أبو مصعب الزرقاوى: هل حقا استشهد فى غارة جوية أمريكية؟؟؟؟
 

د

. فاضل بدران
قبل الخوض في هذا النبأ ومصداقيتهُ، اودُ أن أذهب الى أحداث الثلاثة أيام الماضية:

1. فقبلَ ثلاثة أيام أعلنَ أكثر من مركز ومعهد إستطلاع أمريكي أنّ شعبية مجرم الحرب بوش قد تدنت الى أدنى مستوى وصلهُ رئيس أمريكي منذُ تأسيس الولايات المتحدة الامريكية قبل قرنين من الزمن.

2. قبل ثلاثة أيام أعلن عدد كبير من أعضاء مجلس العموم البريطاني أن مصير بلير يجب أن يُحسم قبل نهاية هذا العام إذا لم يغير سياستهُ وتبعيتهُ المهينة لإدارة بوش.

3. ويوم أمس وخلال مناقشات الكونغرس الامريكي حكمَ نواب الكونغرس على الفشل الذريع للقوات الامريكية وللبنتاغون في العراق على المستويين العسكري والاخلاقي.

4. ويوم أمس أيضاً توصلت الادارة الامريكية الى إتفاق مبدأي مع إيران بشأن الملف النووي الايراني وعلى حساب العراق حيث مُنِحَت إيران وزارة الداخلية العراقية ووزارة الامن الوطني العراقية (تم ترشيح إثنين من أعضاء حزب الدعوة وضباط في الاستخبارات الايرانية وهما من أصلٍ إيراني الميراني والوائلي) وإكتفت أميركا بوزارة الدفاع التي رشحت اليها مجرم حرب عميل للمخابرات الامريكية وساهم مع القوات الامريكية في مجزرة الفلوجة.

5. ويوم أمس أيضاً، يغادر مجرم الحرب رامسفيلد الى بروكسل ليشارك اليوم في إجتماع مؤسسة الحرب الامبريالية(الناتو).



تُرى هل أن كل هذه الاحداث مُصادفة!؟

أم أننا أمام (فلم مصري) أو (فلم هندي) –كما إعتاد العراقيون أن يصفوا النهايات السعيدة المُدبرة لأحداثٍ تبدوا أنها مستحيلة الحَل- ، فعلى ما يبدوا أن منتج (فلم أبو مصعب الزرقاوي) قد أبلغَ مخرج الفلم –فجأة- أن المبالغ المخصصة للفلم قد نفدت وأن التمويل إنتهى، مما دفع المخرج أن يضع (النهاية السعيدة) بطريقة (السينما المصرية أو الهندية!).



هل يعني ذلك أن أبا مصعب الزرقاوي صنيعة أمريكية؟ كلا فأنا لا أقولُ ذلك.. قد تكون تكتيكاتهُ وأساليبهُ تخدم السياسة الامريكية..وقد يكون مُخترقاً من قِبَل الامريكان.. والله أعلم.



وهل يعني ذلك أن أبو مصعب الزرقاوي قد قُتِلَ فعلاً؟.. ربما.. وربما لا!.. فقد تعود الامريكيون أن يقتل أبطال الافلام أمامهم وتسيل دمائهم، ثمَ ينهض البطل ويكون قد لبس صدرية مضادة للرصاص وأنه وضع صُبغة حمراء سالت لتكمل المشهد الدرامي! كما أن الامريكيين – ومعهم العرب العاربة والمستعربة والراقصة على أنغام الغرب وثقافته- قد إعتادوا أن يعود الابطال الميتون، ويتبين لهم أن الميت كان شخصاً آخرا!! وأنهُ إختفى لأسبابٍ لايعجز المخرج عن إيجادِ واحدة جديدة دائِمــاً.



وكما سترون هذا اليوم المشاهد التالية:

1. فإن العميل الايراني- الامريكي المزدوج (نوري المالكي) القى خطابهُ قبل قليل مؤكداً أن التعاون بين حزب الدعوة والقوات الامريكية كان وراء عملية مقتل الزرقاوي.. وصفق لهُ أعضاء المجلس من العملاء والمرتزقة وهو عيد جديد سيضيفهُ الايرانيون في العراق لأعيادِهِم (عيد فرحة الدعوة).

2. خطاب سيلقيه مجرم الحرب بلير يعلن فيه أن مقتل الزرقاوي سيغير توازن القوى في العراق وأن المتمردين – أي المقاومة العراقية الظافرة بإذن الله- سينتهون بالإحباط ولأنهم فقدوا القائد الاوحد للمقاومة – وهذا ما كانوا يطبلون لهُ إعلامياً بإنتظارِ هذا اليوم-.

3. خطاب سيلقيه مجرم الحرب رامسفيلد أمام مؤسسة الحرب الامبريالية (الناتو) يعلن فيه خبر مقتل الزرقاوي، وسوف لن ينسى أن يربط ذلك بإبن لادن وبـأحداث سبتمبر..كما أنهُ لن ينسى أن يشكر أعضاء الناتو لتعاونهم في ذلك، وهو بذلك يوجه حديثهُ للكونغرس الامريكي!

4. سوف يسارع بوش لإغتنام أي مناسبة – هذا اليوم!- ليعلن البشرى التي سوف لن يتوانى عن ذكر دورهُ فيها وتوجيهاتهِ الدقيقة (!!) بشأنِ توقيتها (!!).



..ولكن.. هل أن كل هذه التمثيليات والافلام ستؤثر على الارض، وهل أن المقاومة العراقية الظافرة بإذن الله ستتلقى صدمة من ذلك؟.. وأقول مبشراً جَلّكُم بأن المقاومة ستتضاعف خلال الاسابيع القادمة إن شاء الله. لماذا؟!



ستتضاعف لأسبابٍ تكتيكية وستراتيجية، أذكر منها مايلي:

1. أن الادارة الامريكية المجرمة وبعد فشل إدعاءاتها بالتفاوض مع المقاومة العراقية، قد إختارت تصعيد الصراع في العراق بعقد تحالفات تكتيكية جديدة مع إيران على حساب العراق وأهلهُ سنةً وشيعة.. مسلمين ومسيحيين..عرباً واكراداً وتركماناً وسائر الاقليات الاخرى.

2. أنّ حكومة المالكي الطائفية هي أسوأ من سابقتها، في كلِ شيء.

3. أن تكوين وزارة الداخلية قد بُني وبشكلٍ رسمي الآن على فيلق غدر، مما يعني المزيد من التصعيد والاغتيالات بأهل العراق.

4. أن إيران وأميركا قد إختاروا التحالف التكتيكي في توحيد جهودهم ضد أهل العراق والمقاومة العراقية وبذا سيتم إستهداف المزيد من علماء الدين وأئِمة السنة والشيعة الرافضين للإحتلال والمزيد من الاغتيالات والفتن بين شيوخ العشائر الفُراتية، والمزيد من الحصارات لمدن العراق وقصباتهِ والمزيد من الجرائم الجمعية.



هذهِ الاسباب، مجتمعة، ستؤدي الى خلق مناخاتٍ مناسبة وبيئة إيجابية لنمو وتوسع قاعدة المقاومة في كلِ مدن العراق.. وهو ما ستتفاجأ بهِ دوائر البنتاغون التي ستُجبَر على إعادة حِساباتها في القريب العاجل إن شاء الله.. وإنّ غداً لناظِرهِ قريب.. والله مع العراق.. والله أكبــر.. والحمدُ للهِ ربِ العالمين..

قراءه جيده للاحداث الا ان اعتمادها على مبدء المؤامره قد يجعلنا ننظر لها بنوع من الريبه
شكرا لك اخي جميل على هذا النقل الجميل