منتديات بلاد ثمالة - أثر الكلمة في البناء والهدم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا محمد salah: وبعد:

فالكلمة هي عبارة أو جملة تخرج من اللسان ...فاللسان هو الذي تستطيع أن تخرج منه كلمة طيبة وذلك تخرج منه أجمل العبارات وألطفها..
وتستطيع أن تخرج منه كذلك كلمات التحطيم والتجريح..
فكلمة التشجيع تدفع المرء حتى يمضي للأمام ..بينما كلمة التثبيط تقعد به عن المسير
قال الله تعالى :- (( وقولوا للناس حسناً )). إنه خطاب رباني للجميع بأن يختاروا أجمل الألفاظ وأحسن الكلمات حينما يتحدثون فيما بينهم.
وقال سبحانه:-(( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )) أي أجمل وأفضل
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:
وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة
وقال سبحانه :- (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
وأيضا كما وصانا به الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و آله و سلم
(( الكلمة الطيبة صدقة ))
((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة))

أحبتي الكرام : إن تأثير الكلمة له وقع على الجميع صغيرًا أم كبيرًا..

لو قلنا للطالب الذي أمامه المواد الدراسية في الصف الثاني الثانوي :
انتبه سيكون أمامك مواد صعبة ومعقدة ووو ..
قد لا نعرف مدى الأثر الكبير عند هذا الطالب عندما نقول له هذه العبارات ...

والجميع يلمس ما يعانيه أطفالنا عندما نقول له : أن هذه السورة صعبة أو هذه المادة صعبة..فبالتأكيد سيجد صعوبة شديدة في تجاوزها..
إذا كانت النفوس كبار**** تعبت في مرادها الأجساد

وقد يكون الجميع يعرف عن أناس كان سبب انحرافهم ...كلمة خرجت من شخص 0ما) بقوله ( ......)
فيكون أثر هذه الكلمة أن أصبح من أكبر المروجين للمخدرات أو رهين السجن والله المستعان

قرأت أن هناك دراسة أجريت في القصيم على عدد كبير من الشباب الأحداث المودعين في السجون لقضايا مخدرات أو سرقة أو نحو ذلك
فسألوهم ماهي الدوافع التي أوصلتكم إلى هنا ؟؟؟؟؟
فكانت نسبة كبيرة تقول :
لقد سمعت هذه العبارة (والله أنت ما يربيك غير السجن.....) سمعتها من أحد أقربائي كابي أو عمي أو خالي !!!

لا حول ولا قوة إلا بالله ..
نعم كلمات لا مسؤولة .. وأفعال متسرعة ..
وموقف يتبعه كلمة قاسية لا يدري حتى صحابها لمَ قالها !!!!
تقلب الضحكات المبتهجة ..لبكاء مرير..

هنا لا بد من التوقف ولا بد من ملاحظة عباراتنا ..وأن نلاحظ ونراقب ما نقول..

جاء على موقع بي بي سي ما نصه:
قال علماء يابانيون إن الإطراء على الناس له نفس الأثر الذي يحدثه المال من حيث تنشيط مركز المكافأة في المخ. وقد جاء ذلك في دراسة أعدها المعهد الوطني الياباني لعلوم وظائف الأعضاء.

إن كان حديثي في السابق عن( الهدم)..فأقف معكم قليلا عن مواقف وقصص في (البناء)

قال الذهبي - رحمه الله-: إن الحافظ القاسم بن محمد البرزالي . هو الذي حبب إليَّ طلب الحديث فإنه رأى خطي فقال: خطك يشبه خط المحدثين، فأثر قوله فيّ ..
والجميع يعرف منه الأمام الذهبي...

ما موقف معلمينا تجاه هذه القصة!!!!!
لو رأى المعلم طالبا وقد خربش في السبورة!!والخربشة لا تكون إلا من طالب له هواية في الخط...ماهي ردة فعل المعلم؟؟؟؟

هذه هند بنت عتبة قيل عن ابنها معاوية . وهو يلعب بين يديها: (هذا الغلام سيسود قومه) قالت بنبرة الأم الواثقة من موهبة ابنها (ثكلته إذا لم يسد إلا قومه)
لله درك يا هند...

وهذه أم سفيان الثوري تتعهده بالرعاية وتحوطه بالعناية وتوجهه لطلب العلم وهو صغير قائلة له: (يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي)
رحمكِ الله..

قصة محمد الفاتح وَ معلمه أق شمس الدين ..
كان هذا المعلم يوحي لمحمد الفاتح منذ نعومة أظفاره بأنّه سيكون فاتح القسطنطينية ،
حيث كان يريه خريطة العالم ويشير إلى القسطنطينية ويقول : هذه الأرض التي تستفتحها لنا بإذن الله ..
وقد يؤكد له هذه المهمة بطريقة أخرى!!! فكان يأخذه إلى الساحل ويشير إلى الأفق ثم يقول لهذا الصبي الصغير :
هناك ؛ هناك ستكون أيها الأمير ، وستعلو رايات التكبير ..

ويقول الشيخ ـ ابن قاسم ـ رحمه الله .. يحدثنا عن بداية طلبه للعلم
( كنت أعمل في مزرعتنا في بلده ( البير) وقد نصحني عدة مرات " إبراهيم بن محمد اليحيى " وكان رجلاً عاقلاً ، قال وهو يراني أعمل في المزرعة :
هذه ليست مهنتك إذهب لطلب العلم ...
وذكر ابن قاسم... ( أنه لاينسى له هذه الوصية )

وختاما

موقفنا نحن الآن عند سماع مثل هذه الكلمات والعبارات التي هدف قائلها الهدم والتجريح والتحطيم..
أقول : لا شك أن التأثير حاصل!!!لكن لا ينبغى أن تؤثر على مسرتنا وحياتنا..

ومواجهتها يكون بالمنهج الرباني الصحيح . أن تقابل هذه الكلمات بالإعراض عنها ، وعن قائلها .
امتثالاً لقوله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
يخاطبني السفيه بكل قبح**فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما**كعود زاده الإحراق طيبا

قال يحيى بن معاذ:
ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين،
إحداها: إن لم تنفعه فلا تضره،
والثانية: إن لم تسره فلا تغمه،
والثالثة:إن لم تمدحه فلا تذمه.