منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   المعلّم والطبيب في الميزان (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=68420)

صقر قريش 12-28-2010 12:14 AM

المعلّم والطبيب في الميزان
 
http://www.thomala.com/vb/imgcache/6...f500446a7f.gifhttp://www.thomala.com/vb/imgcache/6...f500446a7f.gif
لا تخلو أي مهنة في الحياة الدنيا من أهمية ومكانة بين الناس، فمن حكمة الله البالغة تنوع المهن وتسخير كل فرد لمهنة يميل إليها ويتقنها، كي يتعاون الكل في تسيير الحياة التي أمرنا الله عز وجل بعمارتها، وكلما زاد احتياج الناس إلى مهنة زادت أهميتها وعلت مكانتها وقدرها، وأصبح فضلها عظيماً عند الله وبين الناس، ومن تلك المهن مهنة التعليم التي هي رسالة الأنبياء والرسل، ومهنة الطب، وكلتا المهنتين لهما قدر وشرف لتعلقهما بذات الإنسان فالمعلم هو من يغذّي العقل، وينقله من الجهل إلى المعرفة، وينشر الفضيلة ويحذر من الرذيلة، ويأتي بعد ذلك الطبيب الذي يحظى بمكانة في المجتمع لا تقل أهمية عن المعلم فهو سبب - بعد إرادة الله عز وجل - للمحافظة على البدن، وعلاج الأمراض، ونشر الثقافة الصحية، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، فالقوة في العزم، والفكر، والعلم، وفي البدن والجسد.

ومتى ما اهتم المجتمع بالتعليم والصحة كان ذلك دليلاً على وعيه وتقدّمه، وإدراكه لمعنى الحياة، ولاسيما أن المهنتين تتميّزان بثقة المجتمع بأصحابهما: فالعقول بين يدي المعلم، والأجساد بين يدي الطبيب، وقلّ من سلكهما وخان الأمانة إلا القلة منهم، وهؤلاء لا يمثلون شيئا بالنسبة لأعدادهم ? والشاذ لا حكم له ? فمتى ما تفشى الجهل، وانتشرت الأفكار المضللة الهدّامة، وبعد الناس عن الحق، وكثرت الأخطاء الطبية القاتلة، وانتشر الوباء، وساء التشخيص السليم، هلك الفرد والمجتمع، وضاعت الإنسانية بضياع أخلاقيات هاتين المهنتين.

فمن الضروري احتساب الأجر من الله أثناء القيام بهما، وهذا لا يتعارض مع طلب الرزق فيهما، فالمقصود ألاّ يكون الهم والقصد مادياً خالصاً فيحصل الخلل فيهما ويبتعدان عن أسمى معانيهما، ويصبحان مهنة بلا روح، فالدعم المادي والمعنوي، والتشجيع المستمر، وتوفير الجو الملائم، والبيئة الجيدة، وإعطاء الحوافز، وتأمين سائر الحقوق لأصحاب هاتين المهنتين يساعد على غرس الثقة وبث روح العمل في أصحابهما، ورفع الأداء العملي لهما، ويزيد من الإنتاجية، ويتم الارتقاء بالمجتمع للأفضل، ويسلم المجتمع من الأمراض الفكرية والعضوية، وإذا ما قلّ الدعم المادي والمعنوي فسيقل العطاء، ويضعف الانتماء، وتتدهور الأمور، وتكون النتائج وخيمة، وتؤدي إلى هلاك الأمة بانتشار الأمراض الفتاكة الروحية والعقلية والبدنية التي يصعب علاجها فيما بعد، وتحتاج إلى جهد مضاعف لاجتثاثها، ولذا قيل في المثل: الوقاية خير من العلاج.ولأهمّية هاتين المهنتين فلا بدّ من وجود رادع لمن أخلّ بقصدٍ، أو تساهُلٍ، أو إهمالٍ بأخلاقيات هاتين المهنتين، لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة يتضرر بها سائر المجتمع، فأرواح وعقول أفراد المجتمع ليست رخيصة أو لعبة بأيدي المفرطين والمهملين غير المبالين، فمبدأ البقاء للأفضل يجب أن يفعّل في هاتين المهنتين بكل مصداقية وشفافية، فالمطالبة بإعطاء الحقوق لا يمنع من المطالبة بمعاقبة المقصر.

محمود بن عبدالله القويحص
جريدة الجزيرة الخميس 10 ربيع الأول 1428 العدد 12600

http://www.thomala.com/vb/imgcache/6...f500446a7f.gifhttp://www.thomala.com/vb/imgcache/6...f500446a7f.gif


الساعة الآن 12:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by