رويعي الغنم |
08-13-2013 01:04 AM |
شائعة النقوش القديمة على سد السملقي
http://www.wmif.org/images/WIC8907065.JPG
نقوش اموية على سد سيسد بالطائف ..
بسم الله الرحمن الرحيم صدق من قال , وما آفة الأخبار الا رواتها , فهاهنا مكمن الداء , وهاهنا حيث حار الحكماء ولم يعثروا لهذا الداء على وصفة ناجعة للدواء , اما ما بعد : - لم تكن شائعة النقش الأموي هي الشائعة الأولى , فقد سبقتها بآماد بعيدة شائعات وشائعات كان ابرزها الشائعة الكبرى التي يأبى من تقبلها العقل السليم ويأنف من استساغة سماعها الفهم القويم , حبكها ثمالي كان مغرقا في الخيال , فوزع أدوار البطولة فيها على ثلاثي غريب , هم الملائكة وبنوا هلال ومعهما الحنطة والسمن الأزلقي (يبدو انها اكلته المفضله) , وأمعانا من الناسج في الحبك والسبك وثقها ببيتين من الشعر الحلمنتيشي في شهرتهما (لدى قراء المنتدى) الغنى عن ذكرهما ..وبالرغم من تهافت الرواية وأيغالها المسف في الخرافة وجرأة ناسجها (غفر الله له) بالتقول والكذب على الله , بالرغم من كل ذلك فقد تحولت الى شائعة لا زلنا الى اليوم نجد لها من بيننا رواة حفظه وكراما كتبه وسماعين جهله يعيرون لمهرجيها آذانا صاغي وعقولا مغيبه ..
- أما الشائعة الأخيرة (النقوش القديمه التي نحن بصدد الحديث عنها الآن) فقد ارتقت سلم المسرح بحلة حداثية ونبرة ثقافيه خلال النصف الأول من القرن الميلادي الماضي , وبدت في بدايتها وكأنها متمشية مع روح العصر عندما دونها قلم ذو شهرة ووجدت لها مستقرا آمنا في بطن واحد من كتبه , لذلك ظلت وكالة يقولون ومراسلوها المتثيقفون يرددون في روايتها ويزايدون بها على رواة شائعة الحنطة والسمن الأزلقي التي تقدست عند جمهورها بالحضور الملائكي ..
- وهكذا ظل ناشروا الشائعة الأخيرة يزايدون بها وكأنها حقيقة ثابتة لا تقبل التشكيك ولا التأويل , لا لشيء الا لأنها يوما ما أشير اليها لماما في كتاب لأحد الكتاب , غير آبهين بتعارضها الفج مع الواقع المشهود , ولا متحرجين من عجزهم وعجز كل ذي بصر وبصيرة عن اثباتها على مكانها المعلوم ..
- انها شائعة النقش التي لم يسمع بها قبلا حتى اطلت برأسها فجأة ولأول مرة قبل بضعة عقود , فنشأت وترعرعت في بيئة ملائمة وظروف مواتيه باضت فيها وفرخت ولا تزال بقايا من فراخها تستجر انفاسها الى اليوم .. لكن الحقيقة المجردة والنتيجة المؤكدة هي أنه لا صحة أطلاقا لما أشيع عن وجود نقش على سد ثماله ( سد السملقي ) ينسب بناءه لعهد معاوية بن ابي سفيان او غيره ممن سبقوه او اتوا من بعده .. وضعوا من فضلكم خطوطا عريضة تحت هذه العبارة (الأخيره) , فأنها هي النتيجة التي توصل اليها العلماء المتخصصون والباحثون المتمرسون كما سنطلعكم على ذلك لاحقا ..
- وقبل الأستشهاد بقول هذا الخبير أو ذاك اتساءل بأستغراب , لماذا اهل المنطقة الذين يقع الأثر بين ظهرانيهم يجدون في البحث عن أجابة لدى البعيدين عن نقش هو غير موجود اصلا ؟, اولسنا نحن اهل وادي جفن الأدرى بشعابه وسدوده وحدوده ؟ , ثم ألم يكن حري بذوي النهى من اولئك الذين يتكلمون او يكتبون عن السد التوقف عند الحقيقة (عدم وجود النقش) الظاهرة والثابتة امامهم على الطبيعه ثبوتا لا يرتق اليه الشك , ام أن لهم عيون لا يبصرون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها؟ ..
- لما لا يثق هؤلاء الكرام الكاتبون والمتحدثون المتفيهقون في انفسهم ويشهدون بما تثبته لهم حواسهم عندما يقفون على السد ويعاينونه رأي العين على الطبيعة فلا يجدون عليه نقشا ولا بكشا ؟,, لما لا يكتفي الواحد من هؤلاء بما ابصرته عيناه ولمسته كلتا يداه كدليل على عدم صحة شائعة النقش وكفى بذلك من دليل لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ؟, فهاهي صخور السد ومحيطه امامهم لا زالت مستقرة في أمكنتها , ثابتة في اوضاعها كما كانت منذ قرون مديدة وآماد بعيده ..
- هاهي تلك الجلاميد تشهد بخلوها التام من أي نقوش قديمة كتلك التي أشيع خبرها وغاب ذمرها ، فما لكم كيف تحكمون يا من ترددون كلاما يكذبه الواقع المتجسد بين ايديكم الماثل امام اعينكم ؟ , لما تعرضون عن الحقيقة التي تشاهدونها بملىء ابصاركم على الواقع الماثل امامكم وتستبدلونها بنقيضها من القيل والقال لمجرد أن ذلك سطر في كتاب ؟ .
- وعودا على بدء أعود لأقول , لقد بدأت تلك الشائعة في شق طريقها على هيئة كلمات قلائل لا سند لها من الواقع كما سنبين لكم ذلك لاحقا , كلمات رماها قائلها مشافهة على عجالة من امره كما يحدث في كثير من الحوارات الشفهية والدردشات البينية التي تتفلت خلالها العبارات من عقلها فتنزلق على السنة اصحابها بلا تأصيل يكبح من جماحها ولا ضابط يضبط مسارها ولا دليل يبرهن على مدى صحتها ..
- نعم ايها السيدات والساده , أنها مجرد كلمات قيلت فمضت من بين شفتي قائلها وهبطت حال نطقها على اسماع رجل فاضل (المؤلف رحمه الله) ذائع الصيت في محيطه الثقافي لكنه غير متخصص في هذا المجال (الآثار والنقوش) ولا يحسن توثيق معلوماته كما هو واضح وظاهر من بقية كتاباته عن رحلته الى الطائف , كما يجب الأخذ في الحسبان بأن الرجل لم يكن مجيئه الى الطائف من اجل هذا الغرض حتى يعيره جل اهتمامه , وانما اتى من اجل امر آخر سنبينه لكم في مداخلات قادمه ان شاء الله , وكل ما في الأمر أنه نقل الخبر كما سمعه من رجل غريب عن المنطقة ربما ترامى الى سمعه معلومة خلط فيها بين سد سيسد او غيره من السدود مع سد السملقي وربما وربما الخ , دون ان يرى على صخور السد ما يبرهن على واقعية ما سمع , او يطلع على وثيقة تثبت صحته , او يلتقي بمن نسبت اليه المقولة ليستوثق منه حقيقتها وحقيقة نسبتها اليه , هكذا كل ما جرى ببساطه..
- لقد نقلها رحمه الله بأمانة كما سمعها دون زيادة او نقصان ودون ان يكلف نفسه عناء ومشقة البحث والتقصي عن مدى صحتها , ثم ضمنها هي ومعلومات لم تدقق غيرها كتابا قصصيا ممتعا الفه بعد عودته الى بلده من رحلته لحج عام 1936م سماه في منزل الوحي قص بين دفتيه على قرائه الكثير من مشاهداته وتجاربه ولقاءاته وبعض انطباعاته وارائه وتحليلاته ...
- ومن على ذلك المنبر (الكتاب وشهرة كاتبه) وجدت الشائعة طريقها ميسرا لتتسلل فيما بعد وتظهر بين الأسطر ببعض الجرائد المحلية , ثم أخذت مع مرور الوقت في التدحرج والتضخم كما تتضخم كرات الثلج عند دحرجتها .. لكنها كرة ثلج سرعان ما ذابت عندما لامستها أوائل اشعة من خيوط الضياء , أذ حالما بدأ الباحثون المتخصصون (كما سنطلعكم على ذلك لاحقا) بتتبعها والتقصي عن مدى صحتها أخذت في التلاشي والأفول لتتوارى بعد ذلك من المشهد الأكاديمي كليا وتختفي من الوسط العلمي نهائيا ولا يبق لها أي اثر يذكر سوى بعض الأصداء الباهتة تستجرها وكالات سمعنا ويقولون ومراسلوها المحترمون ليلتقطها من بعدهم حطاب الليل من كتاب المنتديات وغلمان الصحافة كالمقالة التي أشار اليها شاعرنا صقر الحجاز اثناء بعض الردود الحواريه التي دارت قبل فترة بينه وبين اخيه ابن أبي محمد على الرابط التالي :
- http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=83725
- وبعبارات اخرى يمكن القول , أنه بظهور تلك الشائعة على صفحة من صفحات كتاب ماتع لمؤلف لامع سرعان ما تمغنطت في اتجاهها وانجذبت نحوها بعض الدوائر الأستشراقية ومراكز البحث العلميه التابعة لبعض الجامعات الغربيه ..
- وقد كانت يومها تلك الجهات تعاني من حالة من حالات الهوس والسعار وصلت بواحدة منها الى الأقدام على سرقة عينة من الحجر الأسود في قصة طريفة كان من أحدى نتائجها اعتناق بطل المغامرة (الجاسوس السارق) للأسلام , لذلك كانت الجهات المهتمة تتلمظ في لهاث وسعي محموم وراء كل خبر ينشر عن النقوش والآثار مهما بدا الخبر متواضعا او هزيلا , وتزداد اهميته اذا كان موقعه في جزيرة العرب عامة والحجاز خاصة لوقوعهما على رأس قائمة اولوياتهم واهتماماتهم الى جانب بلاد الشام وفارس والعراق والأراضي المصرية أملا منهم في أن يقودهم ذلك الى كشوفات تاريخية تخدم تطلعات جهات لها اطماع في المنطقه , او الى مخطوطات نادرة على درجة قصوى من الأهمية كمخطوطات البحر الميت , او الى المساعدة في فك طلسم من طلاسم التاريخ كما حصل باكتشاف حجر الرشيد الذي بواسطة ما عليه من النقوش حلت شفرة احرف اللغة الهيروغلوفيه لتصبح فيما بعد لغة في متناول المتخصصين ترجمة نقوشها وتفسير مخطوطاتها..
- لذلك فأنهم حال تلقفهم لطرف أي خبر يشم منه رائحة للآثار سرعان ما ينتدبون على جناح السرعة الباحثين والمتخصصين الى مكان الأثر لأهداف متنوعه أن ظهر منها الى العلن القليل فقد خفي منها الكثير والكثير , أهداف منها البريء ومنها ما هو دون ذلك او وراءه ببعيد ...
- ففي احيان كثيرة ينتدبون مبعوثيهم لأغراض علميه صرفه , وفي احيان ربما كانت قليلة يندبونهم لأهداف استخباراتية تغطى انشطتها التجسسية بغطاء البحوث العلميه او الجهود الأنسانية او التنقيب والبحث عن الأماكن الأثريه او غير ذلك من الحيل الأستخباراتيه , وثالثة ينتدبونهم للبحث عن النقوش والمخطوطات السامية بشكل أعم والعبرانية بشكل أخص املا في اسهامها بأثراء البحوث التوراتية وتوثيق العلاقة التاريخية لبني اسرائيل بالمنطقة لمساعدة الحركة الصهيونية بذلك الحين في دعم انشطتها الدعائية لمشروع أقامة الدولة العبريه , وتارات لأهداف اخرى كالأقتصادية او الأستعمارية أو مزيج من كل هذا وذاك ...
- لذلك حالما صدرت اولى طبعات كتاب المِؤلف (في منزل الوحي) سرعان ما وصل خبر النقش الى المهتمين بالآثار فكان نصيب سد السملقي ببلاد ثمالة من البحث والباحثين عن النقوش موفورا , حيث قام الباحثون بتقصي تلك الشائعة وتفقدوا السد ومحيطه حجرا حجرا وكتبوا عن نتائج بحوثهم التي تبين منها بجلاء عدم صحة تلك الشائعه , لذلك أسدل الستار على شائعة النقش لتموت في مهدها وتختفي من الأوساط العلمية كليا , لكنها بقيت شائعة من الشائعات التي يرددها بعض من سمعوا عنها ولم يحيطوا بها علما .
- هذا مع العلم أن اولئك العلماء الذين وقفوا على السد وبحثوا عن النقش كانوا من اصحاب المؤهلات العاليه والتخصصات المناسبه والخبرات المتمرسه , وكانوا على درجة عالية من السمعة الطيبة والشهرة العالمية الواسعه , , ولم تكن تبعيتهم لجهة واحدة بل لجهات متعددة كما سنطلعكم على ذلك في مداخلات مقبلة أن شاء الله , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
|