منتديات بلاد ثمالة - «وش نسوّي» في حصص النشاط

«وش نسوّي» في حصص النشاط
نورة فهد الردعان
الرياض - الثلاثاء 15 محرم 1432 هـ - 21 ديسمبر 2010م - العدد 15520

وش نسوي في حصص النشاط هالأسبوع وش نكتب في سجلات النشاط ؟ سؤال يتكرر على المسامع دائما وبشكل أسبوعي مستمر من قبل المعلم والطالب في مدارس البنين والبنات على حدٍ سواء لذا كان من المناسب أن يكون هو عنوان هذا المقال فبالرغم من اهتمام مشرفي ومشرفات النشاط بحصص النشاط حتى خصصت لها حصتان في الأسبوع بل في وسط اليوم الدراسي وقد وضع لها جداول وخطط لما ينفذ داخلها وأهداف وإجراءات كثيرة وكل ذلك لإبراز أهميتها إلا أنها ومع الأسف تظل منذ القديم وحتى الآن غير مهمة على الإطلاق فهي وقت مهدور تسوده الفوضى والضجة في ممرات المدرسة والإزعاج في ساحتها ويكثر تخلف الطلاب والطالبات وهروبهم من جماعات النشاط لإيمان الجميع بعدم جدواها ولا تزال تستهلك من وقت المعلم والطالب بل ومن ميزانية الوزارة الشيء الكثير بلا طائل وبلا فائدة تذكر والأدهى من ذلك أن المعلم والمعلمة القائم على أعمال النشاط يخصص له غرفة خاصة وسجلات وملفات ويخفض نصابه من الحصص بشكل لا يقارن بنصاب بقية المعلمين ولا أدري ماذا يفعل وماذا ينجز وبأي حق يخفض نصابه .تمر أيام الأسبوع ويأتي يوم النشاط كما يسميه الجميع ويأتي مشرف النشاط ويطلع على الأوضاع وماهو مكتوب في السجلات ويوقع ثم ينصرف مسروراً بما سمع ورأى لكنه لا يعلم أن مايدون على الورق خلاف مايدور داخل سور المدرسة وحالما ينصرف المشرف التربوي تعود الأوضاع الى ماكانت عليه فيستغلها بعض المعلمين والمعلمات في تنظيف الفصل وتعليق بعض اللوحات والبعض الآخر يستغلها في تقييم الطلاب ومعالجة الضعف لديهم أو شرح الدروس المتأخرة أما البعض المجتهد فينفذون بعض الأعمال الفنية والورقية واللوحات التي ترمى في سلة المهملات بعد فترة وجيزة ، حتى أن بعض أولياء الأمور يغيب أبناءه في اليوم الذي يكون به حصص النشاط بل ان مدير المدرسة يخصص حصص النشاط للاجتماعات المدرسية حتى لا يضيع شيء من وقت الحصص الأساسية . ناهيك عن أن بعض المشرفين هو نفسه يتضايق من حصص النشاط ويجزم بأنها وقت مهدور لكنه يعود فيقول : ( وماذا بأيدينا هذا هو النظام )

فياليت شعري لو يشمل التطوير حصص النشاط كما شمل المناهج وأن يسلط الضوء على ذلك الوقت الضائع والجهد المهدور فيستغل استغلالا صحيحا من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم حفظهم الله حتى يثمر بشكل صحيح بعيدا عن الفوضى فلو خصصت هاتان الحصتان في تدريس الحاسب الآلي لكان أفضل بكثير، نعم الحاسب الآلي وتقنية الإنترنت الذي يكاد جميع الطلاب لا يجيدون فيه شيئا فلا يتعلمونه إلا من المقاهي أو من بعض زملائهم بشكل عشوائي أو ربما سيىء والغريب أن المناهج الجديدة المطورة تكلف الطالب والطالبة بأعمال كثيرة على الحاسب الآلي وكأنها تتجاهل أحوالهم ، أو على الأقل تستغل تلك الحصص في تعليم أولويات اللغة الإنجليزيه ابتداء من الصفوف المبكرة والتي أعتبر تعلمها منذ الصغر بمثابة التهيئة لسوق العمل فأبناؤنا يصلون الى المرحلة المتوسطة والثانوية وهم لا يجيدون التحدث بالإنجليزية والبعض ينطق بعض الكلمات البسيطة منها بشكل خاطىء يدعو للضحك والشفقة معا ، ولماذا لا تستغل أيضا في إقامة رحلات نافعة توعوية تثقيفية تعود على أبنائنا بالعلم والنفع.

ختاما أعتذر من جميع القائمين على النشاط اللامنهجي وأقول لهم : انه مأساة يوم النشاط وفكروا بجدية في حجم الأمانة والنهوض بمستوى أبنائكم وبناتكم واستغلوا ميزانية التعليم بشكل أفضل بعيدا عن الفوضى والهدر الاقتصادي .