فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة
العِرض : يذهب الناس إلى أنه سلف الرجل من آبائه وأمهاته ، وأنّ القائل إذا قال ((شتم عرضي فلان)) إنما يريد شتم آبائي وأمهاتي وأهل بيتي ، وليس كذلك ، إنما عِرض الرجل نفسه ، ومن شتم عِرض رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة : ((لا يبولون ولا يتغوّطون ، إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك)) يريد يجري من أبدانهم . ومنه قول أبي الدرداء ((أقرض من عِرضك ليوم فقرك)) يريد من شتمك فلا تشتمه ، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره ، ودع ذلك قرضاً عليه ليوم القصاص والجزاء ، ولم يُرد أقرض عرضك من أبيك وأمك وأسلافك ؛ لأن شتم هؤلاء ليس إليه التحليل منه. وقال ابن عيينة : لو أن رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثم تورّع فجاء إلى ورثته أو إلى جميع أهل الأرض فأحلّوه ما كان في حل ، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه إلى ورثته لكنّا نرى ذلك كفارةً له ، فعِرض الرجل أشد من ماله ، قال حسان بن ثابت : [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هجوت محمداً فأجبت عنه =وعند الله في ذاك جزاء. فإن أبي ووالده وعرضي=لعرض محمدٍ منكم وقاء.[/POEM] أراد فإن أبي وجدي ونفسي لنفس محمد صلى الله عليه وسلم ، ومما يزيد وضوح هذا حديثٌ حدثنيه الزيادي عن حمّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ، كان إذا خرج من منزله قال : اللهم إني قد تصدّقت بعرضي على عبادك. ((ادفعه إليه برُمّته)) : ويقولون ((ادفعه إليه برُمّته))وأصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبلٍ في عنقه ، والرّمة : الحبل البالي ، فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته ولم يحتبس منه شيئاً ، يقال : ((ادفعه إليّ برمّته)) أي : كله. |
رد : فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة
توضيح لما فهم خطأ لدى عامة الناس
مشكورة مناهل |
رد : فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة
مشكورة مناهل
|
رد : فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة
جزاكما الله خيرا
|
الساعة الآن 02:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by