منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   لا حرج في إدخال التربية الرياضية النسائية إذا التزمت الشروط (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=39199)

صقر قريش 03-09-2009 03:23 PM

لا حرج في إدخال التربية الرياضية النسائية إذا التزمت الشروط
 

صحيفة الوطن السعودية
الخميس 8 ربيع الأول 1430هـ الموافق 5 مارس 2009م العدد (3079) السنة التاسعة
نجلاء صلاح الدين عيد


تهدف التربية الرياضية إلى تحقيق النمو المتكامل والمتزن للفرد إلى أقصى ما تسمح به استعداداته وإمكاناته عن طريق المشاركة الفاعلة في الأنشطة البدنية التي تتناسب مع خصائص نمو كل مرحلة وتحت إشراف قيادات تربوية مؤهلة تأهيلا علميا وعلى الرغم من أنه أقرت مادة التربية البدنية ضمن سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، إلا أنها أقرت للبنين فقط وليس للبنات، فما سبب ذلك؟ رغم اعتبار التربية البدنية في المدارس أو الكليات أو المعاهد جزءا أساسيا من التربية العامة فهي وسيلة فعالة لإعداد الإنسان الصالح ورعايته في خلقه وجسمه وعقله وانتمائه إلى أمة الإسلام.
كما تقوم التربية الرياضية على إكساب الإنسان (أولاداً أو بنات) المهارات الحركية التي تستند إلى القواعد الرياضية والصحية لبناء الجسم (لأن العقل السليم في الجسم السليم) حتى يؤدي الفرد واجباته في خدمة دينه ومجتمعه بقوة وثبات، وقد ازداد الاهتمام بها في العصر الحديث إدراكا لأهميتها في حياة المجتمعات العربية والإسلامية ولضرورتها في حياة الأفراد لنموهم وتطويرهم وزيادة معارفهم بالرياضة.
وعلى الرغم من تباين وجهات النظر في مسألة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات ما بين مؤيد ومعارض في مجتمعنا، إلا أنها ضرورية جدا للبنات مثل الأولاد ولا فرق بينهما في هذه المادة مثلها مثل المواد الدراسية في المدارس أو المعاهد أو الكليات، بل العكس هي تعطي النشاط والحيوية للجسم، فلا بد من إدخالها في مدارس البنات ومن المفترض أن الطالبات يبدأن يومهن بممارسة بعض التمارين الرياضية حتى يزددن نشاطاً لاستقبال دروسهن بجد وحيوية واستمرارهن في التفوق المعتاد عنهن.
ورغم كل هذه المميزات لهذه المادة إلا أننا أصبحنا على مفترق طرق في هذه القضية وللأسف أصبحت قضية عامة رغم بساطتها حيث كثر الجدل فيها ومدى شرعية هذا الأمر رغم أنني لم أعرف ما وجه الاعتراض في ممارسة الرياضة في مدارس البنات، فلا يوجد رجل في هذه المدارس.
لا بد قبل أن نحكم على هذه المادة أن نتصورها جيدا حتى نطلق الحكم الشرعي المناسب فيها رغم وجود هذه المادة (التربية البدنية) في دول عربية مسلمة وخاضوا هذه التجربة بنجاح وتفوق.
لا بد قبل الخوض في هذه التجربة من توفير العدد الكافي من المدربات القديرات واللائي هن على علم بالرياضة وأن يكن من أهل البلد حتى نعرف مدى تمسكهن بآداب الإسلام وشعائره، خاصة ونحن ندرك وضع المجتمعات الأجنبية الأخرى ومدى التساهل في قضية العورات وكشفها.
كما يجب أن تكون الملابس التي ترتديها الفتيات مناسبة للشريعة الإسلامية بألا تكون ضيقة أو شفافة.
ومن هنا أرى إدخال التربية البدنية كمادة أساسية ضمن المواد الدراسية في مدارس البنات في مختلف المراحل ويكون هذا تحت شعار "العقل السليم في الجسم السليم"، وذلك لأهميتها في تنشيط الدورة الدموية وكسر حاجز الروتين اليومي في المدارس أو المعاهد أو الكليات.
الرياضة إن لم تهذب الروح والبدن فلن تسيء إليهما، كما أن الانحرافات السلوكية التي يخشى من وقوعها بسبب السماح للفتيات بممارسة الرياضة وقع الكثير منها داخل المدارس رغم وجود الرقابة الشديدة والمتابعة مما يدل على أن الموضوع نابع من ذات الفتاة وقناعتها وتربيتها من الأسرة.
فالدين الإسلامي أكد أهمية الحركة بالإضافة إلى أن الدين قابل للتطبيق في أي مكان وزمان ونحن سنخضع هذا الأمر للقيم الدينية والاجتماعية التي نشأنا عليها.
وفي ختام قولي، أطالب بالرياضة التي تناسب الفتاة كأنثى لأننا نعي تماما أهميتها صحيا وبدنيا، بالإضافة إلى أن الرياضة تسهم في الترويح عن النفس والتعبير عن الذات ووضع الثقة في الفتاة بأنها ليست "جناحاً منكسراً" وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، بل بالعكس تعطيها الرياضة القدرة على مواجهة الظروف الصعبة التي قد تواجهها في حياتها.
فلا بد أن نواكب التقدم والتطور في كل شيء من حولنا ومن ضمن ذلك تقدم وتطور عقولنا بألا نقف عاجزين عن حل هذه القضية الحاسمة في مجتمعنا.


الساعة الآن 06:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by