من أسرار التعبير القرآني
 

إن الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد salah: وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
وبعد:
فإني أعتذر لإخواني الأفاضل لطول غيابي عن المشاركة ويعلم الله أني ماتأخرت إلا لظروف قاسية وأسأل الله أن لايشغلنا إلا بطاعته.

في لقاءاتي السابقة بكم كنت أتحدث عن معالجة النفس في ضوء القرآن الكريم
ومن الأسس التي وضعها الحق-جل وعلا- لمعالجة النفس --أن يُذَكّر الإنسانُ نفسه بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه بأن ينسُبَ النعمة للمنعم الحق - عز وجل - حتي يدَرّب نفسه على الخضوع والانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى .

وتأمّل كيف لفت الحق نظرك إلى ذلك؟؟ فقد تخيّر أمرًا با لضرورة يفعله كل إنسان في اليوم أكثر من مرة.
وتأمل كيف علّمك معالجة تلك النفس التي لو لم تنتبه لمعالجتها لأخذتك بعيدًا عما خُلِقْت له؟

نقرأ قول الله سبحانه وتعالى في سورة عبس:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)
يأمرك الحق جل وعلا بالنظر أي : التأمل والتدبر في كل طعام وشراب أنت تتناوله .
ولم الطعام بالذات؟
لأن كل إنسان يتناوله أكثر من مرة في اليوم .
والمقصود بالنظر هنا - هو : أن تنسُب النعمة للمنعم وهو الله سبحانه وتعالى لأن الإنسان بطبيعته ينسُب النعمة لمن وصّلها له
ولذا أنت تقول : اللبن الفلاني أفضل ، وغيرك يقول لا ...اللبن الفلاني هو الأفضل .
فننسب النعمة لمن وصلها لنا وننسى المنعم الذي يجب علينا أن نشكره ولذا فإن الحق تبارك وتعالى يلفت نظرك إلى وجوب نسبة كل نعمة له وخاصة الطعام فيقول جل وعلا ( أنّا صببنا ---ثم شققنا ---فأنبتنا ) كل هذا بنون العظمة لله سبحانه وتعالى .
لكن تأمل هذا العتاب من الله تبارك وتعالى بطريق المفهوم وهو : أنه عز وجل في ختام الآيات يُشرك الأنعام مع الإنسان في التمتع فيقول : (متاعا لكم ولأنعامكم ).
تدبر معي هذا العتاب من الله جل وعلا
لكنه ليس للكل لأن الله أمر الإنسان فقط في بداية الآيات بالنظر ولم يأمر الأنعام بالنظر لكنه أشرك الأنعام معنا في التمتنع ليلفت نظرك إلى أن الإنسان عليه أن يتأمل طعامه فيشكر المنعم ولا مانع من أن يتمتع بالطعام كما يشاء..............لكن ...إذا ترك الإنسان التدبر والتأمل وجعل الطعام متاعا فقط أصبح كالحيوان ...............
فهل تقبل أخي الكريم أن تكون كالأنعام ؟؟ ما أظن أن أحدا يقبل هذا ولكن أنت الذي تضع نفسك في هذا الموضع .
إذن : العتاب لمن يجعل الطعام متاعا فقط ولا يتأمل ولا يشكر ربه سبحانه وتعالى
ألم يقل الله عز وجل : وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ؟؟
فهل نتدبر هذا الدرس ونعيه ونذكر أنفسنا عند التلذذ بالطعام؟ ولا تنس أنه لامانع من التمتع والتلذذ بما تشاء من الطعام لكن تجمع بين التأمل والتدبر ونسبة النعمة لمنعمها مع التمتع حتى تستطيع أن تخضع نفسك منقادة لأمر الله تبارك وتعالى .
أرجو ممن لم يتضح له المعنى والدرس المقصود أن يسأل بما يشاء وسأجيبه بمشيئة الله تبارك وتعالى .

وإلى لقاء آخر مع عوامل النجاح في علاقتك برب العالمين أترككم في رعاية الله
ولا تنسوني من دعوة صالحة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
أخوكم
محمود شمس

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

جزاك الف خير على ماتخطه يمناك

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرأ شيخنا الفاضل ..على هذا الموضوع القيم التربوي..

نعم ما أجمل استشعار هذا النعمة ..وأسدها إلى الله تعالى..

نسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليكم نعمه الظاهرة والباطنة..

وفقكم الله ونفع بجهودكم...وشاكرين لكم تواصلكم معنا

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

كتب الله لك الاجر والمثوبة

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

أهلا وسهلا بالشيخ الكريم محمود شمس

وعودا حميدا

اشتقنا لموضوعاتكم القيمة

وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم المفيد

ونسأل الله أن يكتب لكم الأجر والمثوبة

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

جزاك الله خيرأ شيخنا الكريم
نتوق لتواصلك ولدروسك حفظك الله

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

بارك الله فيكم فضيلة الشيخ الدكتور \ محمود شمس ..
وانه لمن الشرف لنا ان تشاركنا وتتحفنا بمافتح الله عليك

نفع الله بالجميع

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله جل وعلا أن يجزيكم جميعا عني خير الجزاء على كريم مشاعركم الطيبة وكلماتكم الرقيقة المعبرة التي أثلجت صدري وحقيقة لاأستطيع إخفاءها وهي : أشعر كأني فرد منكم وأشعر بالأخوة الإيمانية بيني ويبين أهل هذا المنتدى ولعل للأخ الفاضل ( أبو عبد الرحمن) دور كبير في هذا الرباط فأسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتحابين فيه المجتمعين على طاعته .

أما بالنسبة للدرس الأسبوعي فهو قائم بفضل الله وموعده ( يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة العشاء بجامع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بشارع ---أبي بكر--)

ومن أراد المزيد فليتابع برنامج (البلاغة في أوجه القراءة ) - قناة الفجر يومي : الأحد والأربعاء من كل أسبوع الساعة 8 م ويعاد يومي الثنين والخاميس س 2 ص ، س 8 ص ، 2 ظهرا.

ولي الشرف أن أتواصل مع إخوان أفاضل لي وإن كان لي اقتراح إذا أذنتم لي وهو :

أن يكون الدخول بالنسبة للرجال بالاسم الصريح حتى يكون التواصل أكثر عمقا وترسيخا
فليس هناك ضرورة للاسم الحركي وهذا مجرد اقتراح .

ولي سؤال أطرحه للمناقشة وهو:
إذا كان القرآن الكريم مكونا من نفس الحروف والكلمات التي يستعملها الناس فما وجه الإعجاز البلاغي فيه؟
في انتظار ردكم وسأجيب بحول الله وقوته .
مع تقديري ودعائي
محمود شمس

لا تنسوني من دعائكم

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ونحن نتشرف بوجودك ـ شيخنا الحبيب ـ ...لا سيما ما تكنه من سمو في أخلاقك الكريمة..وعلمك الواسع..ودماثة أخلاقك المعروفة لدى الجميع..

بخصوص المعرفات المستعارة..فكما أشار فضيلتكم ..الأفضل الدخول بالاسم الصريح..
لكن هنا في منتدانا أغلب هذه المعرفات معروفة لدى البعض..ووجهة نظر صاحبها من أجل أخذ حرية أوسع في طرح ما يحمله من آراء!!!(حسب ما يقولون)


بخصوص الإجابة على السؤال..المجال مفتوح للأعضاء للإجابة...

وسنبحث عن الجواب ـ بإذن الله ـ

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

نفع الله بك شيخنا الفاضل

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

شكر الله لكم

رد: من أسرار التعبير القرآني
 

أثابك الله شيخنا الكريم

ونفعنا الله وإياك بما سطرته أناملك

أسألك الله العظيم الكريم لنا ولك ولكل من يقرأ معنا مواضيعك عظيم الاجر

بالنسبة لسؤالك : والتسمح لي يا فضيلة الدكتور أن أكتب ما يخطر ببالي الان من دون بحث أو تنقيب

أعتقد والعلم عند الله أن وجه الاعجاز يكمن في أنه كلام الله
الذي تحدى به قريش وهو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقومه الذين كانوا من أفصح الخلق
لغةً وبلاغه وفصاحة وهكذا أنزله الله على لسان جبريل الى محمد ليكون معجزة الله في أرضه الى خلقه

الى يوم القيامه ..

رد: من أسرار التعبير القرآني