![]() |
ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه, ومن
تبعهم بأحسان الى يوم نلقاه ,, وبعد : [poem="font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لي في نوالك يا مولاي آمال =من حيث لا ينفع الأهلون والمال وليس لي ولمثلي غير جودك يا =من لا تدانيه أشباه وأمثال أوصي أليك لعلمي أن لطفك بي =دون الورى لم يحل عني أذا حالوا كن لي أذا أغمضوا عيني وانصرفوا=باكين أسمع منهم كل ما قالوا واصبحت فوق الثرى ممدود منطرحا =ولي بنفسي عن الأغيار أشغال فامنن بروح وريحان علي أذا =ضاق الخناق فهول الموت أهوال وأن نزلت ألى بيت الخراب ولا = أب هناك ولا عم ولا خال ألهمن يا خالقي ذكر الجواب ففي=ذاك المقام جوابات وتسآل هناك لا أمل يرجى ولا عمل =يجرى ولا حيلة عندي فأحتال يا واسع اللطف قد قدمت معذرتي =أن كان يغني عن التفصيل أجمال فجد علي ولاطفني بعفوك عن= ذنبي فشأنك أنعام وأفضال واجنبني العجب والشح المطاع ومر=نفسي تقاتل هواها فهو قتال وارحم بني وآبائي وحاشيتي =يعمهم يا ألهي منك أقبال ماذا أقول ومني كل معصية= ومنك يا سيدي حلم وأمهال ومن أكون وما قدري وما عملي =في يوم توضع في الميزان أعمال وهل يطيق خلودا في لظى بشر =من نطفة أصلها المسكين صلصال أم كيف ييأس من روح الأله غدا= عبد عليه من الأسلام سربال رباه رباه أنت الله معتمدي=في كل حال أذا حالت بي الحال ثم الصلاة على المختار من مضر =والصحب والآل نعم الصحب والآل[/poem] في حلقاتنا الماضية ذكرت لكم فيما كتبت أن ألنورانين أو الماسونيين أوسموهم ما تشاءون من بقية مترادفات أسمائهم التي أشرت أليها ,,, ذكرت لكم أنهم ينقسمون الى ثلاث درجات أعلاها هم نخبة النخبة (أعضاء الماسونية الكونية) وكلهم من اليهود , والدرجتين الدنيا خليط من اليهود والنصارى والمسلمين واللا دينيين وغيرهم ,, وأريد أن أضيف هنا أن نقيض نخبة النخبة هم نفاية النفاية وهم علماني المسلمين, لأن العلمنة التي تمذهبوا بها بضاعة أنتجها النورانيون الصهاينه الذين يستغلونهم وبقية أخوانهم العلمانين كأداة من أدواتهم لتحقيق مآربهم ثم يرمونهم حالما يستغنون عنهم غير آبهين بهم , ولأن زنادقة المسلمين المتعلمنين مهما بالغوا في زندقتهم وغالوا في ولائهم للنورانية فلن يكون لهم مقاما ألا في سفوحها الهابطة, ولأنه لا غرابة أن يعتنق العلمانية لفيف من أهل الملل ألأخرى (غير المسلمين) لتناقض نحلهم ولا عقلانيتها بل وسخافة بعض معتقداتها وتعارضها مع العلم فهم بذلك معذورون وبفعلتهم تلك أنما يبرهنون على عقلانية أكثرمن بقية أخوانهم في المله , أما علماني المسلمين فهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويستبدلون ألذي هو خير بالذي هو شر عندما أقصوا دينهم من حياتهم ليصبح أمثلهم طريقة وأقلهم سوءا أولئك المنادين منهم بفصل الدين عن الدولة وجعله عقيدة لا شريعه... وقبل البدء في محطات هذه الحلقة أريد لفت أنظاركم الى أن هنري فورد كاتب المرجع الثاني (اليهودي العالمي) هو صاحب شركة فورد للسيارات (التي أنتقلت ملكيتها للنورانيين الصهاينة بعد مماته) ورجل المال وألأعمال الملياردير الناجح ألذي سبق غيره بعالم الصناعة في أبتكار خطوط ألأنتاج وآلية أو مكننة ألأنتاج (ألأنتاج الجمعي) , والذي مول وأشرف على نخبة من خبراء ألأقتصاد والمال والتاريخ والسياسة وبقية فروع المعرفه وكتبوا بموضوعية واقتدار ما جاء بكتابه ( اليهودي العالمي) , وبذلك تكونون أمام نتاج فكري وعلمي لصفوة من العلماء المتخصصين لا لشخص واحد كما تعودنا في كثير من الكتب , نتاج وصلت قيمة نسخة الكتاب الواحدة منه يوما ما 800 دولار , .. كما أشير الى أن كاتب المرجع ألثالث (حكومة العالم الخفية) متعصب لعرقه ودينه ومع ذلك أستشهد في كتابه بمعاني آيات من كتاب الله ولم ينسبها الى الله وانما لمحمد(صلى الله عليه وسلم) , وكان لواءا في الجيش الروسي ورئيسا للجمعية ألأمريكية المناهضة للبلشفيه (النورانيين) التي قتلت أربعة من بنيه ثم أغتالته لموقفه منهم (وجد وقد فارق الحياة متسمما بالغاز في غرفة بأحد الفنادق عام 1926م) .... أما حلقتنا هذه فسوف أطلعكم فيها على فقرات من نداء لزعيم تاريخي ذا فكر ثاقب من زعماء دولة أصبحت بيومنا هذا قوة كبرى (أمريكا) ,, ذلك الزعيم أنذر قومه فلم يستبينوا النصح ألا عندما خطفت البلاد وساء صباح المنذرين ,,, كذلك سأطلعكم على فقرات من رسالة لآخر حاكم من زعماء دولة ذات تاريخ عظيم يشكو فيها ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس بعد أن أذله النورانيون واضحى أمامهم في موقع المتلقي لتعليماتهم لا ألآمر الناهي والمحكوم عليه بالنفي وليس الحاكم النافي , ولولا سجله وسجل أسلافه الطيب في معاملة اليهود لنتهى به الحال الى ألأعدام ,,, كما سأطلعكم أيضا على فقرات من بيان أعلان قيام الرئاسة السرية للحكومة اليهودية العالمية العليا ,,, فتعالوا معي لنستعرض ذلك في محطات هذه الحلقه.... ألمحطة السابعه : <أنني أحذركم أيها السادة> ... بعام 1789م (بنجامين فرانكلين) أحد زعماء أستقلال أمريكا يدق ناقوس الخطر = في خطاب لهذا الزعيم أثناء وضعهم لدستور بلادهم يقول , (هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية , وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود .. أيها السادة , في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها ) , ثم يقترح الحل ويشير للخطر الداهم في ثنايا خطابه قائلا ( أذا لم يبعد هولاء من ألولايات المتحدة ألأمريكية بنص دستورها فأن سيلهم سيتدفق الى بلادنا وفي غضون مائة عام سيتمكنون من حكم شعبنا وتدميره ثم تغير شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفرديه , ولن تمض مائتي عام حتى يكون مصير أحفادنا ألعمل في الحقول لأطعام اليهود ) ثم يكرر التحذير ويكرر الحل قائلا (أنني أحذركم أيها السادة , بأنكم أذا لم تبعدوا اليهود نهائيا فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم , أن اليهود لن يحتذوا بمثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال فأن الفهد لا يستطيع تغير جلده ألأرقط) , ثم يقول في سياق خطابه (أن اليهود خطر على هذه البلاد أذا سمح لهم بحرية الدخول , أنهم سيقضون على مؤسساتنا ما لم يستبعدوا بنص الدستور ) ,<1>.. ولكن نداء هذا القائد تلاشى في فضاء ألأعلام والسياسة الملبدين بغيوم من التشويش والتعتيم والتضليل ولم يستبن قومه النصح ألا ضحى الغد بعد أن أصبح رؤساء الولايات المتحدة وصناع قرارها وممثلوا شعبها في الكونقرس ومختلف ولاياتها أسرى يتحكم بهم النورانيون لأنفاذ خططهم وتأمين مصالحهم دون أعارة لأدنى أهتمام لمصالح بلادهم ومواطنيها كما سأبين لكم ذلك مستقبلا بمشيئة الله في حلقات مقبلة ... ألمحطة الثامنه : النورانيون يسيطرون على ألخلافة العثمانية ثم يجهزون عليها = أ - عام 1329هجريه وجه ألسلطان عبد الحميد رسالة من منفاه بعد خلعه الى شيخ الطريقة المنتمي اليها (كلاهما متصوفان) أبي الشامات في دمشق قال فيها بعد مقدمة طويله = (أن هؤلاء ألأتحاديين قد أصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في أرض فلسطين المقدسة , ورغم اصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف . وأخيرا عرضوا علي مائة وخمسين مليون ليرة انجليزية ذهبا فرفضتها وأجبتهم بأنهم لو دفعوا لي ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل) ثم في آخر رسالته يقول ( وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي وابلغوني أنهم سيبعدونني الى سلانيك) ثم يقول أيضا في ختام رسالته ( أحمد المولى أنني لم أقبل بأن الطخ الدولة العثمانية والعالم الأسلامي بهذا العار الأبدي الناشىء عن تكليفهم بأقامة دولة يهودية في الأرضي المقدسة ),2 ... ب - يستشهد كاتب حكومة العالم الخفية بما جاء في كتاب آخر أسمه حقيقة برتكولات صهيون الذي وصف فيه كاتبه الصهيونية بأفعى شيطانية أحاطت بأوربا , فرأسها في أوربا ونظرها على القسطنطينية جنوبا , وأن نجاحها في تركيا لم يكن لكونها يحكمها العثمانيون وأنما يعود الفضل في نجاحها الى دكتاتور تركيا الفعلي مصطفى كمال اليهودي المغولي, 3.. وعن جر روسيا وتركيا الى صراعات خططها النورانيون يقول ناسبا قوله لنوراني مشهور هو(ديزرائيلي) : ( وكان هم الروتشيلدين وعملائهم <النورانيين> الذين لا يحصون أن ينظموا مذابح للمسيحيين بأيدي الأتراك لأيقاض روسيا الكسولة واستثارة عواطف مسيحيها وغضبهم) ,4..( وقد كانت نادرة سخيفة أن يحث الروتشيلديون الأتراك لينظموا مذابح للمسيحيين حتى يستثيروا روسيا), 5 ... ويحسن تذكيركم بنهاية هذه المحطة بدور يهود الدونمه في تركيا الذين تظاهروا بالأسلام وساهموا في أسقاط الدولة العثمانية , وتذكيركم بالضوضاء الثائرة في أيامنا هذه والتي أعطي الدور فيها لفرنسا لتحميل مسئولية اتهامات مذابح ألأرمن على تركيا العلمانية صنيعة النورانيين متجاهلين أن تركيا الحالية ليست الدولة العثمانية المتهمة وان النورانيين كانوا ضالعين في دفع العثمانيين لما حدث ويتناسون أيضا المذابح الفرنسية في الجزائر وغيرها لأن فرنسا كانت ولا زالت يتحكم فيها ويوجه ساستها النورانيون... المحطة التاسعة : أعلان الحلف ألأسرائيلي العالمي (حكومة العالم الخفية) عام 1860م = مما جاء قي هذا البيان (لقد حان وقت جعل بيت المقدس مكان عبادة لكل الأمم والشعوب , وسترتفع راية التوحيد اليهودي خفاقة في اكثر الشواطىء بعدا ,, فلننتفع من كل الظروف ,,, قدرتنا عظيمة فتعلموا استخدامها من أجل هدفنا ,,, مما تخافون ؟؟, فاليوم الذي يمتلك فيه أبناء أسرائيل كل ثروات العالم وموارده ليس ببعيد), 6 .. بذلك أختتم هذه الحلقة التي عرجت بكم فيها على أقوال قادة وساسة في قارات متراميه وتواريخ متباعده وثقافات متنافره محاولة مني لأعطائكم تصورا لحجم المؤامرة الكبير وأبعادها التاريخية والجغرافية والدينيه وعمقها المستقبلي , فألى أن يحين وقت الحلقة القادمة أستودعكم من لا تضيع ودائعه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا أله ألا أنت , أستغفرك اللهم واتوب اليك ..... 1- 1- حكومة العالم الخفيه , مقدمة الترجمة العربيه , ص 29+30+31 .. 2- حكومة العالم الخفيه , مقدمة الترجمة العربيه , ص 21+22+23+24+25+26. 3 - حكومة العالم الخفيه ص 44+45 ... 2- 4 - حكومة العالم الخفيه ص 136.. 3- 5- حكومة العالم الخفيه ص 138 .. 4- 6- حكومة العالم الخفية ص 169+170.. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
جزاكم الله خيرا على هذه السلسلة التثقيفية الرائعة
وفقكم الله ، ونفع بجهودكم,,, |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
مشكور ابو عبدلله
على هالجهد اللي تبذلة عشان تظهر لنا قصة رائعة يعطيك العافية ... ويحفظك ربي حقيقة سلسلة جميلة ونكون دائماً بانتظار الحلقة القادمة |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ألأخوان الكريمان , أبو عبد الرحمن , أبن وافي : أشكركما على رديكما وأتشرف بأطلاعكما واعتز بأطرائكما ....
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
موضوع جميل وممتع
يستحق التعب له في تنسيق القصيدة! |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ليتك يا اخي تتوسع في موضوع يهود الدونمة
نريد ان نعرف اكبر قدر ممكن عنهم |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
يعطيك العافية اخي المستعين بالله
وشكر الله لك وبارك في جهودك |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
أخي الكريم المشرف الفني : أشكرك على ردك وأشكرك على تنسيق ألأبيات الشعريه راجيا التفضل بتصحيح البيتين التاليين :
يا واسع اللطف قد قدمت معذرتي ---------------------أن كان يغني عن التفصيل أجمال فجد علي ولاطفني بعفوك عن -------------------- ذنبي فشأنك أنعام وأفضال |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ويسرني أنا أن أقوم بالتعديل
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ألأخوان الكريمان , المبرد , أبو تركي : أشكركما على تواصلكما ..
أخي الكريم المبرد :يهود الدونمه : تقول عنهم الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب ألأسلامي ... ص559... هم جماعة من اليهود أظهروا الأسلام وابطنوا اليهودية للكيد بالمسلمين واسهموا في تقويض الدولة العثمانية والغاء الخلافة الأسلامية عن كريق انقلاب جماعة الأتحاد والترقي التي يشكلون أغلبية أعضائها , وعلاقتهم وطيدة بالماسونيه وكبارهم من كبار الماسونيين , كانوا ولا زالوا وراء علمنة تركيا ومحاربة حجاب المرأة ... تتواجد غالبيتهم حاليا بتركيا التي يسيطرون فيها على ألأقتصاد وألأعلام ... |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
أشكرك يا أبا عبد الرحمن على ما تفضلت به .....
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
شكرا على التوضيح أخي الفاضل
وأظن أن كمال أتاتورك من يهود الدونمة .او انه تلقى الدعم والموازرة منهم |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
منقول عن منتدى الجزيره توك ...
تأثير يهود الدونمه في الحياة الاقتصاديه والسياسيه في الدوله العثمانيه تأثير يهود الدونمه في الحياة الاقتصاديه للدوله العثمانيه كان ليهود الدونمه دور بارز في الميزان الاقتصادي للدوله العثمانيه وذلك من خلال النقود الاسبانيه والنمساويه التي جلبها اليهود بتجارتهم إلى تركيا فكان الاتراك يفضلون هذه العملات عن أية عملات أخرى , وكانت تستخدم في شراء السلع باهظة الثمن وكانت الشركات الاوربيه ترسل لليهود من الخارج معونات ماليه أحدثت إنتعاشا في الحركه الاقتصاديه . وقد توصل (حكمت طانيو) عند دراسته ليهود الدونمه من خلال شواهد مقابرهم في إزمير إلى حقيقه هامه وهي أن التجار من يهود الدونمه أخذوا يتزاوجون من العائلات التركيه المسلمه المعروفه في عالم التجاره رغم إن هذا التزاوج كان ممنوعا طبقا للعقيده الدونمويه. قام يهود الدونمه بدور فعال في نصرة القوى التي تحركت من سلانيك لعزل السلطان عبدالحميد , وانتشروا في البلاد العثمانيه وتجنسوا بجنسيات مختلفه وساعدوا الجمعيات السريه , إلى جانب نشر الدعايات المختلفه ضد السلطان عبدالحميد والتي تقول إن البلاد ترزح تحت الحكم المطلق وإن الحريه فقدت وإن السلطان يفتك بالعناصر المثقفه وغيرها من شعارات تقول : إنه لاحريه في الدوله العثمانيه والاستبداد يخيم علينا وكان هذا من الشائعات الماسونيه. جمعية الاتحاد والترقي تشكلت هذه الجمعيه بغرض القضاء على السلطان عبدالحميد بزعامة رجل ماسوني ألباني هو(إبراهيم تيمو)المعروف بأدهم حيث اتفق مع مجموعه من طلبة المدرسه الطبيه العسكريه في استانبول على إنشاء هذا التنظيم بهدف عزل السلطان عبدالحميد. ولدت (جمعية الاتحاد والترقي ) في المحفل الماسوني المسمى (ماكدونيا ريزروتا) الذي أسسه (قره صو اليهودي الدونمي السلانكي) وقبل إنتشارهم في سلانيك كانت لهم فروع في يافا والقدس وكان مقر الجمعيه في دمشق . اتخذت هذه الجمعيه من شعار الحريه للمواطنين والمساواة بين شعوب الدوله ,فأشاعت الدعايات ضد السلطان عبد الحميد ولاتزال كتب التاريخ تتبنى هذه الدعايات حتى الآن. كان تخطيط يهود الدونمه لإلغاء الخلافه تدريجيا حتى لا يؤلبوا الرأي العام المسلم ضدهم وكانت وسائلهم في ذلك هي: 1- إثارة الاقليات غير المسلمه مثل الارمن بهدف تكوين دوله أرمنيه داخل الاناضول, مما دفع السلطان عبدالحميد إلى القول "لم أكن أدهش لهيام الارمن بحب الاستقلال ,وخاصه بعد معرفة أفراد تركيا الفتاة الذين هربوا لأوربا وأصدروا هناك صحفا ضدي ,كانوا يتعاونون مع أعضاء المنظمات والجمعيات الارمنيه ,كما أدهش لأنهم كانوا يأخذون أموالا ايضا وكانوا يقولون : إنهم يريدون إنقاذ الدوله العثمانيه من التمزق ,ثم يتعاونون مع الذين يعملون على تفتيت الدوله ..ترى هل قيام دوله في بطن الاناضول شاهد لإثبات وطنيتهم؟ ... إنهم لم يهدموا عبد الحميد هاهم قد هدموا الدوله العثمانيه!2- تمجيد الحضارة الغربيه وتشجيع تغريب تركيا والبعد عن المظاهر الاسلاميه في الوقت الذي قام فيه أساتذه يهود بتلقين الشباب التركي المبادئ والاتجاهات الفكريه الغربيه. 3- سياسة التتريك وبعث القوميات , فقد قام الدونمه بدور بارز في سياسة تتريك الدوله وهذه السياسه قامت على أساس الضرب على وتر القوميات القديمه التي أماتها الاسلام وإثارة الاعراق المختلفه التي تعيش في كنف الدوله العثمانيه. كان العثمانيون يعلمون بحقيقة هولاء ويعلمون أن مركز الانقلاب إنما كان سلانيك واليهود فيها نيف وسبعون ألفا , بعد أن قام السلطان عبدالحميد بإبعادهم عن استانبول , واستطاعت هذه الحركه إستغلال عداء العرب وبقية القوميات للحكم العثماني بالرغم من أنه لم يكن هناك هدف واحد وقاسم مشترك بين المشتركين بالثوره ولكن تعددت الاهداف بتعدد القوميات , ويمكن القول لم تكن توجد أهداف مشتركه بين الاتحاديين وبين الحركه العربيه سوى إشتراكها في كراهية سياسة السلطان عبدالحميد |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
صحيح الأسئلة تثري الموضوع... مشكور أبا عبدالله على هذه الإضافة وهذا الاهتمام بالإجابة على استفسارات الإخوة الأعضاء |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
منقول /
وتاريخ المؤامرة على الأمة بالعصر الحديث يعود تحديداً إلى عصر عبدالحميد الثاني رحمه الله آخر سلاطين الدولة العثمانية الأقوياء , لقد كانت المؤامرة على هذا السلطان العظيم تخيره بين أن يكون هو الخائن أو أن يطاح به لصالح جيش من الخونة . حين رد السلطان عبدالحميد الثاني رافضاً عرض هرتزل بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين كان رد السلطان قد أعطى هرتزل الحل فقد قال السلطان الكبير الذي فقد عرشه بسبب عدم تفريطه بفلسطين (( ... حين تقسم الإمبراطورية قد يأخذ اليهود فلسطين دون مقابل )) , فتقسيم الإمبراطورية يعني أن اليهود سيحتفظون بملايينهم ويأخذون فلسطين مجاناً، ويؤكد ذلك ما توصل إليه هرتزل في نهاية المطاف حيث كتب بمذكراته (( أني أفقد الأمل في تحقيق أماني اليهود في فلسطين وأن اليهود لن يستطيعوا دخول الأرض الموعودة، ما دام السلطان عبدالحميد قائماً في الحكم، مستمراً فيه )) . وقد حذر نفلنسكي أحد الدبلوماسيين الأتراك من أصل أجنبي - وأبلغ هرتزل زعيم الصهيونية العالمية آنذاك بذلك - حذر السلطان عبدالحميد وأوصاه بأنه لا يمكن خلاص الدولة العثمانية وسلطانها إلا بالاتفاق مع حزب تركيا الفتاة التي اشترك نفلنسكي في تأسيسها والتي يقودها جماعة اليهود الماسون ويهود الدونمة وقدم له تقريراً بذلك . تغلغل يهود الدونمه في خلايا حزب الاتحاد والترقي (حزب تركيا الفتاة )، وكان أبرز أعضاء اليهود في هذا الحزب هم عمانوئيل قراصو ومحمد جاويد وموئيركوهين وصدرت تعليمات لمحفل المشرق الأعظم الفرنسي منذ عام 1900م/1318هـ بإدخال الماسونية إلى الدولة العثمانية تمهيداً لخلع السلطان عبدالحميد حيث أتخذ قراراً بذلك فاختاروا مدينة سلانيك مقراً لهم . لم يكن السلطان عبدالحميد الثاني غافلاً عن هذا الخطر، فأدرك أهـداف الأنـدية الماسونية وراقب أنشطتها ، ويربط السلطان عبدالحميد بين أهداف بريطانيا والصهيونية والمحافل الماسونية ,حيث ذكر بمذكراته أن الإنجليز استغلوا غفلة أعضاء تركيا الفتاة عن طريق المحافل الماسونية وذلك في مدينة مناستر ، في حين كان الألمان يسيطرون على أعضاء الحركة في سالونيك , وقال عبدالحيمد الثاني بمذكراته (( وانتظم يهود العالم وسعوا عن طريق المحافل الماسونية في سبيل الأرض الموعودة .. وطلبوا مني أرضاً لتوطين اليهود في فلسطين مقابل أموال طائلة وبالطبع رفضت)) . ويكاد يتفق المؤرخ التركي يلماز اوزوتونا، والمؤرخ اليهودي برنارد لويس في أن عدداً من الجهات اتفقت مصالحها بضرورة زوال حكم عبدالحميد الثاني من يهود وماسونين وطوائف مسيحية وألمان وإنجليز ويصفه يلماز بقوله ، كان أسم عبدالحميد (( شعاراً )) يخيفهم وكان سقوط عبدالحميد هو الخطوة الأولى لسقوط وتحطيم الإمبراطورية حيث يقترب الجميع - بسقوطه - من تحقيق أهدافهم . في رسالة وجهها السلطان عبدالحميد إلى صديقه في دمشق الشيخ محمود أبو الشامات شيخ الطريقة الشاذلية في عام 1911م/1329هـ نشرت في مجلة العربي الكويتية في عددها الصادر في شوال 1392هـ/ديسمبر 1972 ، قال السلطان عن سبب خلعه (( .. أن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة "فلسطين " … ولم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف ... وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي : (( إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً فضلاً عن 150مليون ليرة إنجليزية ذهباً فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي ، لقد خدمت الملة الإسلامية ، والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة ، فلم أسود صحائف المسلمين آبائي واجدادي من السلاطين العثمانيين ، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضاً", وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي ، وأبلغوني أنهم سيبعدوني إلىسلانيـك فقبلت هذا التكليف الأخـير, وحمـدت الله… أنني لم أقبـل بأن ألطخ الدولةالعثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشىء عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة ، فلسطين …)) . مما يؤكد أن عبدالحميد الثاني كان ضحية الصهيونية ومشروعها ,حيث ضحى بعرشه وسلطنته في سبيل الحفاظ على فلسطين ، باعتراف أنور باشا وزير الدفاع في حكومة الإتحاد والترقي الإنقلابية في عام 1909م /1327هـ إثر خلع عبدالحميد حين قال (( اتعرف يا جمال ما هو ذنبنا …نحن لم نعرف السلطان عبدالحميد ، فأصبحنا ألعوبة بيد الصهيونية )) . كان ارتباط حزب الاتحاد والترقي ، والصهيونية والماسونية واليهود ، واضحاً للسفارات الأجنبية باستانبول ، وقد كتب لاوثر السفير البريطاني في تقرير رسمي طويل من استانبول إلى حكومته ، أن الأتراك الفتيان ( الاتحاد والترقي ) خاضعون لسيطرة رجلين هما طلعت وجاويد اللذان وصفهما بأنهما (( الوجهان الرسميان لسلطة اللجنة التي تعمل في الخفاء ، أنهما الوحيدان اللذان يحسب حسابهما ، كما أنهما رأس الماسونية في تركيا )) , وأكد أن قادة حزب تركيا الفتاة أجانب وليسوا أتراكاً وأنهم يخدمون مصالح أجنبية , وأكدت محفوظات الوثائق الألمانية أن السلطة كانت في يد اللجنة المركزية لجمعية الاتحاد والترقي المؤلفة من نحو أربعين عضواً والأخص في يد المديرية العامة للجنة المركزية التي تضم أثنى عشر عضواً يمارسون السلطة كمكتب سياسي للجنة . وتفسر طبيعة القرارات التي اتخذتها حكومات حزب الاتحاد والترقي من الانقلاب الأول عام 1908م /1326هـ وحتى الحرب العالمية الأولى اتجاهات وأهداف هذا الحزب وارتباطاته الخارجية . كانت سياسات الحكومة الاتحادية بعد خلع عبدالحميد قد مهدت لأمرين هامين : أولهما : تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين وثانيهماً : تفكيك الدولة العثمانية والعمل على إضعافها وتمثلت هذه السياسات والقرارات بما يلي : 1/ بدأوا تغيرات إدراية في فلسطين بعد الانقلاب الأول مباشرة فقبل عام 1908م /1326هـ كان مجلس مدينة القدس الإداري (البلدي ) يتكون من تسعة أشخاص ، ستة من المسلمين وأثنان من المسيحيين ويهودي واحد ، غير أن هذا المجلس البلدي للقدس تغيرت تركيبته في نفس العام 1908م/1326هـ حيث ارتفعت نسبة تمثيل اليهود في المجلس إلى عضوين . 2/تأسست مباشرة بعد الانقلاب عام 1908م/1326هـ في فلسطين ( شركة التطوير الانجلو -فلسطينية ) وهي مؤسسة يهودية في يافا ,ودخلت مباشرة في مفاوضات مع أطراف شبه رسمية بغرض الحصول على أراضي في رفح على الجانب المصري، من أجل إقامة مستعمرة زراعية يهودية هناك . 3/بعد الانقلاب وفي نفس العام عين فيكتور جيكبسون وهو صهيوني روسي المولد وكان يعمل مديراَ لفرع الشركة الانجلو - فلسطينية ببيروت ,عين ممثلاً للمنظمة الصهيونية باستانبول ، حيث أصبح مقره (وكالة صهيونية )في العاصمة العثمانية ويصف أحمد النعيمي دور هذه الوكالة بأنه أصبح مراقبة النظام السياسي الجديد وموقفه من الصهيونية ,إلى جانب مراقبة النواب العرب ونشاطهم في البرلمان العثماني ,والمساهمة في كل الأنشطة الإعلامية التي تخدم الصهيونية إضافة الى التنسيق مع كبير الحاخامات والبرلمانيين اليهود الأربعة أو الخمسة في العاصمة لصالح المشروع الصهيوني . 4/سمح قائمقام طبرية العثماني لليهود بتكوين حرس خاص بهم ( أي جيش صهيوني جديد ) بدعوى إن الخطر الذي بات يهدد اليهود لم يقتصر على غزوات البدو للمستعمرات - كما كان في الماضي- ولكن كما ذكر فرانك - امتد مع زيادة الهجرة فأصبح هذا الخطر موجوداً في كل أنحاء فلسـطين ، وقد لاحظت جريدة (نهضة العرب ) ذلك واتهمت الاتحاديين بالتفاهم مع اليهود . 5/ في عام 1909م /1327 هـ بدأ اليهود بدعم من روتشيلد أحد أكبر البيوتات اليهودية التي تسيطر على إقتصاديات العالم وتوجه السياسات العالمية ، بتشييد أول مدينة يهودية كبيرة في فلسطين هي مدينة ( تل أبيب ), إلى جانب الميناء الغربي لمدينة يافا وقد وصفتها المؤرخة الإنجليزية المنصفة كارين آرمسترونج بأنها (( اصبحت "واجهة عرض" يهوديتهم الجديدة )) . 6/قامت حكومة الاتحاد والترقي بتعطيل عدد من الصحف العربية المعارضة للهجرة اليهودية إلى فلسطين في عام 1909 م /1327 هـ ,وهي صحيفة الكرمل بحيفا التي قدم رئيس تحريرها إلى المحاكمة بتهمة سب اليهود ، وصحيفة المقتبس بدمشق وصحيفة فلسطين قي يافا . 7/ أصدر اليهود طوابع بريدية تحمل اسم هرتزل ونوردو ، وزاد نفوذهم بفلسطين ، دون اتخاذ اجراءات لإبطال خطواتهم . 8/بعد الانقلاب الذي أعاد الاتحاد والترقي للحكم عام 1913م / 1331هـ نشط الصهاينة مرة أخرى بعد أن خاطب الحاخام اليهودي باستانبول والذي انتخب حاخاماً أكبر لتركيا بعد الانقلاب في عام 1908م ، خاطب وزير العدل والثقافة ، طالباً إلغاء جواز السفر الأحمر الذي يعطى لليهود غيرالأتراك عند دخولهم فلسطين ، وإزالة القيود ضد حيازة اليهود لمساحات شاسعة من الأرض خارج المـدن والقرى الفلسطينية ، بدعوى أن هذه الإجراءات (( تجرح وبعمق الحس الوطني والديني اليهودي )) . وقد استجاب الوزير وألغيت كذلك مهلة ثلاثة الأشهر التي كانت تحدد مدة بقاء اليهود الزوار لفلسطين ، بحجة أن ولاة القدس وبيروت العثمانيين قرروا أن هذه الإجراءات لم تحقق الغرض منها . 9) رغم أن السلطان عبد الحميد قد استضاف الشريف حسين بن علي قائد ماسمي بالثورة العربية الكبرى عام 1916هـ إبان الحرب العالمية الأولى في استانبول بما يشبه الإقامة الجبرية لشكوكه بطروحات الحسين ، غير أن الاتحاديين اجبروا السلطـان عبد الحـميد على المصادقة على تعيينه شريفاً لمكة رغماً عن إرادة السلطان . وفي هذه النقطة ، نجد أن التنسيق الصهيوني البريطاني يبرز بوضوح إذ يذكر هوجارث –مدير المكتب العربي في القاهرة – إن تعيين الشريف حسين جاء للإبقاء على علاقات طيبة بين بريطانيا والشريف وهو ما يعني أن مثل هذا الموضوع كان يخضع لطموح بريطاني . وحينما تم عزل السلطان عبد الحميد الثاني ، كان اليهود مهتمين إلى أقصى درجة لاعطاء الحادث التاريخي معنى رمزياً ، فالأشخاص الذين أبلغوا السلطان عبد الحميد الثاني بقراركان أحدهم أرمنياً والآخر يهودياً هو عمانوئيل قراصو ،ليكون ذلك بحد ذاته بمثابة رسالة للسلطان إن سبب عزله ،مرتبط بالمشروع الصهيوني بفلسطين .أن المكان الذي نفي إليه السلطان هو مدينة سالونيك (سلانيك ) ذات السبعين ألف يهودي ، ومركز الماسونية ليكون تحت حراستهم وربما شماتتهم ،فضلا عن المعنى الرمزي للمدينة. حتى عد يلماز اوزوتونا هذا الحدث بأنها (( لطمة لا يمكن محوها أبداً من التاريخ التركي … هكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من السلطان عبد الحميد …)) لقد صاح السلطان عبدالحميد قائلاً : (( ماهو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة ،وبأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي )) . يرى فرومكين إن السفير البريطاني لوثر جانب الحقيقة وظلل حكومته ووقع بأخطاء في وصفه للاتحاديين بأنهم يخدمون أغراضاً أجنبية أو أن اليهود يسيطرون على هذه الحكومة مدللاً على بطلان هذا الرأي أن حزب الاتحاد والترقي كان يتجه إلى شوفينية تركية ،كما لاحظ السفير الأمريكي باستانبول والاس انه (( من الغريب أن ثوار سالونيك وهم مسلمون منحدرون من أصول يهودية كانوا أشد وطنية وتطرفاً ضد الأجانب من الأتراك أنفسهم)) . وهي آراء لا تصمد أمام حقيقة انتماءات الاتحاديين الماسونية لقد كان مُنظِّر الطورانية ، وهو اليهودي موئيز كوهين ،ليس طورانياً إسماً وأصلاً حيث اعتبر كتابه هو " الكتاب المقدس " للطورانية ( والطورانية هي القومية التركية فاليهودي يهودي وليس طورانياً وإنما هذف إلى إظهار الأتراك لقوميتهم لتفكيك الدولة العثمانية التي قامت على الدين الإسلامي مع تعدد الأجناس من عرب وترك وكرد وأوروبيين بوسنةوهرسك وغيرهم ) ، إذ باختصار شديد وفي رأي هذه الدراسة ،كانت الطورانية هي الخطة الأكثر قوة وتأثيراً في تفكيك الدولة العثمانية بقسميها الرئيسيين إلى قوميتين متناقضتين بدلا من التفاهم والوئام الذي دام اكثر من أربعة قرون . ذلك هو السر الذي جعل هذا اليهودي طورانياً اشد تطرفاً من الأتراك أنفسهم ،ذلك أن الحكم العثماني خلال أربعة قرون من حكمهم تعاملوا مع الشعوب المحكومة بكثير من التسامح ،وحين جاءت هذه الشوفينية خلال أربع سنوات تفجرت الثورات في كل أنحاء الدولة العثمانية, ولهذا فإن تطرف يهود الدونمة يخدم تفكيك الدولة وإسقاطها. ويلاحظ أن زعماء الصهيونية أثاروا الخوف لدى العثمانيين منذ وقت مبكر وحتى قبل انقلاب تركيا الفتاة ،فقد قال ماكس نوردو MaxNordeau في خطابه في المؤتمر الصهيوني السابع في بال 1905م عقب وفاة هرتزل ، حيث ألح إلى ضرورة التقارب بين الحركة الصهيونية والدولة العثمانية ((لأن حركة عربية تضم أكثرية من السكان قادرة على العمل بما يضر فلسطين ،وان من مصلحة [الدولة العثمانية] أن تقيم في فلسطين وسوريا شعباً قوياً منظماً )) من أجل الوقوف حائلاً في وجه اليقظة العربية التي يمكنها تهديد كيان الدولة العثمانية , وبهذا أقاموا مارد القومية التركية ثم بدأوا يعزفون على مخاوف الأتراك من القومية العربية . والحقيقة أن الحركة العربية لم تنشأ بشكل منظم الا في 1913م/1331هـ ،وان كان قد بدأت بوادرها منذ وقت مبكر من قيام الانقلاب الذي قام به الاتحاديين وخلع السلطان عبد الحميد في عام 1909م/1327هـ ،حيث ساهمت المستعمرات اليهودية وسياسة الاتحاديين في تغذية الحركة العربية . ويلاحظ أن الشوفينية التركية ( الطورانية ) التي ينظٌرها اليهود ،كانت شوفينية ضد الشعوب الأخرى في الدولة العثمانية وخاصة العرب ، ما عدا اليهود فاليهود أقلية لا تصل نسبتها لعدد سكان الإمبراطورية إلى 5% ، ولكنها منحت اليهود أربعة نواب بالبرلمان العثماني ،بينما كان العرب يبلغون 40% من عدد السكان في الإمبراطورية ،ولم يصل عدد نوابهم في البرلمان الا ثلاثة نواب . ومما يثبت هذا الرأي ،أن الشعوب الأخرى في الإمبراطورية قد أعلنت ثورتها منذ الانقلاب الذي قام به الاتحاديون عام 1908م/1326 هـ ،حيث أعلنت بلغاريا استقلالها وفي نفس العام ،تبعتها النمسا بضم البوسنة والهرسك أعلنت كريت وحدتها مع اليونان ، واحتلت إيطاليا ليبيا عام 1911م/1329هـ ثم البلقان في عام 1913م/1331هـ ،بينما العرب لم يشرعوا في الخروج ضد الدولة العثمانية الا في عام 1916م/1334هـمن خلال ثورة الشريف الحسين بن علي .وقد قال عبد الحميد الثاني بمذكراته حول الدور الذي يلعبه الاتحاديون مع أعداء الدولة ((وأشد ما يؤلمني أن يقوم هؤلاء المضللون من الأتراك بالتعاون مع اليونانيين والبلغار في إزاحة "المستبد عن الحكم" …)) يعني نفسه حسب وصف هؤلاء العملاء له . بينما كان شدة إخلاص العرب للدولة العثمانية جعلت السلطان عبد الحميد يعتمد على عرب سوريا ليكونوا حرسه الخاص وبعض مستشاريه ،كما كان يفاخر بجند الشام الذين استشهد منهم فرقتان دفاعاً عن بلفنا إحدى أهم القلاع العسكرية العثمانية في البلقان في أثناء أزمة المسألة الشرقية عام 1877م، وقدكان حب العرب لعبدالحميد حباً صادقاً وتروي عائشة ابنة السلطان في مذكراتها أن والدها حين دعا نواب البرلمان لحفل عشاء أرسل من يخبر أسرته فرحاً أن النواب العرب حاولوا تقبيل أرجل السلطان من شدة حبهم له , وهو ما أفرح عبدالحميد الثاني فلم يصبر حتى انتهاء الحفل بل أرسل البشرى لأسرته بما فعله النواب العرب به , لقد كان المدافع الأكبر والوحيد عن حقوق العرب آنذاك رحمه الله , وبعزله بدأ أفول نجم العرب وسقطوا بحبائل مؤامرات الغرب واليهود , لقد كان الشريف حسين والثورة العربية الكبرى حلقة من حلقات مخطط كبير لم يستهدف عبدالحميد الثاني فحسب , بل كان يستهدف الأمة العربية والإسلامية كلها , ولا يعرف على وجه التحديد إن كان الشريف حسين قد كان يعلم بحجم وطبيعة المؤامرة عليه وعلى أمته . ولم تكن هذه هي البداية في العلاقات بين الشريف حسين بن علي وبريطانيا العظمى فقد كان هناك فيما يبدو علاقة سرية ما قد نشأت بينهما في استانبول. حيث كان الحسين يقيم فيها إقامة المنفي . وكما يقول عبدالله بن الحسين في مذكراته أن منـزل والده في استانبول كان (( مأوى أحرار الناس من العثمانيين، ومتظلمة العرب، للمذاكرة فيما هم فيه)) .ورغم أن الماسونيين يطلق عليهم مثل هذا اللقب ( الأحرار ) ، إلا أن عبدالله يعني المعارضين للسلطان عبدالحميد ، وكان أكبر معارضي السلطان هم جمعية الإتحاد والترقي المرتبطة بشكل وثيق بالماسونية ،غير أن المهم هنا أن خبر هذه الاجتماعات لم يكن خافياً على السفارة البريطانية باستانبول وغيرها من الجهات التي تعمل للقضاء علىحكم السلطان عبدالحميد ، ويذكر هرتـزل في سياق موضوع الخطة التي ذكرها القنصل العثماني العام في فيينـا في فبراير1904م علي نوري بك ،ومشروعه الغريب في الهجوم على مقر يلدز وتعيين سلطاناً آخر مكان عبدالحميد ، يقول أن علي نوري بك أخبره أن (( هناك حركة عربية تهدف إلى جعل أحد أحفاد محمد خليفة ، سرق الخلافة السلطان سليم ، ويجب أن ترجع الآن كنوع من البابوية ،تكون مكة بمثابة روما )) , لقد كانت هذه هي أصل الخطة وإن أجري عليها تعديلات كبيرة فيما بعد . وهنا نرى أن المطلعين على الأمور كانوا يعلمون أن هناك حركة عربية بقيادة أحد المنتسبين لبيت النبي(صلى الله عليه وسلم) يسعى لاسترجاع الخلافة للعرب، والخطة كانت محل نقاش في تلك الأوساط المعادية للدولة العثمانية ،ورغم أن تفاصيل المذاكرات التي تحدث عنها عبدالله بن الحسين في منزل والده لم تظهر بعد ، وهل شملت اتصالات خارجية أم لا؟ إلا أن هناك قضيتين تعطينا مجرد مؤشرات حول ارتباطات حركة الحسين السرية واتصالاته خلال وجوده في استانبول. القضية الأولى هي ارتباط تعيين حسين بن علي شريفاً على مكة بُعيد ثورة تركيا الفتاة ، وارتباط الأخيرة بمحافل سالونيك الماسونية إلى جانب محاولة السلطان عبدالحميد الثاني بكل ما أوتي من قوة واقناع أن يمنع تعيين الحسين شرافة مكة غير أن قادة الاتحاد والترقي عينوه بالرغم من إرادة السلطان عبدالحميد . أما القضية الثانية فهي ما ذكرها هوجارث أحد أكبر الشخصيات البريطانية بالسفارة البريطانية بالقاهرة وهي أن بريطانيا قدمت النصيحة للصدر الأعظم في استانبول أثناء المداولات العثمانية لتعيين الأمير الجديد لمكة والتي أنتهت بتعيين الشريف حسين عليها ،إلى جانب ما أكدته الوثائق الخاصة بالمكتب العربي بالقاهرة التابع لبريطانيا، من أن تعيين الشريف حسين جاء للإبقاء على علاقات طيبة بين بريطانيا والشريف حسين مثلما هو لخدمة أغراض الباب العالي . وحتى في وقت متأخر بعد بداية الحرب وفي يونيو 1915م/1333هـ حين ألتقى سايكس بأحد الأمراء العثمانيين المعارضين لحزب الاتحاد والترقي ( صباح الـدين )، حيث عرض هذا الأمير على سايكس خطة مؤداها احتلال فرنسا للبنان ، وبريطانيا للبصرة وإقامة خلافة عربية يحل فيها شريف مكة محل السلطان في مركز الخلافة، في عملية تفصل فيها السلطنة عن الخلافة، وتصبح الخلافة منصباً دينياً لا علاقة له بالحكم . مما يؤكد أن هذا الموضوع كان محل نقاش الأندية السياسية المختلفة منذ مدة طويلة. هذا فصل مبدئي عن ترتيب أمور العرب والمسلمين نحو خدمة مصالح اليهود ليس في فلسطين فحسب , وإنما بالمنطقة العربية بشكل عام , وعليها فقد جرى تأسيس بقية الأمور نحو ليس فقط إقامة وطن يهودي في فلسطين , وإنما تأمين وجود إسرائيل وضمان أمنها من قبل بريطانيا وفرنسا وأمريكا وألمانيا . حيث بدأ حسني الزعيم رئيس الأركان السوري انقلابه بدمشق بالتفاهم مع السفارة البريطانية في عام 1949م مدشناً عصر العسكرتارية العربية في النصف الثاني للقرن العشرين , حيث بدأت الأمور تأخذ طابعاً آخر |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
رائع ماتكتب ابا عبدالله
ومداخلات وردود تثري معلوماتنا لك جل تقديري |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ألأخوان الكريمان : ابو عبدالرحمن , ابو نايف : أشكركما على مداخلتكما , واقول لكما وللقراء ألأكارم , نعم نحتاج في المداخلات الى ألأسئلة ونحتاج الى ألأجابة من الكاتب ومن المتداخلين والى التعليقات بمعلومات أضافية كالتي علق بها أخي أبو نايف في حلقة مضت ,,, ونحتاج أحيانا الى تصحيح وجهة نظر الكاتب أستنادا الى دليل ,,, أكرر شكري لكما ......
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
اخي المستعين بالله وفقك الله الى مايحبه ويرضاه
لقد اضفيت الى منتدنا رونقا خاصا من خلال هذه السلسله الجميله من حلقاتك ما وراء الاكمه وان كنا جميعا نعلم ان اليهود هم وراء كل كارثه تجتاح هذا العالم من صنع البشر وقد سخرهم الله منذ الازل ليكونوا مفاتيح لكل فتنه عبر تاريخ البشريه فهم امة الفتن والمعاصي وراس الكفر وعموده اخي المستعين بالله ليعم الجميع ان كل ما يدور وما وقع وما سوف يقع ماهو الا بتدبير الاهي وسيناريو رباني يسير في اتجاهه الى النهايه المحتومه المعروفه وقد قدر الله في الازل ان تكون هذه الامه الفاسقه من بني صهيون هم الطريق والشراره لهذه الفتن عبر مر الازمان ومن لوازم هذا السيناريوا ان يمكن الله لهم في الارض امتحانا لهم ولغيرهم من الامم وفي نهاية المطاف ما شاء الله كائن وما لم يشاء لم ولن يكن ولعل ما ورد في سور الاسراء من قوله تعالى وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} لهو خير دليل على تمام هذا السيناريو الرباني وقد يقال ان ما ورد في هذه الايات قد وقع فعلا من ايام بخت نصر كما ورد في بعض التفاسير نقول لعله من عظم قدرة الله سبحانه وكمال اعجازه في قرانه ان يقع هذا الامر مرارا وتكرارا على بني اسرائل فهم امة الافساد في الارض وعقابهم لانهاية له الا بنهاية هذا الكون وقيام الساعه سيروا على بركة الله فماوعدنا به الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام ما هو الا جزء من هذا السيناريو الرباني وان لم يحن موعده فلامحالة واقع فهو اللذي لاينطق عن الهوى انه الا وحيا يوحى فالى ذالكم اليوم المشهود نقول اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل اليهود المفسدين |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ألأخت الكريمة , زهور الريف : آمين لي ولك ولجميع القراء , وشكرا على المداخلة والمعلومات التي أضفتيها ,, وأود أن أنقل نقلا سابقا لأحد أعضاء منتدان وهو (أبو عهد) لتماشيه مع المعنى الذي أشرت اليه ...
نهاية إسرائيل في القرآن الكريم نهاية إسرائيل في القرآن الكريم إن الحديث عن الغيبيات يحمل مجازفةً بحقيقة إدراكنا للمقدمات التي ننطلق منها للحديث عن تلك الغيبيات ، وبمصداقيتها .. وفي الوقت نفسه يحمل - هذا الحديث - إدراكاً عميقاً لفهم تلك المقدمات إذا ما تم تحقق هذه الغيبيات وفق الصورة التي نتوقعها .. وإذا ما كانت بين أيدينا مقدمات ثابتة حول مسألة ما ، فيصبح التنبؤ بالغيبيات المتعلقة بتلك المقدمات متعلقاً بإدراك هذه المقدمات ، وأكبر احتمالاً للتحقق ، وبالتالي تصبح إمكانية تحقق هذه الغيبيات أبعد ما تكون عن التخمين ، وأقرب ما تكون إلى الواقع .. وفي حديثنا عن نهاية الكيان الإسرائيلي ، لا نرى مقدمات أوثق من القرآن الكريم للانطلاق نحو تصور نهاية الصراع مع هذا الكيان .. وتقع على فهمنا وإدراكنا لدلالات النصوص القرآنية مسؤولية المجازفة بإطلاق أي نتيجة غيبية ، فما يربط النتيجة الغيبية التي نصل إليها مع المقدمات المطلقة اليقين ( النصوص القرآنية ) ، هو إدراكنا لدلالات ومعاني هذه النصوص ، وبالتالي فالمجازفة واحتمال الخطأ ينحصران في ساحة إدراكنا لما تحمله هذه النصوص من دلالات .. في البداية نقول .. إن المرحلة التي تمر بها الأمة ومنذ أكثر من نصف قرن هي مرحلة مؤرخة قرآنياً ، حيث صورها القرآن الكريم عبر موقعين في سورة الإسراء .. ) فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( الإسراء : 17-7 ) وقلنا من بعده لبني إسرءيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفــــــاً ( الإسراء : 17-104 إن العبارة القرآنية ( وعد الآخرة ) في هاتين الصورتين القرآنيتين تتعلق بالحياة الدنيا قبل قيام الساعة ، وتتعلق بفترة زمنية واحدة .. فقول الله تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً ) هو مقدمة للنتيجة التي تصورها الصورة القرآنية ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلو ا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ).. وإن قول معظم المفسرين بأن وعد الآخرة بالنسبة لدخول المسجد قد تم سابقاً (قبل الإسلام حينما قتل اليهود يحيى عليه السلام ) ، وأن وعد الآخرة بالنسبة للمجيء لفيفا هو بعد قيام الساعة ، هما قولان يتعارضان مع حقيقة الدلالات التي تحملها هاتان الصورتان القرآنيتان ، ومع حقيقة ما يحمله القرآن الكريم بشكل عام .. والنص القرآني الذي سننطلق منه في دراستنا للتنبؤ بنهاية هذا الكيان ، هو النص القرآني التالي ، والوحيد في القرآن الكريم الذي يصور نهاية هذا الكيان.. ) وقضينا إلى بني إسرءيل في الكتب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ! فإذا جاء وعد أوليهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعداً مفعولاً! ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنكم بأمول وبنين وجعلنكم أكثر نفيراً ! إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ! عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكفرين حصيرا ( الإسراء : 17/ 4-8 هذا هو النص الوحيد في القرآن الكريم الذي يصور افسادة بني إسرائيل التي نعيش أحداثها الآن ، بالإضافة للأية (104) من سورة الإسراء ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً ) كما أسلفنا ، ولذلك ستنحصر مقدمات تنبئنا في هذا النص القرآني بالذات .. إن محتويات الأحكام والأخبار التي يحملها هذا النص ، قد أعلمها الله تعالى لبني إسرائيل في كتابهم ، كما تؤكد بداية هذا النص ( وقضينا إلى بني إسرءيل في الكتب ) .. ولذلك فالخطاب الذي يصوره الله تعالى لنا في هذا النص ، هو خطاب وجهه لبني إسرائيل في كتابهم ، وأعلمهم حتى بالنتيجة التي سيؤولون إليها نتيجة إفسادهم وتدنيسهم للمقدسات .. والصورة القرآنية (وقضينا إلى بني إسرءيل في الكتب لتفسدن في الأرض مرتين ) تبين لنا أن إفساد بني إسرائيل في هاتين المرتين سينتشر في الأرض كافة وبالتالي لن تنجو أمة من تبعات هذا الفساد .. وإذا ما نظرنا الآن لكل ما يجري على الأرض من فساد ومن انحطاط في القيم ومن فتن ومآسٍ وحروب وأزمات اقتصادية ، لرأينا أن لهذا الكيان يداً في كل ذلك .. وهذا الفساد الذي يلقون بذوره في الأرض ويرعونه ، هو وسيلتهم الوحيدة للعلو في هذه الأرض ، وهذا ما تحمله الصورة القرآنية (لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ) ، فهؤلاء لا يعلون إلا على أرض الفساد، وفي مناخ الفتن والمآسي وانحطاط القيم والأخلاق .. وقد بين القرآن الكريم صفتهم هذه في أكثر من موقع عبر تصوير سيرتهم مع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وعبر وصفهم المجرد عن هذه السير ة .. ويتابع النص القرآني الحديث عن افسادتهم الأولى التي قاموا بها قبل نزول النص القرآني ، وكيف أن الله تعالى بعث عليهم عباداً أولي بأس شديد .. ومن المعلوم والثابت تاريخياً أن هؤلاء العباد الذين وضعوا حداً لإفساد بني إسرائيل في المرة الأولى هم بقيادة نبوخذ نصر سنة (586) قبل الميلاد .. ) فإذا جاء وعد أوليهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعداً مفعولاً ( وكعادة اليهود في تزييف الحقائق فقد استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين من أن نبوخذ نصر وجيشه كانوا وثنيين من عبدة الأصنام ، مع أن القرآن الكريم يبين لنا أن الذين بعثهم الله تعالى لوضع حدٍ لإفساد بني إسرائيل في المرة الأولى هم عباد لله تعالى (بعثنا عليكم عباداً لنا ) ، فهل يعقل أن الله تعالى يصف الوثنيين وعبدة الأصنام بأنهم عباد له سبحانه وتعالى ؟.. لماذا لا يكون نبوخذ نصر وجيشه من أتباع رسالة يونس عليه السلام ، وخصوصاً أن يونس عليه السلام أرسل للمنطقة التي خرج منها نبوخذ نصر بجيشه بفترة ليست كبيرة نسبياً ؟.. وخصوصاً أن القرآن الكريم يبين لنا أن قوم يونس قد آمنوا ، وأنهم القرية الوحيدة التي نفعها إيمانها في كشف العذاب ) فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعنهم إلى حين ( يونس : 10/98 إن الأولى بنا أن نصدق الله تعالى ونكذب التاريخ الذي أرخه اليهود ليخدم إفسادهم .. ويتابع القرآن الكريم تصوير ما قضاه لبني إسرائيل في كتابهم ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنكم بأمول وبنين وجعلنكــم أكثر نفيراً ( إننا نرى أن هذه الصورة القرآنية تبدأ بالعبارة (ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) ولم يقل الله تعالى ( فرددنا لكم الكرة عليهم ) .. فكلمة ( ثم ) كما نعلم تفيد التراخي في الزمن إذا ما قورنت بحرف الفاء الذي يفيد التعقيب .. وهكذا بعد تدميرهم نتيجة إفسادتهم الأولى وبعد زمن طويل أصبحوا من أصحاب الأموال والبنين ، لإمتحانهم عبر إفسادتهم الثانية التي نعيشها منذ أكثر من نصف قرن .. ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما عــــــلوا تتبيرا ( ولا بد هنا من الإشارة إلى أن معظم التفاسير ذهبت إلى أن الإفسادة الثانية حصلت قبل الآن بل قبل نزول القرآن الكريم ، حينما قتل يحيى عليه السلام على يد اليهود .. وهذا المذهب من التفسير يتعارض تماماً مع حيثيات دلائل هذه الصورة القرآنية بشكل خاص ، ومع حيثيات دلائل القرآن الكريم بشكل عام .. إن ما يميز الإفسادة الثانية هو أنها مرتبطة بوعد الآخرة كما يبين القرآن الكريم (فإذا جاء وعد الآخرة ) ، وفي هذا الوعد - كما رأينا - سيجيئون لفيفاً ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفــــاً) ، وهذا لم يحدث كما يحدث في إفسادتهم الحالية كما نرى بأم أعيننا .. وكلمة الآخرة في هذه الصورة القرآنية لا يمكن الجزم بأنها لا تعني إلا الإفسادة الثانية ، فلو كانت كذلك لأتت على الشكل (فإذا جاء وعد ثانيتيهما ) مقارنة مع الصياغة القرآنية التي تصور الإفسادة الأولى (فإذا جاء وعد أولاهما ) ..هي تعني الإفسادة الثانية ، ولكنها تعني أيضاً اقتراب الساعـة ، ودليلنا في ذلك -كما رأينا في النظرية الأولى المعجزة - أن كلمة الآخرة ترد في كتاب الله تعالى (115) مرة بورود مناظر تماماً لكلمة الدنيا المناظرة تماماً لكلمة الآخرة ، فكلمة الدنيا ترد أيضاً (115) مرة .. وهكذا فالعبارة القرآنية (فإذا جاء وعد الآخرة ) تعني - من جملة ما تعنيه - فإذا اقترب قيام الساعة .. ودليل آخر على أن الإفسادة الثانية هي التي يشهدها هذا الجيل ، هو أنه في الإفسادة الثانية سيتم دخول المسجد الأقصى دخولاً مماثلاً تماماً لدخول المرة الأولى (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) وقد رأينا في النظرية الأولى ( المعجزة ) أن هناك تناظراً تاماً بين ركني هذه المسألة . وليدخلوا المسجد = (14) حرفاً مرسوماً ، كما دخلوه أول مرة = (14) حرفاً مرسوماً وفي هذا التناظر التام - كما نرى - دليلنا على أن ما حدث في الإفسادة الأولى من تدمير لبني إسرائيل سنة (586) قبل الميلاد على يد جيش نبوخذ نصر ، ومن تدمير لهيكلهم المزعوم ، سيحدث تماماً وبشكل مناظر له تماماً في الإفسادة الثانية ، حيث سيتم تدمير هيكلهم المزعوم الذي يحاولون الآن بناءه مكان المسجد الأقصى تماماً .. وهذا التدمير للهيكل بهذه الحيثية لم يحدث لا زمن قتل يحيى عليه السلام على يد اليهود ، كما تذهب معظم التفاسير ، ولا زمن طردهم من المدينة المنورة زمن الرسول r .. ولقائل أن يقول كيف نسمي هيكلهم المزعوم الذي سيدمر كما دمر أول مرة ، بالمسجد (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) في الوقت الذي يريدون فيه بناء هيكلهم مكان المسجد الأقصى ، وبالتالي إزالة بناء المسجد الأقصى..أي كيف يكون المسجد مسجداً بعد إزالته وبناء هيكلهم المزعوم مكانه ؟؟.. نقول إن كلمة المسجد لا تعني البناء ، ولكن تعني الأرض المقدسة التي يتم عليها إنشاء هذا البناء، فمهما كان البناء فوق هذه الأرض المقدسة التي بارك الله تعالى حولها ،لا يغير ذلك من تسمية هذه البقعة المقدسة بالمسـجد الأقصى .. ودليلنا أن الله تعالى سمى هذه البقعة المباركة بالمسجد الأقصى حينما أُسرِي برسول الله r إلى هذه البقعة قبل فتح القدس بفترة ليسـت قليلة .. ) سبحن الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بركنا حوله لنريه من آيتنا إنه هو السميع البصير ( الإسراء : 17/1 ودليل آخر ...... أن البيت الحرام رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ) وإذ يرفع إبرهيم القواعد من البيت وإسمعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ( البقرة : 2/127 فإسماعيل عليه السلام الذي شارك أباه في رفع القواعد من البيت كان رجلاً يحمل الحجارة .. وفي الوقت ذاته نرى أن إبراهيم عليه السلام سمى هذا المكان بالبيت الحرام حين وضع ابنه إسماعيل عليه السـلام وهو طفل عنده .. أي أنه سماه بالبيت الحرام قبل رفع قواعد بنائه .. ) ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرت لعلهم يشكرون ( إبراهيم : 14/37 والقرآن الكريم يؤكد هذه المسألة في مكان آخر .. ) إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعلمين ( آل عمران : 3/96 فمكان البيت الحرام اسمه البيت الحرام ليس قبل رفع قواعد بنائه من قبل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فحسب ، وإنما منذ آدم عليه السلام .. إذاً سيقوم الفاتحون - إن شاء الله تعالى - بدخول المسجد الأقصى فاتحين مدمرين ما يدنسه اليهود في هذا المسجد ، دخولاً مناظراً للدخول الأول ، ودليلنا كما قلنا هو التناظر التام بين ركني الصورة القرآنية المصورة لهذا الدخول .. وليدخلوا المسجد = ( 14) حرفاً مرسوماً كما دخلوه أول مرة = (14) حرفاً مرسوماً والآية الأخيرة من النص الذي ننطلق منه في التنبؤ بنهاية هذا الكيان ، تؤكد هذا التدمير ، وأنهم سيدمرون من جديد فيما لو عادوا لإفسادهم في هذه الأرض المقدسة بشكل خاص وفي الأرض بشكل عام .. ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكفرين حصيراً ( ولو عدنا إلى النص القرآني الذي يصور إفسادهم ونهايتهم (من الأيـة4-8في سورة الإسراء)فسنرى أنه مكون من (75) كلمة .. وقد بينا في النظرية الأولى ( المعجزة ) أن مجموع كلمات النص القرآني الذي يصف مسألة ما ، يرتبط ارتباطاً تاماً بجوهر المسألة التي يصفها هذا النص .. فهل يشير مجموع كلمات هذا النص ( العدد 75 ) إلى مجموع سني لبث هؤلاء المفسدين في الأرض المقدسة ؟؟.. وداخل هذا النص نرى صورتين قرآنيتين تلقي كل منهما الضوء على إفسادة من هاتين الإفسادتين ، ونرى أنهما متناظرتان تماماً ، فكل منهما مكونة من ( 75) حرفاً مرسوماً ، وقد رأينا كيف أن هذا العدد (75) هو ذاته العدد الذي يشير إلى مجموع كلمات النص الذي انطلقنا منه في تنبئنا ... فإذا جاء وعد أولـيهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعداً مفعولا = 75 حرفاً مرسوماً فإذا جاء وعد الآخرة ليسـؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا = 75 حرفاً مرسوماً إذاً الصورة القرآنية المصورة للإفسادة الأولى تتكون من (75) حرفاً،والصورة القرآنية المصورة للإفسادة الثانية تتكون من (75) حرفاً ، والنص القرآني الذي يصف هذه المسألة بآياته الخمس يتكون أيضاً من (75) كلمة.. لقد بينا في النظرية الأولى ( المعجزة ) عبر الكثير من الأمثلة ، أن مجموع حروف النص القرآني في الكثير من النصوص القرآنية يشير إلى مجموع سنين ، وأكبر دليل على ذلك أن سورة نوح عليه السلام تتكون من (950) حرفاً مرسوماً ، وهذا ما يوافق تماماً المدة الزمنية التي لبثها نوح عليه السـلام في قومه ، كما يؤكد القرآن الكريم .. وبينا أيضاً أن مجموع كلمات النص يشير أحياناً إلى مجموع وحدات زمنية .. وإذا اعتبرنا أن العدد (75) يشير إلى وحدات زمنية ، وإذا اعتبرنا بداية الإفسادة الثانية سنة (1948) ميلادية ، فهل سيتم الفتح عام (2023) ميلادي ؟؟.. إننا نرى أن هذه النبوءة أقرب إلى اليقين ولا تحمل من المجازفة إلا احتمالين : 1- أن يكون العدد (75) مشيراً إلى مسألة أخرى غير المسألة الزمنية .. 2- أن تكون بداية الإفسادة الثانية ليست سنة (1948) ميلادية .. ولكن بدراسة التاريخ وبالاطلاع على ما يقوله قادة هذا الكيان ذاته ، نرى أن احتمال ارتباط العدد (75) بالجانب الزمني هو الأرجح ، إن لم يكن هو الاحتمال الوحيد .. لقد ورد في مقالة للأستاذ بسام جرار ، في مجلة إلى الأمام العدد-2187- بتاريخ 27/5/ 1993ميلادي النص التالي : ( جاء في كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل تأليف ايان لوستك ترجمة حسني زينة ، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية ،ط1 ، 1991م ، بيروت ص 95 : وهذا بالضبط هو نوع السلام الذي تنبأ مناحيم بيغن به عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب على لبنان ، أن إسرا ئيل ستنعم بما نصت التوراة عليه من سنوات السلام الأربعين ) ولو أضفنا أربعين سنة إلى عام (1982) الذي تم فيه اجتياح لبنان اعتداء عليه ، لوصلنا إلى عام (2022) ميلادي ، وهذا يسبق عام ( 2023 ) بعام واحد ، فهل ما أراد بيغن قوله أنه بعد هذا العام سيتم وضع حد لإفساد بني إسرائيل ، وبالتالي سيستمر وجودهم وإفسادهم في الأرض المقدسة ( 75 ) سنة كما بينا ؟؟؟ .. إن الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نجزم به هو قولنا ، الله أعلم ، وأن نهاية هذا الكيان لن تكون إلا بالقوة ، وبدفع مستحقات النصر من الدماء ، وهذه النبوءة - إن كان العدد(75) يشير إلى وحدات زمنية وإن كانت بداية الإفساد سنة 1948 م - يجب أن تكون دافعاً لنيل شرف الشهادة في سبيل تحرير المقدسات ، وأن تكون باعثاً للأمل في حتمية نهاية قوى الشر والفساد ، وأن تكون نوراً يضيء أمامنا حقيقة هذا العدو الذي لا ينصاع لأي عهد أو ميثاق ، ولا يلتزم حتى بما عاهد هو عليه .. ) أوكلما عهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ( البقرة : 2/ 100 وهذه النبوءة لا يمكن أن تكون عامل اتكال وتقاعس عن الجهاد ، بمقدار ما تكون حافزاً للشهادة وباعثاً للأمل .. فمن يؤمن بالقرآن وبأسراره الإعجازية يعشق الشهادة في سبيل تحرير المقدسات التي اختارها الله تعالى معياراً لإسلام أفراد هذه الأمة .. ) وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ....... ( البقرة : 2 / 143 فبالنظر إلى هذا النص من المنظار المجرد عن التاريخ والزمان والمكان ، وعلى أنه - كأي نصٍ قرآني - صالح لكل زمان ومكان ، وله حيثيات اتباع وتدبر في كل زمان ومكان ، يتبين لنا أن القبلة الأولى ( المسجد الأقصى ) هي امتحان للمسلمين ، ليشهد الله تعالى من يتبع الرسول وذلك بالدفاع عنه ، ممن ينقلب على عقبيه وذلك بالتقاعس عن الجهاد في سبيل تحريره .. فالمسجد الأقصى كان معياراً لإسلام أفراد الجيل الأول حينما حُولت القبلة منه إلى المسجد الحرام، وهو الآن معيار لإسلام أفراد هذا الجيل وذلك بالجهاد لتحريره وتطهيره وكامل الأرض المقدسة من دنس اليهود .. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
مشكور أخي الحبيب
على هذا الجهد اللي تبذل لكي تظهر لنا قصة رائعة الله يعطيك العافية |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
أخي ألكريم أبو شنب : أشكرك على تفاعلك مع الموضوع ....
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
ألأخوة القراء ألأكارم : البحث أدناه مفيد ومثير للدهشة وذو صلة بموضوعنا ولطوله فقد نقلته لكم مجزءا :
ألجزء ألأول : ..................... زَوال إسرائيل : 2022 م , نبوءة أم صدَف رقميّة ( بسَّام نهاد جرّار ) ,, إنّها ملاحظات , لعلنا نعيد النّظر في دراسة التاريخ . هل هناك قانون في عالم المادة يحكم التاريخ وفق معادلات رياضية شاملة ؟؟!! اعتذار نضجت فكرة هذا البحث قبيل عملية الإبعاد التي نفذتها "إسرائيل" بتاريخ 17/12/1992م . إلا أنني تمكنت من تدوينها في هذا الكتيّب في أرض المنفى بالقرب من قرية (مرج الزهور) في الجنوب اللبناني . لذا لم أتمكن من تحقيق شكليات الرجوع إلى المصادر والمراجع ، إلا ما تيسر لي في هذا المكان القفر . بسم الله الرحمن الرحيم (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )) [ الإسراء، الاية: 7 ] مدخل يطمح البشر بقوة إلى معرفة المستقبل، وكشف أستار الغيب . وقد شاء الله تعالى أن يُطلع عباده على بعض الغيب لحكمة يريدها، فكانت النبوءات يأتي بها الأنبياء والرسل فتكونَ دليلاً على صدق النّبوة والرّسالة، وتكنَ دليلاً على أنَّ علم الله كامل، فيدرك النّاسُ بعض أسرارالقدر. ولمّا شاء الله أن يختم الرّسالات، وشاء أن يرفع صفات النّبوّة، أبقى الرؤية الصادقة، والتي هي اطّلاع على الغيب قبل وقوعه، ليعلم النّاس ما عجزوا عن تصوّره ألا وهو علم الله تعالى بالأشياء قبل وجودها، فيدرك الإنسان أن عجزه عن تصوّر الأشياء لا ينفي وجودها . الأمثلة في القرآن والسنة كثيرة . يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم : (( غُلِبَتْ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ )) [سورة الروم الأيات 2-5] ويقول سبحانه و تعالى : (( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا(27) )) [ سورة الفتح الأية 27] و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود......." و الأحاديث فى هذا الباب كثيرة جداً. ليس هذا مقام بسط الحديث فى حكمة الإخبار بالغيب و دور ذلك فى حياة الناس. إلا أن البعض يرى أن النبوءات تورث الكسل و التقاعس!! وهذا الرأى قد يجدُ مصداقّيةّ على الصعيد النّظرى ، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلى البعيد عن محاكمة الواقع . أما على الصّعيد العملى و الواقعى ، فإن للنبوءات الأثر البالغ فى رفع الهمم ، و اجتثاث اليأس من القلوب ، و دفع الناس للعمل. و تاريخ الصّحابة أصدقُ شاهد على ذلك. هل جلس سُراقةُ قى بيته حتى يأتيه سوارى كسرى؟ و هل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس و قد أخبرهم الرسول بحصول ذلك؟ وهل …. و هل؟. ليس بإمكان المسلم أن يترك واجباً، و المسلم يطلب رضى الله بالدّرجة الأولى، أمّا النتائج فيرجوها ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أنني تقاعستُ لعلمي بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ أجنيه وقد خسرتُ نفسي؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة: (( وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ )) [ سورة الجن الأيتان 16ـ17 ] عشرةُ آلاف من المشركين يحاصرون المدينة المنوّرة، حتى بلغت القلوب الحناجر، وحتى ظن الصّحابة بالله الظنون، في مثل هذا الجو جاءت البشرى : "… اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح كسرى … الله أكبرأُعطيتُ مفاتح قيصر .." . نعم فلا يصح أنْ نترك النّاس يَصِلُونَ مرحلة اليأس المطبق : (( إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ )) [ سورة يوسف الأية 78] يجب أن يتحرك الإنسان بين قطبى الخوف و الرجاء فلا هو باليائس و لا هو بالآمن : (( فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )) [ سورة الأعراف الأية 99] . واليوم و قد أحاط اليأس بالنّاس حتى رفعوا شعاراً يقولون : (ما البديل؟!). فى مثل هذا الواقع ما أجدرنا أن نفتح للنّاس أبواب الأمل مع التنبه التام حتى لا ننزلق فنصبح من أهل الشّعوذة و الكهانة ، فالإسلام حرب على كل ضروب العِرافة و الكهانة و الشعوذة. فى هذا الكُتّيب نحاول أن نفسّر النّبوءة القرآنية الواردة فى سورة الإسراء تفسيراً ينسجم مع ظاهر النّص القرآنى، و يتوافق مع الواقع التاريخى . ثم نُشفع ذلك بمسلك جديد يقوم على أساس من عالم الأرقام يصحُّ أن نُسَمّيه: (التأويل الرياضى) أو (التأويل الرّقمى). و يغلب على ظنّى أن الأرقام ستدهش القارئ كما سبق و أدهشتنى و دفعتنى فى طريق لم أكن أتوقعه. و سيجد القارئ أن الرقم (19) هو الأساس فى هذا التأويل، مما يجعله يتساءَل: لماذا الرقم (19)؟! القصة طويلة، و الحديث فى مسألة العدد (19) وما ثار حوله من جدال و شبهات، يحتاج إلى تفصيل و إسهاب. و هذا ما فعلتُهُ فى كتابى: (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين و ضلالات المدّعين ) و الذى طبع الطبعة الأولى عام (1991 م). ثم وفقنى الله إلى صياغة الطبعة الثانية هنا فى ( مرج الزهور) ، و الأمل أن يصدر عن (دار النفائس) فى بيروت قريباً إن شاء الله. بعد الحديث عن حقيقة رشاد خليفة، و حقيقة بحثه ، أقوم بتعريف القارئ بالخطأ و الصواب فى موضوع العدد (19) فى القرآن الكريم. فالقضية إستقرائية و رياضية، لا مجال فيها لقيل و قال، و لا مجال أن يستغلها الذين فى قلوبهم زيغ من البهائيين و غيرهم. نباء رياضى مذهل، و إعجازٌ سيكون له ما بعده، ولن يستطيع أحد أن يَحُول بيننا و بين ما يريد أن يجلّيه الله من كتابه العزيز: (( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي )) [ سورة اللمجادلة الأية 21] . لقد بذلت ما فى وسعى لأضع هذه الأمانة فى أعناق علماء الأمّة لعلمى أن هذا الأمر لا يُطيقُه فرد ، ولا حتى جماعة. و أملى كبير أن ينهض أهل العزم بهذه المسئوليّة لتتم النعمة على المسلمين و على الناس أجمعين. من يقرأ الكتاب الخاص بالعدد (19) سيدرك بشكل جلى معنى أن تقوم المعادلة التاريخية فى هذا الكتيب على العدد (19) . و أقول للذى لم يقرأ الكتاب: إن نباءّ رياضياً مدهشاً يتعلق بالكلمات و الاحرف القرآنية ، و يقوم على أساس الرقم (19). و إن هناك ما يشير إلى أنه أساس فى عالم الفلك. و يدهشك فى هذا الكتيب أن تكتشف أنه قانونٌ فى التاريخ أيضاً. يتألف هذا الكُتّيب من فصلين: الفصل الأول تفسيرٌ للنبوءة القرآنية الواردة فى سورة الإسراء و المتعلقة بزوال دولة إسرائيل من الأرض المباركة. و الفصل الثانى تأويل رياضى لهذه النبوءة ينسجم مع التفسير فى الفصل الأول، و يضفى عليه مصداقية رياضية. و هو مسلك جديد نأمل أن يكون مفتاحاً لكثير من أبواب الخير. ربّ اغفـر لى و لـوالدىّ ، ربّ ارحمهما كما ربيانى صغيرا. الفَصْــــــــــــل الأول , ( التفسير ) ,, قبل الهجرة بسنة، كانت حادثة الإسراء و المعراج، فكانت زيارة الرسول صلى الله عليه و سلم للأرض المباركة، للمسجد الأقصى الذى بارك اللهُ حوله. و انطلق عليه السلام من (( لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا )) ، إلى (( الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ )) . من أول بيت وضع للناس، إلى ثانى بيت وضع للنّاس. فى ذلك الوقت كانت القدس محتلة من قِبَل الرومان، و كان المسجد الأقصى مجرد آثار قديمة و مهجورة. و على الرغم من ذلك فقد بقيت له مسجديّــته التى ستبقى الى أن يرث الله الأرض و من عليها. لم يكن لليهود وجود يذكر فى مكة المكرمة، و لم يكن لهم أيضاً وجود فى القدس منذ العام (135 م)، عندما دمّر (هدريان) الرومانى الهيكل الثانى، و حرث أرضه بالمحراث، و شرّد اليهود و شتّتهم فى أرجاء الإمبراطورية الرومانية، و حرّم عليهم العودة إلى القدس و السكنى فيها. و عندما أُسرى بالرسول صلى الله عليه و سلم ، كان قد مضى على هذا التاريخ ما يقارب الـ(500) عام، و هى مدة كافية كى ينسى النّاس أنه كان هناك يهود سكنوا الأرض المباركة. بعد حادثة الإسراء نزلت فواتح (الإسراء)، أو سورة (بنى إسرائيل) و اللافت للانتباه أنّ ذكر الحادثة جاء فى آية واحدة: (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1) )) ثم كان الحديث: (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا........... َقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ........... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا............ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ...)) فما علاقة موسى عليه السلام، و ما علاقة بنى إسرائيل بتلك الحادثة، و تللك الزيارة؟! وما علاقة النبوءة التى جاءت فى التوراة قبل ما يقارب الـ(1800) سنة بهذه الحادثة؟! هل يتوقع أحد أنْ يخطر ببال المفسرين القدماء إمكانية أن يعود لليهود دولة فى الأرض المباركة؟! أقول: الدولة الأموية، و الدولة العباسيّة، و الدولة العثمانية، كانت كل واحدة منها أعظم دولة فى عصرها. فأىُّ مفسر هو هذا الذى سيخطر بباله أنّ المرة الثانية لم تأت بعد؟! وإن خطر ذلك بباله فهل ستقبل عاطفته أن يخطّ قلمه مثل هذه النبؤة التي تتحدث عن سقوط القدس في أيدي اليهود الضائعين المشرّدين والمستضعفين؟! من هنا نجد أنّ المفسرين القدماء ذهبوا إلى القول بأنّ النبؤة التوراتيّة قد تحققت بشقّيها قبل الإسلام بقرون. ونحن اليوم نفهم تماماً سبب هذا التوجّه في التفسير، لكننا أيضاً ندرك ضعفه ومجافاته للواقع . ومن هنا نجد الغالبية من المفسرين المعاصرين تذهب إلى القول بأنّ المرة الثانية تتمثّل بقيام إسرائيل عام (1948م) . (( وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا )) : والنفير هم الذين ينفرون إلى أرض المعركة للقتال. ومع أنّ العرب كانوا أكثر عدداً عام ( 1948م )، إلا أنّ اليهود كانوا أكثر نفيراً؛ ففي الوقت الذي حشد فيه العرب (20) ألفاً، حشد اليهود أكثر من ثلاثة أضعاف( 67 ) ألفاً. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
الجزء الثاني من البحث :.........................
هناك ستّة عناصر لقيام الدولة الثانية ( الآخرة ) نجدها في القرآن الكريم، تُدهش وأنت تراها بعينها عناصر قيام دولة إسرائيل عام 1948م : 1ــ تعاد الكرة والدولة لليهود على من أزال الدولة الأولى. وهذا لم يحصل في التاريخ إلا عام 1948م كما أسلفنا. 2ــ تُمدّ إسرائيل بالمال الذي يساعدها في قيامها واستمرارها، ويظهر ذلك جليّاً بشكل لا نجد له مثيلاً في دولة غير إسرائيل. 3ــ تمدّ إسرائيل بالعناصر الشابّة القادرة على بناء الدولة. ويتجلى ذلك بالهجرات التي سبقت قيام إسرائيل والتي استمرت حتى يومنا هذا. 4ــ عند قيام الدولة تكون أعداد الجيوش التي تعمل على قيامها أكبر من أعداد الجيوش المعادية. وقد ظهر ذلك جليّاً عام 1948م ، على الرغم من أنّ أعداد العرب تتفوّق كثيراً على أعداد اليهود. 5ــ يُجمع اليهود من الشتات لتحقيق وعد الأخرة. وهذا ظاهر للجميع. [ يأتى بيان ذلك بعد أسطر]. 6- عندما يُجمع اليهود من الشتات يكونون قد انتموا إلى أصولٍ شتّى، على خلاف المرة الأولى فقد كانوا جميعاً ينتمون إلى أصل واحد و هو إسرائيل عليه السلام . أما اليوم فإننا نجد أنّ الشعب الإسرائيلى ينتمى إلى (70) قومية أو أكثر. انظر إلى هذه العناصر الستّة ثم قل لى : هل هناك عنصر سابع يمكن إضافته ؟! وهل هناك عنصر زائد يمكن إسقاطه ؟! وبذلك يكون التعريف جامعاً كما يقول أهل الأصول. لم يرد تعبير: (( وَعْدُ الْآخِرَةِ )) فى القرآن الكريم إلا فى سورة الإسراء، فى الآية (7)، والآية (104). و الحديث فى الآيتين عن بنى إسرائيل: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )) ، (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )) فى بداية سورة الإسراء تمّ تفصيل الحديث فى المرتين، و فى نهايات سورة الإسراء تمّ الإجمال فى الحديث عن المرتين (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )) أى قلنا من بعد غرق فرعون لبنى إسرائيل: اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك يتحقق وعد الأولى. وقد كان القضاء بحصول المرتين بعد خروج بنى إسرائيل من مصر. (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) . وهذا يعنى أن اليهود بين (الأولى) و (الأخرة) يكونون فى الشتات، بدليل قوله تعالى: (( جِئْنَا بِكُمْ )) ومن هذه الأية تم استنباط العنصر الخامس والسادس: (نجمعكم من الشتات فى حالة كونكم منتمين إلى أصول شتّى). و هذا معنى: (( جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) . والله أعلم. أما قولنا إنّ الأرض هي الأرض المباركة، فيظهر ذلك جليّاً في الآيتين: (136'137) من سورة الأعراف: (( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ(136)وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا...)) من هنا يمكن أن نوظف التاريخ لتحديد الأرض المباركة شرقاً وغرباً. و المعروف أن بنى إسرائيل سكنوا واستوطنوا فلسطين والتى لم تكن فى الصورة الجغرافية المعاصرة، إلا المشارق والمغارب. وقد بوركت فلسطين فى القرآن الكريم خمس مرات، وقُدّست مرة واحدة: 1- (( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا )) الأعراف: 137 ] 2- (( إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ )) [ الإسراء: 1 ] 3- (( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ(71) )) [ الإنبياء: 71 ] 4- (( تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا )) [ الإنبياء: 81 ] 5- (( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً )) [ سبأ :18 ] 6- (( يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ )) [ الملئدة: 21 ] تتحدث الآية الأولى عن الأرض التى سكنها بنو إسرائيل بعد إخراجهم من مصر و غرق فرعون. وهى الأرض المقدسة التى التى وعدوا أن يدخلوها فى الأية السادسة. أمّا المسجد الأقصى فمعلومٌ أنّه فى فلسطين. أمّا الآية الثالثة فتتحدث عن نجاة إبراهيم و لوط (عليهما السّلام) إلى الأرض المباركة. ويتفق أهل التاريخ على القول بأن لوطاً عليه السّلام كان فى منطقة (أريحا)، فى حين سكن إبراهيم عليه السّلام (الخليل) ودفن فيها. أما الآية الرابعة فتتحدث عن سليمان عليه السّلام ، و معلوم أن مملكته كانت فى فلسطين، وعاصمتها القدس. أما الآية الخامسة فتتحدث عن العلاقة بين (سبأ) و ( مملكة سليمان) عليه السّلام ، ومعلوم أنّ مملكته عليه السّلام تعدّت في اتساعها حدود فلسطين المعاصرة. أمّا فلسطين فقد كانت الجزء الأساسي والرئيسي في مملكته عليه السّلام . (( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )) وَعْظٌ يحمل معنى التهديد. (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ )) : إذا تحقق وعد الإفسادة الثانية، وحصل من اليهود العلو و الطغيان، عندها ستكون العقوبة: (( لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )) ولم يقل ( ليسوؤن وجوهكم). و فى الأولى كان جواب (إذا) هو (بعثنا). فأين جواب (إذا) فى الثانية؟ أقول : هو أيضاً (بعثنا) و المعنى : فإذا جاء وعد الثانية بعثناهم لتحقيق ثلاثة أمور : ليسوءوا ... وليدخلوا ... وليتبروا. (( ِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )) أى يلحقوا العار بكم، أو يُسيئوا إليكم إساءة تظهر آثارها فى وجوهكم . وقد يكون المقصود تدمير صورتهم التى صنعوها عبر الإعلام المزيّف، بحيث تتجلى صورتهم الحقيقيّـة، ويلحقهم العار، وتنكشف عوراتهم أمام الأمم التى خُدعت بهم سنين طويلة. وهذا يكون بفعل العباد الذين يبعثهم الله لتحقيق وعد الآخرة. (( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ )) المقصود المسجد الأقصى، و الذى بنى بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وفق ما جاء فى الحديث الصحيح. (( كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )) تكون نهاية كل مرة بدخول المسجد الأقصى، و سبق أن بيّنّا أنّ نهاية المرة الأولى كانت عام (586 ق.م)، إذ دمّرت دولة يهوذا. وسقطت القدس فى أيدى الكلدانيين. أما اليوم فقد اتخذ الإسرائيليون القدس عاصمة لهم، ولا شكّ أن سقوط العاصمة، والتى هى رمز الصّراع، لهو أعظم حدثٍ فى المرة الثانية، والتى سمّاها الله (الآخرة)، مما يشير من طرفٍ خفىًّ إلى أنْ لا ثالثة بعد الأخيرة. وهذا مما يعزز قولنا: إنّ هذه هى الثانية إذ لا ثالثة، وقد سبقت الأولى. (( وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )) : يدمّرون، ويهلكون، ويُفتّتُونَ كل ما يسيطرون عليه، إهلاكاً، و تدميراً، وتفتيتاً. وذلك يوحى بأن المقاومة ستكون شديدة تؤدى إلى رد فعل أشد. و (ما) تدلّ على العموم وهى بمعنى (كل) و الضمير فى (عَلَوا) يرجع إلى أعداء بنى إسرائيل. ويجب أن لا ننسى لحظة أنْ المُخَاطَب فى هذه النّبوءة هم اليهود: (( لَتُفْسِدُنَّ ... وَلَتَعْلُنَّ ... عَلَيْكُمْ ... رَدَدْنَا لَكُمْ ... وَأَمْدَدْنَاكُمْ ... وَجَعَلْنَاكُمْ ... أَحْسَنتُمْ ... أَسَأْتُمْ ... وُجُوهَكُمْ ... يَرْحَمَكُمْ ... عُدْتُمْ ... )) لذلك يجب أن نَصْرِف الَضّمائر التالية إلى أعداء اليهود فى المرتين : (( فَجَاسُوا ... عَلَيْهِمْ ... لِيَسُوءُوا ... وَلِيَدْخُلُوا ... دَخَلُوهُ ... وَلِيُتَبِّرُوا ... عَلَوْا ... )) . هل يكون التدمير فى كل الأرض المباركة، أم فى جزء منها؟ النّص لا يبت فى احتمالٍ من الاحتمالين. ولكن يلاحظ أنّ الحديث عن التّتبير جاء بعد الحديث عن دخول المسجد الأقصى، مما يجعلنا نتوقّع أن يكون التّدمير فى محيط مدينة القدس. وتَجْدر الإشارة هنا إلى أنّ (الواو) لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً : ( ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد وليتّبـروا... ) ولكن الترتيب يرهص بذلك. ويمكن تصوّر تراخى الدخول عن إساءة الوجه أمّا الدخول و التتبير؛ فقد يسبق التتبير الدخول، وقد يتلازمان، وقد يأتى التتبير بعد الدخول وهذا بعيد إذا كان من سَيَدْخُل هم أهل الإيمان. (( عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ )) : دعوة إلى التوبة و الرجوع إلى الله. (( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا )) : وإن عدتم يا بنى إسرائيل الى الفساد عدنا إلى العقوبة ترغيب و ترهيب يناسبان المقام. فهل يتعظ اليهود بعد هذا الحد؟ المتدبّر للقرآن الكريم يدرك أنّ فئة منهم ستبقى تسعى بالفساد أينما حلوا. قال سبحانه و تعالى فى سورة الأعراف : (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ )) [ الأية: 167 ]. وقال سبحانه فى سورة المائدة : (( وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ …)) [الآية: 64] . وهذه عقوبات دنيويّة تحل بهم لفسادهم. (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ..)) فهي إذن بشرى قرآنية. (( وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) : فهي بشرى للمؤمنين السّالكين طريق الحق. (( وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) )) هي بشرى للمؤمنين وإنذار لبني إسرائيل الذين يؤمنون بالله والرسل بوجه من الوجوه، ولكنهم لا يؤمنون بالآخرة؛ فالعهد القديم يزيد عن الألف صفحة، ومع ذلك لا تجد فيه نصّاً صريحاً بذكر اليوم الآخر. ختمت النبوءة بالحديث عن القرآن الكريم، فهو يهدي، ويبشّر، وينذر. وهي الخاتمة نفسها التي ختمت بها النبوءة المجملة في الآية (104) : (( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )) [سورة الإسراء، الآية: 105]. وجاء في التعقيب على النّبوءة المفصّلة: (( وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا )) [الإسراء، الآية: 11] وجاء في التعقيب عليها مجملة: (( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا(107)وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا(108)وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )) [الإسراء، الآيات: من 106ــ 109] . هل يقصد بهذه الآيات الحديث عن بعض ردود الفعل على الحدث في حينه، وانعكاسه على أهل الكتاب إيجابياً وإدراكهم أنّ الإسلام حق، واندهاشهم وانبهارهم لحصول النبوءة وفق ما أخبر القرآن الكريم: (( سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا )) : نعم لا بد لوعد الله أن يتحقق. وانظر إلى قوله تعالى (( وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا )) وقوله في الثانية: (( إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا )) . ثم تدبّر خاتمة سورة الإسراء من جهة المعنى والموسيقى: (( وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا(111) )) . نقرأ في السيرة النبوية الشريفة أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم أخرج يهود بني قينقاع من المدينة، ثم أخرج يهود بني النّضير، فنزلت سورة (الحشر) والتي تستهل بالتسبيح كسورة الإسراء: (( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(1)هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ )) قال المفسرون: ( لأول جمعٍ لهم في بلاد الشّام ). والسؤال: ما الحكمة من جمعهم في بلاد الشّام؟ ولماذا اعتبر هذا الإخراج أول الجمع؟ وماذا سيحصل في آخر الجمع؟ ورد فى تفسير النّسفي أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم قال عندما أخرج بني النّضير: " امضوا لأول الحشر وإنّا على الأثر" فهل يشير ذلك إلى وعد الآخرة (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) ؟ فدخول بنى إسرائيل الأرض المباركة بعد موسى عليه السّلام كان مقدمة لتحقق وعد الأولى. ودخولهم بعد أن أخرجهم الرسول صلى الله عليه و سلم كان أيضاً مقدمة لتحقق وعد الآخرة. أما التراخي في الزمن فلا يعني شيئا، لأن المقصود أنّ هذا مقدمة لحصول الوعد الذى نزل فى سورة الإسراء. فهو مجرد بداية رمزيّة. وأخرج النسفى أن قسماً من بنى النضير سكنوا (أريحا). أقول: لا يكون الجمع فى بدايته حشراً، وإن كان يصح أنْ نقول أول الحشر، لأن الحشر يعنى الجمع الذى يكون معه ضيق فى المكان، والضيق النفسى. وهذا يرهص بأن وعد الأخرة يتحقق عندما يصبح جمع بنى إسرائيل فى الأرض المباركة حشراً. يقول علماء الأجناس إنّ 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهوّدت ولا يرجعون في أصولهم إلي بني إسرائيل. ويُقرُّ اليهود بأنّ هناك عشرة أسباط ضائعة: ( رأوبين، شمعون، زبولون، يساكر، دان، جاد، أشير، نفتالي، أفرايم ومنسي) [ من هو اليهودي في دولة اليهود ــ عكيفا أورــ دار الحمراء ــ بيروت ــ ط1 ــ 1993 ص147. من هنا ندرك أنّ مسألة الحق التاريخي هي أسطورة اخترعها اليهود الصّهاينة، لأن الغالبية العظمى من بني إسرائيل تحوّلوا إلى المسيحيّة والإسلام.] على ضوء ذلك كيف نقول إنّ يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟ نلخّص الإجابة بما يلي: 1ــ يقول الله تعالى في سورة الإسراء: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) والمقصود نجمعكم من الشتات في حالة كونكم منتمين إلى أصولٍ شتّى، على خلاف المرة الأولى. 2ــ أصرّ اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه (إسرائيل)، فأصبحت البُنُوّة هي بُنُوّة انتماءٍ للدولة. فلا شكّ أنّهم اليوم أبناء إسرائيل. 3ــ إنّ الحكم على النّاس في دين الله لا يكون على أساس العرق والجنس، بل على أساس العقيدة والسلوك. وقد آمن بنو إسرائيل باليهوديّة على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم وشرعهم. 4ــ الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة: (( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )) [المائدة، الآية: 51] 5ــ لا نستطيع أن ننكر أنّ قسماً من يهود اليوم يرجعون في أُصولهم إلى بني إسرائيل، وعلى وجه الخصوص الشّرقيّون منهم. 6ــ قولنا إنّ هناك قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل هو قول صحيح، لكننا لا نستطيع أن نُعيّنهم ونُسمّيهم. ومن هنا تعتبر القضيّة قضيّة غيبيّة. يظن البعض أن نهاية الدولة الإسرائيليّة تعني اقتراب اليوم الآخر، وهذا غير صحيح، ولا أصل له. أمّا قول الرسول صلى الله عليه و سلم " لا تقوم السّاعة حتى يقاتل المسلمون اليهود.... " فقد ذهب بعض العلماء إلى القول إنّ المقصود أنّ الأمر لا بد أنْ يحصل، وليس المقصود أنّ قتالهم من علامات القيامة. أقول: حتى لو كان المقصود أنّ قتالهم هو من علامات يوم القيامة. فمن قال إنّ زوال دولتهم هذه فى فلسطين هو آخر قتالٍ لهم فى الأرض، وإلا فما معنى قول الله تعالى: (( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا )) ؟! وهل نسينا أن عامّة أتباع الدّجال هم من اليهود وفق ما جاء فى الحديث الصحيح؟! جاء فى سنن أبى داود، فى كتاب الجهاد: " ... يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدس، فقد اقتربت الزلازل والبلابل والأمور العظام. و السّاعة يومئذ أقرب إلى النّاس من يدى هذه من رأسك" أو كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم . قول الرسول صلى الله عليه و سلم "... الخلافة قد نزلت ..." دليل على أنّ الخلافة سَتُسافر حتى تنزل فى بيت المقدس فتكون آخر دارٍ للخلافة. والتاريخ يخبرنا أنّ الخلافة سافرت من المدينة، إلى الكوفة، إلى دمشق، إلى بغداد، ثم إلى اسطَنْبُول ...ثم ... ثم ... حتى تنزل بيت المقدس. ويؤيّد معنى هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " هم فى بيت المقدس و أكناف بيت المقدس " فعندما يأتى أمرُ الله يكون آخر ظهور للمسلمين فى بيت المقدس و أكناف بيت المقدس. واللافت للانتباه أنّ المسلمين لم يتخذوا بيت المقدس داراً للخلافة، مع أنّ دواعى ذلك كثيرة. ولا أظنّ أنّ الذين سيحرورنها فى هذا العصر سيتّخذونها عاصِمةً و داراً للخلافة. أو بمعنى آخر لا أظنّ أنّ آخر ظهورٍ للمسلمين سيكون عند تحرير بيت المقدس. بل إن آخر ظهور سيكون على يد المهدى الذى سيحكم الأرض بالإسلام، و تكون عاصمة دولته القدس. كانت البداية فى مكة، وستكون الخاتمة فى القدس. (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )) [ الإسراء، الاية: 7 ] |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
الجزء الثالث من البحث : .....................
الفَصْــــــــــــل الثـَّـــــــــــــــــانى , ( هل هى نبــــــــــوءة، أم هى صُدف رقميّة؟ ) ,, كل الأديان السماوية المعروفة تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيّباته، وما من نبى إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحى الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبى، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق فى زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون. يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنّها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أنْ تكون هناك نبوءات مصدرها الوحى، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمى. و نحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة فى التوراة، يقول سبحانه و تعالى فى سورة الإسراء: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ... وَعْدُ الْآخِرَةِ...}. قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصرى ببحث يتعلق بالإعجاز العددى للقرآن الكريم، يقوم على العدد (19) و مضاعفاته، وقد تلقّاه الناس بالقبول و الإعجاب، ثم ما لبثوا أن شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدّة أن العدد (19) رقم مقدّس عند البهائيين. لقد تيسّر لي بفضل الله تعالى أنْ أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجدت أنّ الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أنّ هناك مقدّمات تشير إلى وجود بناءٍ رياضي يقوم على العدد (19). وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أنّ عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرّات ومرّات وجدت أنّ هناك بناء رياضياً معجزاً يقوم على أساس العدد (19)، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام (1990م ) كتاباً بعنوان ( عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدّعين ). فصّلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لأن عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد، ووجهات النظر الشخصية. وقد وجدت أنّ العدد (19) يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون رياضي كوني وقرآني. ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يديّ محاضرة للكاتب المشهور ( محمد أحمد الراشد) حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يديّ القارئ الكريم، والذي أرجو أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلّفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أيّة حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلاً على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القرآن الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية. لا أقول إنّها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتماً، إنّما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها. البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي ( محمد أحمد الراشد)، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادّة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: (عندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل عام (1948م) دخلت عجوز يهودية على ( أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنّه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم (76) سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود). كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من ألسنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقّفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من الكلام، فلا بدّ أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت: 1ــ تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة (76) سنة، أي 19×4. ويفترض أن تكون ال(76) سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية. عام 1948م هي 1367هـ. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى (1367+76) = (1443هـ). 2ــ سورة الإسراء تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السّلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه وتعالى: (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا(2)ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا … فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ )) أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام (1948م). والملاحظ أن تعبير ( وعد الآخرة )، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضاً في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية (104). إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة ــ وآتينا موسى الكتاب ــ إلى آخر كلام في النبوءة ــ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ــ فسوف نجد أن عدد الكلمات هو (1443) كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي: 1367هـ +76 = 1443هـ. 3ــ هاجرالرسول صلى الله عليه و سلم بتاريخ 20/9/622م ويذهب ابن حزم الظاهري إلى أن العلماء قد أجمعوا على أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، أي عام 621م. ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن العام 621م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443هـ ، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة [ من زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى]. إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقـم 1444 هو: 19×76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة، إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفاً لعمر إسرائيل. 4ــ عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القرآن الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة (يومئذ) لأنها ليست صورة (يوم، يوماً). وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة (سنة)؟ وردت كلمة سنة في القرآن مفردة 7 مرات، ووردت كلمة (سنين) أي جمعاً 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12=19. لماذا؟ عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معاً إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 و12 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى الرقم 19. العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تمّ تحويله إلى سنوات قمرية: 621×2422، 365 ـــــــــــــــــــــــــــــــ = 05، 640 سنة قمرية، أي أن الفارق هو 19 وبما أن العدد 19 يرمز إلى 367، 354 التقاء الشمسي والقمري، فإن العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م الذي هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية. 935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ الإسراء 2022 م 5ــ 935 ق. م توفي سليمان عليه السّلام ، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد، [ جاء في العهد القديم ــ سفر الملوك الثاني ــ الإصحاح السابع عشر: ( فنبذ الربّ كل ذريّة إسرائيل وأذلهم وأسلمهم ليد أسريهم وطردهم من حضرته، لأنه شقّ إسرائيل عن بيت داود، فتوّجُوا يربعام بن نباط ملكاً عليهم ، فأضل يربعام بني إسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فأخطأوا بحق الربّ خطيئة عظيمة) ]. وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق. م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443هـ . وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو 935 ق. م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جواباً سريعاً فبإمكانه أن يفتح ( المنجد في اللغة العربية والأعلام ) على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السّلام كانت عام 935 ق. م. إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السّلام عام 930 ق. م، أو 926 ق. م. واليوم لايسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنياً. 6ــ في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفاً، أو كلمة، أو..الخ. لم يتحدث القرآن الكريم عن وفاة سليمان عليه السّلام ، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ... )). حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة وصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14. عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفاً. ثم تأتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا إن موت سليمان عليه السّلام كان سنة 935 ق. م. وبذلك نكون قد رجّحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية. لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام ، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السّلام ، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفاً، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84 = 1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السّلام ملك 40 سنة كما نصّ العهد القديم ، [ سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر: (... وكانت الأيّام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة ) ]. فإن الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السّلام 1596 ــ 40 = 1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السّلام إلى الإسراء عام 621 م [ لاحظتُ أن سورة (سبأ) نزلت بعد سورة (الإسراء) والمؤشرات تقول إنها نزلت عام 621 م. وعليه يكون (1556) هو عدد السنوات من وفاة سليمان عليه السلام إلى نزول سورة (سبأ) و(الإسراء) ]. والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القرآن الكريم، وأن 17+17 = 34 وهو رقم ترتيب سورة سبأ في القرآن الكريم. 7ــ أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جماعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948. [10/6 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيّام الستّة عام 1967م. وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967 هو (19) سنة شمسيّة تماماً. ] فيما سمي ( الهدنة الأولى ) وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948فيما سمي (الهدنة الثانية) وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوماً، أي 19×2، ويلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 [جاء في كتاب: (حرب فلسطين 1947ــ 1948م، الرواية الإسرائيلية الرسمية). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، صفحة 596 و610: (وفي الساعة 19 من يوم 18 من الشهر سرى مفعول الهدنة الثانية في القدس). ] هو 38 أي 19×2 أمّا اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7. بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء [ اعتمدتُ ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية، ثم قمت بتحويل القمري إلى الشمسي فكان 10/10. ثم فوجئت أنهُ يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين. ] تبين لي أنه تاريخ 10/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة: 935 ق. م 621 م 6/3/2022 م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892، 26931 يوماً فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022. [في هذا التاريخ يكون قد مضى من العام 1443هـ (209) يوماً، أي (19×11)، وهو أيضاً عدد الأيّام التي يلتقي فيها العام 1443هـ مع العام 2022 م (من 1/1 ــ 28/7/2022 م ). ] وبما أننا لا ندري إذا كانت ال 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق. م هو 10/10/935. من بداية الفساد الأول حتى الإسراء = 1556 سنة شمسية. ومن الإسراء 10/10/621 م إلى 5/3/2022 م = 4, 1400 سنة شمسية، فكم تزيد الفترة الأولى عن الثانية؟ 1556 ــ 4, 1400= 6, 155 سنة. فما هو هذا الرقم 6, 155؟ في الحقيقة هو 19/1 من مجموع الفترتين، إذ أن المدة من بداية الفساد الأول، إلى نهاية الفساد الثاني = 1556+4, 1400= 4, 2956. 4, 2956/19= 6, 155. والعدد 19 هو 10+9. فلو ضربنا الرقم 6, 155× 10= 1556 (الفترة الأولى). ولو ضربنا 6, 155× 9= 4, 1400 وهو الفترة الثانية وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً: عشرة منها انقضت قبل الإسراء، وتسعة ستأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هي 6, 155 أي الفرق بين الفترتين. 8 ــ عندما توفي سليمان عليه السّلام عام 935 ق. م انقسمت الدولة إلى قسمين وهما: إسرائيل في الشمال، وقد دُمّرت عام 722 ق. م ويهوذا في الجنوب وقد دُمّرت عام 586 ق. م وبذلك تكون يهوذا قد عمّرت 136 سنة أكثر من إسرائيل، ومع ذلك نجد فيليب حتي يقول في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقب على عرشها 19 ملكاً. ثم يقول إن يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً، [ تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حدّاد، دار الثقافة، بيروت، ط 3 ج 1، ص 208، 215. ] وهذا لافت للنظر، إذ أن يهوذا كما قلنا عمّرت أكثر من إسرائيل ب 136 سنة !! فهل سيكون عمر إسرائيل تسعة عشر كنيست؟! 6, 155 722 586 ق. م 621 م 2022 م 9 ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 935 ق. م 779 1443 هـ 586 ق. م تاريخ دمار الدولة الثانية في المرة الأولى، أمّا زوال الثانية المتوقع فهو 2022 م وعليه: 586+2022 = 2608 سنة وهذا الرقم يشكل 19 ضعفاً، للفترة الزمنية بين زوال الدولة الأولى والدولة الثانية في المرة الأولى: 2608/136= 17, 19. يلحظ أن مجموع أرقام الرقم 586 هو 19، وقد ذكر العهد القديم أن نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذنصر. [ سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: (... وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر...) وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: ( في اليوم العاشر...). ] الرقم 779 هو 19× 41. الملحوظ أننا إذا ضربنا هذا الرقم ب 2 يكون الناتج: 779× 2= 1558. وهو يزيد 2 عن 1556. وسبق أن رأينا أن: 1556ــ 4, 1400= 6, 155 أمّا الرقم 1558ــ 4, 1400= 6, 157 وإذا طرحنا هذا الرقم من 779 فسوف نجد 779ــ 6, 157= 4, 621 أي أن 779 ق. م علاقتها ب 935 ق. م هو العدد 6, 155. وعندما ضوعف العدد 779 أصبحت العلاقة مع الإسراء 621 هي 6, 157. وهو الرقم الذي وصلنا إليه من خلال مضاعفة العدد 779. ونلاحظ أن العام 722 الذي دمرت فيه إسرائيل هو رقم من مضاعفات العدد 19 أي 19× 38. وإذا تم مضاعفة هذا العدد نجد أنه: 722× 2= 1444. وهو عدد السنين القمرية من 621ــ 2022 م. لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
الجزء الرابع من البحث : .......................
لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا. هناك أربعة وجوه للشبه بين العام 779 ق. م، والعام 1967 م: ( أ ) العام 779 ق. م يقع في فترة زمنية قصيرة، اعتبرها فيليب حتي في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) فترة شاذة، لأنه توقفت هجمات المصريين والأشوريّين على الدولتين فانتعشتا، وانتصرتا على أعدائهما. [ فيليب حتي، ج 1، ص 215: ( واستفادت يهوذا كما فعلت إسرائيل في القرن الثامن من توقّف حركات الهجوم الأشوري والمصري.) وكان عهد الملك عزيا (ويدعى أحياناً عزريا حوالي 782 ــ 751 ق. م). ] (ب) بدأ حكم الملك عزاريا عام 782 ق. م كما ذكر فيليب حتي وقد نص العهد القديم على أن عزاريا تولى الملك وعمره 16 سنة، وبذلك يكون عمره عام 779 ق. م 19 سنة، وكان عمر إسرائيل عام 1967 م 19 سنة. [ الملوك الثاني، الإصحاح الخامس عشر: (... ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا، وكان ابن ست عشرة سنة حين ملك ...) لاحظ أنّه ملك يهوذا وليس إسرائيل. ] (ج) بعد العام 779 ق. م ب 57 سنة، أي 19× 3 فنيت إسرائيل الأولى، وبعد العام 1967 ب 57 سنة قمرية يتوقع زوال إسرائيل الثانية. ( د) مجموع أرقام 779 = 23 وهومجموع أرقام 1967. 10 ــ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تعني سنة لأن مجموع الكلمات 1556 كلمة قابلت 1556 سنة، كما ورد في البند ( 5 ) وكما ورد في البند (1). عدد آيات سورة الإسراء والتي تسمى سورة بني إسرائيل: 111 آية، ويلاحظ أن سورة يوسف هي 111 آية ولا يوجد غيرهما في القرآن تماثل هذا العدد، ونحن نعلم أن سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل، وأن سورة الإسراء المسماة أيضاً سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة. تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل: ( وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ ) أي أن هناك 111 كلمة. وعندما تحذف الكلمات المتكررة نجد أن عدد الكلمات هي 76 كلمة. أي 19× 4، ولا ننسى أن كل كلمة تقابل سنة، وأن الرقم 76 هو محور حديثنا في كل هذا البحث. الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات، أي أن عدد كلماتها 19× 4 = 76 ومرة أخرى العدد 76. يخطر بالبال الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء، وإليك نص الآية الكريمة: (( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا )) ويأتي بعد كلمة قليلاً رقم الآية 76 فهل يرمز هذا الرقم إلى عدد السنين 76 ؟ فالنبوءات أحياناً تأتي على سورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤى الصادقة، كرؤيا يوسف عليه السّلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك الدليل على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً: ( أ ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الديار، وكم يلبث الكفار بعد هذا الإخراج، وما نحن بصدده هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها وإخراج أهل فلسطين، فما معنى أن تكون هذه الآية في سورة بني إسرائيل ( الإسراء ) دون غيرها تتحدث عن الإخراج من الديار، *ومدة اللبث بعد الإخراج؟! (ب) قد يقول البعض إن الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه و سلم ــ وهذا صحيح ــ ولكن الآية التي تليها هي: (( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا )). إذن هي سنّة في الماضي، والحاضر، والمستقبل. (ج) الجذر الثلاثي ( فزز) اشتق منه في القرآن الكريم فقط ثلاث كلمات، [ الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تمّ اختيار الجذر ( فزز) دون غيره. ] واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: 64، 76، 103، أمّا الآية 64: (( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ... )) وهي 19 كلمة، وتقابل 19 سنة كما أسلفنا. وأمّا الثانية فهي الآية 76 والتي نحن بصدد إثبات أنها تشير إلى عدد السنين أي مقدار ما ستلبث إسرائيل، وهي تفسير رمزي للكلمة ( قليلاً ). أمّا الكلمة الثالثة: (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )) : قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك تمت السكنى ليتحقق وعد الأولى، وبعد زوال الإفسادة الأولى يحصل الشتات، وحتى تتحقق الثانية والتي هي الأخيرة: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). فالكلمة الثالثة ( يستفزهم ) تتعلق بالكلام عن الإفسادتين أي بوعد الآخرة موضوع هذا البحث. ولا ننسى أن البند (2) يشير إلى عدد الكلمات من بداية الحديث عن الإفسادتين إلى آخر الحديث: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). وقد وجدنا أن عدد الكلمات هو 1443 وبذلك تطابق الرقم مع العام 1443 هـ ويكون عندها قد مضى عدد من السنين القمرية مقداره 1444 أي 19× 76. سبق أن أشرنا إلى أن كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، فإليك المعادلة التي تحصلت: الكلمة ( واستفزز) تقع في آية من 19 كلمة، والكلمة ( ليستفزونك) في الآية 76 والتي يراد إثبات أنّها ترمز إلى عدد السنين. والكلمة الثالثة ( يستفزهم ): وقد وجدت أنّها الكلمة رقم 1444 في سورة الإسراء. وبما أن الكلمة الأولى تتعلق بالرقم 19 وهذا يعني أن بداية المعادلة هو الرقم 19. وبما أننا سنتعامل مع مضاعفات العدد 19 بشكل دائم فعليه تكون المعادلة 19× 76 = 1444. وبما أن الـ 19 كلمة تقابل 19 سنة، وبما أن الـ 1444 كلمة تقابل 1444 سنة، وبما أن المعادلة صحيحة رياضياً، إذن الرقم 76 يدل على عدد السنين. وهو المطلوب. [ لاحظتُ أنّ عدد الآيات المحصورة بين سورة الفاتحة وسورة الإسراء هو ( 2022 ) آية !! ] 11 ــ (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ.. )) فجاسوا أي ترددوا ذهاباً وإياباً، وهذا التعبير في غاية الدقة، إذ لاحظنا وأنه وبعد وفاة سليمان عليه السّلام ، انقسمت الدولة وبدأ الفساد، فكان أن جاء المصريّون، والأشوريّون، والكلدانيّون، فاحتلوا الدولتين من غير أن يزيلوا الملوك، بل أبقوهم على عروشهم، وفي العام 722 ق. م قام الأشوريّون بتدمير الدولة الشمالية إسرائيل [ وشعبها ينتسب إلى عشرة أسباط. وهم اللذين قاموا بالانفصال، وساروا في طريق الفساد. ] واستمر الجوس في الدولة الجنوبية، يهوذا حتى جاء ( نبوخذ نصر) وألقى القبض على الملك التاسع عشر المسمى ( صدقيا ) وقتل الكثيرين، وأسر الكثيرين، ودمر دولة يهوذا عام 586 ق. م. وبذلك انتهى الجوس في المرة الأولى. واللافت للنظر أن الجوس استمر باستمرار الفساد، وانتهى بتدمير الدولتين. ويُلحظ أن الفساد والجوس كانا متلازمين، أمّا في المرة الثانية والأخيرة فقد بدأ الفساد عام 1948 م في جزء من الأرض المباركة ثم اكتمل فيها بعد 19 عاماً، أي عام 1967 م أي أنّ الفساد شمل الأرض المباركة على مرحلتين، أمّا الوعد الأول فقد تلازم فيه الفساد والعقوبة. وهذا الفارق بين المرة الأولى والأخيرة نجده ينعكس في عالم الأرقام: العام 722 ق. م هو عام تدمير إسرائيل الأولى، والتي هي أولى الدولتين وأولى المرتين، وهي التي بدأت الانفصال، وهي التي زالت أولاً، وبالتالي ينطبق عليها لفظ أولاهما. العام 1948 م يوافق العام 1367 هـ ، فيكون قد مضى على الإسراء 1368 سنة هجرية. وفي العام 1967 م يكون قد مضى على الإسراء 1387 سنة هجرية. وفي العام 2022 يكون قد مضى على الإسراء 1444 سنة هجرية. والآن نرجع إلى سورة الإسراء: فإذا جاء وعد أولاهما: رقم كلمة ( أولاهما ) من بداية الحديث عن النبوءة (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، ورقمها (38) أي 19× 2. ورقم كلمة ( وعد ) (72) ورقم كلمة ( الآخرة ) (73) في قوله تعالى: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ...)) . رقم كلمة ( وليدخلوا ) (76) وهذا ينسجم مع القول إن عمر دولة إسرائيل الثانية هو76 سنة، لأن كل كلمة في السورة تقابل سنة والدخول عند حصول وعد العقوبة. إذا ضربنا رقم الكلمة ( أولاهما ) بالعدد (19) يكون الناتج 19× 38= 722. وهذا هو تاريخ سقوط إسرائيل الأولى. وبالتالي انتهى الجوس في إسرائيل. وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وعد): 72× 19= 1368 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1948 أي عام بداية الفساد الجزئي في الأرض المباركة. وإذا ضربنا رقم الكلمة ( الآخرة ): 19× 73= 1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1967، أي عام اكتمال الوعد بفساد الآخرة في كامل الأرض المباركة. وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وليدخلوا ) 19× 76= 1444 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 2022. وإذا استخدمنا المنطق الرياضي نفسه في الكلمتين ((.. لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ..)) فسوف نصل إلى نتيجة تقول: إن إساءة الوجه تتمثل في تجريد إسرائيل من صورتها الإيجابية المزعومة، والمصطنعة، وغني عن البيان أن قوة إسرائيل تتمثل في الدعم الخارجي من الدول الغربية، مما يعني أن سلاح إسرائيل الأول هو الإعلام، وبالتالي فإن إساءة الوجه سيكون لها آثار مدمّرة، على وجود إسرائيل، والأرقام تقول إنّ ذلك يبدأ عام 1986 م !!. 12 ــ عام 1443هـ يُوافق العام 2022 م، وتشترك السنتان في (209) يوماً، أي 19× 11، إذ يبدأ العام 1443هـ بتاريخ 8/8/2021 م، وينتهي بتاريخ 28/7/2022 م، أي أن الاشتراك من تاريخ 1/1 إلى 28/7 مع العلم أن العام 2022 هو عام بسيط يكون فيه شباط 28 يوماً. ويبدأ العام 1443هـ يوم الأثنين، وينتهي يوم الخميس. أما العام 2022 م فيبدأ يوم سبت وينتهي يوم سبت أيضاً. ويلحظ أن 8 آب الذي هو أول يوم من أيّام 1443 هو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود إحياء لذكرى تدمير الهيكل الأول !! وقد أوردنا في هامش البند (9) أنّ ذلك كان في الشهر الخامس من السنة العبريّة، والذي يوافق الشهر الثامن في السنة الشمسيّة. [ كتاب الحياة ترجمة تفسيرية صفحة 160. ] 13 ــ يقول ( محمد أحمد الراشد) إنّه يتوقع أن الأمر يتعلق بمذنب هالي لأن مذنب هالي ــ كما يقول الراشد ــ مرتبط بعقائد اليهود. وهذا الكلام دفعني إلى دراسة مذنب هالي، والذي يكمل دورته في مدة 76 سنة شمسية، وأحياناً في 75 سنة. وجدت أن علماء الفلك يعتبرون بداية الدورة للمذنب هالي عندما يكون في أبعد نقطة له عن الشمس، والتي تسمى نقطة الأوج. ويرى أهل الأرض مذنب هالي عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، والتي تسمى نقطة الحضيض. العجيب أن هالي بدأ دورته الأخيرة عام 1948 م، ونجد ذلك في كتب الفلك. وقد بحثت في مراجع فلكية كثيرة لأعرف متى يرجع هالي إلى الأوج ليكمل دورته الأخيرة، فلم أجد من يتعرض لذلك. عليه فإذا قلنا إن الدورة ستكون 76 سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2024 م، وهذا الأمر من الناحية النظرية. وكان أن وقع تحت يدي كتاب لفلكي مصـري اسمه: ( ميكروكمبيوتر وعلم الفلك)، وبعد إعطاء الكمبيوتر المعلومات اللازمة، كان الجواب أن هالي سيعود إلى الأوج عام 2022 م، وبذلك يكون هناك تطابق بين النبوءة ودورة المذنب هالي ( 1948ــ 2022 م )، وهذا توافق عجيب يحتاج إلى التحقق من أصل النبوءة. رأى الناس مذنب هالي بتاريخ 10/2/1986، أي عندما كان في الحضيض، وكان قد قطع نصف الطريق، في مدة مقدارها 38 سنة شمسية أي 19× 2. وإذا بقي يسير بالسرعة نفسها، فسوف يكمل دورته في 76 سنة، ووفق معطيات الكمبيوتر سيكمل آخر دورة له في 75 سنة شمسية: إذ بدأ دورته في بداية العام 1948، وسيكملها في آخر العام 2022 م. يلاحظ أن المدة من 10/2/1986 إلى آخر العام 2022 م هي 38 سنة قمرية، أي 19× 2. وبذلك يكون المجموع 75 سنة شمسية. والغريب أن النصف الأول من الدورة الأولى استغرق 38 سنة شمسية، وأن النصف الثاني سيستغرق 38 سنة قمرية. فهل لذلك دلالة تتعلق بالنبوءة ؟ سبق أن لاحظنا أن التعامل قبل 621 م كان بالسنة الشمسية، وأن التعامل بعدها بالسنة القمرية، أو بمعنى آخر: ماقبل الهجرة بالشمسي، وما بعد الهجرة بالقمري، وكأن القمري خاص بالإسـلام. فمن أوج إسرائيل إلى بداية حضيضها 38 سنة شمسية، ومن بداية صعود المسلمين من الحضيض إلى أوجهم، فيما يتعلق بالأرض المباركة، 38 سنة قمرية. وصعود المسلمين من الحضيض يعني بداية حضيض إسرائيل. ويلاحظ أن هالي يسرع في حركته بعد عام 1986 ليختصر سنة. ثم لاحظ سرعة التغيير في العالم بعد عام 1986. هذه مجرد ملاحظات، وأخشى أن يخلط الناس بين هذا الكلام وأوهام الذين يعتمدون على الأفلاك في محاولة كشف الغيب. 14 ــ حساب ( الجُمَّل) عرف عند اليهود، وعرف عند العرب قبل الإسـلام، ووظفه المسلمون في تـأريخ الأحداث. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنَّه يعتمد إسـلامياً، ولا أميل إلى اللجوء إليه في أبحاثي حول العدد في القرآن الكريم، ولكنّ بعض الأخوة بعد الاستماع إلى البحث حول العام (1443 هـ ، 2022 م ) طلب مني أن أحسب وفق حساب الجُمَّل قول الله تعالى في سورة الإسراء: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) ولا يخفى أن كلمة الآخرة تُقْرأ ( الأخرة ) أو ( الاْخرة )، أي تنقص همزة، والتي هي في حساب الجُمَّل تعتبر ألفـاً. ويمكن اعتماد هذه القراءة هنا لأن الكلام ينتهي عندها، فيستحسن التخفيف كما ورد في سورة الكهف: (( ... تَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) )) أما في النهاية فقال: (( مَا لَمْ تَسطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) )) لاحظ كلمة ( تستطع ) وكلمة ( تسطع ). إذاً في القراءة الأولى يكون مجموع كلمة ( الأخرة ) وفق حساب الجُمَّل (2023)، أما وفي القراءة الثانية يكون مجموع كلمة ( الاْخرة ) (2022) فتأمّل !! 15 ــ جاء في كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل، تأليف إيان لوستك، ترجمة حسني زينة، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ط 1 1991 م ــ بيروت صفحة 95: (... وهذا بالضبط هو نوع السـلام الذي تنبأ مناحم بيغن به عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب على لبنان، إن إسرائيل ستنعم بما نصّت التوراة عليه من ( سنوات السلام الأربعين ). يبدو أن بيغن يشير إلى النبوءة التي بدأنا هذا البحث بالحديث عنها. والمعروف أنّ إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982م، وعليه تكون نهاية السنين الأربعين المذكورة 1982+ 40= 2022 م. [ لا نتوقّع أن يُحدّث بيغن الصّحافة بالسنين القمرية. ولا ندري ماذا يقصد بسنوات السّـلام. ولم يقل ماذا سيحصل بعد انقضائها.] الآن نختم بالآية 12 من سورة الإسراء، والتي تأتي تعقيباً على النبوءة: (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) . لاحظ قوله تعالى: (( وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ .. )) وبحْثُنا هذا في عدد السنين والحساب، واللافت للنظر أن كلمة والحساب هي الكلمة رقم 19 في الآية وسبق أن قلنا أن كل كلمة في السورة تقابل سنة. وبحثْنا تعامل مع السنين والحساب وفق العدد 19! يذكر صاحب كتاب ( إسـلامنا ) الدكتـور مصطفى الرافعي صفحة 197: ( ما ذكره صاحب كتاب (مشارق أنوار اليقين ) الحافظ رجب البرسي من أنه روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) قوله: ( معناه شرحناه شرحاً بيِّنـاً بحساب الجمل.. ). حتى يكـون القارئ أكثر ارتياحاً لمسلكنا الذي نُسَمّيه: ( التأويل الرّياضي للقرآن الكريم )، أقوم بإعطاء مثل واحدٍ من عدة أمثلة وجدتها نتيجة استقراءٍ لألفاظ بعض السّور القرآنيّة: يدل اسم سورة ( الكهف) على أهمية قصة ( أهل الكهف) في السورة. وتبدأ القصّة بالآية (9): (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ...)) . أمّا مدة لبثهم فنجدها في الآية (25): (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا )) . وبلغة الأرقام نقول: ( ولبثوا في كهفهم 309 ). أقول: إذا بدأتَ العدّ من بداية القصة: (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ ..)) فستجد أنّ رقم الكلمة التي تأتي بعد عبارة: (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ )) هو (309). مـلاحـظــات للـمتـابعــة جاء في سفر ( اللاويين)، الإصحاح (25): ( وقال الرّبُّ لموسى في جبل سيناء: ( أوص بني إسرائيل: متى جئتم إلى الأرض التي أهبكم، لا تزرعوها في السنة السابعة ازرع حقلك ست سنوات، وقلّم كرمك ست سنوات، واجمع غلتهما. وأمّا السنة السابعة ففيها تريح الأرض وتعطلها سبتاً للرب لا تزرع فيها حقلك ولا تقلّم كرمك. لا تحصد زرعك الذي نما بنفسـه، ولا تقطف عنب كرمك المُحْول، بل يكـون سنة راحةٍ للأرض ) ويقول بعد تفصيل أحكام شريعة السّنة السّابعة هذه، يقول في الإصحاح 26: (... ولكـن إن عصيتموني ولم تعملوا بكل هذه الوصايا، وإن تنكّـرتم لفرائضي وكرهتم أحكامي ولم تعملوا بكل وصاياي بل نكـثتم ميثاقي، فإنّي ابتليكم بالرّعب المفاجئ... أشتتكم بين الشعوب، وأجرد عليكم سيفي وألاحقكم، وأحوّل أرضكم إلى قفر ومدنكم إلى خرائب عندئذٍ تستوفي الأرض راحة سبوتها طوال سنين وحشتها وأنتم مشتتون في ديار أعدائكم. حينئـذ ترتاح الأرض وتستوفي سنين سبوتها فتعوِّض في أيّام وحشتها عن راحتها التي لم تنعم بها في سنوات سبوتكم عندما كنتم تُقيمون عليها...) [ الكتاب المقدس ــ كتاب الحياة ــ ترجمة تفسيريّة ــ ص 163 وص 166.] وجاء في سفر ( أخبار الأيّام الثاني) الإصحاح (36): ( وسبي نبوخذ نصر الذين نجوا من السّيف إلى بابل، فأصبحوا عبيداً له ولأبنائه إلى أن قامت مملكة فارس. وذلك لكي يتم كلام الرّبّ الذي نطق به على لسان إرميا، حتى تستوفي الأرض سبوتها، إذ أنّها بقيت من غير إنتاج كل أيام خرابها حتى انقضاء سبعين سنة ). [ كتاب الحياة ــ ترجمة تفسيريّة ــ ص 610.] ووردت هذه العبارة في الأصل: ( ... حتى استوفت الأرض سبوتها لأنها سبتت في كلِّ أيّام خرابها لإكمال سبعين سنة ). [ الكتاب المقدس ــ جمعيّات الكتاب المقدس المتحدة 1946 ــ المطبعة الأميركانية ــ بيروت صفحة 445.] عُرف حساب ( الجُمَّل) عند العرب، وعند غيرهم. وقد استخدم لأغراض التاريخ؛ فجعلوا لكل حرفٍ قيمة عدديّة وفق الترتيب الأبجدي ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ )، وذلك على الصّورة التالية: ( أ 1, ب 2 , ج 3 , د 4 , هـ 5 , و 6 , ز 7 , ح 8 , ط 9, ي 10 , ك20 , ل 30 , م 40 , ن 50 , س 60 , ع 70 , ف 80 , ص 90 , ق 100 , ر 200 , ش 300 , ت 400 , ث 500 , خ 600 , ذ 700 , ض 800 , ظ 900 , غ 1000 ) .. وإليك أخي القارئ مثالاً على استخدام هذا الحساب في التـأريخ: قال شاعرٌ في رثاء شاعرٍ آخر توفي: سـألتُ الشّـعـر هـل لك من صـديقٍ وقـد سـكـن الدّلنـجـاويُّ لحـده فـصـاح وخَـرَّ مـغـشـيَّـاً عـلـيـهِ وأصـبح راقـداً في القـبر عنده فقـلتُ لـمن يقـولُ الشـعـر أقـصـر لقـد أرختُ: مـات الشـعـرُ بعده جملة ( مات الشّعرُ بعده) والتي وردت بعد كلمة ( أرّخت) تشير إلى تاريخ وفاة الشّاعر الدّلنجاوي: (40+ 1+ 400+ 1+ 30+ 300+ 70+ 200+ 2+ 70+ 4+ 5) = 1123. وعليه تكـون وفاة الدّلنجاوي عام 1123 هـ . ما موقف الإسلام من حساب الجُمّل؟ جاء في تفسير البيضاوي، [ تفسير البيضاوي ــ ط 2 ــ 1955 ــ شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصـر ــ ص 5.] في مقدمة سورة البقرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أقَرّ اليهود عندما حسبوا ( الم ) فوجدوها (71). واعتمد في ذلك على حديث طُعن في صحته. وذهب الإمام السّيوطي إلى أن حساب الجُمّل لا أصل له في الشريعة. والنفس تميل إلى ما ذهب إليه السّيوطي. ولكـن في المقابل لا يوجد نصُ ينكر هذه الطريقة في الحساب، إلا ما كان من استخدامها من قبل الشعـوذين، وأهل الكهانة والعرافة. واستخدمها اليهود في حل رموز النّبوءات عندهم. ونحن هنا نقوم بعملية استقراء من غير أنْ نجعل حساب الجُمّل أصلاً في المعادلات، ولكـن نجد من المناسب أن نعرض ملاحظاتنا على القارئ، من منطلق أنّ حساب الجُمّل يمكـن أن يُستأنس به كفرع يُثري ويلقي مزيداً من الضوء لا أكثر. إنّ ما أعرضه الآن هو نتيجة استقرائيّة، وجدتها تنسجم مع نتائج الفصل الثاني من هذا الكُتيّب، ومن غير نتائج هذا الفصل أجدها لا تعني شيئاً. ويجب التّنبّه هنا إلى أنّ حساب الجُمّل هو مجرد اصطلاح بشريّ، هو يقتضي أن تحمل الكلمات الكثيرة الرقم نفسه. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
الجز الخامس والأخير من البحث : ......................
حساب الجُمّل أصلاً في المعادلات، ولكـن نجد من المناسب أن نعرض ملاحظاتنا على القارئ، من منطلق أنّ حساب الجُمّل يمكـن أن يُستأنس به كفرع يُثري ويلقي مزيداً من الضوء لا أكثر. إنّ ما أعرضه الآن هو نتيجة استقرائيّة، وجدتها تنسجم مع نتائج الفصل الثاني من هذا الكُتيّب، ومن غير نتائج هذا الفصل أجدها لا تعني شيئاً. ويجب التّنبّه هنا إلى أنّ حساب الجُمّل هو مجرد اصطلاح بشريّ، هو يقتضي أن تحمل الكلمات الكثيرة الرقم نفسه. وبالتالي يمكـن أن تستخدم الكلمة الواحدة، أو العبارة للدلالة على أكثر من حيثيّة. وفي الوقت الذي تُستخدم فيه كلمة ما لتدل على تاريخ وفاة شخص، يمكـن أن تُستخدم أيضاً للدلالة على اسم شخص أو تاريخ معرفة، أوتاريخٍ شمسيٍّ، أو تاريخٍ قمري ... الخ. القيمة العدديّة لعبارة ( بني إسرائيل) وفق حساب الجُمّل هي (365) وهذا هو عدد أيّام السّنة الشمسيّة أمّا وفق الرّسم العثماني فتنقص ( ألفاً ): ( بني إسرئيل)، فتصبح القيمة العدديّة (364). أمّا عبارة ( بنو إسرائيل) فقيمتها العدديّة (361) أي (19× 19)، وكذلك الأمر في الرسم العثماني لأنّ الألف التي حذفـت من كلمة ( إسرئيل) أضيفـت إلى كلمة ( بنوا ). وعليه يكـون المجموع أيضاً (361) أي (19× 19). أمّا القيمة العدديّة لعبارة: ( المسجد الأقصا ) وفـق الرسـم العـثماني، فهي أيضاً (361) أي (19× 19). مع ملاحظة أنّ المسجد الأقصى لم يذكـر في القرآن الكريم إلا في سورة الإسراء التي تسمّى سورة ( بني إسرائيل). أمّا القيمة العدديّة لكلمة (إسرائيل) وفـق الرسـم العثماني فهي (302) أمّا القيمة العدديّة لكلمة ( السبت) فهي (493). أمّا القيمة العدديّة لعبارة ( المسجد الحرام ) فهي (418) أي 19× 22. على ضـوء ما تبيّن من ارتباط السُّبوت بالشتات والزوال من الأرض المباركة، وعلى ضـوء حساب الجُمّل، سنقـوم بتّخاذ السّـبوت وحدة رياضـيّة؛ ففي كل (7) سـنـوات هناك سبت واحد، وكذلك هناك سبت واحد في ال (13) سنة، حتى تصـبح (14) سنة فتكـون سبتين. كان فناء المرة الأولى سنة (586 ق. م )، [ راجع الفصل الأول وكذلك الفصل الثاني.] إذ تمّ دخول القدس وتدمير الهيكل كما سبق وأسلفنا. أمّا المرة الثانية فكانت كما تقـدّم على مرحلتين المرحلة الأولى (1948م )، وكانت المرحلة الثانية دُخول القـدس سنة (1967م ). وسبق أن أشرنا إلى أنّ قيام إسرائيل الجزئي كان في (10/6/1948م ). وهو تاريخ الهُـدنة الأولى. وكانت هـدنة 1967م بتاريخ (10/6) أيضاً. فإذا عرفـنا أنّ تدمير الهيكل والقـدس عام (586 ق. م ) كان بتاريخ (8/8) أدركـنا أنّ تاريخ (10/6) في العامين (1948م و1967م ) يجعل أيّ جمع للسنين من (586 ق. م ــ 1948م ) ومن (586 ق. م ــ 1967م ) ينقـص شهرين. وعليه نجد أن عدد السّبوت بين (586 م) و(1948م ) هو (361) أي (19× 19). وأنّ عدد السّبوت بين (586 ق. م ــ 1967م ) هو (364). وبعد دخول إسرائيل القـدس كان السّبوت رقـم (365) وبذلك اكتملت دورة فلكـية. [ لأن (365) هو عدد المرّات التي تدورها الأرض حول نفسها في الوقت الذي تكـونُ فيه قـد دارت حول الشمس مرة واحدة.] وبعبارة أخرى: عدد السّبوت من تدمير القـدس إلى ما قبل الرجوع إليها (364)، وكان السّبوت (365) بعد دخولها. أمّا عدد السّبوت من دمار المرة الأولى إلى قـيام المرة الثانية فهو (19× 19= 361). دمّر الأشوريّون مملكة إسرائيل سنة (722 ق. م)، ودمّر الكلدانيّون مملكة يهوذا سنة (586 ق. م). أي أنّ عمر (يهوذا) امتدّ ما يقارب الـ (136) سنة وبلغة السّبوت (19) سبوتاً. المدّة من وقـت الشّتات والخروج من القـدس (586 ق. م)، إلى الرجوع إليها (1967م) هي (2553) سنة أي (364) سبوتاً. وبتحويلها إلى قمريّة يكـون عدد السّبوت (375). وعليه يكـون الفرق (375 ــ 364) = (11) سبوتاً. وهذا العدد (11) يتكرر بشكل لافـت للنـظر. ( وإليك بيان ذلك ) : الفارق التقريبي بين السنة الشمسيّة والقـمرية هو (365 ــ 354) = (11) يوماً. بتاريخ 5/3/2022 يكـتمل عمر إسرائيل الثانية (76) سنة. وبما أنّ العام 1443 هـ يبـدأ بتاريخ 8/8/2021م، فإن آخر (209) من أيّام إسرائيل هي أول (209) من العام الهجري (1443) وهذا العـدد هو (19× 11). من جهة أخرى يشـترك العام (1443هـ ) مع العام (2022م) في (209) أيـام. وبعبارةٍ أخرى فإنّ أول (209) أيـامٍ من السنة (2022م) هي آخر (209) أيـام من العام الهجري (1443هـ). ثمّ إنّ عُمر إسرائيل (76) سنة قـمريّة، وتـقارب (74) سنة شمسيّة، أي (10) سبوت. وعنـدما يأتي السّبوت (11) تنتهي إسرائيل أو تكـون قـد انتهت، إن صـدقت التّوقّـعات. في كل سبوت تكـون قـد قضـت (7) سنوات. فكم تزيد الشمسيّة فيها عن القمريّة؟ الافـت للانتباه أنها تزيد (76) يوماً. وهذا يذكـرنا بالرقـم (76) في سورة الإسراء، وبالآية (76) التي تتحدث عن الإخراج. أمّا الآية (77) فهي تنُـصُّ على أنّ ذلك سُنّة في الماضي والمستقبل. وقـد لاحظت أنّ عـدد كلمات الآية (77) هو (11) فهل لذلك علاقـة بالسّبوت (11) سالـف الذّكـر. خصـوصاً أنّ رقـم (77) هو المضاعـف (11) للعـدد (7) ؟!. بالرجوع إلى المصحـف الشريف وجـدت أنّ كلمة (سبت) وردت خمس مرّات ( السبت)، ومرتين: ( يسبتُون، سبتهم )، وعليه يكـون المجموع (7) مرّات. ووفـق حساب الجُمّل فإنّ القـيمة العـدديّة للكلمة ( السبت) هي (493). وكـما رأينا فإنّ السّبوت هو السّنة السـابعـة التي يسبقـها (6) سـنوات من العمل، ويكـون الانقـطاع في السنة السـابعـة. فما هي الـ (6) سـنوات؟ قـمتُ بضـرب قـيمة السبت في حساب الجُمّل بالعـدد (6) فـكان الناتج: (493× 6 = 2958) وهذا هو عـدد السنين من بداية العام (935 ق. م) إلى نهاية عام (2022م). اللغة اصـطلاح بشري، وقـد نزلت الرسالات بلغات الأقـوام المختـلفة. وأري أنّ التـأريخ بالتـاريخ العبري، أو الهجري، أو الميلادي، هي أيضاً اصـطلاحات من باب الاصـطلاحات اللغوية. فإذا قيل إنّ هذا العام هو 1993 بعد ميلاد المسيح فلا يعني هذا أننا نجزم بأن المسيح عليه السّلام قـد ولد قبل 1993 سنة. ولكـننا تواطـأنا على هذا الاصـطلاح الذي قـد يكـون واقـعيّاً، وقـد لا يكـون، ومع ذلك نعـتمدهُ ويصـبح لغة صحيحة. (... وينتهي الدكـتور (موريس يوكاي) إلى تأيـيـد فرضـه بأنّ فرعـون الخروج هو ( منبتـاح) ابن رمسيس الثاني. وبما أنّ منبتـاح تَـسَـنّم عـرش مصـر سنة 1224 ق. م وحكـم مصـر لمـدة عـشر سـنوات في أحـد الأقـوال، وعـشرين عاماً في قـولٍ ثانٍ، فإنّ سنة الخروج إمّا أن تكـون سنة (1214) ق. م أو (1204) ق. م ). [ الله والأنبياء في التوراة و العـهد القـديم ــ د. محمد علي البار ــ ط 1ــ 1990م ــ الـدار الشـاميّة ــ بيروت ودار القـلم ــ دمشـق. ص 229.] نحن الآن في العام العبري (5753)، وعلى ضـوء ما سـلف إليك هذه المعـادلة الملـفتـة للانتباه: (1204 ق. م ) كان الخروج من مصـر. [ مع ملاحظـة أنّـهُ أحـد إحتـمالين.] (935 ق. م ) كانت وفـاة سـليمان عليه السّلام . (722 ق. م ) كان تـدمير دولة (إسرائيل) الشـماليّة. (586 ق. م ) كان تـدمير دولة (يهوذا) الجنـوبيّة. (1948 م ) و(1967 م) و(2022 م ) هي سـنوات إقـامة الـدولة الأخيرة، ودخول القـدس، والزوال المتـوقّع تَوقّـعَـاً هو من قبيل غلبة الظّـن. 1204 ق. م 935 ق. م 722 ق. م 586 ق. م 1948 م 1967 م 2022 م أ = عـدد السنين العبرية قبل عام (1204 ق. م ) يسـاوي (365) سبوتاً أي قـيمة ( بني إسرائيل) في حساب الجُمّل. وهي تسـاوي دورة فـلكـية واحـدة للأرض حـول الشمس. ب = من العام 1204 ق. م إلى العام 935 ق. م هناك (38) سبوتاً أي (19× 2). جـ = من زوال الـدولة الأولى (722 ق. م ) إلى زوال الـدولة الثانية (586 ق. م ) هناك (19) سبوتاً. د = من زوال المرة الأولى (586 ق. م ) إلى قـيام المرة الثانية هناك (361) سبوتاً. أي (19× 19). [ راجـع الصـفحات القليلة السابـقة.] هـ = من الخروج من القـدس عام (586 ق. م ) إلى الرجوع إليها عام (1967م ) هناك (364) سبوتاً وهي قـيمة ( بني إسرائيل) في حساب الجُمّل وفـق الرسم العثماني للقرآن الكريم. و= السبوت رقـم (365) يكـون بعد دخول القـدس، وبذلك تكـتمل دورة فلكـية واحـدة. وهو العـدد نفـسه للسّبوت قبل تاريخ الخروج من مصـر. ز= عـدد السّبوت من وفاة سليمان عليه السّلام إلى الزوال المتوقّـع عام (2022 م ) هو (422). وعـدد السّبوت قبل تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو (403) وعليه يكـون الفـرق (422 ــ 403= 19). حـ = في العام (1969م ) اكـتملت دورة فـلكـية (365) سبتاً، إبتـداءً من زوال الدولة الأولى والخروج من القـدس، إلى دخول القـدس ثانياً. وفي هذا العام يصـادف العام العبري (5730)، واللافـت للانتباه أنّ هذا العـدد من السنين يمثل فـترة نصـف العُـمْر ( للكـربون 14)، ]Physies - Principles and Problems - James T. p 479 Murphy Charles E. Merrill publishing Co. [ والذي يستخـدم من قبل علماء الآثار لتحـديد عمر الإنسان والحضـارات البشريّة. ويقـع هذا العام (5730) في مجال [ المضـاعـف (301) للعـدد (19) هو (5719)، والمضـاعـف الـ (302) هو (5738). وعليه يكـون العـدد (5728) في مجال المضـاعـف (301) في حين نعـد (5729) في مجال المضـاعـف (302).] المضـاعـف (302) للعـدد (19). والعـدد (302) هو قـيمة كلمة ( إسرئيل) وفـق حساب الجُمّل للرسم العثماني للكلمة. ومن هنا نجـد أنّه قـد اجتمعـت ثلاث دورات بعد دخول اليهود القـدس وهي: دورة فلكـية، دورة للكـربون 14، ودورة للعـدد 19. فـانظـر وتعـجّب!. قلنا إنّ القـيمة العـدديّة لكلمة إسرائيل هي (302)، والمضاعـف السابـع للعـدد (302) يقـع في مجاله المضاعـف الـ (19) للعـدد(111) والذي هو عـدد آيات سورة ( الإسراء)، والتي تسمى سورة ( بني إسرائيل). رأينا في المعـادلات السابقـة علاقـة العام (779 ق. م ) بوفاة سليمان عليه السّلام الذي أعاد بناء الأقـصى. ويلحـظ أن مجموع القـيمة العـدديّة لـ ( المسجـد الأقتصا ) + ( المسجـد الحرام ) = 779 أي 19× 41. ( خـلاصـة ) : لاحظـنا أنّ القـيمة العـدديّة وفـق حساب الجُمّل لـ : ( بنوا إسرئيل)، ( المسجـد الأقـصا )، المسجـد الحرام (بني إسرائيل)، (بني إسرئيل) (إسرئيل) ( السبت) جـاءت كلها موافـقة للمـعادلة الرياضـيّة لتاريخ بني إسرائيل، وجـاءت مُنسجـمة مع المسار الذي تمّ الحـديث عـنه في الفـصل الثاني من هذا الكُـتيّب. تلك ملاحـظات جـاءت تؤكـد صحـة مسلكنا في البحـث عن قانونٍ جامع يحـكـم التاريخ، ويضـبط حركـته. لا شـكّ أنّه أمرٌ عجـيب أن يسير التاريخ وفـق قانون رياضيّ كـما في عالم المادة، مما يجعـلنا بحـاجة إلى إعـادة النّـظر في مسلّـماتٍ حـول التاريخ وقـوانيـنه. فهل يمكـن أن تكـون هذه القـوانين مصاغـة في صـورة كلمات وجُمل هي رموز و(شيفرات)؟؟ وهل يجـوز أن نضـرب صـفحـاً عن متابعـة هذه الملاحـظات الاستقـرائيّة؟؟ حتى لا يظـنّ البعـض أننا نتعـامل في هذه الملاحـظات من منـطق التسـليم بصحـة العـهد القـديم، وصـدق نبوءاته. وحتى لا يتـوهم أنّ صـدق بعـض هذه النبوءات يشـكّل دليلاً على مصـداقـيته. وكي لا توحي دراستنا لبعـض التشريعـات التوراتـيّة بأنّها إقـرارٌ وإيمان، فإننا نـؤكـد على ما يلي: 1 ــ كان كل رسول يبعـث إلى قـومه خاصة، وبُعــث محمـد صلى الله عليه و سلم إلى النّاس كافـة. ومن هنا جـاءت الشريعـة الإسـلاميّة ناسـخة للشرائع السّابقـة. 2 ــ جـاء في آخـر آية من سورة البقـرة: (( رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا..)). ومن هنا قـد تبـدو بعـض التشـريعـات السّـابقـة غـريبة مقـارنة بالشريعـة الإسـلامية السّمحـة فما يكـون مناسباً لعـصـرٍ من العـصـور وأمّة من الأمم، قـد لا يكـون مناسباً لجـميع الأمم والعـصـور. 3 ــ حُـكـم المسلمين بصحـة جـزء من العـهد القـديم لا يعـني صحّـة الكلّ. لأننا نعـتقـد وجـود جـزء من الحقـيقـة في التوراة. ونعـتقـد حصـول التحـريف وليـس التبـديل الكامل. 4 ــ بعـث الله تعالى الرّسل وأنزل الرّسالات. ويَحْـفـظُ منها ما يشاء لحـكـمة يريـدها. ويُنسي منها ما يشاء لحـكـمة أيضاً. انـظر قوله تعالى: ((... الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيل ...)). [ سورة الأعـراف، الآية: 157.] 5 ــ الأصل أنْ تتـفـق الأديان السّـماوية في الجانب العـقائدي، لأنّ العـقيدة أخبار، والخبر الصادق لا يخـتلف من رسولٍ إلى آخر. أمّا الجانب التشريعي فالأصل أن نجـد فيه اخـتلافاً، للتباين في الأمم والعـصـور. حتى نزلت شريعـة الإسـلام الشاملة العامّة. ( خــَــــاتــِمـــَة ) : وبعـد: ما كـنتُ أحـب الخـوض في مثل هذه القـضايا، ولكـن وَجَـدْتُـني مدفـوعاً في هذا المسار من خـلال عمليّة إسـتقـرائيّة. فـرأيتُ من واجبي أن أضـع البحـث بين يـدي القارئ ليخلُص إلى النتائج التي يراها، لعـلمي أنّه ربّ مُبلّغٍ أوعى من سامع. |
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
يعطيك العافية أخي المستعين بالله
|
رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة الخامسه
والشكر ووافر التقدير لك أيضا يا أبا تركي ...
|
الساعة الآن 06:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by