منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما } (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=25273)

مناهل 04-26-2008 10:57 PM

وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 

في فاتحة سورة التحريم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم معاتبًا إياه، بسبب تحريمه على نفسه ما أحله الله له، ومما أنزله عليه في ذلك، قوله تعالى: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } (التحريم:4) .


والآية الكريمة قد يبدو فيها إشكال من جانب اللغة؛ وذلك أن الخطاب في الآية جاء بصيغة التثنية، في قوله:{ تتوبا } في حين أن المضاف إلى المخاطب قد جاء بصيغة الجمع، وهو قوله تعالى: { قلوبكما }؛

وقد يبدو للوهلة الأولى، أن الأصح أن يقال: ( قلباكما ) بصيغة التثنية؛ لأنه يعود على المخاطب وهو مثنى. فكيف أضيف الجمع ( القلوب ) إلى المثنى ؟ هذا هو وجه الإشكال كما يبدو للبعض .


وحل ما يبدو من إشكال في هذه الصيغة، إنما يكون بالرجوع إلى لسان العرب، وقواعد اللغة .


والقاعدة عند أهل العربية في هذا الباب:


أن كل جزأين أضيفا إلى صاحبيهما، وكانا مفردين من صاحبيهما - بمعنى أنه لا يوجد لهما ثان من جنسهما، كالقلب، والظهر، والبطن _ جاز فيهما ثلاثة أوجه:

الأحسن الجمع : وعليه جاءت الآية .
ويليه الإفراد.
ويليه التثنية: فأنت تقول: ( قطعت رؤوس الكبشين ) على الجمع، وهو الأفصح والأصوب لغة؛ ولك أن تقول: ( قطعت رأس الكبشين ) على الإفراد؛ ولك أن تقول أيضًا: ( قطعت رأسي الكبشين ) على التثنية .


وهذه القاعدة إنما تنتظم في الأشياء المتصلة، والتي هي جزء من كلٍّ؛ كالرأس من الجسد، والقلب من الإنسان، ونحوهما؛
أما ما كان منفصلاً، ولم يكن جزءًا من كل، فلا تستقيم فيه هذه القاعدة؛ فلا يصح لك أن تقول: رأيت أفراسهما؛ ولا أن تقول: ضربت غلمانهما؛ بل الصواب أن تقول هنا: رأيت فرسيهما؛ وضربت غلاميهما؛ لأن كلاً من الفرس والغلام شيء مستقل بنفسه، وليس جزءًا من كل .


وبحسب هذه القواعد، أجاب المفسرون على ما يبدو من إشكال في هذا اللفظ، فقالوا:


كل شيء يوجد من خلق الإنسان؛ كالرأس، والظهر، والقلب ... إذا أضيف إلى اثنين جُمع، فأنت تقول: قبَّلتُ رؤوسهما، وأشبعت بطونهما، وأوجعت ظهورهما؛ فـ ( الرأس ) و( البطن ) و( الظهر ) لما أضيفت إلى ضمير التثنية ( هما )، جاء المضاف بصيغة الجمع، ( الرؤوس، البطون، الظهور )، فقالوا: رؤوسهما، وبطونهما، وظهورهما؛ وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }؛

قالوا: وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك، أن يعبروا بلفظ الجمع مضافًا إلى ضمير المثنى؛ لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام، فهما يتبادلان .


ومما ذكروه من تعليلات في هذا الباب:


أن الإتيان بصيغة الجمع دون صيغة التثنية، إنما كان تجنبًا لاجتماع تثنيتين في كلمة واحدة؛ ففي الأمثلة السابقة، يصح أن تقول: قبَّلتُ رأسيهما، وأشبعت بطنيهما، وأوجعت ظهريهما؛ لكن في هذا الاستعمال ثقل في اللفظ، فعدلوا عنه إلى صيغة الجمع، تخلصًا من ثِقَل التلفظ بصيغة التثنية. وهذا أمر معهود في لغة العرب، حيث يعدلون عن استعمال صحيح إلى استعمال أصح منه؛ طلبًا للخفة، وتحريًا لسهولة اللفظ .

وبما أن القرآن قد نزل بلغة العرب، وعلى وفق لسانها في التعبير والبيان؛ فقد جاء لفظ الآية الكريمة { قلوبكما } جريًا على الأفصح من كلامهم، حيث وضع الجمع موضع المثنى، استثقالاً لمجيء تثنتين في كلمة واحدة، كما لو قيل: ( قلباكما ) .


ومما جاء في السنة النبوية على هذا الأسلوب، قوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين رأياه يمشي مع صفية زوجته رضي الله عنها، ولم يكونا يعلمان أنها زوجته: ( وإني خشيت أن يُقذف في قلوبكما ) متفق عليه، فلم يقل لهما: (قلباكما ) بصيغة التثنية، وإنما جاء به على صيغة الجمع، فقال: ( قلوبكما ) .


إذن، فاللفظ في الآية سليم مستقيم لا إشكال فيه؛ وفصيح صحيح جار على وفق لسان العرب؛ وإنما الإشكال في عدم فهم كلام العرب، وعدم معرفة أساليبهم في البيان والتبيان .


( الشبكة الإسلامية )

المبرِّد 04-27-2008 09:14 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
مثنى لا مفرد له من لفظه
وتسلمو على الفائدة

مناهل 04-27-2008 09:44 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
اقتباس:

أن كل جزأين أضيفا إلى صاحبيهما، وكانا مفردين من صاحبيهما - بمعنى أنه لا يوجد لهما ثان من جنسهما، كالقلب، والظهر، والبطن _ جاز فيهما ثلاثة أوجه:

الأحسن الجمع : وعليه جاءت الآية .
ويليه الإفراد.
ويليه التثنية: فأنت تقول: ( قطعت رؤوس الكبشين ) على الجمع، وهو الأفصح والأصوب لغة؛ ولك أن تقول: ( قطعت رأس الكبشين ) على الإفراد؛ ولك أن تقول أيضًا: ( قطعت رأسي الكبشين ) على التثنية .

اقتباس:

قالوا: وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك، أن يعبروا بلفظ الجمع مضافًا إلى ضمير المثنى؛ لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام، فهما يتبادلان .

أخي الكريم :
أشكر لك الرد , جزاك الله خيرا .
ولكن يبدو أنني لم أفهم ما قصدته بقولك : ( مثنى لا مفرد له من لفظه ) فهلّا بيّنت ؟!

أبو عبدالرحمن 04-27-2008 10:23 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
يا مبرد الخطاب هنا للجمع والموضوع موضوع جمع!!!!!!!

ومشكورين يا مناهل على الموضوع والنقل المفيد..

ابن عمر وافتخر 04-28-2008 12:27 AM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
جزاك الله خيرا على الاضاءة الجميلة والقران تحدى الله به العرب في لغتهم وايضا كل يوم تظهر لنا منه معجزات

مدهش 04-28-2008 01:27 AM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
مناهل
كتب الله أجرك على هذا الموضوع


اقتباس:

مثنى لا مفرد له من لفظه
اقتباس:

يا مبرد الخطاب هنا للجمع والموضوع موضوع جمع!!!!!!!

الخطاب في قوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } (التحريم:4)
لعائشة وحفصة رضي الله عنهما
وبما أن الخطاب في ( قلوبكما ) لمثنى فلماذا لم يقل : قلباكما ؛ حيث إن لكل منهما قلب ؟ !
هنا وقع الإشكال لمن يجهل لغة العرب .
علّل ذلك الإمام الشوكاني بقوله: ( وقال قلوبكما ولم يقل قلباكما لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد ) فتح القدير , المجلد الخامس ص 311

أبو عبدالرحمن 04-28-2008 08:24 AM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
صحيح ..كلامي لم يكن واضح! أقصد أن الكلمة ( جمع ) والحديث حولها ، لماذا جُمعتْ ؟

أبو عبيدة 04-28-2008 05:42 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
بارك الله فيك

مناهل 04-28-2008 09:04 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
اقتباس:

ومشكورين يا مناهل على الموضوع والنقل المفيد..
اقتباس:

جزاك الله خيرا على الاضاءة الجميلة والقران تحدى الله به العرب في لغتهم وايضا كل يوم تظهر لنا منه معجزات
بارك الله فيكما , أشكر لكما ردكما .

مناهل 04-28-2008 09:12 PM

رد : وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدهش (المشاركة 169292)
الخطاب في قوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } (التحريم:4)
لعائشة وحفصة رضي الله عنهما
وبما أن الخطاب في ( قلوبكما ) لمثنى فلماذا لم يقل : قلباكما ؛ حيث إن لكل منهما قلب ؟ !
هنا وقع الإشكال لمن يجهل لغة العرب .
علّل ذلك الإمام الشوكاني بقوله: ( وقال قلوبكما ولم يقل قلباكما لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد ) فتح القدير , المجلد الخامس ص 311


بورك فيك أخي الكريم
أشكر لك الإيضاح والإضافة , جزاك الله خير الجزاء , ونفع بجهودك .


الساعة الآن 10:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by