ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

http://www.thomala.com/vb/imgcache/5...5b3c3b6c20.jpg










سننطلق الآن من الخرج أيّها الإخوة ,والأخوات,وذلك بعد أن ودّعت والدتي وهي تجهش
بالبكاء,وكانت السّاعة تشير إلى الواحدة تماماً بعد صلاة الجمعة مباشرةُ,ولكم أن تتصوروا
كيف أن درجة الحرارة كانت شديدة للغاية,ولكن المكيّف قد عمل عمله على مايرام,وكنت
مجبوراً على أن أمشي بالنّهار لا بالليل,وكان في مخطّطي أن أصل إلى منفذ البطحاء قبل
مغيب الشّمس,وعندما أشارت السّاعة إلى الرّابعة عصراً ,إلا وبي قد وصلت إلى حرض
وبعد مسيرة نصف ساعة أو أكثر قليلا وصلت إلى يبرين,ودعونا هنا نتوقف أيّها الأحبة
عند يبرين.

إنّ يبرين هذه موضع في صحراء الرّبع الخالي(الفج الخالي),وهنا استدعيت التّاريخ قليلاً
ونبذت الجغرافيا الشّائكة وراء ظهري,هنا أيّها الأحبّة تذكّرت الملك عبدالعزيز رحمه الله
ورحم جميع أموات المسلمين,هنا تذكرت البطل,والعبقري,والمخطّط نعم إنّه المخطّط إذ
خطّط في هذه المنطقة,ورسم المجد العظيم,وذلك حينما انطلق من الكويت ,وأتى إلى هذه
المنطقة,فقد خطّط لإستعادة ملك أبيه,وجدّه,وذلك بالدّخول إلى الرّياض,والهجوم على
المصمك,وهنا قلت سبحان من يهب الملك لمن يشاء, وينزعه ممن يشاء ,إذاً كان يسير
المؤسّس,والموّحد بتوجيهٍ من الله سبحانه وتعالى حتّى حقّق الله له مايريد,وتذكرت في الحال
أبياتاً من قصيدةٍ لي قلت فيها :


و من قصيدةٍ أخرى نبطيّة أتيت فيها على ذكر يبرين اخترت لكم منها هذه الأبيات :


في الحقيقة أيّها الإخوة كان الطّريق مساراً واحداً ,ومليئاً بالشّاحنات,وليس به عربات أخرى
إلا القليل تعرف من أول وهلة أنّها قادمة من الخليج,أو مغادرة إليه,ولكن قد تسير لمدة
ساعة كاملة لاتقابلك فيه ولو عربة واحدة,وعندما اقتربت الشّمس من المغيب وصلت بحفظ
الله إلى منفذ البطحاء لأسجّل الخروج,ومن بعده وعلى بعد مترات فقط منفذ الغويفات وقد
سجّلت فيه الدّخول إلى دولة الإمارات الشّقيقة,ودفعت أجر التأمين على العربة(120) ريال
وهناك لا حظت أحد الموظّفات الإمارتيات,وكانت ذات أدبٍ,وخلقٍ رفيع وقد لاحظت الإعياء الذي
بلغ بي كلّ مبلغ فقالت : أهلاً,وسهلاً بك في بلدك الثّاني ستجد أمامك طريقاً واسعةً محفوفة
بالأشجار,وإنارةً تجعلك تسير وكأنّك تسير بالنّهار ثم هززت لها رأسي ,وبالكاد قلت لها يا أخيّه
أبقاك الله,ولكن أين أجد أقرب محطّةٍ للوقود كي تتزوّد منها عربتي,وأستريح فيها قليلاً من وعثاء
السّفر,قالت هي على مسافة (100) كيلاً من منفذنا هذا وفي منطقةٍ تدعى الرّويس,فقلت لها:
بارك الله فيك ..,وبالفعل وصلت إلى الرّويس ,ثمّ واصلت المسير ليلاً حتّى بلغت (أبو ظبي),ولكنّني
جعلتها يساري,وأخذت يميني متّجهاً إلى مدينة العين أي إلى شرق الإمارات حين ذلك قضّبت
المدينة المتلألئة حاجبيها فقلت لها : مهلاً مهلاً سأعود إليك حينما أفرغ من حبيباتك هنالك,وحينما
أفرغ من صلالة,والعين ,والبريمي,و..,وفي تمام السّاعة (12) ليلاً وصلت إلى مدينة العين
أو إمارة العين,وقد دخلت إلى مركزها الذي بهرني بالفعل وقد قلت :أقرويٌ أنت تبهرك أضواء
المدينة يارجل ؟,وعلى شدّة تعبي أخذت أجول فيها ,وأبحث عن مأوى فلم أجد البتّة حين ذلك
وضعت يدي على رأسي وقلت : وااااااااطائفااااااااه ..,وبينما أنا كذلك في ضيقةٍ من أمري إلا
وبتلك العربة الفاخرة ,والتي لا أعرف اسمها حتّى اليوم تقف إلى جانبي عند إشارة المرور
فأخذت أضرب لها بالمنبّه وفجّأةً تنزل جميع زجاجاتها, إلا وبذلك الرّجل الإماراتي الذي يلبس
اللبس الإماراتي الجميل ,وكان رجلاً وسيماً تبدو عليه علامات الثراء ,والجاه ,والأدب الرّفيع
وكان يجلس بين اثنين في الخلف,أمّا قائد العربة فهو رجل أجنبي يتحدّث اللغة الإنجليزية,وإلى
جانبه في المقعد الأمامي رجل مصري هنا استعدت السّيطرة فوراً وقلت : يارعاكم الله إنّني
من السّعوديّة وللتو وصلت ,ولم أجد مأوى يأويني إلى يوم غدٍ كي أكمل سفري إلى صلالة
هلاّ أرشدتموني إلى حيث أستقر هذه الليلة,وبينما كنت أتحدّث إليهم فجأةً وجدت أنّني محاصر
بعشر سيارات أخرى,غير أنّ ذلك الرّجل الإماراتي أمرهم وعلى الفور بأن يتحركوا,ثم قال
سر ورائي ,وبالفعل سرت وراءه ليدلّني على فنادق عدّة ,ولكنّنا لم نجد,وحين ذلك أخذ ذلك
الرّجل يغلّظ الأيمان في أن أذهب معه إلى مجموعة قصوره ليسكنني أحدها,فلمّا أيقن أنّني
لن أذهب معه,أرشدني إلى أن أخرج إلى البريمي في دولة عمان,والبريمي هذه لا تبعد عن
العين الإماراتية إلا(5) كيلو مترات كي أجد فنادق هناك,وبالفعل قلت لذلك الرّجل أرشدك
الله لما في الخير,ثم شكرته,واتّجهت إلى البريمي بعد دخول ,وخروج, وبالفعل وجدت فندقاً
وبالكاد فتحت باب الغرفة,ومن ثمّة ألقيت بنفسي كطفلٍ أنهكه اللعب طوال اليوم لينام في
محلٍ غير محلّه.

وصحوت مبكّراً,وكأن لم يكن بالأمس سفر,لأعود للعين ثانيّةَ ,ولأقف على تلكم البنايات
وإلى تلكم الهندسة المتمثلة في تخطيط الطّرقات,ولكنني لا أنشدّ كثيراَ إلا إلى البنايات
الأثريّة,والمتاحف حين ذلك اتّجهت إلى قصر العين, فالزُّخرفات أكاد أسمع نبضها
والزّركشات على السُّقوف تنادي...تنادي.. إلى الشّيخ زايد رحمه الله,وإلى الشّيخة فاطمة
أسكنهما الله فسيح جنّاته فهذا القصر الأثري هو قصرهما وقفت على البئر,وعلى غرفة
نومهما,وجلست في الخدر الذي كان يستقبل فيه ضيوفه,بل ورأيت مجلس الشّيخة فاطمة
رحمها الله,وتلك المقتنيات الأثريّه فناديت وناديت ولكنّ الدّار أعيت جواباً وما بالرّبع
من أحد .




http://www.thomala.com/vb/imgcache/c...baf3509bfe.jpg











http://www.thomala.com/vb/imgcache/5...9112f02f92.jpg











http://www.thomala.com/vb/imgcache/3...fbff2a680f.jpg











http://www.thomala.com/vb/imgcache/b...f935586d17.jpg











http://www.thomala.com/vb/imgcache/d...30930ae453.jpg












http://www.thomala.com/vb/imgcache/1...676f362d6b.jpg











http://www.thomala.com/vb/imgcache/4...933de03352.jpg








إلى اللقاء في الحلقة القادمة

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

رحلة سعيدة يا أبا وليد

متابعين

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

واصل يابووليد وعطنا صور صلالة ودبي
متابعين
وفقك الله

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

أبو تركي
أشكرك يامشرفنا على المرور,والرّد الجميل

دمت بخير,وعافية

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

أشكرك يا أبا عبدالرّحمن على المتابعة

دمت بخير,وعافية

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

أبو أنس
سيأتي ذلك بمشيئة الله

دمت بخير,وعافية

Re: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

رد: ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (4)
 

وهو كذلك يابن همّام
أشكرك أن مررت,ورددت بجميل قول .

أخوك/خلف الثمالي