منتديات بلاد ثمالة - اعلم أبا مسعود

بسم الله الرحمن الرحيم

استوقفني هذا الحديث عندما قرأته ،فقد ضرب أبو مسعود غلاما له فناداه النبي صلى الله عليه وسلم:اعلم أبا مسعود(لله أقدر عليك منك عليه)0ما أروعه من توجيه من نبي الأمة ،ومعلم البشرية ،تذكرت حالنا خاصة نحن النساء مع الخادمات ،كم تعرضت الخادمة للتوبيخ واللوم والضرب أحيان لكوب كسرته،أو عمل لم تتقنه ،ولا أنكر أن بعض الأخطاء تصدر من الخادمة وبصورة متعمدة لإغضاب صاحبة البيت لكن أين الحلم؟أين العفو عن الآخرين ،علينا مراعاة نفسية وغربة الخادمة ،فهل تستطيع واحدة منا مفارقة أبنائها لمدة يومين فضلا عن سنتين،فكيف بهذه المسكينة سنتان من عمرها في غربة عن بيتها وأولادها ،وأهلها،إلى بلد تختلف عاداته عن عاداتهم،وطعامهم عن طعامهم،حتى عندما نأمرها بالحجاب وعدم مخالطة الرجال ،لاتستوعب هذه الأوامر ,فهم من بلاد غالبيتهم لايعترفون بالفصل بين الجنسين،أو بتغطية الوجه،هي تعاني لعدم تعودها على هذا الأمر،ونحن نعاني من تمردها على الأوامر 0عندما قرأت هذا الحديث سرح بي الخيال بعيدا وتخيلت أنني عملت جمعية أنا ومن أثق بهن من النساء وأسميناها جمعية نصرة الخادمات هذه الجمعية تقرب وجهات النظر بين النساء والخادمات ،إلقاء محاضرات للنساء عن فضل العفو عن الآخرين،وكيف كان يعامل الرسول صلى الله عليه وسلم الخدم،وإثراء الموضوعات بالشواهد القرآنية ومن السنة،وقصص السلف ،وتوجيه النساء للتخفيف عن العاملات،فهن لسن آلات يعملن أغلب اليوم بلا رحمة ولا شفقة ،كأن الخادمة جمل ربط على عينيه ويدور في ساقية،توجيه الأولاد للاهتمام والقيام بأمورهم الخاصة بأنفسهم ،فماذا يضر الولد أو البنت إذا نظف غرفته بنفسه ’وحمل أطباق أكله إلى المطبخ ،وساعد في حمل أغراض البيت ,لقد عودنا أولادنا وبناتنا على الكسل على الاعتماد على الخادمة في كل شيء ،ونحن نضرهم من حيث نريد منفعتهم,وخاصة في العطلة الصيفية ،يكثر سهر الأولاد وطبخهم الأطعمة المختلفة وخاصة في الليل والخادمة تدور وتدور للخدمة والتنظيف وكأنها آلة،ماذا لو أعطينا الخادمة راحة يوم الجمعة مرة كل شهر ،حتى لو كان الفترة الصباحية فقط،وقمنا بالعمل عنها ودعوتها للغداء كيف يكون وقع هذا الأمر عليها!نلبس نحن وأبناؤنا الجديد والغالي من الملابس وخاصة في الأعياد،ونلبس الخادمة بأقل الأسعار،حتى مشاورتها واختيارها لملابسها لانسمح به ،مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:{ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم )
ولن أغفل جانب توعية الخادمات بدورهن وأهمية إتقان العمل الذي تقوم به والمحافظة على الأغراض المنزلية ،والاهتمام بالأطفال فكم سمعنا من قصص تدمي القلب عن معاملة الخادمات لطفل بريء لاذنب له فالخادمة تفرغ شحنات الغضب من الأم في هذا الطفل الذي لاحول له ولاقوة فنقوم بتوعية الخادمة أن هذا الطفل أمانة في عنقها ستسأل عنه يوم القيامة نقوم بتوعية الخادمات بفرضية الحجاب وأنه عبادة تتقرب بها إلى الله،وأن مخدومها
وأولاده هم رجال أجانب عنها لايجوز لها مخالطتهم ولا التبسط معهم ،وأنها مراقبة من الله الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء،انتبهت من سرحاني على صوت جلبة قوية في المطبخ وصوت الخادمة وهي تقول :أمي لقد كسرت طقم الشاي الجديد0