![]() |
ثلاثة رغبوا عن سنتي !
ما هو التبتل؟ التبتل هو الانقطاع عن الزواج والتوجه إلى العبادة. وقد جاءت النصوص صريحة في النهي عن التبتل للقادر على الزواج منها: قال سعد بن أبي وقاص: (رد رسول الله r على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا )) رواه البخاري. أي لو أذن له بالتبتل، لبالغنا في التبتل حتى يفضي بناء الأمر الاختصاء. قال الطبري: التبتل الذي أراده عثمان بن مظعون تحريم النساء، والطيب وكل ما يُتلذذ به، فلهذا أنزل في حقه. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ))[المائدة : 87] وتأمل معي مواقف الرسول مع الزوج والزوجة، فقد نهى عن التبتل للزوج أو الزوجة، وأمر ألا تصوم الزوجة- النافلة- وزوجها حاضر إلا بإذنه، ونهى عن الزهد في النساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأنا أتزوج النساء)). وتأمل معي قصة أم الدرداء في رواية البخاري والترمذي: قصة أم الدرداء: لقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فجاءه سلمان يزوره فإذا أم الدرداء متبذلة- أي تاركة ثياب الزينة لابسة ثياب المهنة- فقال: ما شأنك يا أم الدرداء؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء يقوم الليل، ويصوم النهار، وليس له في شيء من الدنيا حاجة- أي يتركها لأجل العبادة. فجاء أبو الدرداء فرحب به وقرّب إليه طعاماً فقال له سلمان: أطعم- أي كُلْ- إني صائم، قال أقسمتُ عليك لتفطر، ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل معه ثم بات عنده. فلما كان الليل أراد أبو الدرداء أن يقوم يصلي فمنعه سلمان وقال: ((يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقاً, وإن لأهلك عيك حقاً, صم وأفطر، وصل وآت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه. فلما كان في وجه الصبح -قرب الفجر- قال: قم الآن إن شئت وصلِ، فقام فتوضأ ثم ركعا ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلمبالذي أمره سلمان. فقال له رسول الله: ((يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقاً مثل ما قال سلمان، وفي رواية صدق سلمان....)) رواه البخاري والترمذي. والشاهد في الحديث أن رسول الله أقر ما قاله وفعله سلمان مع أبي الدرداء، ومن قول سلمان ((وآت أهلك.. أن لأهلك عليك حقاً)). وفي هذا نهي عن التزهد في الحلال، فالزواج ليس للتعبد وهجر الفراش للمسجد، إنما الزواج لبناء مجتمع وعفاف زوج وزوجة، وطلب شهوة في الحلال، وطلب الجنة بالزواج. أسباب الأعراض عن الزواج: نخن هنا نضع الحلول العملية والشرعية لمن ترك الزواج، ونفند أسبابهم: 1- إذا كان السبب هو الفقر وقلة المال: فالحل هو احتساب النية الصالحة للزواج والتماس الغنى بالزواج، كما ذكر لنا عمر بن الخطاب قال: ((ما رأيتُ كرجل لم يلتمس الغنى في الزواج وقد وعده الله به فقال: ((وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)) [النور : 32] ولحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة حق على الله عونهم .....ومنهم الناكح يريد العفاف)). 2- إذا كان السبب هو الزهد في الدنيا: فالحل هو اتباع شرع رسولنا الكريم وليس أزهد منه صلى الله عليه وسلم، والله يقول: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ))[القصص : 77] ومن أعظم النصيب في الدنيا الزواج، قال صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)) رواه مسلم. وفي الزواج إتباع لسنة الرسول وما عليك إلا احتساب النية وحسن القصد. 3- وإذا كان السبب هو الحرية وعدم التقيد بالمسؤولية ومغازلة النساء الغزل وضياع الوقت والتلذذ بحياة العزوبة. وقد سمعنا من يقول: إذا أردت أن تبيع حريتك تزوج، الزواج حقل أشواك، الزواج مقبرة الحب. فالحل لهؤلاء هو التوبة والرجوع إلى طريق الجادة؛ لأنهم مخالفون الفطرة السليمة ومخالفون لسنة الرسول ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ))[الأحزاب : 21] يقول الإمام أحمد رحمه الله: من دعاك إلى العزوبة فقد دعاك إلى غير الإسلام. 4- ومن تحجج بإكمال الدراسة: فإن القدرة على الزواج لا تتنافى مع الدراسة؛ لأن الزواج عامل أساسي في النشاط والحيوية ونضج العقل والاتزان الشخصي والحكمة والفهم، والتجربة خير برهان. 5- وإذا كان السبب المغالاة في المهور: فإن الحل هو عدم المغالاة في المهور لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أكثرهن بركة أقلهن مؤونة)). 6- وإذا كان السبب أن كلاً من الرجل والمرأة لا يجد الشريك الذي يثق به: فالمرأة لا تجد الرجل المتدين الجاد، والرجل لا يجد المرأة التي تصلح في نظره للقيام بأعباء الحياة الزوجية ومن يستأمنها على بيته وأولاده. فالحل لهذه المشكلة هي العودة إلى تعاليم الإسلام، فيما يتصل بتربية المرأة وتنشئتها على الفضيلة، والعفاف والاحتساب. وأيضاً تربية الفتيان على التسامي والعفة والآداب الإسلامية الخاصة بأخلاق الرجال. من أقولهم: عن الحسن قال: قال معاذ في مرضه الذي مات فيه: ((زوجوني فإني أكره أن ألقى الله عزباً)). وقال بن مسعود رضي الله عنه: ((لو علمت أنه لم يبق من أجلي إلا عشر ليال، لأحببتُ أن لا يفارقني فيهن امرأة)). وعن ميسرة قال: قال لي طاووس: ((لتنكحن أو لأقولهن لك ما قال عمر لأبي الزوائد: ((ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور)). وروي عن الإمام رحمه الله أنه قال: ((ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء)). قال طاووس: ((لا يتم نسك الشباب حتى يتزوج)). قال وهب بن منبه رحمه الله: ((مثل الأعزب مثل شجرة في فلاة يقلبها الرياح هكذا وهكذا)). يقول أخر: بيت بلا زوجة مسكن للشيطان. وقيل: ((بادروا نساءكم التزويج فإن التسويف مظلمة لهن)). وترنم معي قول الشاعر: تأمل قول ذي نصح وود وبادر بالزواج تنل فخارك وخذ من منبع حر أصيل وعمر بالتقى والخير دارك وتقوى الله خير الزاد فاعمر بذكر الله ليلك أو نهارك وخلاصة القول: إن من الأهداف الأخروية للزواج التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ومباهاته بالذرية يوم القيامة، والزواج سنة المرسلين وهو ضرورة لاغنى عنها، ولا يمنع من الزواج إلا العجز أو الفجور كما قال أمير المؤمنين، وأن الرهبانية ليست من الإسلام؛ لأن الإسلام دين الفطرة. منقـــــــــــــــــــــــول |
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
يعطيكم العافية على الموضوع وهذا النقل الموفق
|
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
يعطيك العافيه على هذا الموضوع وياليت يقرأ من اكبر عدد من الشباب والشابات فعلة إكمال الدراسة وكذلك التمتع بحياة العزوبية اصبحت ظاهرة شباب اليوم شكرا على الموضوع وتقبل تحياتي
|
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
(جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله أني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني) .
ورد هذا الحديث من طرق عديدة ، وهو حديث في أعلى مراتب الصحة ، رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لهذا الحديث: قوله: فمن رغب عن سنتي، المراد بالسنة الطريقة لا التي تقابل الفرض، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره، والمراد مَنْ ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني..... إلى أن قال: وقوله فليس مني: إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يعذر صاحبه فيه، فمعنى ليس مني أي على طريقتي ولا يلزم أن يخرج عن الملة، وإن كان إعراضاً وتنطعاً يفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله، فليس مني ليس على ملتي لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر. انتهى |
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
مشكورين على المرور
يعطيكم العافيه |
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
يعطيك العافيه
|
رد : ثلاثة رغبوا عن سنتي !
مشكورين على المرور
يعطيك العافيه |
الساعة الآن 02:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by