طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟
أمام باب المسجد يقف الوالد ,وبدأ على وجهه علامات الغضب .. وإلى جواره طفله الصغير ..
وفي الوقت ذاته يقبل إمام المسجد للدخول ولكنه يلحظ هذا المشهد فيقف برهة لينظر ماذا هناك .. ولكن الأب هكذا وبدون أي مقدمات .. ينظر إلى طفله ويشير إليه بإصبع الاتهام ويقول بأعلى صوته موجهاً الكلام لإمام المسجد .. يرضيك يا شيخ .. يرضيك طفلي لا يريد أن يصلي ... وفي هذه اللحظة بدت على الطفل علامات الخجل والإحراج .. وأصبح وجهه كجمرة حمراء ملتهبة .. في حين بدت على وجه الأب علامات الانتصار والنشوة .. في الوقت الذي بدت على الشيخ علامات الحيرة والتساؤل ؟!! كيف يرد على الأب .. هل يقوم بتأنيب الطفل وزجره .. أم يقوم بإرضاء الوالد والتخفيف عنه ووعده أن طفله سيكون مطيعاً فيما بعد أم أنه سيتجاهل الأمر ويدخل إلى المسجد .. موقف محرج حقيقة .. بالنسبة للشيخ .. وبالنسبة للطفل .. أيضاً هو كذلك .. الشيخ لا يدري ماذا يفعل .. حتى يكون سلوكه تربوياً ناجحاً .. والطفل لا يدري ماذا يفعل وقد أجبر على دخول المسجد في الوقت الذي كان في طريقه إلى الفرار منه ؟!! طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟ عزيزي المربي .. عندما تأتي وتشتكي بأن طفلك الذي تجاوز العشر سنوات أو بلغها لا يصلي .. نقول لك أين كنت عزيزي المربي منذ عشر سنوات ؟!! كل الآباء يحفظون بلا شك هذا الحديث العظيم : " مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين و إذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها" بالتأكيد كلنا نعرف هذا الحديث ولكن الحقيقة أن هناك خلل في فهم هذا الحديث فهماً متكاملاً ... فالكثير يفهمون هذا الحديث بالفهم السطحي الذي يعني أن الطفل يُتعامل معه في أمر الصلاة باللين ما دام لم يتم العشر سنوات أما إذا أتم عشر سنوات ولم يصلي ففي هذه اللحظة لابد من استعمال أسلوب الضرب .. فيقتصر فهمنا لهذا الحديث على هذا الفهم السطحي والذي يعني التوقيت المناسب للضرب .. ولكن المتأمل لهذا الحديث تأملاً عميقاً سيجد الأمر لا يقتصر على هذا الفهم فقط .. بل سيجد في روح هذا الحديث الطريقة العملية الناجحة التي من خلالها نستطيع أن نصنع أطفالاً يصلون ويحافظون على الصلاة حتى وإن لم نستخدم معهم أسلوب الضرب .. إن النبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا في هذا الحديث أهمية تعويد الطفل على الصلاة منذ الصغر .. بل وأهمية مخاطبتهم بالصلاة منذ أن يبلغوا سبع سنين .. في هذا الأمر تنبيه على أهمية التربية بالعادة .. بل وبالقدوة أيضاً وكذلك بالملاحظة .. بل وباستخدام كل وسائل التربية الممكنة فإذا بدأنا مع أطفالنا تعويدهم على الصلاة منذ البداية واستنفذنا كل وسائل التربية الممكنة فلن نحتاج بعد ذلك معهم إلى استخدام أسلوب الضرب .. وأيضاً إذا استنفذنا كل هذه الوسائل التربوية الممكنة في تعليم الطفل الصلاة ثم لم يصل بعد ذلك فلنستخدم أسلوب الضرب .. إذن فالحديث يعلمنا كل الأساليب وليس أسلوباً واحداً فقط .. هو يعلمنا أن نربي طفلنا بالقدوة على الصلاة .. فلابد أن نكون قدوة لأطفالنا في هذا الأمر فلو لاحظ الطفل الصلاة في البيت منذ نعومة أظفاره فسوف يقوم بالتقليد بالتأكيد فهو في سنه المبكرة يقلد وحسب .. أنت تجده عزيزي المربي يقلدك في كل شيء في حركات الصلاة وفي أصواتك وفي إشاراتك .. التربية بالقدوة ثم الملاحظة ثم العادة فعندما نعود أطفالنا على الصلاة ونأخذ بأيديهم إلى المسجد مرة تلو مرة تصبح الصلاة عند الطفل في اللاشعور بل إذا عززنا هذا الأمر بالتربية بالترغيب كذلك بالتربية بالترهيب إن لوحظ ثمة تقصير وهكذا وكنا قد استنفذنا كل وسائل التربية الممكنة .. وأساليب العقاب المتنوعة من حرمان وخصام وحبس وغيرها .. عندها يكون آخر الدواء الكي وهو أسلوب الضرب مع الأخذ في الاعتبار أن يكون الضرب قد تحققت فيه الضوابط الشرعية من أن لا يكون في الوجه وأن لا يكون مبرحاً وأن لا يزيد على عشر ضربات .. إذن فهذا الحديث عزيزي يضع لنا أيها الآباء الأسلوب الأمثل لتعليم الأبناء الصلاة .. فليس من العقل أبداً أن نأخذ نصف الحديث الثاني وهو "فاضربوه " ونترك النصف الأول وهو " مروا الصبي " وأن نفهم الحديث بهذا الفهم القاصر الجزئي .. لا لابد أن نكون أكثر وعياً في فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. كما أنه لا ينبغي أن نستخدم هذا الحديث كوسيلة لإرهاب الطفل لأن هذا قد يكون وسيلة مفسدة تقطع الصلة بين الطفل وبين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وأن الطفل في هذه السن لا يفهم معنى الحديث فضلاً عن أن الآباء أنفسهم لم يفهموا . .. الخاتمة حل المشكلة !! وبعد هذا العرض لهذا الأسلوب النبوي في تعليم الطفل الصلاة .. تدريجياً من الصغر إلى الكبر .. تقف أمامنا مشكلة هذا الطفل مع أبيه الذي تسبب له في الكثير من الحرج عندما فضحه أمام إمام المسجد .. فهل كان هذا سلوكاً صحيحاً من قبل الأب ؟؟ وما هو التصرف الصحيح الذي كان ينبغي على الشيخ أن يتصرفه ؟؟ الجواب .. أما عن سلوك الأب فهو بالطبع مرفوض .. ذلك أنه تسبب في إهانة الطفل .. وهذا يشعر الطفل بالضيق تجاه والده والكبت مما يورث عناداً في البداية ولامبالاة في النهاية .. أضف إلى أن هذا الأسلوب لا يعلم الطفل شيء ولا يحببه في الصلاة بل إن التربية بالقهر لا تصنع إلا الخبثاء الجبناء .. إن تصرف الطفل بهذه الطريقة لم يأت هكذا كوليد موقف واحد ,, بل إنك إن تتبعته أيها الأب الفاضل ستجد له أسباب .. لابد أنك قصرت أيها الأب الفاضل في المراحل الأولى لتعليم الطفل الصلاة فكانت هذه هي النتيجة الحتمية ..لذلك كان لابد لك من وقفة مع نفسك قبل طفلك لتلحظ تقصيرك وتقوم بإصلاح ما كنت كسرته بيدك . أما الشيخ فلا حول له ولا قوة فلقد وقع في إحراج شديد .. في أي حال من الأحوال لابد أن يقف في موقف محايد .. فليس من الحكمة أن يقف في جانب الأب فيزداد الطين بلة .. ولا أن يقف إلى جانب الطفل فلا يشعر بتقصيره .. إذن عليه أن يرد رداً محايداًَ .. فيقول مثلاً لوالد الطفل : وهو يشير إلى الطفل ويقول .. لا يا أستاذ إنه طيب وسيأتي يصلي معنا .. إنه يعرف أنه من يصلي يدخل الجنة .. هيا يا بني تعال .. تعال .. ويسحب يد الطفل ويدخله معه المسجد في رقة ويكلمه على حده بعيداً عن والده ..ويؤكد من خلال كلامه معه أنه لم يسقط في نظره بل هو يعرف أنه طفل مطيع .. وبهذا عزيزي المربي تنتهي المشكلة .. ولكن لابد أن يعود الآباء إلى أصل المشكلة وهي أننا إن لم نبني في أبنائنا حب الصلاة من الصغر ستكون هذه هي النهاية الحتمية لهم في الكبر .. وختاماً عزيزي المربي إلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته من بريدي |
رد : طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟
يكفي أن الاب قدوة
وينشأ ناشيء الفتيان منا = على ما كان عوده أبوه |
رد : طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟
جزاك الله خير
|
رد : طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟
مشكور..ويعطيك العافية
|
رد : طفلي لا يصلي ماذا أفعل ؟؟
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة النافعة الطيبة .
|
الساعة الآن 03:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by