منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   ماهي الجن ((منقول)) (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=7791)

النتيف 01-19-2007 06:18 AM

ماهي الجن ((منقول))
 
besmallah:

لقد قرأت هذا الموضوع في أحد المنتديات واستمتعت به كثيراً كما استفدت منه في أمور كنت أجهلها وأحببت أن أنقله لكم لتعم الفائده
ملاحظة : قرب براد الشاهي منك أولاً ثم استمتع بالابحار في الموضوع





الجن هو عالم آخر غير الإنسان وعالم الملائكة ، بينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الإنصاف بصفة العقل والإدراك ، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر ، يخالفون الإنسان فى أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان .

وسموا جناً لاجتنابهم أى استتارهم عن العيون ، ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) " سورة الأعراف / 27 "

أصلهم :

أخبرنا الله عز وجل أن الجن قد خلقوا من النار فى قوله : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) " سورة الحجر / 27 " وفى سورة الرحمن ، ( وخلق الجان من مارج من نار ) " آية 15 " وقد قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغير واحد فى قوله : ( مارج من نار ) طرف اللهب ، وفى رواية من خالصه وأحسنه : ( البداية والنهاية 1/59 ) وقال النووى فى شرحه على مسلم : " المارج اللهب المختلط بسواد النار "

وفى الحديث الذى أخرجه مسلم عن عائشة ، عن النبىe قال :

" خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم "

* متى خلقوا ؟
لا شك أن خلق الجن متقدم على خلق الإنسان لقوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) ، ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفى عام وهذا دليل عليه من كتاب ولا سنة .



· أسماء الجن فى لغة العرب :

قال ابن عبد البر : الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب :

1- فإذا ذكروا الجن خالصاً قالوا جنى .

2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر والجمع عمار .

3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح .

4- فإن خبث وتعرض قالوا : شيطان .

5- فإذا زاد أمره على ذلك وقوى أمره قالوا : عفريت .



· أصناف الجن :

يقول الرسول - e - فى هذا : ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير فى الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) رواه الطبرانى ، والحاكم ، والبيهقى فى الأسماء والصفات بإسناد صحيح " صحيح الجامع 3/85 "



لا مجال للتكذيب بعالم الجن :

أنكرت قلة من الناس وجود الجن إنكاراً كلياً ، وزعم بعض المشركين أن المراد بالجن أرواح الكواكب " مجموع الفتاوى 24/280 "

وزعمت طائفة من الفلاسفة : أن المراد بالجن نوازع الشر فى النفس الإنسانية وقواها الخبيثة كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيهم . " مجموع الفتاوى 4/346 "

وزعم فريق من المحدثين ( بفتح الدال المخففة ) : أن الجن هم الجراثيم والميكروبات التى كشف عنها العلم الحديث .

وقد ذهب الدكتور محمد البهى ( فى تفسير سورة الجن ) أن المراد بالجن الملائكة فالجن والملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما ، ومما أستدل به : أن الملائكة مستترون عن الناس ، إلا أنه أدخل فى الجن من يتخفى من عالم الإنسان فى إيمانه وكفره ، وخيره وشره " تفسير سورة الجن ص8 "



· · · رؤية الحمار والكلب للجن :

إذا كنا لا نرى الجن فإن بعض الأحياء يرونهم كالحمار والكلب ، ففى مسند احمد ، وسنن أبى داود بإسناد صحيح عن جابر مرفوعا : " إذ سمعتم نباح الكلاب ، ونهيق الحمير بالليل ، فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنهن يرون ما لا ترون "

وهذا ليس غريبا فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية ما لا نراه ، فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية ، ولذلك فإنه يرى الشمس حال الغيم ، والبومة ترى الفأر فى ظلمة الليل البهيم 000



· الشيطان والجان


الشيطان الذى حدثنا عنه الله فى القرآن من عالم الجن ، كان يعبد الله فى بداية أمره ، وسكن السماء مع الملائكة ، ودخل الجنة ، ثم عصى ربه عندما أمره أن يسجد لآدم استكباراً وعلواً وحسداً ، فطرده الله من رحمته .

والشيطان فى لغة العرب يطلق على كل عات متمرد ، وقد أطلق على هذا المخلوق لعتوه وتمرده على ربه .

وأطلق عليه لفظ ( الطاغوت )( الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت ، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ( سورة النساء/76 ) وهذا الاسم معلوم عند غالبية أمم الأرض بنفس اللفظ كما يذكر العقاد فى كتابه ( إبليس ) وإنما سمى طاغوتاً لتجاوزه حده ، وتمرده على ربه ، وتنصيبه نفسه إلهاً يعبد .

وقد يئس هذا المخلوق من رحمة الله ، ولذا أسماه الله ( إبليس ) والبلس فى لغة العرب من لا خير عنده ، وأبلس يئس وتحير .

ويذكر جمع من علماء السلف أن أسمه قبل أن يعصى ( عزازيل ) والله أعلم بمدى صحة ذلك .







· الشيطان مخلوق :

الذى يطالعه ما جاء فى القرآن والحديث عن الشيطان يعلم أنه مخلوق يعقل ويدرك ويتحرك و 000 وليس كما يقول بعض الذين لا يعلمون : " أنه روح الشر متمثلة فى غرائز الإنسان الحيوانية التى تصرفه ، إذا تمكنت من قلبه عن المثل الروحية العليا " ( دائرة المعارف الحديثة ص357 )

أصله :

سبق القول بأن الشيطان من الجن ، وقد نازع فى هذه المسألة بعض المتقدمين والمتأخرين ، وحجتهم فى ذلك قوله تعالى : ( وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس أبى ، وكان من الكافرين )( سورة البقرة/34 ) وأمثال هذه الآية التى يستثنى الله فيها إبليس من الملائكة ، والمستثنى لا يكون إلا جنس المستثنى منه عادة .

وقد نقلت لنا كتب التفسير والتاريخ أقوال جملة من العلماء ، يذكرون أن إبليس كان من الملائكة ، وانه كان خازناً للجنة ، أو للسماء الدنيا ، وانه كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة 000 إلى آخر تلك الأقوال ، قال ابن كثير فى تفسيره ( 4/3979 ) : ( وقد روى فى هذا آثار كثيرة عن السلف ، وغالبها من الإسرائيليات التى تنقل لينظر فيها ، والله أعلم بحال كثير منها ، ومنها ما يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذى بأيدينا ، وفى القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ، لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، كما لهذه الأمة من الأئمة ، والعلماء ، والسادة ، والأتقياء ، والبررة ، والنجباء من الجهابذة النقاد ، والحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث ، وحرروا وبينوا صحيحه ، من حسنه ، من ضعفه ، من منكره ، وموضوعه ، ومتروكه ، ومكذوبه ، وعرفوا الوضاعين ، والكذابين ، والمجهولين ، وغير ذلك من أصناف الرجال كل ذلك صيانة للجناب النبوى ، والمقام المحمدى خاتم الرسل وسيد البشر - e- أن ينسب إليه كذب ، أو يحدث عنه بما ليس فيه "

وما احتجوا به من أن الله استثنى إبليس من الملائكة 00 ليس دليلا قاطعاً ، لاحتمال أن يكون الاستثناء منقطعاً ، بل هو كذلك حقاً ، للنص على انه من الجن فى قوله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ، ففسق عن أمر ربه 00 ) ( سورة الكهف/50 )

وقد ثبت لدينا بالنص الصحيح أن الجن غير الملائكة والإنس ، فقد أخبر المصطفى - e - : ( أن الملائكة خلقوا من نور ، وأن الجن خلقوا من نار ، وأن آدم خلق من طين ) والحديث فى صحيح مسلم .

قال الحسن البصرى : لم يكن إبليس من الملائكة طرفى عين (البداية والنهاية 1/79 ) والذى حققه ابن تيمية : أن الشيطان كان من الملائكة باعتبار صورته ، وليس منهم باعتبار أصله ، ولا باعتبار مثاله ) مجموع الفتاوى 4/346 )


· طعام الجن وشرابهم :

- الجن والشيطان منهم ، يأكلون ويشربون ، ففى صحيح البخارى عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن النبى - e - أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها ، وقوله له : " ولا تأتيني بعظم ولا بروثة " ولما سأل أبو هريرة الرسول - e- بعد ذلك عن سر نهيه عن العظم والروثة ، قال : هما من طعام الجن ، وإنه أتانى وفد نصيبين – ونعم الجن – فسألونى الزاد ، فدعوت الله لهم : أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاما " وفى سنن الترمذى بإسناد صحيح : " لا تستنجوا بالروث ، ولا بالعظام ، فإنه زاد إخوانكم من الجن " ( صحيح الجامع 2/154 ) وفى صحيح مسلم عن ابن مسعود " أتانى داعى الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم لحما ، وكل بقرة علف لدوابكم ، فقال النبى - e - : " فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم " (1)

(1) إذا كنا منهيين عن إفساد طعام الجن فيحرم علينا من باب أولى إفساد طعام الإنس .

وقد أخبرنا الرسول - e - أن الشيطان يأكل بشماله ، وأمرنا بمخالفته فى ذلك ، روى مسلم فى صحيحه عن ابن عمر رضى الله عنهما ، أن النبى - e - قال : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله "

وفى مسند أيضاً " إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا ، وإن دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله ، قال : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء " وأخرجه مسلم أيضا . ففى هذه النصوص دلالة قاطعة على ظان الشياطين تأكل وتشرب .

وكما أن الإنس منهيون عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه من اللحوم ، فكذلك الجن المؤمنون جعل لهم الرسول - e - طعاماً كل عظم ذكر اسم الله عليه ، فلم يبح لمه متروك التسمية ، ويبقى متروك التسمية لكفرة الجن : الشياطين ، فإن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله ، ولأجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى ان الميتة طعام الشيطان ، لأنه لم يذكر اسم الله عليها .

واستنتج ابن القيم من قوله تعالى : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ) ( سورة المائدة /90 ) أن المسكر شراب الشيطان ، فهو من الشراب الذى عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم فى عمله فيشاركهم فى شربه ، وإثمه وعقوبته . .


· هل يتزاوج الجن ويتكاثرون ؟
الذى يظهر ان الجن يقع منهم النكاح ، وقد استدل بعض العلماء على ذلك بقوله تعالى فى أزواج أهل الجنة ( لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان ) ( سورة الرحمن /56 ) وذكر صاحب ( لوامع الأنوار البهية ) حديثاً يحتاج إلى نظر فى إسناده ، يقول : ( إن الجن يتوالدون ، كما يتوالد بنو آدم ، وهم أكثر عدداً ) رواه ابن أبى حاتم ، وأبو الشيخ فى العظمة عن قتادة . وسواء أصح هذا الحديث أم لم يصح فإن الآية صريحة فى أن الجن يتاتى منهم الطمث وحسبنا هذا دليلاً .

وقد زعم قوم أن الجن لا يأكلون ولا يشربون ، ولا يتناكحون ، وهذا القول تبطله الأدلة من الكتاب والسنة التى سقناها .

وبعض العلماء ذكر أن الجن أنواع منهم من ] أكل ويشرب ومنهم من ليس كذلك ، يقول وهب بن منبه " الجن أجناس : فأما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ، ولا يموتون ، ولا يتوالدون ، ومنهم أجناس يأكلون ، ويشربون ، ويتوالون ، ويتناكحون ، ويموتون ، قال : وهى هذه السعالى والغول وأشباه ذلك " . أخرجه ابن جرير ( لوامع الأنوار 2/222 )

وهذا الذى ذكره وهب يحتاج إلى دليل . وقد حاول بعض العلماء الخوض فى الكيفية التى يأكلون بها ، هل هو مضغ وبلع ، او تشمم واسترواح ، والبحث فى ذلك خطا لا يجوز لأننا لا نعلم بالكيفية ، ولم يخبرنا الله ورسوله - e - .

· زواج الإنس والجن :

لا زلنا نسمع أن فلاناً من الناس تزوج جنية ، أو أن امرأة من الإنس خطبها جنى ، وقد ذكر السيوطى آثاراً وأخباراً عن السلف والعلماء تدل على وقوع التناكح بين الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف "

وعلى فرض إمكان وقوعه فقد كرهه جمع من العلماء كالحسن وقتادة والحكم وإسحاق ، والإمام مالك – رحمه الله – لا يجد دليلا ينهى عن مناكحة الجن ، غير أنه لم يستحبه ، وعلل ذلك بقوله : " ولكنى أكره إذا وجدت امرأة حامل فقيل من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد " .

وذهب قوم إلى المنع منذ لك ، واستدلوا على مذهبهم بان الله امتن على عباده من الإنس بأنه جعل لهم أزواجاً من جنسهم : ( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ) ( سورة الروم /21 ) .

فلو وقع فلا يمكن ان يحدث التآلف والانسجام بين الزوجين لاختلاف الجنس ، فتصبح الحكمة من الزواج لاغية ، إذ لا يتحقق السكن والمودة المشار إليهما فى الآية الكريمة .

وعلى كل فهذه مسألة يزعم بعض الناس وقوعها فى الحاضر والماضى فإذا حدثت فهى شذوذ – قلما – يسأل فاعلها عن حكم الشرع فيها وقد يكون فاعلها مغلوباً على أمره لا يمكنه أن يتخلص من ذلك .

ومما يدل على إمكان وقوع التناكح بين الإنس والجن أن حور الجنة قال الله فيهن ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( سورة الرحمن /56 ) فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء .

· هل تموت الشياطين :

لا شك أن الجن ومنهم الشياطين يموتون ، إذ هم داخلون فى قوله تعالى :

( كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، فبأى آلاء ربكما تكذبان ) ( سورة الرحمن /26-28 )

وفى صحيح البخارى عن ابن عباس أن النبى - e - كان يقول :

( أعوذ بعزتك الذى لا إله إلا أنت ، الذى لا يموت ، والجن والإنس يموتون )


· مساكن الجن وأماكنهم وأوقات تواجدهم :

الجن يسكنون هذه الأرض التى نعيش فوقها ، ويكثر تواجدهم فى الخراب والفلوات ، ومواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر ، ولذلك – كما يقول ابن تيمية – ياوى إلى كثير من هذه الأماكن التى هى مأوى الشياطين : الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين ، وقد جاءت الأحاديث التى تنهى عن الصلاة فى الحمام ، لأجل ما فيها من نجاسة ، ولأنها مأوى الشياطين ، وفى المقبرة لأنها ذريعة إلى الشرك ، مع أن المقابر قد تكون مأوى للشياطين .

ويكثر تواجدهم فى الأماكن التى يستطيعون أن يفسدوا فيها كالأسواق ، فقد أوصى الرسول - e - أحد أصحابه قائلاً : ( لا تكونن إن استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته ) رواه مسلم فى صحيحه .

والشياطين تبيت فى البيوت التى يسكنها الناس ، وتطردها التسمية وذكر الله وقراءة القرآن خاصة سورة البقرة وآية الكرسى منها ، وأخبر الرسول - e - أن الشياطين تنتشر ، وتكثر بحلول الظلام ، ولذا أمرنا أن نكف صبياننا فى هذه الفترة وهو حديث متفق عليه .

والشياطين تهرب من الأذان ولا تطيق سماع صوته ، وفى رمضان تصفد الشياطين .



· من مجالس الشياطين :

تحب الشياطين الجلوس بين الظل والشمس ، لذا نهى الرسول - e- عن الجلوس بينهما ، وهو حديث صحيح مروى فى السنن وغيرها .



· حيوانات تصاحبها الشياطين :

نمن هذه الحيوانات الإبل ، يقول الرسول - e - : ( إن الإبل خلقت من الشياطين ، وان وراء كل بعير شيطاناً ) رواه سعيد بن منصور فى سننه بإسناد مرسل حسن ( صحيح الجامع 2/52 ) ومن أجل ذلك نهى الرسول - e - عن الصلاة فى مبارك الإبل ، ففى مسند أحمد ، وسنن أبى داود أن الرسول - e - قال : ( لاتصلوا فى مبارك الإبل ، فإنها من الشياطين ، وصلوا فى مرابض الغنم فإنها بركة 00 )

وفى سنن ابن ماجة بإسناد صحيح : ( ولا تصلوا فى أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين )

وهذه الأحاديث ترد على من قال بأن علة النهى عن الصلاة فى مبارك الإبل نجاسة أبوالها وروثها ، فالصحيح أن روث وبول ما يؤكل لحمه غير نجس .



· قبح صورة الشيطان :

الشيطان قبيح الصورة ، وهذا مستقر فى الأذهان ، وقد شبه الله ثمار شجرة الزقوم التى تنبت فى أصل الجحيم برؤوس الشياطين ن لما علم من قبح صورهم وأشكالهم ( إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) ( سورة الصافات / 64 – 65 )


· قدراتهم :

أعطى الله الجن قدرة لم يعطها للبشر ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم فمن ذلك - سرعة الحركة والانتقال :

فقد تعهد عفريت من الجن لنبى الله سليمان بإحضار عرش ملكة اليمن إلى بيت المقدس فى مدة لا تجاوز قيام الرجل من جلوسه ، فقال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين ، قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، فلما رآه مستقراً عنده قال : هذا من فضل ربى 000 ) ( سورة النمل / 39 – 40 )



- سبقهم الإنسان فى مجالات الفضاء :

ومنذ القدم كانوا يصعدون إلى أماكن متقدمة فى السماء ، فيسترقون أخبار السماء ليعلموا بالحديث قبل أن يكون ن فلما بعث الرسول - e - زيدت الحراسة فى السماء : ( وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهبا ، وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصداً ) ( سورة الجن /8-9 )

وقد وضح الرسول - e - كيفية استراقهم السمع ، فعن أبى هريرة يبلغ به النبى - e - " إذا قضى الله الأمر فى السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسلة على صفوان ، قال على وقال غيره : ينفذهم ذلك ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الذى قاله الحق ، وهو العلى الكبير ، فيسمعها مسترقو السمع ، ومستمعو السمع هكذا ، واحد فوق آخر ، ووصف سفيان بيده ، وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض ، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمى بها إلى صاحبه فيحرقه ، وربما لم يدركه حتى يرمى بها إلى الذى يليه ، إلى الذى هو اسفل منه ، حتى يلقوها إلى الأرض ، وربما قال سفيان : حتى تنتهى إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة ، فيصدق ، فيقلولون : ألم يخبرنا يوم كذا بكذا وكذا ، فوجدناه حقاً للتى سمعت من السماء " رواه البخارى فى صحيحه .



· علمهم بالإعمار والتصنيع :

أخبرنا الله أنه سخر الجن لنبيه سليمان ، فكانوا يقومون له بأعمال كثيرة تحتاج إلى قدرات وذكاء ومهارات ، ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ، ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير ، يعملون له ما يشاء من محاريب ، وتماثيل ، وجفان كالجواب ، وقدور راسيات ) ( سورة سبأ/13 ) .

ولعلهم قد توصلوا منذ القدم إلى اكتشاف مثل ( الراديو والتليفزيون ) فقد ذكر ابن تيمية ( مجموع الفتاوى 11/309 ) أن بعض الشيوخ الذين كان لهم اتصال بالجن اخبره وقال له : " إن الجن يرونه شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج ، ويمثلون له فيه ما يطلب منه من الأخبار به ، قال فأخبر الناس به ، ويوصلون إلى كلام من استغاث بى من أصحابى ، فأجيبه فيوصلون جوابى إليه " .



· قدرتهم على التشكيل :

للجن قدرة على التشكيل بأشكال الإنسان والحيوان ، فقد جاء الشيطان المشركين يوم بدر فى صورة سراقة بن مالك ، ووعد المشركين بالنصر ، وفيه أنزل : ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ، وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم ) ( سورة الأنفال /48 ) .

ولكن عندما التقى الجيشان وعاين الملائكة تتنزل من السماء ولى هاربا : ( فلما ترآت الفئتان نكص على عقبيه ، وقال : إنى برئ منكم ، إنى أرى ما لا ترون ، إنى اخاف الله 00 ) ( سورة الأنفال /48 ) وقد جرى مع أبى هريرة قصة طريفة رواها البخارى وغيره ، قال أبو هريرة : وكلنى رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتانى آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذاته ، وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله - e - قال : إنى محتاج ، وعلى عيال ، ولى حاجة شديدة ، قال فخليت عنه ، فأصبحت فقال النبى - e - يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا ن فرحمته ، فخليت سبيله ، قال أما إنه كذبك وسيعود ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - e - إنه سيعود ، فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله - e- قال : دعنى . فإنى محتاج ، وعلى عيال ، لا أعود . فرحمته . فخليت سبيله ، فأصبحت . فقال رسول الله -e- : يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك ؟ قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته . فخليت سبيله . قال : إما إنه كذبك وسيعود ، فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو الطعام ، فأخذاته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله -e- . وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، ثم تعود قال : دعنى أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هو ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى ( الله لا إله إلا هو الحى القيوم ) حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال لى رسول الله -e- ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمنى كلمات ينفعنى الله بها فخليت سبيله ، قال : ما هى ؟ قلت قال لى : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الله لا إله إلا هو الحى القيوم ، وقال لى : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وكانوا أحرص شئ على الخير ، قال النبى : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال : لا قال : ذاك شيطان " فقد تشكل



· هذا الشيطان فى صورة إنسان :

وقد يتشكل فى صورة حيوان : جمل أو حمار ، أو بقرة ، أو كلب أو قط .

خاصة الكلاب السود ، ولذا أخبر الرسول -e- أن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة وعلل ذلك بـأن ( الكلب الأسود شيطان ) يقول ابن تيمية : " الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا ، وكذلك بصورة القط الأسود ، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وفيه قوة الحرارة " .



· جنان البيوت :

تتشكل الجان بشكل الحبات وتظهر للناس ، ولذا نهى الرسول - e ** يكون هذ المقتول جنياً قد اسبلم ، ففى صحيح مسلم عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله e " إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا ، فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً *** فانه شيطان "

وقد قتل أحد الصحابة حية من حيات البيوت ، فكان فى ذلك هلاكه ، روى مسلمك فى صحيحه : أن أبا السائب دخل على أبي سعيد الخدري فى بيته ، فوجده يصلي ، قال : فجلست أنتظره حتى يقضى صلاته ، فسمعت تحريكاً فى عراجين فى ناحية البيت ، فألتفت ، فاذا حية ، فوثبت لأقتلها ، فأشار الى أن أجلس ، فجلست ، فلما انصرف أشار الى بيت فى الدار ، فقال :

أترى هذا البيت ؟ قلت : نعم 0 قال : كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله -e - بأنصاف النهار ، فيرجع الى أهله ، فأستأذنه يوماً ، فقال له رسول الله e " خذ عليك سلاحك ، فإنى أخشى عليك قريظة ، فأخذ الرجل سلاحه ، ثم رجع ، فإذا امرأته بين البابين قائمة ، فأهوى إليها برمح ليطعنها به ، وأصابته غيره ، فقالت له : أكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذى أخرجني ، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج ، فركزه فى الدار ، فاضطربت عليه ، فما يدرى أيهما كان اسرع موتاً : الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسول الله- e

فذكرنا ذلك له ، وقلنا أدع الله يحييه لنا ، فقال :

" استغفروا لصاحبكم " ثم قال : " أن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رايتم منهم شيئاً فآذنوا ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان "



· تنبيهات :

1- هذا الحكم ، وهو النهي عن قتل هذه الحيوانات خاص بالحيات دون غيرها0

2- وليس كل الحيات ؛ بل الحيات التى نراها فى البيوت دون غيرها ، أما التى نشاهد خارج البيوت فنحن مأمورون بقتلها0

3-ا ذا رأيت حيات البيوت فنؤذنها أى نأمرها بالخروج ، كأن نقول:

أقسمت عليك بالله أن تخرجى من هذا المنزل ، وأن تبعدى عنا شرك وإلا قتلناك0

فان رؤيت بعد ثلاثة أيام قتلت0

4- والسبب فى قتلها بعد ثلاثة أيام أننا نكون قد تأكدنا أنها ليست جناً مسلماً ، لأنها لو كانت كذلك لغادرت المنزل 0 فان كانت أفعى حقيقية فهي تستحق القتل ، وإن كانت جناً كافراً متمرداً فهو يستحق القتل ، لأذاه وإخافته أهل المنزل0

5- يستثنى من جنان البيوت نوع يقتل بدون استئذان ، ففي صحيح البخارى عن أبى لبابة أن الرسول - e - قال : ( لا تقتلوا الجنان ، إلا كل أبتر ذى طفيلتين ؛ فانه يسقط الولد ، ويذهب البصر فاقتلوه ) 0


يــتـــبــع

النتيف 01-19-2007 06:23 AM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 


ملاحظة : عدل جلستك وخليهم يسون براد شاهي ثاني
·



الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق:

ففى صحيحي البخارى ومسلم عن أنس ، قال : قال رسول الله - e -:

" إن الشيطان يجرى من الانسان مجرى الدم " وفى الصحيحين عن صفية بنت حي زوج النبى - e قالت: " كان رسول الله - e - معتكفاً ، فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ، ثم قمت لأنقلب ، فقام معي ليلبني (يردني ) ، وكان مسكنها فى دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا رسول الله - e - أسرعا ، فقال النبى - e - على رسلكما أنها صفية بنت حي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله !! قال : إن الشيطان يجرى من ابن أدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف فى قلوبكما شراً ، أو قال شيئاً "



· ضعفهم وعجزهم:

قال تعالى:

" إن كيد الشيطان كان ضعيفاً " (سورة النساء/76 ) وسنعرض لبعض هذه الجوانب التى عرفنا الله ورسوله بها0



· لا سلطان لهم على عباد الله الصالحين:

لم يعط الرب سبحانه – الشيطان – القدرة على إجبار الناس ، وإكراههم على الضلال والكفر ، ( عبادى ليس لك عليهم سلطان ، وكفى بربك وكيلا ) (سورة الإسراء /65 ) ( وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو فى شك ) ( سورة سبأ /21) 0 ومعنى ذلك أن الشيطان ليس له طريق يتسلط به عليهم لا من جهة الحجة ، ولا من جهة القدرة0

والشيطان يدرك هذه الحقيقة ، ( قال : رب بما أغويتينى لأزينن لهم فى الأرض ، ولأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين ) ( سورة الحجر 39- 40 )

وإنما يتسلط على العباد الذين يرضون بفكره ، ويتابعوه عن رضا وطواعية : ( أن عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين) (سورة الحجر /42 ) وفى يوم القيامة يقول الشيطان لأتباعه الذين أضلهم وأهلكهم : ( وما كان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى ) ( سورة إبراهيم /22)

وفى الآية الأخرى : ( إنما سلطانه على الذين يتولونه ، والذين هم به مشركون ) ( سورة النحل / 100 )

والسلطان هو تسلكه عليهم بالإغواء والإضلال ، وتمكنه منهم ، بحيث يؤزهم على الكفر والشرك ويزعجهم إليه ، ولا يدعهم يتركونه كما قال تعالى : ( ألم تر أنا أرسلـنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً ) ( سورة مريم/ 83 ) ، ومعنى تؤزهم : تحركهم وتهيجهم



· وقد يسلط على المؤمنين بسبب ذنوبهم:

ففي الحديث " إن الله- تعالى- مع القاضى ما لم يحد ، فإذا جار تبرأ منه ، وإلزامه الشيطان " واه الحاكم ، والبيهقى بإسناد حسن ( انظر صحيح الجامع 2/ 130 )

ويروى لنا أبو الفرج ابن الجوزى – رحمه الله – عن الحسن البصرى – رحمه الله – قصة طريفة ، وبغض النظر عن مدى صحتها إلا أنها تصور قدرة الإنسان على قهر الشيطان إذا أخلص دينه الله ، وكيف يصرع الشيطان الإنسان ؟ إذا ضل وزاغ ، يقول الحسن : كانت شجرة تعبد من دون الله ، فجاء إليها رجل ، فقال : لأقطعن هذه الشجرة ، فجاء ليقطعها غضبا لله ، فلقيه إبليس فى صورة إنسان ، فقال : ما تريد ؟ قال : أريد أن اقطع هذه الشجرة التى تعبد من دون الله ، قال إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها ؟ قال : لأقطعنها . فقال له الشيطان : هل لك فيما هو خير لك ؟ لا تقطعها ، ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك . قال : فمن أين يأتى لى ذلك ؟ قال أنا لك . فرجع ، فأصبح فوجد دينارين عند وسادته . ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئاً ، فقام غضباً ليقطعها ، فتمثل له الشيطان فى صورته ، وقال ما تريد ؟ قال : أريد قطع هذه الشجرة التى تعبد من دون الله تعالى . قال : كذبت ، مالك إلى ذلك من سبيل ، فذهب ليقطعها ، فضرب به الأرض ، وخنقه حتى كاد يقتله ، قال : أتدرى من أنا ؟ أنا الشيطان ، جئت أول مرة غضباً لله ، فلم يكن لى عليك سبيل ، فخدعتك بالدينارين ، فتركتها ، فلما جئت غضباً للدينارين سلطت عليك ) ( تلبيس إبليس 43 ) .

وقد حدثنا الله فى كتابه عن شخص آتاه الله آياته ، فعلمها ، وعرفها ثم إنه ترك ذلك كله ، فسلط الله عليه الشيطان ، فأغواه ، وأضله ، وأصبح عبرة تروى ، وقصة تتناقل ( واتل عليهم نبا الذى آتيناه آياتنا ، فإنسلخ منها ، فأتبعه الشيطان ، فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ، ولكنه أخلد إلى الأرض ، وابتع هواه ، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث ، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ، فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ( سورة الأعراف / 175 – 176 ) وواضح أن هذا المثل لمن عرف الحق وكفر به كاليهود الذين يعلمون أن محمداً مرسل من ربه ، ثم هم يكفرون به .

أما هذا الذى عناه الله هنا ، فقال بعضهم : هو بلعام بن باعورا ، كان صالحا ثم كفر ، وقيل هو امية بن أبى الصلت من المتأهلين فى الجاهلية ، أدرك الرسول - e - ولم يؤمن به حسدا ، وكان يرجو ان يكون هو النبى المبعوث ، وليس عندنا نص صحيح يعرفنا بالمراد من الآية على وجه التحديد . وهذا الصنف ( الذى يؤتى الآيات ثم يكفر ) صنف خطر به شبه من الشيطان ، لن الشيطان كفر بعد معرفته الحق ، ولقد تخوف الرسول -e- هذا النوع على أمته ، روى الحافظ أبو يعلى عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله -e- : ( إن مما اتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجة عليه ، وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ) قال : قلت يا رسول الله : أيهما أولى بالسيف : الرامى أم المرمى ؟ قال ( بل الرامى ) قال ابن كثير : وهذا إسناد جيد ( انظر تفسير ابن كثير 3/252 ).



· خوف الشيطان وهربه من بعض عباد الله :

إذا تمكن العبد فى الإسلام ، ورسخ الإيمان فى قلبه ، وكان وقافا عند حدود الله فإن الشيطان يفرق منه ، ويفر منه ، كما قال الرسول -e- لعمر بن الخطاب : ( إن الشيطان ليفرق من يا عمر ) رواه أحمد والترمذى ، وابن حيان بإسناد صحيح ( صحيح الجامع 2/74 ) . وقال فيه أيضاً : " إنى لأنظر شياطين الجن والإنس فروا من عمر " رواه الترمذى بإسناد صحيح ( صحيح الجامع 2/329 )

وليس ذلك خاصا بعمر ، فإن من قوة إيمانه يقهر شيطانه ، ويذله كما فى الحديث : ( إن المؤمن لينصى شيطانه كما ينصى أحدكم بعيره فى السفر ) رواه أحمد ، قال ابن كثير فى ( البداية 1/73 ) بعد سوقه لهذا الحديث : ( ومعنى لينصى شيطانه : ليأخذ بناصيته ، فيغلبه ، ويقهره ، كما يفعل بالبعير إذا شرد ثم غلبه ) .

وقد يصل الأمر أن يؤثر المسلم على قرينه الملازم له فيسلم ، أخرج الإمام أحمد فى مسنده ، ومسلم فى صحيحه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله -e- : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة ) قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال :( وإياى، ولكن الله أعاننى عليه فلا يأمرنى إلا بخير )

وفى رواية ابن عباس عن الإمام أحمد بإسناد على شرط الصحيح :( ولكن الله أعاننى فأسلم ) وفى رواية عائشة عن مسلم (ولكن ربى أعاننى عليه حتى أسلم )



· تسخير الجن لسليمان :

سخر الله لنبيه سليمان فى جملة ما سخر الجن ، والشياطين ، يعملون له ما يشاء ، ويعذب ويسجن العصاة منهم : ( فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب ، والشياطين كل بناء وغواص ، وآخرين مقرنين فى الأصفاد ) ( سورة ص/ 36-38 ) .

وقال فى سورة سبأ : ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ، يعملون له ما يشاء من محاريب ، وتماثيل ، وجفان كالجواب ، وقدور راسيات ) ، ( سورة سبأ 12-13 ) .

وهذا التسخير على هذا النحو استجابة من الله لعبده سليمان عندما دعاه وقال :

( وهب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى ) ( سورة ص /35 ) . وهذه الدعوة هى التى منعت نبينا محمد -e- من ربط الجنى الذى جاء بشهاب من نار ، يريد أن يرميه فى وجهه ، ففى صحيح مسلم عن أبى الدرداء قال : قام رسول الله -e- يصلى ، فسمعناه يقول : " أعوذ بالله منك " ، ثم قال : ( ألعنك بلعنة الله ثلاثا ) ، وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله ! قد سمعناك تقول فى الصلاة شيئاً ، لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك ، فقال : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى ، فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة ) .

وقد تكرر هذا أكثر من مرة ففى صحيح مسلم أيضاً عن أبى هريرة أن الرسول -e- قال : ( إن عفريتا من الجن جعل يتفلت على البارحة ليقطع على الصلاة ، وإن الله مكننى منه ، فذعته ، فلقد هممت أن أربطه إلى جانب سارية من سوارى المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون ، او كلكم ، ثم ذكرت قول أخى سليمان رب اغفر لى ، وهب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى ، فرده الله خاسئاً )



· عجزهم عن الإتيان بالمعجزات :

لا تستطيع الجن الإتيان بمثل المعجزات التى جاءت بها الرسل تدليلاً على صدق ما جاءت به .

فعندما زعم بعض الكفرة أن القرآن من صنع الشياطين قال تعالى : ( وما تنزلت به الشياطين ، وما ينبغى لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون ) ( سورة الشعراء / 210 – 212 ) .

وتحدى الله بالقرآن الإنس والجن : ( قل ك لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لا يأتاون بمثله ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( سورة الإسراء / 88 ) .



· لا يتمثلون بالرسول -e- فى الرؤيا :

والشياطين تعجز عن التمثل فى صورة الرسول -e- فى الرؤيا : ففى الحديث الذى يرويه الترمذى فى سننه بإسناد صحيح : ( من رآنى فإنى انا هو ، فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بى ) ( الجامع الصحيح 5/293 )

والظاهر من الأحاديث أن الشيطان لا يتزيا بصورة الرسول -e- الحقيقية ، ولا يمنعه هذا التمثل فى غير صورة الرسول -e- والزعم بأنه رسول الله .

ولذلك فلا يجوز أن يحتج بهذا الحديث على أن كل من رأى الرسول -e- فى المنام أنه رآه حقاً ، إلا إذا كانت صفته هى الصفة التى روتها لنا كتب الحديث . وإلا فكثير من الناس يزعم أنه رآه على صورة مخالفة للصورة المروية فى كتب الثقات .

لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدوداً معينة فى أجواز الفضاء:

قال تعالى : ( يا معشر الجن والإنس ، إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فأنفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان ، فبأى آلاء ربكما تكذبان ، يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس ، فلا تنتصران )(سورة الرحمن 33-35 )

فمع قدراتهم وسرعة حركتهم لهم مجالات لا يستطيعون أن يتعدوها وإلا فإنهم هالكون .



· لا يستطيعون فتح باب أغلق وذكر اسم الله عليه :

أخبر بذلك الرسول -e- حيث يقول : ( أجيفوا الأبواب ، وأذكروا اسم الله عليها ، فإن الشيطان لا يفتح باباً أجيف عليه ) 0 رواه أبو داود ، وأحمد ، وابن حيان ، والحاكم ، بإسناد صحيح ( الجامع الصحيح 1/229 ) .

وفى الحديث المتفق عليه : ( فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقا ، واوكوا قربكم ، وأذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم ، وأذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم ) 0 الجامع الصحيح 1/270 )

(منقول )

أبو علي 01-19-2007 08:04 AM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 
جزاك الله الف خير على هذا النقل المفيد ، وجعله في ميزان حسناتك

H Y T H A M 01-19-2007 03:40 PM

بارك الله فيك أخي الكريم
مشاركه رائعه

@ بن سلمان @ 01-19-2007 03:46 PM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 
براد الشاهي برد وانا ما شربته
من يقرأ عن بسم الله وتبيه يتقهوى
يعطيك العافية

النتيف 01-19-2007 08:02 PM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 
بن عزاب
ثمالي برشلوني
بن سلمان
أشكر لكم تشريفكم صفحتي بمروركم الكريم

`*ليال*` 01-21-2007 12:05 AM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 
http://pic.alfrasha.com/data/media/51/400.gif

النتيف 01-21-2007 12:31 PM

رد : ماهي الجن ((منقول))
 
مشكوووره أخت ليال


الساعة الآن 04:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by