![]() |
"الفاقــة"
بداية أرحب بالقائمين على هذا المنتدى وبكم جميعا ويسرني أن أقدم لكم هذه المشاركة التي تحكي جانبا من ماضينا العريق، ونحن نعيش هذه الأيام مع قلة الأمطار وندرتها وتصحّر الأرض نسأل الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد. فقد بحثت في معاجم اللغة عن معنى كلمة "الفاقة" وهي عنوان موضوعنا هذا وقد وجدت معناها على قلة ماكتب عنها أنها الفقر والعوز وشدة الحاجة بينما معناها عندنا وفي تراثنا قد يكون عكس ذلك المعنى تماما فهي تعني كثرة الأمطار والسيول وإخضرار الأرض والمراعي ويقولون البلاد فيّقت أي إخضّرت ونمت وإنتجت ولا أدرى عن إختلاف تفسير الكلمة بين المعنى الفصيح ومعناها بالشعبي عند أهل القرى والفلاحين وإن كانت إجتمعت في شدة الحال بين الفقر الشديد والأمطار الكثيرة، وسوف أكتب لكم هذه القصة عن الفاقة والتي عايشت جانبا منها: إجتمعت الأسرة على وجبة الغداء والكل مستبشر بما منحه الله تعالى من كثرة الأمطار والسيول التي حضيت بها القرية فقد إرتوت البلاد وسالت الأودية والشعاب ولا زالت السيول تجري في الوادي لليوم الرابع على التوالي وتناول الجميع غدائهم في أجواء أسرية سعيدة فقد كانت الوجبة معدوسا بالسمن البري وهو ما تعودوا على أكله عند نزول الغيث والأمطار حتى أن بعض الأسر كانت تأخذ من مياه الأمطار الصافية وتطبخ به هذه الوجبة اللذيذة لإعطائها نكهة ومذاقا خاصا سيما وان الماء نازل للتو من السماء (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً) نرجع لموضوع النقاش الذي دار في ثنايا هذه الوجبة أو محور الحديث فيها هي الأمطار ولا غير الأمطار فقد كان الوالد يحدثهم ويذكر لهم أنه لم يشاهد طوال عمره وهو في الستينات من العمر أمد الله في عمره أمطارا بهذه الكثرة وهذه الغزارة التي نزلت في تلك الأيام وذكرت الفتاة أن من الأشياء العجيبة أن أهل القرية صلوّا في الأسبوع الماضي صلاة الإستغاثة وتضرعوا إلى الله ودعوا الله والذي بسبب دعائهم وإنكسارهم وحاجتهم وإلحاحهم على ربهم إستجاب الله لهم وسقاهم ماء طهورا. وذكر الأب بعض الأوامر أو نقول بعض الإقتراحات لأبنائه وأسرته (لا نريد أن نعكّر صفوهم) في تلك الجلسة للتعامل مع هذا الخير وهذه البركة النازلة من رب العباد ومنها أمر أحد الأبناء بأن يذهب للسوق ويشتري بعض الحبوب والثمار والتي سوف يقومون بزراعتها في ذلك الموسم مع الأخذ في الحسبان دخول الصيف الذي شارف على الدخول وطلوع نجمه ذلك الصباح، كذلك أوعز لأحدهم إحضار الحراثة لحراثة الأرض ودمسها وتسميدها قبل أن تطلع البغرة وقبل جفاف الأرض لكي لا يصعب حرثها وذكر لهم بأنه سوف يدعوا بعض أبناء القرية لمساعدته في حراثة الأرض وخدمتها وهو مايعرف بنظام الفزعة الذي كان متعارف عليه في قديم الزمان فكما هو محتاجهم في ذلك الوقت هم كذلك قد يحتاجونه في قادم الأيام وأن كان الوضع العام لا يسمح في تلك الفترة بالفزعة سيما وأن الأمطار والسيول كانت عامة أرجاء البلاد والكل كان مشغول في بلاده ومزرعته.. وللحديث يقية.. |
رد: "الفاقــة"
أهلا بك مراسلنا التأريخي..
لفتة تراثية جميلة.. وأنا كذلك عجبت من المفارقة في المعني! نسأل الله أن يغيث قلوبنا وأرضنا برحمة منه |
رد: "الفاقــة"
هلا بمراسل ثقيف النشط ..ما شاء الله ..
كما أسلفت أخي هناك تباين في المعنى .. ولكن هكذا تعلمنا وعرفنا معنى الفاقه ..وترسخ هذا المعنى في الذاكرة .. موضوع رائع ..لا خلا ولا عدم مراسلنا الفذ . اللهم أغث قلوبنا بالإيمان ..وبلادنا بالأمطار . |
رد: "الفاقــة"
اللهم أغثنا
يعطيكم العافية متابعين |
رد: "الفاقــة"
مراسلنا ا لرائع
تعبنا من مطارتك بين المنتديات ليت لك مجلس خاص بين المنتديات نلتقيك فيه |
رد: "الفاقــة"
يعطيك العافية |
رد: "الفاقــة"
موضوع شيق يا مراسل ثقيف وان كنت لم تتم الموضوع الا ان الكتاب يقرأ من عنوانه وانا لا احب مقاطعتك بالمداخلة ما دام ان للموضوع بقية ولكنني احب ان اعلق بشأن النقطة التي ذكرتها وهي معنى الفاقة وان ما في المعاجم ان الفاقة هي الحاجة والعوز وقد كان الحاج سلام قد بحث هذا الموضوع في نقاشات سابقة والذي ترجح ان الآباء والاجداد استخدموا كلمة فاقة في كثرة الخير متمثلة هنا في نزول الامطار وامتلاء الآبار استخداما فصيحا لان الفاقة من كلمات الاضداد في اللغة وهي الكلمة التي تعطي معنى الشيء وضده وامثلتها في اللغة كثير منها : البصير ويعني المبصر والاعمى . والسليم ويعني الصحيح والملدوغ . والجلل وهو الشيئ الصغير والجلل العظيم . وشعبت الشيء اصلحت كسره وشعبت الشيء شققته . ووراء تعني خلف وتعني امام . واشلى كلبه اذا نهره واشلاه اذا امره . قال الحاج سلام الفاقة تعني العوز والحاجة وتعني كثرة الخير وانتفاء العوز والحاجة . |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
بارك الله فيك أخي أبا عبدالرحمن على مرورك وإشادتك وختم الموضوع بختم التميّز،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
الله يبارك فيك أخي سهيل دائما ما تشرّف مواضيعنا بمرورك العطر وإضافتك الرائعة،، |
رد: "الفاقــة"
أشكر الجميع على مرورهم وإشادتهم بالموضوع،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
أضحك الله سنك أخي حسن على مرورك ومداعبتك اللطيفة، لذلك سوف أكتب تحت معرفي هذا المعرف يكتب به عدة أشخاص ههههه، وإن شاء الله يكون لي مشاركات عندكم في منتدى الشعر،،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
أرحب بك أخي العزيز عميد المنتدى على مرورك وتشريفك وإضافتك التي وضعت النقاط على الحروف بالنسبة لمعنى فاقة، والآن طرى لي معنى جديد للكلمة (لا يقلل أبدا من تفسيرك للكلمة) فقد يقصد بها الإفاقة وفي المستشفيات غرفة (الإفاقة) وفاق أي صحى من نومه فبعد الجفاف والعطش فاقت الأرض وإرتوت وإخضرت،،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
مرحبا بك في عيوننا وسن مشاكس |
رد: "الفاقــة"
أشرقت الشمس لترسل أشعتها الذهبية لتبعث الدفء في المكان، وغردت الطيور وعلى صوت الهدهد الذي تعود الفلاحون على سماعه كلما دخل الصيف فيرددون مع تغريده ( هدهد هدهد يا عم أحمد الصيف أقبل...) ففي ذلك اليوم بدأت الحراثة مع الصباح الباكر في حراثة الوادي بالمشط ولم يكن هناك داع لإستعمال الصيجان لأن الأرض ولله الحمد ماسكة ليونتها ولا زالت البغرة موجودة فالكل هناك كان كخلية نحل فمنهم من يشيل بقايا حطب وأشجار جرها السيل إلى داخل المزرعة وهذا يقوم مع سائق الحراثة في وضع المدمس على التربة فيدمس الأرض ويساويها وهذا يقوم برش السماد على التربة والوالد حفظه الله إتخذ من مكان عال يطل على المزرعة في إصدار توجيهاته بصوت جهوري، ولا يكاد يتوقفون عن النشاط حتى يستأنفونه من جديد ولكن هذه المرة نادى الوالد على سائق الحراثة بالتوقف والنزول لتناول قهوة الضحى والتي تكون عادة من قرص الفطيرة والشاهي وبعض من السمن أو الجبن فتناول الجميع قهوتهم وإستأنفوا العمل ورائحة التربة وبقايا السيل تنعش المكان وقام الوالد برش البذور قبل الدورة الأخيرة للحراثة وهذه العملية لا يحسنها إلا من له خبرة في هذا المجال، ولا زلت أتذكر عندما زرع الحبش والكوسة والطماطم والجزر والبامية إلى غير ذلك من الخضار وكانت جميع الأصناف متاحة للزراعة إذ لا خوف عليها من البرد كما هو في بعض شهور السنة لا سيما أن الوقت صيف وبدأ الوالد والإخوان تقسيم الركيب إلى أحواض وفلجان ليتم سقايتها بالماء والجدير بالذكر أن البئر ردت ووصلت المياه فيها مساو تماما لمسيل الوادي ولله الحمد ومن حسن الحظ أن بعض الأشجار من الفواكه كالتين والعنب والتفاح البجلي والخوخ لم تمت من الجفاف الذي أصاب البلاد ولله الحمد فبعد الأمطار الأخيرة والسيول فضّت بالخضار وأزهرت وبدت في تكوين براعمها وثمارها (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) ، رجعت الأسرة للمنزل عند الظهيرة لأداء الصلاة وتناول طعام الغداء وأخذ قسطا من الراحة حتى صلاة العصر عندها رجعوا للوادي بعد الصلاة وقاموا بتشغيل ماطور الماء والذي كان صوته يشق عنان السماء عندما وضعوا له قارورة فارغة تم تثبيتها على شكمان الماطور ليبتدي في بث صوته المميز لمسافات بعيده وقاموا بسقيا الأحواض التي تمت زراعتها في صباح ذلك اليوم، وهكذا كانت يوميات المزارعين مع موسم الفاقة التي إنتعشت معها الأرض وربت وإستبشرت بها النفوس وصفت،، |
رد: "الفاقــة"
بارك الله فيك مراسلنا -نعم هناك اختلاف في المعنى -ولكن كان هناك معاني ولهجات دارجه فد تكون بعيدا عن اللغه بمعناها وهوا ماتعارف عليه اهل اول بارك الله في من بقي ورحم من مات-نسال الله ان يغيثنا برحمته--
|
رد: "الفاقــة"
مرحباً بك مراسلنا الأغر إستمعت لحديثك هذه الساعة وقد كنت قبل هذا بمنآى عن الأجهزة المحمولة والمرزوعة ! الا ان ذلك لم يمنعني من شكرك عبر اثير هذا الجهاز الكفي الصغير ازاء هذا الموضوع والذي ارى من وجهة نظري انه بحاجة للإثراء أكثر فأكثر !!
ولابد ان تأتي الفرصة لأحدثك عن ذكريات زراعية جميلة عاشها المقداد أبتداء من اللومة وأنتهاءً بإمتطاء المدمس ونحن نجلس على صهوة سلوب الحراثة !! ولعل الآن أستشعر بألم في ظهري لكثرت إنحنائي وانا أنظف القسس من الركيب .. راجع الرويعي لتعريف القسس ؟؟ لنا لقاء في مقبل الايام وشكراً .. المقداد * |
رد: "الفاقــة"
[youtube]wn_ECxQJgUY[/youtube] مقطع من شعر الشيخ سعود الشريم عن قلة الأمطار،، |
رد: "الفاقــة"
يعطيك العافية مراسلنا على هذه الإضافات
|
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
الله يبارك فيك شيخنا الفاضل وكما تفضلت هناك إختلاف في معاني بعض الكلمات الدارجة ولكن الكلمة التي سلطنا الضوء عليها أتى معناها متضاد تماما بين أهل القرى والفصيح أكرر شكري وتقديري لك،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
أشكرك أخي العزيز المقداد على إضافتك الرائعة وربما تتاح لكم الفرصة لتكتب عن هذه الفكرة من جوانب أخرى ربما لم آتي عليها في موضوعي هذا، أكرر شكري وإمتناني لكم،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
أكرر شكري وتقديري لك أخي أبا عبدالرحمن على ثنائك العطر، وتمييز الموضوع للمرة الثانية،،، |
رد: "الفاقــة"
الله يعطيك العافيه يامراسل
كم هو جميل ان نجد مثل هذه المواضيع المثريه لمتصفحها . على القوه |
رد: "الفاقــة"
لاجديد مبدع ونشط دائما شايب ثقيف (( أقصد مراسل ثقيف ))
ولاتزعل من شايب ترى الطيور على اشكالها تقع 0 أجد نفسي دائما مُنجذب لما تكتب ، دائما تختار مواضيعك بحِرفيه عاليه ، وتُقدّمها بأسلوب أدبي أخّاذ فشكرا لكم على كل هذه الجهود 0 ولك خالص تحيات محبك 0 |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
الله يقويّك أخي أبا فهد أشكر لك مرورك وثنائك العطر،، |
رد: "الفاقــة"
اقتباس:
الحمد لله على سلامتكم أخي العزيز أبو سيفين أشكر لك ثنائك ومداعبتك اللطيفة ونحن في هذه المنتديات حقيقة تشرفنا بمعرفة مثلكم وشرواكم الطـيـب لا تستغـربـه مــن هــل الطـيـب الـلـي لـهــم فـــي مـنـهـج الـطـيـب خـبــره |
رد: "الفاقــة"
شكرا لك على جهودك |
رد: "الفاقــة"
مع هذه الخيرات التي تشهدها المملكة تذكرت مواضيع كاتبنا المبدع (مراسل ثقيف) كاتب هذا الموضوع، الذي إفتقدنا مواضيعه الرائعة، حسبنا الله على الذي كان السبب. |
رد: "الفاقــة"
نعم إفتقدنا مواضيعه المميزة .. |
رد: "الفاقــة"
وكمان افتقدنا ردوده الرائعة والمشجعة .. |
الساعة الآن 06:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by