إياك أن تهضم من حق أحد أو تضع من قدره ، ومن أخبرك أن أحد أرخص نفسه فقد كذب ، ويوم ترخص أنت أثمان الناس بتجاهلهم وازدرائهم إنما تكسب مقتهم وعداوتهم ، وسوف يسعون في الإضرار بك والانتقام منك ، ولهذا من الحكمة تبجيل من يستحق التبجيل وإنزاله منزلته الائقة به ، وأما غمط الناس وتحقيرهم فهو دليل على نقص العقل وذهاب الرشد ، إنك ان تجد من يحترمك ويقدرك حق قدرك إلا من احترمته وأكرمته ، وبالمقابل لا تبالغ في رفع أحد عن منزلته فيحطك عن منزلتك ، فإن بعض الناس لديه لؤم وخسة وطبع كالحية ، فيظن أنك إذا غاليت في إكرامه أنه خير منك ، فيبدأ بانتقاصك ، فلا ضرر ولا ضرار ، أقم ميزان العدل في الحق ، وأكرم من يستحق الإكرام ، واصفح الصفح الجميل ، وأعرض عن الجاهلين .