منتديات بلاد ثمالة - قبيلة ثماله/الحلقة السابعه

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد : بينت لكم في ما مضى ان ثمالة < أحفاد سبأ وابناء ألأزد > جاءت الى وادي جفن ومعها خبراتها الزراعية المتراكمه كابرا عن كابر كبناء السدود وشبكات الري واستصلاح واستنبات ألأرض,,,,,ووضعت بين ايديكم ألأدله ألتي استقيت منها قناعتي على انهم كانوا يفوقونكم قوة بفارق كبير,, ونبهتكم الى ان ألقائمين على العلوم الحديثه لايعول عليهم لفك رموز القوة في آثار ألأقدمين لأنهم ضلوا عندما أعتمدوا في اساس بحوثهم على نظرية غير علميه <دارون> وحاولوا تطويع العلم لها لاتطويعها للعلم ,,ثم بينت لكم ان مشروع ثمالة الانمائي بعد استيفائه حقه دراسة وتخطيطا أخضعوه للتنفيذ وفق أولويات أملتها احتياجاتهم ......
وكنت قد بينت لكم في الحلقة الماضية ان مشروع الجراب جزء من منظومة للري ,,, وتابعتم معي آلية العمل فيه حتى اوصلتكم الى حوض السد ,,,وفي هذه الحلقه <السابعه> اصف لكم الجراب بأنه عباره عن شبكة من الأنفاق شبيهة بساقي وفروع شجرتين ,ألأولى منهما فروعها صاعدة خلال ألأودية التي تعتلي السد تتجمع بها المياه الجوفيه وتنحدر من خلالها الى الفروع ألأكبر ثم الى الساق المنتهي تحت السد مباشرة في نقطة ألالتقاء بساق الشجرة الثانيه المتدلية فروعها الى ألأسفل حاملة المياة خلال الجنتين على ضفتي الوادي مسلمة اياها لبرك وقنوات الري المكشوفه ,,,ولكي تتصوروا جدواها تذكروا آبار المنطقه التي لاتزيد عن كونها حفرة عميقة قطرها بضعة امتار تختزن المياه الى مستوى تشبع التربة بها من حولها وكلما تم تنزيل مستوى الماء بالبئر بضخه الى الخارج كلما اندفع الماء من التربه المحيطة بها ليعوض الفراغ الذي خلفه الضخ ليرفع منسوب المياه بالبئر ثانية الى مستواه في التربه بآلية متكرره من آليات الجاذبيه وضغط التربه ,ومع الزمن يوسع الماء مجاريه خلال التربة الى البئرمتحولا من النضح الى مايشبه الأنابيب الصغيره فيما يعرف محليا بحبال ألماء ,,,فاذا كانت حفرة عرضها أمتار<ألبئر> تؤدي ألدور ألذي تعرفونه فما بالكم بآلاف ألأمتار من ألأنفاق التي تفرغ فيها التربة مياهها على طول امتدادها في طريقها الى السد وطريقها من السد الى المزارع خلال تربة مشبعة بالمياه ....النتيجة مياه متدفقه ليلا ونهارا ظنتها ألأجيال ألمتأخره عيونا,, تتفجرفي مواسم وكأنها النوافير اذا انكسر الجراب ,,,,ومن كان منكم مدركا في اواخرعقد الثمانينيات من القرن الهجري الماضي عندما زادت ألأمطار وتكررت السيول بالمنطقه لابد انه شاهد منظرا كالذي ذكرت من ماء جراب السد المكسور في جانب ألمسيل الذي يعلو بقليل مزارع عبد المعين الشريف, وقد ذكر لي ثقات يومها انهم قبل استخدام السيارات شاهدوا وهم جمالة على ظهور ألأبل منظرا شبيها بالذي ذكرت الى ألأعلا قليلا مما يعرف اليوم يكبري الصخيره , ألأمر ألذي يدل على ان الجنتين التي أنشأتهما ثماله كانت تمتد الى هناك على اقل تقدير ,,, والجراب عادة لاتشح منه المياه الا في جدب شديد غير معهود, ويؤدي وظائف أخرى غير التي اسلفت منها تفريغ التربه السطحيه من طفح المياه المضرة بالأشجار ألمثمره , والتنفيس عن حوض السد عندما يراد خفض منسوب مياهه ...
والآن اعود بكم الى اطراف بحيرة السد , الى حيث وقفنا الحلقة ألماضيه لنشاهد ثماله وهي تستأنف العمل في مشروع الجراب بنفس ألأسلوب السابق , ولكن بمتانة اكثر لمقاومة الضغط الذي سيقع عليه من مياة البحيرة التي ستعلوه عند اكتمال السد مع تأسيس اماكن معلمه متدرجة ومتتاليه في سقف الجراب لفتحها عند الحاجه لخفض منسوب مياة الحوض,,,ويستمر العمل على نفس المنوال الى ملتقى جرابي الرافدين الرئيسيين على بعد عشرات ألأمتار من السد ليتحدا في جراب واحد متجها الى السد لينتهي تحته في مايشبه غرفة للصيانه خارجا منها الى خارج السد مع انحدار الوادي سالكا الضفاف بنفس أسلوب تصميمه قبل السد من حيث البناء والغطاء وغرف الصيانه والمحافظة على منسوب ألميول واجتذاب المياه من التربة المجاورة له ,,, الا ان فروعه في هذه المرحله تحولت الى وظيفة ألتفريغ بالمزارع على ضفتي الوادي بدلا من دور التجميع للمياه الذي كانت تؤديه في مرحلة ماقبل السد..
وفروع التفريغ تلك تتفرع عن الجراب قبل المزارع المرغوب ريها بمسافة طويله بما يكفي للتحكم في ألارتفاع , وتسير في اتجاهها ولكن بميول اقل واتساع اصغر بكثير من الجراب الرئيسي لتصب في الجوابي <<<<جمع جابيه وهي بركة مكشوفه مرصوفة ألأرضيه والجوانب بحجارة الصفيح او اللخيف الملحمه بالجص لمنع المياه من التسرب, يكون ادنى منسوبها اعلا كثيرا من المزارع المطلوب ريها , ومأخوذ في حسابها ألأرتفاع ألمفترض مستقبلا للأرض الزراعية المتزايد نتيجة لتراكم التربه , واعلا منسوب الجابيه يعلو اعلا نقطة بملتقى الجراب مع الفرع الواصل اليها , ويؤسس في جوانبها مما يلي أرضيتها فتحات قابله للفتح والاغلاق ينتقل منها الماء الى قنوات ألري ألمكشوفه اوالفلجان للري المباشرخلال المزارع وعبورا على القناطرالمعلقة ألتي تربط الضفتين >>> بهذا العمل وعندما ينتهي السد تكون ثمالة قد أسست مشروعا زراعيا ذا جدوى اقتصادية كبيره تغص جنتاه بالعنب والرمان والتين والخوخ والسفرجل والتفاح واليوسف وانواع من الحمضيات واصناف الخضار والحبوب واعلاف الحيوانات ,,,,ولما لا طالما توفرالماء العذب والتربة الغنية المتجدده والمناخ الملائم واليد العاملة الخبيرة المبدعه.......... ... علما ان هناك زراعة غير مسقية <العثري> خارج الجنتين ترويها غوادي المزن في مدرجاتها بعروض الجبال واعالي الشعاب التي يغشاها الضباب في ساعات الصباح , وما أن ينقشع عنها تحت أشعة الشمس الدافئة ألا ويمتع ناظريك تمايل سنابل الحب كالأمواج جيئة وذهابا مسمعة حفيفا تجيب به أنسام ألرياح وتطرد به اسراب الطيور .....
وحالما رفعت ثمالة اياديها من مشروع الجراب وضعتها قبل ان تجف على الصخور في مميل الهضاب المحيطة بمنطقة السد لتدفعها مع المنحدرات التي تتقاذفها نزولا ولها دوي يتردد صداه بين جنبات ألجبال ليقر بها القرار في بطون ألأوديه تمهيدا لنقلها واستخدامها في بناء السد,,,,,, وهذا هو موضوع الحلقة ألثامنة التي سنتابع من خلالها العمل بأياد صقلتها قبلا ممارسة وخبرة , واضحت قديرة وجديره لاستكمال مشروعها الزراعي ببناء سدها....فالى ذلك الحين استودعكم من لاتضيع ودائعه......سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك اللهم واتوب اليك..............
كتبها : المستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي ............