منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   اللغة العربية وعلومها (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=53)
-   -   لـــحـــن الــقـــــــــــــول (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=44787)

صقر قريش 07-09-2009 03:18 AM

لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

http://www.rofof.com/img2/2rqsui20.jpg

" لـــحــن الــقــول "
زاوية أسبوعية للكاتب الدكتور عبدالعزيز الحربي تطل علينا كل جمعة في جريدة المدينة " ملحق الرسالة " ، فيها فوائد لمن أراد أن يُنمي الجانب اللغوي ...
أحببت أن أنقل لكم منها علنا نجد فيها الفائدة .
نبدأ على بركة الله


المحترم .. !!

سؤال طريف من سائل ظريف يقول فيه : هل كلمة (( المحترم )) المستعملة في زماننا لفظة عربية دلالة ونطقا ؟
وللإجابة على هذا السؤال أقول : الألفاظ التي ننطق بها اليوم في اللسان العربي إما أن تكون من الألفاظ التي نطقت بها العرب كما هي بدلالتها الحقيقية أو المجازية ، وإما أن تكون اللفظة أيضا مسموعة عن العرب ولكن التجوز أو الترجمة نقلها إلى معنى آخر أو مسمّى لا تعرفه العرب ؛ لأنه لم يوجد لديها ، وإما أن تكون اللفظة موجودة من حيث الأصل والاشتقاق لا من حيث الصيغة ، وإما أن تكون دخيلة على اللسان العربي ونطق بها على ما هي عليه ، وإما أن تكون لفظة أعجميَّة ثم عرِّبت ، فهذه أنواع خمسة لا أجد لها سادسا ، فانظر إلى لفظ المحترم من أي الأنواع الخمسة هو ، ستجده من النوع الذي لم تنطق به العرب بلفظه ولكن مادته موجودة واشتقاقه سائغ ، فمادة الحاء والراء والميم مادّة ثرّة لها معان وصيغ كثيرة ، غير أن العرب لم تقل : احترم ولا محترم بصيغة اسم الفاعل ولا اسم المفعول وكذلك لم ينقل المصدر منه واستعملت نظيره ، كاجترح ، واكتسب ، ومكتسب ، ومحتقر ، ومحتظر ، وحمل النظير على النظير مما يعمل به بلا نكير ، وقد بحثت عن هذه اللفظة فوجدت صاحب (( صبح الأعشى )) قد ذكرها في ألقاب العامّة المحدثة ، ومثل ذلك الموقر ، المكرم ، وصاحب الحضرة ، وجناب فلان ، والحجة ، والحاكم لدى المحدثين ، والعارف في عبارات أهل التصوف ، بقي أن يقال : فما معنى احترمه ؟ قيل : معناه : جعل له حرمَة وقدْرا .. وفي المصنفات الفقهية لهذه الكلمة حظ وافر

صقر قريش 07-09-2009 03:19 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الغاية تبرِّر الوَسيلة !!


هذه القاعدة من فاحش لحن القول ومنكره وزوره، وهي مبدأ من المبادئ التي بنى عليها الكاتب اليهودي ميكافللي تفاصيل كتابه (أسس الغزو الاستعماري وأخلاقه النفعية) وكم من أخلاق فسدت ، وأعراض استبيحت ، وأموال نُهبت ، وعقولٍ ضُيعت بسبب هذا القول ، والقاعدة الكاذبة الخاطئة.. إن تبرير الوسيلة من أجل الغاية شعار ترتفع أعلامه في هذا العصر لكثرة الوسائل ، ومن قبل كان واحدا من سبل الشيطان وحِبالاتِه ، وأصوله ضاربة بأطنابها في أعماق تاريخ البشر ، منذ أن طوعت لأحد ابني آدم نفسه قتل أخيه فقتله ، غير أنه ندم وأصحاب هذه المقولة لا يندمون ، والسبب في ذلك أنهم يعملون بها على أنها قانون من قوانين الحياة ، ومن يعمل كذلك يفرح بالغاية ولا يندم ؛ لأنه ينطلق من مبدأ ، وقابيل لم يكن له من قائد سوى الأثرة والهوى.
إن غريزة حب البقاء ، والطمع ، والهوى ، وخبث الطوية، والغل، والحسد من وراء تبرير الوسيلة للوصول إلى الغاية ، ومن زَعَماتِ زعماء صِهْيَون (على وزن فِرعَون) أنهم صفوة العالم وشعب الله المختار، وهم أحق بالحياة الدنيا، والدار الآخرة خالصة لهم؛ لأنهم أولياء لله من دون الناس.. وإفسادهم اليوم وبغيهم وعدوانهم وكيدهم الأحمر وقتلهم الناس بغير حق صورة من صور القسوة التي عوقبت بها قلوبهم ، فطوعت لهم أنفسهم العمل بكل وسيلة تورث بقاءهم وتطيل حياتهم ، فحياة غيرهم تبدأ حينما تنتهي حياتهم وحياتهم هي الحقيقة بالبقاء وحدها ولا نهاية لها إلى يوم يبعثون

صقر قريش 07-09-2009 03:19 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
المبادرة العربية !!


أنكر الدكتور : محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله) على من يطلق لفظ المبادرة بمعناها المشهور ، قال في كتابه ( تقويم اللسانين ) : ( ومن ذلك استعمالهم المبادرة في الدعوة إلى مفاوضة أو عرض أمر ، ثم قال في نقده : ولا تزال هذه اللفظة طريّة لم يمر عليها زمن طويل ، فإن هذه اللغة الشريفة التي نكبت بأهلها وكانت لهم خير لغة وكانوا لها شر أهل .. ) هكذا قال ، وكان من الحريصين على الدفاع عن حمى العربية ، وربما دفعته غيرته إلى تحجير واسع ، وتحريج قائل ، وجنوحٍ إلى المعاجلة دون معالجة .. ومن هذا ، فإنه لم يصب الصواب فيما أرى من جهتين :
إحداهما : تفسيره المبادرة بالدعوة إلى مفاوضة أو عرض أمر ، والثانية : منعه من إطلاق المبادرة بمعناها اللغوي على هذا المعنى .. والذي يوضح هذا ما قالته معاجم اللغة ؛ فإن أهل اللغة مجمعون على أن معنى المبادرة : المسارعة ، يقال : بَدَر إلى الشيء بُدورا وبادرَ إليه مُبادرة وبِدارا ، وفي الذكر الحكيم : ( وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ ) ونحن لا نفهم من المبادرة اليوم بمعناها المشهور إلا المسارعة بشيء ، كحل واقتراح ، ونوع إصلاح ، وصارت بالغلبة مصطلحا سياسيا ، تلقى إلى طائفتين مختلفتين أو أكثر ، يبادر بها غالبا في شأن العرب مع أنفسهم أو مع غيرهم لكثرة النكبات التي تلقى من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، فيبادر من يبادر منهم أو من غيرهم برأي يعرضه ولا يفرضه ، كمبادرة السلام ، والمبادرة العربية ، والمبادرة المصرية ، وغيرها ، وتسمَّى مبادرةً بهذا الاعتبار ، فهي مسارعة إلى الدعوة إلى مفاوضة أو عرض أمر ، ولو قيل : إنها الدعوة إلى مفاوضة - كما قال الهلالي - لما حق لأحد أن يمنع ذلك ، ولكان من باب المجاز المرسل ، وهو نوع من البيان الذي لا نهاية للتحليق في فضائه إلى يوم الفصل .

صقر قريش 07-09-2009 03:20 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الصلاة على الميِّت..!!


الأولَى أن يقول المُنادي لصلاة الخسوف والكسوف: الصَّلاةَ جامعةً بالنصب، وأن يقول لصلاة الجنازة: الصَّلاةَ على الميِّت بالنصب أيضًا. والعلماء يقولون: عن التقدير: احضروا الصلاةَ جامعةً، نُصِب الأول على المفعولية، والثاني على الحالية، والرفع جائز على أنه مبتدأ وخبر، والنّصب لديهم أولَى وأرجح. وكذلك قول المُنادي اليوم الصلاة على الميت، أي: أدّوا الصلاةَ على الميّت؛ لأنه يخاطب مَن حضر، فلا يصح التقدير باحضروا، وإذا نُصب وجب عليه إذا قال: (يرحمكم الله) أن يجزم الفعل؛ لأنه بعد طلب.. واللفظ من أصله غير مأثور، والاجتهاد يسوغه، فهو محدث إضافي له أصل في نظيره.. والخطب في هذا سهل، غير أن إخواننا النحويين فيهم من ابتلي بالعَنتِ، والوسواس، والبحث عن الوجوه والاحتمالات في الألفاظ دون المعاني، وفي مثل هذه المشاهد التي تذكر الآخرة يأتي الشيطان إلى ذوي الإعراب، ويلج عليهم من كل باب، فلا ينصرف من صلاته إلاَّ وقد استتم وجوه الإعراب وشواهدها. وأخبرني صاحب لي أنه صلّى بجانب شيخ له -وسمّاه لي- كان يتعلم عنده ألفية ابن مالك، فلمّا قرأ الإمام في صلاة العشاء آيات بعد سورة الفاتحة، جعل الشيخ وهو قائم يصلّي يعرب المشكل من كلم الآيات بكلام له حرف وصوت، يهمس به همسًا، وهو لا يشعر بما يهذي، وبما يلقيه الشيطان في أمنيّته ليفتنه في صلاته، والشيطان يدخل على كل امرئٍ من بابه وتخصصه الذي برع فيه، أو حاله التي هو عليها، فيدخل عليه الزهو والعجب والغرور، أو يشغله بما هو فيه عمّا هو أهم منه وأولَى، ولابن الجوزي في (تلبيس إبليس)، وابن القيم في (ذم الوسوسة)، والذهبي في (زَغَل العلم) تنكيت بديع بلسان التقريع ومزابر التشنيع في مَن تعبث بهم الوسوسة في كل ريع، ولكل قوم هاد.

صقر قريش 07-09-2009 03:20 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
من لحن المحدِّثين ( 1 )

لا يحيط باللغة العربية إلا نبي ، كما قال الشافعي ، ولا يسلم من اللحن إلا عُصِم ، وقد عقد ابن جني بابا لما لحنت فيه العرب ، وما من أحد نطق بالعربية ممن لم تكن العربية ملكة خاصة له ، وسليقةً خالصة إلا ولَحَن ، ومن ذلك المحدّثون ، وللخطابي كتاب سماه ( إصلاح غلط المحدثين ) ولا يراد بالمحدِّثين هنا الرُّواة الذين نقلوا هذه الأحاديث ، بل المراد كل من ينتمي إلى الحديث وإن لم يكن راويا ، وجمهور هذه الأخطاء وقع من هذا الصنف .. ومن ذلك :
- في حديث ذي اليدين : ( فخرج سَرَعان الناس ) بفتح السين والراء ، وقيل : بسكونها ، قال الخطابي : ( والأول ) أجود . ومن قال : سِرْعان الناس ، بكسر السين فهو لاحن .
- ( دوُمة الجندل ) بضم الدال ، قال ابن دريد : أصحاب الحديث يغلطون فيفتحون الدال .
- قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهدا لم يرَحْ رائحة الجنة ) روي لم يَرَحْ ، قال أبو عبيد : هو الصواب ، بفتح الياء والراء ، أي : لم يجد ريحها ، وروي بكسر الراء ، وروي بكسرها وضم الياء ، قال الكسائي : هو الصواب .
- في حديث الأضحية بالجذعة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولا تَجْزِي عن أحد بعدك ) بفتح التاء ، أي : تقضي الواجب عن أحد بعدك ، ورواها بعضهم بضم التاء ، أي : تكفي ، وهو غلط .
- في حديث القبر : ( لا دريت ولا تَليت ) هكذا يقول المحدثون ، قال الخطابي : والصواب : ولا ائتليت ، أي : ولا استطعت . ولكن من أهل اللغة من صححه ، وقال : أصله : ولا تلوت فقلبت الواو للمزاوجة وإتباعا لقوله : ( لا دريت ) .
- حديث : ( من أصبح آمنا في سِربه ) قال الخطابي : أجمع المحدثون والنحاة على كسر السين إلا الأخفش فإنه قال : سَربِه ، بالفتح ، أي : آمنًا في نفسِه .



من لحن المحدِّثين ( 2 )

مما أصلحه المحققون من غلط المحدِّثين روايةُ بعضهم لحديث : (ما أذن الله لشيء كأذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن .. ) رواه ( كإِذْنه ) بكسر الهمزة وسكون الذال ، وهو غلط ، والرواية الصحيحة بالفتح فيهما و ( الأَذَن ) بالفتح : الاستماع .
ومن ذلك : حديث ( لخلوف فم الصائم ) بضم الخاء وحَسْبُ ، وفتحها خطأ باتفاق المحققين ، قال القاضي عياض : هذه هي الرواية الصحيحة، وكثير من الشيوخ يروونه بفتح الخاء ، قال الخطابي : وهو خطأ . ومعناه: تغير رائحة الفم بسبب الصيام .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد إلا وله شيطان، قيل: ولك يا رسول الله ؟ قال : ولي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلمَ ) بفتح الميم ، والفاعل الشيطان ، أي: دخل في الإسلام ، ورجحه ابن منظور واستشهد له ، أو معناه: انقاد واستسلم وكفّ عن الوسوسة ، وعلى هذا عامة الرواة إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول: فأسلمُ، على أنه فعل مضارع، والفاعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان سفيان يقول : الشيطان لا يُسْلِم ، والرواية الأولى المشهورة هي الصحيحة لأمرين :
أحدهما : أنها الظاهر المتبادر ، ويقوي هذا الظاهرَ قوله : ( أعانني عليه ) .
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعده : ( فلا يأمرني إلا بخير) والشيطان لا يأمر بخير ، بل يأمر بالشر والفحشاء .
قال النووي : قال الخطابي : الصحيح المختار الرفعُ ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ، ولكنني لم أجد ترجيح الخطابي في (إصلاح غلط المحدثين ) واكتفى بحكاية القولين .
وورد التصريح بإسلامه في مسند البزار بسند ضعيف .

صقر قريش 07-09-2009 03:21 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
تحريكُ الوسْط .. !!


المقصود بالتحريك هو الفتح كما قال الإمام أبو محمد الشاطبي في حرز الأماني:
وحيثُ جرى التحريكُ غيرَ مقَيَّدٍ
هُو الفتحُ والإسكان آخاه منزِلَا
وهو اصطلاح شائع لدى أهل اللغة وليس خاصًّا به، وكلمة
( الوسط ) تسكَّن سينُها وتحرّك، ومعناها في الفتح غير معناها في الإسكان، والناس كثير منهم فيهما ما بين خالط وخابط، وألقَى علينا شيخ كبير قبل أكثر من ربع قرن هذا السؤال: ما الفرق بين قولك: حفرت وسَط الدار بئرا، وقولك: حفرت وسْط الدار بئرا، الأولى بتحريك السين، والثانية بإسكانها ؟ وكانت الإجابة: لا فرق؛ لأن الإسكان لغة ، وخضنا في إجابات أخرى لم تعجبه، وطلبنا منه الجواب ، فقال: (وسَط) بفتح السين: اسم، وأما بالإسكان فظرف، فإذا قلت : حفرت وسط الدار بئرا، أعربت (وسَط) مفعولا به، فهو اسم غير ظرف ، ولهذا يخبر به ويخبر عنه ، فيقال : هذا وسطُ الدار، ووسط الدار مرتفع و (بئرا) تمييز .. وأما إذا كانت السين ساكنة فإنه يعرب ظرف مكان، والمفعول (بئرا) .
ووجدت بعد ذلك هذه المسألة بعينها في كتب اللغة. وفي (تاج العروس) نقل نفيس عن ابن برّي، والليث والصفدي وغيرهم، ونقل نظما حسنا لجمال الدين العقيلي في الفرق بين وسَط ووسْط، وهي هذه:
فــرقُ ما بينهم وسَط الشي ءِ ووسْطٍ تحريكا أو تسْكِينا
موضع صالح لِـ( بينَ ) فسكّن ولـ( في ) حَركَنْ تراه مبينا
كجلستُ وسْط الجماعةِ إذ همْ وَسَطَ الدار كلُّهم جالسينا
ومعنى الأبيات : الفرق بين وسَط الشيء ووسْطه: أنّ كل ما يصلح أن يوضع مكانه (بين) فهو بالسكون، وما يقدّر قبله (في) فهو بالفتح ، وأنّ ما كان متفرق الأجزاء يقال فيه (وسْط) بالسكون ، كجلست وسط الجماعة ، وما كان متصل الأجزاء يقال فيه: (الوسَط) بالفتح، نحو: رأيتهم وسَط المسجد ساجدين.

صقر قريش 07-09-2009 03:21 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
اللَّحن في الوقف


يقول المجوِّدون: اللحن في القراءة قسمان:
أحدهما: لحن في اللفظ يخلّ ببناء الكلمة أو حركتها، وهو لحن جليّ، والثاني: لحن خفيّ، وهو إخلال بما دون ذلك مما هو متعارف عليه من أحكام القراءة والتجويد.. ويجعلون الخطأ في الوقوف من باب اللحن الخفي، وهو كذلك في معظم المواضع التي يقف فيها القارئ في غير موقف، ولكن فريقاً من المواضع فيها من الخطأ في الوقف ما لو وقف فيه القارئ لعدّ لحناً جلياً بل فاحشاً.. ألم تروا إلى ذلك القارئ -وهو لا شك من الجهلة- حين وقف على لفظ (فأكله) من قوله سبحانه: (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) أو لم تروا إلى ذلك الآخر وهو قارئ شهير من قراء المحافل، الذي وقف على كلمة تجري من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) والجنات لا تجري، بل الأنهار هي التي تجري، وكذلك كل وقف لم يتم معنى لفظه في ذاته، إلا أن منه ما هو قبيح ومنه ما هو أقبح، وكل ذلك على مراتب، فمنه ما يفيد معنى باطلاً، ومنه ما لا يفيد معنى أصلاً، ومن القبيح ما يفيد معنى تاماً صحيحاً في ذاته لكنه غير مراد، ومن ذلك الوقف على (لا ريب) من قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) فالوقف عليه - مع سلامة معناه في ذاته - يفيد معنى، لكن نظائره في القرآن تدل على أنه غير مراد وأن كلمة (لا ريب) ملازمة لكلمة فيه حيث جاءت كقوله تعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ولم تصب لجان المصاحف -فيما أرى- حين جعلت هذا الموضع من سورة البقرة من مواضع الوقف المعانق الذي يجوز فيه ربط اللفظ بما قبله أو بما بعده مع الوقف عليه أو على ما قبله، ولو أمكنني حذفه لحذفته من المصاحف وجعلت علامة الوقف الجائز على كلمة (فيه)، وقد عدّه ابن الجزري من الوقوف القبيحة، فإن قيل: إن المعنى حين الوقف على (لا ريب) صحيح، قلنا: هو صحيح اتفاقاً، لا قصداً، بل هو فاسد الاعتبار عند أولي الأبصار

صقر قريش 07-09-2009 03:22 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الذي لا يحمدُ على مكروه سِواهُ


الذي لا يحمد على مكروه سواه هو الله الذي لا إله إلا هو الملك.. ولبعض العلماء رأي في هذه الجملة، قال العلامة ابن عثيمين في شرحه على رياض الصالحين: (ما يقوله بعض الناس اليوم : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فهو خطأ غلط؛ لأنك إذا قلت ذلك فهو عنوان على أنك كاره لما قدره الله عليك، ولكن قل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله على كل حال، وقال في موضع آخر: إنها عبارة بشعة)، وفي كلامه – رحمه الله – نظر من وجوه، الأول: أن من يقول ذلك لا يقوله ساخطا على القدر ولا جزعا منه، بل يقول ذلك إيمانا واحتسابا وإخبارا بأن الله وحده هو الذي يمدح على ما قدّر وما أصاب من مصيبة ولا يقول ذلك المؤمن إلا وفي قلبه أن ما أراده الله من مكروه هو خير، بقرينة إفراد الله بهذا الحمد، فإن العبد يعلم أن المكروه من غير الله مكروه محض لا يحمد عليه وليس في قدرة المخلوق – أيِّ مخلوق – أن يكون ما يكون منه شرًّا ينقلب إلى خير محض أو إلى شر فيه خير في ذاته أو عاقبته.
الثاني: أن ما يكتب على ابن آدم قسمان، خير وشر ، ومحبوب ومكروه ، والمولى سبحانه يحمد على كل ذلك ، ويشكر على الخير والمحبوب ، والحامد حين يحمد ربه على ما أصابه واصفا لما لا يحبه بوصفه المنبعث من شعوره بالمكروه الذي صبر عليه أو رضي به ، وفي الذكر الحكيم:
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وكذلك الموت، يكرهه الإنسان وهو حق لا بد منه.
الثالث: هذه الجملة جملة قديمة نقلها ابن أبي الدنيا في كتاب (الشكر)، عن أعرابي أنطقه بها فطرته، ونقلت من غير نكير.
الرابع: لو قال قائل: أطيع الله في ما أحب وفي ما أكره لم يكن مذموما ولما كان في كلامه سخط، ولا فرق بين المقالين.
الخامس: المكروه تعبير عما في النفس وما فيها من ألم أو همٍّ أو غمٍّ، ولو قال من حل به ذلك : الحمد لله على ما نزل بي من هم أو ألم، لحسن ذلك منه.
السادس: إن كان هذا القول منافيًا للرضا – وهو في الحقيقة غير مناف – فقد اختلف أهل العلم في وجوب الرضا بالقضاء، واتفقوا على وجوب الصبر عليه.
السابع: أننا نقولها ونسمع من يقولها ولا نفهم منه نحن ولا يفهم منا هو سخطا ولا جزعا.. ومع هذا كله فالأولى أن يقال: الحمد لله على كل حال، وكلامي منصب على القول بأنها عبارة بشعة ومن لحن القول وغلطه ولغطه، وما منا إلا مردودٌ عليه.

صقر قريش 07-09-2009 03:22 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
مَرسُولٌ من طَرَفِ ... !!


في هذا التعبير لفظان شائعان على الألسنة ، أما أحدهما – وهو الأول – فمن اللحن القبيح الذي تدفع قوانين اللغة في نحره ولا تجد له وليًّا ولا نصيرا؛ لأنه لا يقال: مرسول إلا إذا كان الفعل (رَسَل) وليس في العربية رَسَل بل أرسَل فهو مرسِل لا رَاسل، واسم المفعول مُرسَل لا مرسول، ومن شائع الأغلاط: الرَّاسِل، و (مرسُول الحبّ) و (مرسول من فلان). وأما الآخر: فلفظ (طَرَف) في السياق المذكور، وهو من بديع المحدثات في الاستعمال اليوم، ولا أعلم أهي شائعة بالاصطلاح أم بالاقتراح، يقولون: نحن جئنا من طَرفِ فلان، ونحن أرسلنا من طرفه ، واتفق كل من الطرفين( الطرف الأول والطرف الثاني)، ومعاجم اللغة تقول: طَرَفُ الشيء: ناحيته وجانبه ، ويستعمل في الأجسام ، كطرفي الحبل، وأطراف الإنسان، وفي الأزمان، كطرفي النهار، وأطرافه، والقطعة من الشيء يقال لها : طرف، وفي الكتاب العزيز: ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) وأطراف الإنسان يداه ورجلاه ورأسه ولسانه، ويقال لبعض أعضائه طرفٌ أيضا ، وأطراف الأرض : علماؤها ، وهو معنى تفسيري لقوله سبحانه: ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) أي : بموت علمائها ، وللآية تأويلات أقوى من هذا ، ويقال للرجل الكريم الرئيس : طَرَفٌ ، فيصح أن يحمل معنى قولهم : الطرف الأول والطرف الثاني في بعض أحواله على هذا ، وأما قولهم : هذا من طرف فلان ، فلا يصح حمله عليه إلا على معنى التجريد في البلاغة ، كقولهم : لي منك صديق صادق ، وضربوا له مثلا بقول ربنا سبحانه : ( لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ) ونظَّروا له بشواهد من منثور الكَلِم ومنظومه ، وإنما يحمل في الأظهر على المعنى الأول ، وهو الناحية والجانب ، فمن قال : جئتك من طرف فلان ، فمعناه : من ناحيته وجهته ، ولا يعجبني أن يقول المرء: أنا من طرف فلان ، فإن أدنى وسواس يفهم خلاف المراد، ولا أن يقول الشافع للمستشفع: قل لفلان: أنا مرسَلٌ من طرف فلان ، ولم يقلها لي أحد إلا وأبصرت في أرجائها علة تقدح في صحتها، وإن كان ظاهرها السلامة ، فهي بمنزلة المعلّ في علوم الحديث، وإن سلمت من قادح العِلل فهي بوزان الحسن لغيره، وربما صحت الأجسام بالعِلل

صقر قريش 07-09-2009 03:23 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الصُّمودُ في الحربِ!!


قال فريق من اللّغويين المعاصرين: لا يجوز لغةً أن يُقال: الصمود في الحرب، أو الصمود أمام العدو، بل يُقال: الثبات في الحرب بدلاً من الصمود؛ لأن الصمود من الصّمْد، وفي معنى الصَّمْد تحرّك وسير ومشي إلى الأمام، وهو حركة، ولا يصحُّ إطلاق ما كان مشتملاً معناه على حركة على السكون والثبات، فمَن وقف في الحرب على سبيل المقاومة والمناهضة قِيل عنه : ثابت، والمصدر الثبات، وفي الكتاب العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ)، وقالوا أيضًا: لو جاز أن يعبّر بالصمود عن الثبات في هذا المقام لما كان ذلك صوابًا، بل الصواب أن يُقال: الصّمْد أمام العدو؛ لأنه هو المصدر، يُقال: صَمد له صمدًا، وهو كالقصد وزنًا ومعنى، قال مصطفى جواد: ( العرب لا تعرف لفظ الصمود)، وسخر من القائلين بذلك. وقد أفزعني ما قال، وهرعت إلى مبسوطات المعاجم اللغوية، فلم أجد من ذكر الصّمود، وكلّهم يقول: صمد يصمد صمدًا، ومعناه: قصد ، فهو متعدٍّ لا لازم، ولم يذكر الصمود إلاَّ ابن القطّاع، وبكلامه تأيّد المجمعيون في القاهرة، وقالوا بجواز استعمال الصمود في المعنى الشائع، وهو الحق، ولي على ذلك دليلان:
أمّا أحدهما: فتصحيحي، وهو أن (صمد) في اللغة يُطلق على معنى القصد، وهذا هو الذي نوافق فيه على منع الصمود معنىً ولفظًا في الجملة المذكورة، فهو متعدٍّ، ومعناه القصد.. ويُطلق (صمد) أيضًا على ما فيه صلابة وثبات، وبنحو ذلك قال ابن فارس، وهذا هو الذي اشتققنا منه الفعل ومصدره، والفعل -هنا- لازم، ومصدر اللازم قياسًا مطردًا في مثل هذا الصمود، قال ابن مالك:
وفَعَلَ اللازمُ مثلُ قَعَدا****له فعولٌ باطّراد كغَدا
والصمود بمعنى الثبات راجع إلى هذا الأصل، ألا ترى أنّهم أطلقوا على الصخرة الراسية الثابتة في الأرض المستوية (صُمدَة) بفتح الصاد وبضمها، وهذا هو الدليل الثاني وهو ترجيحي.
ولهذه المادة تفريعات كثيرة في المعنى، وللمفسّرين في معنى (الصَمَد) اسمًا من أسماء الله أقوال وفوائد في اللغة والاشتقاق في هذه اللفظة لا يجدها الباحث في مطولات المعاجم.

http://www.moeforum.net/vb1/gfx_vB36...er_offline.gif

صقر قريش 07-09-2009 03:23 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
من ( البِدَاية ) إلى ( النِّهاية )


البداية : لحن صوابه البِداءَة ، بهمزة بعد الألف ، هكذا قال صاحب العباب الزاخر وغيره ، وجعلوه من لحن العامّة ، وإنما تنطق به الناس كذلك مؤازرةً للفظ النهاية ، ولم يقبل هذا التنظير ؛ لأن قبوله مرهون بالسماع كما سمع قولهم : الغدايا والعشايا ، قال ابن برِّي : قولهم : (( البداية )) بالباء غلط ، ولكن ابن القطاع حكى أنها لغة أنصارية ، فإن صح ذلك فنعمّا هي ، وإلا ففي القياس والحمل على النظير ومراعاة التناسب مدخل فسيح ، فإنه لا مناصَ لنا من هذا الوجه الخفيف على اللسان الخفيف في الميزان ، وعلى الآذان ، الذي جرى على ألسنة العلماء ، وهم كثير ، كأبي الفداء ابن كثير ، وأبي الحسن ابن الوزير ، وعبد القادر الفاكهي ، وآخرين من دونهم لحقوا بهم أو كانوا فرَطهم ، كلهم صنف في الباب ، بهذا الاسم يا أولي الألباب .. وأنشد ابن القطاع قول ابن رواحة :
باسمِ الإلهِ وبه بدَينا ****ولو عبدنا غيره شَقِينا
وإذا كان الفعل بالياء ، فالاسم بالياء على سواء ، وللزبيدي في ((تاج العروس )) تفصيل حسن .. وأما (( النِّهاية )) : فبكسر النون، والعامة تقوله بالفتح ، ويراد بها عند الإطلاق : الغاية ، ومن معانيها : طرف العِران الذي في أنف البعير ، والخشبة التي تحمل عليها الأحمال، والنِّهاء من النهار : ارتفاعه ، وكذلك من الماء ، وضبطه الجوهري في ارتفاع الماء خاصة بالضم ، والنِّهاء – أيضا – : الزجاج وحجر أبيض أرخَى، من الرخام واحدته نِهاءة ، ودواء يتعالج به أهل البادية ، ونوع من الخرز ومفرده نِهَاءة ، ونهاءُ مئة ، أي : زهاؤها ، هذه هي ( النهاية ) وتلك هي ( البداية ) وهذا من ردِّ الأعجاز على الصدُور ، الذي لا يجوز إلا في السطور .

صقر قريش 07-09-2009 03:24 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
القَعود والخَلِفات !!


يبلغني الثناء على لحن القول كلَّ حين ( وخير الحديث ما كان لحنا .. ) وربما اهتز المرء للمدحة يسمعها فلم يجد ما يقوله إلا أن يذم ما مُدح به إظهارا للتواضع، فيقال : هو متواضع أيضا فيكسب مدحتين ، وربّما كان ذمّه لما مدح به شبكة أخرى يلقيها ليصطاد ثناء آخر ويستدرّ به توكيدا وإعادة لما سمعه ، والغفلة في مقامات الانفعال مذمومة ، وقد يكون ذمه كسرا للعُجْب ، أو تلميحا إلى ريبةٍ في صدق المادح ، وفي النفوس سرائر يعلمها اللطيف الخبير ، وفي مساء الاثنين الذي قبل الذي قبل الذي مضى ببطن مكة من بعد أن سمعت طرفا من الثناء عليه .. سأل أحد الأشياخ ، أو الشُّيوخ ، أو الشِّيَخة ( بفتح الياء أو إسكانها) أو المشْيُوخاء ، أو الشيخان ، أو المَشْيَخَة ، عن ( الخَلْفَات ) من الإبل ، كما سأل القوم وهم قُعود عن كلمة ( القَعود ) ؟ وهذا تفصيل ما أجمل من الجواب ثَمَّ .. إن الممارس لأساليب العربية الخبير بتصريفها واشتقاقها يدرك الفرق بين اللفظ العربي وغيره .. ولو لم يكن لديه دراية تامة بالكلمة .. ومثل هذه الألفاظ المعروفة الاشتقاق والتصريف لا تخفى عربيتها وإنما يقع التحريف فيها – إذا لم تبق على ما هي عليه – بتقديم أو تأخير أو تغيير في الحركة أو السكون أو بزيادة أو نقص أو توسع وتجوز ، ومن ذلك هذان الاسمان ، فـ( الخلفات ) نقولها اليوم بإسكان اللام والمنقول عن العرب كسر اللام ، خَلِفة ، كملِكة ، ويقول اللغويون : إن جمعها ( مَخَاض ) على غير قياس ، يقال : نوقٌ مخَاضٌ وناقة خلِفة ، كما قالوا عن المرأة : جمعها نساء أو نسوة ، و ( الخَلِفة ) الناقة الحامل .
وأما القعود : فهو البكر من الإبل وما أمكن أن يركب ، وقال ابن الأثير : القعود من الدّواب ما يقتعده الرجل لركوب الحمل ، وجمعه (قِعدان ) ثم قعادين ، وهو جمع الجمع .. والحاصل أن كلا من اللفظين عربي فصيح ، غير أنه طرأ عليه شيء من التحريف في النطق فتضمه العامَّة وهو بالفتح .

صقر قريش 07-09-2009 03:24 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بين مُتسوِّلٍ و شَحَّاذٍ !!


الشحاذ : السائل الملحُّ في السؤال . قال في القاموس : (( شحذ السكينَ : أحدَّها ، والشَحَذان : السَّواق والجائع والخفيف في سعيه ، والشحذ : السَّوق الشديد والغضَبُ ، والقَشْر والإلحاح في السؤال ، وهو شحاذ : ملحٌّ في السؤال ، ولا تقل : (( شحاث )) بالثاء وبعض اللغويين سوغه على جهة البدل ونسبه الصّاغاني – كما قال الزبيدي في التاج – إلى عوّام العراقيين .. ولئن كان إبدال الذال ثاءً سائغا ؛ لأن مخرجهما في العرف واحد وهو ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإن إبدال الذال تاء غير سائغ ولا معلوم النظير ، وما أظنه إلا قلبًا عن قلب ، قلبت الذال ثاء مثلثة ، ثم قلبت الثاء تاء .
وأما (( المتسوِّل )) فلا أدري كيف أطلقت على السائل ، ولم أجد من أوردها في مبسوطات المعاجم القديمة ، وأوردها المعجم الوسيط ، وأشار إلى أنها مولدة ، ولكني اجتهد فيها برأيي ، وأقول : يحتمل أن تصريفها بهذه الصيغة من تصرف العَوام ، صاغوا تَسأَّل من السّؤَال ، ثم خففوا الهمزة بالإبدال فصارت تسوَّل ، ويحتمل أن تكون مقلوبة عن تَوسَّل ، والسائل متوسّل يتوسل إلى من يسأله ليتوصَّل إلى ما يسأله .
ووجه ثالث بعيد ، وهو أن أقربَ الصيغ المقاربة لها في اللفظ : سوَّل بمعنى زيَّن ، والشحّاذ يسوِّل للنَّاس ما يحرك مشاعرهم نحوه .. هذا جواب موجز لسائل سألني مهاتفة ، وللسائل حق معلوم لاسيما سائل العلم ، وزجره لؤم ، وقد قيل : سائل اللئيم يرجعُ ودمعه سائل

صقر قريش 07-09-2009 03:24 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
التَّقويم المستمرّ


السائل: سليمان العمري، قال في سؤاله:
أولاً: هل والدكم هو الشيخ الدكتور/ علي الحربي الأستاذ بجامعة أم القرى؟
ثانيًا: يكثر استخدام كلمة (تقويم) و(تقييم)، فيقال: التقويم المستمر، فما الصحيح في هذا؟ ولك أطيب تحيَّة.
قال عبد العزيز: ولك أطيب تحية وأزكاها.. والوالد هو مَن ذكرت، وكان أستاذًا في الجامعة سابقًا يدرّس لطلابها العقيدة، وفقه السيرة، وهو الآن وقد سلخ الثمانين -في إخبات وتألّه-، وسؤالك عنه آية نبل ووفاء، وإنّ حُسن العهدِ من الإيمان.
وألخّص لك جواب السؤال عن (تقويم) و(تقييم) في نقاط:
1- اتفقت معاجم اللغة على أن هذه اللفظة (واوية) سواء كان معناها: بيان قيمة الشيء، أو كان معناها: تعديل الشيء، وإقامة اعوجاجه؛ فيقال: قوّمت السلعة، أي : عيَّنت قيمتها، وقوّمت المعوجّ، أي: عدّلته.
2- بُحِثَتْ هذه اللفظة في مجمع اللغة، وهي في المجلد الرابع والثلاثين من مجلتها، وصحَحَتْ فيه التقييم الذي بمعنى القيمة، للتفريق بينه وبين التقويم الذي بمعنى التعديل، ونظَّر المجمع على ذلك بأمثلة عُدِل فيها عن الواو، وهي الأصل إلى الياء حذرًا من اللَّبس، ومن ذلك: عيَّد الناس، إذا شهدوا العيد، وقالوا في جمع العيد: أعياد، ولم يقولوا: أعواد، حذر الإلباس على الناس، وأصله: عاد، يعود.
3- لم يمنع المجمع -وليس له ذلك- أن يُقال: قوّم البضاعة، بمعنى: حدّد قيمتها، وقوَّم العمل: جعل له قيمة، والمصدر: التقويم بلا ريب.
4- وأنا أختار ما اختاره ذلك المجمع الخالد، فإن الخروج من لباس الإلباس أقوم قيلاً، وأهدى سبيلاً.
5- التقويم المستمر، وتقويم الأعمال.. هل هو من القيمة، أو من تقويم الاعوجاج؟ فإن كان من الأول فلك فيه وجهان، وإن كان من الثاني فليس لك إلاَّ وجه واحد.. أسأل الله أن بيِّضه!

http://www.moeforum.net/vb1/gfx_vB36...er_offline.gif

صقر قريش 07-09-2009 03:25 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
عين ( العَلاقة )


لو تتبع باحث لحن الألسنة في القول في كلام من يتكلم بالفصحى لوجدها تتجه في اللحن إلى الضمّ والرفع ، ولم أجد سببا لذلك إلا أنهم يتوهمون أن الإعراب هو ذاك لأنه يكون أكثر ما يكون في الرفع ، ويظن العامي أن من قال : إنّ المسلمون أشدّ فصاحة ممن قال : إن المسلمين ؛ لأن الناس يقولونه بالياء على كل حال ، وكذلك الألفاظ التي أولها فتح أو كسر ، أو يكون أوسطها مفتوحا أو مكسورا ، فيقولون في العَلاقة ، العُلاقة وفي الظرف بمعنى : الظرافة : الظُّرف ، بالضم ، ويقولون : فلان لا يَمُلّ ، ويضمون راء تجرِبة ، وهلمَّ جرّا ، والبحث – هنا – في لفظ العَلاقة التي بمعنى : التعلق بين شيئين ، يضمون عينها وهي مفتوحة ، يقال : عَلِق به ؛ إذا لزمه ، ولفظ ( علق ) بجميع تصريفاته فيه معنى التعلق بين شيئين حيث جاء .. ومن معاني العَلاقة : الصّدَاقة ، والخصومَة ، ضدان ، وما تعلق به الرجل من حِرفة ونحوها ، وما يتعلقون به على المتزوّج من المهر ، وما يتبلغ به من العين ، والحُبّ اللازم للقلب .
ومن الطّريف : أنني وأنا أكتب عن العلاقة هذه السّطور إذا بصديق حميم يحدثني في الهاتف الجوال ويقول في كلامه : العُلاقة بيننا .. وضمَّ العين ، ولم أنكر عليه اكتفاء بإنكار القلب ؛ ولأن الجواب هو ما سيرى لا ما يَسْمَع ، ولأنني – ولا أكذِبُ اللهَ – سررت بما قال ؛ لأنه يكشف عن صدق ما قلته من وقوع الألسنة في هذا اللحن الشائع

صقر قريش 07-09-2009 03:25 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
خاء الخنزير.. وولد الخنزير!!


يشيع في هذه الأيام ذِكر (الخِنزير) بسبب المرض الذي يحذر العالم من انتشاره بسببه، ولكنهم مع تحذيرهم من ذلك لا يحذرون من لحن القول فيه، يفتحون خاءَه وهي مكسورة، يقولون : (الخَنزير) والصواب: (الخِنزير) مثل: حزِقيل، على زنة فِعليل، وقيل : النون فيه زائدة، ووزنه: فِنْعيل، وفي الذكر الحكيم: (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) أي: قذِر، ومن القذر ما ليس بنجس، وهو قذر؛ لأنه يأكل القاذورات، ويطعم النجاسات، ويأكل فضلات الإنسان، والحشرات، والحيات، ولا يمر فمه بشيء إلا كنسه بلسانه وازدرده، ولهذا تمنع الدّاجنة من الخنازير قبل أن تذبح من أكل القاذورات لتطهير لحومها.. ولم يحرَّم لذاته في القرآن أكل شيء سواه، وولد الخنزير، يقال له : خِنّوص، بكسر الخاء أيضا، وقلت في ما هبَّ ودبَّ :
وولد الخنزير خِنَّوصٌ وما * كان لدُبٍّ فيُسمَّى دَيْسَما
والعرب تكني الخنزير بأبي جهم، وأبي قادِم، وأبي عقبة، وأبي زرعة، وأبي دلف، وأبي عليَّة، وكلُّها مقبولة إلا هذه الكنية.. وذلك اللحن الذي ذكرته يقع فيه العامة والخاصة، ونظرت في كتاب (دائرة المعارف) للمعلم بطرس البستاني فوجدته قد ضبطه بالفتح، فوقع في هذا اللحن الشائع.
والمرجوّ من الإخباريِّين والمذيعين أن يفروا من اللحن فرارهم من داءِ الخنازير.. نسأل الله العافية والسلامة

صقر قريش 07-16-2009 05:50 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الشرشحة


http://www.al-madina.com/files/image...0022522000.jpg

الجمعة, 26 يونيو 2009


د.عبدالعزيز الحربي



السائل أبو عمر، يقول في سؤاله: هل كلمة الشرشحة وكذلك الفرشخة عربيتان؟ وما أصلهما؟
قال عبد العزيز: هاتان اللفظتان من الألفاظ الشائعة على الألسنة في الحجاز والشام، والحسّ العربي يحكم لهما قبل البحث والتوثيق بالبراءة من العجمة، فالتصريف والصيغة والحرف هي الشواهد الأُوَل على سلامة اللفظ، ولكنني بحثت بتقصٍّ عن (شرشح) في مطوّلات المعاجم فلم أجد لها أثرا ولا عِثيرا، وخشيت أن لا أظفر بها في كتاب (تكملة المعاجم) فكان ما خشيت منه، ولم أجد فيه إلا قوله: (شرشوحة سبَّاط، حذاء بال) وفزعت إلى كتاب (قاموس ردّ العامي إلى الفصيح) فإذا هو يقول: (شرشحه: إذا عرض عليه أمرا فيه جهة للإقدام عليه وجهة للإحجام عنه وهو حائر بينهما) هذا المعنى الذي يستعمل العوام له هذه اللفظة في بلد المؤلف، ثم تكلّف لها استعمالا عربيا فصيحا فزعم أنها قريبة من كلمة (الطرشحة) ومعناها في كلام العرب: الاسترخاء.. والحق أن هذه اللفظة -وإن لم يكن لها وجود في المعاجم- عربية الأصل فصيحة الاستعمال، وحقها أن تدرج في مكانها في المعاجم، فإن المعاجم قد فاتها كثير مما نطق به العرب، أو اشتق مما نطقوا به، فهذه اللفظة موجود أصل لفظها ومعناها، أصلها (شَرَح) يقال: شرح الشيء إذا وسَّعه، وشرح اللحم إذا قطَّعه، فدخلت الشين بين الراء والحاء زيادة في اللفظ لزيادة المعنى، والشين حرف تفشٍ وتوسع، والأفعال الرباعية المشابهة التي فيها معنى التكرار والسعة يماثل فيها الحرفان الثالثُ والرابعُ الأولَ والثانيَ، كزلزل، ودندن، وجلجل، وصلصل تدل على حصول الشيء مرتين فأكثر، بآية ما دل عليه اللفظ الذي يحكي صورة المعنى، فإذا كان اللفظ لم يتكرر فيه اللام كـ(شرشح) فإنه يدل على تداخل فعلين وإدماجهما في لفظ واحد لمعنيين متقاربين، ومعنى (شرشح) في الاستعمال الشائع اليوم هو معنى كلمة (شرح) الذي ذكرته آنفا مع زيادة في معناه؛ لزيادة مبناه، واعلم أن حرف الحاء إذا كان في الكلمة -لاسيما إذا كان في آخرها- دليل من أدلة البراءة من العجمة، وأما الفرشخة فمعناها في اللغة: السّعة، وهو موافق للمعنى الشائع، وأكثر ما تطلق على المباعدة بين الرِّجلين في المشي والجلوس.


مجدى مختار 07-19-2009 12:02 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
أكرمت يا صقر المنتدى
وبارك الله فيك
وجزاك خير الجزاء
وعمَّت بك الفائدة
وكتب الله هذه الأعمال فى ميزان حسناتك يوم القيامة .

أبو عبدالرحمن 07-19-2009 02:36 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بارك الله في جهدك يا صقر

صقر قريش 07-19-2009 03:26 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
مرورك اخوي مجدى و ابو عبدالرحمن
سبب في تالقي وابداعي
جزاكم الله خير

صقر قريش 07-31-2009 06:34 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بِالْكادْ..!!


http://al-madina.com/files/imagecach...5033763500.jpg

الجمعة, 31 يوليو 2009


د. عبدالعزيز الحربي



مما شاع على الألسنة في هذا العصر من قبيح اللحن قولهم : (بالكاد) يقولون: بالكاد استطعت أن أكلّمه، وبالكاد استطاع أن يمشي، ونحو هذا، يريدون: بصعوبة قدر أن يمشي، ومثل هذا اللحن مما يغار له الغيارى على الفصحى؛ لمخالفته لقواعدها، ولركاكته، وشبهه باللسان الأعجمي، ذلك بأن (ال) لا تدخل على الأفعال، ولم يتكلم عربي قط بفعل ماض معه لام التعريف، وأما قول الشاعر:
ما أنت بالحكَم التُّرضى حكومتُه
ولا الأصيلِ ولا ذِي الرأيِ والجدَلِ
فشاذّ محفوظ لا يقاس عليه لدى المحققين، ثم إنِّ (ال) –هنا– موصولية بمعنى الذي، أي: الذي ترضى حكومته، ثم إن الفعل الذي دخلت عليه –هنا– فعل مضارع، والمضارع معْربٌ، ضارَع الاسم، أي : شابهه في الإعراب، فله من المنزلة ما لغيره، وفي هذا يقول ابن مالك في ألفيته في النحو:
وصفةٌ صريحةٌ صلةُ ال وكونها بمعرب الأفعالِ قَلّْ
وأما (كاد) ففعل ماضٍ وهو مبني لا معرب.. فإن قيل: فما البديل مكان هذه اللفظة، قلنا: العربية واسعة وأساليبها لا تنضب، وفي جَعبتها (بفتح الجيم ولا يجوز الضم) ألفاظ كثيرة تقوم مقام هذا الأسلوب، فلو قال القائل: فعَل فلان هذا الأمر بصعوبة، أو: بعسر، أو: فعله ولم يكد، أولم يفعله إلا بعد لَأْي، أو: بمشقة، أو: بعد جهد، أو جهِد في فعل هذا.. ونظيره في القرآن: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ) ولو قيل لأصحاب (الكاد): كيف يعبِّرون عن معنى هذه الآية: لقالوا على رؤوس الأشهاد: لم تكونوا بالغيه إلا بالكاد، هكذا بغيا على لغة الضاد، الملطوعةِ عينها في واد وهم في واد، تندب حظَّها وتشكو من ظلم العباد.

أبو عبيدة 07-31-2009 01:53 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
يعطيك العافيه

صقر قريش 08-13-2009 07:49 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بلكن ...!


الجمعة, 7 أغسطس 2009


د. عبد العزيز الحربي



كتب إليَّ الطالب بجامعة طيبة، عبدالعزيز الجهني، يقول بعد ثناء وشكر، أحييه بمثله: كثرت في مجالسنا ألفاظ غريبة لا يعرفها القاموس العربي مثل كلمة (بلكن)، بمعنى احتمال وقوع الشيء... إلخ.
قال أبو محمد: لستُ بمستيقن من أصل هذه الكلمة، فإن كانت عربية، فأكبر ظني أنها كلمتان أدخلت إحداهما في الأخرى، وحُذف بعض حروفها، والكلمتان هما (بلى) و(لكن)، والمعنى الذي ذكرته قريب يصح إسقاطه عليه، لكن هذا الحذف والإدماج لم نسمعه عن العرب في هذه اللفظة، ولا ورد في كلام أحد ممّن يلتزم بالفصحى من الأولين والآخرين، ولا يدخله باب القياس على ألفاظ مشبهة، تصرفت فيها العرب بالحذف أو بالنحت، كقولهم: أيش، يريدون: أيّ شيء؟ وقولهم : ويْلُمِّهِ، أي: ويلُ أمِّه، وقولهم: لا تُبَلْ، أي: لا تبالِ، وقولهم في لا أَبَ لشانيك: لا بشانيك، وقولهم في يا صاحبي: يا صاحِ، وقولهم: عم صباحًا، وأصله: انعم صباحًا، وكما قالوا -وهو من قبيل النحت-: عبقسي، وعَبْشَمِيّ، في عبد القيس، وعبد شمس، وقالوا: طلبقه الله ودمعزه، أي: أطال بقاءه، وأدام عزه، واشتهر بين العلماء تسمية من انتسب إلى المذاهب الأربعة وتقلَّب فيها: بـ(حَنفشي)، ولهم أن يقولوا: (حفشظي) إن أرادوا إدراج مذهب أهل الظاهر، كما قالوا للمتخرج في دار العلوم: درْعمِي، كأزهري، وسمَّيتُ أنا من تخرج في (دار الحديث): دَرْحَثيًّا، والدارس في (دار الأرقم): درقميًّا، ومعهد الحرم المكي: حَرمكيّا، واللهجات المعاصرة في كل بلد يكثر فيها الحذف، وكذلك النحت، فمن قال: أيش بك؟ أراد: أيّ شيء بك، ومن قال: أيش بدّك؟ أراد: أي شيء بودّك؟ ومن قال: إيوه، أراد: إي والله، ويقول أهل الشام: وْلاَك، يريدون : ويلٌ لك، وفي بعض قبائل اليمانيين يقولون : كَنِّيبك، والتامِسْ، يريدون: كأني بك، وليلة أمس، وهو كثير في جميع لهجات العالم، وتأمّل في لهجات جهنية تجد عندها الخبر اليقين.



مخبر سري 08-13-2009 02:28 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
دمت بالف خير

صقر قريش 08-13-2009 05:31 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخبر سري (المشاركة 310529)
دمت بالف خير


مروركم على الموضوع هو وسام نعتز به

ابو عمر 08-13-2009 06:32 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بارك الله فيك

ثماليه والعز ليه 08-13-2009 07:43 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
يسلمووووووو

صقر قريش 08-14-2009 06:52 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
بين سؤال.. واعتراض!!


http://www.al-madina.com/files/image...0057719700.jpg

الجمعة, 14 أغسطس 2009


د. عبدالعزيز الحربي



وردني سؤال من محمد الأنصاري قال فيه: هل يُقال: (بالرغم من ذلك) بفتح الراء، أم بضمها، أم الوجهان صحيحان؟
والجواب: قول الناس: فعلتُ كذا بالرغم منّي، أو على الرغم مني معناه على كره مني، والرغم: الكره، كما نصّ على ذلك أهل اللغة.. وقالوا: إنّ الراء فيه مثلثة، فيها الفتح والكسر والضم، والمسموع عن العرب في هذا اللفظ: برغم كذا، وعلى رغمه، ولم يُسمع: رغمًا عنه مجرّدًا من (الباء)، أو (على)، وأجازه مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما قالوا في (بالطبع): طبعًا.
وممّا ورد في ذلك من شعر العرب قول زهير:
فردّ علينا العَيرَ من دون إِلفه
على رغمه يدمى نساه وفائلُه
وفعل (الرَّغم): رغِم، يُقال: رغم أنفه، بفتح العين وكسرها وضمها، والرّغام هو التراب، والمادة تدور حول هذا المعنى.
وأمّا الاعتراض فهو من فائز الجهني: قرأ مقالتي السابقة فما وعاها، ولا رعاها حق رعايتها، وجمع بين إساءة الفهم والظنّ والخطاب، فكتب ردًّا لا يحسن ذِكره؛ لأنه عورة، وستر العورة واجب، ولا أريد الإجابة هنا، وأكتفي بأن أرشدك يا أخي فائز -عفا الله عنك- إلى عرض ما قلته على مَن يفهم، وسوف تجد أن المقال ثناء على جهينة، وأصالة لهجتها وسلامتها، (وربَّ مبلّغ أوعى من سامع).


صقر قريش 08-21-2009 07:14 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
ديك ما له عرف !!


http://al-madina.com/files/imagecach...0072037000.jpg

الجمعة, 21 أغسطس 2009


د. عبدالعزيز الحربي



وردني سؤالان من عمار أحمد ، قال في الأول : نسمع بكلمة (إنسان) وتطلق على المذكر والمؤنث ؛ لأنها اسم جنس ، ولكن هل يصح لنا أن نقول: (إنسانة) للمؤنث؟ وقال في الثاني: هل يصح أن نقول: ديك ما له عرف؛ لأن بعضهم قال: إن الصواب: ما له من عرف؟
والجواب : أما سؤالك الأول فقد أجبت عن مثله بكلام مفصل في حلقة سابقة ، وستراها في كتابي (لحن القول) الذي سيصدر قريبا بإذن الله ، وقد ذكرت أن بعض اللغويين يرى أن المرأة لا يقال لها : ( إنسانة ) بل يقال لها: (إنسان ) كما يقال للرجل ، وأنها لفظة مولدة ؛ لأن العرب لم يسمع منها ( إنسانة).
وأما سؤالك عن قولهم : ( ديك ما له عرف) فعبارة صحيحة لا شيء فيها ، ومن قال : الصواب ( ما له من عرف) فليس بمصيب إلا إذا كان المقصود النفي المؤكد المبالغ فيه ، فهذا يوجب ( مِن ) وأمثلة القرآن الكريم التي وردت بهذا الأسلوب كقوله سبحانه : (مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) وقوله : (مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ) وقوله : ( مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) وغير ذلك من الآيات هي من النوع المؤكد .. ولا أتذكر الآن آية وردت فيها( ما ) النافية في هذا السياق إلا وهي مؤكدة بـ ( مِن )، وفي كلام العرب النثري والشعري جمل لا تحصى كثرة وردت عارية من حرف ( مِن )كقولهم : ما به بأس ، وقولهم : ما له زرع ولا ضرع ، وكقولهم : ما به قلبة .. وهذا لا يعني أن الكلام بدونها كلام مخالف لقانون العربية ؛ لأن الأمر يعود إلى مراد المتكلم ، والجمهور يجعلون ( مِن ) هذه زائدة ، وكذلك ما جاء في نحو قوله تعالى : ( مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ) والحق أنها ابتدائية لا زائدة، كما أنها بعد الإيجاب في قوله تعالى : ( يَغْفِرْ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ ) وقوله تعالى : ( وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ) ليست زائدة بل تبعيضية ؛ لأن من السيئات ما هو متعلق بظلم العباد ، وقيل (مِن ) في هذه الآيات ابتدائية ، ومن العلماء من قال بزيادتها في الإيجاب كالأخفش الأوسط وآخرين ، والجمهور على تغليظ من قال ذلك ومنهم شيخه سيبويه.


صقر قريش 08-28-2009 11:04 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
هل يقال: جاء رمضان؟!



http://al-madina.com/files/imagecach...0562073500.jpg

الجمعة, 28 أغسطس 2009


د. عبدالعزيز الحربي



قالت طائفة من أهل العلم: لا يُقال: رمضان وحده، بل يُقال: شهر رمضان، كما جاء في القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، ويعزى هذا المنع لبعض المالكيين، ومن حجتهم في المنع أن (رمضان) من أسماء الله، فلا يجوز حذف المضاف؛ لأنه بمنزلة (بيت الله)، و(ناقة الله) لا يجوز في ذلك، ونحوه حذف المضاف.
وقالت طائفة: يجوز حذف لفظ (شهر) إذا وجدت القرينة الدالة على المحذوف، كأن يُقال: صمنا رمضان، ورمضان قبل شوال، وبعد شعبان، ويُكره حين لا توجد قرينة.
ومن جهة أخرى يقول بعض اللغويين: لا يجوز إضافة شهر إلى اسم شهر إلاَّ لشهر رمضان وشهري ربيع، وفصّلت القول في هذه المسألة في مقالة منذ أعوام عنوانها: (هل يُقال: شهر شعبان؟)، وذكرت أن سيبويه أجاز ذلك مطلقًا.
والحق في هذه المسألة الجواز المطلق، فإنه لا دليل على الكراهة التي لا تثبت إلاَّ بشرع، وأبعد من ذلك التحريم لتركيبه على دليل فاسد، وهو أن (رمضان) من أسماء الله، وما هو من أسماء الله، ولا ثبت بذلك أثر صحيح، بل ما ورد في ذلك ضعيف لا يعوّل عليه، ومن فساد اعتباره؛ لأنه قد ثبت في أحاديث صحاح ذِكر (رمضان) مجرّدًا دون لفظ (شهر)، ومنه: قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة...)، وفي رواية أخرى: (إذا دخل رمضان)، وفي ثالثة: (إذا كان رمضان). وقد ترجم النسائي في ذلك، وصرح بالجواز فقال: (باب الرخصة في أن يُقال لشهر رمضان: رمضان). قال النووي: (مذهب البخاري والمحققين الجواز بقرينة، وبلا قرينة دون كراهة).
والخلاصة.. قل: جاء رمضان، وصمت رمضان، وسافرت في رمضان.. ولا حرج.

صقر قريش 09-04-2009 07:23 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
صلاةُ القيامِ أثابكم الله !!




الجمعة, 4 سبتمبر 2009


د. عبدالعزيز الحربي



أدركتني صلاة العشاء قبل أعوام في شهر رمضان عند مسجد حضر الصلاة فيه جماعة قليلون ، فلما قُضيت الصلاة – صلاة العشاء – أقبل الإمام توجهه واستغفر ربه ، وبينا هو كذلك إذ قام المؤذن مناديا في ( الميكرفون ) : صلاة القيام أثابكم الله ، ومدّ بها صوته ، كما ينادى بالأذان ، ولم يكن بالحضرة من يحتاج إلى هذا ، ولا هو نداء لمن كان خارج المسجد ، وليست سنة مشروعة شرعت لنا كالأذان والإقامة ، وليس لها في مثل ذلك المقام غرض يفوت بفواتها ، ولا معنى معقول ، ولعدم مراعاة القصد في الأمور التي يجعلها الفقهاء من المصالح المرسلة صار ما ليس له مصلحة ولا معنى يعقل كغيره مما له منفعة ، والأصل في العبادات أن لا يكون فيها ولا يحاط بها من ذكر يتخذه المسلم سنة إلا بما شُرع له ، وأما المساجد الكبرى التي يصدر الناس فيها أشتاتا لا يرى كثير منهم إمامهم أمامهم ، فلمناداتهم بهذه الجملة وأمثالها لإعدادهم وإقامتهم أمر تقرّه الأصول والمقاصد ، كالحال في المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهما ، فظهور المصلحة في ذلك واضح ، ولا نرى الالتزام بأي لفظ توهم المداومة عليه بحروفه أنه سنة ، والآفة في هذا كله هو التقليد وإلغاء العقول ، وما التقليد إلا قفل من الأقفال التي تمنع الفكر من التأمل والبحث عن الحق ، وما هو إلا حجاب بين حقيقة العلم والعقل الذي يميز به الإنسان بين الخطأ والصواب ، هذا ، ويجوز إعرابا أن تقول : صلاةَ القيام بالنصب ، على معنى : احضروا صلاة القيام ، أو بالرفع ، على أنها جملة اسمية ، أي : هذه صلاة القيام ، والإعراب مبني على المراد ، وقد قيل : لولا الحذف والتقدير لعرف النحو (الكثير!) .

مجدى مختار 09-21-2009 07:33 AM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
جزاك الله خيراً يا صقر
وبارك فيك وفى ذريَّتك
وأثابك الجنَّة وحفظك من كلِّ شر .

بنت شيوخ 11-11-2009 09:40 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
http://4upz.almsloob.com/uploads/ima...d174fdf40e.gif

صقر قريش 11-12-2009 01:15 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الجمعة, 6 نوفمبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي



من حِكم الشعر ما جاء على لسان الشاعر حين قال : * وما آفة الأخبار إلا رواتها * والرواة منهم الصادقون ومنهم دون ذلك ، فمن تبيّن ولم يعجل فقد تحرى رشدا .. ودونكم مسائل أربعا نسبت إلى الإمام ابن حزم الظاهري ، وهو منها براء ، يردّدها بعض الخاصة ومن دونهم من أهل العلم .
وإحدى المسائل : القول بأنه لم يطلب العلم إلا بعد السادسة والعشرين من عمره في قصة يذكر فيها أنه دخل المسجد فجلس فأمر بالصلاة ركعتين .. إلخ ، وهي قصة مشهورة يحكيها من يحكيها للحث على طلب العلم وأنه لا بداية له.. وبأدنى تأمل وبحث يدرك طالب العلم أنها منتحلة ، وليس لها خطام ولا زمام ، ومن قرأ سيرة هذا الإمام عرف أنه نشأ في بيت علم وعمل ، وأنه حفظ القرآن وعلم مقدمات علوم الشريعة والعربية في سن مبكرة ، وأنه طلب الحديث والفقه وهو دون البلوغ ، وأن من أشياخه في ذلك من مات وابن حزم لم يتجاوز السادسة عشرة ، وممن سمعته يحكيها الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله ، عام 1407هـ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في محاضرة ألقاها علينا يوم ذاك.
الثانية : القول بأن مذهبه في الطواف بالصفا والمروة أربعة عشر شوطا ، وهي أكثر المسائل الأربع شيوعا عنه ، وما بالعهد من قِدَم ، فقد سُمِع الشيخ العبيكان – عفا الله عنه – يوم الأربعاء الماضي في سؤال على الهاتف: يقولها، ورددها ثلاثا.. ومصنفات ابن حزم كالمحلّى وحجة الوداع، تنادي بصوت عال على نقض هذه الدعوى وبراءته منها، بل إن ابن حزم يحتج بالعقل والنقل على من يقول بهذا القول.
الثالثة: قال لي غير واحد، منهم أستاذ كان يدرس لنا العقيدة: إن ابن حزم يحرّم أن يقول المرء لوالديه: (أف) ويبيح أن يأخذ العصا ويضربهما حتى يبردا، فقلت له: أين هذا ؟ قال: في كتبه، ثم أدبر يسعى. غفر الله له .
الرابعة: ما يردده بعضهم تقليدا لابن عبد الهادي أنَّ ابن حزم جهميّ جلْد، وهذه أظلم وأطغى، ولا يقول هذا إلا جاهل بمذهب جهم أو حال ابن حزم أو بهما معا ، أو كان قاسطا، أو لا يدري ما يخرج من رأسه، ولو ألقى معاذيره.. وليس الغرض – هنا – الدفاع عن ابن حزم ، وحسب ، بل الغرض الأكبر هو التذكير بقول الله : (فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ ) سامح الله الجميع .

صقر قريش 11-12-2009 01:19 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الجمعة, 30 أكتوبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي

( الخاطرات ) المائسات من النساء تبخترا ، وهي أيضا – وهو المراد هنا – : الواردات التي ترد على البال ، وتسمّى خواطر القلب ، وبنات الفكر التي قيل فيها :
لنا من بنات الفكر نسلٌ به نسلو
وترد على القلب في اليوم آلاف الخواطر، والوسواس نوع منها، والناس مختلفون في قوة الخاطر ونوعه، وكل إناء بالذي فيه ينضح ، فخاطرات أصحاب الهمم العالية والنفوس الزكية، والعقول الصحيحة من صوائب الحكمة التي يؤتيها الله من يشاء، وفي العوام الذين لم يرد على فطرتهم ما يغيرها عن أصلها من هو كذلك، ومن سالفي العبّاد طائفة سمّوا (عقلاء المجانين) قال عنهم طائفة من أهل العلم: هم أناس وهبهم الله عقولا وأحوالا فسلب عقولهم وأبقى أحوالهم وأسقط ما أوجب بما سلب، وفي هذا الكلام نظر يفضي إلى تصوره دون تصديقه ؛ إذ لا يمكن أن تكون الحكمة مع ذهاب العقل ، ولكن يمكن أن يقال : لا تسلب عقولهم جملة ، بل تتعاقب أحوالهم وعقولهم ، فما كان من الحكمة فهو من أثر العقل . وتوارد خاطرين أو أكثر من اثنين أو أكثر في كلمة أو جملة يسيرة ممكن ، وهو نادر جدا ، وأما اتفاق شاعرين في بعض البيت من الشعر فممكن ، بل واقع ، قال ابن حزم:( شاهدناه مرتين في عمرنا، وأخبرني من لا أثق به أن خاطره وافق خاطر شاعر آخر في بيت كامل ، وأما الذي لاشك في امتناعه فهو اتفاقهما في قصيدة بل في بيتين) وهذا كله في الألفاظ ، وأما المعاني فالتوارد فيها كثير ، بل ربما خطر للجليسين خاطر واحد في وقت واحد ، ولم أشهد خاطرا وقع لثلاثة في وقت ، هذا وإن (الخاطرات) جمعٌ سالم يكون للقليل والكثير، وجعله سيبويه من جموع القلة في أصل الوضع، ولا دليل لذلك إلا ما روي أن النابغة عاب على حسان في قوله:
لنا الجفَنَات الغرّ يلمعن بالضّحى
وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دمَا
فقال له: قلّلت (الجفان) وهن كثير، إلخ، وهي قصة موضوعة، مهيضة مقطوعة، رواها هيان بن بيان، ومفجوع بن مفجوع ، وضُلّ بن ضُلّ، وطامر بن طامر، والله يقول : (وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ) فهي – هنا – للكثرة بلا ريب.

صقر قريش 11-12-2009 01:21 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
السبت, 24 أكتوبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي

لعلّ هذه آخر مقالة في (لحن القول) الذي كتبته في سبع سنين دأبًا، ما كنتُ أدري أنني أمكث هذه المدّة الطويلة، لولا أنّ عددًا لا أحصيه من القرّاء الأفاضل أرادوا أن أمضي حقبا، وأن أسلك سبيله عجبا، وأتبعوا ذلك سببا وسببا، وأرادوا أن يكون إجابات للسائلين، فكان منه جزء كبير أجبت فيه على سؤالهم، وأسئلة أخرى قرأتها في واقع الناس ومنطقهم، واجتمع من ذلك نحو من ثلاثمئة مقال سوف تخرج في مجلد خلال أسابيع، بإذن الله وعونه، وسأكتب مكانه في هذا الحيز إن شاء الله في موضوع آخر، على نحو آخر، فقد ناء بي (لحن القول)، ومللت منه.
كان (لحن القول) في أسابيعه الأولى بضعة أسطر، قال لي يومها الدكتور عبد العزيز قاسم (مشرف الملحق آنذاك): حبّذا لو كانت هذه المقالات موجزة حتى تكون (كبسولة)، فلم أزل أُكَبْسِلُها وأزيد فيها شيئًا فشيئًا، وأستدرجهم من حيث لا يعلمون، حتّى نزعت منها الواو واللام فصارت (كبسة!).
ولا لوم عليَّ في ذلك، ولا عتاب، فالكبسة في بطون كلام العرب، وليس في كلامهم كبسولة، ولو شئت لزدت حتّى صارت مائدة، غير أن المقالات المطولة لا يقرأها إلاَّ مَن يهمه الأمر، أو كان مريدًا للكاتب.
أشكر لكل مقترح، أو ناصح، أو مستدرك، وأعتذر لكل من قسوت عليه في الردّ، أو لم أتمكن من الإجابة على سؤاله، وأكافئ الثناء بمثله، ومن طريف ما سمعته في هذا ما قاله العلّامة الفطن صالح بن حميد: (يعجبني ما تكتبه في لحن القول، وإن كان لحن القول لا يحمد)، أو ما هذا معناه، ومن صحيح ما استُدرك عليَّ عبارة زلّ بها القلم أذكرني بالصواب فيها زميلنا الدكتور سعيد القرني، وهي جمع (تمرة)، وما كان على وزنها على (تمْرات) بإسكان الميم، قلت: إن الميم يجوز فيه الفتح والإسكان، والمقرر في كتب النحو هو الفتح في هذا ونحوه لا غير، فصوبت ما كتبته، وشكرته بقوة، وكيف لا يُشكر مَن بيَّن لك الحق، وللقائمين على ملحق الرسالة جليل الشكر، وصادق الثناء وعاطره على دأبهم، وحسن قولهم وعملهم.

مجنونها 11-12-2009 01:21 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
دام للمنتديات عطاءك يا بو سالم

صقر قريش 11-12-2009 01:22 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الجمعة, 16 أكتوبر 2009
د. عبدالعزيز الحربي

السائل سعد الحارثي، يقول في سؤاله: بعد ثناء وشكر أحييه بمثلها: أرجو التحقيق في هذه الألفاظ بما تملكه من علم:
الكلمة الأولى: نسمع في التلفاز، وخاصة في الأخبار قولهم: بلورة المواقف، فما أصل كلمة بلورة؟
الكلمة الثانية: قولهم أيضًا: تخوم المناطق الجنوبية، فما أصل كلمة تخوم؟
الكلمة الثالثة: كملة سرعان، مثل: سرعان ما ذهبوا عنه، أو: سرعان ما ضل الطريق.
والجواب: أمّا كلمة (تبلور) فهي لفظة محدثة، منتزعة من لفظ (البلّور)، وهو نوع من الحجارة الشفافة، فاشتق منه المتأخّرون (بلْورَ) يقال: بَلورَه، والفعل المطاوع له (تبلور) ونظائره كثيرة.
وأمّا (تخوم) فلفظة عربية صريحة على الصحيح، وهي بفتح التاء، وجمعها (تُخوم) بضم التاء، قال بعض اللغويين: إنه لا نظير له في كلام العرب إلاَّ (عَذوب) تجمع على (عُذوب)، و(زَبور) تجمع على (زُبور) بالضم، وقال آخرون: بل هو بالضم مفرد، وجمعه تُخُم، كرسول ورُسُل، وأصل معناها: الحدّ الفاصل بين أرضين، والمعالم التي يهتدي بها في الطريق، ومن أهل اللغة مَن أنكر أن تكون هذه اللفظة عربية، والأول أعلى وأولى.
وأمّا قولهم: (سرعان ما ذهبوا) بفتح السين وكسرها وضمها: فاستعمال صحيح، ومعناه: سَرُعَ ما ذهبوا، يستعمل خبرًا محضًا ، ويستعمل تعجبًا، وأمّا (سرعان) الذي ورد في حديث ذي اليدين (فخرج سُرعان الناس) فهو بضم السين وسكون الراء وفتحها، وهو جمع سَريع، كما تقول: كثيب، وكُثبان، وذكر الزبيدي في (التاج) أنه سمعه بالضم من شيخه العلامة السيد مشهور بن المستريح الأهدلي الحسيني حين إقرائه صحيح البخاري في ثغر الحديِّدة.
هكذا قال، وسائر اللغويين يضبطونه بفتح السين، ومعنى
(سَرعان الناس): أوائلهم.


صقر قريش 11-12-2009 01:23 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الجمعة, 9 أكتوبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي

إليكم مجموعة من الألفاظِ التي تَزِلُّ بها الأقلامُ، وتعثُر بها الألسنةُ. كثيرٌ منها ممّا نبّه عليه الأوّلون والآخرون؛ أمثال الزبيديِّ، في “لحن العامَّة”، والصّقلّي في “تثقيف اللسان”، وعبد القادر المغربي في “عثرات اللسان”:
(البيئة) وهي: الحالة. سمعتُ بعضَ علماء عصرنا يلفِظها بفتح الباء؛ وهو لحْنٌ. والصواب الكسر. وقد نبهته على ذلك، فأجزل الشكر.
(سِيف البحر) أي : ساحل البحر. وجاء ذِكْره في صحيح البخاري. ويُطلق أيضًا على ساحل الوادي.
(بِلقيس) ملكة اليمن.. بكسر الباء. ومن الناس مَن يفتح الباء؛ حتى أنّ بعض الخاصّة من نبلاء الدّعاة لم يستطع نُطقَها بالكسر حتّى بعد التصحيح.
(صِهْيَون) بكسر الصاد، وسكون الهاء، وفتح الياء على زنة (فِرْعَون) جبلٌ بالشام. وفتح الصاد أو ضمُّها، وضم الياء: غلط.
جاء في المثل (أسمع جَعجعةً ولا أرى طِحنًا) أي: طحينًا. وفتْحُ طائه لحْنٌ ؛ لأنّه بالفتحِ مصدرُ (طحن).
(عِيان) يقال: رأيته عِيانًا، بكسر العين. والفتح خطأ.
(اللِّثة) منبت الأسنان، بكسر اللام لا غير، وثاؤه مخففة.
(الفِراسَة) جاء في الأثر: “اتق فِراسَة المؤمن” بكسر الفاء. وفتْحُها لَحْنٌ.


صقر قريش 11-12-2009 01:25 PM

رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
 
الجمعة, 2 أكتوبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي

في تراثنا الإسلاميّ ظاهرةٌ من ظواهر العدوان في أسماء الكتب والرَّسائل، التي يردّ فيها عالِم -أو شبهه- على غيره؛ يشهر عليه السُّيوف الباترة، ويحمل عليه السِّلاحَ الفاتك، ويُرسل عليه الشهبَ المُحرقة؛ لمخالفته له في مسألة قد يكون الحقُّ فيها مع المخالف، وليس هذا سبيل العلماء الربَّانيين الذين يعدلون، ولا يعتدون، وإليكم جُملةً من تلك الأسماء:
(السيف المسنون اللّمَّاع على المفتي المفتون بالابتداع) ردَّ به البقاعي على السُّيوطي، وكان بينهما نُفْرة، و(السَّيف الهاوي على رقبة المناوي) رسالةٌ ألَّفها النواني؛ كما في كشف الظنون، و(السَّيف الصَّارم في قطع العضُد الظالم) للجارْبَرْدي انتصارًا لوالده على عضُد الدين الإيجي، و(السيف المسلول من غِمدِه لتلابيب التالي من عَمدِه) للسكري، يردُّ به على بعض القرَّاء، وهناك: (السيوف المجليّة والمدافع الرعديّة في رقاب وقلوب المنكِر على السادة الصوفية) لم يَشْفِهِ قَطْعُ الرقاب، فزاد تمزيقَ القلوب وإتلافَها، و(الكاوي لدماغ السخاوي)، و(الصارم الهاشم لدماغ محمد هاشم).. نسأل الله السلامة!! و(شُواظٌ من نار ونحاس تُرسل على مَن لا يعرف قدره وقدر غيره من الناس)، و(الشهب المحرقة)، و(السيف البتار لمَن قال بفناء النار) وغيرها.
ولا يزال في الناس من تعجبُهم هذه النعوت الخاطئة.. ولستُ ممّن يرى تكلّف المعاذير للمخطئ، ولو كان من علمائنا الأسلاف؛ إنّما السبيل المستقيم أن نستغفر لمن سبقنا. هذا هو الذي علَّمنا ربنا؛ كي لا يكون دولة بين الأغبياء!



الساعة الآن 10:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by