منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   الكرم الحقيقي . (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=47918)

الحاج سلام 09-10-2009 12:41 AM

الكرم الحقيقي .
 
‏بسم الله الرحمن الرحيم ‏
‏ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :‏
سبق ان سردت لكم ثلاث قصص من الموروثات ‏الشعبية وقدمت لها بمقدمة أرى انها مهمة لفهم مغزى ‏هذه القصص واسلوب الراوي في تقديمها .‏
‏ واقترح على من لم يطلع على تلك المقدمة الرجوع ‏اليها فهي مثبتة في بداية القصص الثلات الاول .‏
اما اليوم فسوف اروي لكم القصة الرابعة تحت عنوان ‏‏.‏
‏ ‏

الكرم الحقيقي‏

‏ رأيت ان يكون عنوان قصتي هذه الكرم ‏الحقيقي لانه مع توالي الخير والنعمة التي انعم ‏الله بها علينا في هذه البلاد اصبحنا ننصب ‏السرادقات ونقيم الموائد و نتبادل الدعوات وربما قُدم ‏الطعام مما لذ وطاب ولم ينل منه المدعو الا شيئا ‏يسيرا ولولا خشيته من لوم اللائمين لم يمد اليه يدا . ‏
‏ وقد اختزلنا في وقتنا الحاضر معنى الكرم ومضمونه ‏في ما يقدمه الداعي من طعام ، فبقدر ما تكون نوعيته ‏جيدة وكميته كبيرة يوصف الداعي بالكرم ، وتناسينا ‏نوايا الداعي ودوافعه عندما يدعو الاخرين ، وحاجة ‏المدعو الى مايقدم له من طعام او شراب ، كما تناسينا ‏الاسراف المنهي عنه ، بل نسينا معنى الكرم الحقيقي ‏وهو ما دفعني لاختيار هذا العنوان .‏
‏ لقد تتالت على المنطقة قبل اكثر من ستين عاما سنين ‏قحط وحفاف مات معها الزرع وجف الضرع ونفد ما ‏ادخره الناس من طعام وبات الكثير منهم على الطًوى ‏ليالي عديدة .‏
وكانت كل الديار القريبة منهم مُسْنيَة الا ان بطل قصتنا ‏وبحكم سفراته الكثيرة قد علم ان ديارا من تلك التي ‏اعتاد ان يزورها قد مطرت وان القوم زرعوا ‏اراضيهم وان زروعهم جيدة فتشاور مع زوجته ‏وعزموا على الانتقال الى تلك الديار .‏
وقد كان من المألوف والمتعارف عليه ان يلجأ من هو ‏في مثل حالهم الى جوار شخص يختاره لقرابة اوسابق ‏معرفة او حتى بالمصادفة .‏
يلجأ الى جواره فيصبح كأنه اخ له يوفر له المسكن و ‏الحماية و يساعده في كل ما يحتاجه ، ويبدأ الشخص ‏في تدبر امره فيعمل مع الاخرين وربما عملت زوجته ‏واطفاله في ما يتناسب مع قدرتهم حتى اذا انتهى موسم ‏الحصاد يكون قد حصل على نصيب جيد من الاجر ‏والعطايا ربما يفوق ما يحصل عليه بعض الزارعين .‏
ارتحل بطل قصتنا وزوجته وابن له لم يتجاوز سن ‏السابعة - وهو الذي روى لي هذه القصة - وقد ‏وضعوا مابقي في منزلهم من فراش واواني وملابس ‏على ظهر حمار لهم لم يكن هو في وضع احسن من ‏وضعهم لما لحقه من الجوع وما اصيب به من الهزال ‏‏.‏
وساروا في طريق موحشة كلما عثر حمارهم اقاموه ‏وربما ساعدوه في حمل بعض من المتاع . وبعد مسيرة ‏يومين وصلوا مبتغاهم سالمين وقد كان الوقت قد قارب ‏مغيب الشمس .‏
صعدوا الى القرية التي قصدوها يدفعون حمارهم دفعا، ‏وكان بجوار مسجد القرية رجلا اراد ان يدخل المسجد ‏الا انه تراجع يستجلي الامر فلما رأى الركب في حالة ‏يرثى لها اغار مسرعا تجاههم واخذ يساعدهم في جر ‏حمارهم الى ان بلغ مكانا مستويا وكان يكرر السلام ‏والترحيب ، ثم صاح مناديا احد فتيانه يأمره ان ينزل ‏عن الحمار حمله وان يدخله الى الصفة ويقدم له ‏العلف.‏
ودعا الاب وابنه الى الدار بعد ان ارسل الزوجة الى ‏قسم النساء ، واخذ يساعدهم في تجفيف ملابسم من اثر ‏مطر اصابهم على مشارف القرية وبعد ان اصطلوا ‏بالنار الموقدة ودب فيهم الدفء توجهوا الى المسجد ‏وبعد الصلاة عادوا الى الدار فوجدوا طعاما مكونا من ‏العصيد والسمن واللبن قد وضع لهم فبدأوا بالاكل في ‏نهم لما اصابهم من الجوع وصاحب الدار يطلب منهم ‏اكل المزيد حتى شبعوا . كذلك كانت معزبة صاحب ‏الدار تشرف على تقديم الطعام لضيفتها .‏
يقول راوي القصة انه مابين صلاة المغرب والعشاء قد ‏وفد الى بيت مضيفنا عشرات الاشخاص ممن الجأهم ‏الليل والبرد اليه وهو واقف يرحب بهم والخادم يأتي ‏بقطع من العصيد القاسي يحملها على كتفه ثم يلقيها في ‏الصحاف ليأكل منها الضيوف .‏
‏ ثم انصرف القوم وبقي الضيف وصاحب الدار يرجوه ‏بان يكون جارا له بعد ان عرف سبب قدومه والضيف ‏يتعلل بانه جاء يقصد شخصا له به معرفة سابقة ولكنه ‏قبل جوار هذا الرجل لانه سبق اليه وليس من شيم ‏العرب ان يتركه بعد ان دخل داره ويذهب الى جوار ‏غيره .‏
يقول الراوي بقينا في جوار هذا الرجل بعد ان وفر لنا ‏سكنا قرابة الشهرين نعمل و( نتحوش ) ونتشكًد ‏ونكري حمارنا بعد ان سمن واستعاد قوته فعدنا الى ‏ديارنا وقد جمعنا خيرا كثيرا .‏
لم يكن الرجل يعرف هؤلاء الغرباء ولم يكن يطلب ‏منهم قضاء حاجة او يتأمل منهم منفعة وقد كانوا في ‏امس الحاجة الى هذا الكرم الذي شمل الدفء والطعام ‏والمأوى و تعداهم الى كل عابري السبيل بل لقد شمل ‏البهيمة العجماء ، ذلكم هو الكرم الحقيقي ....... ‏

‏ كتبه لكم : الحاج سلام الثمالي . ‏

أبو عبدالرحمن 09-10-2009 12:54 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كتب الله لك الأجر والمثوبة كاتبنا الحاج سلام ..

وشكرا على هذه السلسلة الطيبة بطيب شخصيات أحداثها..

ما أجمل قراءة مثل هذه الأحداث ..

المقداد 09-10-2009 01:37 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
وعليك السلام ورحمة منه وبركه ..
ومساك الله بالخير والصحه والقوة,

ولا حرمنا الله فيض قلمك والذي تتحفنا به من قصص وروائع يطيب لنا قراءتها واللإستئناس بها في وقت ضجت به المنتديات والمواقع من تفاهه وفهاهه وذميم قول ,الا ما رحم ربك .

والمتأمل في القصه يجد امور كثيره تستحق الوقوف عليها بعين بصيره , فإكرام الضيف في غير تبذير ولا تقتير فوالله إنها لواحدة من شيم الكرام ومروءة خلق بلا شك , وما تزيد الا سمواً ورفعه .
وقد قال حاتم في ذلك :
أما والذي لا يعلم الغيب غيره .... ويحي العظام البيض وهي رميم
لقد كنت أطوي البطن والزاد يُشتهى .... مخافة يوم أن يقال لئيم

وأنظر يارعاك الله كيف كان ادبهم في اكرام الضيف ,فقد كان كرمهم باليسر والبشاشه , وطيب الحديث مع ضيفهم , والمبادره بإحضار ما تيسر عندهم من مأكل ومشرب .
حتى ركوبتهم ينالها ما ينولهم من كرم ..

وقد جاء في الحديث الشريف (( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ))
حتى ديننا الحنيف حث على ذلك وورد بأحاديث كثيره .

ــــــــــــــــ
المقداد

@ بن سلمان @ 09-10-2009 01:39 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

وقد اختزلنا في وقتنا الحاضر معنى الكرم ومضمونه ‏في ما يقدمه الداعي من طعام ، فبقدر ما تكون نوعيته ‏جيدة وكميته كبيرة يوصف الداعي بالكرم
بارك الله فيك الحاج سلام
ونسينا الوجه الطلق حين نقابل الضيف
تجد هناك من يضيف لكي يقال عنه أنه مضياف

كان حاتم الطائي إذا جن الليل أوقد ناره في الليلة الشاتية ليهتدى الأضياف إليه و كان يقول لغلامه :

أوقد فإن الليل ليل قر...والريح ياموقد ريح صر
عسى يرى نارك من يمر...إن جلبت ضيفا فأنت حر

ابوسيفين 09-10-2009 01:42 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
بارك الله فيك الحاج سلام
ومارويته من روايه فيها العبر الكثير فبالإضافه الى دلالتها على كرم صاحب تلك الدّار بدلالة ماقام به من قِرى العديد من الضّيوف واهتمامه بصاحب القصّه رغم عدم معرفته به أو رجائه لأي نفع من ورائه ، إلاّ أنها كذلك تُذكّرنا ماعاشه أُولئك الأقدمون من شظف العيش وشِدّة القحط الذي بلغ أثره على الإنسان والحيوان ، ونُقارن ذلك مع مانعيشه الآن من نِعم فالحمدلله حمداّ طيّباُ كثيرا مباركا فيه 0ونسأله جل وعلا أن يرزقنا شُكر نعمته ، ونعوذ به من تحول عافيته وفجاءة نقمته وأن لايؤاخذنا بما يفعله السّفهاء من كُفرانٍ لتلك النِّعم 0

العنكبوت 09-10-2009 03:50 AM

رد : الكرم الحقيقي .
 
بارك الله فيك الحاج سلام فلم يدع لي الإخوة من زيادة إلا أن أقول سدد الله قلمك غالى الخير .

وزدنا من مثل ذلك فلعلها تقييم اعوجاج أو تنفع من يرى انه يعاني من ضيق ذات اليد وهي ليست سوى مطالب وكماليات لا تضره إن غض عنها الطرف.

المستعين بالله ابوعبدالله 09-10-2009 04:30 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
بارك الله فيك يا شيخ سلام , وكثر الله من أمثالك , وأثابك على هذه السلسلة القصصية الجميلة التي تذكر فيها ألأحفاد بماضي ألأجداد , وتحثهم فيها على مكارم الأخلاق .
وكما تفضلت , كان لأكرام الجار وحسن الجوار شأن عظيم ومكانة بارزة في ثقافة أبائنا وأجدادنا , وهو سلوك كان جزء من أخلاقيات وثقافة العربي في الجاهلية , وجاء الأسلام ليتممه مع ما تمم من مكارم ألأخلاق , (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جار , فليكرم ضيفه , ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه , والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ...الخ) .
وكانوا يقدمون أهمية الجار على موقع الدار , فيقولون الجار قبل الدار , وليتك يا كاتبنا القدير ذكرت أسم المجير (لا المجار) حتى نوفيه حقه بدعوة طيبة , أو ذكر طيب , حيث أرى أن لا مانع يمنع من ذكر ألأسماء أذا كان من نذكره نثني عليه بذكرنا له , ونبرز بذلك جانبا مضيئا من سيرته .
ومن أولئك الذين أجاروا وأحسنوا الجوار من ثماله , عبد الله بن وافي الثمالي رحمه الله , الذي أجار فيمن أجار رجلا لمدة تزيد على ثلاثين عاما , ولم تكن تربطه به أي رابطة من قرابة أوغيره , وأعطاه دارا بحوشها وسوحها وفسوحها (دار المحابيس) الى جانب البير يستقي منها لبيته متى شاء وكيفما شاء , ويسقي منها بهائمه , وبقي على تلك الحال مكرما معززا كل تلك المدة حتى جاءت الطفرة ورحل بأختياره الى دياره بالوهط .
وكان المستجيرون بهذا الرجل يزيدون في مواسم الخير كمواسم الحصاد , وكانوا من كل القبائل , (من فهم وبنيوس وبني سفيان والنمور وطويرق والعيله , وبعض من فخوذ عتيبة وغيرهم) , وتلك القبائل كانت ثمالة تستجير بها أذا مر بديارها جدب وقحط .
والحقيقة أن حقوق الجوار وحق الجار قد أنقرضت من ثقافة أكثرية من أجيال هذا الزمان , ولم يعد يراعي ذلك سوى القلة القليلة من أصحاب الشيم والقيم .
وأصبح كرم أهل هذا الزمان أنتقائي يغلب عليه التصنع والأسرف والتبذير والمطامع الدنيويه , فالكرام الحقيقيون يكرمون من يعرفون ومن لا يعرفون , ولا يسرفون ولا يستعلون ولا يستثنون ضعفاء القوم وبسطاءها من كرمهم, ويحتسبون كرمهم لوجه لله (أنما نطعمكم لوجه الله , لا نريد منكم جزاء ولا شكورا , أنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا , فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا , وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) فلمثل ذلك فليعمل العاملون , أذ أن ألأعمال بالنيات , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله , فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لأمرأة ينكحها أو دنيا يصيبها , فهجرته الى ما هاجر أليه .
ومن أكرم ليقال أنه كريم فقد خسر الثواب وألأجر, أذ أن من شروط القبول خلوص العمل لوجه الله , والأنضباط بشرعه بالبعد عن ألأسراف وغيره .

الحاج سلام 09-10-2009 01:49 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن (المشاركة 323026)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


كتب الله لك الأجر والمثوبة كاتبنا الحاج سلام ..

وشكرا على هذه السلسلة الطيبة بطيب شخصيات أحداثها..


ما أجمل قراءة مثل هذه الأحداث ..


غفر الله لك يا ابا عبد الرحمن .

وبارك في جهودك ، وانالك مبتغاك ، وتقبل صومك و سائر عبادتك .

الحاج سلام 09-10-2009 01:53 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد (المشاركة 323042)
وعليك السلام ورحمة منه وبركه ..
ومساك الله بالخير والصحه والقوة,

ولا حرمنا الله فيض قلمك والذي تتحفنا به من قصص وروائع يطيب لنا قراءتها واللإستئناس بها في وقت ضجت به المنتديات والمواقع من تفاهه وفهاهه وذميم قول ,الا ما رحم ربك .

والمتأمل في القصه يجد امور كثيره تستحق الوقوف عليها بعين بصيره , فإكرام الضيف في غير تبذير ولا تقتير فوالله إنها لواحدة من شيم الكرام ومروءة خلق بلا شك , وما تزيد الا سمواً ورفعه .
وقد قال حاتم في ذلك :
أما والذي لا يعلم الغيب غيره .... ويحي العظام البيض وهي رميم
لقد كنت أطوي البطن والزاد يُشتهى .... مخافة يوم أن يقال لئيم

وأنظر يارعاك الله كيف كان ادبهم في اكرام الضيف ,فقد كان كرمهم باليسر والبشاشه , وطيب الحديث مع ضيفهم , والمبادره بإحضار ما تيسر عندهم من مأكل ومشرب .
حتى ركوبتهم ينالها ما ينولهم من كرم ..

وقد جاء في الحديث الشريف (( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ))
حتى ديننا الحنيف حث على ذلك وورد بأحاديث كثيره .

ــــــــــــــــ
المقداد


سلمت وسلمت يمينك يالمقداد .

وانا فخور بمرورك وباضافاتك الهادفة .

بارك الله لكم في العشر الاخيرة من رمضان وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال .

الحاج سلام 09-10-2009 01:56 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @ بن سلمان @ (المشاركة 323044)
بارك الله فيك الحاج سلام
ونسينا الوجه الطلق حين نقابل الضيف
تجد هناك من يضيف لكي يقال عنه أنه مضياف

كان حاتم الطائي إذا جن الليل أوقد ناره في الليلة الشاتية ليهتدى الأضياف إليه و كان يقول لغلامه :

أوقد فإن الليل ليل قر...والريح ياموقد ريح صر
عسى يرى نارك من يمر...إن جلبت ضيفا فأنت حر



سلمك الله يا ابن سلمان .

وشكرا لكم على المرور والقراءة والتعليق .

الحاج سلام 09-10-2009 02:08 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسيفين (المشاركة 323046)
بارك الله فيك الحاج سلام
ومارويته من روايه فيها العبر الكثير فبالإضافه الى دلالتها على كرم صاحب تلك الدّار بدلالة ماقام به من قِرى العديد من الضّيوف واهتمامه بصاحب القصّه رغم عدم معرفته به أو رجائه لأي نفع من ورائه ، إلاّ أنها كذلك تُذكّرنا ماعاشه أُولئك الأقدمون من شظف العيش وشِدّة القحط الذي بلغ أثره على الإنسان والحيوان ، ونُقارن ذلك مع مانعيشه الآن من نِعم فالحمدلله حمداّ طيّباُ كثيرا مباركا فيه 0ونسأله جل وعلا أن يرزقنا شُكر نعمته ، ونعوذ به من تحول عافيته وفجاءة نقمته وأن لايؤاخذنا بما يفعله السّفهاء من كُفرانٍ لتلك النِّعم 0


غفر الله لكم يا ابا سيفين .

ومشكور على هذه الاضافات . تقبل الله منكم صيامكم وقيامكم وعشرا مباركة ، وكل عام وانتم بخير .

الحاج سلام 09-10-2009 02:19 PM

رد: رد : الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنكبوت (المشاركة 323137)
بارك الله فيك الحاج سلام فلم يدع لي الإخوة من زيادة إلا أن أقول سدد الله قلمك غالى الخير .

وزدنا من مثل ذلك فلعلها تقييم اعوجاج أو تنفع من يرى انه يعاني من ضيق ذات اليد وهي ليست سوى مطالب وكماليات لا تضره إن غض عنها الطرف.


بارك الله فيك وسلمك .

وهدفي كما نوهت هو توثيق الماضي حلوه ومره للعضة والاعتبار .
ولعل القارئ يجد فيها ما يفيد .

الحاج سلام 09-10-2009 02:25 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
:adore:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستعين بالله ابوعبدالله (المشاركة 323163)
بارك الله فيك يا شيخ سلام , وكثر الله من أمثالك , وأثابك على هذه السلسلة القصصية الجميلة التي تذكر فيها ألأحفاد بماضي ألأجداد , وتحثهم فيها على مكارم الأخلاق .
وكما تفضلت , كان لأكرام الجار وحسن الجوار شأن عظيم ومكانة بارزة في ثقافة أبائنا وأجدادنا , وهو سلوك كان جزء من أخلاقيات وثقافة العربي في الجاهلية , وجاء الأسلام ليتممه مع ما تمم من مكارم ألأخلاق , (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جار , فليكرم ضيفه , ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه , والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ...الخ) .
وكانوا يقدمون أهمية الجار على موقع الدار , فيقولون الجار قبل الدار , وليتك يا كاتبنا القدير ذكرت أسم المجير (لا المجار) حتى نوفيه حقه بدعوة طيبة , أو ذكر طيب , حيث أرى أن لا مانع يمنع من ذكر ألأسماء أذا كان من نذكره نثني عليه بذكرنا له , ونبرز بذلك جانبا مضيئا من سيرته .
ومن أولئك الذين أجاروا وأحسنوا الجوار من ثماله , عبد الله بن وافي الثمالي رحمه الله , الذي أجار فيمن أجار رجلا لمدة تزيد على ثلاثين عاما , ولم تكن تربطه به أي رابطة من قرابة أوغيره , وأعطاه دارا بحوشها وسوحها وفسوحها (دار المحابيس) الى جانب البير يستقي منها لبيته متى شاء وكيفما شاء , ويسقي منها بهائمه , وبقي على تلك الحال مكرما معززا كل تلك المدة حتى جاءت الطفرة ورحل بأختياره الى دياره بالوهط .
وكان المستجيرون بهذا الرجل يزيدون في مواسم الخير كمواسم الحصاد , وكانوا من كل القبائل , (من فهم وبنيوس وبني سفيان والنمور وطويرق والعيله , وبعض من فخوذ عتيبة وغيرهم) , وتلك القبائل كانت ثمالة تستجير بها أذا مر بديارها جدب وقحط .
والحقيقة أن حقوق الجوار وحق الجار قد أنقرضت من ثقافة أكثرية من أجيال هذا الزمان , ولم يعد يراعي ذلك سوى القلة القليلة من أصحاب الشيم والقيم .
وأصبح كرم أهل هذا الزمان أنتقائي يغلب عليه التصنع والأسرف والتبذير والمطامع الدنيويه , فالكرام الحقيقيون يكرمون من يعرفون ومن لا يعرفون , ولا يسرفون ولا يستعلون ولا يستثنون ضعفاء القوم وبسطاءها من كرمهم, ويحتسبون كرمهم لوجه لله (أنما نطعمكم لوجه الله , لا نريد منكم جزاء ولا شكورا , أنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا , فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا , وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) فلمثل ذلك فليعمل العاملون , أذ أن ألأعمال بالنيات , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله , فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لأمرأة ينكحها أو دنيا يصيبها , فهجرته الى ما هاجر أليه .
ومن أكرم ليقال أنه كريم فقد خسر الثواب وألأجر, أذ أن من شروط القبول خلوص العمل لوجه الله , والأنضباط بشرعه بالبعد عن ألأسراف وغيره .


سلمت ابا عبد الله .

ودائما اضافاتكم متميزة .

واسرة ال وافي مذكورة بالكرم والوفاء ومشهورة . وعبدالله بن وافي من اعلام هذه الاسرة وقد ترك ذكرا حسنا في الكرم والوفاء والشهامة لا يزال يذكر به حتى اليوم رحمه الله .

منقاش 09-11-2009 04:48 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
عميد منتدى الحياه الفطريه الشيخ سلام سلمه الله : حتى ننشط الموضوع أستعين بالله واقول , كان ألأهل من ألأباء والأجداد يقولون , الجار جار حتى لو جار .
وانا يا شيخ سلام ولا مهونه بالأخوان لي ذكريات جميله مع من كانوا يحسنون الجوار , يوم كان أهلي وانا في طفولتي أهل حلال يتركون دورهم وديارهم في أوقات الدهر والسنين (أنقطاع القطر) , ويتحولون لأهل عود وعمود (باديه رحل) , ويحملون المزود والزاد والعتاد وبيت الشعر على ظهور الجمال ويشدون للديار الممطوره .
وكانت أغلب منازلهم في قوسى وعورش وعلق وشث حتى بلاد قريش وغيرها, وكانت المنازل غالبا في الجنبان (جمع جناب , أرض مستويه ومرتفعه شويه عن مسيال الوادي) في ألأماكن القريبه من موارد الماء .
وحسب سعة الجنبان يتجاور فيها النزل من مختلف القبايل , فيهم الثمالي والقرشي والهذلي والربيعي والعيلي والسفياني والفهمي وغيرهم من القبايل , ويسمون هالنزل اللي في جنبان متجاوره فريق .
وكان الجار الجديد يحتفي به جيرانه القدامى في الفريق , وكانت حفاوه فيها حسن الضيافه والسمن والسمينه والقلوب النظيفه والصدق وحسن المعشر والوصل الطيب , والشيمه والقيمه والحشمه للجار وعرضه , وكان عيب وشق جيب على الجار يخدش عرض جاره بكلمه أو نظره .
وأذا تفرقوا بعد تغاث ديارهم يحسنون الوداع لبعضهم , ولا ينسون عشرة الجيره لبعضهم , وأذا تقابلوا بعد الفراق حتى لو طال فراقهم وكان بالسنين يهشون ويبشون لبعضهم ويكرم مقيمهم وافدهم , ولا ينده الواحد منهم خويه ألا بياجاري بالرغم أن الجيره قد مضى على نهايتها سنين .
هذا بعض اللي يتذكره الشيخ منقاش من مكارم الأخلاق العربيه في الجوار اللي ثبتها وشذبها الأسلام وحث عليها وجعلها عباده يوجر فاعلها أذا أحتسبها , ونهى عن التفريط بها وتوعد المفرطين فيها .
أتذكرها يوم كانت من شيم وقيم ناس بسطاء وعوام لكنهم رجال ونساء أفذاذ , واحدهم بعشرات من غثاء هذا الزمان , رجال ونساء يعتد بهم , وهم كانوا يعتدون ويعتزون بأنفسهم وبشيمهم وقيمهم .
وللأسف أندثرت هاك الفضايل الجميله في ظرف عقود محدوده ومعدوده بعدد أصابع اليد الواحده , وحل محلها عند الأكثريه أخلاق وسلوكيات جوار سوقيه أجنبيه لاهي عربيه ولا أسلاميه , أخلاق جوار فيها ألأذيه وسوء النيه ونسيان للأخلاق المحمديه , وليتهم على ألأقل يوم ضيعوا ما ضيعوا من حقوق الجوار كفوا ألأذيه .
لكني أذكر نفسي أولا , وما أحوجها للتذكير , وأذكر أخواني أعضاء وقراء منتدايات ثماله وأقول : يا أخواني لا يضركم من ضل أذا أهتديتم , تعبدوا الله فيما تعبدونه بحسن الجوار , وأحيوا ما تستطيعون من أخلاق الجيره والجوار , وقابلوا السيئة بالحسنه مع من تجاورون ,,,, وشكرا ....

الحاج سلام 09-11-2009 12:45 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منقاش (المشاركة 323511)
عميد منتدى الحياه الفطريه الشيخ سلام سلمه الله : حتى ننشط الموضوع أستعين بالله واقول , كان ألأهل من ألأباء والأجداد يقولون , الجار جار حتى لو جار .
وانا يا شيخ سلام ولا مهونه بالأخوان لي ذكريات جميله مع من كانوا يحسنون الجوار , يوم كان أهلي وانا في طفولتي أهل حلال يتركون دورهم وديارهم في أوقات الدهر والسنين (أنقطاع القطر) , ويتحولون لأهل عود وعمود (باديه رحل) , ويحملون المزود والزاد والعتاد وبيت الشعر على ظهور الجمال ويشدون للديار الممطوره .
وكانت أغلب منازلهم في قوسى وعورش وعلق وشث حتى بلاد قريش وغيرها, وكانت المنازل غالبا في الجنبان (جمع جناب , أرض مستويه ومرتفعه شويه عن مسيال الوادي) في ألأماكن القريبه من موارد الماء .
وحسب سعة الجنبان يتجاور فيها النزل من مختلف القبايل , فيهم الثمالي والقرشي والهذلي والربيعي والعيلي والسفياني والفهمي وغيرهم من القبايل , ويسمون هالنزل اللي في جنبان متجاوره فريق .
وكان الجار الجديد يحتفي به جيرانه القدامى في الفريق , وكانت حفاوه فيها حسن الضيافه والسمن والسمينه والقلوب النظيفه والصدق وحسن المعشر والوصل الطيب , والشيمه والقيمه والحشمه للجار وعرضه , وكان عيب وشق جيب على الجار يخدش عرض جاره بكلمه أو نظره .
وأذا تفرقوا بعد تغاث ديارهم يحسنون الوداع لبعضهم , ولا ينسون عشرة الجيره لبعضهم , وأذا تقابلوا بعد الفراق حتى لو طال فراقهم وكان بالسنين يهشون ويبشون لبعضهم ويكرم مقيمهم وافدهم , ولا ينده الواحد منهم خويه ألا بياجاري بالرغم أن الجيره قد مضى على نهايتها سنين .
هذا بعض اللي يتذكره الشيخ منقاش من مكارم الأخلاق العربيه في الجوار اللي ثبتها وشذبها الأسلام وحث عليها وجعلها عباده يوجر فاعلها أذا أحتسبها , ونهى عن التفريط بها وتوعد المفرطين فيها .
أتذكرها يوم كانت من شيم وقيم ناس بسطاء وعوام لكنهم رجال ونساء أفذاذ , واحدهم بعشرات من غثاء هذا الزمان , رجال ونساء يعتد بهم , وهم كانوا يعتدون ويعتزون بأنفسهم وبشيمهم وقيمهم .
وللأسف أندثرت هاك الفضايل الجميله في ظرف عقود محدوده ومعدوده بعدد أصابع اليد الواحده , وحل محلها عند الأكثريه أخلاق وسلوكيات جوار سوقيه أجنبيه لاهي عربيه ولا أسلاميه , أخلاق جوار فيها ألأذيه وسوء النيه ونسيان للأخلاق المحمديه , وليتهم على ألأقل يوم ضيعوا ما ضيعوا من حقوق الجوار كفوا ألأذيه .
لكني أذكر نفسي أولا , وما أحوجها للتذكير , وأذكر أخواني أعضاء وقراء منتدايات ثماله وأقول : يا أخواني لا يضركم من ضل أذا أهتديتم , تعبدوا الله فيما تعبدونه بحسن الجوار , وأحيوا ما تستطيعون من أخلاق الجيره والجوار , وقابلوا السيئة بالحسنه مع من تجاورون ,,,, وشكرا ....


سلمت براجمك من الاوخاز ياشيخ منقاش .


و حق لعباراتك هذه ان تكتب بمداد من ذهب .

الحارث بن همام 09-11-2009 04:07 PM

رد: الكرم الحقيقي .
 
جزاك الله خيراً يا حاج سلام على دوام التذكير بالجوانب المشرقة من تراث الآباء .
وعلى التركيز على الاستفادة من هذه الرسائل ، نحو التعريف الصحيح للكرم الذي يؤجر عليه صاحبه ، كما في هذه القصة .

المبرِّد 09-20-2009 03:27 AM

رد: الكرم الحقيقي .
 
جزاك الله خير الجزاء. لا تحرمنا من هذه المواضيع


الساعة الآن 06:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by