بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لا يسترع انتباهه كثرة الدبابات والهايلوكسات والجيوب وأخيرا الفوردات والكرسيدات وذلك عندما يجوب أحياء الطائف العتيقة أو يتنزه في ضواحي مصيف المملكة العربية السعودية حيث الطبيعة الخلابة وقد أصبح الدباب توأم أحد أبنائنا مضموما في دفتر العائلة إن لم يكن العلامة الفارقة لأحدنا ، كيف لا وأنت إذا ما اشتهيت فول القرموشي وتميسه المقرمش أو أردت تعبئة اسطوانة الغاز أو أردت أن تشتري كل ما يخص ثلاجة منزلك فإنك لن تذهب إلى الصرافة ولن تخسر من راتبك مليما واحدا فالدباب كفيل بعد الله بأن يلبي لك مثل هذه الاحتياجات فلا تستغربوا أخوتي في الله حلمي الذي كان يتمثل في أنني قد اشتريت دبابا جديدا قمت بتمرينه وعملت له صداما قويا وشبكا مرتفعا وألبست صندوقه صفيحة من الحديد المانع للتخديش وكثيرا ما كنت أحذر على باطنه من التعرض للكدمات من الحصى أو من المطبات الاصطناعية بل وصل الأمر بي إلى أن أتخذ قرارا مفاده أن لا يركبن فيه بائعات الفصفص والقورو غير أن ما أزعجني في نومي تلك الليلة أن تيسا كبيرا ذو قرون هائلة اشتريته لأتنحر به كان قد هرب من صندوق دبابي رغم ربطي له ربطا جيدا فأخذ ذلك التيس الذي أكاد أجزم أنه ليس تيسا بل جنِّيا أخذ في إرباك السير والمارة فأخذت أركض خلفه حتى أمسكت به ووجهت له سيلا من اللكمات والركلات بعد أن قطع الكثير من الإشارات ونطح المارة بما فيهم امرأة حُبلى كان قد أجهض جنينها بنطحة واحدة وقام بقلب سيارة من نوع بيوك فحلفت لرجل المرور بعد أن أمسكت بذلك التيس أن أقوم بذبحه قبل أيام النحر وليس على رجل المرور إلا أن يأتي بالمقبلات ليكون لنا ذلك التيس فطورا وغداء وليكون عبرة لغيره من التيوس شريطة أن لا يحاسبني رجل المرور على هذه الأحداث الدراماتيكية التي ولدت قصيدة هي الأخرى دراماتيكية والتي أقول فيها :