أنهى المؤشر العام للسوق السعودي أسبوعه الأول في العام الجديد مرتفعاً بنسبة 10.81% وذلك بعد أن نجح أن يخترق حاجز الـ 5000 نقطة في أول جلسات الأسبوع ثم واصل ارتفاعاته كاسراً العديد من نقاط المقاومة ليغلق في نهاية المطاف - جلسة الأربعاء - فوق حاجز الـ 5300 وتحديداً عند النقطة 5322 كاسباً 519 نقطة ، ليعوض بذلك جزءاً من خسائره الحادة للعام المنصرم والتي قُدرت بنحو 56.5% ،وبارتفاع السوق هذا الأسبوع يكون قد واصل ارتفاعه للأسبوع الثاني على التوالي حيث كان قد أغلق الأسبوع الماضي مرتفعاً بنسبة 2.87% ،وقد تباينت آراء المحللين والخبراء حول تفسير تلك الارتفاعات وأسبابها وإن كان معظمها قد أرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط ، وتوقع نتائج مالية جيدة لبعض الشركات لعام 2008 ، بالإضافة إلى أن الإنخفاض الحاد بأسعارالشركات خلال 2008 جعل المستثمرين يبدأون في اقتناص الفرص لكثير من الشركات وخصوصاً الكبرى منها كسابك بعد وصولها إلى مستويات متدنية جداً .

http://212.162.134.28/Upload/2009/1/...مؤشر%207-1.pngفقد أرجع راشد الفوزان كاتب اقتصادي ومحلل مالي-في حوار له مع قناة cnbc عربية - ارتفاع السوق إلى تدنى الأسعار خلال الفترة الماضية، مؤكدا على انه لا عودة للمناطق السعرية الماضية حتى ولو حدث جني أرباح بالسوق بنسب 200 أو 400 نقطة معتبراً ذلك حال حدوثه سيكون إيجابياً للسوق ويكسبه نوعاً من الزخم.

ومن الناحية الفنية ذكر الفوزان أن السوق الآن محمول على متوسط الـ 50 يوم ويقترب رويداً من متوسط 100 يوم ، مشيراً إلى أن السوق بدأ يأخذ مساراً أفقياً ومن المبكرأن نصفه بأنه أصبح إيجابي بشكل كامل، ولم يستبعد حدوث جني أرباح قاسي بعد النتائج المالية كون 2009 لن يكون بها نمو على الأقل بالتالي فلن يكون هناك محفزات كبيرة بالسوق ككل ولذا فالاتجاه سيكون أفقياً وصاعد بشكل تدريجي بطيء وهو أفضل من الحدة بالسوق التى مفيد للمضاربين أكثر من المستثمرين على المدى الطويل.
وعلى صعيد أداء القطاعات هذا الأسبوع فقد ارتفعت جميع القطاعات بلا استثناء هذا الأسبوع تصدرها قطاع الإعلام والنشروالذي ارتفع بنسبة 19.64% كاسباً 350 نقطة تلاه قطاع البتروكيماويات مرتفعاً بنسبة 16.89% كاسباً 535 نقطة ليعود إلى صدارة الارتفاعات بعد أن كان أقل القطاعات ارتفاعاً الأسبوع الماضي ، ويعود ارتفاع القطاع بشكل رئيسي إلى ارتفاع السهم القيادي سابك حيث ارتفع هذا الأسبوع بنسبة 13.59% ليغلق عند 58.50.

وارتفع قطاع المصارف هذا الأسبوع بنسبة 10.64% كاسباً 1446 نقطة وفي هذا السياق أكد الفوزان أن الارتفاعات بقطاعات المصارف والبتروكيماويات والاتصالات قد استبقت النتائج المالية التى من المتوقع ان تأتي سلبية في قطاعي المصارف والبتروكيماويات - بينما من المتوقع أن تحقق الاتصالات نمو ولا تتأثر بالأزمة المالية - والدليل إعلان المجموعة السعودية عن خسائر وهو ما يعني أنه انعكاس للبتروكيماويات عموما لكن لا يعني ذلك ان مصير سابك سيكون كهذا نتيجة لكبر وتعدد منتجاتها.

وارتفع قطاع التأمين بنسبة 16.22% كاسباً 98 نقطة ، وكانت أقل الارتفاعات من نصيب قطاع التجزئة الذي ارتفع بنسبة 1.98% كاسباً 73 نقطة ، كما ارتفع قطاع الطاقة بنسبة 5.78% كاسباً 197 نقطة .

وبالرغم من ارتفاع جميع القطاعات وغالبية الأسهم إلا أن صدراة الارتفاعات كانت من نصيب الشركات المتوسطة وصغيرة الحجم مما يشير إلى استحواذ النشاط المضاربي على النسبة الأكبر من التداولات ، فقد تصدرالأسهم المرتفعة هذا الأسبوع سهم ولاء للتأمين والذي أغلق مرتفعاً بنسبة 52.45% عند مستوى سعري 21.8 ريال ،وذلك بعد أن أغلق في جلستي السبت والأحد مرتفعاً بالنسبة القصوى ثم واصل الارتفاع باقي جلسات الأسبوع ، تلاه سهم الأسماك الذي ظل يغلق مرتفعاً بالنسبة القصوى لأربع جلسات متتالية ثم افتتح جلسة الأربعاء بفجوة 3 ريال ووصل إلى 39.10 ريال لكنه قلص مكاسبه ليغلق عند 36.60 ريال وذلك وسط تداولات مكثفة بلغت 9.6 مليون سهم هي الأعلى منذ أكثر من عام ونصف حيث كان حجم التداول عليه في جلسة 25 يوليو 9.7 مليون سهم .

وارتفع سهم السعودية الهندية بنسبة 38.89% ليغلق عند 58.75 ريال ، تلاه سهم سلامة مرتفعاً بنسبة 35.54% ليغلق عند 45 ريال ، ثم سهم سبكيم والذي أغلق مرتفعاً بنسبة 28.71% عند مستوى سعري 19.95 ريال ، وقد شهد السهم في جلسة الأحد رفع المؤسسة العامة للتقاعد نسبة ملكيتها فى الشركة لتصبح 7% بعدما كانت 6.8% .

وهو ما ألمح إليه الفوزان أن ارتفاع أسهم المضاربة كانت بنسب 50 و60 و70 % لكن تبقى أحجام التداول ضعيفة لأن هناك دائماً فئة كبيرة جداً متعلقة بأسعارعالية، مشيراً إلى أن السوق قدم دروس عديدة وقاسية تؤكد على أن شركات المضاربة مهما ارتفعت سيكون مصيرها العودة لأسعارها المستحقة، مؤكداً على أن كثيراً من كبار المضاربين تم سحقهم بالسوق وانتهوا الآن من السوق لكن المضاربات الحالية جهود فردية وليست جماعية كالسابق.

على الجانب الآخر لم يتراجع هذا الأسبوع سوى ثلاثة أسهم على رأسها سهم المتحدة للتأمين والذي أنهى أسبوعه عند مستوى سعري 28.2 ريال منخفضاً بنسبة 19.89% ، وكان السهم قد افتتح جلسة السبت مرتفعاً محققاً أعلى سعر له منذ الإدراج 38.50 ريال إلا أنه ارتد إلى 31.70 ريال ثم واصل تراجعه باقي جلسات الأسبوع عدا جلسة الأربعاء والتي ارتفع فيها بنسبة 3.30% ، وجاء أداء السهم هذا الأسبوع وسط أحجام تداولات مكثفة هي الأعلى منذ الإدراج ، ويأتي ذلك الانخفاض للسهم بعد مارثون من الارتفاعات التي شهدها السهم في الفترة الأخيرة حيث ارتفع بنسبة 92.5% منذ جلسة 21 ديسمبر والذي كان سعره فيها 20 ريال وصولاً إلى 38.50 ريال في بداية جلسة السبت والذي هو أعلى سعر منذ إدارج السهم.
يذكر أنه وعلى عكس أداء قطاع «التأمين» الذي حقق أكبر خسارة العام الماضي 2008 بلغت 74 %، بلغت مكاسب سهم «المتحدة للتأمين» خلال العام المنتهي 252 % عند المقارنة بسعر طرحه للاكتتاب العام (10 ريالات).
وجاء سهم صناعة الورق في المرتبة الثانية حيث أنهى الأسبوع متراجعاً بنسبة 10.10% ليغلق عند 66.75 ريال ، وقد شهد السهم هذا الأسبوع تداولات مكثفة حيث وصل حجم التداول على السهم في نهاية جلسة الأحد إلى 822 ألف سهم وهو أعلى حجم تداول يشهده السهم منذ أكثر من 3 أشهر ونصف الشهر حيث كان حجم تداوله في جلسة 8 سبتمبر 1.27 مليون سهم .
ويأتي هذا الانخفاض في الأداء الأسبوعي للسهم بالرغم من أنه شهد في أولى جلسات الأسبوع ارتفاع المستويات السعرية حيث وصل سعر السهم اليوم إلى 75.50 ريال -وهو أعلى سعر للسهم منذ عام وتسعة أشهر -مرتفعاً بنسبة 1.68% عن إغلاقه السابق والذي كان 74.25 ريال ، لكنه ما لبث أن ارتد إلى 73 ريال متراجعاً بنفس النسبة وأغلق عندها ، ثم واصل تراجعه باقي جلسات الأسبوع، ويأتي ذلك الارتداد بعد سلسلة الارتفاعات التي شهدها السهم في الـ 24 جلسة السابقة والتي أدت إلى ارتفاع السهم بنسبة 69.6% من 44.50 ريال في جلسة 23 نوفمبر إلى 75.50 ريال في جلسة السبت الماضي .

وأنهى سهم جرير الأسبوع منخفضاً بنسبة 1.89% ليغلق عند 168.75 ريال ،وقد شهد السهم انخفاض في جميع جلسات الأسبوع عدا جلسة الثلاثاء والتي شهد فيها ارتفاعاً ملحوظاً فى مستوياته السعريه حيث لامس السهم مستوى الـ179.75 ريال وتعتبر هي المرة الرابعة التي يلامسه فيها خلال 4 شهور.
وعلى الرغم من تراجع السهم في آخر جلسات الأسبوع (الأربعاء) إلا أنه شهد تداولات مثكثفة بلغت 4.19 مليون سهم وتعتبر تلك التداولات هي الأعلى للسهم منذ نهاية فبراير 2008 حيث سجل السهم حينها 4.27 مليون سهم.
و جدير بالذكر أن شركه جرير للتسويق أعلنت يوم الثلاثاء عن النتائج المالية التقديرية لعام 2008 والتي أظهرت تحقيقها أرباحاً صافية تقديرية بلغت 80 مليون ريال عن الربع الرابع من عام 2008 بزيادة بلغت نسبتها 48% عن الفترة المقارنة من العام الماضي والتي كانت قد حققت فيها 54 مليون ريال ،كما ارتفعت مبيعات الشركة التقديرية بنحو 51% في الربع الرابع من العام 2008 حيث حققت 667 مليون ريال في مقابل 441 مليون ريال عن الفترة المقارنة من العام الماضي، وأرجعت الشركة الزيادة في مبيعاتها لهذا الربع أن الموسم الدراسي أصبح من ضمن فـترة الربع الرابع من هـذا العام .

وبالنسبة لقيم وكميات التداول استحوذ قطاع البتروكيماويات هذا الأسبوع على 22% من إجمالي قيم التداولات، تلاه قطاع المصارف بنسبة 19% منهما ، واستحوذ قطاع التأمين على 12% ، وقطاع الاستثمار الصناعي على 9% ، بينما استحوذت باقي القطاعات على 38% من إجمالي قيم التداولات، وكانت أكبر نسبة من قيمة التداولات من نصيب سهم الإنماء حيث استحوذ على 15.1%، تلاه سهم سابك مستحوذاً على 10.5% تلاه سهم زين بنسبة 4.9% بينما استحوذا سهما معادن وإعمار على ما نسبته 3.8% و 3%، أما باقى الأسهم فقد استحوذت على 62.6% من إجمالى قيم التداولات.

واستحوذ سهم الإنماء على أكبر نسبة من الكميات التي تم تداولها خلال الأسبوع حيث استحوذ على 23.4%، تلاه سهم زين بنسبة 7.8% أما معادن فقد استحوذ على 5.9% من الكميات بينما استحوذ سهمى إعمار وسابك على ما نسبته 5.7% و3.3% ،أما المتبقى من الأسهم قد استحوذ على 53.9% من إجمالى الكميات المتداولة ، واستحوذ سهم الإنماء أيضاً على أكبر عدد صفقات حيث استحوذ على 5% من عدد الصفقات ، تلاه سابك بنسبة 4.7% .