منتديات بلاد ثمالة - الماسونيون والجماجميون

الماسونيون والجماجميون
هل تذكر الماسونية، والجمعيات السرية المماثلة كفرسان المعبد وجماعة الصليب الوردي وغيرهما من التنظيمات التي ظننا انها انقرضت مع اساليبها امام شفافية الاعلام الحديث، فاذا بها موجودة. لكن الزوج المخدوع الذي يفترض دائما حسن النية ولا يشك بما يجري حوله سيظل آخر من يعلم الى آخر خيانة وآخر مؤامرة.

وقبل ان نكون آخر من يدري دعني اخبرك عن كتاب جديد صدر الاسبوع الماضي في الولايات المتحدة الأميركية عن جمعية من هذه الجمعيات اسمها «الجمجمة والعظام» ومن أعضائها الرئيس الأميركي الحالي، وأبوه وجده وعمه ونصف عائلته التي تحمست اكثر من غيرها للجماجميين والعظاميين.

وخبر الجمعية السرية في كتاب «أسرار القبر» لمؤلفته اليكساندرا روبينز التي تكشف اسرار نادي الجمجمة والعظام الذي تأسس في جامعة ييل الأميركية عام 1830 ولم يسمح بدخول النساء اليه الا في عام 1992 بعد رئاسة بوش الأب ، وله الى اليوم طقوسه الخفية التي تشبه طقوس الجمعيات السرية التي تقرأ عنها في العصور الوسطى.

ولا تقصد المؤلفة ان تعيدك الى اجواء السحر والغموض، والمؤامرات السياسية الخفية فذاك ليس قصدها ومرامها، وهدفها على العموم ليس سريا بل موضحا بالخط العريض على غلاف الكتاب الذي تدرس فيه الطرق الخفية للوصول الى السلطة من خلال جمعيات تساعد اعضاءها على الثراء والحصول على كل اسباب القوة والنفوذ بكل السبل ومختلف الحيل والاساليب بحيث يصل العظامي الى ما لا يدركه العصامي.

ولم يصل الكتاب الى بريطانيا بعد لكن «صنداي تايمز» ـ كتر الله خيرها ـ افادتنا في عدد منتصف سبتمبر (أيلول) ببعض التفاصيل فيما يتعلق بأسرة بوش بالذات وعلاقتها بجمعية «الجمجمة والعظام» التي كان اعضاؤها في طليعة من تمت دعوتهم الى واحدة من اوائل حفلات البيت الأبيض بعد فوز الرئىس الحالي الذي لا تستطيع ان تسلكه في اطار العصاميين.

وفي قوائم من ساعدوا الرئيس على الفوز من العظاميين اعضاء تلك الجمعية السرية التي تقارنها المؤلفة بالمافيا «كوسانوسترا» وليام درابر الثالث ودادلي تافت وادوارد لامبرت وستيفن آدامز الذي تبرع بمليون دولار لاعلانات حملة بوش الرئاسية.

ورغم ان بوش الابن يتظاهر كما قالت المؤلفة بعدم استساغة اسلوب نخب الشمال الشرقي الأميركية في العمل ويدعي الانتماء الى تكساس الا انه المثال الكلاسيكي على طريقة عمل تلك الجماعات والنخب المتوارية التي اوصلت الى سدة الرئاسة ثلاثة من اعضائها وعدداً لا يحصى من رؤساء الاجهزة الأمنية والمخابرات، اما بين رجال المال فروكفلر اشهر الاعضاء.

وفي طقوس جمعية بوش السرية «الجمجمة والعظام» مشاهد تحض على شرب الدماء يمر بها كل منتسب، والسنة التي انتسب فيها بوش الابن بحسب اليكساندرا روبينز هي سنة 1968 حيث فُتح امامه التابوت الخشبي للهيكل العظمي، وتمت ازاحة النقاب عن صورة السيدة «كونابيال بليس« الراعية الروحية للجمعية التي يعترف امامها الاعضاء بسرائرهم ولا اعرف لماذا يراودني الشك بأن كنيتها تنقص حرف ألف لتصبح ابليس كما ننطقها بالعربية، فهذا النوع من الاعمال والجمعيات لا يذكر بغير الشيطان الرجيم.

لقد صدقت نخبنا العربية في فترة من الفترات ان الماسونية وما يماثلها من الجمعيات السرية من النوادي ذات الطابع الأدبي والخدمات الاجتماعية، وما يزال تعريف الأستاذ الاعظم مكاريوس شاهين الذي يصم الماسونية بأنها جمعية أدبية ماثلاً في الاذهان ومعه تعريفات الشاعر أحمد زكي أبو شادي وسعيد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري وغيرهم من اقطاب الماسونية العربية التقليدية الذين حاولوا تلطيف وقع تلك الجمعيات السرية على الاسماع، والترويج للتعاون مع فروعها الصهيونية في فترة مبكرة من القرن الماضي.

وفي الولايات المتحدة كما تقول المؤلفة تيار من هذا النوع يحاول ان يجعل من هذه الجمعيات مجرد تجمعات بريئة للشباب، ولكنها ليست كذلك، فجماعة الجمجمة والعظام التي تشكلت قبل اكثر من قرن ونصف في «آيفي» بجامعة «ييل» لها فوق طقوسها المستودرة من العهد القديم اهدافها واساليبها السرية التي تدخل في صلب تحريك السياسات اليومية المعاصرة.

اما كيف سيستقبل الأميركيون هذا الكتاب وهذه المعلومات؟ فالسؤال سابق لأوانه ومكانه، وربما لم يكن هناك حاجة لطرحه اصلا، فمن ذا الذي سينتبه لجمجمة قديمة وحفنة عظام في جامعة عريقة حين تزأر الصواريخ والقنابل الأميركية فوق العراق لتملأ الأرض بالجماجم والعظام.

جريدة الشرق الاوسط 02 شعبـان 1423 هـ

المناسبه
موضوع اخينا القدير صقر عن أوباما وسيرة حياته وجرد تكهن احببت ان تشاركونني به