منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الديوان الأدبي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   عدمت قصائدي إن لم تروها (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=80726)

واثق الخطوة،،، 04-09-2012 09:05 PM

عدمت قصائدي إن لم تروها
 
عدمت قصائدي :
عدمت قصائدي إن لم تروها = تزف الحق يغمرها الضياء
تنافح عن رسول الله حتى = تفند ما يقول الأدعياء
تظل قصائدي متألقاتٍ = يوشيهن بالحب الوفاء
تحلق في فضاء الحق حتى= يضي بما تردده الفضاء
قصائد يشرق الإيمان فيها= بها يحلو الترنم والحداء
تبث الخير في الدنيا وتدعو = إلى ما كان يدعو الأنبياء
وتغسل شاطئ الأمجاد مما = يتوق إلى سواحله الغثاء
تقول لمن تطاول في غرورٍ= وقوفك أيها الباغي انحناء
اتشتم خير خلق الله هذا = ورب العالمين لهو البلاء
تنابحت الكلاب فليت شعري= أيدري الواهمون لمن أساؤوا
أمثل محمدٍ يهجى ويرمى= بأسوأ ما يقول الأشقياء
عدمت قصائدي إن لم تجاهد= وتوقظ من يخدره الغناء
لقد نادى بها حسان قبلي = وكم يسمو بصاحبه النداء
وهاءنذا أسوق من القوافي = بحاراً لا تكدرها الدلاء
أقول لمن تطاول عش ذليلاً = فقولك كله كذبٌ هراء
لقد جاوزت حدك في غرورٍ = وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت نبينا وإليك يسري= سريعاً لا إلى الهادي الهجاء
أتهجو الليلة الظلماء شمساً = بها آفاق دنيانا تضاء
ولو كان الثرى مثل الثريا = لما ارتفعت عن الأرض السماء
ألا يا شاتم الهادي ستلقى = هواناً حين ينكشف الغطاء
عدمت قصائدي إن لم تسافر = إلى الأمجاد غايتها البناء
وإن لم تغدو للإسلام سيفاً = يحز به التخاذل والجفاء
أقول لمن دنا ولكل ناءٍ = ومن عزموا الرحيل ومن أفاؤوا
إذا لم تحمل الكلمات حقاً = فمعناها ومبناها هباء
يطيب الشعر حين يكون سهماً= له في نصرة الهادي مضاء
فديت نبينا الهادي بروحي = وأهلي فالجميع له فداء

عبدالرحمن العشماوي
http:/

حسن عابد 04-09-2012 11:04 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
رفع الله قدرك ايها المبدع

سهيل2012 04-09-2012 11:46 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
ما شاء الله تبارك الله ..

صح لسانك يا العشماوي ..

شكرا على حسن الاختيار ..

واثق الخطوة،،، 04-16-2012 10:43 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
الشاعران المتألقان حسن عاب وسهيل العتيبي
اشكر لكما حضوركما وابداعكما
واهديكما وكل يقرأ
هذه الأبيات

أخا الشعر...

دع الليلَ يَستـــــشري، فزينتُه البَدْرُ***وإنْ لم يكــــــــنْ بَدْرٌ فأَنجــــمُه الزُّهْرُ
وإنْ لم يكن نجـــــــمٌ، ولا البدرُ طالعٌ***فلا تَبْتَئِسْ فاللــــــــــيلُ يَعْقُبُه الفَجْرُ
منابع نور الحـــــقِّ في الكون، لم تَزَلْ***يُداوَى بها قلبٌ ويُـــــشْفَى بها الصَّدْرُ
لشعركَ بُعْـــــدٌ في المَدَى، لو رأى المَدَى***مَدَاهُ، لطار الحَرْفُ واشتــــعل الحِبْرُ
ولو أبصــــرتْ أوراقُك البيضُ ما حوى***لما اسطاع سَطْـــــــــرٌ أنْ يلوذَ به سَطْرُ
لشعركَ معنىً، لو رأى الصَّــــخْرُ سرَّه***وما فيه من حُب لأنشَــــــــدَهُ الصَّخْرُ
أخا الشعر، يا من أنتَ للشـعر صاحبٌ***فمنكَ له سِرٌّ، ومنه لكَ الجَـــــــــهْرُ
أعيذكَ بالرّحمـــــــن أن تُغــــلقَ المدى***بوهمٍ، وأنْ يلـوي أَعِنَّتــــكَ الذُّعْـــــرُ
وأنْ تُبصر الدنــــــــــيا تموج بوهمها***فَيُرْهِبَكَ المـــــــــوجُ الذي ثار والبحرُ
أعيذُكَ بالرحمـــن أنْ تجـــــعل الأسى***طريقاً وأَلاَّ يَصْــــــحَبَ المحـنةَ الصَّبْرُ
وصَلْتَ بربِّ الكـــــون قلـــــبكَ راضياً***فمـــــا لك حَقٌّ في القُنـــــــوط ولا عُذْرُ
أخا الشـــعر، بابُ الشِّعر يُفْتَح حينما***يَرى قادماً يَنْهَــــــلُّ من وجهه العِطْرُ
لكَ اللُّــــــغَةُ البِـــــــكْرُ التي مَدَّ ظلَّها***كتــــــابٌ كريمٌ، والأحاديـــثُ والذِّكْرُ
وسَيَّرها في الكــــون أنَّ حروفَــــــــها***يجورُ عليها، مَن يقــول: هيَ التِّـــــبْرُ
لك اللغة البــــــكرُ التي من بــــيانها***جرى الحُسْنُ حتى قيل: هذا هو السَّحْرُ
أَنــرْ بالقــــــوافي المُــــــشرقاتِ مَفازةً***من الوهم، مَنْ تاهوا على دربـــــها كُثْرُ
أَنِرْها بإيمــــــــانٍ وصـــــــــدقِ مودَّةٍ***فعندكَ منها الرَّوْضُ والنَّبْـــــــعُ والنَّهْرُ
لدينكَ معنى ما تــــــقول، ولفظــــــُه***فشطر به يــعلو، ويســـــــــمو به شَطْرُ
أخا الشعر، أنْتَ الشعر، والشِّعر شامخٌ***إذا لم يُرِدْ إلاَّ رضا ربِّــــكَ الشِّـــــــــعْرُ

عبدالرحمن العشماوي

واثق الخطوة،،، 04-16-2012 10:43 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
الشاعران المتألقان حسن عاب وسهيل العتيبي
اشكر لكما حضوركما وابداعكما
واهديكما وكل يقرأ
هذه الأبيات

أخا الشعر...

دع الليلَ يَستـــــشري، فزينتُه البَدْرُ***وإنْ لم يكــــــــنْ بَدْرٌ فأَنجــــمُه الزُّهْرُ
وإنْ لم يكن نجـــــــمٌ، ولا البدرُ طالعٌ***فلا تَبْتَئِسْ فاللــــــــــيلُ يَعْقُبُه الفَجْرُ
منابع نور الحـــــقِّ في الكون، لم تَزَلْ***يُداوَى بها قلبٌ ويُـــــشْفَى بها الصَّدْرُ
لشعركَ بُعْـــــدٌ في المَدَى، لو رأى المَدَى***مَدَاهُ، لطار الحَرْفُ واشتــــعل الحِبْرُ
ولو أبصــــرتْ أوراقُك البيضُ ما حوى***لما اسطاع سَطْـــــــــرٌ أنْ يلوذَ به سَطْرُ
لشعركَ معنىً، لو رأى الصَّــــخْرُ سرَّه***وما فيه من حُب لأنشَــــــــدَهُ الصَّخْرُ
أخا الشعر، يا من أنتَ للشـعر صاحبٌ***فمنكَ له سِرٌّ، ومنه لكَ الجَـــــــــهْرُ
أعيذكَ بالرّحمـــــــن أن تُغــــلقَ المدى***بوهمٍ، وأنْ يلـوي أَعِنَّتــــكَ الذُّعْـــــرُ
وأنْ تُبصر الدنــــــــــيا تموج بوهمها***فَيُرْهِبَكَ المـــــــــوجُ الذي ثار والبحرُ
أعيذُكَ بالرحمـــن أنْ تجـــــعل الأسى***طريقاً وأَلاَّ يَصْــــــحَبَ المحـنةَ الصَّبْرُ
وصَلْتَ بربِّ الكـــــون قلـــــبكَ راضياً***فمـــــا لك حَقٌّ في القُنـــــــوط ولا عُذْرُ
أخا الشـــعر، بابُ الشِّعر يُفْتَح حينما***يَرى قادماً يَنْهَــــــلُّ من وجهه العِطْرُ
لكَ اللُّــــــغَةُ البِـــــــكْرُ التي مَدَّ ظلَّها***كتــــــابٌ كريمٌ، والأحاديـــثُ والذِّكْرُ
وسَيَّرها في الكــــون أنَّ حروفَــــــــها***يجورُ عليها، مَن يقــول: هيَ التِّـــــبْرُ
لك اللغة البــــــكرُ التي من بــــيانها***جرى الحُسْنُ حتى قيل: هذا هو السَّحْرُ
أَنــرْ بالقــــــوافي المُــــــشرقاتِ مَفازةً***من الوهم، مَنْ تاهوا على دربـــــها كُثْرُ
أَنِرْها بإيمــــــــانٍ وصـــــــــدقِ مودَّةٍ***فعندكَ منها الرَّوْضُ والنَّبْـــــــعُ والنَّهْرُ
لدينكَ معنى ما تــــــقول، ولفظــــــُه***فشطر به يــعلو، ويســـــــــمو به شَطْرُ
أخا الشعر، أنْتَ الشعر، والشِّعر شامخٌ***إذا لم يُرِدْ إلاَّ رضا ربِّــــكَ الشِّـــــــــعْرُ

عبدالرحمن العشماوي

واثق الخطوة،،، 04-22-2012 05:39 AM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
عندما يرتحل القلب ...
رحلتِ؟ كلاّ ولكن قلبيَ ارتحلا ** فمن يقول إذ أقبلتِ حيّهلا؟
ومن يسافر في قلبي يرى أملاً ** عذباً ويبصر في أطرافه وجلا؟
ومن يصفِّف شعر الليل لا رقصت ** نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟
ومن يلقّن ضوء البدر أغنيةً ** كنا نكتمها عن غيره خجلا؟
ومن يطمئنُ نفسي بعد وحشتها ** ومن يجفّف دمعي بعدما انهملا؟
ومن يردّ إلى صبري كرامته ** من بعد ما ضاق عن جرحي وما احتملا؟
رحلتِ؟ كلاّ ولكن بسمتي رحلتْ ** وكلّ ما يجلب الأفراحَ لي رَحَلا
هذا هو الفجر قد جفّت منابعه ** كأنه شفَةٌ لم تعرف القُبلا
وسافرت في مداها الشمس واجمة ** وجوم فاتنة تستعطف الأملا
باتت وفي أذنيها صوت فارسها ** وأصبحت تتلقى خطبها الجللا
يامن تسطّر في سفر الفؤاد هوىً ** قد صار للسحر من تأثيره مثلا
أقفلت باب الرضابعد الرحيل فهل ** علمت أنّ حصان الشوق قد جَفلا؟
وأن أرضي التي غادرتِها لبست ** ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا؟
وأن ذاكرتي صارت مغلقة ** عن غير ذكراكِ لم تحفل بما حصلا؟
وأن طعم حياتي صار بعدكمو ** مراً وكان بكم فيما مضى عسلا
ماذا دعاك إلى بُعدٍ جعلتِ به ** قلبي الحزين لأصناف الأسى نُزُلا؟
أما علمــت بأنــي يامعــذبتــي ** حملــت قلـــبا بحبــلِ الرقـــةِ اتّصـــلا؟
أبيت أحمل هم الناس أحسبني ** من أجلهم شاعرا عن نفسه شغلا
يئّن في القدس شيخٌ بات من ألمٍ ** يبكي فأحسب نفسي ذلك الرجلا
وتشتكي في ربا الأفغان طاهرةٌ ** فكم تلظّى عليها القلب واشتعلا
ما حيلتي في فؤاد لست أملكه ** كم سار في طرقات الهم وانتقلا
إني أقول ونفسي عنك راضية ** والصبر فتّح في قلبي له سُبلا :
لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت ** يداه جذع ابتساماتي بما حملا
لا تسأليني فلي ربٌّ ألوذ به ** ولست أبغي به من خلقه بدلا

عبدالرحمن بن صالح العشماوي

http://tl.gd/h2t5m6 · Reply
Report post (?)

واثق الخطوة،،، 04-22-2012 06:00 AM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
عندما يرتحل القلب ...
رحلتِ؟ كلاّ ولكن قلبيَ ارتحلا ** فمن يقول إذ أقبلتِ حيّهلا؟
ومن يسافر في قلبي يرى أملاً ** عذباً ويبصر في أطرافه وجلا؟
ومن يصفِّف شعر الليل لا رقصت ** نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟
ومن يلقّن ضوء البدر أغنيةً ** كنا نكتمها عن غيره خجلا؟
ومن يطمئنُ نفسي بعد وحشتها ** ومن يجفّف دمعي بعدما انهملا؟
ومن يردّ إلى صبري كرامته ** من بعد ما ضاق عن جرحي وما احتملا؟
رحلتِ؟ كلاّ ولكن بسمتي رحلتْ ** وكلّ ما يجلب الأفراحَ لي رَحَلا
هذا هو الفجر قد جفّت منابعه ** كأنه شفَةٌ لم تعرف القُبلا
وسافرت في مداها الشمس واجمة ** وجوم فاتنة تستعطف الأملا
باتت وفي أذنيها صوت فارسها ** وأصبحت تتلقى خطبها الجللا
يامن تسطّر في سفر الفؤاد هوىً ** قد صار للسحر من تأثيره مثلا
أقفلت باب الرضابعد الرحيل فهل ** علمت أنّ حصان الشوق قد جَفلا؟
وأن أرضي التي غادرتِها لبست ** ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا؟
وأن ذاكرتي صارت مغلقة ** عن غير ذكراكِ لم تحفل بما حصلا؟
وأن طعم حياتي صار بعدكمو ** مراً وكان بكم فيما مضى عسلا
ماذا دعاك إلى بُعدٍ جعلتِ به ** قلبي الحزين لأصناف الأسى نُزُلا؟
أما علمــت بأنــي يامعــذبتــي ** حملــت قلـــبا بحبــلِ الرقـــةِ اتّصـــلا؟
أبيت أحمل هم الناس أحسبني ** من أجلهم شاعرا عن نفسه شغلا
يئّن في القدس شيخٌ بات من ألمٍ ** يبكي فأحسب نفسي ذلك الرجلا
وتشتكي في ربا الأفغان طاهرةٌ ** فكم تلظّى عليها القلب واشتعلا
ما حيلتي في فؤاد لست أملكه ** كم سار في طرقات الهم وانتقلا
إني أقول ونفسي عنك راضية ** والصبر فتّح في قلبي له سُبلا :
لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت ** يداه جذع ابتساماتي بما حملا
لا تسأليني فلي ربٌّ ألوذ به ** ولست أبغي به من خلقه بدلا

عبدالرحمن بن صالح العشماوي

http://tl.gd/h2t5m6 · Reply
Report post (?)

قلب المحيط 04-22-2012 07:12 AM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
اختيار موفق ومميز

أمتعتنا بهذه القصائد

يعطيك العافيه

واثق الخطوة،،، 04-22-2012 11:30 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
مرحباًً بك اخي قلب المحيط
بكبر المحيط


الكلب والجثّة...
كُـلْ مِـنْ الجثَّـةِ فالأمَّـةُ تُؤْكَـلْ**إنهـا فُرصـةُ عمـرٍ لا تُـؤجَّـلْ

أمتـي، مليارُهـا مـا زال يشكـو**غفلةً عـن عِـزَّةِ المجـد المؤَثَّـلْ

لم تزلْ ترنو إلى الإصـلاحِ، لكـنْ**سلكتْ درباً إلى الإِفسـادِ أَوْصَـلْ

كُلْ مِـنْ الجثَّـةِ لحمـاً بالمآسـي**وبجور المعتـدي الباغـي مُتبَّـلْ

كُلْ، وكُلْ - يا كَلْبُ - من لحمِ قتيلٍ**أرضُـه بالغـارة الشَّعـواءِ تُقْتَـلْ

جثَّـةٌ جهَّزَهـا رشّــاشُ بــاغٍ**وشواهـا, وإلـى نابِـكَ أَرْسَــلْ

كُلْ مِـنْ الجثَّـةِ فالظَالِـمُ أعطـى**لكَ حقَّ الأَكْـل والنَّهْـشِ وحلَّـلْ

لا تَخَفْ، أنتَ أقَـلُّ القـومِ جُرْمـاً**أنتَ لم تفعَلْ كمـا الظالـمُ يَفْعَـلْ

أنـتَ لسـتَ الآكِـلَ الأوَّلَ منهـا**فرئيـسُ الفِرْقـةِ الرَّعْـنـاءِ أوَّلْ

أتعبـت الأرضَ صراعـاً وخلافـاً**وحروبـاً، حقـدُه فيهـا تـأصَّـلْ

أشعـل الحقـدَ الصليبـيَّ، فلـمـا**أبصر النَّارَ، انتشى عُنْفـاً وأَشْعَـلْ

هكذا الإصلاحُ فـي منطـقِ بـاغٍ**كلَّمـا بَـانَ لَـهُ الحـقُّ تــأوَّلْ

سمـع المصلـحُ بالظلـم، فألقـى**كلَّ ما في يـده اليُسْـرَى وعجَّـلْ

أرسل الأسطول في الجوِّ، وأجـرى**في مياه البحـر أسطـولاً وحـوَّلْ

هَمُّـه أنْ يرفـع الظُّلْـمَ بظـلـمٍ**ويُلاقـي معـول الهـدمِ بِمِعْـوَلْ

همُّـه أنْ يمنـح الأمـنَ عـراقـاً**فأتـى بالقـوَّة العُظْمـى وجَلْجَـلْ

جاء بالأمنِ، ولكـنْ فـي الشَّظايـا**والصواريخ وفي الغـازِ المُخَـرْدَلْ

أَمْنُـه يقتُـل أطـفـالاً صـغـاراً**ونسـاءً، فهـي شـيءٌ لا يُعَـلَّـلْ

صـورةٌ للأمـنِ لا يُبـدعُ فيـهـا**بعد شارون - سوى الرَّاعي المؤَهَّلْ

صـورةٌ شَوْهـاء للأمـنِ رأيـنـا**وجهَها الكالـحَ فـي شَعْـبٍ يُقَتَّـلْ

يَهْدِمُ المسجـدَ والـدارَ، ويرضَـى**حينمـا يُبصـر بيتـاً يتـزلـزلْ

صـورةٌ شَوْهـاء لا ينفـع فيهـا**بُـوْقُ إعـلامٍ، ولا عُـذْرٌ مُهَلْهَـلْ

صورةٌ للأمـنِ يـا ضيعـةَ أمـنٍ**عند قـومٍ حقدهـم فيهـم تَغَلْغَـلْ

لـو سألنـا عنـه بغـدادَ، لقالـت**في دَمِ الفلُّوجـةِ القـولُ المفصـلْ

قصَّةٌ يا كَلْبُ، لـو يسمـع عنهـا**جَبْلٌ صَلْـبٌ عظيـمٌ مـا تحمَّـلْ

قصَّـةٌ تبـدأ مـن آخـر سـطـرٍ**كتبته الرِّيحُ فـي صَفْحـةِ جَنْـدَلْ

نقـل البركـانُ منـهـا كلـمـاتٍ**لم تكن، لولا فَـمُ البُرْكـانِ تُنْقَـلْ

أيُّهـا الآكِـلُ مـن لحـم قتـيـلٍ**ودَّع الأوهامَ،والعَصْـرَالمُضَلَّـلْ

أنـتَ يـا كَلْـبُ مثـالٌ لـوفـاءٍ**فلماذا طَبْعُـكَ - اليـومَ - تحـوَّلْ

هل رأيتَ الآكـلَ الغاشِـمَ يَسْطـو**فتمثَّلْـتَ بـه فيـمـن تمـثَّـلْ؟؟

إنهـا جُثـةُ مَيْـتٍ ليـس فيـهـا**غير سُمّ يقتـل الجانـي وحنظَـلْ

إنَّهـا جُـثَّـةُ إنـسـانٍ، فـهـلاَّ**كنتَ يا كَلْبُ من المحتـلِّ أَفْضَـلْ

عبدالرحمن العشماوي
http://tl.gd/h3kve3 · Reply
Report post (?)

واثق الخطوة،،، 04-23-2012 05:54 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
من أين أبدأ رحلتي ...

الليل مكتئبٌ وقريتنا يضاجعها الخراب
ونساء قريتنا على الطرقات يسدلن الحجاب
يخشين – يا أبتي – على أعراضهن من الذئاب
وبكاؤهن يشيع في آفاق قريتنا اكتئاب
وعويل أطفال يذيب القلب ، قد فقدوا الصواب
وهزيم رعد - يا أبتي – يفضي بآلام السحاب
ووميض برق تستضيء به المشارف والشعاب
وسفينة في البرِّ آمنة وأخرى في العُباب
وغناء عصفور على فننٍ يردده غراب
وأنين أفئدة يمزقها التلهف والعذاب
ويد مكبلة وهذا السيف يلمع كالشهاب
وصراخ أسئلة بلا وعي ، تحن إلى جواب :
ما بالهم يستأسدون ويطحنون رؤى الشباب ؟!
ويعربدون ، وينشرون على الورى قانون غاب ؟!
ما بالهم ، في غيهم يتسلطون على الرقاب ؟
ما بالهم ، شربوا دماء الأبرياء بلا حساب ؟؟
همج .. أليس لهم إلى البشر ، انتماء وانتساب ؟؟
بشر؟؟ نعم لكنهم عند الرغائب كالدواب
هم كالوحوش بدا لهم في حربنا ظفرُ وناب
أواه من جور العدو ومن مجافاة الصحاب
من أين أبدأ- يا أبي ؟ والليل يرفده الضباب
من أين ألبس – يا أبي ؟ جسدي يحن إلى الثياب
كل المنابع أصبحت مستنقعات للذباب
صارت وجوه الهاربين دفاتر الأمل المذاب
وعيونهم صارت كهوفا للذهول وللعذاب
من أين أبدأ رحلتي ووجوه أصحابي غضاب ؟
يبست على دربي الخطا وتنابحت حولي الكلاب
ستقول يا- أبتي – تصبر ، سوف نقتحم الصعاب
ستقول : لا تجزع ، فمثلك في الحوادث لا يهاب
أتظن أني لا أرى ما نحن فيه من اضطراب ؟!
أتظن أني لا أرى سجني ، ولا تلك الرحاب ؟!
إني لأسمع ما يقال على المنابر من سباب
إني لأعرف كل وجه يختفي خلف الحجاب
كم من وعود – يا أبي – لكنها مثل السراب
هذا صواب يا بني ، وهل تقول سوى الصواب ؟؟
أعداؤنا مثل الذئاب ونحن نصطاد الذئاب
بيقيننا نمضي ونهزم كل شك وارتياب
وإلى متى هذا السؤال وعندنا نحن الجواب
سنسد باب الظلم يا ولدي ونفتح ألف باب

عبدالرحمن العشماوي
http://tl.gd/h3s85q · Reply
Report post (?)

حسن عابد 05-03-2012 01:39 AM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
اختياراتك رائعة

واثق الخطوة،،، 05-19-2012 11:11 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
يا رب عونك ..

1-ليلٌ طويلٌ وضوء البدرِ مبتورُ
والحزنُ في صفحة الوجدان مسطورُ

2-كم قائل: حين يلقاني، وفي شفتيْ
طيفُ ابتسامٍ ، وفي وجهي تباشيرُ

3-هذا السعيدُ، فما في عيشه نكدٌ
هذا الذي صدرهُ بالبِشْرِ معمورُ

4-هذا الذي شبعتْ أعماقه فرحاً
فنفسه عذبةٌ والقلب مسرورُ

5-يقولها ، ما درى عمَّا أُكابِدُه
من الهموم ، فمطويٌّ ، ومنشورُ

6-يقولها ، ما درى أني على كمدي
أطوي فؤادي ، وأن الحزن مطمورُ

7-بعضُ العِباد له في الخير منطلقٌ
وبعضهم شأنه حِقْدٌ وتكديرُ

8-كم آكلٍ من لحوم النّاس يَنْهَشُها
وقلبهُ في نقيعِ الحقد مغمورُ

9-وكيف يبلغُ في دنياه غايَتَهُ
مَنْ تستوي عنده الظّلماءُ والنورُ؟

10-يازهرةً لم تزلْ تُرضي بنُضرتها
قلبي, ولي عندها حبٌّ وتقديرُ

11-أمَرتني فأطعْتُ الأمرَ محتسباً
وإنما الناسُ مَنْهيٌّ ومأمورً

12-لاتسألي عن جراحي ما حكايتُها
فالقلب مستسلمٌ والجرح مسعورُ

13-سالَمْتُ جرحي , وجرحي لا يُسالمني
فالنفسُ راضيةٌ , والحال مستورُ

14-بعضُ الجراح إذا داويتَها اندملَتْ
وبعضُها لا تداويه العقاقيرُ

15-يا مَنْ أعاتبُها والقلبُ ممتعضٌ
عتاب مثلي لأهل الودّ تذكيرُ

16-إنْ كنتِ أذنبْتِ في شأني فلا جَزَعٌ
ذنبُ المنيبِ إلى الرحمنِ مغفورُ

17-من أين لي باكتشاف الغيب من زمني
والمرءُ يجهل ما تُخفي المقاديرُ؟

18-إذا قضى الله في الإنسان قُدْرتَهُ
فليس ينفع تقديمٌ وتأخيرُ

19-قلبي يُعاني,وأمالي مغرّدةٌ
كما تُغرّد في الدَّوح العصافيرُ

20-شُجَيْرَةُ الحبّ في الأعماق نابتةٌ
ترتدُّ عاجزةً عنها الأعاصيرُ

21-لابدَّ من عثراتٍ في الطريق فلا
ييأسْ فؤادُك إنَّ اليأسَ تدميرُ

22-ياربّ عونَك فالأمواجُ عاصفةٌ
ومركبي تائهٌ,والبحر مسجورُ

23-أبيتُ ليلي بلا نومِ,وطَعْمُ فَمي
مرٌّ, وسيفي على رجليَّ مكسورُ

24-شوقٌ وحزنٌ يذوق القلبُ نارَهما
فأيُّ هذين في الأحشاءِ محفورُ؟

25-سعيتُ نحوك ياربي, ولي أملٌ
والسعيُ في طاعة الرحمن مشكورُ

26-خُطايَ في الدرب بالإيمان ثابتةٌ
فما يُزَعْزِعُها بَغْيٌ ولا زُورُ

27-مني اجتهادٌ وسعي في مناكبها
ومنك ياربّ توفيقٌ وتيسيرُ

عبدالرحمن العشماوي
الطائف 26/4/1404هـ
http://tl.gd/hfhmma · Reply
Report post (?)

خلف بن عبدالعزيز الثمالي 05-26-2012 02:49 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
بارك الله فيك ياواثق الخطوة

واثق الخطوة،،، 06-04-2012 09:09 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
الشاعران المبدعان حسن عابد و خلف بن عبدالعزيز
اشكر لكما تواجدكم وبارك الله فيكما
وهذا من ذوقكما الرائع
وهذه هديه لكما ولكل من يمر من هنا
>>>>>>


ظلَّ في البيداء يسعى...

ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
لم يكنْ يبصر في الدَّرْبِ..
سوى آثارِ أفعى
وإذا ما رفع الرأسَ رأى بَرْقاً ولَمْعَا
ظلَّ في البيداءِ يسعى
لم يكنْ يعلم أنَّ الغابةَ السوداءَ..
لاتعرف شَرْعا
لم يكن يبصر إلا السيف مسلولاً..
وتمزيقاً وقطعا
أين عيناهُ..
لماذا كلَّما أرسلَ عينيهِ..
رأى سيفاً ونِطْعَا؟
وإذا ما أغمض اليُسرى..
رأتْ يُمناه صَدْعا؟
وإذا ما أغمض اليُمْنَى..
رأتْ يُسْراهُ صَرْعَى..؟
وإذا ما قَلَبَ الوجهَ إلى الخَلْفِ..
رأى السبعين سَبْعا؟
ورأى الأَصْلَ من الأشجار فَرْعَا؟
ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
أبصر الخيل التي تجري..
وما أبصر نَقْعَا
ورأى ما ترسِلُ السُّحْبُ من الأمطارِ دَمْعا
ورأى الوَصْلَ لمن يهواه قَطْعَا
ورأى النَّجْمَ كَقُطعانٍ..
على الآكامِ ترعى
ورأى حبَّاتِ رمل البيد شَفْعََا
وإذا ما طَأْطَأ الرَّأْسَ..
رأى في الخَفْض رَفْعا
ورأى في الوَتْرِ شَفْعَا
ظَلَّ في البَيْداءِ يسعى
كلَّما أَصْعَدَ من مُنْحدَرٍ في الدَّرْبِ، أَقْعَى
لم يكنْ يَقْدِرُ للإعصار دَفْعا
حدَّث الراوي الذي كان مطلاً من جَبَلْ
أنَّه أبصر إنساناً من التَّلِّ نَزَلْ
وإلى أسفل وادي الوَهْم والهَمِّ وَصَلْ
ورأى في الجانب الأقصى من الوادي..
بقايا من طَلَلْ
ورأى في المستوى الأَدْنَى من الوادي..
بقايا من بَلَلْ
سكتَ الرَّاوي سكوتاً..
مَلأَ الوادي بأشباحِ وَجَلْ
ثم غابتْ صورةُ الإنسانِ مِن خَلْفِ التِّلالْ
واختفتْ في ظُلْمَةِ الوادي..
إشاراتُ السُّؤالْ
فإلى أَيِّ المتاهاتِ مضى ذاك الخيالْ؟؟
خَرَجَ الرَّاوي من الصَّمْتِ ونادى:
لستُ أدري
كلَّما أذكره أَنَّ خيالاً كان يَجْري
ثم أخفاه الدُّجَى عنِّي ووارتْه الشِّعابْ
كان موجوداً فغابْ
ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
يُبْصِرُ المُفْرَدَ جَمْعا
ويرى ساقَ غُرابِ البَيْنِ جِذْعَا
كلَّما أَدْرَكَه الإِعياءُ أَقْعَى
ما الذي يطلب من فَكّ بلا نابٍ..
ومن نَابٍ بلا فكَّي أَسَدْ؟
ما الذي يطلب من جسمٍ بلا روحٍ..
ومن روحٍ تناءَتْ عن جَسَدْ؟
ظَلَّ يَسْتَنْبِتُ في أَرضِ هواه الأَسئلَهْ
والإِجاباتُ تَزيدُ المُعْضِلَهْ
ياتُرىَ..
هل يسمع الغيمُ تقاسيم البَرَدْ؟
ياتُرى..
هل يشعر السَّيْلُ بآهاتِ الزَّبَدْ؟
ظلَّ في البيداءِ يَسْعَى
ظلَّ في البيداءِ يَسْعَى
رُبَّما كان يرى في غُبْرَةِ الصَّحراء مَرْعى
ويرى في لغةِ التَّفريقِ جمعا
ويرى في ذِلَّةِ استسلامه للخصم رَدْعَا
أَين يغدو؟
ذلك اللاَّهثُ في البَيْداءِ يعدو
مالَه يبدو، ولكنْ ليس يبدو؟
أبصرتْ عيناه «أمريكا» فطارْ
سابقَ الرِّيح إِليها..
هشَّم القُفْلَ الذي يُغلِقُ بابَ الإنتظار
لم يَدَعْ صورتَه الأُولى كما كانت..
ولم يُبْقِ الإطارْ
ظلَّ يستوقدُ للسَّعْي إلى المجهولِ..
ناراً أيَّ نارْ
أبصرتْ عيناه أمريكا..
فلا عاشتْ ترانيمُ الهِزَارْ
عندها الليلُ ولكنْ..
ليلُها في عينه مثلُ النَّهار
عندها الخندقُ، لكنَّ الفتى يُبصر في خندقها..
رَمْزَ انتصار
لم يزلْ يبحث عن أحلامِه في كلِّ حانوتٍ وبارْ
في العيونِ الزُّرْقِ..
في لونِ بياضٍ شابَهُ لونُ احمرارْ
في التقارير التي ترعى حقوقَ الكلبِ..
والقطَّةِ والخنزيرِ..
تستثمر أحلامَ الصِّغارْ
في القوانين التي تدعو إلى حرِّيةِ النَّاس..
وتجتاح الدِّيارْ
ظلَّ في البيداءِ يسعى
نَحْوَها يَدْفَع رَكْبَ الحُلُمِ الواهمِ دَفْعَا
يَنْزِعُ الإحساسَ من جنبيه نَزْعَا
أبصرتْ عيناه للحرّية الرَّعْناءِ تمثالاً..
فأَلْقَى الرَّحْلَ مبهوراً، ودارْ
وعلى التِّمثال دارْ
مرَّ عامٌ بعدَه عامٌ وفي الرأسِ دُوَارْ
وابنُ امريكا الذي يعشقها..
يبحث عن شيءٍ.. تسمّيه القوانينُ «قرارْ»
مَرَّ عامٌ بعدَه عامٌ، وفي الرَّأْسِ دُوَارْ
والفَتى يطلبُ تحديدَ المسَارْ
لم يزلْ يعشق أمريكا وفي أَهدابها..
يبحث عن عَطْف الكبارْ
ظلَّ في البَيْداءِ يَسْعَى
كلَّما أَبْصَرَ بُنْيَاناً رأى في أُسُسِ البُنيانِ صَدْعَا
لم يَزَلْ يطلبُ في الدَّائرةِ الحمراءِ رَبْعا
دخل الواحةَ ليلاً..
لم يجدْ فيها سوى بعضِ الأَباريقِ تُدَارْ
ورأى المسرحَ، والمُخرجَ، والفاتنةَ الشَّقراءَ..
من غير عِذارْ
ورأى الحُرِّيةَ الرَّعناءَ تمثالاً قبيحاً..
خبَّأتْ أحشاؤه جَمْراً..
وفي عينيه نارْ
ورأى من خَلْفِه بئراً بلا ماءٍ..
وجَرَّافاً، وآلاتِ دَمَارْ
وبياناً يُنكر الإرهابَ، والقَتْلَ وترويعَ الدِّيارْ
لم يزلْ يعشق أمريكا، ويَستمنحها حُسْنَ الجوارْ
لم يجدْ فيها سوى دفترِ تحقيقٍ، وقُفلٍ وحصارْ
ظَلَّ في البيداءِ يسعى
يسأل الرَّمضاءَ أن تمنحه في القيظ نَبْعا
طالت الرِّحلةُ في بَيْدائه..
شطَّ المَزارْ
وسؤالٌ جارحٌ يَهْتِكُ ظَلْماءَ السِّتارْ
أين أمريكا؟..
سؤالٌ لم يُعِرْه الغافلُ الحيرانُ سَمْعا
وجوابٌ يَصْفَع الواهمَ صَفْعا
إنَّها صاحبة الحقل التي تَمْنَعُ عنه النَّاسَ مَنْعَا
وهيَ في كلِّ حقولِ الناسِ تَرْعَى
أغلق المسكينُ جَفْنيهِ..
وأَقْعَى ثم أقعى ثم أقعى..

عبدالرحمن العشماوي

واثق الخطوة،،، 06-04-2012 09:10 PM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
الشاعران المبدعان حسن عابد و خلف بن عبدالعزيز
اشكر لكما تواجدكم وبارك الله فيكما
وهذا من ذوقكما الرائع
وهذه هديه لكما ولكل من يمر من هنا
>>>>>>


ظلَّ في البيداء يسعى...

ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
لم يكنْ يبصر في الدَّرْبِ..
سوى آثارِ أفعى
وإذا ما رفع الرأسَ رأى بَرْقاً ولَمْعَا
ظلَّ في البيداءِ يسعى
لم يكنْ يعلم أنَّ الغابةَ السوداءَ..
لاتعرف شَرْعا
لم يكن يبصر إلا السيف مسلولاً..
وتمزيقاً وقطعا
أين عيناهُ..
لماذا كلَّما أرسلَ عينيهِ..
رأى سيفاً ونِطْعَا؟
وإذا ما أغمض اليُسرى..
رأتْ يُمناه صَدْعا؟
وإذا ما أغمض اليُمْنَى..
رأتْ يُسْراهُ صَرْعَى..؟
وإذا ما قَلَبَ الوجهَ إلى الخَلْفِ..
رأى السبعين سَبْعا؟
ورأى الأَصْلَ من الأشجار فَرْعَا؟
ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
أبصر الخيل التي تجري..
وما أبصر نَقْعَا
ورأى ما ترسِلُ السُّحْبُ من الأمطارِ دَمْعا
ورأى الوَصْلَ لمن يهواه قَطْعَا
ورأى النَّجْمَ كَقُطعانٍ..
على الآكامِ ترعى
ورأى حبَّاتِ رمل البيد شَفْعََا
وإذا ما طَأْطَأ الرَّأْسَ..
رأى في الخَفْض رَفْعا
ورأى في الوَتْرِ شَفْعَا
ظَلَّ في البَيْداءِ يسعى
كلَّما أَصْعَدَ من مُنْحدَرٍ في الدَّرْبِ، أَقْعَى
لم يكنْ يَقْدِرُ للإعصار دَفْعا
حدَّث الراوي الذي كان مطلاً من جَبَلْ
أنَّه أبصر إنساناً من التَّلِّ نَزَلْ
وإلى أسفل وادي الوَهْم والهَمِّ وَصَلْ
ورأى في الجانب الأقصى من الوادي..
بقايا من طَلَلْ
ورأى في المستوى الأَدْنَى من الوادي..
بقايا من بَلَلْ
سكتَ الرَّاوي سكوتاً..
مَلأَ الوادي بأشباحِ وَجَلْ
ثم غابتْ صورةُ الإنسانِ مِن خَلْفِ التِّلالْ
واختفتْ في ظُلْمَةِ الوادي..
إشاراتُ السُّؤالْ
فإلى أَيِّ المتاهاتِ مضى ذاك الخيالْ؟؟
خَرَجَ الرَّاوي من الصَّمْتِ ونادى:
لستُ أدري
كلَّما أذكره أَنَّ خيالاً كان يَجْري
ثم أخفاه الدُّجَى عنِّي ووارتْه الشِّعابْ
كان موجوداً فغابْ
ظلَّ في البَيْداءِ يسعى
يُبْصِرُ المُفْرَدَ جَمْعا
ويرى ساقَ غُرابِ البَيْنِ جِذْعَا
كلَّما أَدْرَكَه الإِعياءُ أَقْعَى
ما الذي يطلب من فَكّ بلا نابٍ..
ومن نَابٍ بلا فكَّي أَسَدْ؟
ما الذي يطلب من جسمٍ بلا روحٍ..
ومن روحٍ تناءَتْ عن جَسَدْ؟
ظَلَّ يَسْتَنْبِتُ في أَرضِ هواه الأَسئلَهْ
والإِجاباتُ تَزيدُ المُعْضِلَهْ
ياتُرىَ..
هل يسمع الغيمُ تقاسيم البَرَدْ؟
ياتُرى..
هل يشعر السَّيْلُ بآهاتِ الزَّبَدْ؟
ظلَّ في البيداءِ يَسْعَى
ظلَّ في البيداءِ يَسْعَى
رُبَّما كان يرى في غُبْرَةِ الصَّحراء مَرْعى
ويرى في لغةِ التَّفريقِ جمعا
ويرى في ذِلَّةِ استسلامه للخصم رَدْعَا
أَين يغدو؟
ذلك اللاَّهثُ في البَيْداءِ يعدو
مالَه يبدو، ولكنْ ليس يبدو؟
أبصرتْ عيناه «أمريكا» فطارْ
سابقَ الرِّيح إِليها..
هشَّم القُفْلَ الذي يُغلِقُ بابَ الإنتظار
لم يَدَعْ صورتَه الأُولى كما كانت..
ولم يُبْقِ الإطارْ
ظلَّ يستوقدُ للسَّعْي إلى المجهولِ..
ناراً أيَّ نارْ
أبصرتْ عيناه أمريكا..
فلا عاشتْ ترانيمُ الهِزَارْ
عندها الليلُ ولكنْ..
ليلُها في عينه مثلُ النَّهار
عندها الخندقُ، لكنَّ الفتى يُبصر في خندقها..
رَمْزَ انتصار
لم يزلْ يبحث عن أحلامِه في كلِّ حانوتٍ وبارْ
في العيونِ الزُّرْقِ..
في لونِ بياضٍ شابَهُ لونُ احمرارْ
في التقارير التي ترعى حقوقَ الكلبِ..
والقطَّةِ والخنزيرِ..
تستثمر أحلامَ الصِّغارْ
في القوانين التي تدعو إلى حرِّيةِ النَّاس..
وتجتاح الدِّيارْ
ظلَّ في البيداءِ يسعى
نَحْوَها يَدْفَع رَكْبَ الحُلُمِ الواهمِ دَفْعَا
يَنْزِعُ الإحساسَ من جنبيه نَزْعَا
أبصرتْ عيناه للحرّية الرَّعْناءِ تمثالاً..
فأَلْقَى الرَّحْلَ مبهوراً، ودارْ
وعلى التِّمثال دارْ
مرَّ عامٌ بعدَه عامٌ وفي الرأسِ دُوَارْ
وابنُ امريكا الذي يعشقها..
يبحث عن شيءٍ.. تسمّيه القوانينُ «قرارْ»
مَرَّ عامٌ بعدَه عامٌ، وفي الرَّأْسِ دُوَارْ
والفَتى يطلبُ تحديدَ المسَارْ
لم يزلْ يعشق أمريكا وفي أَهدابها..
يبحث عن عَطْف الكبارْ
ظلَّ في البَيْداءِ يَسْعَى
كلَّما أَبْصَرَ بُنْيَاناً رأى في أُسُسِ البُنيانِ صَدْعَا
لم يَزَلْ يطلبُ في الدَّائرةِ الحمراءِ رَبْعا
دخل الواحةَ ليلاً..
لم يجدْ فيها سوى بعضِ الأَباريقِ تُدَارْ
ورأى المسرحَ، والمُخرجَ، والفاتنةَ الشَّقراءَ..
من غير عِذارْ
ورأى الحُرِّيةَ الرَّعناءَ تمثالاً قبيحاً..
خبَّأتْ أحشاؤه جَمْراً..
وفي عينيه نارْ
ورأى من خَلْفِه بئراً بلا ماءٍ..
وجَرَّافاً، وآلاتِ دَمَارْ
وبياناً يُنكر الإرهابَ، والقَتْلَ وترويعَ الدِّيارْ
لم يزلْ يعشق أمريكا، ويَستمنحها حُسْنَ الجوارْ
لم يجدْ فيها سوى دفترِ تحقيقٍ، وقُفلٍ وحصارْ
ظَلَّ في البيداءِ يسعى
يسأل الرَّمضاءَ أن تمنحه في القيظ نَبْعا
طالت الرِّحلةُ في بَيْدائه..
شطَّ المَزارْ
وسؤالٌ جارحٌ يَهْتِكُ ظَلْماءَ السِّتارْ
أين أمريكا؟..
سؤالٌ لم يُعِرْه الغافلُ الحيرانُ سَمْعا
وجوابٌ يَصْفَع الواهمَ صَفْعا
إنَّها صاحبة الحقل التي تَمْنَعُ عنه النَّاسَ مَنْعَا
وهيَ في كلِّ حقولِ الناسِ تَرْعَى
أغلق المسكينُ جَفْنيهِ..
وأَقْعَى ثم أقعى ثم أقعى..

عبدالرحمن العشماوي

♠جريحة زمآآني♠ 06-05-2012 12:28 AM

رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
 
صح لسااانك


الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by