منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   الحنين الى القرية .. (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=81459)

المقداد 05-21-2012 04:23 PM

الحنين الى القرية ..
 

لماذا الهجرة الى المدينة ؟؟
دائماً ما يراودني هذا السؤال؟ فما شاهدته خلال السنوات الماضية من إخلاء للقرية من سكانها الا من عدد يسير أمر يحز في نفسي ويبقيني في حالة من الأرق فلا أكاد أذكر هذا الا وأشعر بالتوجد والحسرة .

فالمكان الذي تربينا في كنفه وترعرعنا منذ أن وعينا هي هذه الأرض, وهذا التراب, وهذا الجبل, أخال أن كل الأشياء تعرفنا؛ الجبال والهضاب, الأودية والجناب, كل الطيور والحيوانات لقد أعتدت أنا رؤيتها كل يوم وهي إعتادة رؤيتي, أولئك القوم المجاورين لبيت أبي هم الآخرون طالما أستأنست بوجودهم .

ما أغرب هذه الدنيا كيف تبدل حال الناس وكيف تشرق بهم وتغرب ! لا أحد ينكر متعة الحياة في محيط القرية وما تخلفه من نبات حسن للجميع, ولا يخفى على أحد بساطتها وبساطة أهلها, ولا يستطيع أحد نفي ما يتمتع به ساكن القرية من صحة ونشاط تجعله بإذن الله بعيداً عن الأمراض التى تفشت في الناس وقتلتهم, فطعامهم ذاتي ومشربهم ذاتي, لم يتدخل أحد في ذلك سوى ما أنعم الله به عليهم في مزارعهم أو ماشيتهم .

للقرية في ذاكرتي تاريخ طويل ليس سهلاً أبداً أن أكتبه لمجرد الإرادة بذلك, بل هي حكايات طويلة منسوجة من وحي الماضي منذ أن كنا أطفالاً حول فسحة دارنا, نتأمل قطيع الماشية وننظر كيف أصبحت صداقتنا بها قوية متينة لدرجة أننا نسير من بينها ونتحسس صوفها وأوبارها ونمسح رؤسها دون إنزعاج منها أو خوف وارتياب !!

كل من يغوص في تلك الذكريات يتصور ويشعر بحيوية تتسلل الى أعماقه دون أن يعرف أن السبب هو رجع للأصل, للماضي, للبساطة ...! لا أنسى مراحل فتوة الشباب وما بعده وقبله كيف كانت الحياة تبتسم لنا تارة وتعبس فينا تارات, لكننا مع كل ذلك سعداء ففي كل الأحوال لا نحمل هماً ولا نحسد أحداً يومنا يغص بالعمل والأحداث, ليس لدينا متسع من الوقت للخلاف والمشاكلة مع أحد, ذلك الزمن إنطوى ولم يعد له وجود الا في صفحات التاريخ أو نكتب عنه لنتذكره بكثير من الحزن .

أرجو أن تصدقوني لو أعترفت لكم بأن أمنيتي العودة كي أعيش في القرية حيث البساطة مخلفاً وراء ظهري حياة المدن
حياة الجشع والطمع؟ حياة من أهمته الحياة عن الحياة ! حياة من فضل البساطة ولهث وراء الرسمية والتكلف !حياة محمومة أنا لا أحبها ولا الخوض في تفاصيلها ..

ما أحوجنا الى العودة في هذا الوقت من الزمان الذي يبحث فيه الكل عن هوية, فهي ركن ركين في تشكيل شخصياتنا, فقط علينا إنعاش ذاكرتنا قليلاً لنتمكن من رؤية كل شي ماثل أمامنا.. متجاوزين الخيال الى الحقيقة, علينا فقط أن نجلو ما عشعش أمام نواظرنا, نزيل الركام حتى نكشف جوهر المعادن الأصيلة من جديد, ونستدعي ذواتنا التى في تراثنا, في قريتنا, في الاباء والأجداد .

هذا الحديث نابع من الأعماق ولك أن يستوقفك أصله لتكون في حالة إنتشاء, تماماً مثل حالة الإنتشاء التى تحدث للمزارع أثناء رؤيته السيل يغمر مزرعته أو حين حصاد زرعه, أو كحالة إنتشاء ذلك الرويعي حين رواحه بماشيته نحو بيته !!

لن أطيل أكثر وغداً أعود ,, أو بعد غد مستكملاً هذا الحديث عن حياة القرية لتتناسل القصص ويصعد الواقع الى آفاق رحيبة .


المقداد

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الثمالي 05-21-2012 11:08 PM

رد: الحنين الى القرية ..
 
بارك الله فيك ايها المقداد -ولو عاد الانسان الى القريه اليوم فليست مثل الامس -اصبح كل واحد ماشي بهمه- حتى الاطفال في القريه اليوم ليسو اطفال الامس -كانو بالامس شبه معزولين عن العالم واليوم همومهم اكبر من ابائهم احيانا وذلك كونهم اليوم على اتصال بالعالم مما يزيدمن هم حصولهم على التكنلوجيا بكافه صورها واشكاله -من اجهزه محموله متطوره الى اجهزه اتصالات مختلفه المواصفات -حديثه ومتسارعه-وغير ذلك من المطالب التي تشغل بالهم وقد تعني لهم مشكله -الله على ايام زمان كان حده المغرب وينسى كل شي -الكلام يطول ولكن ننتظر تتمتكم -

صقر الحجاز 05-22-2012 12:20 AM

Re: الحنين الى القرية ..
 
ياطيب علومك يالمقداد
على طاري علومك جيت لمسقط الراس بعد سنين غياب وهي خاوية حتى الطير ماشفته ذلك اليوم
وقمت اتهيض واخاطب الدار ببعض العلوم وبعضها دفنته 0000وقلت

يادار جينا وارض الله وسيعه
0000000000000000000نقريك يادار سلم المسلمينا
ماصار يادار هجران وقطيعه
0000000000000000000ولا هو بتكريس للواقع مدينا
يادار دنيا العنا ماهي مطيعه
0000000000000000000000ايام ناتي لها وايام تاتينا
بشراك يادار حنا فالطليعه
00000000000000000فوق الاشده على طول السنينا
اهل الودايع ولا عشنا وديعه
00000000000000000ورد العزايم على الجنب المتينا
حقوقنا كامله مثل الشريعه
000000000000000000ماتنقص من شمال ومن يمينا
يادار جيناك والخطوه سريعه
000000000000000000حب وغلا في رياض الصالحينا
ماجيت يادار ومدور ذريعه
000000000000000000000لكن عوايد ونهج الغانمينا
اذا رحل قوم ماترحل طبيعه
00000000000000000000000بقدرة الله رب العالمينا

أبو عبدالرحمن 05-22-2012 12:37 AM

رد: الحنين الى القرية ..
 
سلمك الله أيها المقداد ورعاك

شجون ... أوقفت القلم

وذكريات... تسترجع الألم

بانتظار كل جديد من قلمك المعطاء

عيضه بن مساعد_البدوي 05-22-2012 01:20 AM

رد: الحنين الى القرية ..
 
بارك الله فيك أخي المقداد

الموضوع يستحق الوقوف عنده ونضر بجديه فهوه أمر يهم الجميع

مراسل ثقيف 05-22-2012 01:50 AM

رد: الحنين الى القرية ..
 
بارك الله فيك أخي المقداد على هذه المواضيع التي تعود بنا إلى الطبيعة وإلى النقاء إلى
الهدوء والسكينة، كنت أتناقش مع أحد الزملاء عن أهل القرية الذين رحلوا منها في وقت مبكر
وكنت أذكر له بأن الله رزقهم بوظائف أو أعمال حرة قد يكونون أحسن حالا من الذين لا زالوا في
القرية فذكر لي الزميل أن أهل القرية صحيا أفضل بكثير من سكان المدن، وقد تأكدت بنفسي
الآن أن أهل القرى أفضل صحيا من أهل المدن، وإن كان أهل المدن أفضل منهم ماديا،،

سهيل2012 05-22-2012 02:35 AM

رد: الحنين الى القرية ..
 
بارك الله فيك أيها المقداد !

وفي ما خطه قلمك ..

أتوقع هجرة عكسية تحدث مستقبلا ..

متى ما توافرت الخدمات التي من أجلها هجر الناس قراهم !

موضوع ذو شجووووون .. ويستحق المتابعة .

الحاج سلام 05-22-2012 09:12 AM

رد: الحنين الى القرية ..
 


كم هي جميلة مواضيعكم يامقداد وكم انت جميل في نظري انتقاء متميز وسرد ممتاز اطلعت عليه الان ولي عودة ان شاء الله .

رويعي الغنم 05-22-2012 12:41 PM

رد: الحنين الى القرية ..
 
حليف الشيخ العمدة المقداد بن الأسود :
أنني لك ولكل قارئ غيرك ناصح أمين بأن لا تزرع هذه المشاعر تجاه قريتك في بنيك وبناتك ومحبيك , فالقرية اليوم لم تعد هي القرية التي عهدتها بالأمس وأنما هي العزلة والفقر والندرة وتدني الخدمة ...
القرية الي تنوحون عليها كما نحنا على أطلالها من قبلكم لم تعد هي قرية الأمس التي كانت يوما ما عامرة بأهلها وبالألفة والمودة التي كانت عامرة بها قلوبهم , وصدق الشاعر عندما قال :
لعمرك ما حب الديار شغفن قلبي@@ولكن حب من سكن الدار....
أنصحكم فقد تسببت لي ذكريات الطفولة والحنين الى صفاء القرية والألفة التي عهدتها بين أهلها قبل ثلاثين عاما ونيف بخسارة ما يزيد على الثلاثمائة الف ريال في فرعة بلاد ثماله حيث مسقط رأسي , وحينها كانت القرية ومن سكنها أحسن حالا من حالها اليوم بكثير كثير , ومع ذلك فقد وجدتها غير التي عهدتها في ريعان شبابي , ووجدت أهلها قد تغيرت طبائع نفوسهم عن تلك التي تركتهم عليها , ووجدت نفسي قد تغيرت أيضا من داخلي ولم اعد ذلك البسيط المتبسط حتى وان تكلفت وتصنعت البساطة والتبسط , لقد كنت ضحية لأحلام يقضة كالتي تحلمون بها اليوم وكانت نتجتها التسبب لي بخسارة مادية كبيره , وكان ذلك درسا تلقنته ولكن بعد فوات الأوان ولا فائدة ترجى من تعلمه سوى أسداء النصح لمن يمر بنفس أعراض الحنين الى القرية التي سبق أن مررت بها ...
أنصتوا لنصح من مر بالتجربة وارموا على القرية بسبعين حجرا لا سبعة كالتي ترمون بها الجمرات , وعودوا أبناءكم على الأغتراب وكسر حواجز الحنين الى مسقط الرأس والأوطان , فالوطن الحقيقي في أية لحظة من لحظات الحياه أنما هو ذاك الذي تجد فيه بحبوحة من العيش وراحة في البال مع الأبقاء بالطبع على وشائج الصلة والوصال عامرة بالديار ومن سكن الديار , وشكرا ...

رويعي الغنم 05-22-2012 12:42 PM

رد: الحنين الى القرية ..
 
حليف الشيخ العمدة المقداد بن الأسود :
أنني لك ولكل قارئ غيرك ناصح أمين بأن لا تزرع هذه المشاعر تجاه قريتك في بنيك وبناتك ومحبيك , فالقرية اليوم لم تعد هي القرية التي عهدتها بالأمس وأنما هي العزلة والفقر والندرة وتدني الخدمة ...
القرية الي تنوحون عليها كما نحنا على أطلالها من قبلكم لم تعد هي قرية الأمس التي كانت يوما ما عامرة بأهلها وبالألفة والمودة التي كانت عامرة بها قلوبهم , وصدق الشاعر عندما قال :
لعمرك ما حب الديار شغفن قلبي@@ولكن حب من سكن الدار....
أنصحكم فقد تسببت لي ذكريات الطفولة والحنين الى صفاء القرية والألفة التي عهدتها بين أهلها قبل ثلاثين عاما ونيف بخسارة ما يزيد على الثلاثمائة الف ريال في فرعة بلاد ثماله حيث مسقط رأسي , وحينها كانت القرية ومن سكنها أحسن حالا من حالها اليوم بكثير كثير , ومع ذلك فقد وجدتها غير التي عهدتها في ريعان شبابي , ووجدت أهلها قد تغيرت طبائع نفوسهم عن تلك التي تركتهم عليها , ووجدت نفسي قد تغيرت أيضا من داخلي ولم اعد ذلك البسيط المتبسط حتى وان تكلفت وتصنعت البساطة والتبسط , لقد كنت ضحية لأحلام يقضة كالتي تحلمون بها اليوم وكانت نتجتها التسبب لي بخسارة مادية كبيره , وكان ذلك درسا تلقنته ولكن بعد فوات الأوان ولا فائدة ترجى من تعلمه سوى أسداء النصح لمن يمر بنفس أعراض الحنين الى القرية التي سبق أن مررت بها ...
أنصتوا لنصح من مر بالتجربة وارموا على القرية بسبعين حجرا لا سبعة كالتي ترمون بها الجمرات , وعودوا أبناءكم على الأغتراب وكسر حواجز الحنين الى مسقط الرأس والأوطان , فالوطن الحقيقي في أية لحظة من لحظات الحياه أنما هو ذاك الذي تجد فيه بحبوحة من العيش وراحة في البال مع الأبقاء بالطبع على وشائج الصلة والوصال عامرة بالديار ومن سكن الديار , وشكرا ...


الساعة الآن 05:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by