أبو الحسن الأنباري يرثي أبا طاهر بن بقية
 

قال أبو الحسن الأنباري ، المتوفى سنة 238هـ يرثي أبا طاهر بن بقية وزير عز الدولة لما قُُتل وصُُلب ،وهي من أعظم المراثي ولم يُسمع بِمثلها في مصلوب حتى أن عضد الدولة الذي صَلبه تمنى لو كان هو المصلوب ، وقِيلت فيه :


[poem=font="Arial,4,0000FF,bold,normal" bkcolor="#FFEDAA" bkImage="" sdImage="sides/10.gif" border="solid,1,#cccc00,#999999" type=0 line=0 align=center use=0 shcolor="" shgcolor="" gwcolor="" stretch="300" pwidth="500" num="0,0" break="breaklines/13.gif"]
عُلوٌ في الحياة وفي الـــــمماتِ = لحقٌ تلك إحدى المعجزاتِ
كــأن الــناس حولك حين قاموا = وُفودُ نــــداك أيام الصلات
كــأنـك قـائمٌ فــــــــيهم خـــطيِبا = وكـــلهم قــــــيام للـصلات
مددتَ يديك نحــوَهــمُ احـــتفاءً = كمدّهما إلـــــيهما بالهبات
ولما ضاق بطنُ الأرض عن أن = يضُمَّ عُلاك من بعدِ الوفــاةِ
أصاروا الجو قبرَك واستعاضوا = عن الأكفان ثَوب السافيات
لِعُظمِك في النفوس تبيتُ تُرعى = بِحرّاس وحُـــفّــاظ ثِقَـــات
وتُوقَدُ حولك النيران لـيـــــــــلا = كــــذلك كــنت أيـــامِ الحياة
ركـــبتَ مـــطية مـــن قــَبلُ زيد = علاها في السنين الماضيات
وتـــلك قــضيّة فــيها تـــــــأسٌٍّ = تُباعدُ عنك تعيير الــــعُداة
ولم أرَ قبلُ جِذعك قطُ جِـــــذْعاً = تمكّن مِن عِناق المُكرُمـات
أسأت إلى النوائبِ فـــاستثارت = فأنت قَتيلُ ثـــأرِ الـــنائبات
وكـنت تُجيرنا من صرف دهـر = فعاد مُطالباً لــك بالـتّـــرات
وصيّر دهـرُك الإحسان فـــــيه = إلينا من عَظيمِ الـــسيئات
وكنت لمعشَرٍ سعْداً فــــلـــــما = مَضيتَ تفرّقوا بالـمحسناتِ
عليلٌ باطنٌ لـك فــي فــــؤادي = يخفّف بالدموع الـــجاريات
ولو أني قــــدَرْتُ على قــيــام = بفَرضك والحقُوق الواجبات
ملأتُ الأرض من نظم القوافي = ونُحت بها خِلاف النائحات
ولكني أُصــــبّر عــنك نَــفسي = مخافة أن أُعدّ من الــجناة
ومالك تُربةٌ فــــأقول تـــُسقى = لأنك نُصبَ هطل الهاطلات
عليك تحيّة الــرحمن تَترى = برحماتِ غوادٍ رائحـــات[/poem]

[poem=font="Arial,4,#660000,bold,normal" bkcolor="#FFEDAA" bkImage="" sdImage="sides/10.gif" border="solid,1,#cccc00,#999999" type=2 line=0 align=center use=0 shcolor="" shgcolor="" gwcolor="" stretch="300" pwidth="500" num="1,#000000" break="breaklines/13.gif"]
ولما ضاق بطنُ الأرض عن أن= يضُمَّ عُلاك مـن بعـدِ الوفـاةِ
أصـاروا الجو قبرَك واستعـاضوا = عن الأكفان ثَـوب السافيـات[/poem]

الكريم الفذ ذو الخصال الحميدة
يذكره الأحياء ويظل حيا في ذاكرة محبيه يذكرونه بالخير وبالدعاء
والأمثلة على ذلك كثيرة فما عاش من عاش لنفسه ونسي من حوله0
نقل موفق تستحق عليه درجة امتياز0

وفقك الله يابن عواض على هذا الطرح الجميل

أخوك خلف بن عبدالعزيز