منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الأسرة و الـتربـيـة (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رسالة أب إلى ابنته عشية زفافها (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=24262)

مناهل 03-30-2008 02:28 PM

رسالة أب إلى ابنته عشية زفافها
 

أَيْ بُنَيَّتي

أي بنيتي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ! أعظم تحية؛ سلم الله بها على المرسلين، وأمر الله عباده المؤمنين ، أن يحيوا بها نبيه ، وأنفسهم ، وعباده الصالحين .

سلام : يحفظك من بين يديك ومن خلفك ، في نفسك ، وبدنك .
ورحمة : تغمر قلبك ، وتكتنف حركاتك وسكناتك .
وبركة : تحيط بك ، ولك ، وعليك .

قد كنت يا بنيتي حين أطللت على الدنيا قبل عشرين سنة فرحةً، وبهجة، وأنساً. ثم تألقت بعد ذلك أدباً ، ودلاً وسمتاً . وها أنت تُزفين إلى زوجك على أجمل صورة ظاهرةٍ ، وباطنةٍ ، ترفلين بثياب الحسن والأدب ، مع ما منَّ الله به عليك من الدين والخلق . فهنيئاً لك ، وهنيئاً له .

أي بنيتي : ليس سهلاً على أبٍ فراق ابنته ، وحبة قلبه ، وإن بدا متجلداً ، وعزاؤه أن كريمته انتقلت من يد شفيق ، إلى يد شفيق آخر ، يتقي الله فيها ، ويرعى حرمة الزوجية ، يسرها وتسره ، يلاعبها وتلاعبه ، يؤانسها وتؤانسه . ولولا ذاك ، ولولا أن في البقاء منقصة ، ولولا أن الزواج مكرمة ومعزة ، ما كان سوادك يفارق سوادي ، ولا أظلك بيت غير بيتي ، إلا أن يشاء الله . لكنها سنة الأولين ، وهدي المرسلين ، وقانون الحياة والتكاثر . لا زلت يا بنيتي كريمة على أبويك ، تتقلبين بين بيتيك ؛ بيت تالد ، وبيت طريف ، فطيبي نفساً ، وقري عيناً ، فإما ترين من البشر أحداً ، فقولي: إني أحدثت للرحمن شكراً ، حيث أحدث لي نعمةً وفضلاً .

أي بنيتي : الحياة الزوجية سكينة ، ومودة ، ورحمة ، وتلك آية من آيات الله ! أن يأدم الله بين قلبين ، ويمزج بين روحين ، بكلمة الله ! ومع ذلك ، فإن الحياة الزوجية لا تخلو من نوع كدر ، تقتضيه طبيعة البشر . وقد وقع أشياء من ذلك في بيت النبوة ، وحجرات أمهات المؤمنين ، فلا تبتئسي لما قد يعرض لك . وليس الشأن في حصول عارض ما ، ولكن الشأن في أسلوب مواجهته ، والتخفيف من وقعه ، ثم تجاوزه . وفي الحياة الزوجية من الأفراح والمباهج ، ما يغمر الكدر الطارئ ، ويعيد الصفو الأصيل ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .

أي بنيتي : استمعي لهذه الوصايا التي قيدتها منذ أن تمت خطبتك ، كلما عنَّ لي ما يسرني ، أو يسوؤني ، في حياتي الزوجية لتعلمي ما يتمناه الزوج من زوجته ، فتَسعدي ، وتُسعدي :
1- أكرمي مثواه :
ليكن بيتك نظيفاً ، منظماً ، طيب الرائحة ، لا سيما ما يتعلق به من لباس ، وفراش ، ومجلس ، ومكتب ، فإن الرجل تأسره الخدمة ، ويزعجه الإهمال.

2- أكرمي نفسك :
البسي في بيتك ما يعجبه ، والبسي خارجه ما يعجبك . إياك أن يجد منك رائحةً غير مستحبة ، في الفم ، أو البدن ، أو الثياب .

3- أكرمي أهله:
لاسيما أبويه ، تفقديهم ، وأظهري الاحتفاء بهم ، أجيبي دعوتهم ، واحضري مناسباتهم . وإياك أن تبدي الاحتفاء بأهلك ، وتهملي أهله وقرابته .

4- أكرمي ضيفه :
اجتهدي في تقديم ما تقدرين عليه من صنوف الخدمة ، فإن ذلك يسره . ولا تتبرمي من زواره ، فإن عجزت لعارض ، فأبلغيه عذرك ، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق .

5- كوني منظمةً:
في مواعيدك ، ووجباتك ، ونومك ، واستيقاظك . لا تسبقيه بالنوم أول الليل ، ولا تستغرقي في النوم صباحاً وهو في البيت ، ولا تنامي دون ضبط المنبه ، يُبارك لك في يومك ، وتنقضي حوائجك .

6- حاولي أن تتقني جميع المهارات التي تنبغي لربة البيت ؛ من طبخ، وخياطة ، وتدبير.

7- اجعلي أعمالك المنزلية وقت غيابه ، وافرغي له حين إيابه .

8- بادري بتلبية طلباته، حتى ولو لم تكن عاجلة ، لأن الحزم في الأمور يريحك مما لابد لك منه ، والتسويف ينسيك ، ويشعر زوجك بعدم المبالاة .

9- لا تسترسلي في المكالمات الهاتفية أثناء وجوده في المنزل .


10- اجتهدي أن يراك مبتسمة دوماً، لاسيما حين الدخول أو الخروج، فيشتاق إليك.

11 - تجنبي مجادلته مهما كانت قناعتك برأيك ، واكتفي بالبيان مرةً واحدة ، فإن كثرة الجدال توغر الصدور ، ولا تحقق المقصود. والانكسار للزوج يستجيش عاطفته.

12- تحملي مزاحه، وإن بدا لك ثقيلاً ؛ فاحتمالك مزاحه حال رضاه ، أهون عليك من تجريحه حال سخطه .

13- احذري من انتقاده بمقارنته بأقرانه ، فإن ذلك يخدش رجولته ، ويحمله على مقابلتك بالمثل . ووقع ذلك على المرأة أشد من وقعه على الرجل .

14- احفظي أسرار بيتك، وحاولي حل مشاكلكما الصغيرة داخله ، فإن أحوج الأمر إلى مشورة ، فأقرب الناس إليك أبويك ، فلا تترددي ، ولا تكتمي ، فإن ذلك يؤذيك ، والنفس تستريح بالبث إلى ذي عقل .

15- لا تهجري فراشه، مهما كان السبب ، وإلا فسيعتاد الاستغناء عنك .

16- احتسبي على ربك كل ما تقولينه، وتفعلينه ، في طاعة الزوج ، فإن ذلك من موجبات الجنة ؛ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلت المرأة خمسها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )

رواه الإمام أحمد ، وابن حبان ، بسند حسن . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير؟ قال : ( الذي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسه ، وماله ) رواه الإمام أحمد ، والنسائي ، والحاكم ، والبيهقي ، بسند صحيح .

أي بنيتي : فإن قلتِ : هذا له عليَّ ، فماذا لي عليه ؟ فالجواب : لك عليه قول الله عز وجل: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف)(النساء: من الآية19) وقوله ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)(النساء: من الآية34) ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، في حجة الوداع : ( اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ... ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم . وقال ( استوصوا بالنساء خيراً ) رواه البخاري .

أي بنيتي : أبشري ، وأمِّلي ما يسرك ، فلقد انفتح لك باب حياة سعيدة ، هنيئة ، بإذن الله ، مع زوج صالح ، وطالب علم ، يعينك ، وتعينينه ، ويُعِفُّك ، وتُعِفِّينه ، ويمنُّ الله عليكما بالذرية الصالحة ، والعشرة الحسنة، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

والدك ..

بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

الدانه 04-01-2008 03:57 PM

رد : رسالة أب إلى ابنته عشية زفافها
 
بارك الله فيك على ذكر الوصايا المهمة التي يتمناه الزوج من زوجته
وفقك الله تعالى .


الساعة الآن 12:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by