![]() |
الدعــــوة إلى الله
• تلا الحسن البصري قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُُ قَوْلاً مِمًن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَلِحاً وَقَالَ إِنًنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فقال رحمه الله : (( هذا حبيب الله .. هذا ولي الله .. هذا صفوة الله .. هذا خيرة الله .. هذا أحب أهل الأرض إلى الله .. أجاب الله في دعوته ودعا الناس , وعمل صالحاً وقال : إنني من المسلمين .. هذا خليفة الله )) . لما خصّنا الله تعالى بنعمة الإسلام التي لا يعدلها شيء , ومنّّ علينا بها فضلاً منه وكرماً , كان من شكرها الدعوة إليه , بالدلالة على الخير , والتحذير من الشر , وتنبيه الغافل , وتعليم الجاهل , وبالشكر تدوم النعم وتزداد . أهمية الدعوة: للدعوة شأن عظيم , ومكانة كبيرة ومن ذلك : 1- أنها مهمة الرسل وأتباعهم , ولا تقوم الحياة الآمنة إلا بها . 2- أنها سبب حفظ الأمة منا الهلاك , قال تعالى : { وَمَا كَانَ رَبٌكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } ولا تزول الدنيا وتقوم الساعة , إلا بعد هلاك الدعاة المصلحين وشيوع الجهل , قال صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) فضل الدعوة : للدعوة إلى الله فضائل عظيمة منها : 1- أنها أجلّ الطاعات , وأعظم القربات , بدلالة أن الله اصطفى للقيام بها صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين , كما أثنى الله على أهلها في قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مًمًن دَعَا إِلَى اللهِ } قال الشوكاني رحمه الله ( لا شيء أحسنُ منه , ولا أوضح من طريقتهِ , ولا أكثر ثواباً من عمله ) . 2- أنها متابعةٌ للأنبياء , واقتداءٌ بهم , واقتفاءٌ لأثرهم , والسير في ركابهم في طريق آمن غير موحش . 3- نيلُ مراتب الجنة العلى , حيث أنها مهمّة الرسل , ومن وفّقه الله من العلماء والدعاة والمصلحين , قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله : ( وهذه المرتبة تمامها للصديقين الذين عملوا على تكميل أنفسهم وغيرهم , وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل ) , وقال ابن القيم رحمه الله : ( فالدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها ). 4-ما فيها من الأجور العظيمة , فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على كنز عظيم بقوله صلى الله علي وسلم ( لأن يَهْدي الله بكَ رجُلاً واحِداً خَيْرٌ لكَ من حُمُرِ النعَم ) متفق عليه . قال ابن القيم رحمه الله :( وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو , لإن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس , أما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء ) . 5-أنها من الأعمال المضاعفة , الدائمة التي يبقى أجرها بعد الممات ويستمر إلى ما شاء الله , قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , وعلم ينتفع به , وولد صالح يدعو له ) . طبيعتها : لا دعـوة إلا بالتفاني والإخلاص , والجد والمثابرة , ووقوع الأذى والصبر عليه . وقد كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم أكثرهم أذىً من قومه , وأشدهم صبراً عليه . مراتب الدعـوة : قال الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبًكَ بِالْحِكْمَة ِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالًتِي هِيَ أَحْسَنُ } قال ابن القيم رحمه الله : ( جعل الله مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة , والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخير يدعى بالموعظة الحسنة وهي : الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب , والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن ) مراتب الدعاة : كل مسلم مطالب بالدعوة , ولو كان قليل العلم , فيعلّم غيره مايعلمه , وإذا لم يحسن الكلام فإن للدعوة عشرات الوسائل كجلب الدعاة للناس أو العكس , والكتابة والنشر , وتوزيع الكتب والأشرطة , والنصح والإنكار في وسائل الإتصال كالهاتف والانترنت , وغير ذلك مما يستطيع الجميع المشاركة فيه . فعليك أخي المسلم / أختي المسلمة النهوض بأمر هذا الدين بالدعوة إليه , والدفاع عنه , والصبر على الأذى فيه . جعلنا الله وإياكم من أهل الدعوة إليه على بصيرة , ورزقنا الإخلاص في القول والعمل , وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ~~ همســـــة ~~ كن مشعلاً في جنح ليل حالك === يهدي الأنام إلى الهــــدى ويبين وانشط لدينك لا تكن متكاسلاً === وأعمل على تحريك ماهو ساكن وابدأ بأهلك إن دعوت فإنهم === أَولى الورى بالنصح منك وأقمـن والله يأمر بالعشــيرة أولاً === والأمـر من بعد العشيرة هيــــــن منقول للفائدة |
رد : الدعــــوة إلى الله
الله يعطيك العافية وجزاك الله خير
|
الساعة الآن 01:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by