أين طريق السعادة ...
 

أين طريق السعادة ...


قل للذي نشد السعادة ..... دونك النبع الفريد
إن السعادة لا ولن ...... تأتيك من خلف الحدود
إن السعادة نبت قلبك ..... نبت عقلك ليس تشرى بالنقود
فاسعد بذاتك أو فدع..... شأن السعادة للسعيد

من أطرف ما تحمله الحياة بين صفحاتها ، تلك المشاعر والأحاسيس التي لا ننفك نبحث بين حروفها ، نحاول حل طلاسمها ونسخر عقلنا بالتفكير فيها ، ونكتب فيها الآلاف من كتب الفلسفة ، احد عجائب الكون وبديع صنع الخالق ، هي وبلا شك السعادة ، وصفتها من أطرف مافي الحياة ، لأنك لو نظرت إلى عيني ذلك الصغير صباح يوم العيد ممسكا بيد والده متجها للصلاة ، وأمعنت النظر في عينيه ، لأدركت معنى السعادة ......
طبيعة الإنسان تدفعه للتفكير الدائم ، والبحث المتواصل لإيجاد الأجوبة لكثير من الأسئلة التي تحيره...
ما هي السعادة ؟! من أين تنبع ؟! وكيف السبيل غليها ؟!
هذه بلا شك أحد تلك الأسئلة ، نجتهد لإيجاد الحلول لها ؛ لنجعل لنا منها منهجا نسير عليه ، يجعل من الكل سعداء في حياتهم .
رغم اختلاف شخصياتنا ، ووجهات نظرنا ، ونظرتنا للحياة , من المتعارف بين الناس أن السعادة تمثل الأمان والراحة والرضا عن النفس وكل ما يحيط بنا ، ولكن !!!
هل اختبرت شعور الطير في السماء ، ...
والجلوس على السحاب ،...
وجريان الأنهار قاطعة تلك الجنان الخضراء ،..
وارتطام قطرات المطر بالأرض ، وتفتح الأزهار في الربيع ؟؟!!
وإذا اختبرت احد تلك الروائع هل تستطيع وصف شعورك عندها ؟؟!!!!!!!
تل هي السعادة! ، تعجز الكلمات عن وصفها وتتسمر الحروف عند معانيها
يسقط أمامها العملاقة ..
وينحني لها الرجال...
ويقف لها الملوك إجلالا وتعظيما...
تتكسر عندها أمواج اليأس والضعف ...
السعادة هي الفجر بعد ليل حالك السواد طويل ، والغروب بعد يوم عسير
هي شمس ساطعة لا تنضب أشعتها ولكننا ندير ظهورنا لها
فنغدو في ظلام حالك ،تتآكلنا ذكرياتنا المؤلمة وتحطمنا ، ولكن مع اليوم غد ولا يدوم شئ على حاله .
الكل يجري على سجيته ، منا من يسعد لأبسط الأمور ومنا من لا يرضى بالقليل ، ولكن بكل تأكيد أسعد أوقاتنا عندما نكون بين يدي الرحمن ...
نستشعر وجوده قربنا وتوفيقه لنا ...
عندما تشملنا رحمته وعفوه ...
وتحرسنا ملائكته ونسترشد بنوره ...
ونتبع هديه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ...
عندما نتلو كتابه وتتساقط الدموع من أعيننا خشية وتقوى له ....
عندما نتجه له بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة ونشكره على نعمه علينا ويتربع الأيمان ملكا لقلب كل منا ، ألا هو القائل ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه الغفور الرحيم) صدق الله العظيم ... عندما نسمع كلام خالقنا يدعونا للتمسك بالأمل دائما واعدا إيانا بالمغفرة ، هل من مكان يسع فرحتنا ، لا والله ......
عندما نخرج صباحا وتودعنا امهاتنا وآبائنا ، ويدعون لنا بالتوفيق ...
وعندما نزرع الفرحة في أولئك الاحبة الذين يحيطون بنا ....
ونرسم الفرحة في وجه الفقير ، ونمسح الدمعة عن عين اليتيم ...
عندما نحقق أهدافنا ونصل إلى ما نطمح إليه ....
ونسمو بأرواحنا فوق كل الصغائر ...
عندما نتسامح مع أنفسنا أولا والآخرين ونرضى عن ذاتنا ، ونطهر نفوسنا من الحقد والصغائر ونرتقى بها إلى أعلى درجات السمو والتسامح.....
إن أهم ما يحقق السعادة الأيمان بالقضاء والقدر ، والانصياع له
الأيمان بما لدينا من قدرات والتفاؤل دائما وأبدا ، ثم ظن الخير بالجميع ....
ولنتذكر إن السعادة تنبع من دواخلنا .....
كنز ثمين مدفون داخل قلب وعقل كل منا.......
فلنحكم عقولنا ولنوجه قلوبنا ولنبحث عميقا فينا ؛ لنظفر بذلك الفوز العظيم ، وليتأكد كل منا أنها لن تاتينا على طبق من ذهب ، بل يجب ويتحتم علينا المسارعة إلى تلك الرحلة الشاقة .
فليس من الحكمة أن نبحث عن درب السعادة ، بل أن نزرع السعادة في دروبنا ، ونسقيها ، لتكبر وتنمو وتورق كشجرة خضراء ، ممتدة وقوية وثابتة الجذور ، رحبة الأقصان كثير الأوراق .[/B][/center][/color]

[poem=font="Simplified Arabic,4,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkImage="" sdImage="" border="inset,4,#000000," type=0 line=0 align=center use=0 shcolor="" shgcolor="" gwcolor="" stretch="0" pwidth="0" num="0,0" break=""]
ولست أرى السعادة جمع مال=ولكن التقي هو السعيد[/poem]
مشكورين على هذه المشاركة الموفقة
وفقكم الله