![]() |
الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة
-------------------------------------------------------------------------------- الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل. أنـواع الظـلم: قال البعض: الظلم ثلاثة: الأول ـ أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى: وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (سورة لقمان:13)، وإياه قصد بقوله: {ألا لعنة الله على الظالمين} (سورة هود:18). الثاني ـ ظلم بينه وبين الناس: {إِنَّمَا السّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42) . الثالث ـ ظلم بين العبد وبين نفسه: وإياه قصد بقوله: {فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)، وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس ، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه لأنه يعرضها للعقوبة فى الدنيا و الآخرة أشكال الظلم :- قال الذهبي: «الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا، وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء»، وقد عده من الكبائر - أخذ مال اليتيم ـ المماطلة بحق الإنسان مع القدرة على الوفاء ـ ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر. - ظلم الحاكم لمحكوميه و الرئيس لمرؤوسيه - ظلم القوى للضعيف باستغلال قوته سواء كانت سلطة أو امكانيات مادية - عدم مراعاة مشاعر الغير خاصةً لو كان يمر بأزمة أو مشكلة و غيرها من الأشكال ......... وقد وردت النصوص التى تذم الظلم: قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (سورة الكهف:59)، وقال سبحانه: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} (سورة الزخرف:76) ، وقال: {والله لا يحب الظالمين} (سورة آل عمران:57)، وقال: {ولا يظلم ربُك أحدًا} (سورة الكهف:49)، وقال: {وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46) والآيات كثيرة في القرآن الكريم وفي الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم). وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا» (رواه الترمذي). وكان معاوية رضي الله عنه يقول: «إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرًا إلا الله»، قال عمر رضي الله عنه: «اتقِ دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة». و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب وقال أبو العيناء: «كان لي خصوم ظلمة ، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدة، فقال: يد الله فوق أيديهم، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله». وكان يزيد بن حاتم يقول: «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك». وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام». أنواع الظلم :- قيل: إن الظلم ثلاثة: 1- ظلم لا يغفر : وهو الشرك بالله {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (سورة النساء:48) 2- ظلم لا يترك : و هو ظلم العباد لبعضهم بعضا و هذا لا يتركه الله الا عاقب صاحبه 3- ظلم مغفور لا يُطلب : و هو ظلم العبد لنفسه من أسـبـاب الظـلم: ( أ ) وسوسة الشيطان: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} (سورة البقرة:208)، فالشيطان دائماً يزين للظالم ظلمه و يحرضه على ايذاء غيره و يلقى فى قلبه سوء الظن بالآخرين ليدفعه الى ظلمهم (ب) النفس الأمارة بالسوء: قال تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء} (سورة يوسف:53). (جـ) الهوى: قال تعالى: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} (سورة النساء:135) والآيات كثيرة في هذا الباب. فالهوى يجعل الظالم لا يرى فى الدنبا الا رغباته الشخصية بغض النظر عن مدى جواز هذا الفعل أم لا أسباب تعين على ترك الظلم وتعالجه: 1 ـ تذكر تنزهه عزَّ وجلَّ عن الظلم: قال تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، وقال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} (سورة النساء:40)، 2ـ النظر في سوء عاقبة قال تعالى : {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} (سورة الأنعام:47). 3 ـ عدم اليأس من رحمة الله: قال تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} (سورة يوسف:87، 4 ـ استحضار مشهد فصل القضاء يوم القيامة، قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون} (سورة الزمر:68-70). 5 ـ الذكر والاستغفار: قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} (سورة آل عمران:135). 6 ـ كف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها: فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى في اعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، عاقبة الظالم: الظلم يجلب غضب الله سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، ، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (سورة العنكبوت:40)، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27). والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، يقول الله عزَّ وجلَّ للمظلوم : «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين». و ختماً : اتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين بحث نفذته بمرجعية من موقع الشبكة الاسلامية |
رد : الظلم ظلمات يوم القيامة
يعطيك العافيه
|
رد : الظلم ظلمات يوم القيامة
مشكور أخي الكريم على هذه المشاركة..وجزاك الله خيرًا...
|
رد : الظلم ظلمات يوم القيامة
مشكور
|
الساعة الآن 02:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by