منتديات بلاد ثمالة - القروض الاستهلاكية تسجل أول ارتفاع منذ هبوط سوق الأسهم وصولاً إلى 183.3مليار ريال

المقترضون يحاولون التغلب على تأثيرات التضخم

كتب- خالد العويد:
عاد حجم القروض الاستهلاكية في المملكة الى الارتفاع لأول مرة منذ انهيار سوق الأسهم في فبراير 2006، كمؤشر على استعادة قطاعات تمويل الأفراد في المصارف المحلية نشاطها، ومحاولة المقترضين التغلب على نتائج وأثار هبوط الأسهم، والتغلب على تأثيرات التضخم الذي ضرب أغلبية القطاعات الاقتصادية.
وتشير الأرقام الرسمية التي أصدرتها مؤسسة النقد أمس الأول، أن حجم القروض الاستهلاكية ارتفع بنهاية الربع الثاني من الحالي 2007م، بنسبة 1.8% وصولا الى 183.8مليار ريال.
وكان حجم القروض قد سجل اعلى مستوى في الربع الثاني من العام الماضي 2006م، بلغ 184.4مليار ريال، وتوقف عن النمو ليسجل تراجعات مستمرة وصلت في ذروتها بنهاية الربع الاول من العام الحالي 2007م، الى 180.5مليار ريال.
أما إجمالي قروض بطاقات الائتمان فلم تتأثر كثيراً، وواصلت ارتفاعها وبلغت بنهاية الربع الثاني من العام الحالي إلى 8.3مليار ريال بنسبة 5.1% مقارنة بالربع الأول من نفس العام، وبذلك يكون مجموع القروض الاستهلاكية وبطاقات الائتمان، قد تجاوز بنهاية الربع الثاني من 2007م إلى 192.2مليار ريال، مقارنة بمبلغ 188.5مليار ريال بنسبة ارتفاع تقترب من 2% .
وتشير الإحصائيات أن حجم القروض الموجهة للتمويل العقاري، ارتفعت إلى 14.9مليار ريال بنهاية الربع الثاني من 2007م، مقابل 14مليار ريال في الربع الأول، في حين زادت القروض الاستهلاكية الموجهة إلى قطاع تمويل السيارات والمعدات من 34مليار ريال، إلى 37مليار ريال.
وتضمنت الإحصائيات مبلغ 183.8مليار ريال، تحت بند قروض أخرى وهي قروض نقدية تعطى للعملاء في عدة صور.
وقد ربطت الكثير من التقارير الاقتصادية حركة القروض الاستهلاكية بحركة سوق الأسهم، كون بعض المقترضين اعتادوا على إعادة توظيف جزء من هذه القروض في السوق لتحسين دخولهم، إضافة إلى أن ضوابط التمويل الاستهلاكي التي أصدرتها مؤسسة النقد قبل عامين كبحت جماح ارتفاع القروض بنسب كبيرة، وهذه الضوابط اشترطت عدم تجاوز المدفوعات الشهرية الإجمالية للمقترض مقابل إجمالي قروضه بما في ذلك ديون بطاقات الائتمان ثلث صافي راتبه الشهري.
وألزمت الضوابط البنوك بتخفيض حجم ومدة القروض الشخصية الممنوحة لعملائها بحيث لا تتجاوز مدة القرض 60شهرا (خمس سنوات) بدلا من 120شهرا ( 10أعوام). وبحجم يراوح بين 15و 17ضعف الراتب الشهري بدلا من 27ضعفا كما كان في السابق.
وحظي موضوع القروض الشخصية في السنوات الأخيرة بالاهتمام،خاصة مع ارتفاعها بنسبة 10% في الربع الثاني من 2005م وبنفس النسبة في الربع الثالث من نفس العام، اضافة الى تجاوز معدل نموها لدى بعض المقترضين نمو الدخل الأسري، وخوفا حدوث آثار سلبية على المجتمع اذ يؤدي التسديد الطويل إلى انخفاض الدخل المتاح للأسرة للإنفاق على المجالات المهمة مثل التعليم والصحة وتصبح القروض الاستهلاكية مصدر إرهاق مالي على الفرد وأسرته.
وزيادة القروض في اقتصاديات الدول المنتجة يكون إيجابياً لكونه يرفع القاعدة الإنتاجية ومستويات الدخل للمصانع، وارتفاع الفرص الوظيفية المتاحة بعكس الاقتصاديات المستوردة التي تعتمد على الخارج حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الاستيراد والتضخم.
http://www.alriyadh.com/2007/11/10/img/555555.jpg