منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الديوان الأدبي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   الفصاحة في اللغة .. (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=57437)

المقداد 02-15-2010 12:17 AM

الفصاحة في اللغة ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعضاء والزوار الكرام , عليكم السلام ورحمة منه وبركه ..
سيكون بمشيئة هذا العنوان أمتداد لسلسة من الحلقات حول اللغة العربية الفصحى والصور البلاغية , وسأسعى جاهداً لإنتقاء ما شغل العلماء والأدباء منذ القدم ببيان وصف الإبداع الجميل سواءاً كان ذلك من الشعر أو النثر وما عكفوا عليه لإستخراج أماراته وشاراته ..

وسأبدأ بنموج لأولئك الكتاب
( ابو اليسر ابراهيم بن محمد المدبر , فيقول
" ارتصد لكتابك فراغ قلبك , وساعة نشاطك , فتجد ما يمتنع عليك بالكد والتكلف , لأن سماحة النفس بمكنونها , وجود الأذهان بمخزونها , إنما هو مع الشهوة المفرطة في الشر , والمحبة الغالبة فيه , أو الغضب الباعث منه ذلك "

ويقول سهل بن وهب الكتابة نفس واحدة تجزأت في أبدان مفترقة , ومن لم يعرف فضلها , وجهل أهلها , وتعدى بهم مرتبتهم التي وضعهم الله بها , فإنه ليس مع الإنسانية في شيء .


وقيل لمنقاش لماذا لا تقول الشعر ,, قال كيف اقوله وانا لا أغضب ولا أطرب .




ويقول ابن المقفع .. كلام الرجل وافد عقله .

وهذا العتبي يقول .. عقول الناس مدونة في كتبهم .


المقداد 02-15-2010 12:24 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
من أولئك الأدباء يا سادة أديب بلغ الذروة في البيان وفصاحة اللسان، إنه

إسحاق بن إبراهيم الموصلي

عاش في عصر الرشيد والمأمون ، كان يضرِب في كلِّ فنٍّ بسهم ، غير إن الغالب عليه الغناء ، ومع ذلك كان يكره أن يُنسب إلى الغناء ويقول : ودِدتُ أني أُضرب كلما أراد مني من يندُبني أن أُغنِّي ، وكلما قال قائل إسحاق الموصلي المغني عشر مقارع ! ولا أُطيق أكثر من هذا وأُعفى من الغناء والنسبة إليه .

وكان المأمون يقول : لولا ما سبق لإسحاق على ألسنة الناس وشُهر به من الغناء عندهم لولّيته القضاء بحضرتي ، فإنه أولى به , وأحقّ وأعفّ ، وأصدق أمانة وتديّناً من هؤلاء القضاة ..

يقول إسحاق : بقيت زماناً من دهري أُغلِّس إلى هُشيم فأسمعُ منه الحديث ، ثم أصير إلى الكسائي فأقرأُ عليه جزءاً من القرآن ، وآتي الفرّاء وأقرأ عليه جزءاً ، ثم آتي منصوراً زَلْزَل ، فيضاربني طريقين أو ثلاثة ، ثم آتي عاتكة بنت شُهْدة ، فآخذ منها صوتاً أو صوتين ، ثم آتي الأصمعي فأُناشدُه ، وآتي أبا عبيدة فأُذاكره ، ثم أصير إلى أبي فأُعْلِمه ما صنعتُ ، ومن لقيتُ ، وما أخذتُ ، وأتغدّى معه ، وإذا كان العشاء رحتُ إلى الرشيد .. !


ومن شعر إسحاق ، وكان الأصمعيُّ يُعجب به :



إذا كانتِ الأحرار أصلي ومنصبي


ودافِعُ ضيمي خازِمٌ وابن خـازمِ


عطستُ بأنفٍ شامـخٍ وتناولـتْ


يداي الثريّا قاعـداً غيـر قائـمِ




في مرة من المرار، سأل إسحاقٌ المأمونَ أن يكون دخوله إليه مع أهل العلم والأدب والرُّواة لا مع المغنين ، فإذا أراد الغناء غناه ، فأجابه إلى ذلك ، ثم سأله بعد ذلك بمدة أن يكون دخوله مع الفقهاء ، فإذن له في ذلك ، فكان يدخل ويده في يد القضاة ، حتى يجلس بين يدي المأمون وقال : ولا كلُّ هذا يا إسحاق ، وقد اشتريتُ منك هذه المسألة بمائة ألفِ درهم . وأمر له بها ..

وانظروا الآن إلى لطيفة من لطائف هذا الباقعة ، وكيف تخلّص من مأزقٍ كاد أن يودي برقبته !

كان إبراهيم المهدي وهو أخو الخليفة الرشيد يأكل المغنين أكلاً حتى يحضر إسحاق فيُداريه إبراهيم ، ويطلب مكافأته ومعاوضته ، ولا يدع إسحاق يكبتُه ، وكان إسحاق آفتَه ، كما أن لكل شيءٍ آفة ، وله معه عدة مشاهد ..

قال إسحاق : كنتُ يوماً عند الرشيد ، وعنده نُدماؤه وخاصته ، وفيهم إبراهيم المهدي ، فقال لي الرشيد : يا إسحاق تغنّ :




شربتُ مدامة وسُقيتُ أخرى


وراح المنتشون وما انتشيتُ




فغنيته ، فأقبل عليّ إبراهيم بن المهدي ، فقال : ما أصبتَ يا إسحاق ولا أحسنت ، فقلت له : ليس هذا مما تحسنه وتعرفه ، وإن شئتَ فغنِّه ، فإن لم أجدْك تُخطيء فيه منذ ابتدائك إلى انتهائك فدمي حلالٌ ، ثم أقبلتُ على الرشيد فقلت : يا أمير المؤمنين : هذه صناعتي ، وصناعة أبي ، وهي التي قرّبتْنا منك ، واستخدمتْنا عندك ، وأوطأتْنا بساطك ، فإذا نازعناها أحدٌ بلا علم ، لم نجد بُدّاً من الإيضاح والذبّ ، فقال : لا غرْو ولا لوم عليك ..

وقام الرشيد ليبول ، فأقبل عليّ إبراهيم وقال : ويلك يا إسحاق ، تجتريْ عليّ وتقول ما قلتَ يا ابن الزانية ، فداخلني ما لم أملك نفسي معه ، فقلتُ له : أنت تشتمني ولا أقدر على إجابتك ، وأنت ابن الخليفة وأخو الخليفة ، ولو ذلك لقد كنت أقول لك : يا ابن الزانية ، كما قلتَ لي يا ابن الزانية ، ولكن قولي في ذمِّك ينصرف إلى خالك الأعلم ، ولولاك لذكرتُ صناعته ومذهبه . قال إسحاق : وكان بيطاراً .

قال إسحاق: وعلمتُ إن إبراهيم يشكوني إلى الرشيد ، وأن الرشيد سيسأل من حضر عما جرى فيُخبرُه ، ثم قلت له : أنت تظن أن الخلافة تصير إليك ، فلا تزال تهدِّدني بذلك ، وتعاديني كما تعادي سائر أولياء أخيك ، حسداً له ولولده على الأمر ، وأنت تضعف عنه وعنهم ، وتستخفُّ بأوليائهم تشبّعاً ، وأرجوا أن لا يخرجها الله تعالى عن يد الرشيد وولده ، وأن يقتلك دونها ، وإن صارت إليك والعياذ بالله ، فحرامٌ عليّ العيشُ يومئذٍ ، والموت أطيب من الحياة معك ، فاصنع حنيئذٍ ما بدا لك .

فلما خرج الرشيد وثب إبراهيم فجلس بين يديه ، وقال يا أمير المؤمنين : شتمني وذكر أمِّي ، واستخفّ بي ، فغضب الرشيد وقال : ما تقول ويلك ؟ قلت : لا أعلم ، سل من حضر ، فأقبل على مسرورٍ وحسينٍ الخادم فسألهما عن القصة ، فجعلا يخبرانه ووجهه يربدُّ إلى أنِ انتهيا إلى ذِكْر الخلافة فسُرِّيَ عنه ورجع لونه ، وقال لإبراهيم : ما له ذنب ، شتمتَه فعرَّفك أنه لا يقدر على جوابك ، ارجع إلى موضعك وأمسك عن هذا .

فلما انقضى المجلس وانصرف الناس أمر ألا أبرح ، وخرج كل من حضر ، حتى لم يبقَ غيري ، فساء ظني وهمّتْني نفسي ، فأقبل عليّ وقال لي : ويحك يا إسحاق ، أتُراني لا أعرف وقائعك ؟ قد والله زانيتَه دَفَعاتٍ ، ويحك لا تعد ، ويحك حدِّثني عنك لو ضربك أخي إبراهيم ، أكنتُ أقتصُّ لك منه فأضربَه وهو أخي يا جاهل ؟ أتُراه لو أمر غِلمانه أن يقتلوك فقتلوك ، أكنتُ أقتله بك ؟ فقلت : قد والله قتلْتني يا أمير المؤمنين بهذا الكلام ، ولئن بلَغَه ليقتلنِّي ، وما أشكُّ في أنه قد بلغه الآن .

فصاح بمسرورٍ الخادم وقال : عليّ بإبراهيم الساعة ، وقال لي : قم فانصرف ، فقلتُ لجماعة من الخدم ، وكلهم كان لي محبِّاً وإليّ مائلاً : أخبروني بما يجري ، فأخبروني من غدٍ : إنه لما دخل عليه وبّخه وجهّله ، وقال له :لِمَ تستخفّ بخادمي وصنيعتي ونديمي وابن خادمي ، وصنيعة أبي في مجلسي ، وتُقدِمُ عليّ وتصنع في مجلسي وحضرتي ، هاه هاه ، تُقدِم على هذا وأمثاله ، وأنت مالك والغِناء ، وما يدريك ما هو ؟ ومَنْ أخذ لحنه وطارحك إياه ، حتى تظن أنك تبلغ منه مبلغ إسحاق ، الذي غُذِّي به وهو صِناعته ، ثم تظن أنك تُخطِّئه فيما لا تدريه ، ويدعوك إلى إقامة الحُجة عليك ، فلا تثبُت لذلك ، وتعتصم بشتمه ؟ أليس هذا مما يدلُّ على السقوط ، وضعف العقل ، وسوء الأدب ، من دخولك فيما لا يُشبهك ، ثم إظهارك إياه ولم تُحكِمْه ؟ أليس تعلم ويحك أن هذا سوء رأيٍ وأدب ، وقِلة معرفة ومبالاة بالخطأ ، والتكذيبِ والرد القبيح ؟

ثم قال : والله العظيم ، وحقِّ رسوله الكريم ـ وإلا فأنا نفيٌّ من أبي ـ لئن أصابه سوءٌ ، أو سقط عليه حجرٌ من السماء ، أو سقط من دابته ، أو سقط عليه سقفٌ ، أو مات فجأة ، لأقتلنّك به ـ والله والله والله وأنت أعلم ـ فلا تعرِض له ، قم الآن فاخرج .

فخرج وقد كاد يموت ، فلما كان بعد ذلك ، دخلتُ عليه وإبراهيم عنده ، فأعرضتُ عنه ، فجعل الرشيد ينظر إليّ مرة ، وإلى إبراهيم أُخرى ، ويضحك ، ثم قال له : إني لأعلم محبتك لإسحاق ، ومَيلك إليه ، والأخذ عنه ، وإن هذا لا تقدر عليه كما تريد ، إلا أن يرضى ، والرِّضا لا يكون بمكروه ، ولكن أحسِن إليه وأكرمه ، وبِرَّه وصِلْه ، فإذا فعلتَ ذلك ، ثم خالف ما تهواه ، عاقبتَه بيدٍ منبسطة ، ولسانٍ منطلِق . ثم قال لي : قم إلى مولاك وابن مولاك ، فقبِّل رأسه . فقمتُ إليه وأصلح بيننا ..اهـ

في الحقيقة يا سادة لقد آثرتُ أن أذكر هذه القصة بطولها لجمالها وللأساليب العربية الناصعة الكامنة فيها ..

وإسحاق هذا له شِعرٌ رائقٌ وجميل حتى إن أقطاب عصره من أهل اللغة يُعجبون به كالأصمعيِّ وابنِ الأعرابي ، يقول الأصمعيُّ : دخلتُ أنا وإسحاق بن إبراهيم يوماً على الرشيد ، فرأيتُه لقِس النفس ، فأنشده إسحاق :





وآمرةٍ بالبُخْل قلتُ لها اقصـري


فذلك شـيءٌ مـا إليـه سبيـلُ


أرى الناس خِلاّنَ الكرام ولا أرى


بخيلاً له حتـى الممـاتِ خليـلُ


وإني رأيت البخل يُزري بأهلـه


فأكرمتُ نفسي أن يُقـال بخيـلُ


ومِن خير أخلاق الفتى قد علمتُه


إذا نال يومـاً أن يكـون يُنيـلُ


فَعالي فَعَـال المُوسريـن تكرُّمـاً


ومالي كمـا قـد تعلميـنَ قليـلُ


وكيف أخاف الفقر أو أُحرَم الغِنى


ورأيُ أميـر المؤمنيـن جميـلُ




قال : فقال الرشيد لأكفيك إن شاء الله . ثم قال : لله درُّ أبياتٍ تأتينا بها ، ما أشدَّ أصولها ، وأحسن فصولها ! وأمر له بخمسين ألفَ درهم ، فقال له إسحاق : وصفك والله يا أمير المؤمنين لشعري ، أحسن منه ، فعلام آخذ الجائزة ؟ فضحك الرشيد وقال : اجعلوها لهذا القول مائة ألفِ درهم . قال الأصمعي : فعلمتُ يومئذٍ أن إسحاق أحذقُ بصيد الدراهم مني ..اهـ

نقلت لكم بتصرف عن اخبار ابراهيم لأنني اراه واحد من اروع ادباء عصره .

حسن عابد 02-15-2010 02:54 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
ايها المقداد
دمت مع الابداع صديقا وللاحبة رفيقا

أبو عبدالرحمن 02-15-2010 10:49 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
حقيقة ...استمتعت بعبق الموضوع..ولطافته مع فيه من ظرافة وفوائد..

ونتمنى مواصلة هذه الاختيارات الجميلة ... والأجمل هذه التعليقات من أديبنا المقداد..

النادر 02-15-2010 11:02 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
حقا ان للجمال هنا عنوان اسمه (المقداد) ما اجمل ماتكتب اخي

متابع بشغف لهذا الفيض



النادر

أبو رامز 02-15-2010 12:54 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
دام لنا ابداعك مقدادنا العزيز...
متابع لمواضيعك المميزة والشيقة

مخـــاوي الليل 02-15-2010 01:56 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
دمت فخرا لهذا السرح الجميل
مبدع بما تطرح من ابداعات
مهما تكلمت او قلت لايمكن ان اوفي هذا الابداع حقه

abonayf 02-15-2010 08:53 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
احسن الله اليك كاتبنا المبدع المقداد

موضوع ممتع وشيق
لانريد التداخل كثيرا فقد نتقدم بموضوع في غير أوانه وأورد فقط ماذكر في كتاب ( الايضاح في علوم البلاغه ) الجزء الاول
اقتباس:

وأما فصاحة الكلام فهي خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها
متابعين معك ومستفيدين

دم بخير

ثماليه والعز ليه 02-15-2010 09:43 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
جميـــــــــــل ورائــــــــع مانثــــــــرته هنـــــــــــــآ
اعجبنـــــــي جداً ماوجدتـــه في متصفحــــــــــكـ
تميـــز وابـــــــدآآآآع لا حــــدوود لـــــه
يعطيكـ الف عاااااااافيه
ودمــــت بألف خيــــــر

abonayf 02-15-2010 10:52 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
شدني موضوعك هذا للبحث عن هذه الشخصية المختارة بعناية فائقة من قبلك وقد وجدت في رثائه الكثير اخترت بعض منها أمل أن لا أكون قد أثقلت بعودتي مرة أخرى ....

قال إدريس بن أبي حفصة يرثي إسحاق بن إبراهيم الموصلي
سقى اللهُ يابنَ الموصليّ بوابِلٍ ... من الغيث قبراً أنت فيه مقيمُ
ذهبتَ فأوحشتَ الكرامَ فمايَنِي ... بعَبْرته يَبْكي عليك كريم
إلى الله أشكو فقدَ إسحاق إنّني ... وإن كنت شيخاً بالعراق يَتيم

وقال محمد بن عمرو الجرجاني يرثيه

على الجَدَثِ الشرقيّ عُوجَا فسلِّما ... ببغداد لمّا ضَنّ عنه عوائدُهْ
وقُولاَ له لو كان للموت فِدْيةٌ ... فَداك من الموت الطَّريفُ وتالِدُه
أاِسحاقُ لا تَبْعَدْ وإن كان قد رمَى ... بك الموتُ وِرْداً ليس يَصْدُر واردُه
إذا هزَل اخضرّتْ فنونُ حديثه ... ورقّتْ حَواشِيه وطابت مَشاهدُه
وإن جَدّ كان القول جِدّاً وأقسمتْ ... مَخَارجُه ألاّ تَلينَ مَعاقِدُه )
فبَكَّ على ابن الموصليّ بعَبْرةٍ ... كما ارْفَضَّ من نَظْم الجُمَان فرائدُه

المقداد 02-15-2010 11:26 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
الشاعر الكريم حسن , شكراً لمرورك والتعقيب .

مديرنا الفاضل , ابا عبدالرحمن , شكراً لك ووجودك له طابع خاص بلا شك .

النادر ,شاعرنا الباذخ في المعاني لا تحتاج لمديحي أبداً ,,شرفني حضورك فأهلاً اهلاً بك .

ابا رامز , اهلاً بك وشكراً لمشاعرك الطيبة .

مخاوي الليل , أنت الاخر جميل بتعاملك مع الاخرين بوركت .

ثمالبة والعز لية , شكراً لحسن الظن ودمت ايضاً بألف عافية .

ابا نايف ,, شكراً للتعقيب ومثلك لا يثقلن على المقداد , وابراهيم هذا فحل معرق في البلاغة وفصاحة اللسان , وسنأتي لا حقاً على قبس من تاريخه الحافل .


المقداد


المقداد 02-15-2010 11:37 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
حتى لا يتسلل الملل الي نفوسكم خذو هذه الفقهيات في اللغة , وسنعود الي ما كنا فيه ..
فدونكم هذا الشهد المذاب :
يقولون: صدر الإنسان، ويسمونه من البعير: الكركرة، ومن الأسد: الزور، ومن الشاة: القص، ومن الطائر: الجؤجؤ، ومن الجراد: الجوشن.

ويفرقون في الأوطان ، فيقولون: وطن الإنسان، وعطن البعير،وعرين الأسد، ووجار الذئب والضبع، وكناس الظبي، وعش الطائر، وكور الزنابير، ونافقاء اليربوع،وقرية النمل.

ويفرقون في المنازل، فإن كان من مدر، قالوا: بيت، وإن كان من وبر، قالوا: بجاد، وإن كان من صوف، قالوا خباء، وإن كان من شعر، قالوا: فسطاط، وإن كان من جلود، قالوا: قشع، وإن كان من غزل، قالوا: خيمة.

ويفرقون في الجماعات، فيقولون: كوكبة من الفرسان، وكبكبة من الرجال، وجوقة من الغلمان، ولمة من النساء، ورعيل من الخيل، وصرمة من الإبل، وقطيع من الغنم، وسرب من الظباء، وعرجلة من السباع، وعصابة من الطير، ورِجْل من الجراد، وخشرم من النحل!!

تقسم الأنوف:أنف الإنسان، ومِخْطم البعير، وهرثمة السبع، ومَرْطمة الطائر، ونُخْرة الفرس، وخرطوم الفيل، وخِنَابة الجارح، وفنطيسة الخنزير.

مراتب الضحك: أن التبسم أولى مراتب الضحك ثم الإهلاس، وهو إخفاؤه، ثم الانكلال وهو الضحك الحسن ثم الكتكتة ثم القهقهة ثم الكركرة ثم الطخطخة ثم الزهزقة وهي أن يذهب الضحك به كل مذهب .



abonayf 02-15-2010 11:44 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

ويسمونه من البعير: الكركرة،

مراتب الضحك: ثم الكركرة


وهناك الكتكته ولست اعلم اقولنا ( كتكوت ) صغير الدجاج له صلة بذلك ام هو تشابه

بارك الله فيك كاتبنا القدير

المقداد 02-16-2010 12:01 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abonayf (المشاركة 408028)
وهناك الكتكته ولست اعلم اقولنا ( كتكوت ) صغير الدجاج له صلة بذلك ام هو تشابه

بارك الله فيك كاتبنا القدير


أهلاُ بك وسعدت بعودتك مرة أخرى ابي نايف , ولحد علمي أنها قد تؤخذ من الإفترار في الضحك وكتمه , ولس لكتكوتنا في الأمر من شئ , والعلم عند الجرجاني وأصحابه أصوب .

كن بالقرب على هذه الموائد ابا نايف .

المقداد

سنا الهجرة 02-16-2010 12:37 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
يا سلام عليك يالمقداد

جميل في انتقائك .. وجميل في طرحك .. وأجمل في إضافاتك

استمر حفظك الله ونحن متابعين بشغف ..


المقداد 02-17-2010 02:26 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا الهجرة (المشاركة 408061)
يا سلام عليك يالمقداد


جميل في انتقائك .. وجميل في طرحك .. وأجمل في إضافاتك

استمر حفظك الله ونحن متابعين بشغف ..

الأخ الشاعر سنا الهجره , شكراً لك على التعقيب والمرور , وممتن كذلك لإستحسانك ما يطرحه المقداد من وجبات أدبية ..

المقداد

المقداد 02-17-2010 02:44 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
يتكرر ذكر الأصمعي كثيراً ويدرك ذلك من يعكف على كتب الأدب ويتذوقها ويحب تفرسها , الأصمعي هذا ياكرام هو :هو الإمام العلامة الحافظ ، حجة الأدب ، لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب اللغوي الأخباري .

يقول فيه ابي نواس , بلبل يطرب بنغماته .
ويقول المبرد صديقنا العضو هنا , بحر في اللغة لانعرف مثله فيها .

وهذه قصة منتقاه .
قال يحيى بن سلام الأبرش، قال: حدثني أبي قال: خرج الرشيد للصيد يوماً بعدما أباد
البرامكة فاجتاز بجدار خراب من جدران بني برمك فرأى لوحاً مكتوباً عليه هذه الأبيات:



يا منزلاً لعب الزمـان بأهلـه


فأبادهـم بتـفـرق لا يجـمـع


إن الذين عهدتهم فيمـا مضـى


كان الزمان بهم يضـر وينفـع


أصبحت تفزع من رآك، وطالما


كنا إليك من المخاوف نضـرع


ذهب الذين يعاش في أكنافهـم


وبقي الذيـن حياتهـم لا تنفـع



قال: فبكى الرشيد، وأقبل على الأصمعي وقال: أتعرف شيئاً من أخبار البرامكة تحدثني
به؟
فقال الأصمعي: ولي الأمان.
قال: ولك الأمان.
فقال: أحدثك بشيء شاهدته بعيني من الفضل بن يحيى، وذلك أنه خرج يوماً للصيد
والقنص، وهو في موكبه، إذ رأى أعرابياً على ناقة قد أقبل من صدر البرية يركض في سيره،
قال: هذا يقصدني.
فقلت: ومن أعلمك؟
قال: لا يكلمه أحدٌ غيري.
فلما دنا الأعرابي ورأى المضارب تضرب والخيام تنصب والعسكر الكثير، والجم الغفير،
وسمع الغوغاء والضجة، ظن أنه أمير المؤمنين، فنزل وعقل راحلته وتقدم وقال: السلام
عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
قال: الآن قاربت، اجلس.
فجلس الأعرابي فقال له الفضل: من أين أقبلت يا أخا العرب؟
قال: من قضاعة.
قال: من أدناها أم من أقصاها؟
قال: من أقصاها.
قال الأصمعي: فالتفت إلي الفضل وقال: كم من العراق إلى أرض قضاعة.؟
فقلت: ثمانمائة فرسخ.
فقال: يا أخا العرب، مثلك لم يقصد من ثمانمائة فرسخ إلى العراق إلا لشيء.
قال: قصدت هؤلاء الأماجد الأنجاد الذين قد اشتهر معروفهم في البلاد.
قال: من هم؟
قال: البرامكة.
قال الفضل: يا أخا العرب البرامكة خلق كثير، وفيهم جليل وخطير، ولكن منهم خاصة
وعامة، فهلا أفردت لنفسك منهم من اخترت لنفسك وأتيته لحاجتك؟
قال: أجل! أطولهم باعاً وأسمحهم كفاً.
قال: من هو؟
قال: الفضل بن يحيى بن خالد.
فقال له الفضل: يا أخا العرب، إن الفضل جليل القدر عظيم الخطر، إذا جلس للناس
مجلساً عاماً لم يحضر مجلسه إلا العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب والمناظرون
للعم، أعالم أنت؟
قال: لا.
قال: أفأديب أنت؟
قال: لا.
قال: أفعارفٌ أنت بأيام العرب وأشعارها؟
قال: لا.
قال: هل وردت على الفضل بكتاب وسيلة؟
قال: لا.
فقال: يا أخا العرب غرتك نفسك، مثلك يقصد الفضل بن يحيى، وهو كما عرفتك عنه من
الجلالة، بأي ذريعة أو وسيلة تقدم عليه؟
قال: والله يا أمير المؤمنين ما قصدته إلا لإحسانه المعروف وكرمه الموصوف وبيتين من
الشعر قلتهما فيه.
فقال الفضل: يا أخا العرب أنشدني البيتين فإن كانا يصلحان أن تلقاه بهما أشرت عليك
بلقائه، وإن كانا لا يصلحان أن تلقاه بهما بررتك بشيء من مالي ورجعت إلى باديتك وإن
كنت لم تستحق بشعرك شيئاً. قال: أفتفعل أيها الأمير؟
قال: نعم.
قال: فإني أقول:



ألـم تـر أن الجـود مــن عـهـد آدم


تحـدر حتـى صـار يملكـه الفـضـل


ولـو أن أمـاً قضهـا جـوع طفلـهـا


ونادت على الفضل بن يحيى اغتذى الطفل



قال: أحسنت يا أخا العرب. فإن قال لك هذان البيتان قد مدحنا بهما شاعر، وأخذ
الجائزة عليهما، فأنشدني غيرهما فما تقول؟
قال: أقول:




قد كان آدم حين حان وفاتـه


أوصاك، وهو يجود بالحوباء


ببنيه أن ترعاهمو، فرعيتهم


وكفيـت آدم عيلـة الأبنـاء



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك الفضل ممتحناً: هذان البيتان أخذتهما من أفواه
الناس، فأنشدني غيرهما ما تقول، وقد رمقتك الأدباء بالأبصار، وامتدت الأعناق إليك،
وتحتاج أن تناضل عن نفسك؟
قال: إذن أقول:




ملت جهابذ فضـل وزن نائلـه


ومل كاتبه إحصـاء مـا يهـب


والله لولاك لم يمـدح بمكرمـة


خلق، ولم يرتفع مجد ولا حسب



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك هذان البيتان أيضاً أخذتهما من أفواه الناس ما
كنت قائلاً؟
قال: أقول:




وللفضل صولات على مال نفسه


يرى المال منه بالمذلـة والعنـا


ولو أن رب المال أبصر مالـه


لصلى على مال الأميـر وأذنـا



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك الفضل: هذان البيتان مسروقان، أنشدني
غيرهما ما تقول؟ قال: إذن أقول:




ولو قيل للمعروف نـاد أخـا العـلا


لنادى بأعلي الصوت يا فضل يا فضل


ولو أنفقت جدواك من رمـل عالـج


لأصبح من جدواك قـد نفـد الرمـل



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك الفضل: هذان البيتان مسروقان أيضاً أنشدني
غيرهما ما تقول؟
قال: أقول:




وما الناس إلا اثنان: صب وباذلٌ


وإني لذاك الصب والباذل الفضل


على أن لي مثلاً كما ذكر الورى


وليس لفضلٍ في سماحتـه مثـل



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك الفضل: أنشدني غيرهما ما تقول؟
قال: أقول أيها الأمير:




حكى الفضل عن يحيى سماحة خالد


فقامت به التقوى وقام بـه العـدل


وقام به المعروف شرقـاً ومغربـاً


ولم يك للمعـروف بعـدٌ ولا قبـل



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك: قد ضجرنا من الفاضل والمفضول أنشدني بيتين
على الكنية لا على الاسم ما تقول؟
قال: إذن أقول:




ألا يا أبا العباس يا واحد الورى


ويا ملكاً خد الملوك لـه نعـل


إليك تسير الناس شرقاً ومغرباً


فرادى وأزواجاً كأنهـم نحـل



قال: أحسنت يا أخا العرب، فإن قال لك الفضل: أنشدنا غير الاسم والكنية والقافية.
قال: والله لئن زادني الفضل وامتحنني بعد هذا لأقولن أربعة أبيات ما سبقني إليها عربي
ولا أعجمي، ولئن زادني بعدها لأجمعن قوائم ناقتي هذه وأجعلها في حر أم الفضل وأرجعن
إلى قضاعة خاسراً، ولا أبالي. فنكس الفضل رأسه، وقال للأعرابي: يا أخا العرب أسمعني
الأبيات الأربعة:
قال: أقولك




ولائمةٍ لامتك، يا فضل، في النـدى


فقلت لها: هل يقدح اللوم في البحـر


أتنهين فضلاً عـن عطايـاه للغنـى


فمن ذا الذي ينهى السحاب عن القطر


كأن نوال الفضـل فـي كـل بلـدةٍ


تحدر هذا المزن فـي مهمـة قفـر


كأن وفود الناس فـي كـل وجهـة


إلى الفضل لاقوا عنده ليلـة القـدر



قال: فأمسك الفضل عن فيه، وسقط على وجهه ضاحكاً، ثم رفع رأسه وقال: يا أخا
العرب، أنا والله الفضل بن يحيى، سل ما شئت.
فقال: سألتك بالله أيها الأمير إنك لهو؟
قال: نعم.
قال له: فأقلني.
قال: أقالك الله، اذكر حاجتك.
قال: عشرة آلاف درهم.
قال الفضل: ازدريت بنا وبنفسك، يا أخا العرب، تعطى عشرة آلاف درهم في عشرة
آلاف.
وأمر بدفع المال، فلما صار المال إليه حسده وزيره الفضل، وقال: يا مولاي هذا إسراف
يأتيك جلف من أجلاف العرب بأبيات استرقها من أشعار العرب فتجزيه بهذا المال؟
فقال: استحقه بحضوره إلينا من أرض قضاعة.
قال الوزير: أقسمت عليك يا مولاي إلا أخذت سهماً من كنانتك وركبته في كبد قوسك
وأومأت به إلى الأعرابي فإن رد عن نفسه ببيت من الشعر، وإلا استعدت مالك، ويكون له
في بعضه كفاية.
فأخذ الفضل سهماً وركبه في كبد قوسه وأومأ به إلى الأعرابي وقال له: رد سهمي ببيت
من الشعر؟
فأنشأ يقول:




لقوسك قوس الجود والوتر والندى


وسهمك سهم العز فارم به فقـري



قال: فضحك الفضل وأنشأ يقول:




إذا ملكت كفـي منـالاً ولـم أنـل


فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي


على الله إخلاف الـذي قـد بذلتـه


فلا مسعدي بخلي ولا متلفي بذلـي


أروني بخيلاً نـال مجـداً ببخلـه


وهاتوا كريماً مات من كثرة البـذل



ثم قال الفضل لوزيره: أعط الأعرابي مائة ألف درهم لقصده وشعره، ومائة ألف درهم
ليكفينا شر قوائم ناقته.
فأخذ الأعرابي المال وانصرف، وهو يبكي فقال له الفضل: مم بكاؤك يا أعرابي استقلالاً
بالمال الذي أعطيناك؟
قال: لا، ولكني أبكي على مثلك يأكله التراب وتواريه الأرض، وتذكرت قول الشاعر:




لعمرك ما الرزية فقد مال


ولا فرس يموت ولا بعير


ولكن الرزية فقـد حـر


يموت لموته خلقٌ كثيـر



وتوجه الأعرابي بالمال مسروراً ..




ودمتم .

مجنونها 02-18-2010 03:39 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
دام للمنتديات عطاؤك أخي المقداد

abonayf 02-18-2010 06:53 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
بارك الله فيك كاتبنا المقداد

اضحك الله سنك فقد ذهب الإعرابي بعيدا عندما لم يجد ما يقوله ولست ألومه فقد أُكثر عليه وكان حلم ورزانة الفضل كبيره فما كان سيكون لو قيلت لمن كان مثله بوقتنا الحاضر .

وقد وجدت وأنا أتصفح كتاب المستطرف عن الفصاحة


قال الامام فخر الدين الرازي رحمة الله تعالى عليه اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عنه الرغوة وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحدة في تسوية الحكم بينهما ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح
وقال يحيى بن خالد ما رأيت رجلا قط الا هبته حتى يتكلم فان كان فصيحا عظم في صدري وإن قصر سقط من عيني
وقد اختلف الناس في الفصاحة فمنهم من قال إنها راجعة إلى الألفاظ دون المعاني ومنهم من قال إنها لا تخص الألفاظ وحدها واحتج من خص الفصاحة بالألفاظ بأن قال نرى الناس يقولون هذا لفظ فصيح وهذه الالفاظ فصيحة ولا نرى قائلا يقول هذا معنى فصيح فدل على أن الفصاحة من صفات الالفاظ دون المعاني وإن قلنا إنها تشمل اللفظ والمعنى لزم من ذلك تسمية المعنى بالفصيح وذلك غير مألوف في كلام الناس والذي أراه في ذلك أن الفصيح هو اللفظ الحسن المألوف في الاستعمال بشرط أن يكون معناه المفهوم منه صحيحا حسنا ومن المستحسن في الالفاظ تباعد مخارج الحروف فإذا كانت بعيدة المخارج جاءت الحروف متمكنة في مواضعها غير قلقة ولا مكدودة والمعيب من ذلك كقول القائل
( لو كنت كنت كتمت الحب كنت كما ... كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن )
وكقول بعضهم أيضا
( ولا الضعف حتى يبلغ الضعف ضعفه ... ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف )
وكقول الآخر
( وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر )
........
البيت الأخير صعب ترديده وكنا نحاول ابراز قدرتنا على قوله بشكل متكرر من باب السرعه وعدم الخطأ .

المقداد 02-18-2010 02:54 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنونها (المشاركة 408917)
دام للمنتديات عطاؤك أخي المقداد

مر زمن ليس بالقصير ونحن لم نشاهد هذا المعرف ؟
شكراً على التعقيب .

المقداد

المقداد 02-18-2010 03:18 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abonayf (المشاركة 408952)
بارك الله فيك كاتبنا المقداد

اضحك الله سنك فقد ذهب الإعرابي بعيدا عندما لم يجد ما يقوله ولست ألومه فقد أُكثر عليه وكان حلم ورزانة الفضل كبيره فما كان سيكون لو قيلت لمن كان مثله بوقتنا الحاضر .

وقد وجدت وأنا أتصفح كتاب المستطرف عن الفصاحة


قال الامام فخر الدين الرازي رحمة الله تعالى عليه اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عنه الرغوة وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحدة في تسوية الحكم بينهما ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح
وقال يحيى بن خالد ما رأيت رجلا قط الا هبته حتى يتكلم فان كان فصيحا عظم في صدري وإن قصر سقط من عيني
وقد اختلف الناس في الفصاحة فمنهم من قال إنها راجعة إلى الألفاظ دون المعاني ومنهم من قال إنها لا تخص الألفاظ وحدها واحتج من خص الفصاحة بالألفاظ بأن قال نرى الناس يقولون هذا لفظ فصيح وهذه الالفاظ فصيحة ولا نرى قائلا يقول هذا معنى فصيح فدل على أن الفصاحة من صفات الالفاظ دون المعاني وإن قلنا إنها تشمل اللفظ والمعنى لزم من ذلك تسمية المعنى بالفصيح وذلك غير مألوف في كلام الناس والذي أراه في ذلك أن الفصيح هو اللفظ الحسن المألوف في الاستعمال بشرط أن يكون معناه المفهوم منه صحيحا حسنا ومن المستحسن في الالفاظ تباعد مخارج الحروف فإذا كانت بعيدة المخارج جاءت الحروف متمكنة في مواضعها غير قلقة ولا مكدودة والمعيب من ذلك كقول القائل
( لو كنت كنت كتمت الحب كنت كما ... كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن )
وكقول بعضهم أيضا
( ولا الضعف حتى يبلغ الضعف ضعفه ... ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف )
وكقول الآخر
( وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر )
........
البيت الأخير صعب ترديده وكنا نحاول ابراز قدرتنا على قوله بشكل متكرر من باب السرعه وعدم الخطأ .


المفضال أبي نايف شكرأ على الأضافة وسأزيدك من أمر الفصاحة والبلاغة , فهل تعلم أن أفصح العرب وأبلغهم بنو تميم .
ربما تستغرب كيف هذا لهم دون قريش ودون قبائل العرب كلها !!فهذا يعود لموقعهم الجغرافي , حيث أن اللغة لم يشوبها شائب , وقد قرأت ذات مره أن من خرج منهم للحج أو العمره فقد أختلطت لغته ولا يستشهد بكلامه فأنظر يارعاك الله حرصهم على اللغة العربية , اما القبائل الاخرى , فقد كانت طرق للحجاج وأختلاطاً في اللغات بين القبائل مما جعل النحويون لا يستشهدون الا بلغة بنو تميم ..

فما بالك اليوم وأنت ترى منقاش يكلم البنقالي والهندي والسندي فهل يؤخذ بعربيته أو لغته !!!
ابدأ لا يؤخذ بها , ولك أن تتأكد من صحة كلامي بذهابك الي بعض قرى تهامه ومحادثتك مع كبير سن , فستستمع لمفردات عربية فصيحة لم تسمعها من قبل وقد اورد منها شيئاً .

وازيدك ايضاً أن النحويون كانوا أذا اختلف أمراً عليهم أو قاعدة نحوية , ذهبوا لبنو تميم ليسمعوا منهم ثم يكون الفصل بقولهم ..
والحديث هنا يطول ..


شكراً أخي العزيز ابي نايف لإطلالتك ودمت .

المقداد

العنكبوت 02-20-2010 11:57 AM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
فقد نهلت من معين هذا الموضوع الكثير

اقتباس:

وقد قرأت ذات مره أن من خرج منهم للحج أو العمره فقد أختلطت لغته ولا يستشهد بكلامه
يا الله كيف بنا وبلغتنا الآن وماذا سيقال عنا وقد خالطنا كل جنس وصنف
كيف بنا وقد انقلب بعض أبنائنا إلى قولهم ( Ok ) وما شابهها من كلام الأعاجم
مواقع البيع نتكلم فيها بلغة مكسره ليستطيع الهندي أو النقالي فهمنا

شكرا لموضوعك الماتع الجامع فعندما نقرأ مثل هذه المواضيع ونشاهد واقعنا تنتابنا حرقه وألم .

زدنا من ذلك فقد وصل القراء إلى عدد كبير كما أرى وهذا دليل إن هناك فائدة عظيمه من مثل هذا الموضوع وان كان المتداخلين اقل فيكفيك إن المتابعين كثر والمستفيدين أكثر

بورك فيك

المقداد 03-07-2010 10:09 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنكبوت (المشاركة 409931)
فقد نهلت من معين هذا الموضوع الكثير



يا الله كيف بنا وبلغتنا الآن وماذا سيقال عنا وقد خالطنا كل جنس وصنف
كيف بنا وقد انقلب بعض أبنائنا إلى قولهم ( Ok ) وما شابهها من كلام الأعاجم
مواقع البيع نتكلم فيها بلغة مكسره ليستطيع الهندي أو النقالي فهمنا

شكرا لموضوعك الماتع الجامع فعندما نقرأ مثل هذه المواضيع ونشاهد واقعنا تنتابنا حرقه وألم .

زدنا من ذلك فقد وصل القراء إلى عدد كبير كما أرى وهذا دليل إن هناك فائدة عظيمه من مثل هذا الموضوع وان كان المتداخلين اقل فيكفيك إن المتابعين كثر والمستفيدين أكثر

بورك فيك

أهلاً بالصديق الكريم العنكبوت وحياك وبياك , واسف على تأخري في الرد , وشكراً لمرورك اما بشأن ما أشرت له حول انقلاب السنة ابنائنا حتى اصبحوا يتحدثون اللغة الأنجليزيه , فهذا شئ جيد ان كان الامر اقتصاراً على اللغة الانجليزية , ولكن الأعظم والأطم تلك الكلمات الدخيلة المبتذلة والتي لا تمت لأي لغة في العالم حتى بصلة , بل هي مفردات اتوا بها على نمط مقيت بشع لا تستطيع الاذان ان تدرك كنهها .

دمت موفقاً .
المقداد

المقداد 03-07-2010 10:22 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
لا أحد أكثر غروراً من غرور الأدباء، وأكبر شموخاً بمعاطسهم منهم! لكن هل لهذا الغرور ما يشفع له؟ إن كان فالأمر هيّنٌ ، ولكن العجب كل العجب إن كانت يداه من الأدب صِفراً ثم يغتر بنفسه ويشمخ في كبريائه، ويزري على الناس وهو أقل منهم بمراحل ومراحل!

دونكم أحد هؤلاء الأدباء، لكنه من القسم الأول، ألا وهو شُمَيم الحِلِّي؛ علي بن الحسين بن عنتر..

قال ياقوت الحموي :

" وكنتُ قد وردتُّ إلى آمد في شهورٍ سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ، فقصدت إلى مسجد الخضر ودخلتُ عليه فوجدته شيخاً كبيراً قضيف الجسم في حجرةٍ من المسجد ، وبين يديه جامدان مملوءٌ كُتباً من تصانيفه فحسب، فسلمتُ عليه وجلست بين يديه، فأقبل عليّ وقال : من أين أنت؟ قلت من بغداد. فهش بي وأقبل يُسائلني عنها وأخبره، ثم قلت له: إنما جئت لأقتبس من علوم المولى شيئاً ، فقال لي : وأي علم تحب؟ قلت له: أحب علوم الأدب.

فقال: إن تصانيفي في الأدب كثيرة، وذلك أن الأوائل جمعوا أقوال غيرهم وأشعارهم وبّوبوها، وأما أنا فكل ما عندي من نتائج أفكاري، وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوعٍ من الأداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدم. فمن ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته، وأما أنا فعملت حماسةً من أشعاري وبنات أفكاري، "ثم شنع أبا تمام وشتمه" ، ثم رأيت الناس مجمعين على تفضيل أبي نُواس في وصف الخمر، فعملتُ كتاب الخمريات من شعري ، لو عاش أبو نواس لاستحيا أن يذكر شعر نفسه لو سمعها، ورأيت الناس مجمعين على تفضيل خُطب ابن نباتة فصنفت كتاب الخخطب فليس للناس اليوم اشتغالٌ إلا بخطبي.

وجعل يُزري على المتقدمين ويصف ويجهِّل الأوائل ويخاطبهم بالكلب ، فعجبت منه وقلت له : فأنشدني شيئاً مما قلت! فابتدأ وقرأ عليّ خطبةَ كتاب الخميريات فعلق بخاطري من الخطبة قوله :" ولما رأيت الحكميّ قد أبدع ولم يدع لأحدٍ في أتباعه مَطْمعاً ، وسلك في إفشاء سر الخمرة ما سلك ، آثرت أن أجعل لها نصيبا صمن عنايتي مع ما أنني علم الله لمْ ألْمُمْ لها بلثمِ ثغرِ إثم مُذْ رضعت يدي أم" أو كما قال.

ثم أنشدني من هذا الكتاب:



امزُج بمسبوك اللجيـنِ
ذهباً حكته دموع عيني
لما دعا داعـي الفـرا
ق بين من أهوى وبيني
كانت ولم يُقدر لشـي
ءٍ قبلها إيجـاب كـونِ
وأحالها التحريـم لـمْ
مَا شُبِّهتْ بدم الحسيـن
خفقتْ لنا شمسان مـن
لألائها فـي الخافقيـنِ
وبدت لنا فـي كأسهـا
من لونها فـي حلتيـنِ
فاعجب هداك الله مـن
كونِ اتفـاق الضَّرَّتيـن
في ليلةٍ بـدأ السـرو
ر بهـا يُطالبنـا بِدَيـن
ومضى طليق الراح مَن
قد كان مغلول اليديـن
ذ زينةُ الأحياء في الـدْ
نيا وزينـة كـل زيـنِ

فاستحسنت ذلك ، فغضب وقال: ويلك ما عندك غير الاستحسان؟ قلت له: فما أصنع يا مولانا؟ فقال لي: تصنع هكذا! ثم قام يرقص ويصفِّق إلى أن تعب ثم جلس وهو يقول: ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرّقون بين الدُّرِّ والبعر، والياقوت والحجر! فاعتذرت إليه وسألته أن ينشدني شيئاً آخر، فقال لي : قد صنفت كتاباً في التجنيس ، سميته أنيس الجليس في التجنيس ، في مدح صلاح الدين لما رأيت استحسان الناس لقول البُستي، فأنا أُنشدك منه ، ثم أنشدني لنفسه:



ليت مَن طوّل بالششام نواه وثوى بـهْ
جعل العود إل الزّوراء من بعض ثوابهْ
أتُرى يوطئني الـدهر ثرى مِسْك تُرابهْ
وأرى أي نُور عيني موطئاً لي وتُرى بهْ

ثم أنشدني لنفسه في وصف الساق:



قل لي فدتْك النفس قل ليمـاذا تريـد إذاً بقتلـي
أأدرْتَ خمراً فـي كـؤوسِك هذه أم سُـمَّ صِـلِّ

وأنشدني غير ذلك مما ضاع مني أصله ، ثم سألته عمن تقدم من العلماء ، فلم يحسن الثناء على أحدٍ منهم، فلما كرت له المعرّي نهرني وقال لي : ويلك كم تسيء الأدب بين يدي، من ذلك الكلب الأعمى حتى يُذكر بين يديّ وفي مجلسي؟ فقلت: يا مولانا ما أراك ترضى عن أحدٍ ممن تقدم!

فقال : كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني؟ قلت: فما فيهم قطُّ أحدٌ جاء بما يرضيك؟ فقال: لا أعلمه إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة، وابن نُباتة في خطبه، وابن الحريري في مقاماته فهؤلاء لم يُقصِّروا. قلت له : يا مولانا قد عجبتُ إذ لم تصنف مقامات تدحض بها مقامات الحريري، فقال لي : يا بني اعلم أن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل، عملتُ مقاماتٍ مرتين فلم ترضني فغسلتُها، وما أعلم أن الله خلقني إلا لأُظهر فضل ابنِ الحريري. ثم سطح في الكلام وقال :

ليس في الوجود إلا خالقان: فأحدٌ في السماء وأحدٌ في الأرض، فالذي في السماء هو الله، والذي في الأرض أنا. ثم التفتَ إليّ وقال: ها كلامٌ لا يحتمله العامة لكونهم لا يفهمونه، أنا لا أقدر على خلق شيءٍ إلا خلق الكلام فأنا أخلقه . ثم ذكر اشتقاق هذه اللفظة ، فقلت له: إيا مولانا ، أنا رجل محدِّث وإن لم تكن في المحدِّث جراءةٌ مات بغُصّته، وأُحب أن أسأل مولانا عن شيءٍ إن أذِن، فتبسم وقال : ما أراك تسأله إلا عن معضلة، هاتِ ما عندك . قلت: لِمَ سُمِّيت بالشُّميم؟ فشتمني ثم ضحك وقال: اعلم أنني بقيت مدة من عمري "ذكرها هو ونسيتها أنا" لا آكل في تلك المدة إلا الطِّيب فحسْب قصداً لتنشيف الرطوبة وحِدة الحفظ ، وكنت أبقى أياماً لا يجيئني الغائط، فإذا جاء كان شِبْه البُندُقة من الطين وكنت آخذه وأقول لمن أنبسط إليه: شُمّه فإنه لا رائحة له، فكثر ذلك حتى لُقِّبت به، أرضيتَ يا ابن الفاعلة؟.

المقداد 03-07-2010 10:26 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
وهنا اخترت لكم شيئاً من البيان ورشقاً باللسان ..


قال رجل لصاحب منزل: أصلح خشب هذا السقف فإنه يقرقع قال: لاتخف فإنه يسبح
قال: إني اخاف أن تدركه رقة فيسجد .


المقداد 03-07-2010 10:33 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
دونكم هذه القصيدة المنتقاه , والذي قد اختلفت الاخبار عن قائلها ولكن ربما تكون اوكد الروايات انها لدوقله المنبجي .



: هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ ... أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
.. أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها... فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى... عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
.. وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ ... وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
. تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً ... لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
.. فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها ... نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
ُ يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ ... واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ
. فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها ... إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت ... حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِرد
. .. فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى ... خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
ُ أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد ... راحَ العَسيفَ بِملئِها يَعدو
.. لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت ... إِلّا بجرِّ تلَهُّفي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم ... الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت ... ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
. فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مبيضٌ ... والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَد
ُّ ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا ... وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
. . وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها ... شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت ... أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ ... وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمد
وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ ... وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى... رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ ... تعطو إذا ما طالها المَردُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها ... وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ ... فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُرد
ُ وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ ... عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ
وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما... مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت .. بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ
. وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ ... فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
.. وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما ... كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت ... مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
. وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ ... عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ ... حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
. . وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا ... واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
. . وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا ... واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
. إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا... يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
. . وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا ... واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
. قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً ... فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَد
ُّ لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت ... دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني ... أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا ... وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
. وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم ... يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على... ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما ... رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ ... وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ.
هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ ... يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ ... في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
. بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ ... وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلد
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني ... أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلد
فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها... وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبد
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً... يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفد
ُهَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ ... خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجد
َ وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ ... فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ ... بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغد
أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ ... فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَد
ُّ وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ ... فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهد
وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ ... وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً ... وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهد
فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ ... رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغد
ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ ... أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ

. لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ ... إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَد
. يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ ... ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
. أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى ... أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ

السنافية 03-07-2010 11:29 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
موضوع جميل جدا وإن كانت متأخرة مشاركتي ولكن فعلا موضوع يستحق الإشادة :

كان رجل من العرب له ثلاث بنات قد عضلهن ومنعهن الأكفاء فقالت إحداهن: إن أقام أبونا على هذا الرأي فارقنا وقد ذهب حظ الرجال منا فينبغي لنا أن نعرض له مافي نفوسنا وكان يدخل على كل واحدة منهن يوما فلما دخل على الكبرى تحادثا ساعة فحين أراد الإنصراف أنشدت:

أيزجر لاهينا ونلحى على الصبا *** ومانحن والفتيان إلا شقائق

يؤبن حبيبات مرارا كثيرة *** وتنباق أحيانا بهن البوائق

فلما سمع الشعر ساءه ثم دخل على الوسطى فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت:

ألا أيها الفتيان إن فتاتكم *** دهاها سماع العاشقين فحنت

فدونكم ابغوها فتى غير زمل *** وإلا صبت تلك الفتاة وجنت

فلما سمع شعرها ساءه ثم دخل على الصغرى في يومها فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت:

أما كان في ثنتين مايزع الفتى **** ويعقل هذا الشيخ إن كان يعقل

فلما رأى تواطؤهن على ذلك زوجهن

فهنا كانت الفصاحة مهرب وملجأ للفتيات الثلاث من أبيهن في طلب الزواج

المقداد 03-16-2010 03:39 PM

رد: الفصاحة في اللغة ..
 
الأخت السنافيه ممتن لمرورك وأضافتك المفيده والتي بينت ان الفصيح والبليغ يجد المخارج من الأزمات كما جاء في امر الفتيات .

هذه وجبة اخرى لمن احب الإستزاده .


يقول المبرد :
" قال لي المازني: بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى مواضع المجانين والمعالجين فما معنى ذلك?
فقلت: أعزك الله تعالى، إن لهم طرائف من الكلام
قال: فأخبرني بأعجب مارأيت من المجانين
قال فقلت: صرت يوما إليهم فمررت على شيخ منهم وهو جالس على حصير قصب فجاوزته إلى غيره فقال: سبحان الله تعالى أين السلام? من المجنون أنا أو أنت? فاستحيت منه وقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد، علي أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، أجلس - أعزك الله تعالى ـ عندنا وأومأ إلى موضع من الحصير، فجلست إلى ناحية منه استرعى مخاطبته فقال لي وقد رأى معي محبرتي: أرى معك آلة رجلين أرجو ألا تكون أحدهما: أصحاب الحديث الأغثاث، أو الأدباء أصحاب النحو والشعر? قلت الأدباء، قال: أتعرف أبا عثمان المازني? قلت نعم، قال أتعرف الذي يقول فيه?:




وفتىً من مـازنأستاذ أهل البصرة


أُمُّــه معـرفـةوأبـوه نـكـره




فقلت لا أعرفه فقال: أتعرف غلاماً له قد نبغ في هذا العصر معه له ذهن وحفظ، وقد برز في النحو يعرف بالمبرد? فقلت: أنا والله الخبير به، قال: فهل أنشدك شيئا من شعره? قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، فقال: ياسبحان الله، أليس هو القائل:





حبذا ماء العناقيـد بريق الغانيـاتِ


بهما ينبت لحمـيودمي أي نبـاتِ


أيها الطالب أشهىمن لذيذ الشهواتِ


كل بماء المزن تفاح خدود الفتيـاتِ




قلت: سمعته ينشد هذا في مجلس أنس فقال: ياسبحان الله، ألا يستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة?! ثم قال: ألم تسمع ما يقولون في نسبه? قلت: يقولون هو من الأزد ازد شنوءة، ثم من ثمالة، قال: أتعرف القائل في ذلك?:





سألنا عن ثمالة كل حـيٍّفقال القائلون ومن ثمالـهْ


فقلت: محمد بن يزيد منهمفقالوا: زدتنا بهم جهالـهْ


فقال لي المبرد خل قوميفقومي معشر فيهم نذالـهْ




فقلت أعرفه، هذا عبد الصمد بن المعذِّل يقولها فيه.
فقال: كذب فيما ادّعاه، هذا كلام رجل لا نسب له، يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسباً.
فقلت له أنت أعلم.

فقال ياهذا: قد غلبت خفة روحك على قلبي، وقد أخّرتُ ما كان يجب تقديمه، ما الكنية أصلحك الله? فقلت: أبو العباس. قال: فما الاسم? قلت محمد: قال فالأب? قلت يزيد، قال: قبحك الله، أحوجتني إلى الاعتذار مما قدمت ذكره، ثم وثب وبسط يده فصافحني فرأيت القيد في رجله فأمنت غائلته، فقال: يا أبا العباس، صن نفسك من الدخول في هذه المواضع، فليس يتهيأ في كل وقت أن تصادف مثلي على مثل حالتي ثم قال: أنت المبرد، أنت المبرد، وجعل يصفق وانقلبت عيناه واحمرت وتغيرت حالته، فبادرت مسرعاً خوف أن تبدر إلي منه بادرة، وقبلت منه والله نصحه ولم أعاود بعدها إلى تلك المواضع أبداً "


الساعة الآن 06:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by