((بسم الله الرحمن الرحيم))

عندما نسمع كلمة((عانس))فان أول ما يتبادر الى ذهننا هو المرأة لأن هذه الصفة أكثر التصاقاً بها من الرجل.لكن طائفة العنس من الرجال أخذة في الازدياد,
وظاهرة عزوفهم عن الزواج اخذة في التفاقم,مع تفاقم التعقيدات التي تحفل بهاحياتنا الحديثة فهذا رجل قد بلغ سن الزواج,وهو راغب في بناء بيت وعائلة لكن وضعه المادي.وتمر السنوات ويكتهل الرجل ويشيخ ويبقى مدخوله المادي أدني من متطلبات الحياة العائلية,فيفقد الأمل ويرتاح.وهذا شاب يجد نفسه وهو في مقتبل العمر مسؤولا عن اخوته وأخوانه الصغار بعد وفاة الأب أو عجزه,وحتى يكبر هؤلاء ويصبحوا مسؤولين عن انفسهم,يكون ذلك الشاب قد تجاوز سن الزواج الطبيعية فيزهد في هذا الموضوع وينساه.وليست الحاجة المادية وحدها هي التى تحول بين بعض الرجال والزواج,بل قد يكون الهكس هو الصحيح.فبعض الرجال ممن يملكون الثروة والفراغ ينخرطون في حياة لاهية وخفيفة,ويعتادون على ذلك الى درجة الادمان,وعندما تخطر في بالهم فكرة الزواج ينفرون منها ويمنعون أكثر فأكثر في حياتهم الفرديه البعيدة عن المسوليات.وبعض الرجال
ومكاتبهم التى تصرفهم عن التفكير في بناء البيوت العائليه.وهناك طائفة من أهل الفكر والفن و الأدب تنقطع انقطاعاً تاماً عن الحياة العادية للناس,ولا تجد متعة وأماناً الا في المزيد من العمل والانتاج والنجاح.ولا ننس أولئك الذين صدمتهم بعض التجارب العاطفيه القاسيه مع امرأة أو أكثر فما عادو يثقون بالنساء,وأثروا حيات العزوبية على المجازفة في مغامرة زواج غير مضمونة النتائج.
ان كل رجل عانس يجعل بالضرورة امرأة في مكان ما عانساً,فما زال الرجل هو الذي يملك قرار الزواج أو عدمه.وتفشي ظاهرة عنوسة الرجل والمرأة في مجتمعاتنا يشير الى أن شيئاً ما يسير سيراً غير طبيعي في هذه المجتمعات.

الله الموفق. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاتة