اذا كنت للبحر صديقٌ فإنه لن يسمح لك ان تعاتبه

ومازلت ازور البحر حتى يوم زارني فيه صوت يشبه صوت النشيج الخافت فسكنت قليلاً لتمر أسماعي أطراف البحر وتتبعها نظرات البحث وانا اجلس في مكاني ماأن تعودت ان اجلس فيه وصار من حولي يعرفني مرور طير من نورسٍ وغرباني حتى استقر في سمعي وناظري اني عرفته نشيج البحر قد حال به حزن ونواحُ فكان يخفي عني ماكان به من الحزن قال اني اراك اليوم لاتبكي قلت في سنيني لم أصاحب مثلك صاحبٌ فقلت كيف تبكي ودموعك مني دموعٌ وكيف تصرخ وأنت مني اخذت الصراخُ وكيف تحزن وانت للحزن صنيعٌ فغضب البحر فبانت حيتانه تشق البحر اوساطاً والسفن قد مالت على الجنبين امرها بيد الرحمن وطارت طيور النورس للسماء هروباً وغطت شعاع الشمس امواجه وأنا صامتٌ حتى هدأت ثورة غضبه فنظرني ونسيم الهواء يداعب اوجاني ورذاذ الموج قط تساقط على اطرافي فقال مابالك اخذت تقابلني حتى في جنح الليل اما اخذت منك قلبين من قلبك حتى صار لايفتح لي قلبك همومه مثل ماكنت من قبل تفتحه فاصبحت اليوم صامتٌ بلا كلماتً اسمعها قلت اني اقفلت قلبي مافيه من الهموم وأنت فتحت لي اجفان من الدموع سيلٌ يملأ اطرافي حتى الطير يشرب من عذب فراتي ويعرض عن بحرك المضطربُ فقلت ماذا احزنك يابحرُ ودهاك وعني لك يومين لهاك قال اني رأيت منك دموع مارأيتها من قبل فأحببت ان ابكي واحزن لحزنك فأظطربت ورفعت رأسي مسرعاً لأنظر اليه وسكن البحر فتراجع الى الوراء قليلاً واطلت النظر فيه فقلت لما ابكيتني لما ابكيتني لما ابكيتني وانا اصطحبتك لِهَمٍ وارفقتني همين اني لك اليوم صاحبٌ وعاتبٌ فإني اصبت اجلسك في طلوع الفجر وجنح الليل اسقطت مني دمعة كان لي حبيبٌ يمسحها قبل ان تلمس اوجاني واليوم احسستها على كفي بلا قاني فأنت يابحر اول جاني
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبـ ـــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــــــــــــ ر

البحر

تحياتي