منتديات بلاد ثمالة - قبيلة ثماله/الحلقة الرابعه

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد : لم يعد اليوم هناك لبس لدى احد من الناس في ان الثقافه توحد وتفرق الأمم والجماعات ,وتنشب بسببها الحروب والأزمات , وانها شكلت التاريخ اكثر من العرق والأرض والمصالح في مختلف الحقبات ؟؟؟ وطالما انكم قد علمتم ان ثماله هاجرت من ارض قومها في سبأ واستوطنت وادي جفن في محيط اقوام اخر كما اشرت الى ذلك في الحلقات < 1,2,3>,,,,,,,وطالما ان الثقافه بتلك الخطوره ,,,,,, فما هي ثقافة ثماله التي حملوها معهم ؟؟,وما هي ثقافة ألمجتمع الذي وجدوه امامهم ,,,,,؟.
للاجابه على هكذا سؤال لابد من الانطلاق بكم في رحلة الى دولة سبأ, ومن هناك اعود بكم مرة اخرى الى وادي جفن لكي نقف معا على نقاط الألتقاء والأفتراق بطرفي هذه الرحله ......
ودعونا نبدأ بالدين من الثقافة , اهم عنصر فيها ,,,,,نعم الدين , فكم وفق وكم فرق على مر العصور وكر الدهور؟,,,ويكفيكم مثلا من الماضي اصحاب الأخدود, ومن حاضركم دولة اليهود ... ثم هاانتم اولائي قد ثبت لديكم من كتاب ربكم ان سبأ كانوا يسجدون للشمس من دون الله, ثم ثبت لديكم من المصدر نفسه انهم اسلموا مع سليمان لله رب العالمين ,ولكنكم لاتدرون هل كان اسلامهم باعتناقهم اليهوديه الصحيحه التي كان عليها بنوا اسرائيل وانبياؤهم؟,ام اعتنقوا الاسلام على الحنيفيه دين ابي الأنبياء ابراهيم عليه السلام التي كان عليها بنوا اسماعيل وكثير من العرب ؟. ام اعتنقوا مزيجا منهما؟ ,,,,,,,كما لايوجد لديكم دليل من كتاب او سنه عن نبي او رسول بعثه الله الى سبأ بعد سليمان عليه السلام ...
ايضا ثابت لديكم ذنب سبأ وهو كفرهم بانعم الله<كفر نعمه>وليس هناك دليل على أي ذنب آخر كالشرك والالحاد والافساد ونقص المكيال والميزان واكل الربى وتولي الذين كفروا ........الخ. كما هو ثابت لديكم ان الجزاء كان من جنس العمل فقد كانت النقمه بنزع تلك النعمه....
ايضا يذكرلكم التاريخ ان بني عمومة ثماله من الأزد قبيلة خزاعه التي هاجرت من سبأ بعد سيل العرم جاءت الى مكه وازاحت عنها بني اسماعيل واخوالهم جرهم الذين كانوا على الحنيفيه , ثم قامت خزاعه مقامهم بخدمة البيت والحجيج احقابا كما كان من قبلها الى حين من الدهر . ولو كانوا على غير ما كانت عليه جرهم وبنوا اسماعيل لما ساروا على نهجهم .........
ايضا يذكر لكم التاريخ ان الحنيفيه كانت هي دين اغلب العرب ولم تحرف الا لاحقا على يدي خزاعه تاثرا بمشركي الشام وبعدهم على يد بني اسماعيل .......
مما سبق نستطيع ان نستنتج ان قبيلة ثماله في تلك المرحلة من التاريخ كانت مسلمة بمقدمها الى وادي جفن, والأرجح انهم على الحنيفيه شأنهم شان اكثر العرب في الطائف وغيرها, وليس هناك مايشيرالى عكس ذلك........وبذلك اخلص الى ان ثماله لم تكن تحمل معها دينا مغايرا لمحيطها الجديد مما سهل عليها الاندماج وجنبها الدخول في صراع عقائدي مع جيرانها.........
وهذا الانسجام ينسحب ايضا على اللغه اداة التواصل, فهم وغيرهم ممن امامهم بالحجاز عرب اقحاح يتذوقون البيان وفصيح الكلام شعره ورجزه ونثره ,,.....وهم كذلك يتنافسون على طيف واسع من مكارم الأخلاق كالشجاعة والحلم والجود وحسن الجوار وفك العاني والأعتراف بالجميل وحفظ العهد والصفح والغيرة على الأعراض وعزة النفس .....وفي الوقت نفسه يشتركون في نقائص لم يفارقهم بعضها آمادا طويله ولازمتهم في الجاهلية والاسلام كالطعن في الأنساب والعصبيه والخيلاء وازدراء مهنة الصناعه ... وهذا التوافق في جميل المعاني ونقائضها انما يعد ارضية مشتركة للتعايش بمصطلحاتنا اليوم .........
اما الزراعه فعندها مفترق الطرق ,,,, حيث استبعد حينها وجود أي زراعة في الطائف وما حولها , شأن اهلها شأن غيرهم من عرب الحجازالذين يحترفون الرعي ويزدرون الزراعه ,, وانما انتقلت لهم العدوى كما هي سنن الحياة من ثماله وبني عمومتها من سبأ التي قلدتها لاحقا ثقيف وبطون من هوازن, ,,لذلك لايكن محط تعجب منكم او مثار استغراب لديكم ان يذكر التاريخ ان ديارا كانت لبني فلان وطردهم منها بنو علان , فما تلك الديارالا مفالي ورسوما لمضارب الباديه تتغير وتندرس بتغير مواطن الكلأ وموارد الماء , وتفصلها احيانا مسافات تضرب لها اكباد الأبل , لذلك من المألوف ان تتداخل وتتجاور بها القبائل واذا نشب نزاع فيما بينها فليس هناك مايستدعي التضحية بالأرواح مقابل الاحتفاظ بالأرض الا ما ندر ,,,
اما الجتمع الزراعي الرعوي الذي اقامته ثماله على الأرض فيتطلب الاستماتة في الدفاع عنه,ويتطلب سن قوانين الري والحدود والشراكه والقوامه والسبل ,,,,,الخ ,,,ويرسخ فيه مبدا الحقوق والواجبات واشكال المجاملات,,,,,,ويتطلب الأناة والصبر والتطلع للسماء ومعرفة الحساب ومواقيت الفصول والأنواء والبذر وتقليم المزروعات .....هذه البيئه التي ما من احد فيها الا وقد رعى الغنم واثار الأرض وشتل الغرس وروى الزرع وقطف الثمر, لابد ان تنعكس على سلوك اهلها وتثري ثقافتهم...
.بالمقابل هناك حاجز نفسي بين المجتمع الرعوي وامتهان الزراعه التي من اول ابجدياتها تقليب التربة والخوض في الماء والطين ,ويتململ مجتمع الرعي ويفقد الصبرحينما يجد نفسه امام سلسلة من قوانين البيئة الزراعيه التي تحد من حريته , لذلك كان يحتاج الى وقت طويل وتدرج للتحول للزراعه الى جانب الرعي,,,,,,ايضا مقابل احترام حق الملكيه في المجتمع الزراعي الرعوي لايجد صعاليك مجتمع الرعاة غضاضة في الاغاره وتصبيح قبيلة اخرى واستلاب ابلها واغنامها وكل املاكها ,,, ولما لا؟, وهم غدا كما حصل بالأمس قد يغار عليهم من قبيلة اخرى؟ ,اليس الظلم بالظلم والبادىء اظلم ؟ اليس البقاء للأقوى ؟,, هذا الوضع يبررالدخول في الأحلاف واختفاء اسماء قبائل واندماجها باخرى , ويبرران لا يتردد آحاد من ألأعراب من الجود بكل موجود تفاحرا وتعلقا بالكرم ,والجمع بين النقيضين السلب والكرم,, وهذا السلوك تسلل وترسب في نفسيات العرب عموما ممن لم يهذبهم الدين ويتمم لهم مكارم الأخلاق, وترتب عليه بروز انماط من التناقض في الشخصيه<وهاب ونهاب> ,,...

وهذا الجزء الذي لاتتناغم فيه الثقافتان سيكون محل شد وجذب بين ثماله ومحيطها مستقبلا,وبسببه سيتحدد من سيؤثر في من؟؟ ومن سيميل الى من لخلق التحالفات؟؟...وهو ما ستعرفونه في حلقات قادمه........وبذلك انهي الحلقه الرابعه...اما الحلقه الخامسه فسأستهلها بالاجابه على تساؤل سبق طرحه في الحلقه الثالثه عن الدليل الذي استنجت منه ان ثماله بناة سد وادي جفن كانوا يفوقونكم جسما وقوه,,,,,ثم افتح لكم نافذة تطلون منها لتشاهدوا ثماله اصحاب الثفافه التي بينتها لكم وهم يشرعون في تنفيذ مشروعهم بعد ان انتهت مراحل التخطيط .....سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك اللهم واتوب اليك........
كاتبها: المستعين بالله ابو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي .............