منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   قصص طفولية في عمق التاريخ .. (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=69171)

المقداد 01-14-2011 11:04 PM

قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته :
إن الهدف من إنشاء هذا الموضوع هو تدوين بعض القصص بأسلوب أدبي قدر الإمكان, ورصف الصور الفنية الجميلة, وإطلاق للأخيلة المحلقة, لنثير من خلالها الحماسة والإنفعال ونشد القارئ الي ملاحقة الأحداث .....)

بالأمس كتبت قصة قصيرة لم تكتمل واليوم أنشرها مرة أخرى رغبة مني في تكملتها, متمنياً من الأعضاء الكرام المشاركة بكتابة كمثل هذه القصص ليس عبثاً أو تسلية, إنما إستعادة لتلك الأيام العتيقة ونزعها من براثن التهميش وإن صح القول النسيان, لا عشقاً وحباً فيها بل نجدة للذكريات الطفولية بالأخص, حتى وإن كانت علقماً في اللسان ومرارة في الفؤاد ..


[ طرفـة يوم في حيـاة أبن مزارع ]


مع تألق نجمة الطحّانة (يطلق أباؤنا هذا الاسم على نجمة الطحانة اذ يهرعن أمهاتنا مع بزوغها في المشرق لطحن الذرة والشعير والدخن وتهيئته فكوكاً [ أي فطوراً لأهل البيت ] , مع تألقها مشرئبة بسناها أعالي جبال القرية, يأتي والدي متلمساً موقعي بين إخوتي وسط ظلام يلف المكان, لإيقاظي معلناً بداية يوم زراعي حافل .
يصحبني معه بين يقظة وحلم مني الى مزرعته, ولا تزال شقشقة العصافير , و إبتهال والدتي, وديك ضرب بجناحيه ثم صاح, وعواء ذئب بات جائعاً طرف هضبة حدر الوادي, ترن في أذني وكأني أسمعها الآن ..
أستعــد بمسحاتي للماء الذي يأتي من أعلى المجرة ( المجرة باحة أمام البئر تجري فيها عملية السواني) قد أخذ مجراه منحدراً نحوي, ولازلت أتذكر ثمار الخوخ والتفاح البجلي التي يبعث بها والدي عبر الساقية لأسد بها رمقي و اعتذارا منه لإيقاظي في هذه الساعة من الليل.
أشـد ردائي حول خصري وأشمر ساعديّ وأبدأ في التعامل مع هذا الماء المنحدر, وتقسيمه بكل عناية على قصبات متراصة أمامي, وكم هو شعور جامح ينتابني عندما أتخذ قراراً بحرف الخزانة (مصد الماء للقصبة)!! لتحويل الماء الى قصبة أخرى ..
بعد أن ترسل الشمس أشعتها ويأخذ التعب مني مأخذه، أشاهد عن بعد والدتي " رحمة الله عليها " تحمل فوق قناعها بقشة الفكوك التي بدأت في اعداده مع نجمة الطحانة ماسكه إياها بيدها اليسرى بينما تحمل في يدها اليمنى كفكيرة (إبريق) الشاي، وأكاد أسمع صوت إصطكاك فناجين الشاي مع بعضها البعض داخل البقشة تتردد على مسمعي الآن!!
يلتم شملنا في هذه اللحظات تحت شجرة رمان أو خوخ، حول قرص فطيرة وفناجين معدودة من الشاي، ولا مانع من قليل من حماط مخري يطيب أكله بعد تعب و نصب.

كشكول 01-14-2011 11:08 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
باررك الله فيك مقدادنا

متابعين لماتكتب

كم انا فرح باني اول من يرد

الحاج سلام 01-15-2011 12:22 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
ماشاء الله تبارك الله اللهم امنح المقداد العافية لقد اعدتنا الى الماضي بهذه القطعة الادبية الجميلة بمفرداتها وما حملته من صور ومعاني .
وكم هو لذيذ ذلك الخوخ والتفاح الذي يتم التقاطه من فلج الماء ولكن جماله سيكون اعظم عندما يرسله الوالد ترضية لذلك الابن العامل .
ومن المعاني التي احببتها في القصة قولكم : (
وكم هو شعور جامح ينتابني عندما أتخذ قراراً بحرف الخزانة (مصد الماء للقصبة)!! لتحويل الماء الى قصبة أخرى ..)
انه شعور الابن الصغير بالاستقلالية في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية عندما يقرر حرف الماء من قصبة الى قصبة اخرى .


صقر قريش 01-15-2011 12:45 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 

بارك الله فيك ايه المقداد

ذكريات عظيمة اشعلت ذاكرتي

روعه 01-15-2011 12:54 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بارك الله فيك

المقداد 01-15-2011 02:32 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
كشكول : وكم أنا سعيداً أيضاً بما جاء في ردك ..
شكراً لك .

الحاج سلام : لا ألام إن وصفتك باللماح الحاذق , فالأبن عند حرفه للخزانة يشعر بإستقلاليته بإتخاذ أول قرار ربما في حياته , وأصبح يمتلك صنع القرار , فهو في غاية الفرح والسرور بذلك , بينما تجده حين يتدفق الماء بسرعة عالية أحياناً لا يستطيع السيطرة المطلقة على هرف الخزانة فتصبح خرثانة وهذا مايتحتم عليه تناول أقرب عضادة ونهشها لدعم خزانته التعبانة !! ناهيك أن في اليوم الثاني سيقوم الوالد بالمرور على السواني متفقداً شطي فشطي, وقصبة فقصبة, والويل إلم تكن كما يجب !!
شكراً ياحاج سلام ولاتحرمنا من ذكر شيء يحاكي ما قرأته فنحن فعلاً عطشى لذلك , خصوصاً وأنت من اللذين عاشوا تلك الأيام لحظة بلحظة وعرفوا المعناة الحقيقية حين يتوزع الوقت بين كد في المزرعة ورعي للغنم ولهواً في أوقات محدودة .
ختاماً أدعوك بإلحاح أن تعود واصفاً ولو موقف وجيز عن تلك الحياة البعيدة ..

صقر قريش : شكراً لك وبارك الله فيك .

المجهول : وفيك أيضاً أخي المجهول .


المقداد

السلطان2011 01-15-2011 03:52 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بارك الله فيك

أستــــــــــاذه ملاك 01-15-2011 04:11 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بآركت الله في طرحكـ .. مع اني قرأتها سابقا ولكن عندما قرأتها هنــا وجد لهـا أسلوب أجمل ومعنى أروع
أنتظــــرني .. ربما أجد هنا مكان لي ..ومتنفساً لطفولتي البريئة
باركـ المولى فيكـ

فارس الثمالي2010 01-15-2011 05:31 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
باررك الله فيك مقدادنا

ابوسيفين 01-16-2011 10:31 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 



الله يسعد أيّامك عمدتنا الفاضل عُدت بي الى زمن قديم لاتزال له بصمه خاصّه في حياتي ‘ بصمه في الحقيقة مؤلمه ذلك أنّي كُنت انظر لتلك المظاهر من زاويه أخرى زاوية الطفل اليتيم الذي فقد أباه في سن مُبكّره ، وبحكم أن الوالد ــ رحمه الله ــ كان مُعلّم بناء ُثم جمّالاً ولم نكن نملك سوى قطعة أرض صغيره لاتكفي مقبرة للأسره كان يتولّى عمّى ــ حفظه الله ــ زراعتها 0
لكنّي لم أُعدم المُساهمه في بعض مظاهر تلك الحقبه فيما سمّاه أحد كُتّابنا الأفاضل نظام الفزعه ومن أوجه الأنشطه التي شاركت فيها ــ ولعلكم تنوون الكتابه عنها ــ (( الحطيط ‘‘ الحراثه على البقر ،،، الْمَشط ،، ، التغريب ‘‘‘ الحصاد ومُلحقاته ،،، )) 0

لك تحيااااااااتي

أبو عبدالرحمن 01-16-2011 11:09 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
الله يعطيك العافية أخي المقداد

قرأت الموضوع بالأمس..فلم أتمكن من الرد!!

و القراءة الأخيرة لي الآن..اختلفت بأمر مهم!!
حيث كاتت القراءة مرتبطة بالتصوير الخيالي لأحداث القصة..

فشعرت بمتعة ولذة عجيبة...

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي 01-17-2011 08:03 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بارك الله فيك مقدادنا الرائع -مآجمل ان يرتبط الماضي بالحاضر -ولا اجمل منه الا ان يتذكر الشخص من خلال سردك للومضوع وبالكلمات والعبارات التي اندثرت او كادت ان تندثر-كقولك -الخزانه-القصبه-المجره-يتذكر آباءنا ومن كان يعمل معهم رحمهم الله -ايها المقداد ليس حديثك عن الماضي تسليه او استعاده للتاريخ -ان جلبك للماضي هنا احضرت معه من رحل من الاباء والاعزاء -واوقفتهم امامنا كما هم -انا اجزم انا معي كثير ممن غالب دمعه عند ربطه موضوعك وماضيه الذي اصبح معه داخل الحبل الذي ربطت به موضوعك والماضي-ذلك الحبل الذي عصره حين ربطته-ان كان له قلب او القى السمع وهوا شهيد-فمنهم من له ذكريات جميله ومنهم من عايش المأساه وخصوصا من كان مجاود-اي يعمل بالاجره-لقد تعب الاباء رحمهم الله وتعبت الامهات وتعب الابناء -في سبيل لقمه العيش والتي كانت فيها لهم بركه-شكرا للكتابه عن موضوع الزراعه وان كان يختلف عن موضوع الجماله لحيث ان جميع ابناء القبيله قد شارك في الزراعه-

رفيق دربه 01-17-2011 02:59 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 

ماشاء الله تبارك الله
أمدك الله بالصحة والعافية
رووعــــــــــة وفي منتهى الجمال كانت أيام حلووووووة وذكريات جميلة رغم قسوتها وصعوبتها وهناك بعض الكلمات التي مع الوقت ومرور الأيام قد لايكون لها إستخدامــــــآآآ ومثال ذلك ماذكرته سابقآ وشد نظري كلمة (كفكيرة)
يعطيك ألف عافية

المقداد 01-17-2011 10:09 PM

السلطان :
بارك الله فيك .


استاذة ملاك :
بوركت ونحن نرقب ما تجود به طفولتك وشكراً .

فارس الثمالي :
بارك الله فيك يافارس .

ابو سيفين :
شكراً لتعقيبك , واليوم أطلعت على ماذكرته , ولكنني ركزت على الصور الجمالية في ذلك الوقت وعلى سبيل المثال لا الحصر , أرتعاش الديك قبل صياحه , أصطكاك فناجين الشاي وهو قادم عن بعد , ,,,,,,,,,,,,,الخ .
أخيراً رحمة الله على والدك ولازلت ارقب منك المزيد .. لك وافر التحية .

أبو عبدالرحمن :
حياك الله وبياك , وكم أنا مسرور أن ما القيه يجد أستحساناً لديكم , وهذا لايعفيك البته والأخوة الكرام وعلى مقدمتهم الشيوخ , أن تدمغون لنا كم قصة من تلك الحقبة .. شكراً لك .

الشيخ /عبدالعزيز ..
بوركت يا أبا عبدالله وأنا الآخر أجزم أنك استحضرت تلك الأيام قبل كتابة ردك وهذا ماجعلك ترصف لنا بعضاً من إحساسك , ناهيك عن تأوهك لذكر تيك الأيام الخاليات , وللعلم موضوع الزراعة طويل جداً وقد طرقه قبلي كتاب في الموقع , ولكنني أرسم مقتطفات بسيطة ارتسمت بالذاكرة ومن الواجب الإذاعة بها .. شكراً لك .

رفيق دربه ..
أهلاً بك وبحضورك , وستسمع مفردات أخرى ربما لم تسمع بها قط .. شكراً لك ولما جاء في ردك .

المقداد 01-22-2011 12:59 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
أرجو إعتماد هذه الحلقة عوضاً عن التي نزلت أعلاه , نظراً لبعض الأخطاء الإملائية وشكراً .

إكمالاً للقصـــــــة ..

أخذت شمس ذلك الصباح ترتفع عن مشرقها رويداً رويدا وبدأت تسخّن قليلاً , أخذت قطرات الندى التي علقت بالأوراق تتبدد الواحدة تلو الأخرى, وأنا ملقـــى بجســـدي الناحل على طرف الفلج ..
تناول الجميع إفطاره تحت فيّة تلك الرمانة وارفة الظل, سكب والدي ماتبقى من بقايا فنجانه بعيداً عنه ونهض دفعة واحدة .. في تلك اللحظة استسلمت لهجمة نعاس شديدة داهمتني بعد تناول إفطاري , سرت في أنحاء البستان والهضبة المجاورة أصداء سن ( طرق ) الوالد لمحشاته ( جمع محش وهو المنجل أو المطيب ).
كم هو متعب التغريب (إزالة الحشائش الضارة عن الزرع) بالنسبة للمزارع, فهذه العملية تأخذ جل وقته فضلاً عن التعب الذي يلحق به خاصة وأنه يقوم بها وجسده على وضع معين لساعات طويلة, وكم سمعت والدي وهو يرسل بتأوهات شاكياً من ظهره وركبتيه عندما يهم بالنهوض من القصبة .
أفيق من غفوتي على مناداة والدتي التي ألتقطت المطيب وأخذت موقعها في إحدى القصاب للتغريب أو التطييب كما يحلو لوالدي أن يسميها, أهب واقفاً عى مناداتها لي بأن الشمس قد تُلحق الضرر بجسدي, ووالدي مازال يشحذ الهمم ويقوي عزمنا مُنادياً لنا بصوته الأجش بأن الليل قد أمسى ( نسبة الي فوات الوقت دون إنجاز الكثير من العمل ) حاثاً على النهوض بعبارات فطرية كان لها بالغ الأثر في تكوين شخصيتي آنذاك لازلت أتذكرها, ويوجهني بأن أمضي الى داخل بستان العنب لحمايته من عبث الطيور التي قد تلحق الضرر بعناقيده, وذلك بعد أن تسلحت بمقلاعي وجعل لي والدي طرفه مكان عالي أستطيع من خلاله أن أرقب ما يدور جُنباته .
أسير بتملل نحو البستان, وبنبرة لا تخلو من العطف والشفقة, تشير اليّ والدتي بأنها قد دسّت لي وصلت لبّه ؟ (كسرة من الخبز ) داخل تجويف جذع تلك الرمانة المقابلة بعد أن لفتها بورقة كرنب, أتناولها إذا ماقرصني شيئاً من الجوع ..
فوقت الغداء لايزال مبكراً ومن ستقوم بطهيه وإعداده هاهي أمامي ممسكة بمقبض مطيبها (المنجل) تزيل الحشائش عن هذه النبتة وتمسح بيدها على الأخرى متمنية في قرارة نفسها ألا يغمض لها طرف عين ويفتح إلا وقد وجدتها قد آتت أكلها وحان قَِِِطافها !! .
لم تسعني الفرحة عند تجولي في وسط بستان والدي حين وجدت عُشاً لذلك العصفور الجميل عذب الشدو والألحان ؟ إنه الكعيت (النغري) وقد أتخذ من أحد أغصان العنب المورقة وبنا له فيه عُشاً أحتوى على بيضتان, أُختيرت عيدانه بعناية فائقة ورصت بإتقان بين ثنايا ذلك الغصن, فعثوري على عش ذلك النغري في تلك الايام هو مثابة العثور على كنز لا يُقدر بثمن !!
وكم كنت أُمني نفسي بأن سيكون مردوده جيداً بالنسبة لي وأنني سأجني منه ربحاً وفيراً عندما يفقس ذلك البيض وتكبر صغار الكعيت ثم أبيعها لطبقة معينة من المجتمع بالطائف مولعة جداً بإقتناء مثل هذا النوع من العصافير نظراً لعذوبة صوتها عند الصباح, علماً بأن لي معهم تجارب سابقة ناجحة في هذا الجانب.
إلا أن فرحتي ومع بالغ الأسف لم تكتمل !! حيث داهم العش في يومٍ ما ذلك الثعبان الأصفر اللعين ؟ وأمتص مابداخله !!
ألقت والدتي مطيبها على طرف عضادة القصبة وسارت نحو ركيب البامية وأخذت في جمع شيئاً منها ووضعتها في البقشة, ثم شطفت الفناجين وكفكيرة الشاي (إبريق الشاي) في الفلج الذي لا يزال يحتفظ بالماء وقصدت البيت على عجل لإعداد وجبة الغداء من تلك البامية التي جمعتها حاملة فوق رأسها تنكة ماء زلال ممسكة إياها بيدها اليسرى بينما حملت في يدها اليمنى أغراضها الأخرى .
بعد أن لفحت حرارة الشمس جبهة والدي وأخذ العرق يتصبب منه , القى هو الآخر مطيبه على العضادة وسار قليلاً نحو الفلج وأخذ يحتسي قليلاً من الماء العذب بكلتي يديه ويمسح به جبهته وهو يحمد الله على ما وهبه من نعم لا تعد ولا تحصى ..
ثم صاح على قطيع من الأغنام التي أخذت تقترب شيئاً فشيئاً من مزرعته ومناشداً في الوقت نفسه الراعي بأن يحترس بأن لا تنال شياهه من غرسات تعب من أجلها الكثير !! الوقت يمضي وأنا مازلت في موقعي " عشة الحراسة " أصفق بيديّ لذلك العصفور تارة محذراً أياه الإقتراب من عناقيد العنب, وتارة أقرع بعود حماط على جالون لتشتيت مجموعة من عصافير الوجي حطّت أعلى شجرة الخوخ .
رفع والدي زفّته الكبيرة ( الزفة تنكتين مربوطة في طرفي عود يتم بواسطتها جلب الماء الى البيت ) رفعها على منكبيه وسلك طريقه الي البيت بعد أن شدّد التنبيه بألا أغفل عما أأتمنني عليه واعداً إياي بأن يبعث لي غدائي مع أحد اخوتي الى حيث أنا , وأنه ينتظرنا في غادي النهار ( بقية اليوم )عمل كثير ..
وعندما خفت حدة الشمس وأخذت في الإنكسار نحو الغروب رأيت أحد اخوتي الصغار يتقدم اليّ حاملاً بيده غدائي الذي أرسلته والدتي بعد أن وضعته في تلك الحله وأحكمت إغلاقها بقطعة صمادة بالية ..

المقداد

المنديالي 01-22-2011 01:42 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
لله درك من كاتب

لقد عشت جميع لحظات هذه المقالة الماتعه وكم تمنيت ان لاتتوقف

انها فصول حياة جسدتها لنا بقلمك شخوصا .

تابع فانا متابع

المقداد 01-26-2011 10:52 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنديالي (المشاركة 506755)
لله درك من كاتب

لقد عشت جميع لحظات هذه المقالة الماتعه وكم تمنيت ان لاتتوقف

انها فصول حياة جسدتها لنا بقلمك شخوصا .

تابع فانا متابع


المونديالي شكراً على تعقيبك ومرورك ..

الحارث بن همام 01-27-2011 05:20 PM

Re: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 


سامح الله المشاغل
التي كادت تحرمني من هذا الجمال .
أين أنا من هذا كله حين ولد ؟
سامح الله من اطلع على صرخته الأولى
فلم يلفت نظري .
اعجبني انتقاؤك لبعض
الالفاظ المعبرة ، واعجبتني الصور
الجميلة التي نقلتها لنا .
يا مقداد انت هنا وهذا ميدانك
الزمه تفلح ، ودع عنك الاحجار والآثار .

أستــــــــــاذه ملاك 01-27-2011 07:58 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
رائع جدا يالمقداد عيشتني وسط الأحداث وكأني أراهـــا بأم عيني ..
كنت أتمنى أن لا تنتهي تلكـ الأحداث
وأتمنى كذلكـ لو أجد كتـــاب لكـ أقرأه بين الفينة والأخرى وأستمتع بالأحداث
ماشاء الله كـــاتب رائع من الدرجة الأولى ..
باركـ الله لكـ في عمركـ بالطآعات ورزقكـ ماتتمنى ..

أردت أن أسألكـ سؤلاً ..كم كان عمركـ وعمر والدكـ ؟

الحاج سلام 01-27-2011 09:19 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
قطعة ادبية تفوح منها رائحة الماضي . بارك الله في جهودك يا مقداد .
ولعلك تحدثت عن بيض الكعيتات الذي وجدته امام النار لذا اكلها الزراق كما كنا نعتقد .

وقد اعجبتني قصة اللبة الملفوفة بورق الكرنب .
والحلة المربوطة بالصمادة.
وللفائدة فان الصماد او الصمادة لغة فصيحة فيما يغطى به الراس تحت العمامة ونحن الان نستخدم غترة وشماغ وهي ليست فصيحة وتركنا العمامة والصمادة وهي الاصح والافصح .

عموما لقد كان الجيل الماضي جيل منتج الاب والام والابن والبنت كل واحد يعمل وينتج ولم نكن نعتمد على العمالة الوافدة التى افسدت مزارعنا وامتصت ناتج محاصيلنا وجلبت لنا الامراض والاوبئة وافسدت مجتمعاتنا كذلك .

المقداد 01-28-2011 04:23 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
أخي التهامي الهمام سلمه الله ,,
شكراً لتعقيبك وكلامك الطيب , وسأحاول الأخذ بنصيحتك فمالي ومال الصفيان والحجارة !!
وسأحدثك لاحقاً عن الادامات كإدام القوطة والبامية والمعدوس والهبيدة والمعروكة والمعقل والحريرة والمثرية والتطاريح !!
والتي تم إقصاءها في الوقت الحاضر من المطبخ الثمالي الأصيل للأسف !!
شكراً لك ..

الاستاذة ملاك ..
شكر الله تعقيبك وبوركتي , أما سؤالك فأتذكر أن العمر آنذاك لا يتجاوز الثالثة أو الرابعة عشر .
كما أن الأحدث لن تنتهي إن شاء الله فالجعبة بها الكثير عن الماضي ولازلت أتحين الفرصة حتى نكتب شيئاً يتماهى مع ذوق القارئ الكريم , وقد يرتكز موضوعنا القادم عن الأكلات الشعبية في المطبخ الثمالي على وجه الخصوص ..
شكراً لك ..

أخي العزيز الحاج سلام ..
شكر الله مرورك , وأنا أعلم أنكم تتذكرون أشياء كثيرة وصور عن الماضي لها نكهه خاصة حين نتذكرها في وقتنا هذا ..
وكما أسلفتم أن الأسرة كانت كلها منتجة الا ان ذلك زمن ماضي ولى وأختفى تدريجياً نبع من آداب إجتماعية فذة لا أظنها تعود ..

وقد تكون تلك الآداب والتعامل الراقي قد تجسد لي في قصة ذلك العجوز الذي كان يمر بي وأنا في المزرعة وهو راكب حماره فيقول بهذه الكيفية ((يااااااااااا فلان ..... كرمت ســـــــلام ..)) .
فهل من يركب الحمير والبغال أن وجدت هذه الايام من يقول بنفس هذا الاسلوب لا ظن ذلك ..!!
شكراً لك وللحديث بقية ..

المقداد

السنافية 01-30-2011 01:06 AM

Re: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
ماشاء الله تبارك الله أيها المقداد وكأنك بدأت تؤرخ لنا مقتطفات من الماضي الجميل ..

قرأت القصة بشغف ولفت انتباهي تلك الأم الحنونة والتي تكد وتكدح وهنا استعجبت للماضي ..فالماضي لم يرحم المرأة فأرى أنها تكد وتعمل أكثر من الرجل

فبالرغم أن واجبها الأساسي هو تدبير المنزل والإنجاب والتربية والطبخ إلا أنها تقف مثل مايقف الرجل دونما تفريق فهي ترعى الغنم مع هذا وتبذر وتحصد وتجلب الماء وتطبخ وتنجب وتربي ..

لذا قد تفوقت على الرجل وأثبتت منذ الأزل أن المرأة لديها قدرة تحمل كبيرة وجلد وصبر بينما اليوم يقلل من شأنها وأن تلزم بيتها فقط !!

لربما الحياة القديمة مشقية ولكن لها نكهتها فهي بجانب زوجها تقف معه جنبا إلى جنب ..

المقداد 01-30-2011 03:23 PM

رد: Re: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السنافية (المشاركة 509243)
ماشاء الله تبارك الله أيها المقداد وكأنك بدأت تؤرخ لنا مقتطفات من الماضي الجميل ..

قرأت القصة بشغف ولفت انتباهي تلك الأم الحنونة والتي تكد وتكدح وهنا استعجبت للماضي ..فالماضي لم يرحم المرأة فأرى أنها تكد وتعمل أكثر من الرجل

فبالرغم أن واجبها الأساسي هو تدبير المنزل والإنجاب والتربية والطبخ إلا أنها تقف مثل مايقف الرجل دونما تفريق فهي ترعى الغنم مع هذا وتبذر وتحصد وتجلب الماء وتطبخ وتنجب وتربي ..

لذا قد تفوقت على الرجل وأثبتت منذ الأزل أن المرأة لديها قدرة تحمل كبيرة وجلد وصبر بينما اليوم يقلل من شأنها وأن تلزم بيتها فقط !!

لربما الحياة القديمة مشقية ولكن لها نكهتها فهي بجانب زوجها تقف معه جنبا إلى جنب ..

حياك اللــــه يا , سنافية ومرحباً بك .
ولا شك أن إشادتك لبنات جنسك أمر طبيعي جداً فزمن فارط كانت تطبخ وتنفخ وتطحن وتخبز وتزرع وتحصد وتغرب الزرع وترعى الغنم ((وتسوق )) الماء بين القصاب ولا أحد يستطيع أن ينتقدها !!
ولا يستطيع أي كان تهمش دورها وإبعاده عن المجتمع لأنها عضو فاعل لا يستقيم دونه أذ كانت هي الشريك والعامل المنتج والمبدع , ولكن زمان أول تحول ..؟
ويقول أحد ملوك الأغريق في ذلك (( لو لا زوجتي لكنت نصفاً تائهاً )) .

المقداد

الصقر 9 01-30-2011 10:55 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
مشكككككككككرو

منقاش 01-30-2011 11:09 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
بيض الله وجهك يا حليف الشيخ , يا عمده يامقداد يا ابن المقداد ألأعظم , وزيدنا من هالدرر زادك الله من كل خير , وشكرا...

المقداد 01-31-2011 01:29 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
الصقر رقم 9 .. الشكر لك ..
سماحة .الشيخ . منقاش .أبو نقشة .الرحالة . الاسطوانة . السرنديبي . الشريف .
ووجهك أنصع وأبيض , وبسألك ياحليفي هو أبو عبدالرحمن ليش مايدمغك بوسام يليق بمقامك خصوصاً وأنت من أعيان القبيلة ووجهائها ومرجع زاخر عظيم ؟؟
هذا من جهة أما من جهة ثانية في واحد كان يوطوط ومن يوم ما رجعت من السفر ماشفنا جرته !! وأني أربأ بك يا سماحة الشيح أن تكون قطاعاً للجرر !!

المقداد

مراسل ثقيف 02-01-2011 06:33 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
إضافة إلى ما ذكره كاتبنا العزيز المقداد نتذكر أن المزارعين
في تلك الزمن كانوا يستمعون إلى البرنامج الشهير الأرض الطيبة
في الراديو وأنشودته المشهورة ( أحرث وأزرع أرض بلادك
بكرة تمطر وتغني أولادك....) وربما البعض أخذ الراديو
معه في المزرعة للإستماع إلى هذا البرنامج وغيره
من البرامج المفيده، رحم الله آبائنا وأمهاتنا ورزقنا برهم..

مراسل ثقيف

ابوعدي 02-02-2011 02:19 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
الف الف شكر يعطيك العا فية

المقداد 02-09-2011 01:14 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
مراسلنا الأغر " بارك الله فيك وماقصرت ولكن اليوم تزرع وتحرث وتبيع " الكرتون " بريالين أو ثلاثة !!

ابو عدي شكراً لك .

منقاش 02-13-2011 09:05 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
حليف الشيخ , العمدة المقداد بن ألأسود : سلم لنا على المقداد ألأعظم ونبغي باقي علوم الجمال والجماله , مثل أسعار الجمال مقرونه بالزمن التقريبي لأن ألأسعار تغير بتغير ألأزمان , وسعر البضايع اللي كان الجمال يحملها على جماله في مغداه ومرواحه , وقصص قطاع الطرق في وادي نعمان والبهيته وغيرها , وزاد الجمال وضرمة جماله , وعداد الجمال وطريقة تحميلها من البدايه حتى الوساق , وأنواع الجمال وطبايعها من وفاها الى حالات هياجها ...الخ.

الباز 02-14-2011 10:24 AM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
المقداد
بارك الله فيك رجعنا مع هذي القصص ريوس للماضي الجميل
اسلوب مشوق وممتع في سرد القصص
بانتظار الجديد

ابوعدي 02-16-2011 02:54 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
ماشاء الله تبارك الله اللهم امنح المقداد العافية ووفقة لما تحب وترضى

المقداد 03-11-2011 03:19 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصقر 9 (المشاركة 509507)
مشكككككككككرو


الشكر لك كذلك ياصقر

المقداد 03-11-2011 03:22 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منقاش (المشاركة 513455)
حليف الشيخ , العمدة المقداد بن ألأسود : سلم لنا على المقداد ألأعظم ونبغي باقي علوم الجمال والجماله , مثل أسعار الجمال مقرونه بالزمن التقريبي لأن ألأسعار تغير بتغير ألأزمان , وسعر البضايع اللي كان الجمال يحملها على جماله في مغداه ومرواحه , وقصص قطاع الطرق في وادي نعمان والبهيته وغيرها , وزاد الجمال وضرمة جماله , وعداد الجمال وطريقة تحميلها من البدايه حتى الوساق , وأنواع الجمال وطبايعها من وفاها الى حالات هياجها ...الخ.

أعتذر من سماحتك الان أشوف ردك , وسلامك وصل وألفت سماحتكم أن ماسألتم عنه قد تمت الإشارة عنه في موضوع الجمالة ولا مانع من الإستزادة في قابل الأيام وشكراً ..

المقداد 03-11-2011 03:23 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباز (المشاركة 513693)
المقداد
بارك الله فيك رجعنا مع هذي القصص ريوس للماضي الجميل
اسلوب مشوق وممتع في سرد القصص
بانتظار الجديد

بارك الله فيك ياباز وشكراً لمرورك

المقداد 03-11-2011 03:23 PM

رد: قصص طفولية في عمق التاريخ ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعدي (المشاركة 514613)
ماشاء الله تبارك الله اللهم امنح المقداد العافية ووفقة لما تحب وترضى


بوركت يا أبا عدي ..


الساعة الآن 11:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by