج سلام سلمه الله

لا نملك لك الا الدعاء .. فـ جزاك الله عنا كل خير


اخجلت تواضعي يا سنا الهجرة :
ولا يسعني الا ان اشكرك على الاطراء .
وما دام ان في القراء متذوقين مثلك فهذه بشارة خير لهذه المنتديات .

المقداد 06-03-2010 01:04 AM

Re: العوض على الله .
 
اتحفتنا يا شيخ سلام بهذه القصة الاثيرة , فقد تمكنت باقتدار ان تسرد لنا بطريقة مشوقة محببة للقارئ , فالاحداث المتوالية كثيرة وماتعة تبين عزم هذا الفرقنى وقوة ايمانه والذي يفتقر اليه اقرانه في محلات الباعة والذين يتحينون الفرص للإنقضاض الي جيب المبتاع دفعة واحده بعد ان مارس عليه شتى اساليب النصب والاحتيال !!

نعم " ذهب ذلك الزمان بالطيبين من الاقوام وسيرهم العطره وسجاياهم النبيلة , ولكن " العوض على الله "

مشاركة بسيطة وسنعود لهذه المساحة الخصبة ايها "الكريم .

المقداد

منقاش 06-03-2010 03:01 AM

رد: العوض على الله .
 
بارك الله فيك يا شيخ سلام , وكثر الله من أمثالك , ومشكور على هالقصه الجميله والمعبره , اللي نقلت لنا فيها صوره من صورالماضي والبساطه اللي كانت عليها الناس , بالأضافه للأمانه وحسن الضيافه وطيب المعشر واحترام وتقدير الغريب , وغيرها من ألأخلاقيات والسجايا اللي كانت عليها الناس يوم كان الناس ناسا .
المية الريال كانت مبلغ كبير , بسبب ندرة السيوله من جهه, وارتفاع القيمه الشرائيه لريال أهل هذاك الزمان من جهه ثانيه.
ويمكنك لو رغبت تعادلها لنا بما يعادلها من عملة هالأيام , يمكنك تقيمها بقيمة المواشي في عصرها وعصرنا . وأتوقع أنها ما تقل عن ألفين ريال في القيمه الشرائيه لفلوس هالأيام , ولا تقل عن العشره آلاف في القيمه النفسيه والأعتباريه هالأيام , بسبب زيادة السيوله المتداوله في أيدي الناس .
ولا أخفيك أن هالقصه سببت لي توارد خواطر أضحكتني, والخاطره المضحكه قصه حقيقيه , وبعض فصولها مخجله وابغيك يا شيخنا تحمل أنت والقراء الكرام بعض الكلام اللي تقرونه فيها , ومن أجل كذه نبي نقتدي بك في الترميز لأصحابها .
يقول الرواه أن بطل القصه كان مثل أهل زمانه , لا عندهم بنوك يودعون فيها دراهمهم , وعملتهم كانت حقيقيه وراس مال فعلي من فضه وذهب , يعني الريال فضه والجنيه ذهب .
وهذا هو راس المال الفعلي والحقيقي , ماهو السندات الورقيه اللي يسمونها فلوس ويغطونها بالذهب والفضه , والا سند الدولار اللي ماله غطا وعورته مكشوفه , واللي يبيعونه على الناس بمية سنت في الحين اللي ما تكلفهم طباعته ألا خمسه سنتات , يعني نصب في نصب ونهب عيني عينك , ومكسب 95% , لا يكسبه لا ألأمريكان ولا غيرهم من الشعوب , وأنما نصب ينصب مكسبه في جيوب أصحاب المصارف الصهاينه اللي يمتلكون أسهم البنك المركزي ..
آسف , نعود على قصتنا , يعني اللي عنده عمله في هاك ألأزمنه يجودها ويدخرها ولا ينفقها , ولا يعلم أحد بعددها ولا بمكانها حتى لو كانوا عياله, والمجتمع أيامها منتج وشبه مكتفي ذاتيا , ولا هو أستهلاكي مثل مجتمعات زمانكم , وراعي الدراهم ما عنده تحفيظ لها ألا تامينها وديعه عند بعض الثقات , أو دفنها في ألأرض .
بطل القصه كان كل ما جمع كم جنيه ذهب والا كم ريال فضه ودعها عند مامون , والغريب أنها كانت مرأه كبيره الله يرحمها .
مرضت حافظة الأمانات مرض الموت , وأرسلت لأصحاب ألأمانات قبل موتها وطلبتهم أخذ أماناتهم , ومنهم بطل القصه الله يرحمه .
أخذ الرجل وداعته واتجه بها لبنك زمانه , ودفنها في ألأرض اللي تبرت من ألآمانه وحملها ألأنسان أنه كان ظلوما جهولا , وتعرفون فلوسهم في هاك ألأيام ذهب والا فضه ما ياكلها لا الصدا ولا دابة ألأرض ولا الفيران .
لكن الرجل يوم قبرها , ما دفنها في أرضية دار من الدور والا خفاها في جوف جدار من الجدر .
لا لا , الرجل دفنها بليل أظلم في ظهر حدب من الحدبان , وبعد دفنها قضى حاجته على مدفنها , أو على ما قال المخاوي سلح عليها أكرمكم الله .
وسار كل كم يوم , يمر بغنمه من حواليها ويسوي عليها أنزال مسلح مثل حق ألأسرائلين على السفن قبل أيام , وأقلها يطير الماء عليها الله يكرمكم ..
واستمر كم سنه يتعهدها بالزياره ويسمد فيها بالأسمده العضويه البشريه حتى يموه عليها وينفر أي مار أو متطفل من ألأقتراب من المكان..
وبقيت في الحفظ والصون , ولا أستخرجها من بنكها ومكمنها السري حتى جات حاجتها بعد خطب فتاة أحلامه , ودفعها فيها مهر وباقيها على تكاليف القرى والزواج , ونتيجة أستثمارها عقب من المخطوبه سته من البنين وعدد من البنات .
وختامها , ويش رايكم في بنوك زمان ؟ , ماهي أحسن من البنوك الربويه في زمانكم ؟, وويش رايكم في فلوس زمان اللي كانت ما يضرها لا تضخم ولا حرب عملات ولا حروب حقيقيه ولا صدا ولا عثه ولا غيرها ؟؟ .
يعني تزيد ما تنقص ....حتى زكاتها أظن بعضهم ما كان يخرجها ويؤجل حسابها ليوم الحساب , يوم تكوى بها جباههم وجنوبهم , هذا ما كنزتم لأنفسكم , فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون,وآسف على ألأطاله, وسلامتكم ..

المشرفين الخونه : وين راح الفرمان من توقيع سماحتنا ؟؟, وين راحت المعلقه اللي نذيل بها خطابات سيادتنا ؟؟. أحذركم وأنذركم تعيدونها قبل توجبوني أنزل لكم كم موضوع تكون سبب في حجب منتداكم , ومن أنذر فقد أعذر ...

admin 06-03-2010 09:47 AM

رد: العوض على الله .
 
الله يهديك يا عم منقاش
اولا توقيعك موجود لكنه لم يظهر في مشاركتك .هذه مشكلتك.دخلت ملفك الشخصي
http://www.thomala.com/vb/member.php?u=686
ستجد التوقيع
ومن حسن الحظ اكتشفت مشكلة فنية كبيرة لجميع الأعضاء خلل فني للجميع.والحمد لله قمت بإصلاحه.

أبو عبدالرحمن 06-03-2010 10:32 AM

رد: العوض على الله .
 
جزاك الله خيرًا أخي الحاج سلام

قصة جميلة ومعبرة ومؤثرة

رحم الله ذاك الجيل..وستكون الدنيا بخير طالما كانت مثل هذه الأخلاق منتشرة وشائعة..

ولا تحرمنا مثل هذه القصص..فلا أخفاك ..فقد أشركت الأبناء في قراءة هذه القصة..وفي نهاية القصة ،سألت أحدهم .ما العبارة المشهورة التي كان يرددها عوض. قال أحدهم : الله يعوضنا خير

garfield 06-03-2010 12:01 PM

رد: العوض على الله .
 
قصـــه راائعه ومعبرة ومؤثــرة
جزااكـ الله خيـر

صقر قريش 06-03-2010 12:09 PM

Re: العوض على الله .
 
جزاك الله خير
فعلا ذكرتنا بالماضي وصفاء النفوس وشغف العيش وظروف الحياة الصعبة والبساطة فى كل شئ كتب الله لك الاجر اخي الحاج والبسك الله ثوب العفو والعافية ولاحرمنى الله من رؤيتك والقاء بك

أبو علي 06-03-2010 12:59 PM

رد: العوض على الله .
 
أسعد الله صباحك اخونا وحبيبنا الحاج سلام .....

لقد ذكرتنا بأيام فرقنا وشوقنا لقدومه رغم اننا لا نملك شيء من النقود لشراء ما نحب وكم كنت احلام ان اشتري سيارة لعيه ما زال شكلها في ذاكرتي حتى اليوم ، وكم كنت احزن يوم يغادرنا دون شرائي لتلك السيارة ،،،،
سألت احدى بنياتي هل سمعتي عن فرقنا قالت لا ، قلت لو سمعتي احد الناس ينادي ويقول (فرقنا ـ فرقنا ) ماذا تفهمين من تلك العبارة قالت يعني يفرق الناس عن بعضهم ، فاحظرتها وقرأت القصه وعرفت ما هو فرقنا وماضي فرقنا ،،،
جزاك الله الف خير شيخنا الحبيب ....

الحاج سلام 06-03-2010 01:38 PM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد (المشاركة 450931)
اتحفتنا يا شيخ سلام بهذه القصة الاثيرة , فقد تمكنت باقتدار ان تسرد لنا بطريقة مشوقة محببة للقارئ , فالاحداث المتوالية كثيرة وماتعة تبين عزم هذا الفرقنى وقوة ايمانه والذي يفتقر اليه اقرانه في محلات الباعة والذين يتحينون الفرص للإنقضاض الي جيب المبتاع دفعة واحده بعد ان مارس عليه شتى اساليب النصب والاحتيال !!




نعم " ذهب ذلك الزمان بالطيبين من الاقوام وسيرهم العطره وسجاياهم النبيلة , ولكن " العوض على الله "

مشاركة بسيطة وسنعود لهذه المساحة الخصبة ايها "الكريم .

المقداد

بارك الله فيكم يا مقداد :

في البداية متشوقين لعودتكم الموعودة شوقنا الى حجر القردة الموؤودة .

وما اشرتم اليه من ذهاب اهل الخير والصلاح والطيبة فقد روي ان احد السلف يروي عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تتمثل بقول لبيد :


ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب.


وتقول رحم الله لبيدا فكيف لو عاش في زماننا ماذا عساه يقول ؟

ثم يقول رحم الله عائشة ماذا عساها تقول لو رأت من نحن فيهم ؟

قلت رحم الله الجميع ماذا عساهم قائلون لو عاشوا في عصرنا الحاضر ؟

الحاج سلام 06-03-2010 01:54 PM

رد: العوض على الله .
 
[quote=منقاش;450951]بارك الله فيك يا شيخ سلام , وكثر الله من أمثالك , ومشكور على هالقصه الجميله والمعبره , اللي نقلت لنا فيها صوره من صورالماضي والبساطه اللي كانت عليها الناس , بالأضافه للأمانه وحسن الضيافه وطيب المعشر واحترام وتقدير الغريب , وغيرها من ألأخلاقيات والسجايا اللي كانت عليها الناس يوم كان الناس ناسا .
المية الريال كانت مبلغ كبير , بسبب ندرة السيوله من جهه, وارتفاع القيمه الشرائيه لريال أهل هذاك الزمان من جهه ثانيه.
ويمكنك لو رغبت تعادلها لنا بما يعادلها من عملة هالأيام , يمكنك تقيمها بقيمة المواشي في عصرها وعصرنا . وأتوقع أنها ما تقل عن ألفين ريال في القيمه الشرائيه لفلوس هالأيام , ولا تقل عن العشره آلاف في القيمه النفسيه والأعتباريه هالأيام , بسبب زيادة السيوله المتداوله في أيدي الناس .
ولا أخفيك أن هالقصه سببت لي توارد خواطر أضحكتني, والخاطره المضحكه قصه حقيقيه , وبعض فصولها مخجله وابغيك يا شيخنا تحمل أنت والقراء الكرام بعض الكلام اللي تقرونه فيها , ومن أجل كذه نبي نقتدي بك في الترميز لأصحابها .
يقول الرواه أن بطل القصه كان مثل أهل زمانه , لا عندهم بنوك يودعون فيها دراهمهم , وعملتهم كانت حقيقيه وراس مال فعلي من فضه وذهب , يعني الريال فضه والجنيه ذهب .
وهذا هو راس المال الفعلي والحقيقي , ماهو السندات الورقيه اللي يسمونها فلوس ويغطونها بالذهب والفضه , والا سند الدولار اللي ماله غطا وعورته مكشوفه , واللي يبيعونه على الناس بمية سنت في الحين اللي ما تكلفهم طباعته ألا خمسه سنتات , يعني نصب في نصب ونهب عيني عينك , ومكسب 95% , لا يكسبه لا ألأمريكان ولا غيرهم من الشعوب , وأنما نصب ينصب مكسبه في جيوب أصحاب المصارف الصهاينه اللي يمتلكون أسهم البنك المركزي ..
آسف , نعود على قصتنا , يعني اللي عنده عمله في هاك ألأزمنه يجودها ويدخرها ولا ينفقها , ولا يعلم أحد بعددها ولا بمكانها حتى لو كانوا عياله, والمجتمع أيامها منتج وشبه مكتفي ذاتيا , ولا هو أستهلاكي مثل مجتمعات زمانكم , وراعي الدراهم ما عنده تحفيظ لها ألا تامينها وديعه عند بعض الثقات , أو دفنها في ألأرض .
بطل القصه كان كل ما جمع كم جنيه ذهب والا كم ريال فضه ودعها عند مامون , والغريب أنها كانت مرأه كبيره الله يرحمها .
مرضت حافظة الأمانات مرض الموت , وأرسلت لأصحاب ألأمانات قبل موتها وطلبتهم أخذ أماناتهم , ومنهم بطل القصه الله يرحمه .
أخذ الرجل وداعته واتجه بها لبنك زمانه , ودفنها في ألأرض اللي تبرت من ألآمانه وحملها ألأنسان أنه كان ظلوما جهولا , وتعرفون فلوسهم في هاك ألأيام ذهب والا فضه ما ياكلها لا الصدا ولا دابة ألأرض ولا الفيران .
لكن الرجل يوم قبرها , ما دفنها في أرضية دار من الدور والا خفاها في جوف جدار من الجدر .
لا لا , الرجل دفنها بليل أظلم في ظهر حدب من الحدبان , وبعد دفنها قضى حاجته على مدفنها , أو على ما قال المخاوي سلح عليها أكرمكم الله .
وسار كل كم يوم , يمر بغنمه من حواليها ويسوي عليها أنزال مسلح مثل حق ألأسرائلين على السفن قبل أيام , وأقلها يطير الماء عليها الله يكرمكم ..
واستمر كم سنه يتعهدها بالزياره ويسمد فيها بالأسمده العضويه البشريه حتى يموه عليها وينفر أي مار أو متطفل من ألأقتراب من المكان..
وبقيت في الحفظ والصون , ولا أستخرجها من بنكها ومكمنها السري حتى جات حاجتها بعد خطب فتاة أحلامه , ودفعها فيها مهر وباقيها على تكاليف القرى والزواج , ونتيجة أستثمارها عقب من المخطوبه سته من البنين وعدد من البنات .
وختامها , ويش رايكم في بنوك زمان ؟ , ماهي أحسن من البنوك الربويه في زمانكم ؟, وويش رايكم في فلوس زمان اللي كانت ما يضرها لا تضخم ولا حرب عملات ولا حروب حقيقيه ولا صدا ولا عثه ولا غيرها ؟؟ .
يعني تزيد ما تنقص ....حتى زكاتها أظن بعضهم ما كان يخرجها ويؤجل حسابها ليوم الحساب , يوم تكوى بها جباههم وجنوبهم , هذا ما كنزتم لأنفسكم , فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون,وآسف على ألأطاله, وسلامتكم ..

quote]

بارك الله فيكم يا شيخ منقاش .
والحمد لله ان للطيبين وجودا في كل زمان ومكان ولكن الدنيا مداولة فزمن يسود فيه اهل الخير والطيبة من الناس وزمن تعلو فيه راية الاشرار وتقوى شوكتهم .

جعلنا الله واياكم من الاخيار آمين .

اما مرويتكم الجميلة التي استطيع ان اعنون لها بعنوان (بنك الحدب ) فهي تستحق ان تورد في قصة متكاملة وانت ياشيخ اهل لذلك فلا تبتسر هذه القصص ابتسارا .

مثل ما اراد المقداد ابتسار جهودكم في البحث عن الامحوة في اقتراحه المعلوم لديكم .

الحاج سلام 06-03-2010 02:01 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن (المشاركة 450988)
جزاك الله خيرًا أخي الحاج سلام

قصة جميلة ومعبرة ومؤثرة

رحم الله ذاك الجيل..وستكون الدنيا بخير طالما كانت مثل هذه الأخلاق منتشرة وشائعة..

ولا تحرمنا مثل هذه القصص..فلا أخفاك ..فقد أشركت الأبناء في قراءة هذه القصة..وفي نهاية القصة ،سألت أحدهم .ما العبارة المشهورة التي كان يرددها عوض. قال أحدهم : الله يعوضنا خير

بارك الله فيكم ابا عبدالرحمن .

والحمد لله ان هنالك قراء متذوقين امثالكم ولا شك ان في القصة عبر ورسائل آمل ان يستفيد منها النشأ وان يكون في ايرادها حفظ لطريقة عيش آبائنا واجدادنا .
ولاشك ان لكل قارئ رؤية واستنتاجات كل بحسب فكره وثقافته .
وختاما لكم جزيل الشكر على المرور والتعليق .

الحاج سلام 06-03-2010 02:04 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة garfield (المشاركة 450997)
قصـــه راائعه ومعبرة ومؤثــرة


جزااكـ الله خيـر


مشكور اخي وبارك الله فيك .

الحاج سلام 06-03-2010 02:06 PM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر قريش (المشاركة 450999)
جزاك الله خير



فعلا ذكرتنا بالماضي وصفاء النفوس وشغف العيش وظروف الحياة الصعبة والبساطة فى كل شئ كتب الله لك الاجر اخي الحاج والبسك الله ثوب العفو والعافية ولاحرمنى الله من رؤيتك والقاء بك

سلمت اخي صقر قريش .
والحمد لله ان القصة اعجبتكم ، وشكرا على المرور والتعليق .
وان شاء الله لنا لقاء في موضوع قادم .

ساعدي وافتخر 06-03-2010 03:43 PM

رد: العوض على الله .
 
صراااحة القصة دخلت معها جو

فعلا قصص جميلة ومعبرة

لاتحرمنا جديدك

يعطيك العافية

ابوسيفين 06-03-2010 04:22 PM

رد: العوض على الله .
 
بارك الله فيك شيخنا الفاضل والفوائد من هذه القصّه كثيره وسآتي فقط منها على أمرين : ــ

الأوّل : ــ أنّها أعادت لي الذكرى يوم أن كُنّا أيتاماً في قريتنا ونرى النّاس وخاصّة الأطفال يُتابعون ((فرّقنا )) من بيت الى بيت ونحن لانملك إلاّ متابعتهم بنّظرات مِلؤها الحسره وإطارها العوز ، وأرى ماأنا وإخوتي فيه من حال الآن وأقول سبحان من بيده ملكوت السموات والأرض وأسأله جل وعلا أن يُعيننا على ذكره وشُكره 0

أمّا الأمر الثاني : ــ فقد لامست عبارته التي ذكرت (( العوض على الله )) وايرادك لهذه القصّه وما ألم بكمرتي وما فقدته من صور شيئأً في نفسي ، ولا أقول سوى (( العوض على الله )) 0

أبو عبدالرحمن 06-03-2010 06:08 PM

رد: العوض على الله .
 
الباشا حمدان بن علي باشا

بشرني عن كاميرتك في زيارتك لأرض النيل..نريد صور النيل..ولعلك زرت متحف أو قلعة محمد علي باشا ،وتوشحت بسيفه!
ونريد منك وصف لهذه القلعة..وغيرها مما شاهدت وغيرها من المواقف الأخرى..

مع تحيات : أحمدي مُتكئي

Dolphy 06-03-2010 07:26 PM

رد: العوض على الله .
 
يعطيك العافية .. طرح رائع ومميز
جزاك الله خير

الحاج سلام 06-03-2010 08:08 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساعدي وافتخر (المشاركة 451058)
صراااحة القصة دخلت معها جو


فعلا قصص جميلة ومعبرة

لاتحرمنا جديدك


يعطيك العافية

بارك الله فيكم ياساعدي


ولك الشكر على المرور وقراءة القصة والتعليق .

الحاج سلام 06-03-2010 08:10 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dolphy (المشاركة 451141)
يعطيك العافية .. طرح رائع ومميز


جزاك الله خير


ويعطيك العافية على المرور والقراءة واسلم لاخيك .

الحاج سلام 06-03-2010 08:21 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علي (المشاركة 451016)
أسعد الله صباحك اخونا وحبيبنا الحاج سلام .....

لقد ذكرتنا بأيام فرقنا وشوقنا لقدومه رغم اننا لا نملك شيء من النقود لشراء ما نحب وكم كنت احلام ان اشتري سيارة لعيه ما زال شكلها في ذاكرتي حتى اليوم ، وكم كنت احزن يوم يغادرنا دون شرائي لتلك السيارة ،،،،
سألت احدى بنياتي هل سمعتي عن فرقنا قالت لا ، قلت لو سمعتي احد الناس ينادي ويقول (فرقنا ـ فرقنا ) ماذا تفهمين من تلك العبارة قالت يعني يفرق الناس عن بعضهم ، فاحظرتها وقرأت القصه وعرفت ما هو فرقنا وماضي فرقنا ،،،
جزاك الله الف خير شيخنا الحبيب ....

اسعد الله اوقاتك اخي ابوعلي :
وشكرا لك على المرور والقراءة والتعليق .
وان شاء الله تشتري بدل اللعبة سيارة حقيقية وتعطينى دورة عليها .
وسلم على البنيه عسى الله الا يفرق بينها وبين احبتها .

الحاج سلام 06-03-2010 08:29 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسيفين (المشاركة 451077)
بارك الله فيك شيخنا الفاضل والفوائد من هذه القصّه كثيره وسآتي فقط منها على أمرين : ــ

الأوّل : ــ أنّها أعادت لي الذكرى يوم أن كُنّا أيتاماً في قريتنا ونرى النّاس وخاصّة الأطفال يُتابعون ((فرّقنا )) من بيت الى بيت ونحن لانملك إلاّ متابعتهم بنّظرات مِلؤها الحسره وإطارها العوز ، وأرى ماأنا وإخوتي فيه من حال الآن وأقول سبحان من بيده ملكوت السموات والأرض وأسأله جل وعلا أن يُعيننا على ذكره وشُكره 0

أمّا الأمر الثاني : ــ فقد لامست عبارته التي ذكرت (( العوض على الله )) وايرادك لهذه القصّه وما ألم بكمرتي وما فقدته من صور شيئأً في نفسي ، ولا أقول سوى (( العوض على الله )) 0


اللهم سهل امر عبدك ابوسيفين واهده سواء السبيل :

اما الامر الاول فما اصحابك عنك ببعيد فغالبية القوم كانوا يفرحون بمقدم فرقنا لاشباع الفضول والفرجة والاطلاع وحسب .

اما الجيوب فقد كانت خالية خاوية ان كان ثمت جيوب .

اما الكامرة فان الله سيعوضك ان كنت صادقا في توكلك مثلما عوض بطل قصتنا واعاد له نقوده .

ابوسيفين 06-03-2010 08:52 PM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن (المشاركة 451130)
الباشا حمدان بن علي باشا

بشرني عن كاميرتك في زيارتك لأرض النيل..نريد صور النيل..ولعلك زرت متحف أو قلعة محمد علي باشا ،وتوشحت بسيفه!
ونريد منك وصف لهذه القلعة..وغيرها مما شاهدت وغيرها من المواقف الأخرى..

مع تحيات : أحمدي مُتكئي

بارك الله فيك يابو عبدالرحمن والله مادري هي شفقه ولاّ شماته0
لاكن القصّه ومافيها انّي جمعت صور متنوّعه من معالم مصر الأثريّه ومن ذلك قلعة محمّد على باشا وصور من الإسكندريّه وصور متكامله لنبات الزّعتر لكن تسلّط على كمرتي صاحبي المعتاد يوم الخميس الماضي في الحمى (( تراه قلّي لاتعلّم أبو عبدالرحمن ))ويبدوا أن عينه علقت بها مرّه ثانيه مع إنّه يعاني مشاكل في النّظر لكن العين الفارغه وش تقول فيها 0
عموما مانقول إلاّ ماقال فرّقنا (( العوض على الله ))0

المقداد 06-03-2010 09:45 PM

Re: العوض على الله .
 
إمتداداً للمشاركة التي وعدت بأن أعود إليها بثراء ..
وإستدراكاً لبعض صفات هذا البائع المتنقل والحاذق من وجهة نظري (فرّقنا) وبلغة مقدادنا الأعظم (فقّرنا)..
أجدني أمتلك بعض الذكريات والتصورات عن "باعوض" الذي إستطاع جني ما كان يمتلكه عجائزنا وكبار السن في بيضهم وسمنهم وعسلهم مقابل قطعة قماش من (ستن أو حلبي أو مسفع وخرّاط وكرته مزركشة بالترتر). ولعله هو بعينه من يقصده الحاج سلام .
وكأني الأن أتصور بعض الألفاظ التي كانت دارجة على لسانه من قبيل [ستن, ستن, تترون, ترفيله, خرّاط, مسافع] عندما كان يشنف آذاننا بها ضحى اليوم الذي يحل فيه علينا, ويهرع الأطفال وأنا من بينهم صوب بيوتنا يتنادون وهم راكضين معلنين قدوم الـ "باعوض" وحماره فينبري العجائز نحو دجاجهن لعله جاد لهم ببعض من بيض وصررهن ومدخراتهن ليضعونها مطمئنين أمام رأس حماره مقابل وصلة من قماش ستن أو تترون أو ترفيله أو خراط لونه أحمر أو حلبي مقلم.
كما أنني أجدني أستحضر حماره ناصع البياض وهيئته كأنها الفرس واسع العينيين عريض الجبهة وظهر ممتد الى ما لا نهاية, كيف لا يكون كذلك وهو ينوء بحمل ثقيل و(تنكتين) محكمة الإقفال وسايس بالغ الحنكة والدهاء, إذ إستطاع أن يُخرج ما إدخرنهن جدّاتنا.
وأتذكر أيضاً أنه كان صعب المراس بهندام مرتب نوعاً ما وجزمه (أكرمكم الله) سوداء اللون أكل عليها الدهر وشرب وستره (كوت) بلونها الأخضر القاني وأذكر أيضاً أنه كان قليل الجسم لا يحيد عن كلمته في سعر سلعة ما قيد أنمله
على وجه العموم هذا بعض مما تختزله الذاكره عن هذا الشخص الذي كان يختفي فترة طويلة ثم يهل علينا الى أن غاب غيبةً لا رجعة فيها حتى كتابة هذا المقال ووضع لنفسه مكانه من خلال النشاط التجاري الذي كان يزاوله في وقت يصعب فيه الذهاب الى (سويقه) للتبضع, وللتاريخ أن ما كان يقوم به من جلب بضائع ومستلزمات ضرورية تلبي إحتياجاتنا رغم الظروف آنذاك يعد من حسنات ذلك الرجل.
ختاماً:
أتمنى أن أكون قد وُفقت في وضع القارئ الكريم أمام شخصية كانت لها شأن ودور في حياتنا قبل 50 سنه من خلال بيعه وشرائه والشكر موصول للشيخ الحاج سلام الذي ذكّرنا ونقلنا الى حقبة من الزمن لم نكن لنتذكرها لولا أن تفضل علينا الحاج بذلك.

عقيد الحاره 06-03-2010 11:03 PM

Re: العوض على الله .
 
والله قصة جميله جداً
والله يعطيك العافيه

الحاج سلام 06-04-2010 12:11 AM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد (المشاركة 451164)
إمتداداً للمشاركة التي وعدت بأن أعود إليها بثراء ..



وإستدراكاً لبعض صفات هذا البائع المتنقل والحاذق من وجهة نظري (فرّقنا) وبلغة مقدادنا الأعظم (فقّرنا)..
أجدني أمتلك بعض الذكريات والتصورات عن "باعوض" الذي إستطاع جني ما كان يمتلكه عجائزنا وكبار السن في بيضهم وسمنهم وعسلهم مقابل قطعة قماش من (ستن أو حلبي أو مسفع وخرّاط وكرته مزركشة بالترتر). ولعله هو بعينه من يقصده الحاج سلام .
وكأني الأن أتصور بعض الألفاظ التي كانت دارجة على لسانه من قبيل [ستن, ستن, تترون, ترفيله, خرّاط, مسافع] عندما كان يشنف آذاننا بها ضحى اليوم الذي يحل فيه علينا, ويهرع الأطفال وأنا من بينهم صوب بيوتنا يتنادون وهم راكضين معلنين قدوم الـ "باعوض" وحماره فينبري العجائز نحو دجاجهن لعله جاد لهم ببعض من بيض وصررهن ومدخراتهن ليضعونها مطمئنين أمام رأس حماره مقابل وصلة من قماش ستن أو تترون أو ترفيله أو خراط لونه أحمر أو حلبي مقلم.
كما أنني أجدني أستحضر حماره ناصع البياض وهيئته كأنها الفرس واسع العينيين عريض الجبهة وظهر ممتد الى ما لا نهاية, كيف لا يكون كذلك وهو ينوء بحمل ثقيل و(تنكتين) محكمة الإقفال وسايس بالغ الحنكة والدهاء, إذ إستطاع أن يُخرج ما إدخرنهن جدّاتنا.
وأتذكر أيضاً أنه كان صعب المراس بهندام مرتب نوعاً ما وجزمه (أكرمكم الله) سوداء اللون أكل عليها الدهر وشرب وستره (كوت) بلونها الأخضر القاني وأذكر أيضاً أنه كان قليل الجسم لا يحيد عن كلمته في سعر سلعة ما قيد أنمله
على وجه العموم هذا بعض مما تختزله الذاكره عن هذا الشخص الذي كان يختفي فترة طويلة ثم يهل علينا الى أن غاب غيبةً لا رجعة فيها حتى كتابة هذا المقال ووضع لنفسه مكانه من خلال النشاط التجاري الذي كان يزاوله في وقت يصعب فيه الذهاب الى (سويقه) للتبضع, وللتاريخ أن ما كان يقوم به من جلب بضائع ومستلزمات ضرورية تلبي إحتياجاتنا رغم الظروف آنذاك يعد من حسنات ذلك الرجل.
ختاماً:

أتمنى أن أكون قد وُفقت في وضع القارئ الكريم أمام شخصية كانت لها شأن ودور في حياتنا قبل 50 سنه من خلال بيعه وشرائه والشكر موصول للشيخ الحاج سلام الذي ذكّرنا ونقلنا الى حقبة من الزمن لم نكن لنتذكرها لولا أن تفضل علينا الحاج بذلك.

تسلم اناملك من الاوخاز يامقداد :
وصف جميل هذا الذي نثرته من الذاكرة التي تبدو نشطة ماشاء الله .

وفرقنا هذا الذي تتذكره والذي اسميته باعوض يبدو انه كما ذكرت كان يتجول قبل خمسين عاما وقد شوقتني الى رؤية حماره ذي العينين الواسعتين والخدود الاسيلة وكأنه من سلالة الاتان التي تغزل بها حمار بشار في القصة التي مختصرها .
قال محمد بن الحجاج راوية بشار بن برد : مات لبشار حمار , فقال : رأيت حماري البارحة في النوم فقلت له : ويلك كيف متَّ ؟
قال الحمار: إنك ركبتني يوم كذا فمررنا على باب الأصفهاني , فرأيت أتانا( ألاتان = أنثى الحمار ) عند بابه فعشقتها , فمتُّ , وأنشد الحمار يقول:ـ
سيدي خذ لي أمانا ... من أتان الأصبهانــي
إن بالباب أتانـا ... فَضَلَـت كــلّ أتـــانِ
تيمتنــي يوم رحنا... بثنـايـاها الحسـانِ
وبحســـــنٍ ودلالٍ ... سَـلَّ جسمي وبرانـــي
ولهــا خـدٌّ أسيـل ... مثـل خـد الشنفراني
فبِها مـتُّ ولوعشـتُ ... إذاً طــال هوانـــي

فقال رجل : ياأبا معاذ , ما الشنفراني ؟ قال : هو شيء يتحدث به الحمير , فإذا لقيت حماراً فاسأله .

ولكن فرقنا هذا الذي وصفته يبدو لي بانه غير فرقنا ( العوض على الله )بطل قصتي لان الاخير ذهب ولم يعد منذ اثنين وخمسين عاما عاما مع تحفظي على تشابه الجزم التي اكل عليها الدهر وشرب والكوت الاخضر او الاغبر الذي كان سمة لكل فرقنا .
عموما العوض على الله في ما فقدته الجدات من مدخرات ، وشكرا لك مرة اخرى على هذا العرض المشوق الذي اعاد لنا ذكريات الماضي في ادق تفاصيلها خاصة الوقوف امام رأس الحمار الاليف وتفحص كامل دقائق صفاته .

الحاج سلام 06-04-2010 12:16 AM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيد الحاره (المشاركة 451166)
والله قصة جميله جداً


والله يعطيك العافيه

بورك فيك يا عقيد والقادم احلى .

منقاش 06-04-2010 01:41 AM

رد: العوض على الله .
 
أني أبو نقشه , والله هزلت , وكأن الحمير ما لها أحد يدافع عنها , وكأنها لكل من هب ودب حتى يوصف عيونها وعرض جباهها وطول ظهورها وخدودها وغزلها وأشعارها .
أنتم ويش بلاكم على الحمير ؟؟, والا نسيتم أن ابو نقشه صاحب حمار ياساه ما ياسى باقي حمير القبايل , أن كان في سب ولدح والا مدح؟ , والا عساكم نسيتم المثل اللي يقول سب الرجال ولا تسب حماره , وسب ربع الرجال ولا تسب حميرهم؟؟ .
والزبده , قولوا وطولوا , لكن أذا وصلتم عند الحمير وشنفرتها, تركدوا واركدوا وتوقعوا أنكم وقتها قد وصلتم لمشارف واحد من أخطر خطوط الحمير الحمر اللي ما نسمح لكم بتجاوزها ,,, هذي ألأوله ..

والثانيه , كنت أتوقع أن ما فيه أحد عود(شايب) بهالمنتدى غيرك يا بدر الدجى , واتفاجا من هالقصه أن ابو نقشه من عيال العمده المقداد بن ألأسود اللي يزيد عمره بموجب تاريخ فرقنا على الستين عام , ومن أحفاد عميد منتدى الحياه الفطريه , ومن أصغر أخوان حليفي الشيخ ابو سيفين ...

الثالثه , ذكرتني أنشاد الحمير اللي رواها الشيخ سلام عسى ربي يسلمه ويكرمه ويكرم الجميع , ذكرتني بنشيد أو سموه قصيده للأصمعي يمدح فيها حمار له كان يسميه في المسراح سيد لي , وفي المرواح مولى لي , واللي يقول فيها ألأصمعي :
صـــوت صفـــير البلـــبلٍ .:. هيــــج قلــــبى الثمـــلٍ
المـــاء والزهـــر معــــــاً .:. مـــع زهر لحظ المقـــلٍ
وأنـــــت يـــــا سيـــد لى .:. وسيــــدى ومـــولى لى
فكـــــم فـــــتى تيمـــــــناً .:. غــــــــزيلٍ عقيــــــقلٍ
قطفــــته مـــــن وجــــنه .:. من لثــم ورد الخـــــجلٍ
فقـــــــــال لا لا لــــلــــلا .:. وقـــد غــــدا مـــهرولٍ
فقـــــــلت لا تولـــــــولى .:. وبيـــنى اللـــؤلــــؤ لى
قــــــلت حيــــــن كـــــذا .:. أنــهض وجـد بالنقــــلٍ
وفتــية سقــوننى قهـــوة .:. كالعــــــــــــــــ ــسل لى
شممــتها بأنــفى أزكـــى .:. مـــــن القرنفـــــــــــلى
فى وسـط بســتان حــلى .:. بالــزهر والســـرور لى
والعــــود دنــدنـــدن لى .:. والطبل طـبطـبطــــب لى
طب طب طب طب طــب .:. طب طب طب طــــب لى
والسقـف سقـسقـسقـلى .:. والرقــص قـد طـاب إلىٍ
شـــوا شـــوا وشـاهشو .:. علــى ورق سفـــــرجلٍ
وغــــــرد القمــــــــرى .:. يصـــيح مللٍ فى مـــللى
ولـــو تـــرانى راكـــــباً .:. علـــى حمـــار أهـــــزلٍ
يمـــشى علـــى ثــــلاثةٍ .:. كمشـــــــية العرنـــــجلٍ
والنـاس ترجـم جمــــلى .:. فــى الســوقِ بالقلقــللى
والكـل كــع كــع كعــــيع .:. خلـــفى ومــن حويــللى
لكـــنى مشــيت هــــارباً .:. مـن خشـــية العقنقــــلٍ
إلـــــى لقـــــاء ملــــــكٍ .:. معـــــــــظم ٍ مبـــــــجلٍ
يأمـــر لــــى بخـــــــلعةٍ .:. حمــــراء كالــدمــدمــلٍ
أنــا النبـــيغ الألمـــــعى .:. من حى أرض الموصلى
نظـمت قطــعاً زخـــرفت .:. يعــجز عنــها الأدبــــلى
أقــول فـــى مطــــــلعها .:. صــوت صـــفير البلبلى

عربي 06-04-2010 02:21 AM

Re: العوض على الله .
 
لا حصحص الله افواهكم ,,,
متعجب قليلاً من كلمة (( فرقنا )) كيف لها هذا التاريخ الزاخر وهذا القصص الجميل ..

لله دركم كيف وضعتمونا في شوق ورثاء لتك الايام الخوالي .

الحاج سلام زدنا من هذه المرويات قدر ما استطعت ..

اكثر من ثلاث ساعات ازيد واعيد في الموضوع ولم امل منه ..

أبوخالد 06-04-2010 05:43 AM

رد: العوض على الله .
 
قصة جميلة ومعبرة ياشيخنا
العوض على الله في كل مامضى
ننتظر ابداعاتك ياحاج سلام

الحاج سلام 06-04-2010 10:08 AM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربي (المشاركة 451184)
لا حصحص الله افواهكم ,,,
متعجب قليلاً من كلمة (( فرقنا )) كيف لها هذا التاريخ الزاخر وهذا القصص الجميل ..

لله دركم كيف وضعتمونا في شوق ورثاء لتك الايام الخوالي .

الحاج سلام زدنا من هذه المرويات قدر ما استطعت ..

اكثر من ثلاث ساعات ازيد واعيد في الموضوع ولم امل منه ..

حياك الله يا عربي .
وفوك سالم من الحصحصة .
وابشر بكل خير (منكم الصبر ومن الوفاء )

الحاج سلام 06-04-2010 10:10 AM

رد: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوخالد (المشاركة 451210)
قصة جميلة ومعبرة ياشيخنا
العوض على الله في كل مامضى
ننتظر ابداعاتك ياحاج سلام

حياك الله ابوخالد .
(ولاتذهب بعيد فلدينا المزيد ).

الحاج سلام 06-04-2010 10:14 AM

رد: العوض على الله .
 
الشيخ منقاش موضوع الحمار جاء عرضا في الحديث باعتباره احد ابطال القصة .
لاتخلط الاوراق وتفسد الطبخة ....اقصد القصة .

السنافية 06-04-2010 06:25 PM

Re: العوض على الله .
 
بارك الله فيك الحاج سلام متابعين بنهم لكل ماتخطه يمناك..

وهذه القصص هي أكبر دليل خطي توثيقي على الأيام الماضية ومافيها من بركة وخير

الحاج سلام 06-04-2010 06:38 PM

رد: Re: العوض على الله .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السنافية (المشاركة 451366)
بارك الله فيك الحاج سلام متابعين بنهم لكل ماتخطه يمناك..

وهذه القصص هي أكبر دليل خطي توثيقي على الأيام الماضية ومافيها من بركة وخير


بارك الله فيك يا سنافية .




كبريـــآء 06-05-2010 02:45 AM

رد: العوض على الله .
 
مآشاء الله
رآوي من الدرجه الأولــى
تستهويني الروآيـآت القديمه اللي تحكي احدآث زمااااااان
بــ انتظــآر الجديــــد
تقبل مروري

حلاتي ندرة وجودي 06-05-2010 08:36 AM

Re: العوض على الله .
 
قصـــه راائعه ومعبرة ومؤثــرة
جزااكـ الله خيـر


الساعة الآن 12:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by