منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   فعاليات و مناسبات (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=47)
-   -   يوماً .. ما ؟ (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=82527)

المقداد 08-30-2012 06:55 PM

يوماً .. ما ؟
 
موضوع خفيف ليته يشفع غيابي .


في مناخ معتدل تقريباً وقبل إنكسار الشمس آذاناً بمغيبها، كنت أسير صاعداً نحو أحد الجبال الشاهقة والنائفة على القرية، ساعدتني تلك العصا التي ترافقني خطوة بخطوة، وربما تقدمتني في بعض الخطوات اذا ما أخذ الطريق بالوعورة ..! ففي كل مسافة أقطعها كنت آخذ قسطاً من الراحة والقي بجسدي على هاتيك الأحجار المستوية وأسمح للهواء أن يتسلل الى صدري حاملاً معه ما تنفثه نباتات الجبل من روائح زاكية ..! ما أرق ذلك العبير عندما يجتاح كل الأنفاس المتصاعدة بالرغم من كل التعب ..!*
ليس هذا فحسب بل أطلق النظر في سماء فسيحة لا تحجبها البنايات الشاهقة ولا الأبراج العالية ..! سحابة بيضاء خييل الي انها تحط على قمة الجبل مشكلة منظر قل ما اشاهده في تشكلات السحب من قبل..! حتى طائر العقاب يحوم من ارتفاع شاهق وكأنه يبارك هذه الرحلة التى اقوم بها نحو القمة .

انتهى القسط من الراحة وها أنا أنهض من جديد بعد أن تناولت تلك الدبة التى احتفظت بمياهها باردة نظير تلك القطعة من الخيش التى تلبست على جوانبها وتم رتبها بعناية فائقة جداً..! لم أصدق وانا ارى شجرة العتم على مقربة مني فحبي الكبير لها دفعني لأستاك من أغصانها لأن نكهتها نكهة الجبل

بينما أنا في دعة وسكون ومناظر طبيعية لم يتدخل احد في تغيير ملامحها شاهدة أكثر من نحلة تجد في الطيران بالقرب مني ..؟ أيقنت أن هناك خلية نحل بالجوار ..؟ صدق ظني فما ان تقدمت بعض خطوات حتى رأيت أعداداً منها يمر تحت تجويف صخري غائر بعض الشيء !! باركت هذا المنظر وقلت قد أحسن النحل الاختيار في هذا الموقع ..! غادرت المكان بنية الرجوع اليه وانا بجاهزية عالية واكثر تمكين..؟ كيف لا اعود وقد رأيت بأم عيني عدد من اقراص العسلتدلّت اسفل التجويف ..! ايضاً لا أنسى ذلك الحبين الأزرق الذي كان جاثم على احد الأحجار يرفع رأسه تارة ويرخيه آخرى ينظر عن كثب ما يدور في المكان وكأن أحداً قد أوكله بمهمة الحراسة والترقب ..؟ لقد تركت بعض الاحجار انطباعاً حسناً لدي خصوصاً عندما رأيت طائر الهدهد يقف على وقبة ماء في احد الأحجار..! عرفت ان المطر تعهد تلك الوقبة وملأها ..
دائماً ما تحدث هذه المشاهد في بيئة الجبل لكننا لا نمنح أنفسنا مزيداً من الوقت لنتأمل كل تلك الاشياء والمناظر..؟
لعل السرعة في شتى مجالات الحياة أفقدتنا طعم أجمل الأشياء الطبيعية المحيطة ببيئتنا الجبلية، حتى تلك القبرى المسكينة التى جابت ارجاء المنطقة لتحمل بين منقارها بعض الطعام لصغارها الذين فقسوا من البيض منذ اليومين الماضيين، كان مظهراً من مظاهر بيئة الجبل التى شاهدتها خلال الصعود.

كان هدفي الصعود ..! لأن الصعود مناط اغلب الاحيان بالانجاز والنجاح.
أخيراً .. وضعت قدمي على قمة الجبل الشاهق، أتأمل كل أطلالات المكان، اتفرس ملامح كل الأشياء البعيدة بدت كل الاشياء صغيرة عن حجمها الطبيعي ..؟ ومع كثرة التركيز أحسست بدوار ففضلت الجلوس..! مكثت طويلاً ليس في القعود فحسب بل استلقيت على ظهري أنظر للسماء أسبّح *الخالق وأنزهه ، أبدع الوجود وكل شيء فيه ..!

سرحت بفكري كثيراً ولم أنتبه الا وانا افيق من غفوة ربما هي الأجمل خلال سنوات مضت ..؟ وكأن تيارات الهواء الباردة أقلت معها كل همومي وأوجاعي وألقت بها بعيداً عني وعن .. الجبل .

أتصور أن الجبل حكاية طويلة تتعذر الصور والجهود عن وصفها حق الوصف فمهما حاولت ان أوجز الجبل أجده يسهب عن نفسه في تفاصيل غامضة، ربما اراد إخباري أنني صغيراً جداً لأعرف كل أسراره ومخبؤاته ..!

غرب نصف قرص الشمس الآن ويجب أن أعود والا أدركني الظلام .نزلت والسعادة تخالجني ..! قل ما اجدها وانا ارزح كل يوم في روتين رتيب ..؟ تلك الاوهام انزاحت ولم يعد لها أثر ..! لعل كل واحد منا يحتاج أن ينفرد بنفسه بعض الوقت ويراجع تفاصيل حياته، وحبذا ان يقوم بتفريغ كل الشحنات السالبة التى ترسبت في أعماقه نظير ضغوط الحياة ويستعيض بأخرى إيجابية .. ! ولعل الذهاب للمناطق المفتوحة اسلم حل لا سيما الجبل الذي قصدته انا ..!
هناك فقط يستطيع الصراخ بكل قوة او الضحك بهسيرية دون ارتياب او خوف من سماعه .

لا أعلم مدى عمق هذه الفكرة لكنني أؤمن أنها ناجحة في صد الكثير من الأزمات واولها الغضب من اتفه الأسباب وأؤمن أن مرتادي الجبال من الرعاة هم الأكثر تحمل والاكثر صفاء في الذهن ..؟ والأكثر حلماً واناة.

هذا الحديث تحدث القدماء عنه وأوصوا به ولعلي جمعت لكم شيئاً عن ما قالوه في جالسة مقبلة ..


المقداد*

الحاج سلام 08-30-2012 07:26 PM

رد: يوماً .. ما ؟
 

ومن لم يرم صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر.
لله درك يا مقداد لقد نقلتني الى قمة جبلك المحبوب خذني معك في الرحلات القادمة فانا احب شذى جبالنا مهما كانت طبيعتها لا اريد الهجرة مع تلك الاسراب التي ارتفع صوت تغريدها مهاجرة نحو الشمال .



شموع الأمل 08-30-2012 09:41 PM

رد: يوماً .. ما ؟
 

مراسل ثقيف 08-31-2012 01:08 AM

رد: يوماً .. ما ؟
 
أشكرك أخي المقداد على هذا الموضوع الأدبي الرائع الذي يعتبر حلقة من سلسلة الحنين للقرية وكذا رمضان في القرية، ولكن ألا ترى معي أنك نقضت جروح الإخوة اللذين يسوءهم الحديث عن القرية أو أي شيء يمت للقرية بصله، فهم لا يرعوون ولا يكفون عن التسبيح بحمد المدينة ، أكرر إعجابي بموضوعك ودمت بخير،،،

المقداد 08-31-2012 01:13 AM

رد: يوماً .. ما ؟
 
الحاج سلام أنقل لك تهاني المقداد الأب والأبن أولاً داعين الله ان تكون من الفائزين المقبولين ، ثانياً نشكرك عندما تمثلت بشعر ابو القاسم الشابي ..! وفضلت الذهاب برفقتي للجبل بدل الركون للمدينة وازدحامها ..
وهذه يا صاح تحسب لصالحنا نحن انصار البيئة والجبل، عليه فإنني أبارك مشورتك ومصاحبتي في رحلة قادمة نحو احد الجبال الشاهقة او الي صحراء فسيح ..


شموع الأمل ..بارك الله فيك خير البركة ..



مرحباً بمراسلنا الكريم وعيدك سعيد، وموضوعنا تلقائي، ومن دواعي سروري ان يكون نال استحسانك واعجابك..
اما الذين تذكرهم فلا اظنهم الا يباركون القرية واهلها حتى وان زعموا غير ذلك .

أبو عبدالرحمن 08-31-2012 02:23 AM

رد: يوماً .. ما ؟
 
دمتم مبدعا أيها المقداد الرائع

أحتاج إلى ألبوم صوري لعلي أطعم الموضوع ببهارات من الصور المناسبة

إطلالة رائعة

سهيل2012 08-31-2012 04:39 AM

رد: يوماً .. ما ؟
 
اقتباس:

تناولت تلك الدبة التى احتفظت بمياهها باردة نظير تلك القطعة من الخيش التى تلبست على جوانبها وتم رتبها بعناية فائقة جداً
وغالبا ما يكون مكتوبا عليها : أرز أبو بنت .. أو أبو سيوف !!

صورة مع خالص التحية إلى خصومك ..أعداء القرية والهواء النقي والطبيعة التي حباها الله

بألوان الجمال .. والراحة النفسية التي تكتنف كل من يعيش بين جنباتها ويتنفس هواءها

العليل ...

أبدعت كاتبنا في الوصف والتعبير بأسلوب رائع كروعة حضورك وشموخك يا نصير القرى والهِجر !

ابوسيفين 08-31-2012 03:11 PM

رد: يوماً .. ما ؟
 
سامحك الله عمدتنا الفاضل لِمَ نزلت من الجبل ولم توقضني

لقد أحسست بأسلوبك الأدبي الأخّاذ أنني أصعد الجبل معكم خطوة بخطوه إلاّ أنني إستغرقني التفكير في انطباعات من استلقى على تلك الصخره ـــ يرقب تحركات الغيوم ويشتم ماتحمله الرياح من شذى الأزهار المتنوعه التي إكتسى بها ذلك الجبل خاصّة وأنّه حديث عهد بمطر ــ ولم أتنبّه إلاّ وقد غادرتم لكن عزائي أنّك ستدعوني لمرافقتك لاستخراج ذلك العسل (( الدّخله )) كيف لا وأنا من أصحاب الخبره في النحل وكنت أحد تُجّاره المعروفين إلى أن إسترق ذلك السوداني محصولي وباع نخلي وترك لي الأعواد خالية 0


وقبل المغادره أحببت أن أقف معك عند مقولتك


اقتباس:

هناك فقط يستطيع الصراخ بكل قوة او الضحك بهسيرية دون ارتياب او خوف من سماعه .
وتلك نصيحه كان يسديها لي أحد الأحباب مفادها أن الحبال الصوتيه بحاجه دوما لمثل ذلك لإستعادة لياقتها فكُنّا في طلعاتنا نُكثر من ذلك 0

دموع الأقصى 08-31-2012 04:07 PM

رد: يوماً .. ما ؟
 
راااااائع
يعطيك ألف عااااافية

منقاش 09-02-2012 02:39 AM

رد: يوماً .. ما ؟
 
اسمع يا عمده انت وخوياك اللي يشجعون فيك وبعد يتمنون اخوتك في صعود الجبال ..
ويش ملقيك الجبال وموديك يم الخبال والوبال ؟.
أنت ما دريت أن السعاليه ماليه الجبال والشراعين , ومتدسسين ورا الحجروات وفي جوف المغارات وتحت الشجروات ؟؟. ولا انت داري ان بني هلال من قبلنا ما قضى عليهم الا السعاليه اكلتهم وتعظمتهم حتى ما بقي عنهم مخبر ؟.
ثم انت ما بلغك ان اغلب بلاد ثماله بعد هجرها اهلها أصبحت مسكونه بأخواننا من الجن والكثير من المرده والشاطين؟؟.
يا عمده يا مقداد , البيوت اللي فاضيه في الديره ربما سكنتها الشياطين في غياب الأنس عن سكناها الشهور الطوال , وابلهم وحميرهم اللي سرحوها ولا ضووها ربما ركبتها الشياطين..
يا عمده قول لمن بقي من ثماله في الديره اهبطوا لمصر الطايف فأن لكم ما سألتم , واعلم ان من بدا فقد جفى ومن تبع الصيد فقد غفل ..
يا عمده لا تستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير واحمد الله اللي انعم عليك بالمدنيه وجابك للمدينه وفكك من البداوه والشقاوه , وتذكر ايها المقداد مقالة يوسف عليه السلام لأبويه (يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
يا عمده شجع الناس تجي للمدينه حتى اذا بغينا نعقبهم ونحتر لنا مكان ونبتني لنا فيه بيت ما نلقاهم قدامنا بالممانعات والمشاغبات ولجان التعديات.
اوحيتني والا لا ؟؟؟؟.


الساعة الآن 02:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by