منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   حوار الاديان (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=33208)

صقر قريش 11-09-2008 10:01 AM

حوار الاديان
 
حوار الأديان نظرة ثاقبة
أمرنا الله في مواضع عديدة في القرآن، وعلمنا الرسول الكريم قولا وعملا كيف نتعامل مع من لايوافق وجهة نظرنا. وبخاصة في الدعوة إلى الله. ففي القرآن نجد الله سبحانه يقول: “وجادلهم بالتي هي أحسن” الآية 125 سورة النحل وفي سورة العنكبوت ورد في الآية 46 قول الله سبحانه: “ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن”. أما ما طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كثير من الممارسة مع الذين يخالفون سلوكه القويم: ولعل في المقدمة من ذلك المفاوضات التي عقدها مع مشركي مكة يوم صلح الحديبية إذ كان درسا بليغا للطرف الآخر. كما أنه درس لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عن أصحابه الذين لم يرق لبعضهم الصلح ففسروه بأنه هزيمة لكن الرسول بأسلوبه البليغ وحكمته الواضحة جعلهم يقبلون ما توصل إليه فهو الذي وصفه الله بقوله: “وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى”.
وفي موضع آخر: جاء رجل فبال في المسجد مما جعل الصحابة الحاضرين رضوان الله عليهم يهمون بتأديبه لكن المصطفى الحكيم: قال لهم “دعوه” وفعل الصحابة ما أمرهم به قائدهم وبعدما أكمل التبول، ناداه الرسول فشرح له أن هذا المكان للعبادة وليس لقضاء الحاجة وعندئذ خجل الرجل وقبل النصيحة بقلب مفتوح.
ومثل آخر حينما جاء أحد الصحابة يستأذن الرسول في الزنا، فلم ينهره الرسول ولم يقس عليه وإنما حاوره بلطف: هل ترضى هذا لأمك؟ هل ترضاه لأختك.. إلى آخره ثم دعا له بالهداية. فما كان من الصحابي الا أن أطلق دعوة من قلبه اللهم ارحمني ومحمدا ولاترحم معنا أحدا أو كما قال رضي الله عنه.
فانظروا كيف كانت نتيجة الحوار الهادئ الواضح من وجه بشوش قادر على العقاب لو أراد ذلك، لكنه المصطفى الذي بعثه الله رحمة للعالمين ووهبه أسلوبا فريدا في توضيح ما يريدهم أن يفعلوه.
إذن، فإننا عندما نحاور الآخرين فإننا بذلك نتبع سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو المرسل رحمة للعالمين الذي هداه الله إلى الأسلوب الأمثل للاقناع، فالحوار الهادئ “واضح الكلمات والمصطلحات” يجعل المحاور يهضم المغزى المطلوب منه هضمه وعندئذ لايتخذ العناد وسيلة لمقاومة الفكرة المطروحة أما لو كان المحاوِر “بكسر الواو” غليظ القول أو القسمات فإن الأقرب من الطرف الآخر أن يرفض الرأي المطروح اعتدادا برأيه وتمسكا به وانتصارا للذات.
لقد اختطت المملكة أسلوب الحوار وسيلة لاقناع الآخرين بمحاسن الإسلام وفوائده وها نحن نرى قائدنا خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى الحوار ويتصدر وفد المملكة إلى مؤتمر دولي للحوار سبق أن أطلق الدعوة إليه في المملكة ثم في أسبانيا وها نحن نراه على رأس وفد المملكة “حامية حمى الإسلام” وموطن مقدسات المسلمين.
إذ ينطلق في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اجتماع دولي عالي المستوى للحوار بين الأديان والثقافات، يرأس وفد المملكة فيه قائدها الذي اتخذ الإقناع والاقتناع أساليب لتعامله مع مواطنيه ومع إخوانه المسلمين في دول العالم ومع اتباع الديانات الأخرى اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وما ورد في كتاب الله من نصوص تدعو المسلمين أن يسلكوا هذا السلوك الحكيم المقنع.
إذا أثبت التاريخ على مر العصور على أن الكلمة الطيبة تريح المخاطب وتجعله يستمع، بينما الأوامر والنواهي الخالية من الايضاح والاقناع “بأسلوب سلس مريح” تقود إلى العناد والعناد معناه الرفض انتصارا للذات وانتقاما من المحاور المتسلط.
فشكرا لله سبحانه أن هدانا للإسلام وجعلنا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، إذ يقول الله سبحانه في الآية 110 من سورة آل عمران “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”.
فأي صفة يعتز بها المسلم تفوق هذا الوصف الذي وصف الله بها عباده المؤمنين بالإسلام. وأي أسلوب يمكن أن يسلكه المسلم للدعوة إلى هذا الدين الحنيف من الجدال بالتي هي أحسن من خلال إبراز محاسن الإسلام ومزاياه لغير المسلمين باسلوب لين واضح ومؤثر؟
شكرا لكم خادم الحرمين الشريفين على اتخاذ هذا الأسلوب والدعوة إليه ونشره بين الناس في جميع أصقاع الدنيا. شكرا لكم وبارك الله في عمركم وأعمالكم يا أبا متعب.

ابو عمر 11-09-2008 02:26 PM

رد: حوار الاديان
 
بارك الله فيك يالغالي .. وماقصرت جهد مبارك


الساعة الآن 03:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by