منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   أنت السبب (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=45695)

صقر قريش 07-31-2009 06:36 AM

أنت السبب
 
أنت السبب


http://al-madina.com/files/imagecach...5579311600.jpg

الجمعة, 24 يوليو 2009


د. عائض القرني



أنت الوحيد بعد الله الذي تسعد نفسك، لا تنتظر ظرفاً مناسباً قادماً من عالم الغيب، لا تؤجل السعادة والبهجة حتى تحصل على وظيفة أو زوجة أو صفقة مالية أو بيت جديد، فلن تحصل لك السعادة إذا توفرت لك هذه الأشياء؛ لأن نفسك سوف تنتقل معك وتصاحبك وهي لم تتغيّر، أنت المسؤول، غيّر أفكارك الآن، اعتقد أنك سعيد وسوف تسعد لا تبع السعادة بالأوهام والأحلام إذا سكنت في غرفة من طين على بساط ومعك رغيف خبز وكوز ماء فارفع عقيرتك منشداً فرحاً مسروراً:
ألا عمْ صباحاً أيها الطللُ البالي، وتصوّر أنك في قصر شاهق تحفّ به الحدائق الغناء وتغدو عليك الجواري بجفان ألذ الطعام وأحلى الشراب، فما الفرق بين هذا وذاك إلا شعورك فقط، وشعورك هذا قد يحوّل لك السكنى في القصر والنعيم والحبور والسرور إلى جحيم لا يُطاق؛ لأنك قد تسمح لأفكارك السوداويّة بجمع ملفات الحزن والكدر والكآبة والهمّ والغمّ، وإلا قلّ لي بربك لماذا يتناول الأثرياء وهم في ناطحات السحاب عقاقير مسكنة وأدوية مهدئة؛ لقلقهم وأرقهم، ولماذا يغرد البسطاء من الناس في أكواخهم كأنهم عصافير تغمرهم السعادة؟ السبب هي أفكار هؤلاء وهؤلاء، (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا).
أما كان الناس مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق في خوف وجوع ومشقة وعنت، فلما أخبرهم بالمستقبل المشرق، قال المؤمنون: صدق الله ورسوله، وقال المنافقون: ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً، والظرف واحد والزمن واحد والمكان واحد، لكن النفوس غيّرت النظرة بحسب الوجه، فغيّر أنت بوصلة تفكيرك من الآن، حوّل مؤشر السهم إلى أعلى فسوف يكون أخضر وتخضّّر معه حياتك، ولا تتركه يتجه لأسفل فيحمّر الهول أمامك.
أما رأيت شخصين يسكنان في بيت واحد ويجلسان على مأدبة واحدة، وأحدهما سعيد بهيج، والثاني مكدّر محزون، ما السبب؟ لماذا؟ وقد اتحد الظرف والزمان والمكان لهما؟ السبب تفكير كل منهما، فالأول فكر في النعم وشعر بالخير وأحسن بالمستقبل المشرق، والثاني تذكر المنغصات وتوقع مستقبلا ً مظلماً.
قال عالم نفس لمريض يتردد عليه مصاب بالكآبة: لو خرجت من جلدك وسكنت المريخ وحوّلت لك الجبال ذهباً لبقيت كما كنت مكدراً مهموماً مغموماً؛ لأن أفكارك في رأسك لم تخرج، أعرف أنك غيّرت بيتك وسيارتك وقمت برحلات وحضرت حفلات، لكن فكرك لا زال معك على حاله، فلهذا بقيت على حالك، كل شيء يمكن أن تنظر إليه بنظرك إيجابي وسلبـي، فصديقك إذا فكرت في محاسنه وطول صحبته وكرمه أحببته وأعجبت به، وإذا فكرت في مساوئه وحدّته وعجلته كرهته ولم ترض صحبته، والسفر مثلاً إذا حدثت نفسك أنه متعة وتغيير وتجديد وفسحة رأيته جميلاً وحسنا في عينك وقلبك، وإذا حدثت نفسك أنه مشقة وإرهاق ومخالفة للمألوف وفراق للوطن، وهجر للأحباب ثقل عليك وصار مملاً مكروهاً.
فكرك هو البوصلة، فوّجهه إلى ديار الأفراح ومطالع السرور ومرابع البهجة تجد الحياة أجمل وأبهج مما تظنّ.

الهـامـــور 07-31-2009 12:06 PM

رد: أنت السبب
 
بارك الله فيك

وجزاك أنت والشيخ خير

أبو عبيدة 07-31-2009 02:01 PM

رد: أنت السبب
 
يعطيك العافيه


الساعة الآن 07:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by